mustafa Bekhit
27-06-2003, 01:39 AM
مصر بإمكانها أن تبهر الدول العربية إذا نجحت في تقديم نموذج ديمقراطي مميز في المنطقة،
القاهرة - حمدي الحسيني- إسلام أون لاين.نت/ 25-6-2003
د.مصطفى الفقي
اعتبر سياسيون ومثقفون مصريون أن احتلال العراق وما تبعه من متغيرات على المنطقة العربية والعالم والأوضاع السياسية والاقتصادية السلبية في مصر، تشكل عوائق في سبيل استعادة مصر بصورة عملية ثقلها ومكانتها الريادية بالمنطقة العربية، مطالبين السلطات المصرية بزيادة مساحة الديمقراطية ونشر مظلتها الثقافية على العرب، والبحث عن عناصر القوة الذاتية بشكل يضمن لها استعادة هذه الريادة للعالم العربي.
جاء ذلك خلال ندوة تحت عنوان "الدور الإقليمي لمصر في مواجهة التحديات" عقدت على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء 24 و25-6-2003 بكلية "الاقتصاد والعلوم السياسية" جامعة القاهرة.
وخلال الندوة أكد الدكتور مصطفى الفقي -رئيس لجنة الشئون الخارجية في "مجلس الشعب"- أن زيادة مساحة الديمقراطية في مصر سبيل من سبل استعادة ريادتها للمنطقة العربية، قائلا: "مصر بإمكانها أن تبهر الدول العربية إذا نجحت في تقديم نموذج ديمقراطي مميز في المنطقة، ومصر لديها من الإمكانيات والكفاءات ما يحقق لها ذلك".
وأشار الفقي إلى أن "مصر بزيادة مساحة الديمقراطية يمكنها أن تفوت الفرصة على الولايات المتحدة التي تسعى لجعل العراق النموذج العربي للديمقراطية على الطريقة الأمريكية".
كما دعا الفقي إلى إعادة النظر في الدور الثقافي المصري تجاه الدول العربية من خلال ابتكار أساليب جديدة للحفاظ على تأثيرها الثقافي الذي تراجع نسبيًّا بسبب انتشار الفضائيات.
واعتبر د. الفقي من جهة أخرى أن "الإدارة الأمريكية ليست ضد الإسلام كعقيدة سماوية"، ودلل على ذلك بعدة أنشطة تقوم بها الإدارة الأمريكية، منها السماح ببناء المساجد ومآدب الإفطار التي يقيمها الرئيس الأمريكي للقيادات المسلمة داخل البيت الأبيض.
الإسلام التركي مطلوب أمريكا
لكنه في الوقت نفسه أوضح أن إدارة بوش تسعى إلى وجود "إسلام على الطريقة التركية"؛ بحيث يوجد إسلام بدون الدعوة للجهاد أو مقاومة الاحتلال أو الدعوة للاستشهاد في سبيل الله، ويكون المسجد مقصورًا على أداء الفروض، وأن يبتعد رجال الدين عن الحديث في السياسة والحض على كراهية غير المسلمين".
وأوضح الفقي أن "الأمريكان يطالبون مصر صراحة بتطوير المناهج الأزهرية، وبتعديل جوهري في أساليب الدعوة الإسلامية، فضلا عن مطالبتهم للمجتمع المدني المصري بالتحرك في كل الاتجاهات ومضاعفة نشاطه".
وأكد الفقي أن الولايات المتحدة مدركة لدور مصر الريادي، متوقعا أن تقوم واشنطن باستدعاء مصر لإضفاء الشرعية على أي حكومة وطنية يتم تشكيلها في العراق.
أكبر هزيمة للأمن المصري
من جهته وصف د. حسنين توفيق -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- احتلال العراق بأنه "أكبر هزيمة واجهت نظرية الأمن القومي العربي في العصر الحديث، وأدت إلى وضع الأنظمة العربية -وفي مقدمتها مصر- في مأزق خطير، وطرحت ضرورة البحث في فاعلية النظام العربي".
وأشار بعض المتحدثين في الندوة إلى أن انهيار التعليم، وتفشي الفقر والأمية والتخلف، وارتفاع الأسعار مع انهيار اقتصادي منظم في مصر.. كلها عوامل أضعفت القوة الرئيسية في مصر المتمثلة في الطبقة الوسطى التي تآكلت وأوشكت على الاختفاء بالرغم من المحاولات الحكومية للحفاظ على مستوى دخول هذه الفئة.
كما أكد المشاركون في الندوة أن الأوضاع الداخلية المتمثلة في غياب حقوق الإنسان وارتفاع عدد المعتقلين تؤثر بالسلب على دور مصر الريادي في المنطقة العربية.
وقدر هؤلاء عدد المعتقلين بحوالي 25 ألف معتقل من عقول مصرية، معظمهم أطباء ومهندسون شبان معتبرين أن الحكومة المصرية غير جادة في قبولها تطبيق إصلاحات سياسية جذرية، خصوصًا في ظل قانون الطوارئ.
