PDA

View Full Version : التعامل مع الأنظمة الشمولية بين الإفراط والتفريط


المشرف السياسي
15-07-2003, 02:33 PM
الأنظمة الشمولية: يعرفها المدعو علاء الرامي من صوت العراق التعريف التالي [هو الذي يفرض برنامجه و فلسفته على المجتمع ويقسر الناس على العيش وفق منهج محدد يضعه هو ويتناول أصغر تفاصيل حياتهم اليومية المادية والروحية وهذا النظام مختلف عن النظام الدكتاتوري أي الاستبدادي والذي يحكمه مستبد فرد أو طغمة مستبدين ولكنه يترك الناس تعيش كما تشاء ويحتكر هو الإدارة السياسية والسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية]
وسنضطر لتنقية تعريفه ، وهو وضع لفظة (باستثناء الإسلامي) لأن الإسلام يدخل في كل شاردة وواردة وحتى رمشة العين ، ولا يحتاج إلى قاض يطبقه في نفوس الناس بل إن النفوس تتشربه راحة وطمأنينة.

إن جميع حكام الأرض يتعاملون مع الحكم وكأنه ملكية خاصة ، إلا إذا جاء من يمنع الحاكم من هذا التعسف في استخدام الحق ، والناظر بعين ثاقبة يجد أن الحكام في النم الاستبدادية الشمولية جعلوا من ثروات بلدانهم وسيلة للثراء ومن شعوبهم عبيدا ، لذلك تجد أن أبنائهم يتعملون مع ثروة البلد وكأنها ملك حكر عليهم ، فيتملكون ما يشائون من أراض ويبنون قصورا على حساب البلد ، وحتى دلة القهوة في بيتهم ومرتب السائق على حساب الحكومة ، حتى الشعير الذي يعلف به فرسه من ثروة الشعب.

نتج عن كل هذا حنق عند الكثير من الشعوب ، إلا أن للأنظمة الشمولية وسائلها الخاصة للقفز على الجانب الأخلاقي والتخلص ممن جعلتهم خصوما سياسيين من المدافعين عن حقوق الشعب ، ففي الصين وكوبا وإيران يتم اتهامهم بالعمالة ، وفي مصر يتم اتهامهم بالنفعية واستغلال الدين وفي الخليج يتم اتهامهم ونعتهم بالخوارج ، مجرد إبداء الشخص وجهة نظره في مسألة يتعرض للاتهام بأنه خارج عن ولي الأمر [الشرعي] ، والفتاوى المعلبة جاهزة للتعامل مع كل من يقف في وجه أطماع الأنظمة الشمولية ، بل أصبح بعض المنتسبين للدعوة يتعبد الله بالوشاية.

ما هي الوسائل المتاحة في أيدي الشعوب لتجريد الأنظمة الشمولية من شيء من سلطاتها والوصول إلى نقطة [الانفراج السياسي] ، هل الوسيلة هي الاحتكاك بولي الأمر ومن حوله؟ أم هي عبر التطرف والتفجير واستقصاد الرموز في الأنظمة الشمولية؟ أم عبر الوسائل القانونية المتاحة؟ ثم ما هي القنوات القانونية والإعلامية المتاحة للحصول على شيء من الحق السياسي الذي يتمتع به كل مسلم أصالة؟ أم أن الدين يؤيد الحاكم ويقف في صفه بصرف النظار عن ما يقوم به؟


ونفتح باب المشاركة المتزنة

yazeed6
15-07-2003, 03:07 PM
احسن الله اليك .. لا ادري ان كنت ستعدني من المتنزنين .. فتلك مطية ارجو من خلالها ان احوز على شرف اضافة ردي في موضوعكم القيم ..

اخي الحبيب .. لذلك اقتنع انه لا حل لنا الا بالاسلام .. والتغير قادم باذن الله .. وعوامل ذلك بدت تظهر ..
كيف لا ونحن نرى هبل العصر .. بدات تترنح .. وتبدي عورتها .. بعد ان كانت تتغنى بشعارات الحرية والسلام الخرقاء .. والتي كان يصدقها كثير من الاغرار ...
سقوطها المريع من نفوس الناس .. بداية سقوطهاالحقيقي .. وانتظروا ذلك من خلال ضربات موجعة تهرتق باقتصادها .

المشرف السياسي
15-07-2003, 03:15 PM
جزاك الله خيرا
التغير قادم وسيشمل الجميع ، سيبدأ التغير بتأثيرات سلبية على الأمة تساهم في عودتها على عمومها إلى ربها وتحكيم شرعها.

نحن هنا نتسائل عن الفرص العملية للتغير المتاح ، وهل يجب أن نؤمن بحتمية الصدام بين الحكومات والشعوب حتى يستقيم الأمر؟ أم أن هناك ألف وسيلة ووسيلة تسبق هذا التصادم؟ وهل التصادم أساسا يصنعه الشعب أم أن الحكام هم الذين يصنعونه؟ نبحث عن خطوات عملية ، ولو أن كل مشارك طرح خطوة عملية واحدة لكفت.

yazeed6
15-07-2003, 04:38 PM
لا شك ان لوسائل التغير ولاصحاب ذلك التغير مستويات متعددة ..
وربما اكون انا احقر من اتحدث عن موضوع كان يجدر بصفوة المجتمع من علماء الامة ان يتحدثوا به .. ويعدوا الامة له ..
ان اقرأ الواقع من خلال وسائل الاعلام ومن خلال دراسة السنن الكونية كما يقرا كل من يهمه ذلك الامر ..

1)ان تعرف ان انحطاط الامة ووصولها الى درجة الصفر كان بسقوط دولة العثمانين ... ثم ارتفع سهم الامة عندما قامت الحركات الدعوية الجهادية.. وعلى سبيل المثال نذكر الحركة الاصلاحية التي قادها الشيخ محمد بن عبد الوهاب ..
وكما ترى فان الاعتماد كان على ركيوتين اساسيتين .
أ) الدعوة ونشر العلم .... ب) الجهاد في سبيل الله

2) امتد الزمن .. وكان لتلك الحركات اثرا بالغا من الناحية (( العقيدة )) خصوصا في جزيرة العرب ..
ثم قام الجهاد على ارض الافغان .. ليعلن امتزاج اصحاب الدعوة السلفية بالجهاد .. هذا التمازج الذي كون مرحلة جديدة .. حيث تم اعلان ولادة جيل جديد مؤذن بالتغير في العالم .. شعاره .. (( دعوة وجهاد)) ..

3) مات الاتحاد السوفيتي وانهار .. بيد ثلة من المؤمنين .. عقدت العزم على تغير واقع الامة .. من خلال اجندة جهادية دعوية .. نحن نعيش احدى مراحلها .. ولديهم ماهو اعظم والمزيد المزيد ..

4) قامت اول دولة اسلامية .. طالبان ..التي احتضنت (( الجهادين ))
وكانت منطلقا لمزيد من العمل ومزيد من التنظيم ومزيد من القوة ..

5 ) اتت غزوة منهاتن المباركة .. لتكون بداية النهاية .. وانحسار نفوذ حاملة الصليب .. ومن ثم سقوط احجار الدمنو (( حكام المسلمين)) كتحصيل حاصل ..
تلك هي الصورة التي اطرحها بشكل عام ..

اما نحن كافراد .. اقول علينا بالاتي ..
1) طلب العلم الشرعي
2) الاستعداد للجهاد بدني ونفسي
3 ) الدعاء
4) الامر بالمعروف والنهي عن المنكر



هذا تقريبا ما لدي .. واتمنى ان ترى فيه شيئا من الاتزان

:cool:

روتي
16-07-2003, 03:16 AM
نحن هنا نتسائل عن الفرص العملية للتغير المتاح ، وهل يجب أن نؤمن بحتمية الصدام بين الحكومات والشعوب حتى يستقيم الأمر؟
================
الصدام قائم أصلا ... وهو حتمي حتى يحكم في بلاد الاسلام بما انزل الله وان يطبق شرع الله كاملا وعلى الجميع وفي جميع نواحي الحياة .

================
إن جميع حكام الأرض يتعاملون مع الحكم وكأنه ملكية خاصة ، إلا إذا جاء من يمنع الحاكم من هذا التعسف في استخدام الحق ، والناظر بعين ثاقبة يجد أن الحكام في النم الاستبدادية الشمولية جعلوا من ثروات بلدانهم وسيلة للثراء ومن شعوبهم عبيدا ، لذلك تجد أن أبنائهم يتعملون مع ثروة البلد وكأنها ملك حكر عليهم ، فيتملكون ما يشائون من أراض ويبنون قصورا على حساب البلد ، وحتى دلة القهوة في بيتهم ومرتب السائق على حساب الحكومة ، حتى الشعير الذي يعلف به فرسه من ثروة الشعب.

