PDA

View Full Version : ماذا قال الشيخ بن جبرين عن طعن العلماء بعضهم في بعض ؟؟


aziz2000
06-09-2003, 08:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ، عالم جليل أفنى ما مضى من حياته في العلم والتعليم والإفتاء ... ، اشتهر بتواضعه ، وسعة صدره ، وصبره ، كما عُرف باجتهاده وعلو همته .. وقد قرأت له مقابلة قديمة أجرتها معه مجلة البيان (http://www.albayan-magazine.com) في شهر شعبان من عام 1419 للهجرة .. وقد ورد فيها سؤال عن مقولة ( لحوم العلماء مسمومة ) وعن واجب أهل العلم وطلبته في حماية أعراضهم فكانت إجابته حفظه الله مليئة بالأمور التي أقرأ عنها لأول مرة .. فأترككم مع السؤال والإجابة :

(لحوم العلماء مسمومة) ؛ فما واجب أهل العلم وطلبته في حماية أعراضهم ؟

اشتهرت هذه العبارة بين الأمة ، وهي تفيد معرفتهم بفضل العلماء ، ومكانتهم في المجتمعات ، ومنزلتهم بين الأمة ، ولعل من أسباب تكرار هذه الكلمة ما وقع فيه البعض من الطلبة أو العامة ، أو المنتسبين إلى العلم ، من كثرة القدح والعيب والتنقص والاغتياب لبعض علماء الأمة ، وأكابر الدعاة والمعلمين ، وقد يكون الحامل لهؤلاء الحسد الذي يكثر بين حملة العلم ، وقد ذكر ابن عبد البر رحمه الله في (جامع بيان العلم وفضله) باباً كبيراً في طعن العلماء بعضهم في بعض ، قال : والصحيح أن من صحت عدالته ، وثبتت في العلم أمانته ، وبانت ثقته وعنايته بالعلم ، لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحه ببينة عادلة تصح بها جرحته ، ... والدليل على أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمهور المسلمين إماماً في الدين ، قول أحد من الطاعنين ، أن السلف رضوان الله عليهم قد سبق من بعضهم كلام كثير في حالة الغضب ، ومنه ما حمل على الحسد ، كما قال ابن عباس : (استمعوا علم العلماء ، ولا تصدقوا بعضهم على بعض ، فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايراً من التيوس في زُرُبِها) . وفي قول له : (خذوا العلم حيث وجدتم ، ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض ؛ فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة) . ثم نُقِل عن أبي حازم عن أبيه أنه قال في أهل زمانه : فصار الرجل يعيب مَنْ فوقَه ابتغاء أن ينقطع عنه ، حتى يرى الناس أنه ليس بحاجة إليه ، ولا يذاكر من هو مثله ، ويزهو على من هو دونه ، فهلك الناس ... إلخ . وقد ذكر أمثلة من طعن بعض العلماء في بعض نظماً ونثراً ، وقد اشتهر طعن الإمام مالك وهشام بن عروة في محمد بن إسحاق ، وبالعكس ، ولم يكن ذلك موجباً لرد روايتهم ، وهكذا طعن ابن حجر في العيني ، والعيني في ابن حجر ، وكذا ما حصل بين السيوطي والسخاوي ؛ وذلك لأن الحامل على ذلك المنافسة والحسد ، وحب الظهور ، وإذا كان ذلك ليس من أخلاق العلماء المتواضعين ، فعلى هذا لا يجوز سماع الطعن في العلماء المشهورين ، ولا يلتفت إلى من أخذ ينقّب عن مثالبهم ، ويتتبع أخطاءهم ، فيجعل من الحبة قبة ، ويتغافل عن فضائلهم وآثارهم ، وعلومهم الجمة التي نفع الله بها ، والله عند لسان كل قائل وقلبه .