PDA

View Full Version : (النخاولة)....رافضة المدينة المنورة


الألباني
09-08-2003, 02:54 PM
نشر اخونا الكريم أبو رغد (( المشرف الفني في شبكة الفوائد الاسلامية )) مقالاً جميلاً عن النخاولة " رافضة المدينة " وها أنا أقوم بنشره هنا لكي نستفيد منه .


الحلقة الأولى : المقدمة

الحمد لله العزيز الجبار، المتفرد بالوحدانية، المتصف بالصفات العلية. والصلاة والسلام على نبينا محمد خير البرية، وخاتم الرسل الكرام إلى هذه البشرية، وعلى آله وعترته أفضل ذرية، وعلى أصحابه الكرام أولي المناقب الزكية والأفعال المرضية ... أما بعد :

فإن القادم إلى المدينة النبوية : مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ومهوى أفئدة قلوب المؤمنين يلفت انتباهه وجود طائفة قد تميزت عن أهل المدينة -رغم مجاورتها لهم- بل لقد انغلقت على نفسها وبمن يوافقها في مذهبها بأسرارها ومعتقاداتها وعباداتها، ألا وهي طائفة النخلية أو (النخاولة)

وقد كنت أبحث منذ فترة طويلة عن شيء مكتوب عن هذه الطائفة ومن وافقهم، ومن تبعهم في معتقدهم، ولكن رغم البحث الدقيق وسؤال أهل العلم والخبرة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن الإجابة كانت دائماً بالنفي. وقد كنت قرأت في كتاب تحفة المحبين للمدني أن أحد علماء المدينة وهو خير الدين المدني قد ألف كتابا في أصول النخاولة وفروعها، فبحثت عن هذا الكتاب بحثا مضنيا إلا أنه اتضح لي أن هذا الكتاب مفقود ولا أثر له، فاستخرت الله سبحانه وتعالى، واستشرت العلماء في كتابة كتاب يعرف بهذه الطائفة ومن وافقها على معتقاداتها من أهل المدينة، فوافقت الاستشارة الاستخارة، فانشرح الصدر وبدأ العمل. فكان هذا الكتاب، وهو نتيجة خلطة بهم، ومناقشة لعلمائهم، وسؤال لمن له خبرة بهم، وجرد لما كتب عنهم. وهو بإذن الله يجيب عن أسئلة كثيرة منها:

- متى وكيف نشأ المذهب الرافضي في المدينة النبوية؟

- ماهي جماعات الرافضة في المدينة النبوية؟

- ما أصول النخاولة وفروعها؟

- هل يوجد في المدينة شيعة كيسانية؟ أو أي فرقة أخرى غير الاثني عشرية؟

- ما الأماكن التي يزورها الرافضة في المدينة؟

- ما هي عقيدة النخاولة؟ وكيف الرد عليهم؟

وهذا الكتاب رسالة موجهة إلى كل نخلي حتى لا يكون نخولي!

وهو أيضا رسالة إلى كل سني ألا يكون سلبياً.

فيا دعاة الإسلام لا يكن الهدهد خيراً منكم، فقد قطع الفيافي والقفار ليبلغ رسالة الواحد القهار، فصور الشرك وأبان التوحيد :


(( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم )) أسأل الله أن يبلغني بهذا الكتاب أعلى الرتب، وأن يتقبله مني أفضل ما تقبل من القرب. وأن يهدي الله به قوماً ضالين، وأن ينير به طريق قوم مهتدين، وصلي اللهم وسلم على النبي الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين.



يتبع...



ناصر السنة

الألباني
10-08-2003, 09:49 AM
الحلقة الثانية : الموقع الجغرافي والتضاريس للمدينة النبوية

تقع المدينة على خط العرض : (38 / 24 ) درجة شمالاً، وخط الطول : ( 36/39) درجة شرقاً. في منطقة تتوسط العالم الإسلامي أولاً والإقليم الغربي للمملكة العربية السعودية ثانياً.

والمدينة النبوية : روضة، وغدير كبير، ومجمع أبقعة. فالروضة والغدير وبقيع الغرقد وبقيع الخيل، كل هذا لأنها قد حصرت من الجنوب بالحرة المستعرضة، ومن الشرق بذراع الحرة " حرة قريظة " ، ومن الغرب الذراع الأيسر " حرة واقم " . أما الشمال فالانسياح حتى أجد وحتى الغابة.

والمدينة تحاط بأودية ثلاثة : بطحان " رانوناء " يمر وسطها، يسيل من أعلى الحرة، ومسيله الآن بين قباء وقربان. ووادي العقيق غرب المدينة، يعانق الحرة الجنوبية ويمر بينها وبين جبل " عَيْر " ينساب إلى وجهته بين الجماء وحرة واقم. ووادي قناة يسيل من شرق المدينة " يملأ العاقول " الغدير، ويمر بين أحد والحزوم التي تشرف عليه.

فهذه الوديان الثلاثة تجتمع في " زغابة " تسيل واديا متحداً عندها يصبح اسمه وادي الحوش، يسيل إلى الغابة. أما الجبال فأضخمها جبل أحد ويقع في الشمال الشرقي من المدينة ويصل امتداد طرفه الجنوبي إلى طريق المطار، وهو على بعد (5.5كم) من المسجد النبوي، وطوله حوالي (7كم) وعرضه ما بين (2-3كم) وارتفاعه يصل (480م) عن مستوى الواحة، ويليه في الأهمية جبل عسير الذي يقع في جنوب المدينة، ثم جبل سلع.

وقد كانت المدينة النبوية محاطة بسور [[ ]] وكان الهدف من بنائه حماية المدينة من الأعراب ومنع دخولهم مسلحين حتى زال بسبب هدم السيول له وكانت بداية ذلك سنة : ( 1366هـ) ولعدم الحاجة إليه بسبب شيوع الأمن.

وكان من الأحياء الداخلة في السور : باب المجيدي، والأغوات، والتاجوري، والنخاولة، وزقاق الطيار، وباب الشامي، والمناخة، والعنبرية، وقباء. أما الأحياء التي نشأت خارج السور وتعتبر حديثة فهي : حي النصر، وسلطانة، والعنابس، والحرة الشرقية، والحرة الغربية، والحزم، وسيد الشهداء، والجرف، والدخل المحدود، والهجرة، والعروة.



يتبع....



ناصر السنة

نور بوظبي
11-08-2003, 05:40 AM
1^

أخي الفاضل .. بارك الله فيك و جزاك الله خير


بالفعل معلومات قيمة جداً ، لا حرمك الله الأجر و الثواب


استمر و نحن في شوق للمتابعة ..

الألباني
11-08-2003, 01:44 PM
الحلقة الثالثة : التركيبة السكانية لأهل المدينة

يعتبر سكان المدينة مزيج مختلط من أرجاء العالم الإسلامي بحكم مكانة المدينة الدينية، وهجرة الكثير لها للمجاورة وهروبا من الواقع الأليم في بلادهم وخاصة في أوقات احتلال البلاد الإسلامية فيما يسمى بالاستعمار. ومجمل السكان يتكونون من العناصر التالية :

1- العرب : من أهل المدينة الأصليين أو من أرجاء الجزيرة العربية أو من خارجها.

2- الهنود : ويقصد بهم سكان القارة الهندية التي تشمل الهند وباكستان وبنجلادش. وكثير من هؤلاء من الأغنياء والعلماء الذين مكثوا في المدينة بعد أداء فريضة الحج رغبة في المجاورة.

وقد كان لهم نفع واضح للمنطقة بإنشاء المشروعات التعليمية والأعمال الخيرية.

3- الأتراك : وقد كان وجودهم بسبب الحكم العثماني.

4- الأفارقة : ويطلق عليهم أهل الحجاز : " التكارنة " بصرف النظر عن البلاد التي جاءوا منها والتي كان العرب الأوائل يسمون بلادهم : " أرض دكرور"

5- سكان آسيا الوسطى: ويطلق عليهم أهل الحجاز البخاريون، وقد قدم أكثرهم بعد احتلال الروس لبلادهم. 6- الأفغان : وهم أقل من سابقيهم.

وأهل المدينة الأصليون يسمون هؤلاء الوافدين بأسماء لا نوافقهم عليها منها : " طرش البحر " و " بقايا الحجاج " .

والعرب القاطنون في المدينة ينقسمون إلى أقسام عديدة بحسب المناطق التي جاؤوا منها من داخل الجزيرة ومن خارجها فمنهم :

1- الأنصار: وهم الأوس والخزرج أهل المدينة الأصليون وحاضرتها.

2- البوادي المحيطة بالمدينة : وعامتهم من قبيلة حرب.

3- القادمون من نجد : وخاصة القصيم. ويسميهم أهل المدينة : " الشروق "

4- النخاولة : وهم الرافضة، على خلاف في أصولهم سيأتي تفصيله إن شاء الله.

5- الحضارم واليمنيون.

6- المصريون : وكان أكبر قدوم لهم مع حملة محمد علي باشا حاكم مصر.

7- أهل الشام بأقطاره الأربعة : فلسطين، وسوريا، والأردن ،ولبنان.

8- مغاربة : وقد كانوا تجار فبنوا البيوت الكبيرة.

9- الخصيان : وهم الموكل إليهم حراسة الحرم ومراقبته. وهم مخصيون، وكانت عملية الجب لا تجري في الغالب إلا في مصر وخاصة في مدينتي أسيوط وجرجا، ويقوم عليها جماعة من المسيحيين، وهم يباشرونها على نحو ثلاثمائة شخص في كل عام، ويختارون هؤلاء الضحايا من بين صغار العبيد الذين تختلف أعمارهم من ست سنوات إلى تسع، وتأتي بهم قوافل الجلابة من سنار ودارفور.

وعملية الجب تعمل عادة في فصل الخريف باعتباره الأنسب. ولا يقتصر القائمون بها على بتر عضو التذكير وحده بل يبترون بالموس جميع الإجزاء البارزة المرتبطة به ثم يصبون في الحال على مكان البتر الزيت المغلي ويركبون أنبوبة في الجزء الباقي من مجرى البول، وبعد إلقاء الزيت يلقون على مكان الجرح مسحوق الحنة ثم يدفنون الفتى المعذب في الأرض إلى ما فوق بطنه، وبعد أن يتركوه في هذه الحالة أربعاً وعشرين ساعة يستخرجونه من التراب ويدهنون مكان الجرح منه بعجينة من الطين الإبليز والزيت.

إن نحو الربع من الغلمان المساكين الذين تجري عليهم هذه العملية الشنعاء لا يعيشون بعدها.

ويعرف المخصي بوجه عام بمنظره، فإنه يكون أمرد سليب اللحية والشارب، وبجسمه ميل إلى السمنة وفي صوته خنوثة.

وأول من استخدمهم في الحرمين صلاح الدين الأيوبي.



يتبع...


ناصر السنة

الألباني
12-08-2003, 04:50 PM
الحلقة الرابعة : المجتمع المدني

هذا المزيج العجيب من المجتمعات الإسلامية جعل المدينة وكأنها معرض دائم للشعوب الإسلامية، فبينما نجد الأفندية في وسط المدينة يتزينون بالجبة والعمامة والحزام الثمين وجزم الجلد الأصلي نجد سكان حوش الباشا والمناطق الشمالية من المدينة يتزينون بالعقال المقصب صناعة محمد القين والأشمغة والغتر، سواء كانت من الشاش أو من الغباني المطرز بالحرير الخفيف، أما غرب المدينة " زقاق الطيار " و " السيح " و " العنبرية " فيحتزمون بالكشميري أو الدسماك والأحذية من صنع النجديين، وهو ما يعرف " بالنعال الزبيراوية" . أما جنوب المدينة فمشالح وعمائم من الشيلان، وكما اختلفوا في الأزياء اختلفوا في المأكولات ففي وسط المدينة الخضروات والمحشيات والكنائف واللقيمات والمشويات، وأهل باب المجيدي الكسكوسة وكعب الغزال ولحم بين نارين والأكلات التركستانية : الرز البخاري واليغمش والشوشورة والفرموزة والتميز . . . إلخ


يتبع....



ناصر السنة

الألباني
13-08-2003, 12:39 PM
الحلقة الخامسة : العادات والتقاليد

أغلب ما سنذكره هنا من العادات هي مخالفة صريحة لشرع الله، بل هي من البدع الظاهرة، وقد كانت زمن فشو الجهل وسيطرة أهل البدع من الصوفية وغيرهم، وأغلب هذه العادات زالت بعد انتشار العلم الصحيح، وقمع البدعة بنور السنة على يد أئمة الدعوة فجزاهم الله خير الجزاء.


1- سيدي شاهين (الاحتفال بليلة المعراج) :

والمظهر الدال على ذلك المشبك وبعض الحلويات الأخرى التي تعمل لهذه المناسبة. ويتجمع الصبيان في الأحياء ويدورون على بيوت الحي يرددون الأناشيد الخاصة بالمناسبة : " سيدي شاهين يا شربيت، خرقة مرقة يا أهل البيت ، لولا خواجة ما جينا ولا طاحت كوافينا، حل الكيس واعطينا إما مشبك والا فشار والا عروس من الروشان . . . " فيعطون بعض الحلويات أو بعض النقود، وإذا لم يعطوا أهل البيت شيئاً تتغير النغمة ويتحول النشيد إلى شيء من السب : " كبريتة يا كبريتة ست البيت عفريتة " .

وفي حالة العطاء فإن أهل البيت يتلقون تحية على النمط السابق مع اختلاف المعنى : " ليمونة يا ليمونة ست البيت مزيونة. قارورة يا قارورة ست البيت غندورة " .

وتدور الهوشة وتسيل الدماء؛ لأن كل بشكة تعارك بشكة أخرى فولد الساحة لا يدخل المناخة، وولد العنبرية لا يدخل زقاق الطيار. ولا يُدْرَى من أين أتت هذه البدعة فالألفاظ ربما تدل على أنها من وضع هندي فلفظ خواجة يدل على ذلك.

http://www.ashog.com/images/flower80.gif

2- الولادة :

تتم الولادة بواسطة الداية (القابلة) داخل البيت، ويحتفل في اليوم السابع بتسميته، وتعمل وليمة للكبار، أما الصغار فتكون هناك احتفالات خاصة بهم، وذلك بلبس الجديد وإشعال الشموع وترديد بعض الأناشيد مثل :

يا رب يا رحمن بارك لنا في الغلام

وإن كانت أنثى :

يا مـالك البـرية بارك لنا في البنية

وعندما يبلغ الولد أربعين يوماً تأتي الداية وتحمل الأم طفلها ومعها بعض أخواتها ويذهبن إلى المسجد النبوي وتسلم الداية الطفل إلى الآغا يدخله إلى الحجرة النبوية ليتبرك.

http://www.ashog.com/images/flower80.gif

3- القيلات :

ومن عادة المدنيين أن يقوموا برحلات خلوية إلى البساتين المجاورة. وهم في هذه الرحلة يذهبون سيرا على الأقدام وكل واحد منهم ينقل شيئا من لوازم الرحلة. ومن أبرز هذه القيلات ما يقوم به بعض الناس بعد نزول المطر يذهبون إلى الأماكن التي تتجمع فيها مياه المطر، ويقومون بطبخ الأرز والعدس(معدوس) وعمل الشاي من ماء المطر، والمكان المفضل الذي يتسابق عليه المقاييل هو " المهاريس " التي تقع في أسفل جبل أحد الجنوبي حيث توجد هناك عدة حفر طبيعية محفورة في الصخر يتكور فيها الماء بعد نزول المطر.

http://www.ashog.com/images/flower80.gif

4- قهوة الصالحين :

وهي عبارة عن سكر وزنجبيل تُغلى في دلة فإذا أرادوا صبها للحاضرين قالوا : الفاتحة على نية الصالحين ، فإذا فرغوا من الفاتحة قالوا : الفاتحة على نية " فلان " ويسمون من يخصونه ، ولا تصنع إلا يوم الجمعة تبركاً بهذا اليوم.

http://www.ashog.com/images/flower80.gif

5- التشاؤم بالأيام والأرقام :

وهو منتشر أكثر في بادية المدينة ومنه :

1) الرقم : (7) : يتشاءمون بهذا الرقم حتى أنهم إذا عدوا، أو كالوا قالوا : ستة، سمحة، ثمانية، ... ويقولون في أمثالهم : سبعة لا رِي ولا شبعة.

2) الأربعاء : يتشاءمون بهذا اليوم ويتحاشون السفر فيه وعقد الزواج وجميع الأمور المرجو فيها التوفيق.

3) يوم : (21) : وهو يوم أيضاً يعتبرونه مشؤوماً ويبالغون في الحذر منه أكثر من يوم الأربعاء، فإذا صار بعد ظهر يوم (20) في الشهر قالوا : دخلت الوجبة أي المحظورة فلا يسافر بعضهم في هذا اليوم ولا يعقد أمراً ذا بال.

4) الصريماء : لعلها مأخوذة من الصرم وهو كسر الشيء بشدة. والصريماء : أن يوافق يوم الأربعاء (21) من الشهر، فهذا عندهم لا يطير فيه الطير ولهم كراهية شديدة لهذا اليوم حتى أن بعضهم إذا غضب على ولده ولم ير منه خيراً قال له : ضَرَّاب الصريماء.

6- التطير بالطيور والحيوانات :

1) الغراب : يتطيرون بنعيقه وهو بزعمهم يخبر بصوته عن خير أو شر؛ فتسمعهم يقولون : " خير يا طير إن كان خيراً لنا ولك، وإن كان شراً لك عنا " .

2) أبو علاء : طير في حجم القمري له صوت ليس بشعاً ولا مزعجاً، ولكنهم يقولون : أنه نذير شؤم وخاصة مع الصباح، ولذلك يقول شاعرهم :

أبو علا طَيَّر مع الصبح مكروه لعـل ما فـال المسافير فاله

3) الحجل : يتشاءمون به إذا طار أمامهم، ويتفاءلون به إذا سار على الأرض مشياً، وهو يدرج في مشي لطيف حسن، وتسمعهم يقولون : درج وعلى الله الفرج.

7- التشاؤم أو التفاؤل بعمل الجوارح :

1) رفة العين : يتفاءلون بها، ويقولون : أنها تبشر بعودة حبيب غائب، ويقول شاعرهم : عيني ترف مبشرتني بغايب عساه يا عيني من اللي تودين

2) عرام الأنف : يسمونه اللغام، ويقولون : أنه يبشرك بأنك ستدعى إلى وليمة دسمة.

3) صرير الأذن : ويعتقدون أنه تذكير بيوم القيامة، لذا ترى الإنسان فيهم يرفع أصبعه إلى السماء وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله- إذا صرت أذنه.

8- اعتقادات أخرى : 1) العوذة : وهي عادة جاهلية انتشرت مع الجهل، وكانت شائعة إلى عهد قريب، وتعمل على عدة وجوه، منها :

أ- الحجاب : كتاب يكتبه بعض متعاطي القلم فيعلق في رقبة الطفل أو المريض.

ب- الحرزة : خرزة خاصة تجلب من اليمن يعتقدون أنها تحمي من العين.

ج- المسبعة : تعمل من سبعة أعواد من التنضب فترص متناسقة وتحبك بحيث تصير جسماً واحداً فتعلق في حلق الطفل، يدعون أنها تحجب العين.

3) العصيدة الحلوة : عند الحاضرة؛ يعصدون عصيدة أول يوم في السنة ويجعلون عليها السكر حتى تصير حلوة، وهي بزعمهم تيمن بأن تكون السنة حلوة كحلاء هذه العصيدة.

4) تشريق آذان النذائر للأولياء : إلى عهد قريب كانت البادية الجهلاء ينذرون للأولياء والصالحين وهذه النذيرة يشرق أذانها (أي يشق من الرأس إلى قرب الأصل) تمييزاً لها، وهذه لا يجوز بيعها، وإنما يجوز لبنها أو شعرها فإذا جاء رمضان ذبحوا منها صدقة عن ذلك الصالح.



يتبع....



ناصر السنة

http://swalif.jeeran.com/alalbani.jpg

الألباني
14-08-2003, 02:42 PM
الحلقة السادسة : اللهجات المحلية

ظلت لهجة أهل المدينة سليمة بعيدة عن العامية الواغلة، وكل ما طرأ على لهجاتهم هو لحن في مفردات فصيحة أصيلة، أما ما دخلها من مفردات أجنبية فهو قليل معروف ويكاد ينحصر في الحاضرة دون البادية؛ وذلك لاختلاط حاضرة المدينة بالحجاج الذين يقدمون من كل مكان.

وهذا الفصل ليس استقصاء للهجة أهل المدينة بقدر ما هو مفتاح لفهمها :

1-استنى : انتظر وتحر. وأصلها : استأنى.

2-اسطافر : استغفر.

3-اسْمَهَلّ : تطلقت أسارير وجهه، وهدأ غضبه.

4-أشْكَل : أكثر .

5-يَم : جهة.

6-أبُو : تعني : " ذو " ويكثر أطلاقها على الأماكن.

7-أبو زّنَّة : اسم للقرد، ويسمونه أيضاً : رباح.

8-أبْدَارَك : استفهامية مع الرجاء، يقولون : أبدارك ما تقدر تجي بكرة.

9-ابْرَح : اذهب.

10-أخرق وخرقاء : كثير الثرثرة لا يحفظ السر، ولا يؤتمن عليه.

11-يمام : أمام.

12-إشْبَك : ما ذا بك ؟ أو ماذا دهاك.

13-تَشْدَى : يشبه.

14-يطْحِر : يقنت من الثقل أو ملء البطن.


ومن لهجات البادية وخاصة حرب :

1- نطق الجيم : وتنطقها باديتهم بالتضخيم، أما أهل القرى فينطقونها صحيحة.

2- الشين : وتنطقها البادية كذلك بالتضخيم، ولها لكنة جميلة بهذا التضخيم.

3- نطق القاف : أما القاف فتنطقه البادية بنطق قريب من الجيم فيخرج من بين الأضراس مع خلطه بالجيم في السماع، أما أهل القرى فينطقونه كما تنطقه العامة (جيم مصرية).

4- الكاف:وينطقون الكاف من بين النواجذ مع كشكشة قليلة تجعل من لا يعرف لهجات البادية يظنه شيناً.

5- الميم : يقلبها بعضهم باء مثل كلمة " مكان " فيقولون : " بكان " .

بعض الأمثال التي على ألسنة المدنيين :

1- الجمل ما يشوف سنامه، ما يشوف إلا قدامه.

2- المتعوس متعوس ولو علقوا فوق راسه فانوس.

3- في وجهي مرايا، ومن قفايا حربايه.

4- خذ من الخرايب ولا تاخذ من القرايب.

5- ما يحفظ سورة الأعراف إلا الصبي من العصا يخاف.

6- خطبوها تعززت سابوها تندمت.

7- اللي يعدك مكسب عده راس مال.

8- بُنَيَّة تعلم أمها الزحير

9- في ركني ويعركني.



يتبع....



ناصر السنة

الألباني
15-08-2003, 04:00 PM
الحلقة السابعة : أماكن الزيارة التي يتبرك بها ، والأيام التي يحتفل بها في المدينة

قد كانت المدينة النبوية كحال كثير من مناطق الجزيرة العربية غارقة في كثير من البدع والخرافات التي تصل في بعض الأحيان إلى الشرك الأكبر من عبادة الأولياء والقبور ، كل ذلك بسبب ما غشيها من الظلام والجهل الذي حجب عنها حقيقة الدين وطمس فيها نور التوحيد.

والغلو في القبور حيلة شيطانية من زمن نوح ، وهو الشرك الذي وقع فيه قوم نوح . تبدأ العلاقة مع القبور بتقديس صاحب القبر رمز الصلاح والتقوى والمنزلة الرفيعة عند الله ، ومن ثم تستحب زيارة تلك البقاع، ليس لتذكر الموت والآخرة ، بل لتذكر الرجل الصالح والاعتبار به، ولأن هذه الأماكن مباركة ، ولأن الملائكة (والأرواح) تنتشر حولها -كما يزعمون- فإن دعاء الله يحسن عندها ، كما أن البركة تفيض على كل شيء حول القبر ، فمن أراد التزود منها فليلمس وليقبِّل وليتمسح، فإذا فعل ذلك هبط إلى دركة تالية من دعاء الله عنده إلى الدعاء به والإقسام على الله به : أي اتخاذه (واسطة) أو (وسيلة) للاستشفاع به عند الله ، فصاحب الضريح طاهر مكرم مقرب له جاه عند الله ، بينما صاحب الذنب –أو الحاجة- يتلطخ في أوحال خطيئته غير مؤهل لدعاء الله ، فإذا فعل ذلك هبط إلى دركة أخرى : فما دام هذا المقبور مكرما فليس بممتنع أن يعطيه الله القدرة على التصرف في بعض الأمور التي لا يقدر عليها طالب الحاجة ، فَيُدْعَى صاحب القبر، ويرجى، ويخشى، ويستغاث به، ويطلب المدد منه ، ولم لا ؟! فهو صاحب (السر) الذي توجل منه النفوس ، وترتجف له القلوب ، وتتحير فيه العقول! فإذا فعل ذلك هبط إلى دركة –ليست أخيرة-حيث يتخذ قبره وثناً ، يعكف عليه ، ويوقد عليه القنديل، ويعلق عليه الستور ، ويبنى عليه المسجد ، ويعبده بالسجود له ، والطواف به ، وتقبيله واستلامه ، والحج إليه ، والذبح عنده ، ثم ينقله الشيطان دركة أخرى : إلى دعاء الناس لعبادته ، واتخاذه عيداً ومنسكاً ، وإن ذلك أنفع لهم في دنياهم وآخرتهم ، فيكون الشيطان بهذه الحيل قد تدرج بأهل البدع من نور الإسلام إلى ظلام الشرك.

ولقد انتشرت في المدينة النبوية كما في غالب المدن والقرى هذه المظاهر فشيدت القباب على الأضرحة ، وأنشأت المساجد على القبور ، وأقيمت مزارات ومشاهد ، وزينت بالسرج والقناديل ، ولجأ إلى رحابها المسافر والمقيم ، وهرع نحوها العلماء قبل الجهال ، والجميع يرتمون بساحاتها ، ويتمرغون في جنباتها ، ويلثمون أعتابها ، فتراهم من حولها يطوفون ، وبأصحابها يستغيثون ويستعينون ، وفي عرصاتها يهريقون دماء نذورهم وقرابينهم . وصدق الصنعاني رحمه الله حيث وصف هذه الحال بقوله :

أعادوا بها معنى سواع ومثله = يغوث وود ليس ذلك من ودي

وكم هتفوا عند الشدائد باسمها = كما يهتف المضظر بالصمد الفرد

وكم نحروا في سوحها من نحيرة = أهلت لغير الله جهلاً على عمد

وكم طائف حول القبور مقبلاً = ويلتمس الأركان منهن بالأيدي



ورغم نهي النبي صلى الله عليه وسلم الشديد عن بناء المساجد على القبور ، وتعيين قبره خاصة بالنهي إلا أن الخلوف من المسلمين لم يراعوا لهذه النصوص حرمة فيقفوا عند حدودها وذلك حين بنوا قبة على قبره الشريف. وما زال الملوك يبالغون في تحسينها ورفع سمكها ويقومون بإهدائها كثيراً من قناديل الذهب والفضة والجواهر الفاخرة واللآلئ الثمينة ، والأحجار الكريمة وقطع الألماس التي لا تقدر بثمن.

وقد أحصى بعض العلماء مدخرات هذه الحجرة عام : (1327هـ) فقدرها بسبعة ملايين من الجنيهات، وهذا التقدير بعملة تلك الأيام ، ولو قدر ثمنها بالعملات الحالية لبلغت مئات الملايين أوألوف الملايين.

ومن هذه المدخرات إحدى وثلاثون مشكاة ذهبية مرصعة بالألماس والزمرد والياقوت وكثير من ثريات الذهب والفضة ، ومائة مصباح ستة منها من الذهب والفضة. ومقابل الوجه الشريف حجر من الألماس البرلانتي في حجم بيضة الحمام الصغير يحيط به إطار من الذهب المرصع ويسمى بالكوكب الدري لشدة تألقه، وهو مثبت في لوحة من الذهب محاط بمائتين وسبع وعشرين قطعة كبيرة من الجواهر الثمينة ،بالإضافة إلى كثير من عقود اللآلئ والمرجان وشمعدانات من الذهب الخالص المرصع بالجواهر الكريمة منها اثنان كبيران طول الواحد منهما نحو المترين.

وإلى جانب هذه الشمعدانات مكانس من اللؤلؤ ومراوح مرصعة بالأحجار الكريمة ، ومباخر مرصعة ، والعديد من المصاحف المجوهرة ، والتحف الفاخرة ، وكثير من الأساور والأقراط وخلافها.

كل هذا كان سنة 1327هـ فكيف كان الحال عام 1223هـ حين استولى أهل الدعوة على المدينة النبوية وأخذوا ما كان بالحجرة النبوية الشريفة من ذخائر وكنوز لينفقوها في الجهاد في سبيل الله وفي مصالح المسلمين؟!

هذه المغالاة في القبور وزخرفتها جعلها ملاذاً للمضطرين ، وملجأ للمكروبين يدعون أصحابها من دون الله فاسمع لأحدهم وهو يستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم في تفريج الكربة من دون الله :

أخي إذا ما جئت في سوح أحمدا = تضرع له وامدد إلى نحوه يدا

وناد وقـل يا سيـد الرسـل نجدة = تفـرج عنـا مـا أقـام وأقعـدا


إلى أن قال :

فيا سيد الكونين صار الذي ترى = من الحزن والكرب الذي ترددا

ويا كهف من يُؤى عناناً ببـابه = ويا خير من نودي سريعاً فأنجدا

وقد صار التبرك بكل شيء حتى صارت المدينة موطن المزارات ؛ فمن الحجرة النبوية ، إلى البقيع التي كانت مليئة بالقباب ، إلى المساجد السبعة ، إلى طريق الهجرة ، إلى وقعة بدر ... إلخ.

ويكفي لتصوير هذا الهوس الديني أن نمثل بمثال واحد يقصده الزائرون ويتبركون به وهو موضع "وقعة أحد " يقول من زار المنطقة في ذلك العصر المظلم : "وعلى بعد حوالي ميل من المدينة نجد بقايا قصر من الأحجار والآجر ، حيث يصلي الناس ركعتين إحياء لذكرى لبس النبي محمد صلى الله عليه وسلم درعه في هذا المكان ، وبعد ذلك يوجد حجر كبير يقال إن محمداً صلى الله عليه وسلم أسند إليه ظهره لبضع دقائق في طريقه إلى أحد ، ويتبرك الزائر بالاتكاء بظهره على هذا الحجر وقراءة الفاتحة.وفي مسجد حمزة يصلي الزوار فيه ركعتين ثم يتقدم الزوار إلى القبور حيث يقرؤون سورة "يس" أو سورة "الإخلاص" أربعين مرة ، ثم يطلب الزائر من حمزة وصحبه الشفاعة عند الله بأن يهب الزائر وأهله الإيمان والصحة والثروة ، وأن يدمر أعداءهم. وتدفع الأموال عادة في كل ركن لحارس المسجد والقبور . وعلى بعد مسافة غير بعيدة صوب جبل أحد توجد قبة صغيرة تشير إلى المكان الذي ضرب فيه محمد صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته ".

وعند مسجد وقبر حمزة تقام احتفالات الرجبية ؛ يقول من حضر هذه الاحتفالات : "ولأهل المدينة موسم كبير في شهر رجب يحتفلون فيه بزيارة حمزة والشهداء رضي الله عنهم ، يأتي الناس إليه من أقطار الحجاز ؛ من مكة واليمن والطائف وينبع وغيرها من المناطق ، فيحشر هنالك خلائق لا يحصون يقاربون ما يتجمع في موسم الحج ، ويخرج أهل المدينة بأولادهم ونسائهم ، ويخرجون معهم المضارب الحسان والخيم الكبار، ويخرج أمراء المدينة وعسكرها ، وتنصب الأسواق العظيمة هنالك، ويخرجون من أوائل رجب ، ويتلاحق الناس كل على قدر حاله ، فيتكامل خروجهم في اليوم الثاني عشر ، وهو اليوم المشهود عندهم ويوم الزينة ، فلا يبقى في المدينة إلا أهل الأعذار ومن شاكلهم ، ويحصل هنالك في تلك الليلة أنواع اللهو والطرب واللعب ، والرمي بالمدافع والمحارق ، ويبيت الناس طوال ليلتهم ويومهم في القراءة والزيارة حول القبر.

كل هذه المزارات وطلب البركات في موضع واحد فكيف ببقية المواقع ؟!

أما الأيام التي يحتفل بها فهي أيضاً كثيرة، ولكن أبرزها ما يلي :

1- المولد النبوي: وهذا العيد لا يحتاج إلى تعريف ، فهو إلى الآن باق يقوم به الصوفية في بعض أنحاء الحجاز ومنها المدينة ، حيث يحتفل به الآن ولكن لا يشاع وإنما في البيوت وقصور الأفراح ، وهو يوم (12) من شهر ربيع الأول. حيث تقال فيه المدائح النبوية التي يحتوي بعضها على الشرك الصريح.

ويقول شيخهم عبدالصمد الأرمنازي في قصيدة شركية يمدح بها المصطفى صلى الله عليه وسلم :

لست أخشى ولي إليك التجاء =يا نبيا سمت به الأنبياء

كنت نوراً وكان أدم طيناً = فأضاءت بنوره الأرجاء

أيها المادحون طيبوا نفوساً = إن مدح النبي فيه الشفاء

ما رماني الزمان منهم بسهم = أو دهتني الخطوب والضراء

وتوسلت بالمشفع إلا = داركتني الألطاف والسراء

يا رفيع الجناب أنت المرجى = في المهمات إذ يعم البلاء

كن مجيري يا خيرها ولأني = ليس لي في الأمور عنك غناء

واسمع للآخر وهو المدعو بالسيد محمد الأمين الدمشقي وهو يبالغ في الغلو :

ما لي من الأهوال حسن تخلص = إلا بمدحي المصطفى العدناني

لا يدرك المداح وصف من الذي = أثنى عليه الله في القرآن

كن لي مغيثاً يا شفيعاً بالورى = يوم الزحام وخفة الميزان

أنت الملاذ لنا وأنت عياذنا = أنت المشفع بالمسيء الجاني

أرجوك تلحظني ختام الأنبياء = بلحظة أعدو بها بأمان

وقد تسابق الشعراء ومن ينتسب إلى العلم إلى الغلو في ذلك ، وقد ارتبط المدح عندهم بالغلو فكلما ازداد الواحد منهم غلواً وشركاً كان مدحه أعظم ، ومن أوائل هذه الممادح وأشهرها : البردة حتى أن صبيان حلقات القرآن يحفظونها كما يحفظون القرآن.

2- عيد الإسراء والمعراج : ليلة (27) من رجب ، وهي الليلة التي يقال أنه أسري وعرج به صلى الله عليه وسلم فيها ، ولم يثبت أنه في هذه الليلة.

3- النصية : أو ليلة النصف من شعبان ، ولهم في هذه الليلة دعاء مخصوص ، وفي مكة يعتقد الكثيرون أن زمزم يفور فيفيض ماؤه ، وإلى الآن ترى الشرطة في هذه الليلة يقفون يمنعون الناس ، وهذا مما زاد اعتقاد العامة بها.

4- الاحتفال بذكرى غزوة بدر : ليلة (17) من رمضان ، حيث تعلق العقود وتنار في موقع المعركة ، وتقام الاحتفالات واللعب واللهو في تلك الليلة وكأنهم يتشبهون بمشركي مكة عندما أتوا إلى الغزوة.

إلى غير ذلك من الاحتفالات البدعية ، وكل هذه الأمور البدعية يقوم بها الصوفية الذين سيطروا على العالم الإسلامي فكانوا له كالمخدر ؛ وذلك برعاية الدولة العثمانية التي كانت حريصة على إقامة مثل هذه الاحتفالات وإنشاء القبب والأضرحة ، وإقامة السدنة لها ، حتى مزارات الشيعة كانت تقوم بحمايتها وتيسر الزيارة لها ، فقد كانت دائرة الأوقاف العثمانية تقوم بإدارة شؤون الأضرحة المقدسة عند الرافضة ، وتعين الحراس والخدم وتدفع مرتباتهم ، وكانت مسؤولة عن الإيرادات المالية للأضرحة.

والصوفية هؤلاء أخذوا هذا الغلو في الاحتفالات والبناء على القبور من الرافضة ، فالدولة العبيدية الباطنية هي أول من أقام الموالد ، وخاصة الاحتفال بالمولد النبوي. والرافضة هم أصل بدع القبور ، كما سيأتي.

استمرت هذه الضلالات زمن الخلافة العثمانية إلى أن قيض الله ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، فأظهر الله أهل الدعوة على عباد القبور والأضرحة ، ونصرهم الله عليهم ، ومكن لدولتهم ، فأعادوا الأمور إلى نصابها ، وقاموا بهدم تلك الأضرحة والقباب ، وتقويض معالمها في مكة والمدينة والحجاز وغيرها.

كان ذلك عند الناس أمراً عظيماً ، وكفراً مبيناً ، إذ ذلك خلاف المعهود عندهم ، وما نشؤوا عليه ، وورثوه عن أسلافهم ، وانقلب المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لقد كان ما قام به أهل الدعوة من هدم لتلك الأضرحة والقباب سبباً في نفور السواد الجاهل من الناس ، ومخالفاً لما ألفوه عبر الأزمنة من تعظيم القبور والتقديس لها، لذا سرعان ما بادروا بعد انحسار ظل دولة أهل الدعوة عن الحجاز بإعادة البناء على القبور من جديد ، فأقاموا الأضرحة وبنوا القباب.

استمر الأمر في ذلك سجالاً حتى فتحت مكة والمدينة وبقية بلاد الحجاز على يد الملك عبد العزيز وجيشه من الأخوان فأزالوها نهائياً ولله الحمد.



يتبع....






ناصر السنة

الألباني
16-08-2003, 03:37 PM
الحلقة الثامنة : الشيعة والتشيع في المدينة النبوية

تعريف التشيع ونشأته

قبل التحدث عن الشيعة في المنطقة نُعَرِّف بلفظة الشيعة ونعرض لنشأة التشيع وأهم دوله التي قامت ، بشيء من الإيجاز فنقول :


الشيعة في اللغة : تطلق كلمة الشيعة ويراد بها الأتباع والأعوان والخاصة.


أما الشيعة في الاصطلاح : الشيعة اسم لكل من فضل عليا على الخلفاء الراشدين قبله -رضي الله عنهم وعنه- ورأى أن أهل البيت أحق بالخلافة.


متى ظهر التشيع ؟

اختلفت أقوال العلماء من الشيعة وغيرهم في تحديد بدء ظهور التشيع تبعا لاجتهاداتهم :

1- أنه ظهر مبكرا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى يديه ، حيث كان يدعو إلى التوحيد ومشايعة علي جنبا إلى جنب وقد تزعم هذا القول : "محمد حسين الزين" من علماء الشيعة ، وغيره وهو ما ذكره النوبختي أيضا في فرقه وهو ما أكده الخميني أيضا ، [الشيعة والتشيع/19 ، فرق الشيعة/39 ، الحكومة الإسلامية /136] .

2- أنه ظهر في معركة الجمل ، حين تواجه علي ، وطلحة والزبير ، وقد تزعم هذا القول ‘‘ابن النديم’’ [الفهرست لابن النديم/249].

3- أنه ظهر يوم معركة صفين ، وهو قول لبعض علماء الشيعة كالخونسابوري ، أبو حمزة ، أبو حاتم ، كما قال به أيضا غيرهم من العلماء مثل: ابن حزم وأحمد أمين [الشيعةوالتشيع/25].

4- أنه كان بعد مقتل الحسين -رضي الله عنه- وهو قول: كامل مصطفى وهو شيعي حيث زعم أن التشيع بعد مقتل الحسين أصبح له طابع خاص [الصلة بين التصوف والتشيع/23].

5- أنه ظهر في آخر أيام عثمان وقوي في عهد علي [رسالة الرد على الرافضة للشيخ محمد بن عبد الوهاب/42] ، والواقع أن القول الأول الذي قالت به الشيعة مجازفة وكذب صريح لا يقبلة عقل ولا منطق ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما بعث لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، ومن الوثنية إلى التوحيد ، وإلى جمع الكلمة وعدم التحزب ، والقرآن والسنة مملوءان بالدعوة إلى الله وعدم الفرقة.


والراجح من هذه الأقوال هو القول الثالث (أي بعد معركة صفين) حيث انشقت الخوارج وتحزبوا في النهروان ، ثم ظهر في مقابلهم أتباع وأنصار علي ، حيث بدأت فكرة التشيع تشتد شيئا فشيئا . على أنه لا مانع أن يوجد التشيع بمعنى الميل والمناصرة والمحبة للخليفة علي - رضي الله عنه - وأهل بيته قبل ذلك - إذا جازت تسمية هذا تشيعا - لا التشيع بمعناه السياسي عند الشيعة ، فإن هؤلاء ليسوا شيعة أهل البيت ، وإنما هم أعداؤهم ، والناكثون لعهودهم لهم في أكثر من موقف.



المراحل التي مر بها مفهوم التشيع :

كان مدلول التشيع في بدء الفتنة التي وقعت في عهد علي رضي الله عنه بمعنى المناصرة والوقوف إلى جانب علي -رضي الله عنه- ليأخذ حقه في الخلافة بعد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وأن من نازعه فيها فهو مخطئ يجب رده إلى الصواب -ولو بالقوة - وكان هؤلاء من شيعة علي بمعنى أنصاره وأعوانه ، ومما يذكر لهم هنا أنهم لم يكن فيهم من بغى على المخالفين لهم ، فلم يكفروهم ، ولم يعاملوهم معاملة الكفار ، بل يعتقدون فيهم الإسلام ، وأن الخلاف بينهم لم يتعد وجهة النظر في مسألة سياسية حول الخلافة.

ولم يقف الأمر عند ذلك المفهوم من الميل إلى علي-رضي الله عنه- ومناصرته إذ انتقل نقلة أخرى تميزت بتفضيل على -رضي الله عنه- على سائر الصحابة ، وحينما علم علي بذلك غضب وتوعد من يفضله على الشيخين بالتعزير ، وإقامة حد الفرية عليه [انظر مختصر التحفة الاثني عشرية/5-6] ، ثم بدأ التشيع بعد ذلك يأخذ جانب الغلو أكثر والخروج عن الحق ، وبدأ الرفض يظهر ،وبدأت أفكار ابن سبأ تؤتي ثمارها الخبيثة فأخذ هؤلاء يظهرون الشر ، فيسبون الصحابة ويكفرونهم ويتبرأون منهم ، ولم يستثنوا منهم إلا القليل (ثلاثة أو سبعة) وحكموا على كل من حضر ‘‘غدير خم’’ بالكفر والردة لعدم وفائهم - فيم يزعم هؤلاء ببيعة علي وكان عبد الله بن سبأ هو الذي تولى كبر هذه الدعوة الممقوتة الكافرة ، وقد علم علي بذلك فنفاه إلى المدائن.

وأخيرا بلغ التشيع عند الغلاة إلى الخروج عن الإسلام ، حيث نادى هؤلاء بألوهية ‘‘علي’’ ، وقد أحرق علي-رضي الله عنه- كل من ثبت أنه قال بهذا الكفر .

وانقسمت الشيعة إلى فرق عديدة أوصلها بعض العلماء إلى ما يقارب سبعين فرقة [مختصر التحفة ، القسم الأول] ، وبدراسة تلك الفرق يتضح أن منهم الغلاة الذين خرجوا عن الإسلام وهم يدّعونه ويدّعون التشيع ، ومنهم دون ذلك . ومن الطبيعي جدا أن يحصل الخلاف بين الشيعة ، شأنهم شأن بقية الفرق أهل الأهواء ، فما داموا قد خرجوا عن النهج الذي ارتضاه الله لعباده ، واستندوا إلى عقولهم وأهوائهم فلا بد أن نتوقع الخلافات خصوصا حينما يكون الخلاف مرادا لذاته.


ومن أسباب تفرقهم :

1- اختلافهم في نظرتهم إلى التشيع ، إذ منهم الغالي الذي أسبغ على الأئمة هالة من التقديس والإطراء وعلى من خالفهم أحط الأوصاف وأشنع السباب بل وأطلق الكفر عليهم ، ومنهم من اتصف بنوع من الاعتدال النسبي فلا يكفر المخالفين.

2- اختلافهم في تعيين أئمتهم من ذرية علي.

3- وحينما كان التشيع مدخلا لكل طامع فقد أحدث هؤلاء الطامعون في السلطة أو في الانتقام من الآخرين ، انشقاقا كبيرا بين صفوف الشيعة ، فمثلا دخلت الباطنية عن طريقهم.



دول الشيعة والتأثير في المذهب :

تميزت بعض الفترات بسيطرة الشيعة على مناطق واسعة ، حيث قامت لهم ممالك ودول ، فالدولة البويهية حكمت العراق وفارس والري والكرج والأهواز . والدولة العبيدية ( الفاطمية ) دانت لها المغرب ثم مصر وأجزاء من الشام . والدولة الحمدانية في الموصل والشام ، والقرامطة حكموا البحرين والحجاز ، والدولة السامنانية قامت في بلاد ما وراء النهر .

في هذه الفترة وضعت أسس ومبادئ التشيع ، ووضع عن آل البيت أقوال وأفعال لم تصدر عنهم البتة (نتيجة هيمنة الدول الشيعية) ، وكثر القتال وزادت الفتن بين السنة والشيعة ، ثم جاءت الدولة الصفوية فزاد الغلو في المذهب ، والمجاهرة بطاماته ، وبعد أن كانت إيران أكثرية سنية أصبحت بعدهم أكثرية شيعية ، وبعد ذلك جاءت الثورة الخمينية في إيران وأعادت آثارهم.




أماكن وجود الشيعة في العالم :

نجعل أحد علمائهم في هذا العصر يحدثنا عن هذا الموضوع وهو : ‘‘محمد جواد مغنية’’ قاضي الجعفرية في لبنان فيقول :

1- العراق : قال الشيخ المظفر : إن جنوب العراق شيعة ، ولئن وجد الخليط في بعض بلاده فلا يكون إلا في أفراد قلائل ، ويشمل الجنوب : الكوت ، العمارة ، الغراف ، وما سواها من بلاد دجلة ، وأيضا يشمل السماوة والديوانية والناصرية وما سواها من بلاد الفرات. أما البلاد الشمالية فسكانها سنة إلا أن الشيعة ليسوا فيها بالقليل . أما البلاد الوسطى كالحلة فهي شيعية خالصة سوى أفراد معدودين ، وعليه فالعراق اليوم سبعة من الشيعة وخمسة من السنة ولواء ان مختلطان.

2- إيران : وهي شيعية وعملت على نشره وإعزازه بشتى الوسائل.

3- الأفغان : انتشر التشيع فيها في عهد الصفويين والآن لا يخلو بلد من بلاد الأفغان من الشيعة ولكن عددهم غير معلوم.

4- أذربيجان : وأهلها كلهم شيعة ماعدا بعض من أهل أرمينية والظاهر أن تشيعهم من عهد الصفويين.

5- الاستانة : فيها شيعة هاجروا من إيران ومن ترك أذربيجان.

6- البحرين والأحساء والقطيف وقطر : أما القطيف فهي شيعية خالصة ، أما الأحساء فالشيعة يشاطرون غيرهم ، كما أن في قطر كثير من الشيعة ، والبحرين الشيعة فيها معروفون.

7-جبل عامل : ويسمى جبل الجليل وجبل الخليل ، وأهله أقدم الناس في التشيع لم يسبقهم إليه إلا بعض أهل المدينة.

8- بعلبك : قال الأمين : لا يعلم مبدأ التشيع في بعلبك ، وكان يغلب عليها التسنن ، وفي أيام الحرافشة غلب على أهلها التشيع.

9- جبل لبنان : ويحده شمالا طرابلس ، وجنوبا جبل عامل ، وغربا بيروت والبحر ،وشرقا بعلبك والبقاع ويدخل فيه كسروان وضواحي بيروت.

10- تبت : قال الأمين فيها عدد كبير من الشيعة ورأيت بعض حجاجهم بدمشق فسألتهم عن حال الشيعة عندهم ، فقالوا إن حالهم يزيد آنا فآنا.

11- حمص : قال الأمين : وفي عصرنا هذا تشيع جماعة كثيرون منهم لأنفسهم بأنفسهم ويوجد حوالي حمص عدة قرى أهلها شيعة أمامية منها : الغور ، والدليوز ، وتل الأغر ، وغيرها.

12- حلب : قال الأمين : دخلها التشيع قبل عهد الحمدانيين وانتشر وقوي في عهدهم ، وواجهوا ضغوطا من السنة ، ولكن لم يزل يوجد في حلب عدة بيوت معلومة يقذفهم بعض الناس بالرفض ، ويوجد جهات في حلب قرى أهلها شيعة من قديم الزمان إلى اليوم وهي الفوعة ، ونبل ، والنغاولة ، وكفريا.

13- الكويت وعمان ومسقط : للشيعة بالكويت كلمة مسموعة وتأثير بالغ ، ولهم قاض شرعي خاص بهم يختاره المرجع في النجف الأشرف وتعينه الحكومة ، أما عمان ومسقط ودبي فقال المظفر : أن فيها الكثير من الشيعة ولهم الحرية المذهبية الكاملة.

14- الحجاز : يوجد شيعة في مكة المكرمة والمدينة حتى الآن ومن القبائل الشيعية في الحجاز : بنو جهم وبنو علي وبعض بني عوف ، كما يوجد في رساتيقها كالعوالي المسمين : بالنخاولة.

15- اليمن : خرج من العلويين أكثر من واحد في اليمن ، وفيها كثير من الاثني عشرية ، وأكثر أهلها من الزيود.

16- روسيا والصين : قال المظفر يبلغ عدد الشيعة في الصين (11) مليون ، وفي روسيا : (10) ملايين.

17- الهند : يرجع انتشار التشيع في بلاد الهند إلى الصفويين ، قال المظفر : ليس في الهند بلد إلا وفيه ناس من الشيعة ، وهناك بلاد تختص بهم ، وأخرى هم الأكثرية فيها ومنها : لكنهود وهي المرجع الوحيد للاثني عشرية ، وبنجاب وفيض أباد وغيرها.

18- طرابلس وبنو عمار : وبنو عمار شيعة وأصلهم من المغرب ثم انعدم التشيع من طرابلس بسبب الضغط والاضطهاد ، ويوجد في نواحيها اليوم بعض القرى الشيعية.

19- أندونيسيا : وفيها اليوم عدة ملايين من الشيعة الاثني عشرية.

20- بلدان أخرى : هناك بلدان أخرى غير هذه ، فلقد أخبرني من لا أشك في صدقه : أن في جبال الجزائر قبائل من الشيعة ، وأيضا أخبرني أكثر من واحد أن بالسودان شيعة ، ولقد رأيت حجاج سودانيين شيعة ، وقد انتشر الشيعة في وسط أفريقيا قي البلاد الإسلامية وأكثرهم من الإسماعيلية المنحرفة ، وبالتالي فإن التشيع قد عم وانتشر في أكثر البلاد الإسلامية - كما يزعم ويفتري- [الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنيه /196-206 بتصرف]. وهذا اإحصاء والتوزيع ليس عليه دليل ، وإنما لتقريب المعنى فقط .


افتراق الاثني عشرية :

هناك اختلاف حدث بين الاثني عشرية في القرون المتأخرة وهو اختلاف ما يسمى باختلاف الاخباريين والأصوليين ، فافترقت الاثني عشرية إلى فرقتين متحاربتين متعاديتين حملت إحداهما على الأخرى وشنعت الأخرى على الأولى وكثر التنازع حتى اتهم الأخباريون الأصوليين بالخروج عن التشيع الحقيقي الأصلي وكتبت الكتب والفت الرسائل وتحزبت الأحزاب فقال الأخباريون : نعتقد بظاهر ما وردت به الأخبار متشابهة كانت أم غير متشابهة ، فنجري المتشابهات على ظواهرها ونقول فيها ما قاله سلفنا.

وبعبارة صريحة أكثر : أن الأخباريون هم الذين يتمسكون بظواهر الحديث مقابل الأصوليين الذين يرون الأدلة العقلية : من الأدلة الشرعية. ومن المعروف أن الحديث عند الشيعة : ما نقل عن أحد أئمتهم المعصومين حسب زعمهم الاثني عشري ، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا ، فكل ما نقل عن هؤلاء فهو حديث عندهم وهو حجة لأنه منقول عن معصوم وحجة ، فما دام أصحاب الأئمة نقلوا هذه الروايات من الأئمة فإنها لا تحتاج إلى النظر والتحقيق لا عن السند لأنه من صاحب الإمام ، ولا عن المتن لأنه من الإمام ، وعقول الناس قاصرة عن إدراك كنه ما يقول الإمام .

هذا هو مذهب الإخبارية ، أي العمل بالأخبار المنقولة عن المعصومين- بزعمهم- أو المنسوبة إليهم بدون النظر إلى شيء آخر . وأما الأصوليون فرأوا أن هناك دليل العقل ومنه البراءة الأصلية والاستصحاب وغيرها .

واتهم الاخباريون الأصوليين : إن الباعث لهم على اختراع هذه القواعد الأصولية هو أنسهم بكتب المخالفين للأمامية بلا ضرورة داعية إليه وبدون قيام حجة حاكمة.

ويعد من أعيان الطائفة الإخبارية الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة ، والنوري الطبرسي صاحب مستدرك الوسائل ومحمد حسين كاشف الغطاء ، ونعمة الله الجزائري ، وغيرهم .

ومن أعيان الطائفة الثانية في الآونة الأخيرة : السيد دلدار علي ، والطبطبائي ، ومحسن الحكيم ، والخوئي وشريعت مداري ، والخميني ، وغيرهم .



يتبع....




ناصر السنة

الألباني
17-08-2003, 04:34 PM
الحلقة التاسعة[ والأخيرة ] : مسألة التقريب واحتواء الخلاف

كيف يمكن أن نحقق التقارب والتآلف ، وإيصاد باب الفتنة وإرجاع الألفة والمحبة بين الطائفتين ؟ سنعرض بعض آراء العلماء والمفكرين ، والطرق المتصورة لحل الخلاف والوصول إلى التقارب ، وهي على النحو التالي :

1- أنه لا سبيل لرفع الخلاف وتحقيق التقارب والروافض مصرون على شذوذهم عن جماعة المسلمين ، فعلى هذا لا ينبغي مناظرتهم أو مكالمتهم أو تدارس الخلاف بيننا وبينهم فهم على دين آخر ؛ لأن الأصول التي ترجع إليها الأمة فيما اختلف فيه إنما هو الكتاب والسنة وإجماع الأمة وحجج العقول ، وهذه الأصول الأربعة لا يمكن الرجوع إليها على قول الرافضة وذلك أن مذهبهم أن الكتاب مغير مبدل ، والسنة لا يمكن لأن النقلة فسقة والكذب غير مأمون عليهم ، والإجماع ليس فيه حجة لأن الأمة يجوز عليها أن تجتمع على خطأ وضلال ، وأنها معصومة بقول الإمام ، وكذلك حجج العقول لأن الخلق كلهم قد عمهم النقص إلا المعصوم0

- مناقشة هذا الرأي :

إن الموقف الذي يرفض مكالمتهم ومحاورتهم إنما هو موقف سلبي لا يتفق وقواعد الإسلام في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ثم إن التزامك بعدم مناظرتهم أو مكالمتهم لا يعود بالضرر إلا عليك لأنهم ماضون في ردودهم وافتراءاتهم فلا بد من اتخاذ موقف إيجابي0

2- لنتفق جميعا على أن لكلٍ دينه ومعتقده ولنتعاون فيما بيننا كما تتعاون الدول المختلفة الأديان والعقائد.

- مناقشة هذا الرأي :

هل يستجيب الروافض لهذا الرأي ؟

لقد نشر أحد شيوخهم رأيهم بصراحة في هذا المنهج على صفحة مجلة المنار فقال : ‘‘ودع عنك قول بعضهم دعوا البحث فيما يتعلق بالدين والمذهب وهلم إلى التعاون على توحيد الكلمة وجمع الأمر قبالة المستعمر فإن ذلك لغو من القول وخطل من الرأي وكأنها مقالة من لا يرى الإسلام دينا ولا يرى أن هناك حياة أخرى خالدة غير هذه الحياة وإنما يرى الإسلام رابطة قومية وجامعة سياسية فهو يدعوا إليها ويحض عليها’’0 وعقب الشيخ ‘‘رشيد رضا ’’ على رأي الشيعي هذا بأن تاريخ الشيعة مع أهل السنة يؤيده تاريخ حافل بالغدر والخيانة وممالاة الأعداء0

3- البعض يرى أن التقريب يتم بأسلوب التفاوض والحوار حول أسس الخلاف ونتيجة ذلك هي التي تحدد الموقف من قضية التقريب ولكن لابد من وضع ضوابط وأصول يرجع إليها عند الخلاف تبدأ من الاتفاق أولا على الأصول وأولها القرآن وذلك قبل الدخول معهم في الحوار حول المسائل التفصيلية0

- مناقشة هذا الرأي :

هذا الطريق يشبه الأول، فهو يرى أنهم إن طعنوا في القرآن لا يناظرون لأنهم غير مسلمين ، وإن كفّروا صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فكذلك ، وهذا عين الموقف الأول ، إلا أن الأول يقرر الموقف منهم ابتداء لأن عقائدهم معروفة ، وهذا يقرر التعرف إلى عقائدهم من خلال المناظرة0 وقد يتخذوا معه التقية0 4- يرى الاحتجاج بالقرآن وما أجمع الفريقان على صحته من السنة وهذا الرأي قال به أيضا مرجع الشيعة ‘‘محسن الأمين ’’0

- مناقشة هذا الرأي :

هذا الرأي مبني على أصول غير صحيحة :

أ- هو مبني على سلامة موقف الروافض من كتاب الله وهذا خلاف الواقع0

ب- هو يفترض أن مفهوم السنة بين الفريقين واحد وإنما الخلاف حول بعض الأحاديث فقط وهذا غير صحيح0

ج- وهو مبني على أنه لا خلاف بين أهل السنة والشيعة في أمور تمس العقيدة والأصول وهذا -ونقولها بكل مرارة - لا يتفق وحقيقة الأمر0

د- وهو ينطوي على ترك الأخذ بمجموعة من الأحاديث من الجانبين ولا أحسب أن هذا سيكون محل تسليم من الجميع0

هـ- ثم هو غير عملي0

5- وهذا القول أيضا يقول بتصفية الخلاف بأسلوب التفاوض والتفاهم حول الأصول المختلف فيها 0 وأن يكون الحكم بين الطائفتين كتاب الله ، مع الرجوع في تفسيره إلى لغة العرب وترك الروايات المتنازع حولها0

- مناقشة هذا الرأي :

لاشك أن هذا المنهج هو منهج صالح في مجال الاحتجاج عليهم فقط - ولكن موقف الروافض من الأصل الأول - وهو القرآن - تجعل الإفادة من هذا الطريق متعذرة 0

6- المباهلة : يلجأ إلى المباهلة وهي من السنة فالرسول صلى الله عليه وسلم أراد مباهلة نصارى نجران ، وقال ابن حجر : ‘‘وفي قصة أهل نجران من الفوائد : مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد الحجة ’’0

وقد طلب إبراهيم الجبهان من شيوخ الشيعة المباهلة على ملأ من الناس وأمهلهم سنة ليجيبوه ، ولكن لم يتقدم إليه أحد0

الطريق المختار :

إن النهج السليم أن يقوم علماء السنة بجهد كبير لنشر اعتقادهم وبيان صحته وتميزه عن مذاهب أهل البدع وكشف مؤامرات الروافض وأكاذيبهم وما يستدلون به من كتب أهل السنة ، وأن يصاحب ذلك كله بيان لانحرافات الروافض وكشف ظلالاتهم وأصولهم الفاسدة0

فيجب مضاعفة الجهد وأن يكون جهدا جماعيا مخططا له0 أي أن المنهج الأصيل هو بيان الحق وكشف الباطل فهذا سيحد من انتشار عقيدة الروافض بين أهل السنة0

أما مع الروافض فإنه من الضروري أن نسلك المنهج التالي :

لابد من أن نكشف باطلهم من كتبهم نفسها ، وهذا المنهج لم يسلكه علماؤنا المتقدمون وما ندري هل السبب في ذلك أن علماءنا - يرحمهم الله -كانوا يحتقرونهم ، أم أن السبب أن كتب القوم لم يكن لها ذلك الذيوع و الانتشار أو أن السبب أن هناك بعض كتبهم الأساسية قد وضعت من المتأخرين ونسبت للمتقدمين أو زيد عليها في العصور المتأخرة0

أيّا كان السبب هذا أو ذاك أو جميعها فإن كتب الروافض اليوم قد انتشرت ودان بقدسيتها وآمن بصحتها ملايين الشيعة فليكن تصحيح وضع الشيعة من كتبهم وكشف ضلالاتهم من رواياتهم0 وفيما يلي نشير إلى بعض الملامح والأمثلة لهذا المنهج

1- كشف ما وضعوه من كتب : للروافض مجموعة من الكتب يرون أنها هي عمدتهم في الحديث ، ودراسة مدى صحة نسبة هذه الكتب لمؤلفيها وهل زيد فيها أو نقص وعناصر الوضع والدس والمؤامرة فيها ، دراسة هذه المسائل من المهمات ، فمثلا : اختلافهم هل كتاب الروضة - وهو أحد كتب الكافي التي تضم مجموعة من الأبواب - هل هو من تأليف الكليني أو مزيد فيما بعد على كتابه الكافي000 وهكذا0

2-دراسة نصوصهم وأسانيدهم ، إن من طبيعة الوضع التناقض والاختلاف ( ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) [النساء/82] والناظر في كتب الحديث عند الروافض يدهشه مدى التناقض والحيرة والاضطراب في معظم رواياتهم حتى اعترف بهذا التناقض شيخهم الطوسي ، واعترف أيضا أن هذا من أسباب ترك بعض الشيعة للتشيع0 إن إبراز هذا التناقض وتصويره لهو من الوسائل المهمة في كشف الباطل ، كما أن كشف أسانيدهم وإيضاح حال رجالهم الذين اندسوا في التشيع للكيد للإسلام هو من عوامل تعرية حقيقة الرفض ومؤسسيه ، وقد اعترف شيخهم الطوسي بأن معظم رواتهم ممن ينتحل المذاهب الفاسدة ولكن قال بأن رواياتهم معتمده0

وأخيرا هناك مجموعة من أحاديثهم توافق ما عند أهل السنة وقد قام علماؤهم بصرفها عن ظاهرها لا لشيء إلا أنها توافق ما عند أهل السنة ، ولا عمدة لهم في ردها سوى عقيدة التقية 0 إن تقديم تلك النصوص - الموافقة لما عند أهل السنة - لناشئة الشيعة مع آيات القرآن ونصوص السنة الصحيحة لهو منهج يقطع الطريق على دعاة الفُرْقَة وأعداء الأمة من المستترين بالتشيع ، وهو طريق من طرق التقارب إذا طبق بوعي وإيمان ، ومن شأنه أن يفتح الأذهان والعقول إلى الحقيقة التي ران عليها ركام كثيف من الكذب والافتراء في كتب الشيعة ، وهذا مسلك ينبغي أن يدرس بعناية واهتمام ؛ فإن القارئ لكتب الشيعة يلتمس خيوطا بيضاء وسط ركام هائل من الضلال ومن الممكن أن ينسج من هذه الخيوط العقيدة الحقة للأئمة ويكون في ذلك تقريب وإنقاذ لمخلصي الشيعة من الضياع والتيه الذي يعيشونه ، وهذه الخيوط كما تشمل الأصول تشمل الفروع وعلى ذلك يمكن اللقاء والتقارب 0

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية ‘‘ إن شيوخ الرافضة إما جاهل وإما زنديق’’ 0 والأتباع بلا شك جهّال ، ومن الضروري تعليم هؤلاء الجهلة بكل وسيلة وقطع الطريق على هؤلاء الزنادقة وكشف حقيقتهم ولا سيما أن ناشئتهم في غفلة عن كثير من انحرافات مذهبهم 0 [مسألةالتقريب/القفاري ج2 /253-297] "بتصرف"

للتوسع في الموضوع ينصح بقراءة الكتب التالية :

1) أصول مذهب الشيعة د. ناصر القفاري .

2) حوار هادئ بين السنة والشيعة/د.عبد الله الجنيدل .

3) منتقى منهاج السنة / الذهبي .

4) الثورة الإيرانية في الميزان / محمد منظور .

5) ما يجب أن يعرفه المسلم عن عقائد الروافض / أحمد الحمدان

6) مسألة التقريب د. ناصر القفاري

7) منهاج السنة / شيخ الإسلام ابن تيمية

8) مختصر التحفة الاني عشرية / الألوسي

9) وجاء دور المجوس / محمد الغريب

10) النصوص الفاضحة / عبد الكريم عبد الرؤوف

11) الخطوط العريضة / محب الدين الخطيب

12) كتب الشيخ إحسان ألهي ظهير .




ناصر السنة


http://swalif.jeeran.com/alalbani.jpg

المجاهد عمر
01-09-2003, 03:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيراً أخي في الله (الألباني) على هذا الموضوع القيم ، واتمنى منك الإكثار من هذه الموضوعات لفضح هذه المعتقدات الفاسدة .


المجاهد عمر