=================
اضحكني في أحد الأيام ... لقاء مفتوح بين حاكم عربي اسلامي و نخبة من الضباط وقادة الشرطة والمخابرات .. تم بث مقتطفات منه على التلفاز ...
يقول أخونا الحاكم :
"" يا شباب الوضع صعب ونحن نمر في مرحلة دقيقة .. لذا قررت ان اتنازل (( فلوس أبوه :D )) عن قطعة أرض في منطقة كذا وقطعة أرض في منطقة كذا .. لزيادة رواتب القوات المسلحة والأمن العام ...
:OO: :D :Sad2:

في نفس اليوم ... كنت أتمشى مع اصدقائي فرأينا شخصا كبيرا في السن يبحث بين اكوام القمامة .. ويخرج بقايا الطعام ويضعها في طبق ... ذهبنا اليه .. وقلنا له يا عم .. تعال للتتعشى معنا .. رفض بكبرياء .. فقلنا له خذ هذه النقود .. نظر الينا والدموع تغرق عينيه واخذ النقود باستحياء واختفى ....
===================
زد في رواتب قواتك المسلحة وامنك العام والخاص .. وامنن عليهم بنقودك الخاصة ( رحم الله أجدادك :D ) اما الشعب .. فهو قمامة وليأكل من القمامة ...

تحياتي لكم

مسدد
16-07-2003, 04:35 PM
أما حتمية الصدام مع جميع الأنظمة فلا أؤمن بها ، أؤمن بحتمية الصدام مع بعض الأنظمة ، هذا إذا أخذا معنى "الصدام" بمعنى مشابه لما حدث في رومانيا ضد تشاوشسكو وما حدث في السودان ضد النميري ، وأؤمن بحتمية التدافع أخذا وجذبا بين الحكومات والشعوب ، بدءا من مؤاخذة الحاكم على تقصيره أو نصيحة عامة تشبه "مذكرة النصيحة" وصولا إلى الانقلابات العسكرية كما حدث في السودان ضد النميري وفي الصومال ضد سياد بري وفي تونس ضد بو رقيبة.

وثبت فيما لا يدع مجالا للشك أن التصادم غير المدروس أبعاده سيئة كما حدث في الجزائر حيث اختلط الحابل بالنابل إلى أن وصل إلى أن المسلم من إحدى الجماعات يقتل مسلما من جماعة إسلامية أخرى ، ولا يزال المسلسل مستمرا.

إيماننا عميق بحتمية الصدام بين الحق والباطل ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) ولكن فيما يخص الأنظمة والحكومات في بلاد المسلمين فأقول أن التدافع هو المقم بكافة صوره وليس الصورة الضيقة وهي التصادم.

اعتقد أن أول ما يجب البحث فيه ليس التصادم ، لأن هذا فعل الخوارج الذي كانوا يبحثون عن كل فرصة للتصادم وسفك الدماء ويغيبون كل فرصة للوصول إلى الحل الأمثل ، أول ما يجب البحث فيه هو أي طريقة سوى التصادم ، ويكفي أن طرح فكرة التصادم ساهمت بشكل أكبر في إرعاب الحكومات - البعض سيقول هذا هو المطلوب - ولكن للنظر ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لعلي بن ابي طالب وهو سائر لضرب اليهود (انفذ على رسلك ؛ حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، و أخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم) فهداية الحاكم أولى لدينا وأنفع من الانقلاب عليه أو من قتله ، وهل سيأتي من هو أفضل منه حقيقة؟ ولعل ضياء الحق رحمه الله هو ذلك النموذج المتميز ، والمتألين على الله لم يفتروا من الاعتقاد الجازم بأن الله لا يهدي الحكام ، أعوذ بالله من غرور التدين.

إن من أول الثغرات التي يستطيع المسلم الوصول لها إلى شيء من التغيير نحو الأحسن هو الدراسة المتأنية لقوانين هذا البلد ، ثم النظر من الثغرة التي يستطيع أن ينفذ منها وليتحرك ، وليكن ذلك التحرك متزنا متعقلا.

وأما الثغرة الثانية فهي المجتمع ، للأسف انشغلنا بفكرة الدعوة ودروس العلم أكثر من انشغالنا بالقيام على خدمة المجتمع ، في المجتمع قطاعات كثيرة بحاجة لخدمات ، الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل والمعدمين والمعاقين والأحداث ومدمني المخدرات والخمور ، إن إنشاء جمعية لمكافحة المخدرات والخمور تقيم المعارض وتعمل البرامج الدعائية وتتحرك في الإطار الإعلامي والقانوني وتستخدم المنشورات وتقيم المحاضرات في المدارس والقطاعات الطلابية والمعسكرات التدريبية والدورات التربوية للرقي بمستوى التربويين في مكافحة هذا الداء واكتشافه كفيلة بتقديم فكرة جليلة لهذا المجتمع لا ينساها ويبقى هذا المجتمع يشكر لأهل الفضل فضلهم ، لقد ترك الإسلامييون هذه الثغرة بشكل واضح للعلمانيين.

وأما الثغرة الثالثة (وهذا ليس ترتيب أولويات) فهي الثغرة الاقتصادية ، قيام شركات توزيف الأموال ، ولعل النموذج السعودي المتميز كشركة جمعة الجمعة التي نهضت بقوة وضربت ضربة قاصمة خير دليل على ذلك ، فمن خلال هذه الشركة ثبت لعوام الناس أن من عوام الناس من لديه القدرة لقيادة المجتمع ، يجب أن يتم تعميق هذه الفكرة في قلوب الناس ، إن قيادة شركة لتوظيف الأموال تزيد أموالها على مليار ريال لا يقل عن قيادة الدولة ، لقد تعمق في قلوب الكثير من الناس أن الشباب الملتزم لديه القدرة على تدوير المال بشكل شرعي بعيدا عن المشروع الحكومي الفاشل القائم على (الرشاوي والمحاباة والعصبية القبلية والربا قبل كل هذا) يعطي المزيد من المصداقية لممثلي الصحوة الإسلامية أنهم الأقدر على هذه القيادة الفذة المميزة ، ثم هم يعطون للمجتمع صورة ناصعة للمشروع الإسلامي الاقتصادي وأنه مشروع ناجح يبارك الله فيه ، ثم هي تعطي - فيما لو حورب المشروع - صورة حقيقية عن الأعداء الحقيقيين للمجتمع أو للمشروع الإسلامي ككل.

والثغرة الرابعة هي الثغرة الإعلامية والتي يتحرك فيها أهل الدين بشكل بطيء جدا ، ولا زلنا في طور التجربة ، ولكن لا يزال أرباب المال بعيدين عن هذا القطاع القيم ، والقلة القليلة هي التي عزمت على التوكل على الله والانطلاق في هذا الصعود الخطير المحفوف بالمخاطر ، ولا زلنا نعرض الدين بصورة مشيخية فقط ، بينما الدين أوسع من أن ينحصر في صورة (س) و (ج) فقط ، وبدأ هذا الفكر ينتشر ، فظهر أن الدين سيرة نبوية كما هو الحال مع برنامج الداعية الشيخ عائض القرني ، وهو مسابقات دينية ، وهو طرح لهموم الناس ومشكلاتهم بأدق تفاصيلها ، وهو طرح سياسي متعمق.

يؤسفني أني عممت كثيرا ، إن الجوانب العملية تحتاج للمزيد من التخصيص ولعل أعود لاستكمال الموضوع.


قلت لأحد المشايخ (ما رأيك في أزمة الأمة ، هل هي فقهية أم فكرية ، أرى أنها فكرية أكثر منها فقهية ، فالمرأة التي تمشي متبرجة تعرف ان الحاجب واجب) قال (مشكلة الأمة أنها تتكلم أكثر مما تعمل).

روتي
17-07-2003, 12:31 AM
(مشكلة الأمة أنها تتكلم أكثر مما تعمل)

فعلا ...
كلمات قليلة وصفت المشكلة بدقة كبيرة

مسدد
17-07-2003, 11:33 AM
يجب على مجموعات الدعاة رسم خطة تتميز بالتالي:
(1) خطة واقعية (من حيث الظروف) تستفيد من الواقع الذي نعيشه بقدر المستطاع ، توضع وفقا للواقع الأليم الذين نعيشه.
(2) خطة واقعية (من حيث المساحة) بحيث تدرس المساحات التي يستطيع الدعاة فيها المناورة ووضع جدول زمني يتم فيه توسعة هامش المناورة تدريجيا.
(3) خطة واعقية (من حيث الوسائل) فلا تبقى حبيسة الدروس المسجدية ولا هي مرتكزة على الجانب الإعلامي ولا الطرح السياسي بل بكافة الوسائل المتاحة.
(4) خطة شرعية ، يتدخل فيها أهل الشريعة لبحث الجوانب الشرعية فيها والجوانب المحضورة والاستفادة من مباديء شرعية رئيسية (سد الذريعة) و (الضرورات تبيح المحضورات) و (دفع المسفدة أولى من جلب المصلحة) و (الأخذ بأقل الضررين).
(5) عدم الانشغال بالمعارك الجانبية مع الدعاة الآخرين والتوجهات الفكرية الإسلامية الأخرى.
(6) الاعتماد على الهرم بحيث يكون في أعلاه المفكرين والباحثين والشرعيين والقانونيين وفي وسطه مدراء المشاريع وفي أدناه المنفذين.
(7) التعويل بقوة على المجتمع بحيث يدخل المجتمع كعنصر رئيسي في مثل هذه الخطة ويكون هو العامل الرئيسي في نجاحها.

وقبل هذا وخلاله وبعده (قل لمن لم يخلص لا تتعب)