وفي ختام الندوة وعدت د. نادية مصطفى -مديرة مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة- بأن يتم تجميع هذه الآراء وإرسالها للجهات المختصة بصنع القرار المصري بهدف الاستفادة منها
القاهرة - حمدي الحسيني- إسلام أون لاين.نت/ 25-6-2003
د.مصطفى الفقي
اعتبر سياسيون ومثقفون مصريون أن احتلال العراق وما تبعه من متغيرات على المنطقة العربية والعالم والأوضاع السياسية والاقتصادية السلبية في مصر، تشكل عوائق في سبيل استعادة مصر بصورة عملية ثقلها ومكانتها الريادية بالمنطقة العربية، مطالبين السلطات المصرية بزيادة مساحة الديمقراطية ونشر مظلتها الثقافية على العرب، والبحث عن عناصر القوة الذاتية بشكل يضمن لها استعادة هذه الريادة للعالم العربي.
جاء ذلك خلال ندوة تحت عنوان "الدور الإقليمي لمصر في مواجهة التحديات" عقدت على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء 24 و25-6-2003 بكلية "الاقتصاد والعلوم السياسية" جامعة القاهرة.
وخلال الندوة أكد الدكتور مصطفى الفقي -رئيس لجنة الشئون الخارجية في "مجلس الشعب"- أن زيادة مساحة الديمقراطية في مصر سبيل من سبل استعادة ريادتها للمنطقة العربية، قائلا: "مصر بإمكانها أن تبهر الدول العربية إذا نجحت في تقديم نموذج ديمقراطي مميز في المنطقة، ومصر لديها من الإمكانيات والكفاءات ما يحقق لها ذلك".
وأشار الفقي إلى أن "مصر بزيادة مساحة الديمقراطية يمكنها أن تفوت الفرصة على الولايات المتحدة التي تسعى لجعل العراق النموذج العربي للديمقراطية على الطريقة الأمريكية".
كما دعا الفقي إلى إعادة النظر في الدور الثقافي المصري تجاه الدول العربية من خلال ابتكار أساليب جديدة للحفاظ على تأثيرها الثقافي الذي تراجع نسبيًّا بسبب انتشار الفضائيات.
واعتبر د. الفقي من جهة أخرى أن "الإدارة الأمريكية ليست ضد الإسلام كعقيدة سماوية"، ودلل على ذلك بعدة أنشطة تقوم بها الإدارة الأمريكية، منها السماح ببناء المساجد ومآدب الإفطار التي يقيمها الرئيس الأمريكي للقيادات المسلمة داخل البيت الأبيض.
الإسلام التركي مطلوب أمريكا
لكنه في الوقت نفسه أوضح أن إدارة بوش تسعى إلى وجود "إسلام على الطريقة التركية"؛ بحيث يوجد إسلام بدون الدعوة للجهاد أو مقاومة الاحتلال أو الدعوة للاستشهاد في سبيل الله، ويكون المسجد مقصورًا على أداء الفروض، وأن يبتعد رجال الدين عن الحديث في السياسة والحض على كراهية غير المسلمين".
وأوضح الفقي أن "الأمريكان يطالبون مصر صراحة بتطوير المناهج الأزهرية، وبتعديل جوهري في أساليب الدعوة الإسلامية، فضلا عن مطالبتهم للمجتمع المدني المصري بالتحرك في كل الاتجاهات ومضاعفة نشاطه".
وأكد الفقي أن الولايات المتحدة مدركة لدور مصر الريادي، متوقعا أن تقوم واشنطن باستدعاء مصر لإضفاء الشرعية على أي حكومة وطنية يتم تشكيلها في العراق.
أكبر هزيمة للأمن المصري
من جهته وصف د. حسنين توفيق -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- احتلال العراق بأنه "أكبر هزيمة واجهت نظرية الأمن القومي العربي في العصر الحديث، وأدت إلى وضع الأنظمة العربية -وفي مقدمتها مصر- في مأزق خطير، وطرحت ضرورة البحث في فاعلية النظام العربي".
وأشار بعض المتحدثين في الندوة إلى أن انهيار التعليم، وتفشي الفقر والأمية والتخلف، وارتفاع الأسعار مع انهيار اقتصادي منظم في مصر.. كلها عوامل أضعفت القوة الرئيسية في مصر المتمثلة في الطبقة الوسطى التي تآكلت وأوشكت على الاختفاء بالرغم من المحاولات الحكومية للحفاظ على مستوى دخول هذه الفئة.
كما أكد المشاركون في الندوة أن الأوضاع الداخلية المتمثلة في غياب حقوق الإنسان وارتفاع عدد المعتقلين تؤثر بالسلب على دور مصر الريادي في المنطقة العربية.
وقدر هؤلاء عدد المعتقلين بحوالي 25 ألف معتقل من عقول مصرية، معظمهم أطباء ومهندسون شبان معتبرين أن الحكومة المصرية غير جادة في قبولها تطبيق إصلاحات سياسية جذرية، خصوصًا في ظل قانون الطوارئ.
وفي ختام الندوة وعدت د. نادية مصطفى -مديرة مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة- بأن يتم تجميع هذه الآراء وإرسالها للجهات المختصة بصنع القرار المصري بهدف الاستفادة منها