PDA

View Full Version : رأي الألباني في إمام الأشاعرة في عصره...محمد متولي الشعراوي !


المجاهد عمر
01-09-2003, 03:41 PM
سئل فضيلة العلامة وأسد السنة ، محدث العصر الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - أن هناك من يحب الاستماع إلى الشيخ الشعراوي ، والشيخ الشعراوي يخرج كثيراً على التلفاز ، نريد نقداً أو بعض المآخذ لو تفضلتم بعرض المآخذ على الشيخ الشعراوي .

فأجاب :-

الذي نحن نعرفه عنه أنه خلفي أشعري ...أنا أقول بارك الله فيك ، فأفترض أنك أحد رجلين ، إما أن تكون ذاك الرجل الذي كما يقولون الآن في العصر الحاضر عندك خلفية علمية في العقائد السلفية ، فحينئذٍ عندما تكون هكذا وعندك علم بما صح وبما لم يصح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا استمعت لمثل هذا الإنسان تستفيد كالمثال الذي ضربته فيما يتعلق بالصلاة ، فكلامه أخاذ ، جذاب وهذا الذي يجعل عامة الناس يلتفون حوله إذا جلس في محاضرة أو ما شابه ذلك ، ثم ينشر ذلك في التلفاز ، أما أن كنت الرجل الآخر الذي ليس لديه الخلفية العلمية والبصيرة الدينية التي أمرنا بها في بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)). فلما بيكون الشخص اللي يصغي لهذا الشيء من القسم الثاني فيخشى أن تزل به القدم لأته ما عنده ما يميز بين صوابه وخطأه ، وأنا ما بلومك كونك أخذت به لأنه الحقيقة كما يقال في بعض الأشعار (ما أنت أول ساهرٍ غره القمرُ) مثل كثير حتى من إخواننا السلفيين حينما جاء إلى الأردن أخذوا به ، وصاروا وين ما راح يتبعوه ، أحدهم من إخواننا وهو نابلسي معجباً بكلمات الشعراوي وفصاحته وبيانه إلى آخره ...قلت له :- جيد ، هل اختبرته من حيث عقيدته ؟ قال :- لا ! فذكر لي فيما بعد هو نفسه صاحبنا ، قال :- كنت مع صاحب لي في سيارته لما ذهب إلى الشيخ الشعراوي وحضر جلسته ثم أركبه معه في السيارة ليوصله إلى مكان ، فاغتنمت الفرصة وركبت مع صاحبي وأجريت الحديث التالي بيني وبين الشعراوي ، من شان يختبره في عقيدته ، قال :- يا أستاذ أريد أن أستفسر منك قوله تعالى في القران الكريم في غير ما آية واحدة ((الرحمن على العرش استوى)) ايش المعنى ؟ ، قال :- استوى بمعنى استولى !! ، صاحبنا عنده شيء من العقيدة الصحيحة فأخذ يناقشه يعني يناقش الشيخ فكبُرَ ذلك على الشيخ ، ولكن صاحبنا تحمل ذلك فوجه سؤالاً حساساً عندنا نحن معشر السلفيين وهو كما أول له الآية في ذاك التأويل وهو تأويل باطل كما سأذكر قريبا إن شاء الله ، فقال له :- طيب يا أستاذ إذا قال لك قائل أين الله ؟ فقال :- أعوذ بالله لا يجوز أن يقول الإنسان أين الله ؟ الله في كل مكان ، قال:- يومئذ عرفت عقيدته أنها منحرفة عن الكتاب والسنة فما عدت اهتممت به اهتمامي الأول ، هذه قصة وقعت . الشاهد الآن أن آية ((الرحمن على العرش استوى)) للعلماء المسلمين في تفسيرها قولان ، قول للسلف وقول للخلف .السلف يقولوا :- ((الرحمن على العرش استوى)) أي استعلى ولذلك نحن نقول في كل سجود "سبحان ربي الأعلى" تطبيقاً لقوله تعالى ((سبح اسم ربك الأعلى)) . القول الثاني والذي قاله الشعراوي ((الرحمن على العرش استوى)) أي استولى ، هذا التأويل من أبطل الباطل لأنه يصور هذا المعنى بأنه هناك مغالبة بين الله وبين غيره ، لكن الله تغلب عليه فاستولى على ملكه ، فهل يقول هذا مسلم ؟ . ((الرحمن على العرش على استوى)) فسرها بمعنى استولى ، فمن كان مستولي عليه من قبل ؟ ، أخالق مع الله ؟ ، حاشا لله تبارك وتعالى ، ثم جاءت الأخرى لما صارحه بالسؤال السابق أين الله ؟ انتفض وقال :- ما يجوز توجيه مثل هذا السؤال ، علماً بأن هذا السؤال صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي أصح الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه ، الحديث الذي سأذكره مروي في صحيح مسلم ، ترى هذا الرجل الفاضل الشعراوى ، الذي أخذ بمجامع قلوب الناس ، لاشك أنه أحد رجلين ، إما أن يكون على علم به فجحده أو أن يكون على جهل به فلم يقل به ، وكما يقال "أحلاهما مر" يعنى إن كان عرف وحاد فهذا أخطر مما لو لم يعرف ، مع ذلك كونه لم يعرف قد يقال بالنسبة لعامة الناس ، أما بالنسبة لشخص يتولى إرشاد العالم الإسلامي كله وتوجيهه ، هذا قبيح جداً أن نتصور نحن بأنه لم يطرق سمعه هذا الحديث الصحيح . الآن أرجو الانتباه ! هي قصة طويلة ، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اسمه معاوية بن الحكم السلمي ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له :- يا رسول الله ، لي جاريه ترعى غنماً لي في أحد في المدينة ، فسطا الذئب يوماً على غنمي ، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر ، فصككتها صكه ، يعني صفعها على خدها ، وعلي يا رسول الله عتق رقبة ، يستفسر ويستوضح ، هل يجدي عنه أن يعتق هذه الجارية التي ضربها بغير حق ؟ فهو ندمان على تلك الصفعة أو الصكه ، كما قال هو ، فقال له عليه السلام :- ائتني بها ، فلما جاءت قال لها عليه السلام :- أين الله ؟ ، هنا الشاهد ، قالت :- في السماء ، قال :- فمن أنا ؟ ، قالت :- أنت رسول الله ، فالتفت إلى سيدها فقال له :- اعتقها فإنها مؤمنة . إذاً من قال أين الله ؟ ، رسول الله وإجابة الجارية أنه في السماء . الشعراوي و أمثاله كثير من علماء الأزهر لا يؤمنون أن الله في السماء مع إن كل مسلم يقرأ في سورة تبارك ، سورة الملك (( ءامنتم من في السماء...الآية )) ، الجارية من حيث الحيثية أعلم من الشعراوي وأمثاله لأنها استطاعت أن تجيب الجواب الذي شهد بسببه رسول الله بأنها مؤمنة ، وبناء على ذلك قال لسيدها اعتقها فأنها مؤمنة ، شهدت بأن الله في السماء أي عالياً وليس كما يقول كثيراً من أمثال الشعراوي وغيره ، وهذه عبارة مشهورة بين عامة الناس ، بيكون واحد جالس في مجلس كهذا وفي صمت شو بيقول :- الله موجود في كل مكان ، الله موجود في كل الوجود (هذا كفر) لكن الناس كما قال تعالى (( لكن أكثر الناس لا يعلمون )) ، لماذا كفر ، لأنه مخالف لما سبق أن ذكرنا لمثل قوله ((الرحمن على العرش استوى)) ولمثل حديث الجارية هذه أين الله ، قالت :- في السماء ، والأحاديث والآيات كثيرة وكثيرة جدا كمثل قوله صلى الله عليه وسلم :- (ينزل الله كل ليلة إلى السماء في الثلث الأخير من الليل...الحديث) فنزول الله إلى السماء معناه أنه على السماء وأنه ليس في كل مكان ، كما يقول العوام هذا من جهة ومن جهة أخرى لو رجع العاقل المسلم متسائلاً ، الله تعالى أزلي لا أول له كما قال تعالى ((هو الأول والآخر والظاهر والباطن)) أما الخلق فله أول كما قال عليه السلام (أول ما خلق الله القلم ، فقال له :- اكتب ، فقال :- ما اكتب ؟ ، فقال :- ما هو كائن إلى يوم القيامة) ، فقبل أن يخلق الله الخلق هل كان في مكان ؟ ، فهم يقولون أن الله في كل مكان ، المكان لم يكن مع الله شريك ، لأنه الله هو الذي أوجده وخلقه في كلمة "كن " كما قال عز وجل ((إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول كن فيكون)) ، فبكن خلق السماوات والأرض فكان الزمان وكان المكان ، فأيش هؤلاء الناس حين يقولون الله موجود في كل مكان وقد كان الله ولا مكان ، هل ذلك إذاً أن الله لما خلق الخلق دخل فيه وصار له ملجئ وصار له مأوى وصار محاطاً في المكان تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ، هذه واحدة والأخرى أن الأماكن ليست بنسبة واحدة من حيث الطهارة والنظافة والسمو والرفعة والقذارة وإنما يختلف من مكان إلى مكان وقد جاء في الحديث الصحيح ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- (خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق) ، ترى ربنا موجود على حد تعبيرهم في كل مكان موجود في المساجد ، موجود في الأسواق ، فهل هذا يليق بالله عز وجل أن يكون في شر الأماكن وفي البيوت ، بيت الخلاء وبيت الخلاء له مجاري ، بل لا نذهب بعيداً ، بل أن بطن الإنسان الممتلئ قذارة ، هو مكان ، بدليل أنه يتنفس الهواء ويأكل الطعام ويشعر بالشبع ، فهل ربنا عز وجل حقاً في هذه الأمكنة كما يزعمون الله موجود في كل مكان ، كيف جاء هذا والله يقول :- ((ءامنتم من في السماء)) كما ذكرنا آنفاً ((تعرج الملائكة والروح إليه)) مش تنزل عليه في كل مكان ، كذلك ((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)) كل هذه النصوص في مخ الشعراوي متعطلة فهو لا يؤمن بها . الشعراوي مثل شيخ آخر مع اختلاف بينهما بلا شك ، الذي يسمى "كشك" كلاهما قصاص ، والقصاص هذه طبيعتهم ، يجمعوا الناس حولهم وينبسطوا من كلامهم ، لكن مهما حضر جلسات هؤلاء القصاصين اسأله بعد سنين شو معلوماتك اللي استفدتها بما يتعلق بمعرفة الحلال والحرام والمكروه والمستحب إلى آخر ما هنالك من الأحكام ، ما بتشوف عنده شيء إطلاقاً ، إنما عنده حكايات وعنده سوالف كما يقولون ومطمئن تماماً لكن الخاتمة لا يخرج من هذه الدروس بشيء أو أي شيء يصحح عقيدته وهذا هو المثال بين أيدينا ، لأنك لو سألت العامة فضلاً عن أهل العلم ، القران كلام مين ؟ كل المسلمين يقولون كلام الله ، لكنك لو انك مع الشعراوي وأمثاله ، من الأشاعرة والماتريدية يتموا بيلفوا ويدوروا معك حتى يخرجوك عن هذه العقيدة ويقولوا القرآن هذا ليس كلام الله ، لكن ما يرموها هيك صراحة حتى ما تطلع ريحتهم النتنة ، القرآن كلام الله ((كلم الله موسى تكليماً)) مثل التوراة مثل الإنجيل كلها كتب أنزلها الله على رسله المصطفين الأخيار ، الشاهد أن العقيدة التي يجب تدريسها من كل العلماء في كل المناسبات الشعراوى وكشك هذا لا يدندنون حول ذلك . هل سمعت الشعراوي يبين للناس هذه الصلاة التي أمرنا بها في آيات كثيرة كمثل قوله تعالى ((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)) ، نصحك وجزاه الله خير هذا لا يمكن إنكاره لما سألك كيفك أنت في الصلاة ؟ ، بتصلي ما بتصلي ؟ ، إلى آخر ما ذكرت أنت ، لكن هل بين لك كيف لك أن تصلي أنا بقولك سلفاً :- لا ، ليش ، إذا كنت مخطأ فقول لي أخطأت ، لأني على مثل اليقين أنه هو وكشك وغيره لا يعرفون يصلون ، هم بيصلوا لكن لا يعرفون يصلون ، ليش ، لأن صلاتهم حسب ما قرءوا في مذهبهم ، من كان شافعياً يرفع يديه عند الركوع ومن كان حنفياً يقول لا ، وهكذا والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- (صلوا كما رأيتموني أصلي) كما أنهم لا يدندنون حول أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ليعرف المسلم أن يأتمر بالحديث السابق (صلوا كما رأيتموني أصلي) ، لماذا ؟ ، لأنه مشغول في تفسير القرآن وبخاصة العلوم العصرية فهو ليس متفرغاً ليصحح صلاة نفسه على السنة فضلاً على أن يتفرغ لتصحيح صلاة الآخرين . فنحن هنا نلاحظ أن العلماء هم الذين يدرسون الكتاب كلاً وبخاصة بما يتعلق بتصحيح العقائد ثم العبادات أما الجوانب العلمية الكونية الطبيعية ، فهذه لا شك تفيد وتزيد المؤمن إيماناً ، بقدرة الله عز وجل ، وحكمته لكن هؤلاء قبل ذلك كان عليهم أن يعرفوا كيف يعبدون الله لا يشركون به شيئاً.

انتهى كلامه عليه من الله سحائب الرحمة والغفران ، وقد أفاد وأجاد ، جزاه الله خيراً ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .




المرجع : شريط " وقفات مع الشعراوي وكشك " للألباني رحمه الله .

مسدد
02-09-2003, 02:24 AM
أخي الكريم الفاضل الحبيب ، لا اعتراض على كل ما نقلته - سوى -

خير وسيلة لإبعاد الناس عن من لا نريد منهم ان يقتدوا أو يأخذوا منهم ليس التحذير منهم ، لان التحذير سينتج منه أحد ثلاثة أمور:
(1) سقوطي من عين من نصحته بترك الاستماع لفلان.
(2) سقوط ذلك الرجل من عين من نصحته بترك الرجل.
(3) أن يترك الاستماع للدين كلية.
(4) سقوط كلا الشخصين من عين المنصوح.

ولن أقبل أن أضع نفسي في محك ما بين 4 احتمالات 3 منها لا تناسبني!!

الحل أن أوفر البديل بدون تعقيد.

علما بأن الشي رحمه الله وعفا عنه (الشعراوي) توفي وبدأت الناس تنساه ، ولكن هل نسيت الناس مشايخ أمثال ابن باز؟ او الشنقيطي.

المجاهد عمر
02-09-2003, 03:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لتفضلك بالرد ، ولا أخفيك سراً بأنني حين وضعت الموضوع كدت أن أقسم بالله بأن أول رد سوف يكون ردك ، لعلمي عن موقفك تجاه هذه المواضيع :)

أخي الحبيب...

الشيخ الشعراوي رحمه الله قد رحل عن عالمنا ، وحسابه على الله ، ولكننا يجب أن ننصح بعض العوام ونحذرهم من بعض أفكاره التي جانب فيها الصواب وخالف بها أهل السنة والجماعة والسلف الصالح .

وأنا شخصياً يا أخي الكريم ، أعرف الكثيرين ممن لا يزالون (يقدسون) الشيخ الشعراوي ، وخصوصاً من إخواننا المصريين ، لذلك من الواجب علينا التنبيه ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.

وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية خير شاهد على وجوب التحذير من أصحاب المعتقدات المخالفة ، وهو ما قام به مشايخنا ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله ، في فتاواهم المتعلقة بالمعتقدات المخالفة لـ (سيد قطب) مثلاً وغيره .



تحياتي لك ولمشاركاتك الطيبة :)


المجاهد عمر

بو عبدالرحمن
02-09-2003, 09:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

مع أني متوقف عن الكتابة حتى إشعار آخر لظروف أمر بها ..
غير أني حين قرأت هذا الموضوع رأيت أنه يلزمني أن أقول كلمة

وأنا أعلم سلفاً أنني اليوم كمن يمشي على الجمر ..
لأني ( قد ) أقول ( قد ) أغضب بكلمتي هذه بعض الأفاضل أمثال أخي الحبيب المجاهد عمر حفظه الله ..
ولكن لابد مما لابد منه .. واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ..

**
مما تعلمناه واصبح في حكم البديهية :
أنه لا قداسة عندنا لعالم مهما كان ذلك العالم ، بحيث أننا نسكت على ما ( قد ) نراه من خطأ يقع فيه ، وبحيث أننا نسلم له بكل ما يقول ..
والقاعدة الربانية التي حفظناها تنص على :
أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكلام الشيخ رحمة الله ليس وحياً فلا يُرد ..
وهو ليس معصوماً فيلزمنا السكوت على ما نسمع مما ( قد ) نراه هفوة أو خطأ ..

وعلى كل حال ..

الشيخ رحمه الله حبيب إلى قلوبنا ، وكيف لا يكون كذلك وقد حمل راية الدعوة إلى الله لسنوات هي أكبر من عمري ..
أسأل الله أن تكون في ميزان حسناته ..
ولكن مع حبنا للشيخ نقول : أن الحق أحب إلى قلوبنا من الشيخ ..

ومع إجلالنا للشيخ واحترامنا له ، فإن إجلالنا للحق يلزمنا أن نقول للمحسن :
أحسنت وندعو له بمزيد من التوفيق ..
ونقول للمسيء : أسأت _ بكامل الأدب _ لاسيما إذا كان أكبر منا سنا وعلما..

وهنا أنا لا يعنيني أن أناقش قضية ( التأويل ) التي يتحدث عنها الشيخ ..
وأطوي الكلام فيها وعنها .. رغم أن لي ملاحظة على طريقة العرض وليس على أصل القضية ..
فعقيدتي هي عقيدة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله .

ولكن ما آلمني هو أن أقرأ عبارات لو صدرت من غير الشيخ لقامت الدنيا على قائلها .. !!!
وقد تعجبت أن تصدر من الشيخ الجليل .. لكني تذكرت كلمة للإمام ابن الجوزي رحمه الله حين قال :

أن بين كثير من العلماء ، أشد مما يكون بين الضرائر !!!!
وكلنا يعلم ماذا يكون بين المرأة وضرتها !!!

ولم أجد محملا أحمل كلام الشيخ إلا هذا المحمل ..والله المستعان !!!
أو محمل آخر .. هو :

أن هذا الكلام الذي قاله هنا عن الشيخين ، كلام قديم ،
ولعله راجع نفسه فيه وغير رأيه فيهما .. وقد حدث منه هذا غير مرة .. تكلم عن سيد رحمه الله إلى حد التكفير ، وتصدى له الشيخ عبد الله عزام رحمه الله
وفند أقوال الشيخ واحدة على إثر واحدة .. ثم بعد فترة إذا بالشيخ يثني على سيد رحمه الله ..!!
وها أنا استعرض بعض عبارات الشيخ التي آلمتني والله ..
فأرجو أن تتأمل بإنصاف ، ولا تجعل عقلك أسير لأي شيخ مهما كان ..

يقول رحمه الله :
الشعراوي مثل شيخ آخر مع اختلاف بينهما بلا شك ، الذي يسمى "كشك" ....

( هكذا .. كشك.. حاف .!! ...... سبحان الله ؟ أين الأدب ؟؟! )

ويقول رحمه الله :
كلاهما قصاص ، والقصاص هذه طبيعتهم ، يجمعوا الناس حولهم وينبسطوا من كلامهم ، لكن مهما حضر جلسات هؤلاء القصاصين اسأله بعد سنين شو معلوماتك اللي استفدتها بما يتعلق بمعرفة الحلال والحرام والمكروه والمستحب إلى آخر ما هنالك من الأحكام ، ما بتشوف عنده شيء إطلاقاً ...

( وهذا تجنٍ واضح .. وافتراء .. وسأوضح هذه القضية بعد قليل )

ويقول رحمه الله :
لكنك لو انك مع الشعراوي وأمثاله ، من الأشاعرة والماتريدية يتموا بيلفوا ويدوروا معك حتى يخرجوك عن هذه العقيدة ويقولوا القرآن هذا ليس كلام الله ، لكن ما يرموها هيك صراحة حتى ما تطلع ريحتهم النتنة ..

( أشك والله أن الشيخ رحمه الله استمع للشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسيره الذي لا يجارى ولا يبارى في بابه ..
على ملاحظات في بعض القضايا فيه .. نعم أشك أن الشيخ استمع للشعراوي وإلا لما ( جازف ) بهذا القول الباطل ...
فقد أجاد الشعراوي وأفاد وبرع وتفنن وهو يتحدث عن كتاب الله في مواطن كثيرة من تفسيره القيم رحمه الله ..
وسلني .. فقد تابعت سماع هذا التفسير ومراجعته أكثر من مرة ..
ولا أدري كيف قال الشيخ ما قال ...!؟ )

ويقول رحمه الله :
هل سمعت الشعراوي يبين للناس هذه الصلاة التي أمرنا بها في آيات كثيرة كمثل قوله تعالى ((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)) ..

( وهذه تتبع تلك .. واذا كان الشيخ الألباني قد علم الناس كيف هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( شكلاً ومظهرا ) وهذا طيب ويؤجر عليه ..
فإن متابع الشيخ الشعراوي رحمه الله .. تعلم منه كيف يخشع في صلاته ، وكيف يستحضر معانٍ ربانية تجعله يبكي في صلاته ..
وتجعله يحلق بعيدا خلال ركوعه وسجوده .. ونحو هذا ..
وأقول هذا من تجربة شخصية والله ..

وبالمناسبة لست مصريا !!!!
ولكني ( طويلب علم ) ولست مقلدا لشيخ بعينه ..
وغايتي أن ألتقط الحق حيثما وجدته .. ولن اسلم عقلي لإنسان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما كان هذا الإنسان ..!!
وقد علمنا ديننا العظيم أن نكون منصفين حتى مع أعدائنا ..
فأين إنصاف الشيخ لأخوانه الشيوخ الذين حملوا أيضا هم هذا الدين وتحملوا الأذى من أجله ..؟! )

ويقول رحمه الله :
لأني على مثل اليقين أنه هو وكشك وغيره لا يعرفون يصلون ، هم بيصلوا لكن لا يعرفون يصلون ..

( لن أعلق على هذه .... بل لا تحتاج إلى تعليق ..
ولكني أحسبها: من باب ما يقع بين الضرائر رحمة الله على الجميع .. !!! )

ويقول رحمه الله عن الشعراوي :
مشغول في تفسير القرآن وبخاصة العلوم العصرية فهو ليس متفرغاً ليصحح صلاة نفسه على السنة فضلاً على أن يتفرغ لتصحيح صلاة الآخرين ..

( لا تعليق ..بل أضع علامات تعجب متواصلة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! )

ويقول رحمه الله :
هؤلاء قبل ذلك كان عليهم أن يعرفوا كيف يعبدون الله لا يشركون به شيئاً...

( كبرت كلمة !! .. طفح الكيل .. واسأل الله أن يغفر للشيخ لاسيما هذه الزلة التي لا أعرف كيف أصفها .. )
**

أما الشيخ كشك رحمه الله رحمة واسعة ..
هذا الشيخ الجليل الذي تحرج الشيخ الألباني أن يعطيه لقب شيخ !!!!!!
يكفيه أن تكون خاتمته على النحو الذي كانت ..
فقد قبضه الله وهو ساجد بين يدي الله يسبحه ويمجده ، في يوم الجمعة ، وقبيل خطبتها ..

وشيء آخر ..
يكفيه أنه نال من الأذى والعذاب والسجون والمطاردة من أجل دعوة الله ما نال .. في الوقت الذي لم نسمع أن غيره ابتلي في ذات الله !!!

وشيء آخر ..
كنت قد قرأت منذ سنوات كتاباً قام بتأليفه مجموعة من أعداء الله ، يتابعون فيه الجماعات الإسلامية واحدة واحدة .. ويستعرضون أفكارها ، وطرائقها ، ووسائلها ، ويحذرون منها .. الخ ..
العجيب .. أنهم أفردوا فصلا كاملاً للشيخ كشك رحمه الله ، واعتبروه يوازي جماعة كاملة بقضها وقضيضها .. وتحدثوا عنه في صفحات كثيرة .. وحذروا منه اشد مما حذروا من بعض تلك الجماعات ..!
أعداؤنا يعرفون قيمة رجالنا .. ورجالنا لا يقيمون وزناً لبعضهم البعض ! الله أكبر .. الله المستعان ..

وشيء آخر :
ويكفيه رحمه الله أنه كان مدرسة كاملة متكاملة في الخطابة .. تخرج منها مئات إن لم أقل آلاف من الخطباء الشباب تحت كل سماء ..
مع ملاحظاتنا على أمور .. ولكن هذا لا يمنعنا من إنصاف الشيخ رحمه الله

أما الشيخ الشعراوي رحمه الله
فيكفي أنه نجح بامتياز في تحبيب كتاب الله سبحانه إلى قلوب الناس عامتهم ومثقفيهم ..
وكاتب هذه السطور أحد الذين تأثروا بالشيخ غاية التأثير بحيث أصبح العيش مع كتاب الله متعة وأي متعة ، وجنة معجلة ، ونعيم يتجدد، وذلك هو الذي دفعني لأتابع التفسير كله تقريباً _ إلى حيث وصل فيه _ لما رأيت فيه من بدائع ولطائف ودرر ، وأعاجيب وحلاوة وطلاوة وجمال آخذا وروعة تسر الناظرين ، ولم أجد هذا كله مجموعا في أي كتاب تفسير على هذا النحو .. رغم أني قرأت في أكثر التفاسير المعروفة قديمها وجديدها ..

حتى أصبحت هوايتي المحببة أن أبحر كل يوم مع كتاب الله ساعة أو يزيد أو أقل ، في بعض التفاسير كمن يغوص في الأعماق ليلتقط لآلئ من الأعماق .. فرحم الله الشيخ الشعراوي الذي يسره الله لي ..

فكلام الشيخ عن الشعراوي بأنه من ( القصاص ) وأنك اذا تابعته لن تخرج منه بفائدة ونحو هذا الكلام الذي فيه تجنٍ كثير واضح وافتراء ..
كلام مردود جملةً وتفصيلاً على الشيخ مع تقديرنا له واحترامنا إياه ..

ولكن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه ..
ولسنا ممن يسلم عقله لأحد _ غير رسول الله _ ثم يغلق على عقله بالشمع الأحمر ..!!

وبعد .. وقبل ..
رأيت أنه يلزمني أن أقول هذه الكلمة .. إنصافا للحق ..
ولا يعنيني أن يغضب عليّ من يغضب من أحبتي ، إذا كنت قد نويت بهذه الكلمة الذب عن شيوخ أجلاء رحمهم الله تعالى برحمته الواسعة .. حتى لو كان عندي مجموعة ملاحظات على كل منهما ..
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ..
إن أحسنت فمن الله ، وله الحمد ، وإن كانت الأخرى فإني استغفر الله وأتوب إليه ..

يقول الله عزوجل :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا
اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
(المائدة:8)

بنت الماضي
02-09-2003, 10:01 AM
لا حول ولا قوة إلا بالله

الشعراوي اشعري ؟؟؟

:OO:

مسدد
02-09-2003, 10:51 AM
جزاك الله خيرا أخي أبو عبدالرحمن على تعقيبك الطيب الحقيقة أنني لم أصل إلى ما وصلت إليه لأني لم أتمم الموضع قراءة فسبق لي أن قرأت مثله كثير ، ولعل الله أكرمني بأن لا أقرأه كاملا حتى لا أنفعل :)

الأخت بنت الماضي عديء من روعك قليلا
غالب علماء الأزهر الشريف هم من علماء الأشاعرة ، يجب أن نستوعب مذهب الأشاعرة كما استوعبه شيخ الإسلام ابن تيمية والذي قاتل تحت قيادة أمير أشعري وهو محمد ابن قالون وذلك لضرب الحشاشين.

يجب أن نكون منصفين في رؤيتنا للأشاعرة ، لقد صور لنا الكثير من طلبة العلم ومن قبلهم بعض العلماء أن الأشاعرة طائفة من الزنادقة أو الفسقة الصوفية أو ما شابه ، وهذه الطامة جعلت الواحد منا يقفز من مكانه حينما يقال "فلان أشعري".

مثلا الإمام أبي بكر الجرجاني ، هذا الإمام الفذ قال فيه الإمام الذهبي صاحب كتاب سير أعلام النبلاء (كان شافعيا عالما أشعريا ذا نسك ودين)

الأمام الجهبذ ابن عساكر كان من الأشاعرة كذلك الإمام الهروي حسب علمي ، وكذلك الجويني الذي قال فيه الذهبي (الإمام الكبير ، شيخ الشافعية ، أمام الحرمين) وكذلك الإمام صاحب التصانيف الضخمة الكثيرة ، الخطيب البغدادي ، أبوكر الباقلاني ، الإمام الغزالي.
كذلك الإمام النووي والإمام ابن حجر حسب ما علمت أن منهجهم في الصفات هو منهج الأشاعرة (التأويل).

رحمهم الله جميعا وتجاوزع عنا وعنهم.

إن مجرد إطلاق صفحة الأشعري على عالم معين لا تأخذ على عواهنها حتى يتم التحذير منه ، مثل ما قام بعض النوكة بحماقة عجيبة ، ألا وهي حرق كتاب الإمام النووي (شرح صحيح مسلم) وحرق كتاب الإمام ابن حجر (فتح الباري).

اعتقد أن منهج الأشاعرة ليس هو منهج السلف ، فقد جنحوا في عدة مسائل ، إلا أننا يجب أن نقرأ كتب العلماء لا ننتظر من بعض من تجرأ على العلماء ووضع أئمة الأمة وأعلامها في خانة "المجروحين" أن يفتوا لنا في علماء الأمة.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (العقيدة الواسطية):
(فإن مذهب الأشعرية لا يشتمل على إنكار الاستواء، بل على تأويله تأويلا سائغا في مناهج المفسرين)

سامح الله بعض علماء هذا العصر لما صنف الأشاعرة من ضمن (المعطلة) بحجة أنهم يؤولون الصفات ، وفرق بين التأويل والتعطيل لأن المبدأ القائم عليه (التعطيل) مبدأ كفري وهو نفي أن لله صفات وهو رأي المعتزلة ، بينما التأويل ليس إنكارا للصفة ولكنه جنوح لغير الحق قصد منه المتأولين تنزيه المولى عز وجل فوقعوا في الخطأ.

يجب أن يكون لدينا إنصاف
وجاء القشيري وكذلك الفخر الرازي ليحرفان الأشعرية بشكل أشد لتبتعد أكثر عن منهج السلف.

كون عالم من العلماء أشعريا لا يعني أن العقيدة والفقه والدين لا يؤخذ منه ، بل يؤخذ منه الدين ، باستثناء جانب العقيدة فإنه ينبغي أن يترك رأيهم في موضوع القدر وموضوع التأويل.

المجاهد عمر
02-09-2003, 04:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أحمد الله بأن رأيتك تكتب وتبدع كعادتك ، وأحمد الله بأن "استفزك" هذا الموضوع "المنقول" للرد :)


أخي الكريم...

كيف تظن بأنني سوف أغضب من رأيك ؟ وأنا من الذين يدعون إلى الحوار العقلاني المتزن ، شرط المقارعة بالحجة والدليل...

أخي الحبيب...

صدقت والله ، كلٌ يؤخذ من كلامه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، مقولة قالها وصدق بها الصحابي الجليل "أنس بن مالك"...

والشيخ الألباني غفر الله له "بشر" يخطيء ويصيب ، فالله سبحانه وتعالى لم يعط العصمة لأفضل الخلق بعد الأنبياء ، وهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فما بالك بمن دونهم ؟


أخي الفاضل...

نحن هنا لا نبخس الشيخ الشعراوي حقه ، ولا ندعي بأنه لم يخدم الدعوة ، وكلنا نعلم كم من الفنانات التائبات ، قد هداهم الله على يد الشيخ ، ولكن هذا لا يعني بأنه أيضاً لا يخطيء ، وبأن في بعض تفاسيره ، ما خالف السلف الصالح...


أليس من الواجب علينا فهم القرآن والسنة على طريقة السلف الصالح وبحسب فهمهم ؟

أنا معك بأن الشيخ قد كان "قاسياً" في بعض إنتقاداته ، ولكن هذا لا يعني بأنه قد جانب الصواب تماماً ، ولا يعني بأنني مع الشيخ في كل ماقاله ، ولو لاحظت بأنني قد عزوت هذا الكلام للشيخ الألباني دون أي تعليق مني...

وبالنسبة لسيد قطب رحمه الله ، فالرجل لم يكن عالماً ، بل هو كاتب إسلامي "إن جاز لنا التعبير" ، وفي كتاباته ما ينافي الأدب مع أنبياء الله ومع صحابته ، حين يتهم معاوية وعمرو بن العاص رضوان الله عليهم بالكذب والخديعة والرشوة ، ويتهم نبي الله موسى عليه السلام بالعصبية الجاهلية ، فهل هذا مما لا يجب التنبيه عليه ؟


أتمنى أن ترجع لرأي الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين عن (سيد قطب) ، فكلاههما كان أقسى لفظاً من رأي الشيخ الألباني...


ولكن البعض لم يجرؤ على الرد....

ولم يعلق على كلامهما رحمهما الله....

مع إنني أوافقهما الرأي فيما قالاه عن سيد قطب رحمه الله...



أرجو منك يا أخي الحبيب...

أن لا تتضايق مما قلته ، وتأكد بأنك ممن أحترمهم وأجلهم وأقدرهم ، ومهما كان الإختلاف ، تظل بعيني أخاً أكبر أقدره وأحترمه...


وأنا أعدك ، بأن أبحث وبشكل دقيق في هذا الموضوع ، وأضع موضوعاً خاصاً عنه...


إحترامي الخاص لك ولقلمك يا شيخنا الفاضل....



أخوكم في الله

المجاهد عمر

المجاهد عمر
02-09-2003, 04:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت في الله بنت الماضي...

هل في الأمر غرابة ؟ وهل لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم عصمة ؟ :confused:



عمر

المجاهد عمر
02-09-2003, 04:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ مسدد...

أشكرك على التعليق ، ولي بحث ورد مطول ، فقط أتمنى أن أجد قليلاً من الفراغ ، وغالباً سوف يكون في نهاية الإسبوع ، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعون الحق .



تحياتي

عمر

مسدد
03-09-2003, 12:26 PM
أخي المجاهد عمر بارك الله فيك وفي طرحك الطيب

فيما ذكرته عن سيد قطب رحمه الله ، نعم سيد ليس بعالم ولا أرى كتابه ضربا من ضروب التفسير بقدر ما هو تنزيل للقرآن على الواقع ، وأما ما ذكرته عنه في أقواله في معاوية وعثمان رضي الله عنهم فإني أذكرك بأن أبو سفيان رضي الله عنه هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك رد عليه حسان بن ثابت:
أتهجوه ولست له بكفؤ ... فشركما لخيركما فداء

بو عبدالرحمن
06-09-2003, 06:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتداءً .. أحييك أخي الكريم المجاهد عمر على هذه الروح الطيبة ،
وهذا ما عهدته فيك حقيقةً ،
ولكني كنت أتخوف _ مجرد تخوف أن يغضبك كلامي السابق _
والحمد لله أن ظني خاب .. الحمد لله أنك خيبت ظني !..
فقد رايتك كما هو العهد بك .. متألقاً .. غايتك الحق ، وعشقك للحق ،
ومرضاة الله هي هدفك المنشود .. لا تعصباً لفلان أو فلان على عماية
.. والرجوع إلى الحق عندك أحب إلى قلبك من العسل مع الزبد J
_ كما يقولون _
فأسأل الله أن يوفقك ، ويبارك فيك ، وينفعك وينفع بك ،
ويجعلك مباركاً أينما كنت ..

وبالمناسبة ..
كنت أرغب في العودة إلى كهف صمتي ..فلا أشارك حتى إشعار آخر .. كما اشرت إلى ذلك سابقاً ..
ولكن موقفك الطيب من ردي السابق شجعني على أن أعاود الكرة من جديد ..
لأني أجد نفسي أمام إنسان غايته أن يناقش ليقف على الحق فيلتزم به
.. لا يعنيه غير ذلك ، حرصا منه على تحصيل مرضاة الله سبحانه ...
فمرضاة الله غاية الغايات ..ثم لعل الله ينفع بنا آخرين وآخرين ..

ثانياً ..
حين نتحدث عن الشيوخ الأفاضل الأجلاء رحمهم الله رحمة واسعة ، ورفع درجاتهم في الجنة ..
ليس معنى ذلك أن ننتقص من شأن أحدٍ منهم .. حاشا لله ..
ولكن كما أنهم أحباء إلى قلوبنا ، نجلهم ونحترمهم ..
غير أن الحق أحب إلى قلوبنا منهم ..
وقد اتفقنا أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه ..
فكلامهم ليس وحيا منزلا لا ينبغي رده ..
ولا هم معصومون، فيلزمنا التسليم بكل ما يقولونه ..
ونبقي ندعو لهم ونترحم عليهم ، اتفقنا معهم أم اختلفنا وإياهم ..

ثالثاً : كلامنا مقصور على دائرة ضيقة محدودة ..
وهي دائرة ( كلامهم في الآخرين ) حين يتكلمون في فلان أو علان
من الدعاة أو العلماء أو الشيوخ المعاصرين ..
هذه الدائرة فقط هي محور كلامنا ،
وإلا فما عند هؤلاء الشيوخ رحمهم الله فشيء كبير وكثير ورائع
ونافع جدا بإذن الله ..نسأل الله أن ينفع بعلمهم ..
فلابد أن ننتبه لهذه النقطة جيداً ..
حتى لا يفهمنا فاهم خطأ .. فيحمل كلامنا ما لا يحتمل ..ويقوّلنا ما لم نقل ..

رابعاً :
حديثنا في هذه الجولة سيكون عاما شاملا ..
لا يتعلق بالدفاع عن سيد رحمه الله أو غيره ممن تناولهم الآخرون بألسنة حداد ....
هذه الجولة أشبه ما تكون بوضع قواعد عامة ينبغي أن نتذكرها دائماً

عندما نسمع عالماً يجرح عالما آخر ... فلننتبه إلى هذه النقطة .

ومن هنا أرجو أن تجمع معي قلبك وعقلك وروحك وكلك ..
بل أستحلفك بالله أن تدعو لي بقلبك وأنت تقرأ ..
حتى لا يشطح قلمي ، ويزل ..
وتدعو الله أيضا بإلحاح أن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه
ولو خالفت أكبر شيوخ عصرك !!

أخي الكريم ..
سأعرض عليك قاعدة جليلة وخطيرة للغاية ..
الغفلة عنها كارثة والله ( على الأقل من وجهة نظري )
يقرر الإمام ابن القيم رحمه الله هذه القاعدة التي ينساه كثيرون :

أنه قد يزل عالم من العلماء الثقات ...
فيقلده في تلك الزلة جمهرة من الناس ، فيهلكون ، وينجو !!!!!!!!!!

ركز .. فكر .. تدبر .. أعد ما تقرأ .. افتح عينيك جيداً :
يقلدونه في تلك الزلة ، فيهلكون هم ، وينجو هو !!!!
ثم يكشف الإمام سر المسألة فيقول :
ينجو .. لأن تلك الزلة ، تضيع في ( بحر حسناته ) !!!
ولكن أولئك الذين قلدوه ليس معهم بحر تضيع فيها تلك الزلة !!!
الله أكبر ... الله المستعان ...
كم هم أعداد الناس الذين سيهولهم ما سيرون يوم القيامة
(... وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) !!

وليس عذرا أبداً أن يقول هؤلاء : ثقتنا بذلك العالم جعلتنا نتابعه!!!
ليس هذا عذرا والله .. لاسيما الذين يزعمون أنهم طلاب علم ..!!
يبقى أن تقول :
ولكن كلام الشيخ في فلان لا يعتبر زلة .. وإنما ...الخ
وأقول لك .. هذا مردود عليك أيضا ...
وما يدريك أنها هذه ليست زلة ، كان المفروض أن يحاسب عليها ، ولكنها تضيع في بحر حسناته .. وستبقى عالقة في عنقك أنت !!!!!
أعني في عنق كل من رددها ، ونشرها !!
ثم لعل للشيخ عذرا عند الله .. ولكن ما عذرك أنت .. وأنت تقول أنك طالب علم ..وباحث عن الحق والحقيقة ..!!؟

وتأكيداً على هذه النقطة أذكرك وأذكر نفسي بمجموعة أحاديث شريفة
أولها .. الحديث الذي يخبر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن رب كلمة يقولها المرء _ من سخط الله _ لا يلقي لها بالاً
يهوي بها في النار سبعين خريفاً ...!!
كلمة يرددها إنسان عن عالم في عالم _ لعل للعالم الذي ذكرها عذرا._
ولكن مَنْ يرددها ما عذره عند الله ..!! سوى التقليد !!!!
والتقليد مذموم خاصة لمن يزعم أنه طالب علم !!
وعندي أن هذا الإنسان ارتكب جرمين اثنين لا واحداً ..فافهم !

الحديث الثاني .. حديث المفلس ..
والذي يخبر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن حقيقة المفلس ..
من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وجهاد .. الخ
ثم يأتي وقد شتم هذا ، وسب هذا وذم هذا وسفك دم هذا الخ
فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته ..!!!!
حتى إذا فنيت حسناته ،
أخذ من سيئاتهم فوضعت عليه .. فقذف في النار !!!
فهل أنت على يقين تام أن من يردد تجريح عالم ما في عالم آخر
لا يدخل في هذا الباب ...!

لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتركون تسعة أعشار الحلال الصرف ،
خوفا من عُشر ( قد ) يكون فيه حرام !!
ولعلهم يترجمون بهذا السلوك ، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" دع ما يريبك إلى ما لا يريبك :
والمعنى .. أن المسألة التي ( تحتمل ) ولو بنسبة ضئيلة جداً
أنها ليست حقا صرفا .. فدعها إلى ما تتيقن من صحته ..
ألست تشتاق وتتمنى ، وترجو أن تلقى الله ( بقلبٍ سليم )
تحقيقاً لقوله تعالى :
( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)

وما يدريك لعل الشيخ الجليل الذي تحدث في عالم آخر
أخطأ هاهنا وكل إنسان يقع في الخطأ ..
وقد رأينا هذا عمليا في الفتوى السابقة التي هي أصل هذا الموضوع
وكيف أن الشيخ لم يكن موفقا فيها
رحمه الله تعالى وتجاوز عنا وعنه ..
وما دام الأمر كذلك ، والخطأ متوقع ، والوهم وارد
فلماذا أرضى لنفسي أن أكون كالببغاء عقله في أذنه !!
يردد ما يسمع بلا وعي !!
وهذه قضية سنزيدها توضيحاً فيما سيأتي من بيان
وبالله التوفيق .. ومنه العون ..

وأدع الأحاديث الأخرى التي كنت أنوي عرضها
لأنتقل إلى نقطة أخرى مهمة ..

يتبع .....

بو عبدالرحمن
06-09-2003, 07:00 AM
مما يحزن القلب أخي الكريم أن هؤلاء العلماء الأجلاء رحمهم الله
وأعني ( في باب تجريح الآخرين )
نسوا أدباً نبوياً كريما راقياً .. ولا أدري كيف تم تجاهل هذا الأدب
ولكن كما اتفقنا .. بل كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن كل ابن آدم خطاء ..وأنه لا عصمة لعالم أبداً ..
فلعل هذا من باب الخطأ الذي يقع فيه هؤلاء الكرام ..
وأرجو أن تركز معي كثيرا هاهنا في هذه النقطة
وتابعني وأنت مجرد من الهوى لفلان أو علان ..
فقد اتفقنا أننا لا نقبل أن نسلم عقولنا لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فغيره يخطئ ويصيب .. مهما بلغ من العلم والمكانة ..

قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه قصة مشهورة
وعد إلى تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله في مطلع سورة الممتحنة
فقد أورد القصة بتفصيلها ، وخلاصتها المركزة :
أن حاطباً رضي الله عنه ، أفشى سر رسول الله صلى الله عليه
الذي أئتمنه عليه ، وفي قضية بالغة الخطر ..
فأرسل رسالة إلى قريش يخبرهم بـ( ما عزم عليه رسول الله )

وهذا ما يسمونه ( الخيانة العظمى ) لأنه كشف لسر حربي
ولكن الله أوحى لنبيه فكشف الأمر ..
فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم
علياً والزبير والمقداد رضي الله عنهم ليلحقوا بامرأة التي معها الكتاب
قبل أن تصل به إلى مكة .. وقد كان ..
المهم الذي يعنينا ..
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى أن تضرب عنق حاطب
لأن هذه جريمة كبيرة كادت أن تسبب كارثة للمسلمين !!
شاهدنا في القصة هنا :
ماذا كان موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قال لعمر :
لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ..

وكان حاطب ممن شهد بدر رضي الله عنه ..
ركز الآن وبقوة :
كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وازن بين خطأ فظيع وكبير .. سولت له نفسه به
وبين عمل رائع وعظيم قام به لنصرة دين الله
فضاعت زلته في بحر حسناته !!!
وهي القضية التي أشرنا إليها في أول هذا العرض
أعني التي قررها الإمام ابن القيم رحمه الله .. فتأمل ..

فلماذا لا نرى هذا الأدب النبوي الراقي مغيبا تماما عند هؤلاء العلماء الأفاضل رحمهم الله
حين يتعرضون بالتجريح والذم لعالم أو داعية أوشيخ !!

لماذا حين يذكرون سيئات ذلك الإنسان ..
لا يذكرون بالمقابل حسناته ، ومواقفه في خدمة الدين ، وما تحمله في هذا الطريق ونحو هذا وهذا ..
ويثنون عليه .. ويترحمون عليه .. الخ ..!!؟

لماذا التركيز فقط على مجموعة أخطأ ، لعلها لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ..
وقد يكون له عذره ..أو تأويله ، أو .. أو .أو .. الخ
مما سنراه لاحقاً من خلال الأمثلة .. إن شاء الله ..

بل إنك ترى _ كما رأينا في أصل هذا الموضوع _
صور عدة من الاستخفاف بالطرف الآخر...!!
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
لكن كما ذكرت سابقا ، مما نقلناه عن ابن الجوزي رحمه الله !
يحمل هذا على ما يكون بين الضرائر !!
والإمام الذهبي رحمه الله كذلك أشار إلى هذه النقطة
وتحدث عن قدح الأقران بعضهم لبعض ..!!!

وأسوق إليك تطبيقاً عمليا عجيبا ورائعا من تاريخ السلف
أعني تطبيقا لهذا الأدب النبوي الراقي الذي رايناه في قصة حاطب ..
فتأمل .. ولك بعد ذلك أن تضرب كفاً بكف وتتساءل
كيف يتعامى علماؤنا عن هذا الأدب ..

**
الشيخ اسماعيل الهروي .. كتب كتاباً سماه ( منازل السائرين )
جاء فيه عبارات مهولة ومروعة ، تدير رأسك
وقد ترمي الكتاب جانباً وأنت تصب جام غضبك على المؤلف ..
ولست ألومك لو فعلت ذلك !!!
لأن غيرك فعل ذلك ممن عاصروه .. إلا حد أنهم
رموه بالكفر والزندقة !! وطالبوه بالتوبة وتجديد إيمانه ، والبراءة مما كتب ..!!

وسأسوق إليك ( عينة ) مما قاله من مواطن متفرقة شتى
لأصل بك إلى قضية خطرة جداً وهامة جداً لها علاقة بموضوعنا ..
لعلها تفتح بين يديك آفاقا وراء آفاق .. فاستعن بالله وتابع :
مما أورده في كتابه هذه العبارات ( وهي مجرد عينات فحسب )

**
( الفكرة في عين التوحيد : اقتحام بحر الجحود) !!
( الرجاء : أضعف منازل المريدين ، لأنه معارضة من وجه ، واعتراض من وجه ، وهو وقوع في الرعونة ) !!!
( التهذيب : محنة أرباب البدايات ، وهو شريعة من شرائع الرياضة ) !!
( الدرجة الثانية : استقامة الأحوال . وهي شهود الحقيقة لا كسباً ..
ورفض الدعوى لا علماً ، والبقاء مع نور اليقظة لا تحفظاً )

وقال عن التوكل :
( وهو من أصعب منازل العامة ، وأوهى السبل عند الخاصة ..الخ )!!
وقال في منزلة التسليم _ الدرجة الثانية _ :
( تسليم العلم إلى الحال ، والقصد إلى الكشف ، والرسم إلى الحقيقة ) !!
وقال في منزلة الصبر :
( وأضعف الصبر : الصبر لله .. وهو صبر العامة .. وفوقه : الصبر بالله .. وهو صبر المريدين ..
وفوقه : الصبر على الله !! .. وهو صبر السالكين )
وقال في منزلة الشكر _ في الدرجة الثالثة _ :
( فإذا شهد المنعم عبودية : استعظم منه النعمة .
وإذا شهده حباً : استحلى منه الشدة ..
وإذا شهده تفريداً : لم يشهد منه نعمة ، ولا شدة ) !!

وعبارات أخرى كثيرة .. نتركها .. وإنما هذه نماذج
ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق
..
والذي نريد أن نخلص إليه من هذا العرض ما يلي :

رغم ما في هذه العبارات من معانٍ خطيرة ومهولة فيما يبدو لنا
تعال واسمع ما يقوله الإمام ابن القيم عن الشيخ الهروي نفسه :

( وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول _ عن الشيخ الهروي أيضا _ : عمله خير من علمه ..( !!! )

ثم يعقب ابن القيم على شهادة ابن تيمية هذه قائلاً :
( وصدق رحمه الله فسيرته _ يعني الهروي _ بالأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر ، وجهاده أهل البدع لا يشق له غبار ، وله المقامات
المشهورة في نصرة الله ورسوله .. وأبى الله أن يكسو ثوب العصمة
لغير الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ،
فقد أخطأ في هذا الباب لفظاً ومعنى ) يقصد الباب الذي يشرحه

ويقول عنه في مكان آخر :
( والمصنف _ أي الشيخ الهروي _ من أثبت الناس قدماً في مقام
الإيمان بالله وبالرسل وتعظيمهم وتعظيم ما جاءوا به )
ثم يعود ليكرر أنه مع هذا بشر يخطئ ويصيب ..

بل ما أكثر ما كان يقول عنه :
( شيخ الإسلام حبيبنا .. ولكن الحق أحب إلينا منه )

وقبل أن أنهي هذه النقطة ألفت النظر إلى ما قاله ابن القيم حول بعض تلك العبارات المتقدمة :

قال ابن القيم عند هذه العبارة :
( الفكرة في عين التوحيد : اقتحام بحر الجحود !! )
وقد خبط صاحب المنازل في هذا الموضع ،
وجاء بما يرغب عنه الكُمل من سادات السالكين ، والواصلين إلى الله ..
ثم فنّد هذا الكلام ..( ولم يسلط لسانه على القائل ولم يتهكم به ..فتأمل !!! )

قال ابن القيم عند هذه العبارة :
( الرجاء : أضعف منازل المريدين ، لأنه معارضة من وجه ،
واعتراض من وجه ، وهو وقوع في الرعونة ) !!!
شيخ الإسلام حبيب إلينا ، والحق أحب إلى قلوبنا منه ، وكل ما عدا
المعصوم صلى الله عليه وسلم فمأخوذ من قوله ومتروك ..
ونحن نحمل كلامه على أحسن محامله ...

ثم شرع يحمّل !! دون أن يتفوه بكلمة جارحة عن القائل ولا يستخف به !!!!

بل قد رايناه يصفه بـ ( شيخ الإسلام ) فتأمل ... !!!
بل كان يقول عنه في مواضع بعد أن يعرض عبارته :
يشير الشيخ _ رحمه الله وقدس روحه _ بذلك إلى .....ثم يكمل ..

تأمل هذا وقارنه بما يفعله بعض علمائنا المعاصرين مع الطرف الآخر !!
تسفيه واستخفاف وتحذير منهم وتحقير لهم .. وتناسي تام للحسنات !!!
شتان بين الثرى والثريا ...

أحسب أن رسالتي وصلت ..
وعلى كل حال ..
لعل الله أن ييسر لي الأمر لأعود من جديد
فأتناول هذه القضية من محاور أخرى ..
ولقد هممت منذ زمن أن اتحدث عنها ..
وكنت أتهيب الكلام فيها ..

ولكني رأيت الآن ولا سيما بعد قراءة أصل هذا الموضوع
رأيت أنه لم يعد في العمر بقية ، لأحسب حساباً لقادح يقدح فيّ
أو لمادح يمدح .. وما دامت غايتي الله وتحصيل مرضاته
فيلزمني أن أبين ما عندي ، لعل الله يفتح بهذا الكلام عيوناً عمياً
وآذانا صما .. وقلوبا غلفا ..

فكم هو مؤلم أن يتحول جمهرة غفيرة من أبناء وبنات الصحوة الإسلامية
إلى ببغاوات يرددون ما يسمعون ..
وبزعمهم أن ثقتهم في الشيخ فلان تشفع لهم عند الله !!!!
هيهات .. هيهات ..

على كل حال .
الجولة القادمة .. سأخصصها _ ان شاء الله _
لعرض محاور أخرى ، وسأسوق قواعد محددة واضحة
لمن يأبى ويصر إلا أن يردد جرح عالم لعالم وينشره ..
فإن وفى بهذه القواعد ، فأحسبه ناجياً عند الله
وإلا فإن الأمر أخطر مما يتصوره كثيرون .. والله المستعان
اللهم تقبل منا .. واهدنا وبارك فينا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تحياتي إليك وخالص دعواتي لك .. وتقبل أعطر تحية من القلب

مدردش متقاعد
06-09-2003, 04:26 PM
كلام و ردود رائعة تستحق أن تسطر بماء الذهب..

حاولت أن أكتب تعقيبا على الموضوع فلم أستطع أن أزيد و لو حرفا واحدا..

فجزاك الله عنا خيرا و عن جميع المسلمين...


رجائي الحار إليك أن تضمن هذه الردود الرائعة في موقعك الرائع كي يستفيد منها من ابتلي بالطعن و القدح في علماء المسلمين..


لك مني كل الاحترام و التقدير شيخنا الفاضل..

aziz2000
06-09-2003, 07:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :)

مع اعتراضي على عرض الموضوع بهذه الطريقة وعدم ترتيبه ومع أن كلام الشيخ العلامة الأباني رحمه الله كان حديث مجلس مع طلبة علم وليس حديثا لعامة الناس .. ولأن أول من نشر الموضوع بهذه الطريقة هم (الجامية ) أدعياء السلفية الذين وُصفوا بأنهم خوارج على الدعاة والمجاهدين مرجئة مع الحكام .. وكان من الأفضل الإستفادة من علم الشيخ الجم الذي خلّفه بدلا من الإهتمام بماذا قال عن فلان وعلاّن ..

مع كل هذا .. إلا أنني أتوقع بأن أخينا المجاهد عمر بعدما يئس من محاولة استقطاب أعضاء سوالف الكبار للكتابة في قسم سوالف الإسلامية منذ مدة .. فجّر القنبلة بهذا الموضوع فكانت استفادتنا كبيرة منه بردود الإخوة مسدد .. وأبوعبدالرحمن .. وأخص بالذكر شيخنا أبو عبدالرحمن الذي استفدنا كثيرا من ردوده المنهجية والعلمية في هذا الموضوع .. ويبدو أن أخينا المجاهد عمر أيقن بأن سوالف الإسلامية لايوقظها إلا صاعقة كهربائية كهذه حتى يفوق الجميع من سباتهم ..

كنت أقول منذ زمن بأننا لو جاملنا بعضنا في طرح المواضيع وأصبحنا نخاف من طرح آرائنا لمجرد أننا نخاف ردة فعل أحبابنا من الأعضاء لما استفدنا كثيرا من كتابتنا في المنتدى .. فالإختلاف في الآراء يشجعنا على البحث وعلى التنقيب في أمهات الكتب مما يزيد من حصيلتنا العلمية .. ويوسّع مداركنا بطرح الآراء المختلفة ورؤية الأمور من جهات متعددة .. وهذا واضح جدا بما استفدناه من هذا الموضوع من أصله وكل ردوده .. أهم شئ أن يكون الوصول إلى الحق هو هدفنا كما جاء في كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

وجزاكم الله خيرا :)

المجاهد عمر
07-09-2003, 12:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر الأخ الحبيب أبو عبد الرحمن على الرد ، والنصائح الثمينة الغالية ، فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء ، ونحسبه قد أراد الخير .

كما أشكر الإخوان...

مسدد ، مدردش متقاعد...

وأتوجه بشكر خاص من الأعماق للحبيب عزيز 2000 لحسن ظنه...


وأقول...


بأن لي عودة قوية للموضوع ، للرد على أقوال شيخي الحبيب أبو عبد الرحمن ، وأتمنى من الجميع أن تتسع صدورهم للردود والمناقشات ، وجرأة الطرح ، فلا مجال هنا للمجاملات :)


وأتمنى ممن كان لديه علم شرعي ، أو وصل لمرحلة متقدمة في طلب العلم ، أن يشارك معنا في هذا النقاش ، الذي ما أردنا به سوى الحق بعيداً عن أي أمر آخر ، أو أي تعصب لأي شيخ مهما كان .



فقط انتظروا ردي ، لأنني أحاول الحصول على وقت لكتابته وتبييضه :)



نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه :)




المجاهد عمر

المجاهد عمر
07-09-2003, 04:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملاحظة هامة للأخ الحبيب مسدد :


قلت في كلامي عن سيد قطب رحمه الله...


"وفي كتاباته ما ينافي الأدب مع أنبياء الله ومع صحابته ، حين يتهم معاوية وعمرو بن العاص رضوان الله عليهم بالكذب والخديعة والرشوة ، ويتهم نبي الله موسى عليه السلام بالعصبية الجاهلية ، فهل هذا مما لا يجب التنبيه عليه ؟"

وعلقت أنت على كلامي في ردك علي...

"وأما ما ذكرته عنه في أقواله في معاوية وعثمان رضي الله عنهم فإني أذكرك بأن أبو سفيان رضي الله عنه هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك رد عليه حسان بن ثابت: أتهجوه ولست له بكفؤ ... فشركما لخيركما فداء"


وكلامك أخي الحبيب مردودٌ عليك لعدة أمور :

الأمر الأول : لا يوجد أي إرتباط بين ما قلته أنا وبين إستشهادك .

الأمر الثاني : هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أبي سفيان كان قبل عام الفتح ، أي قبل إسلامه ، وإلا هل تتصور مسلماً حقاً يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

الأمر الثالث : من الثابت في الروايات الصحيحة (وليست الموضوعة) أن أبا سفيان من الذين أسلموا وحسن إسلامهم فيما بعد ، حتى قال فيما يروى عنه "ما زال الرسول صلى الله عليه وسلم يعطيني من الغنائم ويتألفني ، حتى صار أحب إنسان لي ، بعدما كان أبغض إنسان أعرفه" ، هذا هو معنى كلامه وليس كلامه نصاً .


أحببت لفت نظرك لهذه النقطة أخي الحبيب ، مع فائق محبتي وإحترامي وتقديري لك ، ، ، :)


أخوكم في الله

المجاهد عمر

بو عبدالرحمن
07-09-2003, 08:25 AM
أخي العزيز / مدردش ... رحم الله والديك ورفع الله مقامك في الدارين
حياك الله وبياك وجعل الجنة مأوانا ومأواك من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
حمداً لله على السلامة .. واسأل الله أن تكون وأهلك جميعاً في تمام الصحة وكمال العافية
وزيادة إيمان وإشراق يقين .. اللهم آمين

اسعدني تواجدك معنا هنا ..
وسرني أن وجدت كلماتي صدى لها في قلبك .. واسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نقول ونسمع ونقرأ
ولا تنسني من دعواتك الطيبة أيها الفاضل الكريم .

أما بالنسبة لاقتراحك .. فجزاك الله خير الجزاء ..
نعم ..فكرت في هذا .. ولكني أريد أن أنهي ما عندي أولا ثم سأرجع ما كتب ،
وقد أعدل وأضيف وأعيد الترتيب .. وهكذا ..
ونسأل الله أن ينفع بهذا الذي نقول أخوانا وأخواتنا تحت كل سماء .. فالله الغاية وهو المراد .. وبالله التوفيق .

بو عبدالرحمن
07-09-2003, 08:33 AM
أخي العزيز / عزيز
..... أعزك الله بالإسلام ، وأعز بك الإسلام حيثما كنت

جزاك الله خير الجزاء .. واعلم أخي الكريم
أنني لو كنتُ موفقاً فيما قلت وكتبت .. فإنما ذلك توفيق الله لي وتيسيره لي ، .. فالفضل ينسب لصاحبه ، وصاحبه هو الله وحده ..
أما أنا فلا ينبغي أن تنسب إليّ إلا الأخطاء .. وما أكثر أخطائي .. غير أني أرجو رحمة ربي ..
فلولا جميل ستره ، وكرمه وحلمه ، لانكشف الغطاء ، فلا يبقى لي أخ ، ولا يقرب مني صديق ..
أسأل الله أن يرحمني وإياك برحمته ، وأن يكرمنا بكرمه ، وأن يتقبلنا في عباده الصالحين ..

أخي الكريم .. أطالبك والح عليك في طلبي ..
أن تنقل موضوعك الذي عرضته هنا في الإسلامية بعنوان ( ماذا قال الشيخ بن جبرين ....)
تنقله إلى هنا فهنا مكانه الطبيعي .. غير أني أرجو أن لا تضع الرابط فقط ..
بل انسخ الموضوع كاملاً وضعه هنا ...
أما بالنسبة لي فإني ساقتبس منه سطوراً ، سأحتاجها إن شاء الله في جولات أخرى ..

تقبل تحياتي وخالص دعواتي لك بالتوفيق ..
ولا تنسني يا أخى من دعائك الطيب المبارك .

بو عبدالرحمن
07-09-2003, 08:38 AM
أخي الحبيب / المجاهد عمر ..
... رعاك الله وحفظك وحماك ويسر لك الخير أينما كنت

لله درك ايها الكريم ..
تسطر المدح وأنت أولى به .. وتثني ومن حقك أن يثنى عليك ..
اسأل الله أن يملأ زوايا قلبك كلها بنور اليقين حتى يتوهج هذا القلب الطيب بالنور ، فيفض هذا النور على كل جارحة من جوارحك
فتصبح متميزاً .. أعني ( مباركا) أينما كنت

اللهم يا أكرم الأكرمين أدعوك بجميع أسمائك الحسنى أن تحققني وأخي بهذه المعاني لنكون لك على الوجه الذي يرضيك ..
اللهم آمين

تحياتي إليك وخالص دعواتي لك .. ولا تنسني من دعواتك في جوف ليل أو وأنت ساجد ..
أمانة أحملك إياها : أن تذكرني عند ربك وأنت بين يديه .. لعل الله أن ينفعني بك .. دنيا وآخرة ..

بو عبدالرحمن
07-09-2003, 08:43 AM
- ونتابع الرحلة ..
مستعينين بالواحد الأحد .. فمنه التوفيق ومنه المدد ..
= =

بمناسبة الحديث عن الشيخ ابن القيم والشيخ الهروي رحمهما الله
لا يفوتني أن أنوه وأنبه وألفت النظر إلى قضيتين تخدمان موضوعنا
القضية الأولى ..

تلاحظ أن الإمام ابن القيم اختار عنواناً مبهراً
وهو ( يجتهد ) على أن يجعل من كتاب ( منازل السائرين ) نقطة انطلاق يبني عليها ، ليُخرج للناس هذا السفر الرائع ، والكنز القيم فلله در ابن القيم ..
بمعنى ..

أنه كان يمكنه أن يجعل عنوان الكتاب .. مثلاً على النحو التالي :

تحذير المسلمين من كتاب منازل السائرين !!!!
منازل الهالكين ، لا منازل السائرين !!!!!
الرعد النازل على كتاب المنازل !!!!!!
الهروي على السفود !!!!!!!!!
سيوف الحق تهري الهروي ...!!!
ويلك آمن !!!!

ونحو هذه العناوين المثيرة اللافتة للنظر
ثم يشرع ( يتتبع الأخطاء ) ويضعها تحت المجهر الكبير ...ويشرشح !!
و ( يغض الطرف ) و ( يتعامى ) عن كل حسنة في الكتاب ..!!!!!!

ولكنه رحمه الله كان فقيها وعالماً ربانيا ً ، لم يفعل شيئاً من ذلك ، بل على العكس تماماً ..
وهذه هي القضية التي أريد أن أركز عليها في النقطة الثانية ..

النقطة الثانية التي أحب أن ألفت النظر إليها ( بقوة ) هي :

أن الإمام ابن القيم رحمه الله كان كثيراً ما يعرض عبارات الشيخ الهروي
ثم يقول ( وأرجو التركيز الشديد هنا )

يقول : هذه العبارة تحتمل ثلاثة أوجه ..

الوجه الأول :
وهو الحق المبين ، وهو مراد الشيخ من هذه العبارة
ثم يشرع يوضح هذا الوجه أروع توضيح .. حتى أنك لتعود إلى عبارة االشيخ وتتعجب غاية العجب ، أين هذا من هذا !!
ثم يقول :
والوجه الثاني : أيضا حق .. وإن أراده الشيخ فجيد ..
ثم يشرع يوضح الوجه الثاني الذي تحتمله العبارة ..
ثم يقول ( وركز أكثر هاهنا ) :

وأما الوجه الثالث فلا نحسب أن الشيخ يريده ولا عناه !!!!
وإن عناه الشيخ واراده فإننا نقول :

إن الشيخ حبيب إلى قلوبنا ، ولكن الحق أحب إلى قلوبنا منه ..
ثم يشرع يوضح خطأ هذا الوجه ويفنده !!
وهكذا ..

فانظر إلى هذا الأدب الراقي الرباني ...وانظر إلى ما يفعله غيره من تسليط الضوء فقط على الأخطاء
دون اية إشارة إلى حسنات الطرف الآخر ، فضلاً عن تحميل كلامه على أحسن المحامل _ كما رأينا ابن القيم وهو يقدم لنا هذا النموذج الفريد المتميز ..!!

وقبل أن أختم هذه الجولة ..
أريد أن أؤكد وأكرر لأقرر ..

أننا لا نعني ولا نقصد أنه لا ينبغي لأي شيخ أن ينتقد شيخا أو عالما أو داعية آخر ...
كلا ثم كلا...

ولكننا نرغب ونلح ونرجو ونتمنى ..

أن أي إنسان مهما علت مكانته العملية .. إذا رغب في نقد أو تجريح إنسان آخر لاسيما العلماء والشيوخ ودعاة إلى الله ..
أن يكون منصفاً ...
قال تعالى :
(.. وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا .. اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )

نريد منه ونتمنى أن يقول على سبيل المثال :

فلان غفر الله له أخطأ في كذا .. وكذا .. وكذا .. وكذا ..
وقد جانب الصواب في هذه النقاط .. والحق بخلافه .. ويبين ويوضح ..
ثم يضيف ( ولابد ) :
ولكن في المقابل ..
علينا أن لا ننسى أن للرجل مواقف طيبة ورائعة في خدمة الإسلام والمسلمين ، وأنه .... وأنه ... وأنه ... وأنه ... وأنه .. وأنه .. وأنه .. وأنه ... وأنه .. وأنه .... وأنه .... وأنه .....الخ

وأنا أتعمد أن أكرر كثيراً ( وأنه ) لأشير أن الإنصاف يقتضي أن يجعل الثناء على هذا الإنسان أرجح من ذمه ..!!

فإذا أراد أن يكيل لنا بالمكيال الأوفى يقول :
ونحن إنما نلفت النظر إلى الأخطاء المتقدمة فحسب .. وليس معنى ذلك أن تحرق كتب الرجل ، وتدفن محامده ، وتمحى حسناته ، وينفر طلاب العلم من فوائده .. ونحو هذا ..
انتبه للأخطاء التي ذكرناه .. وانتفع به بعد ذلك ..!!

ثم يختم بختامة المسك فيدعو لذلك الإنسان بالرحمة والمغفرة والثبات والتوفيق والسداد الخ الخ الخ ..
فهل نرى هذا ( أو بعضه ) عند علمائنا المعاصرين !!
بعضهم تجاوز حده وهو ينتقد ويجرح ويشرشح ...!!!!
فتسيل على لسانه ألفاظاً وألقاباً تعجب وأنت تسمعها .. !

على كل حال ..
لقد أفضوا جميعاً إلى الله ، والله سيتولى الفصل بينهم ..
رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته ..

هذه قضية هامة في موضوعنا .. والقضية المكملة لهذه النقطة
هي ما يتعلق بنا كمتابعين ومحبين لهؤلاء الشيوخ ، وطلاب بين أيديهم
فهذه نقطة أخرى لها كلام آخر ..
سنوفيه حقه في جولة قادمة .. ولكن خلاصة ما يمكن قوله في هذه العجالة هو :

لا ينبغي علينا أن نردد كالببغاء ما نسمعه من شيوخنا الكرام ، لاسيما في هذه الدائرة _ دائرة التجريح _
وعلينا أن نسد هذا الباب تماماً ، لنستبرئ لديننا أمام الله سبحانه
ومن أبى واصر إلا أن يردد في كل محفل ومجلس ما سمعه .. فعليه أن يوفي شروطاً أربعة ليلقى الله بقلبٍ سليم ..
ونؤجل عرض هذه الشروط إلى جولة أخرى ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

aziz2000
07-09-2003, 11:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ، عالم جليل أفنى ما مضى من حياته في العلم والتعليم والإفتاء ... ، اشتهر بتواضعه ، وسعة صدره ، وصبره ، كما عُرف باجتهاده وعلو همته .. وقد قرأت له مقابلة قديمة أجرتها معه مجلة البيان (http://www.albayan-magazine.com) في شهر شعبان من عام 1419 للهجرة .. وقد ورد فيها سؤال عن مقولة ( لحوم العلماء مسمومة ) وعن واجب أهل العلم وطلبته في حماية أعراضهم فكانت إجابته حفظه الله مليئة بالأمور التي أقرأ عنها لأول مرة .. فأترككم مع السؤال والإجابة :

(لحوم العلماء مسمومة) ؛ فما واجب أهل العلم وطلبته في حماية أعراضهم ؟

اشتهرت هذه العبارة بين الأمة ، وهي تفيد معرفتهم بفضل العلماء ، ومكانتهم في المجتمعات ، ومنزلتهم بين الأمة ، ولعل من أسباب تكرار هذه الكلمة ما وقع فيه البعض من الطلبة أو العامة ، أو المنتسبين إلى العلم ، من كثرة القدح والعيب والتنقص والاغتياب لبعض علماء الأمة ، وأكابر الدعاة والمعلمين ، وقد يكون الحامل لهؤلاء الحسد الذي يكثر بين حملة العلم ، وقد ذكر ابن عبد البر رحمه الله في (جامع بيان العلم وفضله) باباً كبيراً في طعن العلماء بعضهم في بعض ، قال : والصحيح أن من صحت عدالته ، وثبتت في العلم أمانته ، وبانت ثقته وعنايته بالعلم ، لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحه ببينة عادلة تصح بها جرحته ، ... والدليل على أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمهور المسلمين إماماً في الدين ، قول أحد من الطاعنين ، أن السلف رضوان الله عليهم قد سبق من بعضهم كلام كثير في حالة الغضب ، ومنه ما حمل على الحسد ، كما قال ابن عباس : (استمعوا علم العلماء ، ولا تصدقوا بعضهم على بعض ، فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايراً من التيوس في زُرُبِها) . وفي قول له : (خذوا العلم حيث وجدتم ، ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض ؛ فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة) . ثم نُقِل عن أبي حازم عن أبيه أنه قال في أهل زمانه : فصار الرجل يعيب مَنْ فوقَه ابتغاء أن ينقطع عنه ، حتى يرى الناس أنه ليس بحاجة إليه ، ولا يذاكر من هو مثله ، ويزهو على من هو دونه ، فهلك الناس ... إلخ . وقد ذكر أمثلة من طعن بعض العلماء في بعض نظماً ونثراً ، وقد اشتهر طعن الإمام مالك وهشام بن عروة في محمد بن إسحاق ، وبالعكس ، ولم يكن ذلك موجباً لرد روايتهم ، وهكذا طعن ابن حجر في العيني ، والعيني في ابن حجر ، وكذا ما حصل بين السيوطي والسخاوي ؛ وذلك لأن الحامل على ذلك المنافسة والحسد ، وحب الظهور ، وإذا كان ذلك ليس من أخلاق العلماء المتواضعين ، فعلى هذا لا يجوز سماع الطعن في العلماء المشهورين ، ولا يلتفت إلى من أخذ ينقّب عن مثالبهم ، ويتتبع أخطاءهم ، فيجعل من الحبة قبة ، ويتغافل عن فضائلهم وآثارهم ، وعلومهم الجمة التي نفع الله بها ، والله عند لسان كل قائل وقلبه .

yazeed6
07-09-2003, 03:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله جميعا وبياكم ..
اسمحوا لي على هذا التطاول من اخيكم العامي البسط الذي يريد اكبر قدر من الفائدة عندكم بارك الله فيكم ..
يبدو ان المشكلة في (( رموز )) هذا الموضوع التالي :

1) وجود دعاة لديهم من الشجاعة والاقدام وعدم خشية الطواغيت حتى هابهم خصومهم واحبهم الناس وهؤلاء الدعاة امثال سيد قطب وعبد الحميد كشك ولكن رصيدهم في العلم الشرعي فقير جدا بل عندهم انحرافات كبيرة في الشرع وهذا مما لا شك فيه .. نسال الله ان يتغمدهما بواسع رحمته ..

2) وجود علماء " ربانين" لديهم رصيد واسع من العلم الشرعي ولكن لديهم اشكال غريب وعجيب في مواجهة الطواغيت .. مثل الشيخ الالباني الذي رايناه ينتقد الشعراوي ولكن لم نسمع همسة انكار في حق طاغوت الاردن الذي لا يبعد عن بيته كثيرا والله المستعان ..نسال الله ان يتغمده بواسع رحمته ..

اخي بوعبد الرحمن .. سلمك الله
مدار حديثك لا يخرج عن نقد اسلوب الشيخ الالباني في جرحه بالشعراوي .. وكلامك فيه وجاهة الا انك لم تناقش اصل الموضوع ..
وهو حقيقة انحراف الشعراوي العقدي .. ومنها تفسيره لاية الاستواء ..وهنا مكمن الموضوع بارك الله فيك .

بو عبدالرحمن
08-09-2003, 11:20 AM
الأخ العزيز / يزيد
حياك الله وبياك وجعل الجنة مأونا ومأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب .. اللهم آمين
بارك الله فيك .. وجزاك الله خير الجزاء على تشريفك لنا ومشاركتك إيانا ..

فقط لي ملاحظتان على حديثك الطيب
الأولى : أخي الكريم ليست غاياتنا من هذا النقاش تتبع أخطاء وقع فيها الشيخ فلان .. أو الشيخ فلا ..
كلا يا أخي .. ليس لهذا قبلت أن اشارك في هذا الحوار ، ولا إلى هذا قصدت حين كتبت ما كتبت ، وحين أرى الحوار اتجه هذا المنحى ، سأكف عن المشاركة .
هذه واحدة :

والثانية : تتعلق بملاحظتك عليّ.. بارك الله فيك .ارجو أن تقرأ كلامي بشيء من التركيز ، ولا سيما ردي الأول ..
فقد ذكرت هناك أني لا أناقش قضية التأويل لأننا متفقين أن الخطأ وارد ..
وإنما أناقش (( طريقة العرض )) فحسب ..
والحقيقة أن تعقيبك جعلني أعرج وأنا في رحلتي هذه لأتناول قصصا دامية ، ومشاهد موجعة ..
لأصل إلى التأكيد على خطورة هذه القضية التي نتناولها ..وأن غايتنا من هذا الحوار هدف أسمى وأرقى ..
فإلى هناك ...
تقبل وتحياتي وخالص تحياتي ..

بو عبدالرحمن
08-09-2003, 11:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مشاهد مؤلمة ، وقصص دامية ، وأحداث موجعة ..
أسوقها هاهنا لأقرر أن قضية مثل هذه ينبغي أن نصل فيها إلى حل ، وأن نحاول متكاتفين أن نكون سبباً في سد هذه الثغرة ، وردم هذه الهوة ، وتجاوز هذا الوضع المر ، وإنهاء مثل هذه المشاهد التي تدمي القلب ، والتي أحسب أن الله جل في علاه لا يرضى عنها ..

وما أسوقه هنا ليس سوى غيض من فيض مما أعرفه أنا ..
فهي ( عينات ) فحسب ، أما ما يعرفه غيري فأنا على ثقة أنه كثير جداً ومؤلم للغاية .. ولو تتبع مشمر لتسجيل مثل هذه القصص لخرج بين يديه مجلد ضخم ..! والله المستعان ..

المشهد الأول :
قال الراوي : فتاة جامعية من أقاربي ، كانت أبعد ما تكون عن الالتزام ، لا تعرف من التدين إلا الصلاة وعلى تكاسل فيها ، وعلى تفريط معها ، وشعارها الذي كانت تردده : طالما أن القلب نظيف ، فلا عبرة ببقية الأمور !! وهي طبعاً ترى أن قلبها أنظف ما يكون !!
ولذا لا تبالي بكثير من الأمور ، حتى خروجها بعباية لابد أن تكون عباية ملفتة للأنظار ، وشعرها منسدل على جبهتها تتلاعب به الريح ، ولا باس من الضحكات بصوت عالي ، والخروج معطرة مبخرة ..الخ
وأما الأغاني والموسيقى فحدث عن البحر ولا حرج .. ونحو هذا كثير .

.. قال الراوي :
المهم ، بلغني أنها عرفت طريق الهداية منذ بضعة أشهر ، خمسة أشهر تقريباً .. وأنها أقبلت على الله إقبالاً طيباً ، وأصبحت ذات اهتمامات دينية واضحة ...الخ ..
قال الراوي : ففرحت ووالله ، وقررت أن آخذ زوجتي إليها ، لعلها تستطيع أن تنفعها في أمور تحتاجها في رحلتها مع الله .. أو نحو ذلك ..
ولما انتهت الزيارة .. وأقبلت زوجي على السيارة وكنت أنتظرها فيها ، رأيت علامات استياء واضحة ، فسألتها ..
فقالت : نعم اهتدت ..ولكن ..!! وسكتت لحظات ثم قالت :
تصور أكثر من ساعة ونحن جلوس معها ، ولا هم لها إلا تناول العلماء ، والحط من أقدارهم ، والاستخفاف بهم ، مستندة إلى كلام تنقله عن الشيخ فلان في الشيخ فلان ..!!
وكلما أردنا تغيير الموضوع عادت إليه بقوة ، وحملت بعنف ، واستخفت بمن لا ( يحملون راية تعرية هؤلاء الجهلاء !!! ) .
وعمدنا إلى تنبيهها إلى أن من الخير لنا أن ننتفع بمثل هذه الجلسة فيما يعود على قلوبنا بمزيد من النور .. فكان مما قالت :
أنا لا اعترف أن في العالم الإسلامي سوى أربعة علماء فقط .. !!
والبقية لحومهم مستباحة حلال ، والكلام فيهم فرض ، والتحذير منهم واجب !!!!

أقول : لاحظ أن هذه لم تعرف طريق الهداية سوى منذ خمسة أشهر ..!!
ولاحظ الهم الذي أصبح يشغلها ، والهاجس الذي غدا متلبسا بها !!
ترى من جنى على هذه المسكينة !!؟

المشهد الثاني :
قال الراوي : كنت مدرساً في أحد المدارس وطلابي في نهاية المرحلة الإعدادية ، ذات يوم دخلت على الفصل في حصة إشغال _ احتياط _ بدلا من مدرس غائب ، فقررت أن استغل هذا الوقت بما يفيد ..
وكنت يومها أقرأ في كتاب رائع ، وكنت قد مررت فيه على فصول بديعة ، ذات أسلوب آسر ، وعبارات رشيقة ، وطرح رائع ، وفكرة قوية ، يحتاج إليها كل إنسان في أي دائرة من دوائر الحياة ..

فقلت في نفسي : هذه فرصة مواتية .. تكون حصة قراءة .. ومناقشة أدبية ، وتحبيب في عالم القراءة ، ووقوف على جمال البيان ، وإثراء للمفردات والصور الجميلة ، ومحاكاة لها ، ثم تأكيد على الفكرة وتعزيز لها من شواهد أخرى ..
ولم يخيب الله أملي .. وجرت الحصة رائعة .. وكانت الثمرة أن ألح الطلاب على معرفة اسم الكتاب .. والكاتب .. لشرائه .. رغم أنني لم أطلب منهم ذلك .. ولكن إعجابهم به دفعهم إلى ذلك ..

قال الراوي :
حين خرجت من الفصل متجهاً إلى حجرتي ، لحق بي أحد الطلاب ، وكان طالبا متميزا جداً ، ونجيبا جداً ، وقد أنعم الله عليه بمواهب عدة ..
فألح عليّ أن أعيره الكتاب ليومي الخميس والجمعة _ العطلة _ .. وذكر أنه أعجب بالموضوع ، وطريقة عرضه ، وجمال أسلوبه .. ونحو هذا ..
قال الراوي : قلت : بل دعه معك لأسبوعين اثنين حتى تفرغ من قراءته تماماً ..
وكاد أن يطير ، وتلعثم وهو يثني ويشكر ..

قال الراوي :
مع اطلالة يوم السبت ، كان الطالب ينتظرني على باب حجرتي .. منكس الرأس ، فسلمت عليه ، وأدخلته ، ثم سألته عن الكتاب .. وكنت قد لمحت الكتاب في يده ..
فما راعني إلا أن قال :
لم أقرأه ...لم أقرأ فيه صفحة واحدة ..!!
ووضع الكتاب على طرف الطاولة ..فسألته عن السبب .. فسكت قليلاً ثم قال في صوت متهدج :
ما كنت أبداً أظن أنك ستخدعني !!! والله أنا أحبك وأعتبرك قدوة لي ..ولكن ما خطر لي أبداً أنك يمكن أن تخدعني !!
ثم دمعت عيناه .. فسألته أن يوضح أكثر .

فقال : حملت الكتاب في فرح شديد إلى البيت ، وكنت كمن عثر على كنز ، وكنت أوطن نفسي أنني سأنتفع بالكتاب غاية الانتفاع ..
وفي البيت .. رأي أخي الأكبر ، وهو إنسان متدين ملتزم جداً ، رأى الكتاب في يدي ، فطلب أن ينظر إليه ، فلما أمسك به ، ورأى اسم الكتاب والمؤلف رماه جانباً ، وأخذ يحذرني من القراءة لأمثال هذا ..
وأن الكتاب مملوء بالأخطاء ، وأن فكر الرجل ملوث ..الخ الخ

قال الراوي :
وكظمت غيظي ، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم .. وسكت قليلا .. ثم قلت : هل أقترح عليك شيئاً .. وتناولت قلماً أحمر ، وناولته الكتاب مرة أخرى ومعه القلم الأحمر .. ونظر إليّ متعجباً ..
وقلت : بلغ أخاك مني السلام ، والتحية والاحترام ، والشكر لأنه لفت نظري إلى هذا الأمر ..
وقل له : يطلب منك الأستاذ أن تتكرم وتشير بالقلم الأحمر إلى مواضع الخطأ في الكتاب موضعاً موضعاً ..وسأكون له من الشاكرين .. لأنني قرأت الكتاب كله ، وأنا الأن أعيد قراءته ، ولم ألاحظ فيه هذه الأخطاء التي يتحدث عنها. _ والكتاب في حدود الثلاثمئة صفحة _ ..

قال الراوي : وبرقت عينا الطالب ، وتهلل وجهه ، وفرح بما سمع ، وانصرف شاكرا ..
في اليوم التالي : جاء الطالب وقال : للأسف رفض أخي العرض ..
وألححت عليه أن يسمعني ما قال أخوه بالضبط ..
فتحرج قليلا ثم قال :
رفض فلما ألححت عليه قال أنه ليس فاضيا لقراءة مثل هذه الترهات !!
قال الراوي : وهنا لم استطع أن أتمالك نفسي ، ووجدتني أسوق جملة من الكلام الشديد ، وأخبرته أن يبلغ أخاه عني : أن هذا ليس من أخلاق طالب علم ، وإنه طالب هوى ، أو مقلد لفلان لا أكثر ولا أقل .. ونحو هذا من الكلام الذي اعتذرت منه للطالبي الصغير الذي وقع في حيص بيص بين أخ يحبه ، ومدرس يقدره ويحترمه ويراه قدوة !!!
السؤال :
ترى ما أثر مثل هذه الحادثة على هذا الطالب وأمثاله ؟!
الله المستعان ..

يتبع ....

بو عبدالرحمن
08-09-2003, 11:30 AM
المشهد الثالث :

قال أب مكلوم يتحدث وهو يكاد يبكي :
استغفر الله ..تصور يا أخي .. أنني أحيانا أصل إلى أن أقول : ليت أبنائي لم يلتزموا ولم يعرفوا طريق الهداية !!! استغفر الله .. استغفر الله ..
قال :
والسبب .. أنهم وكان اثنان منهم في الجامعة وأخت لهم في الثانوية العامة ..
كانوا قبل هدايتهم في غاية الانسجام ، والمحبة ، والتآلف ، وروح المودة بينهم يلحظها الجميع ، وكنت في غاية الفرح بذلك .. رغم أنني كنت أعتب عليهم بعض ما هم فيه ، من معاصٍ لا أرضاها لهم ، ولكني لم أكن شديدا معهم فيها ..

ثم شاء الله لهم الهداية ، وهم يتابعون حلقات إيمانية في التلفاز ، في شهر رمضان منذ سنوات ثلاث .. وبدأوا يقبلون على الله .. على تفاوت في هذا الإقبال .. وفرحت جدا .. فقد اجتمع لهم مع ذلك الود والحب والألفة عامل جديد وهام ..

غير أن الأمور لم تسر كما نحب .. التحق أحدهم بحلقة شيخ .. والآخر تعرف على صحبة طيبة لشيخ آخر .. ومن هنا بدأت الزاوية تنفرج وتتسع !
ثم ما لبثا أن أصبحا يحولان كل جلسة يجتمعان فيها ، إلى معركة حامية ، حول الشيخ فلان والشيخ علان وكلام هذا في هذا ، وأخطاء هذا أو ذاك .. ويشتد أحيانا بينهما الأمر إلى الأيدي .. لاسيما في غيابي كما تقول أمهما ..!!

وتدخلت الأخت لتسوي بينهما وتصلح ، وتعاتب هذا ، وتوبخ هذا .. غير أن كل منهما اتهمها أنها مع الآخر .. فصب عليها كل منهما جام غضبه ، وانفعلت بدورها وأرعدت وأبرقت ، وتحول البيت إلى ساحة حرب في كل مرة يجتمعون فيها ..

قال الأب وهو يكاد يبكي : تصور أنه مضى عليهم شهور كثيرة لا يلتقي أحدهم بالآخر ، لا على طعام ، ولا على أي أمر من الأمور .. ولا يكلم بعضهم بعضا ، بل منهم من تغيرت معاملته معي ومع والديته بالذات وساءت !! وفشلنا في الاصلاح بينهم .. هذا مشرّق ، وذاك مغرب .. والأخت للأسف الشديد تحدثني أمها أنها انتكست على عقبها انتكاسة خطيرة ، بعد فترة هداية لم تدم أكثر من سنة ..!!

السؤال : هل هذه الصورة ترضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .؟

المشهد الرابع :
قال الراوي :
تعرفت على شاب في الحي الذي أزوره لفترة عارضة ، وكان شابا متحمسا نشطاً ، وكانت له حلقة مسجدية حوله مجموعة غير قليلة من الفتية الصغار يعلمهم أحكام التلاوة .. وتوطدت بيني وبينه العلاقة ، وكان جل كلامي معه حول القرآن وأسراره ، وأعاجيبه ، واستخراج درره ولطائفه ، ونحو هذا ما يغذي الإيمان في القلب ، ويجد الإنسان صداه بوضوح ..

وكان الشاب يحرص على زيارتي ، لنجلس أكثر من ساعتين في مثل هذه الأجواء . لا يقطعنا عنها سوى الصلاة ..
ولما حان وقت عودتي إلى منطقتي التي اسكنها ، بعد قضاء اكثر من ثلاثة أسابيع مع هذا الشاب الطيب ..
جاء لزيارتي وقدم لي هدية ، ثم ذكر كيف أنه سيشتاق لمثل هذه الجلسات التي شعر بمردودها ، وصداها ، وأثرها ، وأبدى تألمه من انقطاعها .

قال الراوي :
وابتسمت .. وقلت له : كما قدمت لي هدية .. ساقدم لك بدوري هدية لن تنساها ..ستجعلك تتذكرني من جهة ، وستجعلك لا تنقطع عن مثل هذه الجلسات أصلاً من حهة أخرى !!
أعني سأهديك ألبوم اشرطة يتناول فيها الشيخ هذه المعاني كلها بشكل رائع وأفضل مني ، لأني إنما أنقل عنه ..

وكاد يطير من الفرح ، ودخلت وأحضرت له الالبوم .. ولما تناوله .. نظر إلى اسم الشيخ ، رمى الالبوم جانباً كأنما لدغته حية .. !!
وقال : أعوذ بالله ...!! فلان .. هذا لا أقبل منه صرفاً ولا عدلا.. هذا قيل فيه .. وقيل فيه ..!!
قال الراوي : فطلبت منه أن لا يسترسل .. ولكني سألته .. ألم تقل أن أحاديثي معك كانت نافعة ، وتجد صداها في قلبك ؟ .. قال : نعم .
قلت : فهي من هذا الشيخ بعينه ..!
قال بسماجة أو بسذاجة : أقبلها منك ، لكني لا أقبلها منه ..!!!!!

السؤال : على أي شيء سيربي هذا أولئك الفتية !!!؟؟ وعلى أي شيء سينشأون !!؟وهل هناك أجهل من هذا ؟!


المشهد الخامس
قال الراوي :
جاءني ذات يوم طالب علم وناولني مذكرة كبيرة _ ملزمة تحتوي على أكثر من أربعمئة صفحة _ مطبوعة على الحاسوب ، وطلب مني مراجعتها لغوياً ..

وسألته عنها ، فقال : هي خلاصة تتبع طويل في كتب الشيخ فلان والشيخ فلان .. وقد جمعت مجموعة من الأخطاء التي لا يستهان بها في كتبهما ، وعلقت وناقشت وكشفت المخبوء !!
قلت : كم استغرق منك ذلك ؟ قال في انتشاء : سنتين ..
قلت : كيف كانت طريقتك حين أقبلت على كتب هذين الشيخين .؟! ..
قال : النية كانت معقودة أصلا على تتبع الأخطاء !! لتعرية أمثال هؤلاء المشايخ!! والتحذير منهم !!!

قلت : خسرت سنتين من عمرك في عمل أخاف أن لا يتقبل منك ..
قال : كيف ؟ قلت : أيهما أولى بكشفه وتعريته : عالم يكثر الإقبال عليه ، والاستشهاد بكتبه ، وأقواله ، أم عالم نسبة الإقبال عليه أقل ..
قال : الأول والله أولى لحماية أكبر عدد من الناس مما يدسه في كتبه !
قلت : أنا لم أقل أنه يدس .. فلا تخلط الأوراق .. ولكني أسأل فقط أيهما أولى بالتفتيش في كتبه وقد اتفقت معي على أنه الأول .

قال : نعم . قلت : والآن دعني استحلفك بالله العظيم .. لو أنك أقبلت على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه بنفس النية التي اقبلت بها على كتب هذين الشيخين ، وهي كتب كثيرة لاسيما مجموعة الفتاوى .. هل كنت ستجد أخطاء متناثرة هنا وهناك في خضم تلك المجلدات أم لا ..
سكت قليلا ثم قال : بل سأجد ولابد .. لأنه ليس معصوماً ..
قلت : فمن باب أولى إذن أن تشحذ سكينك لتذبح ابن تيمية على نفس الطريقة التي ذبحت بها هؤلاء ...
فتلجلج قليلا ثم قال لا أحسب أني سأجد أخطاء كبيرة هناك كما وجدتها هنا ..

قلت : تقول : لا أحسب ... معنى هذا أنك تظن ، ومعنى هذا أنك لست على يقين ..
طيب دعنا نقوم بتجربة .. حتى أكشف لك أنك خسرت سنتين من عمرك بلا طائل ..

قال : كيف ؟ قلت : اذكر لي أفدح خطائين أمسكتهما على هؤلاء الشيوخ _ غير قضية التأويل لأننا قد فرغنا منها _ كان ذلك في لقاء آخر _
وسأذكر لك بدوري _ ما أتلقطه من ذاكرتي من أمور كنت أعثر عليها اثناء قراءتي لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
مع أني لم أكن أتعمد ذلك ، ولا قصدته ، ولا حتى سجلته في كراس متابعتي ..بل ولا ذكرته لأحد من الناس ، ولكن دفعني حديثك الآن إلى ذلك ..واسأل الله أن يغفر لي .

فذكر ما رآه أكبر خطائين عثر عليهما ..
قال الراوي : وعرضت عليه نقطتين مما مر بي عند شيخ الإسلام .رحمه الله .
وهاله ما سمع .. وأنكر أن يكون ذلك ..
قلت له : هذا الذي أريد أن أصل بك إليه ..
كما تفرغت سنتين كاملتين لتتبع أخطاء هؤلاء .. فتفرغ الآن سنة كاملة ، لتتبع أخطاء وقعت هنا وهناك عند شيخ الإسلام ابن تيمية ..!
وشيخ الإسلام رحمه الله أكثر شهرة من هذين ، ولا يكاد عالم وطالب علم إلا ويرجع إلى كتبه وأقواله .. فشمر لتحذر منه لو كنت تستطيع !!!!


الشاهد في هذه القصة :
لاحظ كيف أنشغل هذا سنتين يتتبع أخطاء العلماء ويتصيدها ، ويعمل على نشرها في كتاب ، وكان أولى له وأجدر أن ينتفع بوقته فالوقت هو الحياة !!!

المشهد السادس :
وهو الأكثر دموية ..!!
أن ترى معركة بالأيدي والعصي في مسجد من المساجد .. انقسم الشباب فيه إلى فريقين ..
فريق يصر على أن تخرج كتب واشرطة الشيخ فلان من مكتبة المسجد ...!
وفريق يصر أن تبقى .. !!
وتلاسن الطرفان ، واحتد الكلام ، وتبادلوا الاتهامات ثم اشتبكوا بالأيدي !!
هذه مجرد نماذج مما أعرفه .. ناهيك عما لا أعرفه مما أنا على يقين أنه كثير ولا يحصره عد ..

الذي أريد أن اصل إليه من خلال هذه المشاهد هو :
أما آن لنا أن نتكاتف ونحاول أن ننهي هذه الأزمة لا سيما والإسلام والمسلمون يتعرضون لما يتعرضون له من مؤامرات ..؟!
ليقل الشيخ فلان فيمن يشاء ما يقول ، ليست هذه قضيتنا ..
نعم ، كنا نرجو ونأمل _ كما قد أشرت سابقا _ أن يقول ما يشاء أن يقول ولكن مع روح الإنصاف .. وبعيدا عن الاستخفاف والحط من أقدار الآخرين ، والتحذير من الاقتراب منهم ، ونحو هذا ..
بل يتسلط النقد حول الخطأ الوارد ، ويفند ، ويوجه ..الخ

مع التنبيه لطلاب العلم إلى أن هذا التجريح لا يعني بالضرورة أن الرجل لا يجوز الأخذ عنه ، ويسمح لمن هب ودب بأن يتناوله حتى في عرضه !!!
هذا من جهة ..

لكن الذي يعنينا أكثر هو نحن كمستمعين ومتابعين وطلاب علم .. ما موقفنا نحن من هذا الذي نراه ونسمعه ...
هذه هي قضيتي في هذا الحوار .. ليس الدفاع عن فلان أو علان .. ولا مهاجمة هذا أو ذاك .. فقد أفضوا جميعا إلى ربهم ، وهو يتولى القضاء بينهم ..

وطالب العلم الجاد الصادق سينتفع من الخير حيث وجده ، ويلتقط الخير من أي وعاء خرج منه ..
ما كان من صواب فمن الله وحده ، وما كان من خطأ فإني استغفر الله وأتوب إليه
ولنا لقاء بإذن الله تعالى ..

yazeed6
08-09-2003, 02:51 PM
اخي بو عبد الرحمن ... سلمك الله

اولا : ليسي ردي مراده البحث عن زلات العلماء .. وانما توضيح اصل مهم في الاعتقاد وانه كل يقبل رده ويؤخذمنه الا محمد صلى الله عليه وسلم .. وخصوصا ونحن نشهد عصر تعصب (( للافراد)) والله المستعان .. فاحسن الظن باخيك بارك الله فيك .

ثانيا : لا اظن باني اخطات في تصنيف ردك وتحميله في معرض النقد المجرد لاسلوب الشيخ الالباني رحمه الله دون التطرق لاصل موضوع اخونا عمر في بيان عقيدة الشيخ الشعراوي رحمه الله .. وانا اتفق معك في ذلك تماما ..

ثالثا : لا وجه ابدا في استدلالك بتلك القصص (( الدامية)) على الانكار من قام (( بالجرح والتعديل )) .. على اطلاقه ..
فلا يمكن ان تقارن تلك المراة الجاهلة حديثة الاستقامة ... بعالم بحر كبن باز او الشعيبي وغيرهما من علماء الامة .. ؟!
من حيثية قيامهم (( بالجرح والتعديل)) ..!

رابعا : العجيب انك تصنف الشعرواي وكشك والالباني في كفة واحدة .. وكاني بك تلمح بانهم اصحاب عقيدة واحدة .. والخلاف لايعدو ان يكون حمحة ضرائر !!
اخي الكريم ... ليس من امتهان العلماء والتنقص من قدرهم .. ان اصرخ باعلى صوتي واقول بان الشعراوي عقيدته منحرفة فلا يطلب العلم منه .. بل هذا من الواجب المنوط بالمسلم لاخيه .. !!
اقول ذلك ... بغض النظر عن اسلوب هذا التحذير .. فهذا محل نظر .

وصلى الله على نبينا محمد.

المجاهد عمر
08-09-2003, 05:10 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، اللهم رب جبريل وميكائيل أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون…

أخي الحبيب / أبو عبد الرحمن أثابه الله وغفر لنا وله …
الـسـلام عليـكـم ورحمـة اللـه وبـركاتـه

أتمنى بأن لا يكون هذا النقاش بيني وبينك هو نقاش (المتعصبة) ، فالكل يعلم مدى حبي للشيخ الألباني رحمه الله تعالى ، ويعلم الله بأن الحق أحب إلي منه ، ونفس الشيء بالنسبة لك ، حيث أنك من محبي سيد قطب والشيخ الشعراوي رحمهما الله تعالى ، وظني بك أن الحق إليك أحب وأقرب. ولم أكن أرغب (ولو في داخل نفسي) أن يجرني أحد المواضيع إلى النقاش معك ، ليس والله هوىً أو مزاجيةً بدون سبب ، لكنني ويعلم الله ، أحترمك وأقدرك ، وفي نفس الوقت لا أستطيع مجاملتك إذا ناقشتك ، وأخشى أن تغضب مني وهذا ما لا أريده ، ولكنني اليوم كمن قيل فيه (مكرهٌ أخاك لا بطل !!) ، وعذري في ذلك بأنك تعلم ما في نفسي لك ، وأعلم ما في نفسك لي ، فجزاك الله خيراً ، فيما ظننته بأخيك من إتباع للحق ، ونسأل الله أن نكون خيراً مما تظنون ، وأن يغفر لنا ما لا تعلمون .

أخي الحبيب..سوف أناقش ما ذكرته نقطة نقطة ، وأبدي لك ملاحظاتي ، وأتمنى أن يتسع صدرك (كما عهدناك) للرد عليها ، إثباتاً أو نفياً…

1- الشيخ الشعراوي رحمه الله له جهود مثمرة نسأل الله أن يأجره عليها ، في مجال التفسير ، وترغيب الناس في الإقبال على كتاب الله وتدبره ، وشرحه بأسلوب مبسط وربما يكون محبباً لدى بعض العوام والبسطاء وكذلك بعض المثقفين ، ولا ننسى جهوده وفضله بعد الله في توبة بعض أهل الفن ، وأنا شخصياً طالما استمعت إليه وقرأت له ، فأخذت ما يفيد وأعرضت عما لا ينفع ، والقصد بأنني لم أقصد الطعن بالشيخ بقدر ما قصدت تنبيه العوام ، الجهلة في مسائل العقائد لكي لا تزل بهم الأقدام ، وكما تعلم أن الشيخ الشعراوي رحمه الله ليس عالماً ، ولا حتى نستطيع أن نعطيه لقب "داعية" ، لأن هناك خلافاً بيننا وبينه في مسألة عقدية مهمة ، وهي مسألة الاستواء ، ولا عنده علم بعلم الحديث ولا بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه جزاه الله خيراً اجتهد في بعض الأمور ، ونسأل الله أن لا يحرمه أجرها ، فالخلاف هنا في الفهم الخاطئ لدى بعض العوام ، فهم لا يفرقون بين "العالم" المتبحر في العلوم الشرعية ، والمشهود له من أهل العلم الثقات ، وبين "الشيخ" الذي قد لا يكون يمتلك من العلم الشرعي ما يصل به إلى مرتبة الفتوى أو الاجتهاد ،فكل عالم يطلق عليه لقب "شيخ" ، وليس كل "شيخ" يطلق عليه لقب "عالم" !


2- لعلك لم تلاحظ أخي الكريم بأن السؤال الموجه للشيخ الألباني رحمه الله كان عن "نقد" أو عرض "المآخذ" على الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى ، وليس الكلام بشكلٍ عام وذكر المثالب والمناقب.


3- الملاحظة الثانية ، لا أعلم لماذا تجاهلت هذه الفقرة للشيخ الألباني في كلامه "أنا أقول بارك الله فيك ، فأفترض أنك أحد رجلين ، إما أن تكون ذاك الرجل الذي كما يقولون الآن في العصر الحاضر عندك خلفية علمية في العقائد السلفية ، فحينئذٍ عندما تكون هكذا وعندك علم بما صح وبما لم يصح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا استمعت لمثل هذا الإنسان تستفيد كالمثال الذي ضربته فيما يتعلق بالصلاة ، فكلامه أخاذ ، جذاب وهذا الذي يجعل عامة الناس يلتفون حوله إذا جلس في محاضرة أو ما شابه ذلك ، ثم ينشر ذلك في التلفاز ، أما أن كنت الرجل الآخر الذي ليس لديه الخلفية العلمية والبصيرة الدينية التي أمرنا بها في بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)). فلما بيكون الشخص اللي يصغي لهذا الشيء من القسم الثاني فيخشى أن تزل به القدم لأته ما عنده ما يميز بين صوابه وخطأه " ، فالشيخ رحمه الله فرق بين نوعين من الناس ، من عنده علم بما صح وبما لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحسبك منهم إن شاء الله ، فهؤلاء ممكن أن يستفيدوا في بعض الأمور ، وضرب الشيخ مثلاً بالصلاة ، وهو بالطبع يعني قيمة الصلاة ، واستشعار أهميتها وعظمتها…الخ ، وقال عن كلامه في معرض مدحه بأن كلامه "أخاذ ، جذاب" ، أما من يعتبر من "العوام" فليس لديه بصيرة دينية أو خلفية علمية ، فهذا يخشى عليه من أن تزل قدمه ، وهو ما قاله الشيخ ولم يخطئ ، بارك الله فيه ، وهو من باب التبصير وليس من باب القدح في الشيخ الشعراوي ، لذا فأنا أوافقه في هذا الرأي تماماً ، ولا أردد كلامه كالببغاء !


4- لما سئل الشيخ الشعراوي "أين الله ؟" قال : "أعوذ بالله لا يجوز توجيه هذا السؤال"!! ،كيف يكون ذلك ؟ ألم يقرأ حديث الجارية ، وكيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم سألها "أين الله ؟" ، فكيف يقول بعدم جواز توجيه هذا السؤال مع إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سأله للجارية ، والحديث معروف ، وموجود في ثاني أصح كتب الحديث ، "صحيح مسلم" وفي "سنن النسائي" وفي "ظلال الجنة" ، إذن فإن وصف الألباني رحمه الله له بأنه "قصاص" كان وصفاً صحيحاً لم يقصد به الإساءة له ، بقدر ما كان يصف حالة الشيخ الشعراوي العلمية والمتعلقة بمعرفة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته ، والتي تعتبر في أهمية كتاب الله ، لأن الله يقول عن رسوله (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)(النجم:3،4) ، وكذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) .

فهل نستطيع أن نأخذ منه في أمور العقائد والفقه والحديث ، بالطبع لا "من وجهة نظري" !


5- أوردت هذا الجزء من كلام الألباني "الشعراوي مثل شيخ آخر مع اختلاف بينهما بلا شك ، الذي يسمى "كشك" " ، ثم علقت "هكذا..كشك..حاف.!!......سبحان الله ؟ أين الأدب ؟؟!" ، فمن قال لك بأنها (حاف) ؟‍‍! ألم يقل الألباني في كلامه "مثل شيخ آخر" ، إذن هذه الكلمة تعود على "الشيخ كشك" ، ولكنك علقت "أين الأدب؟؟!" ، فيا سبحان الله العظيم ، وأنا الآن أهمس في أذنك يا شيخي الحبيب ، وأنت الذي يدعو إلى التأدب بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنت من الذين لا نظن بهم إلا خيرا ، ونعتبرك -ولا زلنا- مثالاً للأخلاق الرفيعة...أين أدبك مع الشيخ الألباني رحمه الله ؟


6- عاودت الكرة مرة أخرى وقلت معلقاً على كلام الشيخ "وهذا تجنٍ واضح..وافتراء..وسأوضح هذه القضية بعد قليل" ، وذلك حينما تحدث عن عقيدة الأشاعرة والماتريدية ، بخصوص قولهم بأن القرآن ليس كلام الله ، ورددت بكلام عام متهماً الشيخ بالتجني والكذب ، وليس هذا من باب النقاش العلمي ، بل نريدك أن تضع لنا كلام الشيخ الشعراوي بهذا الخصوص لنعلم من هو المتجني ؟ ، فلا والله يا شيخنا الحبيب ، قد خانك التعبير ، وما أقل أن يخونك ! ولكنها الطبيعة "البشرية" غير معصومة ، نسأل الله أن يحرم جسدك على نار جهنم .


7- تعترض على هذه الجملة للألباني "مشغول في تفسير القرآن وبخاصة العلوم العصرية فهو ليس متفرغاً ليصحح صلاة نفسه على السنة فضلاً على أن يتفرغ لتصحيح صلاة الآخرين.." وأنا أسألك يا شيخي الكريم ، ما هو الأولى ، أتصحيح عبادتك أم الانشغال بتفسير القرآن الكريم للناس ؟…وأجيب عليك لأختصر الوقت ، بل تصحيح عبادتك ، وأحيلك إلى كتاب الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيميه ، المجلد الثالث ، حيث قال الإمام أبو حنيفة النعمان ما نصه "الفقه الأكبر في الدين خيرٌ من الفقه في العلم ، ولأن يفقه الرجل كيف يعبد ربه خيرٌ له من أن يجمع العلم الكثير. قال أبو مطيع (الحكم بن عبد الله) قلت : أخبرني عن أفضل الفقه . قال : تعلم الرجل الإيمان والشرائع والسنن والحدود ، واختلاف الأئمة . وذكر مسائل الإيمان ، ثم ذكر مسائل القدر" ، فهل كان الشيخ الألباني مخطئاً فيما ذكره ، أو تعمد الخطأ ؟ اللهم لا ، ولكنك يا شيخي الفاضل سامحك الله تحاملت على الشيخ الألباني كثيراً !! ولا تنس أخي الفاضل حديث المسيء صلاته ، وهذا يوضح لنا أهمية الصلاة ، حيث قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : "ارجع فصل فإنك لم تصل" ، إذن الشيخ الألباني لم يتجن على الشيخ كما تقول ، بل كان مصيباً ، لأن أهمية تصحيح الصلاة تفوق أهمية التفسير ، والعلوم العصرية !


8- تقول عن الشيخ كشك رحمه الله "يكفيه أنه نال من الأذى والعذاب والسجون والمطاردة من أجل دعوة الله ما نال..في الوقت الذي لم نسمع أن غيره ابتلي في ذات الله !!!" ، غفر الله لنا ولك يا شيخي الفاضل ، أين ما لاقاه بقية المشايخ من أذى في ذات الله ؟ أين ما لاقاه الشيخ ابن تيميه ، والشيخ أحمد بن حنبل ، بل والشيخ الألباني رحمه الله ، الذي سجن في سجن القلعة الذي سجن فيه شيخ الإسلام ابن تيميه ، والذي أوذي في الله كثيرا ، بل كان بعض الناس في دمشق يبصقون على الشيخ ، ويسبونه ويقولون له يا "وهابي" ، هذا فضلاً عن إنه عاش متنقلاً ، فخرج من ألبانيا فراراً بدينه ، ثم عاش في دمشق فترة ونال صنوف الأذى ، وسجن ، وسبه بعض الجهلة ، وبصقوا عليه ، ثم فر بدينه إلى الأردن ، وكاد أن يقتل في لبنان من أثر القصف ، ثم جاء إلى المدينة ليدرس في كلية الشريعة بالمدينة المنورة ، فكال له بعض الحاقدين إلى أن نجحوا في إبعاده من المدينة ، فرجع للأردن ، ثم صدر قرار بخروجه من الأردن ، فشفع له أحد المشايخ عند "الملك حسين" فأبقاه في الأردن ، كل هذا والشيخ يحتسب أجره عند الله ، ويكفيه فخراً أنه لم يصافح بيده أي حاكم أو أي طاغية ، ولم يتبع يوماً أي هيئة رسمية ، بل كان حراً يصدع بالحق دون خوفٍ من أحد !



يتبع...



المجاهد عمر

المجاهد عمر
08-09-2003, 05:15 PM
الرد على القسم الثاني من موضوعك :

النقطة الأولى : احتجاجك بحديث (المفلس)

مع عميق احترامي لك يا شيخي ، إلا أن هذا الاحتجاج لا يصح إلا في حالة واحدة ، إذا أخذت كلام الشيخ الألباني رحمه الله على محمل السباب والشتم والانتقاص من حق الشيخ الشعراوي ، فهل هذا ما تقصده ؟ وما يدريك يا حبيبنا أن الشيخ الألباني قصد ذلك فعلاً ؟ وأنا الآن من يقول لك "وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصاد ألسنتهم؟" !


النقطة الثانية : احتجاجك بقصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه

واحتجاجك بها بارك الله فيك هو احتجاجٌ باطلٌ مردودٌ عليك وذلك لعدة أمور ، نلخصها لك إن شاء الله…

الأمر الأول…

أن أهل بدر لهم حالة خاصة ، تختلف عن الباقين ، ومغفرة ذنوبهم الضائعة في بحر حسناتهم قال بها الرسول صلى الله عليه وسلم ، لذا فالأمر مقيد وخاص بأهل بدر فقط ، ولكنك يا شيخي جعلت الأمر مطلقاً لأصحاب الفضائل ، والأمر ليس كذلك بل هو مقيد وخاص بأهل بدر أو لمن شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالمغفرة ، لذلك فنحن لا "نقطع" بأن زلة العالم الفلاني تغتفر لكثرة فضائله ، بل إننا نرجو ونسأل الله لهم المغفرة للسبب المذكور ، والأمر أولاً وأخيراً لله الواحد القهار .


الأدلة على خصوصية أهل بدر :

ونجدها في الحديثين التاليين والأثر المذكور عن سيدنا عمر رضوان الله عليه :

أ- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لن يلج النار أحد شهد بدرا أو بيعة الرضوان) (صحيح الجامع الصغير).

ب- عن جابر رضي الله عنه : أن غلام حاطب بن أبي بلتعة قال يا رسول الله : ليدخلن حاطب النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرا والحديبية" (تخريج الطحاوية).

ج- تفريق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العطاءات بين من شهد بدراً ومن لم يشهدها.



وللرد بقية أرجو أن يسعفني الوقت لكتابته...



تقبل تحيات أخوكم في الله

المجاهد عمر

بو عبدالرحمن
09-09-2003, 11:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب المبارك / المجاهد عمر .. عمر الله قلبك بنور الإيمان وطيب أنفاس حياتك

اشكر لك هذه الروح التي تتحلى بها ، غير أني مع حبي لك ، وإعجابي بك ، عاتبٌ عليك هذه المرة ، ولا يعتب إلا محب ..
وعتبي ينصب أنني أرى في ردودك التفصيلية هذه عين التعصب الذي منه تُحذّر ، وعنه تفر ..!!

ويتفرع عن هذه المسألة مسألة أخرى :
أنني أراك تكرر كثيراً وتؤكد أن كل إنسان يصيب ويخطئ ، فليس من معصوم غير رسول الله صلى اله عليه وسلم ..وهذا اتفقنا عليه ..
ثم أراك هنا ( تستكثر ) أن يخطئ الشيخ في لفظ !!!
مع أن علماءنا الأجلاء من السلف قرروا ما هو ابعد من مجرد الخطأ اللفظي ..فتأمل ..!

سئل أحد علماء السلف : هل يقع العارف في الزنا ....!!!!
بمعنى هل يمكن أن يقع العارف في جريمة الزنا في ظرف ما ...
فأطرق قليلا .. ثم أجاب بما فحواه .. ممكن أن يحدث ذلك ..!!
وهذا عين ما قرره الإمام ابن تيتمه رحمه الله كما ساذكر لاحقاً
حين ذكر أن الخطأ والغلط وارد من العالم مهما ارتفعت مكانته ، بل والوقوع في الذنوب !! فتأمل ..

فها أنت ترى أنهم لا يستبعدون وقوع العارف في هذه الجريمة البشعة التي يترتب عليها حد من حدود الله ..
وأراك تستكثر وتستبعد أن يقع الشيخ في خطأ من لسانه ..!
وتذهب تتمحل الأعذار لخطأ واضح عياناً بياناً .. والغربال لن يغطي الشمس ..cool: :D :cool:
على كل حال ..

لو أني ذهبت أتتبع كل نقطة من ردودك ورددت عليها ، واحدة واحدة ، ( وذلك مقدور عليه في يسر بعون الله ) ، لتُهنا والله ، ولخرجنا عن مقصود هذا الحوار ، ولذهبنا في شعاب كثيرة ، بل لوقعنا فيما نحذر منه ..!!

أعطيك مثالا عابرا على ذلك ..
أستحلفك بالله العظيم : لو أنك سمعت داعية _ ناهيك عن شيخ له قدرة ومكانة _ يقول في معرض كلامه وعلى ملأ من الناس :
وهناك شيخ يعيش في المملكة يسمى ابن باز ..!! هكذا!!!

فهل ستعد هذا متأدبا مع ابن باز ..أو على الأقل هل هذا متأدب في عبارته هذه ..؟ كلا والله ولن نقبل منه هذا مهما ارتفعت مكانته ، وسنطالبه بالأدب مع الشيخ .. وإلا فإن استخفافه بالشيخ ، مردود صداه عليه ، فلا يقل منه ما يمكن أن يقوله عن الشيخ ..!!

أخي الحبيب .. رعاك الله ..
يقع الخطأ من أكابر الأولياء ، فلماذا نستكثر على الشيخ الجليل الألباني رحمه الله ، أنه لم يوفق في هذه العبارة ، أو غيرها ، أو لم يوفق في هذه الفتوى وطريقة عرضها ، أو نحو هذا ..؟

ومثال آخر على إمكانية الرد على كل نقطة مما قلته :
مسألة الاحتجاج بقصة حاطب رضي الله عنها وموضوع أهل بدر ..
لو أردت أن أقف عند هذه النقطة لحشدت إليك حشدا من تطبيقات السلف الصالح لهذه القاعدة المستخلصة من هذه القصة .. أعني القاعدة التي تتلخص في :
أن زلة إنسان .. قد تضيع في رصيد حسناته ..
هذا الذي عنيته من إيراد قصة حاطب رضي الله عنه .. وهي قاعدة لم أطبخها في بيتنا cool: :D :cool:
بالمناسبة أنا فاشل جداً في الطبخ cool: :D :cool:

المهم أن هذه القاعدة إنما قررها علماء من سلف هذه الأمة ومنهم الإمام ابن القيم ..

أخي الحبيب بارك الله في فهمك .. ..
أردت بهذين المثالين : أن أشير أن بالإمكان الرد على ردك تفصيلاً ..
ولكن المتوقع أن ترد على ردي ، وهذا من حقك أكرمك الله ورفع قدرك .. ثم سأرد على ردك على ردي J
وهكذا سنبقى ندور في حلقة مفرغة ..بلا حصيلة في النهاية ..

أخي الحبيب رعاك الله وسلمك ..
في أحيان كثيرة ، يرغب الإنسان أن يقول شيئا ، ولكن ربما خانته العبارة فلا يستطيع إيصال فكرته بالضبط إلى الآخرين ، وبالتالي يفهم الآخرون غير ما يريد .. ويبنون على فهمهم لكلامه ويترتب عن ذلك ما يترتب ، مما لا خير فيه ..

يبدو أنني وقعت في هذا المطب رغم محاولاتي المتكررة أن أقول :

ليس الغرض الدفاع عن فلان وفلان .. ولا ذم فلان وفلان .. وكلهم والله في نظري أولياء لله على ما بينهم من خلاف ..وأسأل الله أن يجمعنا بهم جميعا في ويم لا ظل إلا ظله تحت لواء سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم .

غايتي أن أقول أنني كنت أود من شيوخنا الكرام الأجلاء أن ينصفوا مخالفيهم .. هذه واحدة ..
وأن علينا كمستمعين ومتابعين أن نتريث طويلا قبل أن نكرر كلام الشيخ فلان في كل مكان ..

ذكر الشيخ الذهبي رحمه الله _ وهو من أشد محبي الإمام ابن تيمية وكثير الثناء عليه ، حتى أن خصوم ابن تيميه يعتبرونه مغالياً في حب ابن تيمية ..
ذكر أنه مع هذا الحب الشديد لابن تيميه خالفه في أصول وفروع ..!!

ولكن هذه المخالفة في الأصول والفروع ، ما جعلته يتعامى عن فضائل الإمام ، ولا جعلته يقلل من شأنه حين الحديث عنه .. ونحو هذا
بالمناسبة محبي ابن تيميه على العكس ، يرون الإمام الذهبي متحاملا على ابن تيميه !!! سبحان الله ...!

وأكثر من هذا ..
اختلف الإمام أحمد والإمام الشافعي رحمهما الله في مسألة ليست بسيطة ... قضية تكفير ..
أعني هل تارك الصلاة _ غير الجاحد بل المتكاسل عنها _
هل هو كافر أم غير كافر .. فهذا رأى أنه يكفر بتركها ، وهذا يرى أنه لا يكفر ...
ومعلوم أن من لم يكفر الكافر فهو كافر ..!!!!!!
فهل كفّر الإمام أحمد الإمام الشافعي ، لأنه خالف النصوص الواضحة في تكفير تارك الصلاة ..؟؟!

على العكس تماماً .. كان كثير الدعاء له والثناء عليه .. حتى سأله ابنه عبد الله عن سر ذلك فقال ( واسمع ما قال ) :
ومن مثل الشافعي يا بني ؟!.. الشافعي كالشمس للدنيا ، وكالعافية للناس !!
الله أكبر .. ما أروع هذه الروح …

وبالمناسبة ليست هذه المسألة الوحيدة التي خالفه فيها ، بل خالفه في مسائل كثيرة جداً جداً .. لكن اخترت هذه لأنها تتعلق بقضية خطيرة ..

وأختم هذه العجالة بكلام نفيس للإمام ابن تيمية رحمه الله فتأمله رحمك الله ..

يقول رحمه الله في كتاب الفتاوي الكبرى المجلد الأول :
( والخطأ والغلط مع حسن القصد ، وصلاح الرجل وفضله ، ودينه وزهده ، وورعه وكراماته ، كثير جداً ، كثير جداً ... فليس من شرط أولياء الله أن يكون معصوماً من الخطأ والغلط .. بل ولا من الذنوب ....) …!!

هذه الكلمة من شيخ الإسلام تلخص تماماً ما أهدف إليه من هذه الحوارات ..

أن يخطّئ شيخٌ شيخاً آخر ، ويكشف تلك الأخطاء فذلك من حقه ، ولا كلام لنا في ذلك ..
ولكن الذي نقوله :

.. أنه لا ينبغي له أن يتعامى تماماً عن ( صلاح الرجل وفضله ، ودينه وزهده ، وورعه وكراماته ....)
بل لا ينبغي أن تأتي عباراته مشحونة بالحط من قدر الطرف الآخر ، والتحذير من الاقتراب منه ...فقد يكون الطرف الآخر ( من أولياء الله ) كما اشار ابن تيميه في كلمته السابقة فتأملها ..
ومن يدري منزلة من في المقام الأعلى عند الله : القادح أم المقدوح ..؟!

وهذا نقل آخر لشيخ الإسلام من نفس الكتاب في موضع آخر :
( كثير من الصالحين الصادقين وأرباب الأحوال والمقامات يكون لأحدهم وجد صحيح ، وذوق سليم ، لكن ليس له عبارة تبين كلامه ، فيقع في كلامه غلط وسوء أدب ...)
لاحظ ( وسوء أدب )..ليس فقط سوء أدب مع الخلق بل مع الخالق جل في علاه !!!

ومع هذا فهو من : ( الصالحين الصادقين أرباب الأحوال والمقامات العالية ..الخ ) فتأمل يرحم الله والديك ..

ولم يكتف ابن تيميه رحمه الله بتقرير مجرد قواعد نظرية ..
ولكنه كان يطبقها كثيراً في مواضع متفرقة في كتبه ،

فما أكثر ما كان يثني على الجنيد رحمه الله مثلا ، ويصفه بأنه إمام الطائفة ، وأنه وأنه ..ويترحم عليه .. ثم يعرض لعبارة من عباراته وقول من أقواله ، ويعقب قائلاً :
… أن الجنيد أجل من أن يريد هذا ،.. ثم يضيف : وهذا الكلام مردود على من قاله ..
هكذا في روعة .. نقد مع إجلال وتقدير واحترام ..

بالمناسبة هذا الأدب رباهم عليه القرآن الكريم ..
ألا ترى أن الله يقول لنبيه الكريم :
( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) (التوبة:43)
لاحظ وتأمل ( عفا الله عنك ) هذا معناه أنه أخطأ… ثم عاتبه فقال ( لم أذنت لهم )
فلم يعاتبه إلا بعد أن قدم عفوه عنه ورضاه عنه …

وأيضا تأمل تعليق ابن تيميه على كلمة أبا سليمان حين قال
( لو ألقاني _ يعني الله سبحانه _ في النار لكنت راضياً .! )

قال ابن تيميه : وتلك الكلمة مع أنها لا تدل على رضاه بذلك ، ولكن تدل على عزمه بالرضا بذلك ، ونحن نعلم أن هذا العزم لا يستمر ، بل ينفسخ ، وهذه الكلمة كان تركها أحسن من قولها ، وأنها مستدركة ...

والسؤال : هل كل من سيقرأ الكلمة سيفهم ما فهمه شيخ الإسلام ، أم سيفهم منها ما لا يريده شيخ الإسلام .. !!؟
ومع هذا التمس له عذرا ، وحملها على محمل حسن ..
والأمثلة كثيرة جدا في كتابات شيخ الإسلام والشيخ ابن القيم رحمهما الله تعالى

أخي العزيز رحم الله والديك ..أفهمني يا رعاك الله ..
حول هذا أدندن .. لا على أصل النقد والتجريح .. فافهم ما أريد بارك الله في أنفاس حياتك ، وجعلك مباركاً اينما كنت ..

تقبل أعطر تحياتي ، وخالص دعواتي ..وأرجوك لا تنسني من دعائك الطيب المبارك .. فنعم الأخ أنت ..لعل الله ينفعني بك ..

بو عبدالرحمن
09-09-2003, 11:20 AM
سأحاول في هذه الجولة محاولة مجددة وبطريقة أخرى ..
سألخص لك مجمل ما أعرفه في هذا الباب :
فنقول وبالله التوفيق ..
أن ينتقد شيخ خطأ آخر .. فقد اتفقنا على أن ذلك مفروغ منه ..
ولكن
من خلال قراءات كثيرة ، وتتبع لهذه القضية طويل .. تجد الآتي :

أن سلفنا الصالح كان يتناول الخطأ على النحو التالي :

إن كانت العبارة تحتمل محملاً حسنا ( ولو ضئيل جداً ) ……فإنهم يحملون تلك العبارة ( على ما فيها ).. على أحسن المحامل المتاحة ..

إلى حد أنهم قالوا : لو كانت العبارة تحتمل تسعة وتسعين في المائة كفر .. وواحد في المائة إيمان ….. للزم أن تحمّل العبارة على الواحد في المائة ، من باب حسن الظن بذلك القائل
( لاسيما إذا كان له سابقة في خدمة دين الله عز وجل )

طيب … فإن لم يجدوا لها محملا أبداً .. لا بعيد ولا قريب ..
هنا .. يعرضون العبارة ويقولون :
هذه عبارة تحتمل الكفر ... والله أعلم بصاحبها ..
أدب ..وأي أدب .. فمن يدري لعله تراجع عنها ، أو لعله خانته العبارة ، أو لعله .. أو لعله ..الخ الخ

أو يعمدون إلى طريقة أخرى :
فيثنون على الرجل ابتداء .. ويذكرون له فضائل ومحامد ، ويدعون له وقد يبالغون في الدعاء ... ثم بعد ذلك : يفندون كلامه .. وينبهون إلى أن كل بشر يخطئ ويصيب وهذه مما لا تقبل منه ..أو نحو هذا
فالنقد ينصب على القول لا على القائل ..

وأيضا .. ليس هذا فقط .. بل تجدهم في كثير من الأحيان :
( يلتمسون المعاذير ) مع أننا أمام عبارة مهولة صاعقة ..
فيقولون مثلا : إن كان قال هذا القول في حالة عدم تمييز ، بسبب وارد قوي على قلبه فلم يحتمله ، فقال ما قال .. فإنه يُعذر !!!!!

راجع وتأمل في المدارج لابن القيم .. وفي كتابي السلوك والتصوف لابن تيميه .. تجد الكثير من هذا

وأحسب أنهم أخذوا هذا الأدب من السنة النبوية الكريمة
أعني أن الإنسان قد تمر به حالة قلبية شديدة ، تجعله ينطق أو يتصرف بما لا يجوز أصلاً !! بل بما يكفر به قائله لو قاله وهو في غير تلك الحالة !!!

وحديث الرجل الذي قال ( اللهم أنت عبدي ، وأنا ربك ) حديث مشهور .. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ذكر في خاتمة الحديث ( أخطأ من شدة الفرح ) …
والمعنى واضح ... حالة قلبية شديدة أفقدته التمييز .. فيُعذر رغم فظاعة القول وبشاعته ..

واستحلفك بالله .. لو أن هذا الحديث لم يرد في السنة أبداً .. وقيل لشيخ : أن فلان قال ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) ..فماذا تتصور ردة فعل الشيخ على ذلك ..!؟

الحديث الثاني .. حديث الرجل الذي طلب من أبنائه أن أن يحرقوه إذا مات وأن ينثروا رماده في البحر .. يتوهم المسكين أن الله لن يقدر على جمعه ..!!!!!!

ومع هذا دخل الجنة ..!!! والسر يكشفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاتمة الحديث ..
بأن الله جمعه فسأله ..فقال يا رب فعلت هذا من مخافتك !!!
فغفر الله له ..فدخل الجنة ..

والأمثلة كثيرة .. ولعلي نسيت قاعدة أو اثنتين ..
على كل حال ..
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويجعلنا من أحبابه ..
وأن يرينا الباطل باطلاً ، ويبعدنا عنه ، ويرزقنا النفور منه ..

أبومروان
09-09-2003, 08:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اخواني الكرام جزاكم الله خير على هذا الحوار الطيب حقيقة واخص اخونا ابو عبدالرحمن فقد انتفعت كثيرا بكلامه ولكن لي ملاحظة على اخونا ابوعبدالرحمن وان شاء الله يتسع صدره لها

يا اخي لماذا تركت الرد على الأخ يزيد كنت انتظر كلامك الطيب حول سؤاله فانا مثله ولو تكرمت ارجوك بدون احراج أن تتناول هذا الموضوع وان شاء الله ننتفع جميعا ولك أجر ذلك مع جزيل الشكر لك

المجاهد عمر
10-09-2003, 02:53 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه

أخي الحبيب/ أبو عبدالرحمن..

لا أعلم متى أصبح الدفاع عن مشايخنا "تعصباً" ؟ ومتى أصبح وصفهم بـ "الإفتراء والتجني" إنتقاداً ! ، سامحك الله يا أخي الكريم ، فلن أرد عليك بعد وصفك لموقفي وردي بـ "عين التعصب" فهذه نتركها لله الذي يقول "ولا يظلم ربك أحدا" .

الإشكالية الموجودة هي إشكالية فهم بيني وبينك..

فأنت أخذت كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى على محمل السباب وإنتقاص من قدر ومكانة الشيخ الشعراوي.. بل إنك أعرضت عن مناقشة عقيدة الشعراوي والشيخ كشك رحمهم الله تعالى ، لعلمك بالحال...

وأنا أخذته من باب بيان حالة الشيخ الشعراوي العلمية وليس إنتقاصاً منه، رحمه الله...

إذن أنا أخذت الكلام على حسن الظن والنية...

وأنت أخذته على مأخذ آخر ، فخالفت ما كنت تدعو إليه في هذا الموضوع...

أما بخصوص طريقة حديثه عن الشيخ كشك رحمه الله ، فأنت أيضاً أخذتها على محمل سيء ، ومن يستمع للشيخ الألباني ويتابعه يعرف طريقته وبأنه لم يقصد إلا خيراً...

قصة حاطب بن أبي بلتعة ، واضحة صريحة ، ولقد قلت رأيي فيها ، فالأمر خاصٌ بأهل بدرٍ فقط ، أو لمن شهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالمغفرة والرحمة ، أما البقية ، فحتى لو كانوا علماء ولهم بحرٌ من الفضائل ، فلا نقطع لهم "بمغفرة سيئاتهم" التي تضيع في بحر فضائلهم ، بل إننا نسأل الله أن يغفرها لهم ، ونحسن الظن بربنا...أما كلام شيخنا الحبيب ابن القيم ، فنعرضه على الكتاب والسنة وأقوال السلف ، فإن وافقهم فكان بها، وإن لم يوافقهم نضرب به عرض الحائط ، وهو الأمر الذي قال به أغلب العلماء الربانيين ومنهم ابن القيم رحمه الله وذلك لأنه لا عصمة لبشر. ولقد كنت أتمنى أن أرى حشد النصوص في رد إحتجاجي على إيرادك قصة "حاطب" وأنها إحتجاج خاطيء ، أما قولك "لو أردت لفعلت" ، "ولو أردت لإستطعت" فهذا ليس من باب النقاش العلمي ، بل أنا أقول لك إذا "استطعت فافعل" ونحن إن وافقت الحق في كلامك ، قبلنا رأسك إحتراماً، وإستغفرنا الله وتراجعنا ، وإن خالفت الحق في كلامك قبلنا رأسك أيضاً وإحترمناك ، وحاججناك بكتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابته وأقوال التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أخي الحبيب...

أنا لا أخالفك فيما قلته ، ولا أخالفك فيما اجتهدت به ونقلته لنا ، فكلامك لا ينكره إلا جاهل ، بل أقول لك بأنني أول من إستفاد ، ويعلم الله إنني أدعو لك أن يجعلها في موازين حسناتك ، ولكنني أخالفك في أمرين...

إساءة الظن في كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى...

التحدث بما لا يليق عن الشيخ رحمه الله ، وهو الذي شهد له من هم أفضل مني ومنك...


وأخيراً...

جزاك الله خيراً على ما قدمته لنا من دررٍ في هذا الموضوع ، في بعض النقاط ، وغفر الله لك فيما أخطأت به ، وفيما رميت به الشيخ رحمه الله ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .



أخوكم في الله

المجاهد عمر

المجاهد عمر
10-09-2003, 03:00 AM
الأخ/ يزيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقول :

وجود علماء " ربانين" لديهم رصيد واسع من العلم الشرعي ولكن لديهم اشكال غريب وعجيب في مواجهة الطواغيت .. مثل الشيخ الالباني الذي رايناه ينتقد الشعراوي ولكن لم نسمع همسة انكار في حق طاغوت الاردن الذي لا يبعد عن بيته كثيرا والله المستعان ..نسال الله ان يتغمده بواسع رحمته ..


وأقول لك...

وهل النصيحة والإنكار يكونان دائماً بالعلن وفي الأشرطة والصحف والتلفاز !

فهل تقطع بأن الشيخ لم يناصح "الملك حسين" برسالة ، أو نصيحة بشكل غير معلن ؟


غريبٌ أمرك يا أخي ! :confused:



المجاهد عمر

عبدالله المقدسي
10-09-2003, 06:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بالنسبة لمن قال أن الشيخ لم ينكر على الولاة فإنه رحمه الله أفقه من أن يرد علانية بل فعل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم انه من أراد أن ينصح للحاكم فلا يبده علانية فإن فعل فقد أدى الذي عليه . وهو حديث صحيح رواه أبو عاصم في السنة وأبو نعيم في مسنده ..


و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مسدد
10-09-2003, 12:32 PM
ممتاز أخي الحبيب المجاهد عمر في ردك علي ، لا تتوقع من أخيك أن يفوت عليه أن الصحابي الجليل أبو سفيان أسلم وحسن إسلامه ولذلك لم أكن أريد كل هذا الرد ، اردت فقط ردك التالي:

((الأمر الثاني : هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أبي سفيان كان قبل عام الفتح ، أي قبل إسلامه ، وإلا هل تتصور مسلماً حقاً يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم))

هلا اعتذرت لسيد قطب رحمه الله بمثل هذا؟ فإن كتابات سيد قطب التي انتقد فيها فيما يخص الصحابة كانت قبل فترة نضوجه الفكري ، ورحم الله الشيخ ابن باز الذي علمنا كيف نعتذر للدعاة ، فقسم مراحل سيد قطب إلى ثلاثة مراحل ، والمرحلة الأخيرة هي الحجة عليه وأما المرحلتين السابقتين فهما كما نسميه (الطبعة الأولى والطبعة الثانية) وسيد قطب له وعليه رحمه الله وليت من يتكلم عنه لما يذكره يذكر جهاده ويذكر معاناته وكتاباته.

المجاهد عمر
10-09-2003, 02:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى من كل قلبي أن يكون سيد قطب رحمه الله قد تاب فعلاً عن هذا القول ، فللرجل كتابات رائعة وفي غاية الأهمية ، وللرجل كتابات لا قيمة لها...


وأذكر جيداً كلام الشيخ الألباني رحمه الله عن سيد قطب رحمه الله حين قرأ له إحدى الجمل فقال "هذه هي السلفية بمعناها العصري" أوقال "بمعناها الحديث" ، فنحن لا نبخس الرجل حقه ، ولا نضعه فوق منزلته ، ولكن السؤال المهم هنا...

"هل صدر من سيد قطب ما يثبت تبرأه من تلك الكتابات؟"

الذي سمعته ، بأنه تغير فكرياً خلال فترة سجنه ، وتبرأ من بعض كتاباته ، بل إنه عدل عن عقيدة "وحدة الوجود" التي يؤمن بها...


ومما أذكره أن الشيخ الألباني رحمه الله قد أشاد بموقف سيد قطب رحمه الله حين فضل الإعدام عن التنازل عن مبادءه ، واعتبر هذا موقفاً يضاف إلى رصيده رحمه الله...

طبعاً أنا استشهدت بكلام الشيخ الألباني "متعمداً" وليس "تعصباً" وذلك رداً على من ادعى بأن الشيخ كاد يكفر سيد قطب ، بل والله أذكر بأنه تكلم عنه بكلام طيب ، رغم محاولة بعض طلبة العلم جر الشيخ إلى النيل منه...


رحم الله سيد قطب ، وللمعلومية...


فأنا أنوي كتابة موضوعين...


الأول بعنوان "مواقف مضيئة في حياة الشيخ الشعراوي رحمه الله"

والثاني بعنوان "سيد قطب...بين الحقيقة والإفتراء"


وذلك إنصافاً للرجلين ، فكما ذكرنا بعض المناقب ، حقٌ لهم علينا أن نعرف الناس بمحاسنهم ، نسأل الله أن يدخلهم الجنة ويتجاوز عنهم...




تقبل تحيات أخوكم في الله

المجاهد عمر

yazeed6
10-09-2003, 05:49 PM
الاخ بو عبد الرحمن .. سلمك الله
الى الان وانا ارى حيدتك عن جواب سؤالي ..
فمع اقراري بوجاهة ردك عن ماهية (( الاسلوب)) الذي يجب ان يكون بين العلماء الا ان هذا لا يغير من حقيقة الشعراوي رحمه الله .. وهي انه اشعري ماتردي يقول بامور تكاد السموات يتفطرن من فوقهن وتخر الجبال هدا ..
وهذا هو اصل موضوع عمر ... فلماذا لا تبدا حديثك عن اصل الموضوع ؟


الاخ عمر .... سلمك الله
نعم نصح ولاة امور المسلمين يكون بالسر وقطعا لا يجوز تهيج العامة عليهم واثارة الفتن في الدولة الاسلامية ..
لاحظ كلامي عن ولي الامر المسلم والدولة الاسلامية ....!!

و اظنك يا عمر اذكى من ان تتصور ان الملك (( حسين)) ولي امر مسلم !!
فحتى (( الاحداث)) يدركون كم سقط هذا الطاغوت في وحل العمالة والخزي والخيانة .. ففكان حري بعلماء الامة الصدع بالحق وتبينه للناس وعدم كتم العلم ..

بو عبدالرحمن
10-09-2003, 09:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب / المجاهد عمر ... يرحم الله والديك ويرفع الله قدرك

سأطوي الكلام طياً حول كلامك الأخير بارك الله فيك ، .. لأني أكون من أحمق الناس ، لو أني ركبت رأسي لأنتصر لفكرتي ، وأخسر أخاً فاضلا مثلك ..هذا لن يكون إن شاء الله ..
وسأكتفي بالوقوف هنا على ثلاث نقاط سريعة :

الأولى : قولك : القضية بيني وبينك مرتبة على إشكالية فهم فحسب .. وهذا من بديع أدبك ، ولطيف تعاملك ، وحسن ظنك بأخيك الملتبس بالخطأ رغم أنفه ، فجزاك الله عني خير الجزاء ..

النقطة الثانية :
أما إساءة الظن بالشيخ : فوالله ما كانت مرادي بذاتها ، فإن زل بها قلمي ، أو ساء تعبيري ، أو شطح أسلوبي ، أو فشلت في عرض ما أريد ،، فماذا تتوقع من رجل مملوء بالأخطاء ؟؟
والله إني لأحسب أن أخطائي لو فُصّلت ثوباً ، لجاء ثوباً طويلاً يسحب ورائي ، وأتعثر به كلما سرت ، وإلى الله المشتكى ..

وشيء آخر : إذا كان علماء ربانيون ومنهم الإمام ابن القيم رحمه الله كانوا يستعيذون بالله من زلل القلم ، وشطحه في بعض ما كتبوا ، فما بالك بـ( طويلب ) علم نكرة ..؟ توقع منه ذلك ولابد ..

ثم إني لا أطيق حمل ما أنا عليه من أوزار ، فكيف أزيدها حملا بإساءة الظن في الشيخ رحمه الله ، وهل لي طاقة بأن يكون خصمي مثل الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ..؟!

جُلّ ما هنالك هو كما يلي :
أنني حين رأيت هذه الفتوى ، لم ارتح لها ، خاصة في ( طريقة العرض والتناول ) ، فرأيتها فرصة مواتية جداً بالنسبة لي ، لا للتهجم على الشيخ .. كلا والله ، فما لهذا قصدت ، ولا لهذا كتبت ، ولا لهذا قبلت الدخول في هذا الحوار ،

ولكن رايتها فرصة مواتية لأتناول قضية عامة وكبيرة وخطيرة ( كما أراها من وجهة نظري ) ولهذا ذهبت أفند كل فقرة رأيت الشيخ أخطأ فيها ( أخطأ من وجهة نظري ) حتى لو اضطررت أن أقسو .. لأصل إلى الآتي :

لأقول بملء صوتي : إذا كان الشيخ الجليل على رفعة قدره ، وسعة علمه ، وقع فيما وقع فيه من خطأ ، وأعني : التنقيص للطرف الآخر _ من وجهة نظري _ فكيف بغيره ممن لم يصل إلى ( رُبع بل عُشر ) ما عند الشيخ ..ثم أنت ترى _ ذلك الآخر _ يشحذ الدعاة والعلماء بلسان حاد في كل مجلس ... !؟

و يتفرع عن هذا .. مسألة أدق وأخطر _ كما أراها _ وهي :
التحذير والترهيب لكل من يردد مثل هذه الفتاوى من الشباب والفتيات في كل مجلس .. ولا يتورعون .. فرأيت ( من وجهة نظري ) أنه حين أقرر لهم أن الشيخ نفسه أخطأ وخانته العبارة ، ولم يوفق في طرح القضية ، ونحو هذا مما فصلت فيه ووضعته تحت المجهر ..

كنت أتوقع _ وربما أتوهم _ أنني حين أقرر هذا ( فلعلي ) أصل إلى إقناع بعضهم _ على الأقل _ في أن يمسك عن هذا الباب ، ويفكر كثيرا قبل أن يهجم على هذه الدائرة ..
فإن نجحت ( ولو مع شخص واحد) ، تكون محاولتي قد آتت أكلها ..وذلك من فضل الله ورحمته عليّ ،
وإن فشلت _ وهذا هو ما يبدو _ فإني على الأقل اجتهدت _ وإن خانتني العبارة ، وخذلني الأسلوب ، فأرجو أن لا يحرمني الله من أجر المحاولة .. والله يعلم بالنيات ..


فيا أخي وحبيبي وعزيزي ..
يعلم الله أن هذه غايتي ، وهذا هو همي ، وإن قسوت على الشيخ في طريقة عرضي ..وليس التنقيص من شخصه مرادي .. حاشا لله ، حتى وإن جاءت عبارتي توحي بما تقول ..وإني لأعتقد أنه في المنزلة الرفيعة عند الله ..نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً ..

فأرجو أن تحمل كلامي على أحسن المحامل ، وأنت أهل أن تفعل ذلك ، حتى دون أن أطلب منك .. ..

فإذن كلامي _ وإن تناول جزئيات في الفتوى المعروضة _ وأوجع في التناول ..
.. إنما هو لمعالجة قضية عامة شاعت بين الناس ، وترتب عليها ما ترتب من كوارث ، وقصص دامية ، لا يزال كثير من المسلمين يئنون بسببها ..
نريد أن نقول من خلال هذا : إذا أخطأ الشيخ الجليل ، في هذا الطرح ، والخطأ وارد ، فمن باب أولى أن يقع الآخرون في أخطاء أشد _ لأنهم أقل منه علماً وورعاً وتقوى _..! ..

ونريد أن نقول أيضاً : إذا تصورنا خطأ الشيخ ، فلماذا نسلم عقولنا للهوى ، فنذهب لنردد ما نسمع بلا تبصر ، ولا تثبت ، ولا بينة ، فقط لأن الشيخ قال .. !؟

أعطيك مثالاً عابرا وخاطفاً .. لو تتبعت ما قاله اابن تيميه وابن القيم في الجنيد رحمه الله ، لرأيت ثمّ رأيت .. ثناء عطرا طيباً ، وذكراً حسنا جميلا على الرجل ..
ولكن في المقابل ..
ستسمع عجباً آخر من فريق من الناس في عصرنا ، وهم يتهجمون على الإمام الجنيد نفسه رحمه الله ـ ويذكرون عنه ما يهول .. إلى درجة أن يتهمه بعض هؤلاء في عقيدته !!!
ومن قلة إنصافهم : أنهم لا يذكرون بل لا يشيرون مجرد إشارة إلى أن ابن تيميه وابن القيم كانا كثيري الثناء عليه !!!
ونقول لهؤلاء الأحبة : ما لكم كيف تحكمون !؟


ثم أني قد عرفت الشيخ رحمه الله ، يعود عما قال أكثر من مرة ، وهذا يزيده شرفا ورفعة عند كل عاقل ، فالرجوع إلى الحق من علامات ورع العالم وخشيته لله .. وقد كان الشيخ رحمه الله كذلك فيما أحسبه ولا نزكي على الله أحداً ..
فطمعت أن يكون خطأه في عرض ( هذه الفتوى _ بالذات _ ) مما رجع عنه ( ولا أزال أرجو ذلك ) ..

وعلى كل حال فإني استغفر الله وأتوب إليه مما زل به القلم ، وطاش به الفكر ، ولم توفي العبارة مقصودها منه .. ..

النقطة الثالثة : أراك تتجه إلى ما اتجه إليه أخواي يزيد وأبو مروان ..
في قضية أني أتحاشى الكلام عن عقيدة الشيخ الشعراوي رحمه الله .. وبالذات في قضية التأويل _ كما نوه أخي يزيد حفظه الله _ وكما ينتظر مني أخي أبو مروان .. ثم جئت لتقرر هذا أيضا .. سبحان الله .. !
نعم سبحان الله .. يبدو أنني في واد ، وأنتم في وادٍ آخر ..!

نعم كنت أتحاشى ذلك ، لا فرارا من أن أتطرق إلى قضية مثل هذه ، ولكن لأني لا أريد أن يعرّج بي أحد إلى طريق فرعي لا يوصلني إلى غايتي التي رسمتها في رأسي منذ أن وضعت أول قدم لي في هذه الرحلة ..

ولكن يبدو أنه لابد مما لابد منه .. فإلى الله المشتكى ..ولا حول ولا قوة إلا به .. وكما قيل : مكرهٌ أخاك لا بطل ..
أمهلني يوماً أو يومين .. لأكمل النظر في بعض نقاط البحث في هذه القضية ..وأرجوك أدعو الله لي أن يوفقني في ذلك .. وأن لا يزل قلمي مرة أخرى ...

وبالمناسبة كم فرحت وسعدت وطربت ، حين قرأت أنك تدعو لي بظهر الغيب .. فجزاك الله عني خير الجزاء ...أسعدك الله في الدنيا والآخرة ..

أما في جولة اليوم فإني سأعرض الشروط التي أراها لازمة لكل من يصر على أن ينقل كلام العلماء في بعضهم البعض ..
وسأجعل كلامي عن قضية التأويل خاتمة هذه الرحلة ، وبعدها سأطوي أوراقي ، واستودعكم الله ..

ولكن قبل أن أختم هذه العجالة .. أحب أن أؤكد لك ..
أن عقيدتي التي ألقى الله بها هي عقيدة السلف الصالح في مسألة الأسماء والصفات ... أن نصفَ الله بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، من غير تأويل ، ولا تعطيل ، ولا تحريف .. وأن نمرر الصفات كما جاءت .. بلا سؤال عن كيف ..
والله نسأل أن يرحمنا برحمته ..

وتقبل أيها الحبيب خالص تحياتي وأعطر دعواتي ..
أسأل الله أن يجمعني وإياك في الدنيا على طاعته ومحبته ، وفي الآخرة مع النبيين والصديقين والشهداء .. اللهم آمين
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

بو عبدالرحمن
10-09-2003, 09:57 PM
الجولة قبل الأخيرة .. به نستعين وعليه نتوكل ..

هذه القواعد التي أصبحت مقتنعاً بها قناعة تامة وراسخة _ لاسيما في عصرنا المليء بالفتن _ ترسخت في عقلي وقلبي بسبب ما أراه من قصص دامية ، تسببت في إثارة نار العداوة بين المسلمين .. مع أن وحدة الصف فريضة وليست من باب النوافل ..!!

وسبب آخر غير هذا هو : أن هذه الشروط مستقاة من خلال نموذج فريد جدير بأن نحذو حذوه _ إذا كنا نصر على أننا طلاب علم جادين ، الحق غايتنا ، ومرضاة الله مرادنا _

وأنا أعلم سلفاً أن الذين لا يرحبون بالتعب _ مع أنه يزعمون أنهم طلاب علم _ وآثروا أن يكونوا كالتنابلة ، يجدون كل شيء مقشراً لهم وجاهزاً للأكل .. هؤلاء لن يطيقوا السير على منوال هذه الخطة ، ومن ثم فلا عجب أن هم بادروا يديرون ألسنتهم في حلوقهم حول هذه الفكرة ، التي أردنا بها تحجيم هذه النيران التي تتأجج في بيوت كثير من المسلمين ومساجدهم ..!!

ولو أنهم أنصفوا وتأملوا في حكمة هذه الخطة ، وساروا عليها ولو شق عليهم الطريق ، أحسبهم لو فعلوا ذلك لقالوا :
إن هذه الخطوات في عصرنا فريضة شرعية ، وضرورة بشرية !!

وإليك القصة كما يرويها صاحبنا .. وكنت قد التقيت به منذ سنوات ، ودار الحديث حول نفس قضيتنا هنا ، أعني قدح عالم في عالم .
فابتسم وقال :
أما أنا فلي مع هذه القضية قصة عجيبة ..
منذ أكثر من سبع عشرة سنة استمعت إلى شيخ أحبه كثيراً يقدح في عالم آخر ، يحصي عليه بعض أخطاء وقع فيها ، ثم يهاجمه هجوما شديدا .. ولو أنه ناقش تلك الأخطاء وفندها ، ولم يتعرض لشخص الطرف الآخر ، لربما مرت تلك الحادثة ولم تترك على ( حياتي ) بصمتها التي تركتها ..

ولأني كنت كثير الاستشهاد بكلام هذا الشيخ الذي أحبه ، وكثير النقل لكلامه ، فقد وجدت نفسي هذه المرة في غاية الحرج أن أنقل هذا القدح ، هذه المسألة جعلتني في حرج شديد جداً ..

والسبب .. أنني نشأت على عدم ذم إنسان مسلم ، مهما اختلفت معه ، ولم تعجبني أفكاره مثلاً .. أجد حرجاً بالغاً وشديداً أن أتناول إنسانا مسلماً بلساني في غيابه ، حتى أن بعض إخواني كان يقولون أحياناً : إننا نذكر هذا من باب تقييم الطرف الآخر .. فأنهاهم ، فإن أبوا إلا الكلام ، أنسحب فوراً ، ولا أحب أن ألوث لساني بذكر إنسان غائب ..
واصبح كثير من إخواني يعرفون هذا عندي ، فيتحرجون من الكلام في الآخرين إذا كنت موجوداً ..

ومن هنا وجدت نفسي في حالة حيرة شديدة ، هل أتكلم بما سمعته من الشيخ ، وأعتذر لنفسي أنني مجرد ناقل !!!!
أو أن ثقتي بالشيخ كفيلة أن يتحمل عني وزر ما قد يكون خطأ ..!!
ونحو هذه الأسئلة التي أتعبتني جداً لأيام متوالية ، وكنت خلالها ألهج بالدعاء لله أن يوفقني ويلهمني ..

ووجدت نفسي بعد أيام من المعاناة أضع بين عيني سؤالين في غاية الخطورة .. كتبتهما على ورقة ، وتأملتهما طويلاً ..
السؤال الأول : أنا طالب علم _ أو هكذا أظن نفسي _ وطالب العلم ، باحث عن الحقيقة حيثما كانت ، وغايته الحق ، وهدفه في النهاية الوصول إلى تحصيل مرضاة الله عنه ، وليس من شأن طالب العلم التعصب لفلان من الناس ، ومتابعته في كل ما يقول .. ولأني أحسب أن عندي حصيلة علمية طيبة ، وجيدة ، تجعلني أسير بثابت على أية أرض أطأها .. فمن المنطق إذن أن أبحث عن الحقيقة حيثما كانت ..فلماذا لا أفعل ..؟

السؤال الثاني : أن الخطأ وارد في حق شيخي الحبيب ، فقد يكون متوهما ، أو أن بعض طلابه قدم له كلاماً مبتورا عن ذلك الشيخ ، فبنى هو على هذا الكلام المبتور _ بحسن نية _ وقال ما قال على ضوء ذلك ..وقد تكون هناك أسباب أخرى تؤدي إلى وقوع شيخي في الخطأ .. ولقد وقع في الخطأ من هو أعلى مقاماً من شيخنا .. وليس في ذلك عيب ، ولا قدح فيه ..
ومن هنا فما الذي يمنعني أن أتحقق مما قيل في ذلك العالم ، لا من باب التشكيك في كلام شيخنا ولكن من باب ..
(.. قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ...)

[ كلمة على هامش القصة .. أقول : فلم يعاتب الله سبحانه إبراهيم في هذه المسألة .. بل جاء الكلام هنا في سياق الثناء على إبراهيم عليه السلام ، وهو درس بليغ لمن تأمل ..]

قال صاحبنا ..
وسبحان الله العظيم .. حين وصلت إلى هذه القناعة ، وجدتُ انشراحاً عجيباً يشيع في صدري ، وصدى واضحاً في قلبي ، ورأيت أن هذا علامة على صحة ما توصلت إليه .. فحمدت الله تعالى كثيرا ..

وبدأ منعطف جديد يظهر في حياتي ..
كانت الرحلة مكونة من عدة مراحل ..الجولة الأولى : أن أقرأ ما كتبه ذلك العالم .. إن لم يكن جميع ما كتب ، فعلى الأقل أركز في آخر ما كتبه .. حتى لو اضطررت أن أقرأ مئات الصفحات .. فإني أحتسب ذلك في ميزان حسناتي عند الله ..

وبدأت هذه الرحلة .. وأخذت أسأل كل من أعرفه معجباً بذلك العالم ليدلني على آخر ما كتب .. ولم أحمل هم ماذا سيقول هؤلاء عني وهم كانوا يعرفون أنني لم أكن أقرأ له من قبل _ مع ملاحظة أنهم يعرفون أيضا أنني لا أتناول إنسان بلساني على الإطلاق _

وكان ما توقعته .. وجدت بين يدي مئات الصفحات .. ولكني كنت قد قطعت العزم على نفسي ..
وشرعت في رحلة القراءة هذه ، وكنت خلال ذلك كثير الدعاء أن يريني الله الحق حقاً ويرزقني اتباعه ، وأن لا يكلني إلى نفسي طرفة عين ، وربما بكيت وأنا أدعو .. لأن هذه القضية كانت تقلقني جداً جداً ..

وكنت قد وطنت نفسي على شرط في غاية الخطورة ..
هذا الشرط هو : أن أقرأ بروح طالب العلم ، وليس بروح المتتبع للعثرات والأخطاء ، أو برغبة أن أؤكد ما ذهب إليه شيخي ، بل اجتهدت أن أنسى ما سمعته تماماً ..
وحتى أكون رجلاً عملياً .. أحضرت كراسين كبيرين .. وعقدت العزم على أن اسجل في الكراس الأول ( كل فائدة ) أمر بها اثناء قراءتي .. وفي الكراس الثاني أسجل ملاحظاتي على ما قد أراه خطأ أو عثرة ..
وتوكلت على الله ومضيت في هذه الرحلة التي لم تخطر على بالي ابداً ..

واستغرقت فيها فترة طويلة ، لاسيما وأنني كنت أمر بفصول كاملة تشدني شداً قوياً إليها ، فأجدني أعيد قراءتها مرتين وثلاثا ..لأستوعب أكثر ، ولأعطيها مزيداً من التأمل .. واضع أمامها علامات لأعود إليها .

[ كلمة على الهامش ..
أقول واسأل أخي الحبيب المجاهد عمر حفظه الله :
أسألك بالله هل قرأت آخر ما كتبه سيد قطب رحمه الله ، وأعني ( في ظلال القرآن ) وهو فقط ..فقط .. أربعة آلاف صفحة !!!! ولا تقل : قرأت فيه .. بل : هل قرأته كله ، أو أكثره . ولن أقبل منك بأقل من نصفه !!! قراءة طالب علم يبحث وينقب عن الحقيقة ولا يعنيه كلام فلان في فلان ..من يدري لعلك تكتشف أمورا كثيرة جدا لم تخطر على بالك .. كما حدث مع صاحبنا ) ونعود إليه ليكمل قصته .. فإلى هناك ..

يتبع ...

بو عبدالرحمن
10-09-2003, 09:59 PM
قال : ولما انتهيت نظرت فوجدت الحصيلة بين يدي كالتالي : الكراس الأول أنتهى كاملا .. واحتجت إلى كراس آخر لأسجل عليه الفوائد التي أمر بها ، بل هناك فقرات تركتها لطولها ..
وفي المقابل وجدت في الكراس الثاني خمس عشرة ملاحظة أو يزيد قليل _ لست أذكر _ مما رأيت أنها عثرات .. هذه الملاحظات جاءت في صفحة واحدة فقط ..!

غير أنني لم أكتفِ بهذا .. وقلت في نفسي _ بعد أن لفتت نظري تلك الملاحظات _ :
هذا لا يكفي .. فقررت القيام بجولة أخرى جديدة .. فرايت أنه يلزمني أن أقرأ سيرة هذا الرجل ( تفصيليا ) لأقف على مواقفه و فضائله وأخلاقياته ، وعبادته ، وخدمته لدين الله ونحو هذا .

وعثرت على كتابين كبيرين .. وعكفت على قراءتهما بتأمل شديد ..فأخذت جوانب هذا الإنسان تتضح لي في جلاء .. ووجدت نفسي اشعر بأني قزم بإزاء مواقف هذا الرجل في خدمة دين الله ، والله لقد تمنيت كثيرا أن تكون لي شجاعة هذا الإنسان ولو مرة واحدة في عمري ..!

ولما انتهيت من هذه الرحلة ، وكدت أن أكتفي بها ، خطر في ذهني سؤال ..
وما يدريك لعله فاتك في الجولتين أمور لسبب أو آخر .. فلابد لك أن تبحر في رحلة ثالثة لتكتمل الصورة من جميع جوانبها ..
وسألت نفسي :
طالما أنني استمعت إلى من ذم هذا الرجل ، فلماذا لا استمع إلى مادحيه ، ومحبيه .. ولا يزال علمي في قلبي ، وعقلي في رأسي ، ولست ( هشاً ) كالزجاج بحيث أعتنق باطلا لمجرد أن قرأت أو أصغيت .. هذه الهشاشة لا أقبلها لنفسي ، وسأزن ما اسمع على ضوء العلم الذي في قلبي ..والذي درسته وهضمته لسنوات ، وإلا فما قيمة هذا العلم إذا كنت سأبقى ( هشاً ) ينكسر بكل سهولة ولأدنى سبب !!؟؟

وشرعت أتتبع ما قال محبوه ومادحوه من خلال كتابات ودوريات واشرطة ، واستغرق ذلك مني زمناً ..

وكان الأصل أن تكون هذه هي المحطة الأخيرة ، ولقد وصلت معها إلى طمأنينة كاملة ، واتضحت الصورة في جلاء ..
ولكني عدت أسأل نفسي :
والآن هل يمكنني أن أتناول ما بقي من ملاحظات _ فقد قل عددها بعد الجولتين الأخيرتين _ .هل يمكنني أن أتناولها واحدة واحدة ، لأطبق عليها ما درسته ..
من مثل : تحميل الكلام على أحسن المحامل التي تحتملها اللغة العربية ..

فوجدتُ غير نقطة يمكن أن يتم التعامل معها بسهولة ووضوح وبلا تكلف ..
وبقيت قضايا ثلاث هي لب الخلاف وجوهره ..

فقلت والآن آن الأوان لرحلة ختامية غير أنها ستكون هي الأطول ..

فقررت أن أتابع هذه المسائل الثلاث من بطون الكتب ، وماذا قال فيها السلف الصالح ، وما موقف العلماء الربانيين من كل نقطة ، وهل هناك من السلف من وقع فيما وقع فيه الشيخ ، ومتى بدأ إثارة هذه القضية .. ونحو هذه الأسئلة كثير ..

ومضيت في رحلة مثيرة وعكفت ساعات طويلة جدا واياماً وليالي ، فوجدت عجبا .. وجدت أن هذا العالم أمامه حشد غير قليل من علماء الأمة قالوا بقوله .. بل العكس .. هو قال بقولهم ، وتابع منهجهم فيها ، وفيهم من الصحابة الكرام رضي الله عنهم ..وغيرهم من أكبار علماء السلف ..

وخرجت من هذه الرحلة الطويلة وأنا ألهج بالدعاء لشيخي الحبيب _ الذي ذم ابتداء ً !!! _ لماذا .. لأنه فتح لي آفاق كبيرة ، وميادين وفسيحة ، من خلال ما قاله في ذلك العالم ، وما ترتب عليه عندي من هذه الرحلة المثيرة .

منذ تلك الحادثة أصبحت لا يمكن أن أقبل قدح عالم في عالم ، مهما بلغ حبي للقادح ، ومهما بلغت مكانته ، إلا في حالة واحدة هي :
أن اشمر في رحلة مثل هذه مع كل إنسان مقدوح !!!!! وليس هذا في طاقتي ولا حيلتي .. وأكل أمر الشيخين إلى الله ..يقضي بينهما بما يشاء
وأما أنا فالحق غايتي وعلي أن آخذ من أي وعاء خرج منه فهو مطلبي ورضا الله مقصودي ..

لعلي اكون مندرجا فيمن أثنى عليهم الله سبحانه بقوله :
( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) (الزمر:18)

ومن هنا حرصت غاية الحرص أن استمع ( القول ) ثم لا يعنيني منه إلا أن أتبع ( أحسنه ) ... وبالله التوفيق ..

أقول : هذه تجربة إنسان ..ولعلها تجربة فريدة لاسيما في عصرنا ..

إذن خلاصة الخلاصة لهذه القصة :
أنك لو أبيت إلا الإصرار على أن تنقل ما سمعته من فلان في فلان
فأمامك رحلة شاقة تنتظرك لتتبين وتتثبت .. لا شكاً في الشيخ ، ولكن لتلقى الله بقلب سليم ..

الخطوة الأولى : أن تتريث ولا تردد كالببغاء ..
الثانية : أن تقرأ ما كتبه الطرف الآخر .. وعلى الأقل آخر ما كتب _
الخطوة الثالثة : أن تقرأ سيرة الرجل تفصيليا .
الرابعة : أن تسمع وتقرأ لمادحيه ومحبيه كما سمعت لمن ذمه .
الخطوة الخامسة : أن تحاول أن تحمل الخطأ على أحسن المحامل ..ونحو ذلك
السادسة : أن تعود إلى كتب الثقات _ وما أكثرها _ لتتابع مسائل الخلاف ..

وهذا كله مبني على شرط هام : هو :
أن تقرأ وتتباع بروح طالب العلم الباحث عن الحق والحقيقة ، وليس بروح من يتصيد الأخطاء ، ويتتبع العثرات ..

وقد يقول قائل : لا وقت لدي لمثل هذه الرحلة !!!
سبحان الله .. سبحااااان الله .. لا وقت لديك لئن تتثبت وتتبين ، ولكن لديك وقت لتشحذ الناس بلسان حاد .، وتأكل لحومهم ... !!!
وربما تكون على خطأ _ لأنك تنقل خطأ _ .. ولن ينفعك عند الله أن تقول ثقتي بالشيخ قلان كفيلة .. هيهات هيهات ..

فكف لسانك حتى يتوفر لديك الوقت لمثل هذه الرحلة .. !!!
وإلا فإني أحسب أنك إنسان تغامر بدينك ..والله المستعان ..


والله نسأل أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، وأن يجعلنا من أوليائه وأحبابه .. وبالله التوفيق ..

بقيت أمامي الجولة الأخيرة معكم في هذا الحوار ..
وهي جولة ما كنت أرغب أن اعرضها .. فإلى الله المشتكى ..
فأمهلوني إذن يومين أو ثلاثة ..لأتحقق من بعض النقاط .. وإني اسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا ويهدينا سواء السبيل ..وأن يرضى عنا جميعا .. اللهم آمين

مسدد
11-09-2003, 12:21 PM
حياك الله أخي الحبيب عمر ، اقف عند قولك
( بل إنه عدل عن عقيدة "وحدة الوجود" التي يؤمن بها)
هذا للأٍف لم يستطع أحد إثباته ، لا يمكن أن اتهم رجلا أدبيا خانه التعبير في ألفاظ بأنه يؤمن بوحدة الوجود ، جلست مع رجل قال "سيد قطب يقول القرآن مخلوق" قلت له "الدليل؟" قال "يقول أن الأحرف المقطعة من صنع الله". والله أحسست أن بودي أن أخلع نعالي واضربه به ، قلته له "اتهمت الرجل وقلت أنه يقول بأن القرآن المخلوق فلماذا الكذب الصريح هذا؟ لم يقل أن القرآن مخلوق" تململ وقال "هو يقصد هذا" قلت له "اليست الصياغة والقول والصناعه تحتمل معنى واحدا في الكلام؟" رفض تماما قائلا "صناعة يعني خلق واضحة" قلت له "هذي مشكلة أفقك الضيق لأنك لا تفهم في المجاز ولا تفهم في الكناية ، لم يقصد بالصناعة الخلق بل قصد بها الصياغة واللفظ والقول" فأصر على موقفه ، ثم قلت له "انا أرى أن قوله هذا يحتمل ما تقوله أنت ويحتمل ما أقوله أنا ، فهو لفظ متشابه ولنرجع المتشابه إلى المحكم من قوله" ثم قلت له "فإذا أتيت لك بنص من كتاب في ظلال القرآن ينتقد فيه سيد رحمه الله صراحة قول القآلين بخلق القرآن" ، رضي ، ولكن لم نلتقي بعدها ولا اظننا نلتقي.

أما سيد فلم يكن يؤمن بوحدة الوجود وهذا محل كذب وافتراء ، هناك طائفة متخصصة تقلب الأقوال وتلوي ألسنتها ، فأنا أتمنى أن يأتيني أحدهم بنص صريح يثبت أن سيد رحمه الله يؤمن بوحدة الوجود (أقول حتى قبل أن يعتدل مساره الفكري) ، فإن أتى بها أؤلئك فإن اعتدال مساره الفكري لاحقا يكفي لغض الطرف ، الإشكال فيمن افترى أنه يقول بوحدة الوجود.

مدردش متقاعد
12-09-2003, 04:34 AM
أخي الحبيب المجاهد عمر..

من خلال تتبعي للنقاشات الدائرة في الموضوع و الردود المختلفة لاحظت أنك إلى الآن لم تستطع فهم النقاط التي يود أستاذنا الفاضل أبو عبدالرحمن إيصالها لك و لي و للجميع.. بالرغم من أنها واضحة وضح الشمس و لا يمكن أن يغفل عنها شخص ذو لب لبيب و عاقل مثلك..

أضرب لك مثال أتمنى أن يكون من ضمن النقاط التي يدور حولها النقاش..

على حسب علمي.. أنت مدير في إحدى الشركات و تترأس إدارة معينة.. و هذا يعني أنك تقود مجموعة من المظفين الذين يعملون تحت إمرتك...

حسنا....


تخيل أنك في يوم من الأيام.. جئت كالمعتاد صباحا لتباشر مهام وظيفتك .. و فوجئت..بمجموعة من الموظفين قاموا بتوزيع منشورات لبقية زملائهم من الموظفين و ماذا تحوي؟

تحوي جميع سلبيات المدير المجاهد عمر.. المبنية على عدة مواقف بسيطة مرت بينك و بين بعض من الموظفين.. التس أغلبها كانت في لحظة غضب.. أو انفعال عابر... و أو ضغط عمل.. إلا أن أحد موظفينك أبى إلا أن يدون هذه التصرفات السلبية التي صدرت منك.. و ينشرها بين بقية الموظفين في بقية الإدارات المختلفة..غاضا بصره عن كثير من مواقفك المشرفة كمدير له تأثيره و إنجازاته في حقل عمله..كمدير غير.. و أعطى كل ما لديه في سبيل الارتقاء بإدارته .. و حريص على مصلحة شركته..


و الجميع في إدارة المجاهد عمر.. يعرف بحسن نيته و مدى إخلاصه في عمله... لكن مالذي دفع هذه المجموعة إلى تتبع زلات المجاهد عمر و إغفال جميع إجابياته التي تعد جبالا مقارنة مع تل صغير من السلبيات..

فهل ترضى يا أخي الحبيب المجاهد عمر لو كنت مكان من انتقدته من مشايخ يشهر بك و يطعن فيك و في أمانتك و إخلاصك بهذا الشكل مغفلين ما تتمتع به من جوانب إيجابية و طيبة؟


أتمنى أن تكون فهمت المغزى هذه المرة:)


تحياتي لك

المجاهد عمر
13-09-2003, 02:05 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (طوبى لمن ترك المراء ولو كان محقاً) ، ، وأنا أعتقد بأن نقاشي معك لن يفضي إلى نتيجة ، فيبدو أن الأمر قد أصبح همزاً ولمزاً في الأقسام الأخرى من هذا المنتدى !! ما يهمني هو أنني شرحت الأمر بوضوح وتلقائية ، بعيداً عن أي مؤثرات أخرى.

جزاك الله خيراً على نصحك ، واسمح لي على إغلاق باب النقاش معك ، وذلك نصيحةً من أحد الذين قاموا بمراسلتي مؤخراً ، فجزاه الله خيراً على حرصه على إخوانه.


أخوكم في الله

المجاهد عمر

المجاهد عمر
13-09-2003, 02:14 AM
الأخ الحبيب مسدد...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقول…

"أما سيد فلم يكن يؤمن بوحدة الوجود وهذا محل كذب وافتراء ، هناك طائفة متخصصة تقلب الأقوال وتلوي ألسنتها ، فأنا أتمنى أن يأتيني أحدهم بنص صريح يثبت أن سيد رحمه الله يؤمن بوحدة الوجود (أقول حتى قبل أن يعتدل مساره الفكري)"


وأنا لم أكن أريد التطرق لهذا ، ولكن لك يا أخي الحبيب ما أردت...


قال سيد قطب رحمه الله في الظلال عند تفسير سورة الإخلاص ( 6/4002 ) : "إنه أحدية الوجود ، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته ، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده ، وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي ، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية وهي من ثم أحدية الفاعلية فليس سواه فاعلا لشيء أو فاعلا في شيء في هذا الوجود أصلا ، وهذه عقيدة في الضمير ، وتفسير للوجود أيضا "


قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله ردا على سؤال عن تفسير الظلال في مجلة الدعوة (عدد 1591 في 9/1/1418 هـ) فكان جوابه : "قرأت تفسيره لسورة الإخلاص وقد قال قولا عظيما فيها مخالفا لما عليه أهل السنة والجماعة حيث إن تفسيره لها يدل على أنه يقول بوحدة الوجود وكذلك تفسيره للاستواء بأنه الهيمنة والسيطرة"


قال سيد قطب رحمه الله في تفسيره سورة طه (4/2328) عند قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) قال :"وهو المهيمن على الكون كله (على العرش استوى) والاستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة والاستعلاء ".


قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله معلقا على كلامه : معناه إنكار الاستواء المعروف وهو العلو على العرش وهذا باطل يدل على أنه مسكين ضائع في التفسير ".



هذه هي أقواله ، ومعها تعليقات الثقات من مشايخنا (الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ العثيمين رحمهما الله تعالى)....

وإن كان لكم رأي مخالف لرأي الشيخين ، فضعوه لنا ، لعلنا نعرف ما لم نكن نعرفه...

ومع هذا فإننا لا نبخس سيد قطب رحمه الله حقه ، فله حسناته وله أخطاءه التي نسأل الله أن يغفرها له ، وأن يبدل سيئاته حسنات ، ويتجاوز عنه ، إنه غفورٌ رحيم.




المجاهد عمر

المجاهد عمر
13-09-2003, 02:17 AM
الأخ الحبيب مدردش متقاعد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً أخي في الله ، لا أملك إلا أن أطلب لك من الله أن يهدينا ويهديك ، كلامي كان واضحاً جداً ، أنا لم أخالف الأخ أبو عبد الرحمن إلا في بعض النقاط التي أوضحتها ، أما باقي الأمور فأنا أوافقه بها مع بعض التحفظات ، وأتمنى منك يا أخي في الله أن تعيد قراءة الموضوع بعمق ، وبعيداً عن آراء من حولك ، اقرأ الموضوع مرةً ومرتين ، وغير ذلك لا أملك من الأمر شيئاً .

أسأل الله أن يجزيك خيراً وينور قلبك بنور الإيمان…

تقبل أرق تحية من أخيك

المجاهد عمر

بو عبدالرحمن
13-09-2003, 05:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
محطة استراحة ..شذرات .

أثناء تجوالي بين الكتب من أجل التحقق من بعض نقاط مبحث الجولة الأخيرة التي وعدت بها ، ، كنت أمر على لطائف متفرقة ، لها علاقة بشكل أو بآخر بموضوعنا ، واختار منها أربعة .. فإليكها :

الأولى : سئل علي بن أبي طلب رضي الله عنه عن الخوارج : أهم مشركون ؟ فقال : بل من الشرك فروا .. قيل : فهل هم كفار ؟ قال : لا . قيل : فما نقول فيهم ؟ قال : هم إخواننا بغوا علينا ..
( لاحظ .. وتأمل .. مع أن الخوارج قيل فيهم ما قيل .. ولكن علي رضي الله عنه ، لم يقدح في اشخاصهم ، مع أنه قاتلهم بالسيف ، وقرر أنهم : إخواننا ...!! فتأمل يرحمك الله )

الثانية :
كان الإمام مالك بن دينار رحمه الله يقول : تقبل شهادة العلماء في كل شيء ، إلا شهادة بعضهم في بعض ، فإنهم اشد تعايراً من التيوس في الزريبة ..!! ( وهي كلمة مطابقة لما قاله ابن عباس رضي الله عنه .. وكذا قال غيره )

الثالثة :
روي أن عيسى عليه السلام مر مع أصحابه على جثة كلب منتنة .. فسألهم : ما تقولون فيه ؟ قالوا : ما أنت ريحه !!!
فقال : ولكني أقول : ما أبيض أسنانه !!!
( لاحظ إلى أي شيء نظروا ، وإلى أي شيء نظر ..
نظر إلى أجمل ما فيه ، رغم أنهم صدقوا في قولهم عن نتن ريحه ..!!

الرابعة :
لك أن تتصور المشهد التالي ، وعليك أن تعايشه بخيالك :
شيخ جليل له اتباع ومعجبين وتلاميذ .. يقول للناس _ أو على الأقل لإتباعه _ : زمرنا لكم ، فلم ترقصوا !!!!!

سبحان الله ....!! تزمير .. ورقص !!! ما هذا ؟
بالله عليك لو أن هذا حدث فعلاً في عصرنا ، فماذا تتوقع أن تكون ردة فعل ، كثير من طلاب العلم ، أو حتى بعض العلماء ؟؟!
أما أنا فأكاد أجزم أننا سنسمع ألسنة حداداً تتسلط على هذا الشيخ ، وتفسقه ، وتحذر من مجرد الاقتراب منه ..زمر ... ورقص .. يا سلالالالالام !! وماذا أبقيتم للفسقة .. !!!
ولكن هذا حدث فعلاً .. كان الإمام مالك بن دينار يقول هذا ...: زمرنا لكم فلم ترقصوا ..!!!
فهل شنع عليه الناس ؟ أم هل نفر منه أصحابه وتلامذته ؟ أم هل قدح فيه قادح ؟ كلا ، كلا .. بل نجدهم يحملون عبارته على أحسن المحامل ..
فقالوا : إنما كان يعني : وعظناكم ، فلم تتعظوا ...!!
اين هذا من هذا !؟ ولكنه الأدب مع عالم جليل كالإمام مالك رحمه الله

كم كنا نتمنى أ، نجد مثل هذا الأدب بين علمائنا خاصة ، وطلاب العلم عامة ..! فإلى الله المشتكى ..

***
وأضيف الآن
للتو بعد قراءة ما كتبته ( أخي العزيز / المجاهد .. عن سيد رحمه الله ..
ساضيف الحكاية التالية ،
وأرجو أن تكون ذكياً فتفهمها على الطائر ..!! !!!

روي أن رجلاً ماجناً سمع قارئاً يقرأ المقطع الأول من آية ، فبنى على ما سمع ، وكتب شعراً ...

سمع القارئ يقرأ ( فويلٌ للمصلين )
ومباشرة انقدحت قريحته الشعرية بهذا البيت :

ما قال ربكَ ويلٌ للأولى سكروا *** ولكن قال ربك : ويلٌ للمصلينا !!؟!!!

وسؤالي أخي الحبيب :
متى سيأتي اليوم الذي أراك فيه طالب علم حقا وصدقاً ... لست مجرد آلة تسجيل ، تردد ما تقرأ فقط .. ؟؟!!

قضية سيد والنقول التي تعرضها وتضعها تحت المجهر .. تناولها الشيخ الجليل عبد الله عزام رحمه الله ورد على من اتهموا سيداً رحمه الله .. وكل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه ..

وأقول لأخي يزيد وأخي ابو مروان عليهما أن يفسحا لي في الأجل يومين أو ثلاثة ، لأفي بوعي لهما ، لأن بين يدي صفحات كثيرة جداً ، وعلي أن أختار منها ، وأدقق فيها ، واراجع بعضها ، هذا بالإضافة إلى مشاغل حيايتة قد تبعدني عن الشبكة أصلا .. وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم ، وأن يرضى عنا وعنكم .. اللهم آمين .

المجاهد عمر
13-09-2003, 06:12 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وسؤالي أخي الحبيب :متى سيأتي اليوم الذي أراك فيه طالب علم حقا وصدقاً...لست مجرد آلة تسجيل ، تردد ما تقرأ فقط.. ؟؟!!

قضية سيد والنقول التي تعرضها وتضعها تحت المجهر .. تناولها الشيخ الجليل عبد الله عزام رحمه الله ورد على من اتهموا سيداً رحمه الله.. وكل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه..


جزاك الله خيراً ، ورحم الله والديك ، ورفع الله قدرك ، وجعلك هادياً مهدياً في الدنيا والآخرة .


أخوكم في الله

المجاهد عمر

المجاهد عمر
13-09-2003, 06:20 AM
تعقيب بسيط على الأخ الفاضل أبو عبدالرحمن...

نقل شيخنا أبي عبدالرحمن كلام الإمام علي بن أبي طالب في الخوارج ، كالتالي :


سئل علي بن أبي طلب رضي الله عنه عن الخوارج : أهم مشركون ؟ فقال : بل من الشرك فروا .. قيل : فهل هم كفار ؟ قال : لا . قيل : فما نقول فيهم ؟ قال : هم إخواننا بغوا علينا..

وأنا أطلب منه أولاً أن يحدد مصدر هذا المنقول وهل هو صحيح أم لا ؟


ثم أنقل له وللقراء كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في "الخوارج" وذلك في الحديث الصحيح في "الجامع الصغير" ، حين سأله أحد الخوارج العدل في قسمة الفيء....


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من يطيع الله إذا عصيته ؟ أيأمنني الله على أهل الأرض ولا تأمنوني ؟ إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد"


ومما يذكر أن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه ، لما قتل "ذا الثدية" الذي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من الفئة الباغية ، وهو من "الخوارج" ، سجد شكراً لله على ذلك...


نسأل الله أن يرينا الحق ولا يزغ قلوبنا بعد إذ هدانا...



المجاهد عمر

بو عبدالرحمن
13-09-2003, 06:44 AM
أخي الحبيب / المجاهد عمر .... بارك الله فيك
تحملني في هذه الجولة .. فقد تحملتني كثيرا ..
ولكنك طرقت الباب وعليك أن تسمع جواباً ..

**
جميل .. راااااائع .. ( لو كان التصفيق جائزاً للرجال .. لصفقتُ لك حتى تدمى كفاي !!!...)

الآن اتضحت الصورة في جلاء .. !!!
لم أكن أعرف أنك أدق فهماً لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من علي رضي الله عنه ..
ولو كنت أعرف ذلك عنك ، ما دخلت معك في حوار أصلا ..

لسبب بسيط جداً ...
لأني على يقين أنني بإزاء علي بن طالب سأغدو قزماً جداً ( لا يُرى إلا بالمجاهر الكبيرة جداً ) ...
فكيف سأكون أمامك ، وأنت أدق فهما لكلام رسول الله من علي رضي الله عنه ..!!!

روى ابن أبي شيبة والبيهقي .
لما سُئل عـن أهـل النهروان [ من الخوارج ] أمشركون هـم ؟ قال : من الشرك فـرُّوا .
قيل: أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . فقيل : فما هم يا أمير المؤمنين ؟ قال : إخواننا بَغَوا علينـا ، فقاتلناهم ببغيهم علينا .

وأخرج أبن أبي شيبة بإسناد رجاله ثقاة عن طارق بن شهاب قال :
كنت عند علي فسُئل عن أهل النهر أهم مشركون ؟ قال : من الشرك فروا ، قيل فمنافقون هم ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً ، قيل له : فمن هم ؟ قال : قوم بغوا علينا فقاتلناهم .

و في رواية قوم بغوا علينا فنُصرنا عليهم و في رواية : قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها و صموا . مصنف عبد الرزاق (10/150) و مصنف ابن أبي شيبة (15/332) بسند صحيح و البيهقي في السنن الكبرى

وفي سنن البيهقي بسند صحيح ، ومصنف عبد الرزاق :
عامل علي رضي الله عنه الخوارج بعد معركة النهروان ، معاملة البغاة ، فلم يكفرهم و منع جنده من تعقب فاريهم و الإجهاز على جريحهم ولم يسبهم ، ولم يقسم جميع أموالهم و لم يحل شيء منها باتفاق الأئمة
**
أخي الكريم .. بارك الله فيك ..
أرى الموضوع سيخرج عن مساره .. وأراك تلتقط الكلام التقاطاً ، وليتك كنت موفقاً في هذا الالتقاط ..

ولذا فإني لن أرد على أية نقطة بعد الآن .. فقد سانتظر حتى يحين استكمال بحثي ليكون هو جولتي الأخيرة معكم ..
وتقبل تحياتي وخالص دعواتي لك بالتوفيق ..

بو عبدالرحمن
13-09-2003, 09:20 AM
كنت قد نويت أن لا أضيف شيئا ، سوى جولتي الأخيرة التي أسعى لإعدادها
..
لكني اثناء بحثي عثرت على كلام نفيس للإمام ابن تيميه رحمه الله .. ورأيت أنه كفيل أن يضع النقاط فوق حروفها ، في قضية تطرق إليها أخي العزيز : المجاهد عمر .. حفظه الله ..

أخي الفاضل .. أختي الفاضلة ..
تأمل ملياً كلام ابن تيميه رحمه الله .. فقد أجاد وأفاد بعبارة وجيزة ، في تعريف وحدة الوجود ..
قال في كتاب الفريق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان :

عند : نقد فكرة وحدة الوجود.. قال :
( وهذا مع كفره العظيم _ يعني القول بفكرة وحدة الوجود _ متناقض ظاهر، فإن الوجود إذا كان واحدا ، فمن المحجوب ومن الحاجب ؟!
ولهذا قال بعض شيوخهم لمريده :
من قال لك : إن في الكون سوى الله فقد كذب .
فقال له مريده : فمن هو الذي يكذب ؟ .... ) فبهت الذي كفر ...!!

إذا استوعبت هذا جيداً .. فاغسل عقلك من قول فلان وفلان مهما علت مكانتهم العلمية ..
وعد بتجرد وقلّب صفحات (في ظلال القرآن ).. ستجد أنه لا تكاد تخلو صفحة من صفحاته الأربعة آلاف صفحة .. إلا وهو يقرر أن هناك ( مخلوقاً ) وهناك ( خالقاً ) ..

بل إن هذه الموسوعة الضخمة ، أعني في ظلال القرآن ، إنما هي تحوم حول فكرة أولياء الرحمن ، وأولياء الشيطان ..حولها تدندن ..
تثبيت الفريق الأول وتربيته ، وتوجيهه ، وربطه بالله سبحانه ، وتبشيره بالنصر والغلبة ..الخ ...
في مقابل : تعرية الفريق الثاني ، وكشف خططه ، وفضح أهدافه ونحو هذا وهذا ..

فأين هذا من فكرة وحدة الوجود ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟!

ثم بعد هذا كله ....
نجد من يهيل التراب على آلاف الصفحات التي لم يُكتب مثلها _ لاسيما في عصرنا _ ويضخم كلمة هنا ، وكلمة هناك ، ليقول : هذا كفر .. !!
بل قولكم : هذا كفر .. هو الكفر ..!!

وإنما أعني المعنى اللغوي لكلمة ( كفر ) .. فالكفر في لغة العرب بمعنى : التغطية ..

قال في المعجم الوسيط :
كفر الشيء : ستره وغطاه .. وكفر التراب ما تحته : غطاه ..

ويكفي للمنصف أن يقرأ مقدمة التفسير ليقف على روعة الكتاب من ناحية ، وعلى ظلم من اتهم الرجل في دينه من ناحية أخرى .. والله المستعان ..
وإليك فقرات خاطفة وسريعة من المقدمة :

( الحياة في ظلال القرآن نعمة .. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها .. نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه .

والحمد لله .. لقد منَّ علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان ، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي .
ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه .
لقد عشت أسمع الله - سبحانه - يتحدث إلي بهذا القرآن .. أنا العبد القليل الصغير

.. أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل ؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل ؟
أي مقام كريم تفضل به على الإنسان خالقه الكريم ؟

وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض ، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة ..
أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال ، وتصورات الأطفال ، واهتمامات الأطفال

.. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال ، ومحاولات الأطفال . ولثغة الأطفال .. وأعجب .. ما بال هذا الناس ؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة ، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل . النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه ؟ ...الخ )

هل ترى ظلاً أو رائحة لفكرة وحدة الوجود في هذه الفقرات ... !؟

ها أنت تراه واضحاً يتحدث عن ( الله ) في مقابل ( عبد فقير )
وعن ( نعمة ) في مقابل ( منعم )
وعن ( جاهلية ) في مقابل ( اعتزاز المؤمن بإيمانه ) ...

فهل هذه لغة إنسان يقول بفكرة وحدة الوجود ..!؟
سبحانك هذا بهتان عظيم ..

غاية ما يمكن أن يقال في ما ورد في سورة الإخلاص _ :
أن العبارة خذلته ، وأن القلم لم يسعفه ، وأنه أراد تقريب حقيقة ضخمة ، يترتب عليها أمور كبيرة في حياة لإنسان غير أنه لم يوفق في التعبير عن ذلك ..ونحو هذا ....
هذا إذا كان ولا بد من يقال شيء حول كلامه هناك ..

أما ( قذف ) الرجل بأنه يحمل فكرة وحدة الوجود ، فهذا ابعد ما يكون من الإنصاف ..

وأقول ( قذف ) .. لأن اتهام إنسان بالزني دون بينه ولا تثبت ، يعتبر قذفا ، يترتب عليه حد ..
فكيف إذا قذف إنسان بالكفر ..؟!

غير أنا نقول :
كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه .. ولا معصوم غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

والذي يعنيني في هذا الحوار كله .. والذي أدندن حوله من أول خطوة في هذه الرحلة
أن أحذر بقوة أخواني وأخواتي من مجرد ترديد أقوال الآخرين مهما كنا نحبهم ، ونحترمهم ونثني عليهم ( لاسيما إذا تكلموا في الآخرين )

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

أحسب أنني سأتوقف عن المشاركة حتى استجمع نقاط جولتي الأخيرة ، فآتيكم بها ،
واسأل الله أن لا يخذلني ، وأن يمدني بعونه ومدده .. اللهم آمين

المجاهد عمر
14-09-2003, 01:16 AM
على تأخري في الردود وذلك نظراً لوفاة "خالي" وإنشغالي في هذا الأمر ، والآن أستكمل النقاش مع شيخنا الفاضل "أبو عبد الرحمن" .



عمر

المجاهد عمر
14-09-2003, 01:26 AM
شيخي الفاضل أبو عبد الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قد نويت الابتعاد عن هذا النقاش الذي لا طائل منه ، ولكنني رأيتك تجرني جراً لاستكماله معك ، وبما أنني "طرقت الباب وسمعت الجواب" ، فأنا الآن أسمعك جواب ما قلت عن "الخوارج" وأرد على حججك كلها ، وأرجو أن تكون منصفاً ، ((وأنت كذلك إن شاء الله)) فليس من العيب التراجع عن الخطأ فهي سمة الكبار ، وأنا أعدك أمام الجميع -إن كنت مخطئاً- أن أتراجع وأعتذر عن خطأي.

والآن أقسم ردودي معك كالعادة إلى نقاط مختصرة قدر الإمكان ، مع الإتيان بالدليل الصحيح من مصدره :


1- وصفت أخيك بأنه آلة تسجيل يردد ما يقرأ ، فهب أن الله أعطاك علماً "وكنت أنا جاهلاً لا علم لي" فهل تستهزئ بإخوانك أم تأخذ بأيديهم ؟ فهل هذه هي أخلاق طالب العلم بارك الله فيك ؟ على العموم ، هذه أيضاً نتركها لله فجزاك الله خيراً.


2- تجاهلت كلام أهل العلم في سيد قطب رحمه الله تعالى ، بل وتجاهلت كلام الشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ ابن عثيمين ، وقدمت كلام الشيخ عبد الله عزام على كلامهما مع أفضليتهما على الشيخ عبد الله عزام رحمه الله ، ثم اتهمتني بأنني أنقل "فقط" عن ابن عثيمين وابن باز رحمهما الله ، فيا رعاك الله إذا لم أنقل عنهما ، فعن من أنقل ؟


3- أخذت تستهزئ بي مرة أخرى فتقول "لو كان التصفيق جائزاً للرجال.. لصفقتُ لك حتى تدمى كفاي !!!…) ، ثم تستهزئ بي مرة أخرى قائلاً "لم أكن أعلم أنك أدق فهماً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من علي بن أبي طالب!!" وهذه أيضاً نتركها يا أخي الكريم لله ، ونسأل الله أن يغفر لنا ولك وأن يجمعنا معكم في جناته .


الرد على احتجاجك بالحديث الخاص بالخوارج :

الحديث الأول الذي وضعته يا أخي الكريم وعزوته إلى "سنن البيهقي" و "مسند أبي شيبة" ليس كما نقلته لنا ، وهذا هو ما نقلته أنت :


لما سُئل عـن أهـل النهروان [ من الخوارج ] أمشركون هـم ؟ قال : من الشرك فـرُّوا . قيل: أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . فقيل : فما هم يا أمير المؤمنين ؟ قال : إخواننا بَغَوا علينـا ، فقاتلناهم ببغيهم علينا .


الإمام علي رضي الله عنه لم يقل "إخواننا بغوا علينا" عن "الخوارج" بل قالها عن أهل الجمل (معاوية وطلحة والزبير رضوان الله عليهم أجمعين" بل قال عن أهل الخوارج "قومٌ بغوا علينا فقاتلناهم" ، وأعتقد بأن هناك فرق كبيرٌ جداً بين المعنيين ، وفي السطور التالية أنقل لك "النقل الصحيح" بخصوص "الخوارج" وأهل "الجمل" :


ماذا قال الإمام علي رضي الله عنه في الخوارج :

الحديث الأول :

عن علي رضي الله عنه قال إسماعيل ذكر الخوارج وقال حماد ذكر أهل النهروان فقال فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم ما وعد الله عز وجل الذين يقاتلونهم على لسان محمد قلت أنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم قال أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة) ، رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن أبي بكر المقدمي ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط (إسناده صحيح على شرط الشيخين).

الحديث الثاني :

أنبأ عبد الملك بن أبي سليمان ثنا سلمة بن كهيل أخبرني زيد بن وهب الجهني أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي رضي الله عنه أيها الناس أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يخرج من أمتي قوم يقرؤون القرآن ليست قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرؤون القرآن لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى الله لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليست له ذراع على عضده مثل حلمة ثدي المرأة عليه شعرات بيض فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم والله أني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم وأغاروا في سرح الناس فسيروا على اسم الله قال سلمة : فنزلني زيد بن وهب منزلا منزلا حتى قال مررنا على قنطرة قال فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء فرجعتم قال فوحشوا برماحهم وسلوا السيوف وشجرهم الناس برماحهم قال فقتل بعضهم على بعض وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان فقال علي رضي الله عنه التمسوا فيهم المخدج فلم يجدوه فقام علي رضي الله عنه بنفسه فالتمسه فوجده فقال صدق الله وبلغ رسوله فقام إليه عبيدة السلماني فقال يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال إي والله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف له) ، رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق .


الحديث الثالث :


عن طارق بن شهاب قال : كنت عند علي فسئل عن أهل النهر أهم مشركون ؟ قال : (من الشرك فروا) فقيل : فمنافقون هم ؟ قال : (إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً) فما هم ؟ قال (قومٌ بغوا علينا) ، مصنف أبي شيبة .

وفي رواية عن الإمام علي لما خرج لقتالهم قال (إني لأعرف صفتهم في هؤلاء ، يقولون الحق بألسنتهم لا يجاوز هذا منهم –وأشار إلى حلقه- أبغض خلق الله إليه ، منهم أسود إحدى يديه حلمة ثدي ، فلما قتلهم قال انظروا ، فنظروا فلم يجدوا شيئاً ، قال : ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت ، مرتين أو ثلاثاً ، ثم وجدوه في خربة ، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه ) رواه مسلم في الصحيح.



إذن الإمام علي لم يقل مشركين ، بل هم فروا من الشرك ووقعوا في ما هو أعظم ، حتى قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال ، وليسوا منافقين لأنهم يذكرون الله كثيراً وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأننا نحقر صلاتنا مع صلاتهم ، إذن هم "قومٌ" بغوا على الإمام علي رضي الله عنه فقاتلهم ، ورماهم في النهر ، ولم يقل الإمام علي بأنهم "إخواننا" كما ذكرت أنت ، وهناك فرقٌ كبيرٌ بين الأمرين يا شيخنا الحبيب .

ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه الشيخ الألباني رحمه الله في "ظلال الجنة" : "الخوارج كلاب أهل النار" ، والحديث مخرج أيضاً في الجامع الصغير وسنن ابن ماجة بإسنادٍ صحيح .

فشهد لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار ، فكيف يقول عنهم الإمام علي رضي الله عنه "إخواننا" ؟!!


ماذا قال الإمام علي رحمه الله في أهل الجمل :

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون عن شريك عن أبي العنبس عن أبي البختري قال سئل علي رضي الله عنه عن أهل الجمل أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فروا قيل أمنافقون هم ؟ قال إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل فما هم ؟ قال : (إخواننا بغوا علينا) . ، أخرجه البيهقي وابن أبي شيبة بإسنادٍ صحيح .

إذن أهل الجمل هم من قال عنهم الإمام علي رضي الله عنه "إخواننا بغوا علينا" ، وهم أهلٌ لذلك رضوان الله عليهم ، وليس الخوارج "كلاب أهل النار" .


الأمر واضح يا رعاك الله ، وأتمنى أن أرى لك تعليقاً....

وللإخوة المتابعين للموضوع ، والذين يعتقدون بأن هذا النقاش سوف يلقي بظلاله على علاقتي بشيخي الفاضل أبو عبد الرحمن...

أقول لهم ، بأن علاقتي بأخي الحبيب علاقة الطالب بأستاذه ، وعلاقة طالب العلم (وأرجو أن أكون كذلك) بشيخه (أبي عبد الرحمن) ، ولا زلت أعتبره داعياً للحق ، وأتمنى أن يغفر الله له ولنا ما أخطأ وما أخطأنا.


غفر الله لنا ولك يا شيخنا ، وأسأل الله أن يجعلك هاديا مهدياً في الدنيا والآخرة..ونسأل الله أن يرينا الحق ولا يزغ قلوبنا بعد إذ هدانا .



أخوكم في الله
المجاهد عمر

بو عبدالرحمن
14-09-2003, 10:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب / المجاهد عمر ... بارك الله فيك ورفع قدرك

ابتداءً .. لا يسعني إلا أن أقول لك :

( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران:185)

إن لله ما أعطى ، ولله ما أخذ ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فلتصبر ولتحتسب أخي الكريم .. ولقد مضى الفقيد إلى رب كريم ، ظننا به سبحانه أنه سيكرم وفادته ، فمن ذا الذي أقبل عليه فرده ؟؟! ومن ذا الذي طرق بابه ، فطرده ؟! ومن ذا الذي رفع إليه يديه ، فردهما صفراً عليه ؟!
سبحانه ما أعظم شأنه ..

أحسن الله عزاك أخي .. و إنا لله وإنا إليه راجعون ..
تقبل الله فقيدكم مع الصديقين والشهداء والصالحين ، وغفر له ، وتجاوز عنه ، ورحِمَه برحمته الواسعة ، وأفسح له في قبره ، ورفع منزلته ، ورضي عنه ... اللهم آمين ..

وأسأل الله سبحانه أن يلهم أهله الصبر والسلوان ..
عند ابن ماجه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ايما احد من الناس او من المؤمنين ، أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي ، عن المصيبة التي تصيبه بغيري ، فان احدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي" ..

ثم يا أخي ..
الدنيا كلها دار بلاء واختبار ، وأكدار . وأشد الناس بلاء الأنبياء عليهم السلام ، ثم الأمثل فالأمثل ..
جـبلت على كدر وأنت تريدها ** صفوا من الأحزان والأكدار
ومكلف الأشياء غير طباعها ** متلمس في الماء جذوة نار

ومن جميل ما قرأت :
عزى أحدهم رجلاً فقال :
إن لم تكن مصيبتك هذه ، أحدثت لك في قلبك عظة وعبرة ورقة وخشوع ونحو هذا ، فمصيبتك في نفسك أعظم من مصيبتك بفقيدك .. فعليها فابكِ ..
نسأل الله أن يجعلنا من يتعظون ويعتبرون بمثل هذه الأحداث ..

أخي الحبيب ..
الذين يعرفونني عن قرب قريب ، يعرفون جيداً أنني لا أحب الدخول في نقاش ( علني ) مع الآخرين ، لا عن عجز _ ولله الحمد _ ، ولكن لأني تربيت على أن أصعب شيء على نفسي وأقساه ، أن أتسبب في جرح قلب أخ وأنا أناقشه ، بسبب انفعال عارض ، أو زلة قلم ، أو نحو هذا .. وهل أنا إلا كتلة أعصاب ، ودم يفور ، ومشاعر تهيج أحياناً بأدنى سبب !؟ والله المستعان ..

ويبدو _ للأسف _ أن هذا وقع ..
فقد تلقيت رسالة بالبريد يعاتبني صاحبها على ما قلته لك ، وذكر أن غير هذا كان أولى وأجدر ، ونحو هذه الكلمات القارسة ، التي كنت اشعر أنها كالمهماز ينخز في ظهري ..وكأنما نبهتني هذه الرسالة إلى ما غفلت عنه.. فجزى الله خير ذلك الجندي المجهول ..
ولكن كان زمن تعديل وتبديل أوحذف كلامي قد انتهى .. فظللت متألما للغاية ، حتى وأنا في عملي ، نهار كامل وأنا على هذا ، شغلتني هذه القضية أيما شغل ، ثم زاد الطين بلة : حين رأيت كلماتك الأخيرة هذه ، ازددت ألماً فوق الألم ..فالله المستعان ..

وبما أن هذا قد وقع ، فلا يسعني إلا أن اعتذر إليك على الملأ ، لا يعنيني إلا أن يكون قلبك سليماً من جهتي ، فيعز عليّ والله أن تكون خصيمي يوم القيامة ، وأنا الذي قد أحتاج إليك في يوم عصيب تشيب له الولدان .. أليس قد ورد أن للصالحين شفاعة !؟ فأنا أدخرك لمثل ذلك اليوم ..
ثم إنه من الحماقة بمكان ، أن أخسر أخاً فاضلا في سبيل السعي لانتصار شخصي ، وتغليباً لهوى نفس ..!!
وكم أعيت الحماقة من يداويها ...!

ولن ابرر ما فعلت ، مع أن عملية التبرير أسهل من شربة ماء ..
ولعل غيري يمكن أن يلتمس عذري في انفعالي ، ولكني أقطع الطريق على نفسي وعلى الآخر بأن أكرر اعتذاري وأعيده ، والعفو عند كرام الناس مقبول ..

أما حديثك عني فهذا أكثر مما استحقه منك ، وأنا أقل مما تحسبه ، ولستُ يا أخي كما تقول ، ولا حتى نصف ما تقول ، ولكن هذه هي قلوب الأنقياء ، ترى الآخرين _ ولا سيما من تحب _ بمنظار جميل جداً ، فلا ترى فيهم إلا ما يسر ويعجب ..
غير أني أرجو أن يجعلني الله خيرا مما تظن ويظنه معك كثيرون ، وأن يغفر لي ما لا تعلمون ، وأن لا يؤاخذني بما تقولون .. وأنا أعلم منكم بنفسي ، والله أعلم بنفسي مني ..
ولو كان للذنوب ريح لما قرب مني إنسان .. والله المستعان ..

ويكفيني والله شرفاً أن أحب أمثالكم ممن يحبون الله ويشمرون في طاعته ..
أحب الصالحين ولستُ منهم ** لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكرهُ من تجارته المعاصي ** وإن كنا سوياً في البضاعة

أما بقية النقاط .. فيا أخي الكريم ..
عن أبي أمامة الباهلي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:
"أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ..

أراك مقتنع تماماً أنك على الحق _ وأحسبك كذلك _ .. كما أنني أحسب نفسي أنني مقتنع بأنني على الحق أيضا ، فأرجو من الله عز وجل ، أن يشملني ويشملك هذا الحديث العظيم ، فيعد الله لي ولك منزلاً في ربض الجنة .. بل إني أطمع أن أكون وإياك ممن يعد لهم منازل في أعلى الجنة ..
فإني أراك متخلقاً بأخلاق كريمة حميدة
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم *** فأقم عليهم مأتماً وعويلا

وعلى هذا .. أقول :
آن لهذا القلم أن يترجل ، وآن لي أن أجمع أوراقي ، وأطوي هذا الملف كله ، وأضع نقطة النهاية بلا رجعة ،
مع قرار حاسم ، أن أعود إلى عادتي القديمة وهي :
أن لا أدخل في نقاش علني مرة أخرى ، فما اقسى وقع جرح قلب أخ على نفسي ..

ولا يسعني في الختام إلا أن أسوق أرق تحية ، وأعطر سلام ، وأخلص دعاء ، لكل من تابع هذا الحوار ، ولا سيما الذين شاركوا فيه ، وعلى رأسهم أخي الحبيب المجاهد عمر حفظه الله ورعاه وبارك فيه ..مع الإلحاح عليه أن يصفح عن أخيه .. ويدعو له بظهر الغيب ..

وأقول له وللجميع :
منذ غداً لن ترونني هنا ، سأجمع أوراقي وأنتقل إلى ( الأصدقاء ) إلى حيث أجواء مختلفة ، وقضايا متجددة ..
والله نسأل أن يخلص نياتنا ، ويتقبل أعمالنا ، وينير قلوبنا ..
اللهم آمين ..

ما لي سوى فقري إليكَ وسيلة ** فبالافتقارِ إليكَ ربي أضرعُ
ما لي سوى قرعي لبابكَ حيلة ** فلئنْ رُددتُ فأي بابٍ أقرعُ

سبحانك اللهم وبحمدك ، اشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك وأتوب إليك

المجاهد عمر
14-09-2003, 01:02 PM
أخي الحبيب أبو عبدالرحمن...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً ، ورحم الله والديك ، والله لم يعزنا أحد بأفضل مما عزيتنا ، نسأل الله لنا ولكم المغفرة ، ولكنني وأقسم بالله لن أغفر لك شيئاً أخطئت به إن غادرتنا هذا القسم ، فهل تضن وأنت الكريم على إخوانك ؟

إنني يا أخي استفدت من نقاشي معك فائدةً كبرى ، لا تتصورها ، ولا تظن بأن أي لفظ صدر منك سوف يكون موضع غضب مني ، لا والله ، بل أنا من أتمنى أن لا يكون في نفسك شيء علي ، فاغفر لي يا أخي واصفح عني ، وأنا والله قد استفدت درساً لن أنساه إن شاء الله.


وإن كان في الأعمار بقية ، قد يأت اليوم الذي أجتمع فيه بك ، ونناقش هذا الموضوع فيما بيننا ، فالكثير جداً قد فاتنا مما لا تدركه الأقلام.



وإن تركت هذا القسم ، أنا من سيودع المنتدى ، وأعني تماماً ما أقول...


فلا تحرمنا من علمك بارك الله فيك ، وعلمنا مما علمك الله ، لعلها تشفع لك يوم العرض فتدخل بسببها الجنة..



أخوكم في الله


المجاهد عمر

بو عبدالرحمن
15-09-2003, 09:25 AM
أخي الحبيب / المجاهد عمر .. حفظك الله ورعاك

يكفي أن تعلم أن عينيّ سمحتا هذا الصباح بدموعهما ، حين قرأت كلماتك الأخيرة ، فاضت عيناي وأنا الذي منذ فترة أشكو قحطاً وجفافاً لم أعهده من نفسي ... وإلى الله المشتكى .. وما ظلمني ربي سبحانه ، ولكني ظلمت نفسي ، فكان هذا القحط والجفاف جزاء وفاقا ..بما جنيته على نفسي ..

ومن هنا لا يسعني إلا أن أشكرك جزيل الشكر ، على أن أعانك الله عز وجل أن تفجر بكلماتك الشفافة هذه ينبوعاً كان مردوماً ، فإذا هو يتندى ويرشح ، والمرجو من الله أن يجري نهرا ..
فجزاك الله خير الجزاء ..

غير أني مع هذا أقول :
ارفق بأخيك رفق الله بك _ في الدنيا والآخرة _
ولا تكلفني من أمري شططا.. ورحم الله من عرف قدر نفسه ، وليست أصابع يدك الواحدة متساوية ، ولا تقس أخاك بنشاطك أنت ، فأين انا منك ؟! ، و كلٌ أدرى بثلثه ..

وعلى كل حال ..
سأوافيك برسالة على بريدك ، لعلك تعفيني من هذه الأمانة التي تطوق رقبتي بها .. غير أني أعدك أن أوفي لك بما تأمر به ، حتى إشعار آخر ، ريثما تقرأ رسالتي تلك ، وترى ما فيها ، والمرجو أن ( تخفف ) على الأقل هذا الضغط الذي أرى كلماتك ترهقني به ..

وحتى تصلك رسالتي اسأل الله سبحانه أن تنعم بقرة عين من خلال مزيد من القرب من الله عز وجل ، يشرق معها قلبك ، وتستضيء لها نفسك ، وتشف خلالها روحك ..
تقبل خالص تحياتي وأرق دعواتي ..

= = =
اثناء تنقلي في رياض الكتب ، مررت بهذه الكلمة وأحسب أنها ستعجبك .. أسوقها ثم أضيف عليها ..
( .. الخلاف في الفكر دليل على أن الفكر على قيد الحياة ..)
وأضيف بدوري :
وهذا مقيد أن تكون الغاية هي الوصول إلى مرضاة الله سبحانه ، أما حرية الفكر في الكفر ، فإنها تصبح حرية كفر لا حرية فكر ..!!

وأحسب أننا في حوارنا هذا كنا حول مرضاة الله ندندن ..
فجزاك الله عني خير الجزاء ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته