PDA

View Full Version : عندما بكت نـــورة ... من الواقع


نور بوظبي
09-08-2003, 08:10 PM
نورة فتاة صالحة أحسبها كذلك و حسيبها الله ، كالنحلة نشيطة في أعمال الخير و لا تمل ، حياتها بين دور تحفيظ القرآن الكريم و مجالسة الصالحات ..

في يوم من الأيام بكت نورة بكاءاً مراً .. ملامح الحزن و الأسى كست وجهها ، خفت عليها و تسائلت في استغراب ، ماذا بها و هل حصل مكروهاً لها ..

كلامها أثر في نفسي كثيراً ، فقد حدثتني عن والدتها ..

أخبرتني بأن والدتها أنّبتها و عاتبتها عتاباً كان كالسهم يخترق قلبها ..

مع أن والدتها كانت تتحدث في مزح مع نورة.. إلا أن نــورة أدركت أنها أخطأت في حق والدتها و كلماتها لامست شغاف قلب نــورة ..

نــورة بعد فترة قصيرة بإذن الله سيكرم الله عليها بحفظ القرآن الكريم..

قالت لها والدتها .. ها أنا أراك كل يوم تذهبين لدور القرآن و تجالسين الصالحات ، و لم أراك في يوم من الأيام أمسكتي كتاباً لتقرئيه علي ، لم أراك في يوم من الأيام أحضرتي مصحفاً و حاولتي تعليمي لبعض السور القصيرة من كتاب الله ، أتلهف لقراءة كتاب الله و حفظه و أراك تبذلين قصارى جهدك لتعليم من هم خارج منزلك ، أما والدتك فلم تسألي هل هي محتاجة أم لا ، و لا يقتصر الأمر علي فقط بل على عماتك ، لم تحاولي أن تجمعيني مع عماتك المسنات لتعلمينا بعض الحروف حتى نتمكن من قراءة كتاب الله ..


بكت نورة لأنها أدركت أنها مقصرة في حق أقرب الناس إليها ، بكت نورة و أبكت قلبي معها ، فكم يتغافل الكثير عن خيرٍ داخل المنزل باحثاً عن خيرٍ خارج المنزل . قد تكون الأم التي تعبت من أجل راحة الأبناء محتاجة لمن يعلمها حرف واحد لتقرأ كتاب الله ، و لكن أبنائها مع زحمة أعمالهم نسوا تلك الأم مع أنهم يشعرون بأنهم غير مقصرين معها ، فهم كلما دخلوا قبلوا رأسها و أمتعوها بالحديث الطيب و قد يغدقون عليها بالهدايا ، و لكنهم لم يحاولوا تعليمها شيئاً من أمور دينها.



هل هذا جزاء هذه الأم الطيبة منكم، ألم تشفق على ذلك القلب الحنون الذي يتلهف للخير كما يتلهف له قلبك ، ألا تشعر بالخجل و التقصير في حق أقرب الناس إليك .. لا تقل ضاع الوقت و هرمت والدتي أو والدتي مشغوله بأمور أخرى ، بل ابدأ صفحة جديدة مع والدتك ، إذا لم تستطع أنت أن تعلمها ، حاول إدخالها لدور القرآن الكريم و شجعها على ذلك ، جعلكم الله بارين بآبائكم و أمهاتكم و حفظ لكم جميع أهلكم ..


همســـة ..

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله نبئني ما حق الناس مني بحسن الصحبة فقال نعم وأبيك لتنبأن أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك قال نبئني يا رسول الله عن مالي كيف أتصدق فيه قال نعم والله لتنبأن أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخاف الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت نفسك ها هنا قلت مالي لفلان ومالي لفلان وهو لهم وإن كرهت * ( صحيح ) _ وأخرجه البخاري ومسلم وليس عند البخاري زيادة نعم وأبيك لتنبأن وهي شهادة .


أختكـــم ..

نـــور بوظبي

الحور
10-08-2003, 08:33 AM
جزاك الله خير الجزاء اختي الكريمة .... نور بو ظبي..

سبحان الله .... بالفعل لماذا ننسى او نتناسى اقرب الناس إلينا ..

ذكرتني هذه القصة .. بقصة اخرى .. نعم هي صديقتي ... كانت دائما مهتمة بتعليم الناس القرآن الكريم ... حيث انها كانت تعمل بحقل تحفيك القرآن وتتفانى في ذلك ...

وفي ذات مرة فكرت وقالت لماذا لا اعلم امي .. علما بأن والدتها امية لا تعرف القراءة ولا الكتابة ..

فكانت في كل ليلة تقضي أكثر من ساعتين لكي تقريء والدتها بعض سور القرآن الكريم واذكار الصباح والمساء وداومت على ذلك .. بتقريئها وبجعلها تسمع المحاضرات والاشرطة الاسلامية .....

وقبل اسبوعين فقط ... حَضرت حفل ختم والدتها للقرآن الكريم قراءة ..
فسبحان الله .... بكت وابكت جميع الحاضرات بفرحتها لانها ختمت القرآن الكريم .... كانت امنية وتحققت هذه الامنية واصبح كل شهر تختم القرآن الكريم ....


:) جزاك الله خير الجزاء ........

نور بوظبي
11-08-2003, 05:36 AM
1^

قصة مؤثرة جداً :(

جزى الله خير هذه الفتاة البارة بوالدتها جنات الفردوس الأعلى ..

جزاك الله خير على غاليتي على هذه الإضافة الرائعة :)