PDA

View Full Version : قالت : ضيعك الله كما ضيعتني


بنت الماضي
02-09-2003, 09:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

في عالمنا هذه الأيام ، عالم السرعة تجد الكثير من الناس يستعجلون في صلاتهم إلا من رحم الله ، فتراهم ينقرونها كنقر الغراب ، متجاهلين بذلك شرع المصطفى عليه صلوات ربي وسلامه فقد ثبت في الصحيحين عن ابي هريرة رضى الله عنه أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيه ، فصلى الرجل ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ، ثم قال له ارجع فصل فإنك لم تصل، فرجع فصلى كما صلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ثم قال : ارجع فصل فإنك لم تصل ، فرجع فصلى كما صلى ، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ،_ وقال ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاث مرات. فقال في الثلاثة والذي بعثك بالحق يا رسول الله_ ما أحسن غيرها فعلمني. فقال صلى الله عليه وسلم اذا قمت الى الصلاة فكبر ، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى تطمأن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمأن ساجداً ، ثم اجلس حتى تطمأن جالساً ، ثم اسجد حتى تطمأن ساجداً ، وافعل ذلك في صلاتك كلها._

نقر الصلاة والتسرع فيها_ امر وارد لمن يتخلف عن صلاة الجماعة أو لكثير من النساء اللاواتي يصلين في بيوتهن ، كما أن هذه الظاهرة منتشرة لدى الصبيان فتلاحظ أن الشاب لا يستقيم ظهره في الصلاة أو تراه يهتز كعود الشجرة ، روى الامام احمد عن البدري رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تجزي صلاة لا يقيم فيها الرجل صلبه في الركوع والسجود ) _وفي رواية حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود. هذه الامور هي في حقيقتها سرقة واختلاس لإركان و واجبات الصلاة فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم انه قال : ( اشد الناس سرقة الذي يسرق من صلاته : قيل وكيف يسرق من صلاته ؟ قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا القراءة فيها ) ، ورى الامام احمد من حديث ابي هريرة رضى الله ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ينظر الله الى رجل لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى اذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر اربعا لا يذكر الله فيها الا قليلا ) متفق عليه من حديث انس رضى الله عنه. الصلاة أيها الاحبة هي عمود الدين فبغيرها لا يستقيم عمل المرء_ لذا كان واجباً على المسلم ليس اقامتها فقط بل الاعتناء بها وادائها على وجهها المطلوب والمجزئ_ فعن عمر ابن الخطاب رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مصلٍ إلا وملك عن يمينه وملك عن يساره ، فإن اتمها عُرج بها إلى الله تعالى ، وإن لم يتمها ضُرب بها وجهه ). تخيل أخي المسلم أنك طالب تؤدي امتحاناً ما وعند الانتهاء منه تقدمه إلى معلمك_ وبمجرد اخذه لورقة اجابتك يرمي بها في وجهك_ فترد بضاعتك ويكسد سوقها_ بالله ماذا سيكون حالك !! روى البيهقي بسنده عن عبادة ابن الصامت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام إلى الصلاة فأتم ركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت الصلاة :_ حفظك الله كما حفظتني ثم صُعد بها إلى السماء ولها ضوء ونور ، ففتحت لها أبواب السماء حتى ينتهي بها إلى الله تعالى فتشفع لصاحبها. وإذا لم يتم ركوعها ولا سجودها ولا القراءة فيها قالت الصلاة : ضيعك الله كما ضيعتني ، ثم صعد بها إلى السماء وعليها ظلمة ، فأغلقت دونها أبواب السماء ، ثم تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها ، وعن سلمان الفارسي رضى الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : الصلاة مكيال ، فمن وفىَّ وُفيَّ له ، ومن طفف فقد علمتم ما قال الله في المطففين : قال الله تعالى : ( ويل للمطففين ) ، والمطفف هو المنقص للكيل أو الوزن أو الذراع أو الصلاة ،وعدهم الله بويل وهو واد في جهنم تستغيث جهنم من حره ، نعوذ بالله منه. وعن ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سجد احدكم فليضع وجهه وانفه ويديه على الارض فإن الله تعالى أوحى إليَّ أن اسجد على سبعة اعضاء : الجبهة والانف والكفين والركبتين ، وصدور القدمين ، وألا اكف شعراً ولا ثوباً ، فمن صلى ولم يعط كل عضوٍ منها حقه لعنه ذلك العضو حتى يفرغ من صلاته ) .

كان العابد الزاهد حسن البصري يقول : يا ابن آدم ايّ شئ يعز عليك من دينك إذا هانت عليك صلاتك و أنت أول ما تسأل عنها يوم القيامة كما قال عليه الصلاة والسلام ( أول ما يحاسب العبد يوم القيامة من صلاته ، فإن صلحت فقد افلح وانجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من الفريضة شئ يقول الله تعالى : انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل به ما انتقص من الفريضة ، ثم يكون سائر عمله كذلك ) فينبغي للعبد ان يستكثر من النوافل حتى يكمل به ما انتقص من فرائضه وقبل هذا يتوجب على العبد استحضار أهمية اداء الواجب والعناية به فالقضية ليست مجرد تأدية فقط بل يجب استحضار الجوارج كاملة تيجد المسلم لذة القيام بعمل هو في حقيقتة اتصال بخالقه ومليكه جل وعلا. هذا وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

المجاهد عمر
02-09-2003, 05:03 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً...

فعلاً يا أختي...

أول ما يحاسب العبد عن الصلاة ، فإن حبطت حبط سائر العمل...


فمن يتعظ ؟



المجاهد عمر

بنت الماضي
02-09-2003, 09:18 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير