PDA

View Full Version : موضوعٌ هامٌ جداً...كيف نقرأ التاريخ ؟ حتى لا نقع فيما وقعت فيه الشيعة !!!


المجاهد عمر
26-08-2003, 12:32 PM
الجزء الأول

التاريخ أمره مهم جداً ، فهو الذي يسطر تاريخ الأمم ، لذا وجب علينا معرفة تاريخنا وأن نعرف الكثير الذي زيد فيه الكثير ، ولكن قبل الدخول في هذا الموضوع ينبغي علينا أن نقف عند ثلاثة أمور ، وهي :

1- كيف نقرأ التاريخ ؟ 2- لمن نقرأ ؟ 3- من ماذا نحذر ؟

لا بد أن نقرأ التاريخ كما نقرأ أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، أي أن نعرف صحة الخبر بالنظر إلى الإسناد ، ولا شك أن هذا الأمر بالنسبة للتاريخ أصعب ، لأن أهل العلم اهتموا بالحديث ورواته ، وتكلموا عن رجال الحديث ، وتتبعوا أحاديثهم ومحصوها ، وبالتالي صفيت هذه الأحاديث مما أدخل عليها من كذب أو تدليس ، أو ما شابه ذلك . أما التاريخ فنجد كثيراً من رواياته ليس لها إسناد ، وأحياناً نجد لها أسانيد ولكن رجال السند ليس لهم ترجمة ، ولا نجد أحداً من أهل العلم تكلم فيهم بمدحٍ أو ذم ، فيصعب علينا عند ذلك الحكم على الرواية ، لأننا لا نعرف أصل الرواية ، ولكن قد يقول قائل : سيضيع علينا الكثير من التاريخ بهذه الطريقة ، ونقول إنه لن يضيع الكثير وذلك لأمور وهي :-


أن كثيراً من روايات التاريخ التي نحتاج إليها مذكورة بالأسانيد ، سواء في كتب التاريخ التي سردت الروايات بالأسانيد ، وكذلك كتب الحديث كالبخاري ، أو المصنفات وغيرها من الكتب ، أو بعض كتب التفسير ، أو بعض الكتب الخاصة التي تكلمت عن أوقات خاصة ، ككتاب ((حروب الردة)) للكلاعي ، أو كتاب ((الردة)) لـ سيف بن عمر التميمي ، ولو عجزنا عن الإتيان بهذه الأسانيد ، فعندنا أصلٌ عام موجودٌ لدينا ، وهو ثناء الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على الصحابة ، فالأصل فيهم العدالة ، وإن قرأنا قصة فيها مطعن على الصحابة ، فالأصل النظر في السند ، فإن كان السند صحيحاً ، ينظر في تأويل هذه الرواية وما تدل عليه ، وإن كان السند ضعيفاً فالحمد لله ، وإن لم نجد لها سنداً فعندنا الأصل ((عدالة الصحابة)) رضوان الله عليهم.



المجاهد عمر

المجاهد عمر
27-08-2003, 12:34 PM
الجزء الثاني


2- لمن نقرأ ؟


الناس أصناف…

هناك من يميز الغث من السمين ، ويستطيع القراءة لكل أحد ، وأما الذي لا يستطيع التمييز فلا بد أن يقرأ لكتب أهل السنة المعروفين والممدوحين ، والمعروفين بالثقة في النقل ، فيقرأ لهم ، أما إنه يتخبط ويقرأ لكل أحد ، فهذه مصيبة ، وللأسف شغف الكثير بقراءة الكتب الحديثة ، والتي تهتم بجمال القصة بغض النظر عن صحتها ، ككتب…

العقاد ، أو خالد محمد خالد ، أو طه حسين..

فإذا كنا نستطيع النظر في الأسانيد ، نقرأ للإمام الطبري ، فهو العمدة بالنسبة لكتاب التاريخ ، وإذا كنا لا نستطيع التمحيص في الأسانيد ، نقرأ لابن كثير ، والإمام الذهبي ، ولأبي بكر بن العربي في كتابه ((العواصم من القواصم)) والذي محص به بعض الروايات.



المجاهد عمر

المجاهد عمر
28-08-2003, 07:00 PM
الجزء الثالث والأخير

3- من ماذا نحذر ونحن نقرأ ؟

نحذر من أن نميل مع رأي المؤلف ، فلا بد أن ننظر في الأسانيد وأصل الرواية ، ولا بد أن نكون منصفين ، وأن نعتقد ونحن نقرأ التاريخ أمرين اثنين :

1- أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم خير البشر بعد أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام .
2- أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير معصومين ، فنحن نعتقد العصمة في إجماعهم ، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة ، ولكن كأفراد هم غير معصومون .


أما مدح الله لهم فيكفينا قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإنجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح:29)

ونحن نعلم جميعاً أن أهم كتاب في تاريخنا هو تاريخ الإمام الطبري ، والكثير من الناس ينقلون من هذا الكتاب ، سواءً أهل السنة أو الرافضة وغيرهم من أهل البدع ، لأن تاريخ الطبري عمدة ، ويقدم على بقية كتب التاريخ وذلك لأمور ، منها :

1- قرب عهد الإمام الطبري من تلك الحوادث .
2- لأن الإمام الطبري يروي بالأسانيد .
3- جلالة الإمام الطبري ومنزلته العلمية .
4- أكثر كتب التاريخ تنقل عنه .


من مميزات الطبري أنه يروي بالأسانيد ، فأهل السنة يأخذون الصحيح من تاريخ الطبري ، أما الرافضة وأهل البدع فيأخذون الغث والسمين . ولقد أراحنا الطبري بمقدمة رائعة قال فيها بأنه يحدث بالإسناد ، وألقى بالعهدة علينا في وجوب النظر للأسانيد والتحقق منها ، وعن من روينا ، فإن كان ثقة نأخذ به ، وإلا فإننا لا نقبل الرواية .

الإمام الطبري أكثر في النقل عن رجل يقال له (لوط بن يحي) ويلقب بأبي مخنف ، والذي روى عنه 587 رواية ، تبدأ من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى خلافة يزيد بن معاوية ، وهي الفترة الحرجة من حياة المسلمين.



المجاهد عمر