PDA

View Full Version : مفاهيم جهادية.. بحاجة لتصحيح !!!


الامير الاحمر
31-08-2003, 12:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيمالحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

شكل الجهاد - قديما- وما زال يشكل إحدى إشكاليات علاقة المسلمين بغيرهم، فالإسلام دين يدعو إلى التوحيد، ويجعل الإقناع سبيله إلى دخول غيره فيه دون إكراه، وهذا ما نطقت به آيات دستوره الحكيم، وهو ما طبقه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدر الأول من الإسلام، وتابعهم في ذلك خلفاء المسلمين من بعدهم؛ وإن لم يخل التاريخ الإسلامي من سوء تطبيق لهذا المصطلح؛ غير أن ذلك لم يكن هو الأساس المعتمد.

ولم يكن الجهاد محصورا في دفع عدوان المعتدين، بل بدأ في نشأته من خلال القرآن الكريم متضمنا أنواعا عديدة تكاد تشمل جميع مناحي الحياة، غير أن القتال، بوصفه نوعا من الجهاد، غلب على بقية الأنواع، وأصبح الجهاد يعرف بمعنى القتال؛ مما أثار حفيظة الكثير من غير المسلمين، بل سعوا هم أنفسهم إلى تعميق هذا المفهوم الضيق، كنوع من حربهم لعقيدة الإسلام، واتهامه بالدموية وقتل النفس، مما هو مردود عليه سلفا في الكتاب والسنة المطهرة لكل من يطالعهما.

ومن خلال مناقشة مصطلح الجهاد برزت في العصر الحديث إشكاليات عدة، أهمها: طبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم، وما أفرزه الفكر المعوج للجهاد عند بعض المسلمين من تطبيق أساء للإسلام، وأصبح الإسلام المحارَب هو المهاجم الأول للإنسانية، الداعي للفتنة في الأرض، ولعل مما ساهم في هذا عدم التمحيص الدقيق في فهم بعض آيات القرآن، مثل آية السيف، دون النظر لسبب نزولها، أو معرفة الملابسات التي أحاطت بها، وإلباسها ثوبا عاما، كان الواجب في حقه الخصوص.

وقد استند البعض إلى غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم كدلالات على أن الجهاد في الإسلام إرهاب للآمنين، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مارس الإرهاب ضد مخالفيه، وخاصة دولتي الفرس والروم، متناسيين السبب الذي من أجله جاء الفرس والروم إلى جزيرة العرب، تاركين ديارهم، من محاولة للاحتلال، وغير ذلك من تلبيسات الحرب على الإسلام الذي ما قصد إلا الدفاع عن نفسه، ومحاولة إيجاد متنفس لشرح عقيدته، وليس للإكراه في الدخول فيه.

وكان من أبرز فقهاء المسلمين الذي وعوا فقه الجهاد على نحو يمثل مدرسة معتمدة في التأصيل لهذا المصطلح، فضيلة الشيخ الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي.