جوهر
10-09-2003, 04:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا ..
أن المرئ عندما يقف بين يدي الله ليشكر نعمائه ساجدا كان أو قائما راكعا كان أو واقفا ،، فأنه ليجد من الصعوبة بمكان كيف أنه يستطيع أن يبلغ هذه المدحة و يشكر الله لنعمة كنعمة " الإسلام " ، و الدين الحنيف
و نعمة نبي الرحمة " محمد " صلى الله عليه و آله و سلم .. النبي الذي تجد كل الناس في يوم القيامة يصيحون و يبكون نفسي نفسي إلا هو واقف ينادي أمتي امتي ..
و نعمة " القـــــرآن " الذي من الله علينا فأنزل فيه حكمته و أسرار خلقته و جعله لنا دستورا قائما إلى يوم القيامة ..
و لو أردنا المضي قدما في سرد هذه النعم لمات الزمن و لمن نحصي شيء من نعماء الله علينا ..
و إن الله إذ خلق الحق و جعله في صدر نبينا و أبينا آدم سلام الله عليه فأمر ملائكته أن يسجدوا له ، فسجدوا ، إلا أبليس أبى و أستكبر ، فكانت بذرة الباطل القذرة قد تولدت في صدر هذا المخلوق الذي أكرمه الله بإعلاء درجته و مقامه إلا أنه لم يشكر النعمة و لم يعرف قدرا لما يحمل هذا المخلوق الذي رأه متواضعا أقصد " أبونا آدم ".. فكان من الخاسرين ..
و سريعا ما تفشى الباطل فكان أول من أصيب به هو ذلك العزيز الفطري " أبونا آدم " فعصى الله دون أن يدرك عظمة ما أبلى عندما عصى ،،
فختلط الحق بالباطل منذ ذلك الوقت ،،
و إننا إذ نجد ان الله أنزل أنبياءه و رسالته إلا أن الحق بقى دائما يضيع في الباطل حتى يكون الناس بحاجة ضرورية عاجلة لتجديد التبليغ و عودة الرسول برسلة دينية تنسخ ما قبله من الرسالات
و أستمرت رحلة الإنسان في خلط الباطل بالحق و ضياع الحق في معمعة الباطل ،،
فكلما جاءت الرسل للناس أبوا أن يهتدوا و يستقيموا ، إلا ثلة قليلة من الناس ، و أن أكثر الناس لا يعلمون .. فقتل بنو آدم رسلهم فكان بنو أسرائيل يقتلون في اليوم الواحد ألف نبي ( و إن فسر هذا القول بمعنى الكثرة ) إلا أنك تعجب من تصور ذلك
فماهذا الإصرار الكبير على تدمير الحق و إضلال الناس عنه ،
و أخيرا أكرمنا الله بخاتم رسله و أنزل عليه القرآن دليلا و دستورا و معجزة .. و مع عظمة هذين العظيمين ، إلا أن الناس لم يصبحوا في ذلك الزمن غير الناس فبقوا يتلفوا الحق بالباطل ، فظهر المنافين و قد حذر الله منهم ،، و ظهرت بمجرد رحيل الرسول الكريم الفتنة الكبيرة التي جعلت من الإسلام الملة الواحدة - شئيا فشيئا - 72 فرقة ..
فكان أن تمسك جزأ من أتباع نبينا محمد صل الله عليه و آله ، بالقرآن و الصحابة الكرام ، و آخرون تمسكوا بالقرآن و أهل بيت العترة و الطهارة ، و آخرون كثيرون ، ندري عنهم القليل أو لا ندري ،، و لكن شئيا فشيء ظهرت لنا أسماء هذه الفرق و أتخذ كل فريق منا له أسم ، فهذا سمى نفسه سني ، و ذلك سمى نفسه شيعي ..
و بدأت حركة الصراع لأثبات الحق ، فكان الكر و الفرد ديدن كل فريق و كان و لم يزل الأهتداء و الإستصبار دائم الدفع للتنقل و التبديل أو الإنقلاب للحركة بين المذهبين العريقين ،، فكثيرا من الشيعة صاروا سنة و كثيرا من السنة صاروا شيعة ..
و لا يوجد في البين من يرى أنه على باطل و يصر عليه ، فهذا محال عقلا .. فكل أمرئ يجد نفسه على ماولدت أمه عليه و ما جاء به أبوه .. فيبقى كأي أخ مسلم له يحمد الله كل الحمد أن جعله من هذا الفريق و لم يجعله من الآخر ،
فالشيعي يرى أن اكبر نعم الله عليه أن حصنه من النار بالولاية كما أثبتت الرويات ،،
و السني يرى أن أكبر نعم الله عليه أن حصنه من النار و لم يبتله بهذا المذهب الرافضي الخبيث :) كما يتصور ..
و هكذا تفنن أبناء الفريقان في رفع رقهم و أوراقهم لإثبات وقوع محض الباطل على الآخر ، فعبر الأول عن الثاني بأنه أخطر من اليهود و انجس ، و قال الثاني عن الاول بأنه لا طريق له للجنة و لن يشتم رائحتها .
طرد كل منا الآخر عن الإسلام ، و كفر كل منا الآخر ، فانتشر الحقد و الضغينة في البين ، فصار السني يجد أن أكثر ما يلتذ به أن يأتي لمثل موقع سوالف ليسرد و بإسهاب شيء من السب و الشتيمة و اللعان على أتباع هذا المذهب الذي راه ( قذرا و وسخا و نجسا ) ، و كذلك فهو يرى أبناءه ( خنازير و قردة و كلاب ) كما تشبعنا من سماع هذه الكلامات النابية الهابطة و لا عتبى عليه فهذا ما تعلم و تربى عليه و كبر في أجوائه ...
و يأتي بالنيابة عنه ذلك ، الشيعي المسكين ، ليدخل في أي موقع يخصه و يكتب ما يندى له الجبين من السب و الإهانة لأبناء هذا المذهب الآخر و ربما أسياده ... لأن هذه الطريقة التي جبل عليها ..
لا أظــــن أن هناك ماهو أبسط من الإسفاف بالآخرين و تحقيرهم و تكوين الصورة السيئة عنهم ،،
أحبائي لست متخوفا من رفع هويتي في كل محافل العالم " فأنا موحد مسلم شيعي " و أفتخر لأنتمائي لهذا الهوية العظيمة ، و لا أستطيع أن أبدلها بأغلى أثمان العالم ، إلا أن اجد في يوم من الآيام انني لست على هدى من أمري و أنني اقف على الباطل ... فلولا ثقتي الكاملة على أنني مع الحق عندما أكون مع علي لم أبقى متحديا الحق في وجهه رافضا له ،،
و لكنني لا أشك أن هذا الشعور العظيم الذي أمتلكه هو ما ينتاب كل مسلم يقف مع نفسه للحظة في هذا الفكر ،،
إذا أيها الأخوة الأعزاء ،، لماذا لا تدركون بعضكم الآخر ؟! لماذا نبحث دائما عن ما يثير العداوة بيننا ؟! لماذا نجيش جميع قدراتنا لزعزعة تماسك صفنا الذي يحاول أن يتوحد مقابل عدو واحد ؟! لماذا لا نحاول أحيانا أن نحسن الظن في الطرف الآخر كي نجد من الآخر نفس الموقف ؟!
تأكدوا لم أتي هنا كي أستجدي تعاطفا يمنحنا شيء أضافيا على ما أكرمنا الله و منا علينا به .. و إنما أتيت هنا ناصحا متألما لما أجد من مستوى عجيب يصنعه أبناء هذا المنتدى المصون ..
كتبت ما كتبت في عجلة من أمري و دموع أسى و حزن تترق في عيني لشعور مقدم بضياع و هدر هذا الوقت الذي كتبته في هذا المكان لأنك يا جوهر " أسمعت لو ناديت حيا ... " أتمنى أن يخيب ظني و تقر عيني برؤوية من يتفهم هذا الكم الكبير من الكلمات التي أحاول من خلالها إيصا معنى عميق يعيش في أعماقي منذ نعومة أظفاري ،، يمنعني دائما من ممارسة العداوة المذهبي و يدفعني دائما للدعوة للحب تبادل الأخوة بين أبناء المذهب الواحد أولا و بين أبناء الملة الواحدة ثانيا و بين أبناء الجنس الواحد أخيرا ..
أعزائي ليس لدي أكثر مما قلته و أسأل الله لي و لكم العافية
و حسن العاقبة ،، و أتوسل إلى الله بأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، أنه ولي حميد ،،
و آخر قولنا أن الحمد لله رب العالمين ..
جــــوهر ..
الحمد لله و الحمد حقه كما يستحقه حمدا كثيرا ..
أن المرئ عندما يقف بين يدي الله ليشكر نعمائه ساجدا كان أو قائما راكعا كان أو واقفا ،، فأنه ليجد من الصعوبة بمكان كيف أنه يستطيع أن يبلغ هذه المدحة و يشكر الله لنعمة كنعمة " الإسلام " ، و الدين الحنيف
و نعمة نبي الرحمة " محمد " صلى الله عليه و آله و سلم .. النبي الذي تجد كل الناس في يوم القيامة يصيحون و يبكون نفسي نفسي إلا هو واقف ينادي أمتي امتي ..
و نعمة " القـــــرآن " الذي من الله علينا فأنزل فيه حكمته و أسرار خلقته و جعله لنا دستورا قائما إلى يوم القيامة ..
و لو أردنا المضي قدما في سرد هذه النعم لمات الزمن و لمن نحصي شيء من نعماء الله علينا ..
و إن الله إذ خلق الحق و جعله في صدر نبينا و أبينا آدم سلام الله عليه فأمر ملائكته أن يسجدوا له ، فسجدوا ، إلا أبليس أبى و أستكبر ، فكانت بذرة الباطل القذرة قد تولدت في صدر هذا المخلوق الذي أكرمه الله بإعلاء درجته و مقامه إلا أنه لم يشكر النعمة و لم يعرف قدرا لما يحمل هذا المخلوق الذي رأه متواضعا أقصد " أبونا آدم ".. فكان من الخاسرين ..
و سريعا ما تفشى الباطل فكان أول من أصيب به هو ذلك العزيز الفطري " أبونا آدم " فعصى الله دون أن يدرك عظمة ما أبلى عندما عصى ،،
فختلط الحق بالباطل منذ ذلك الوقت ،،
و إننا إذ نجد ان الله أنزل أنبياءه و رسالته إلا أن الحق بقى دائما يضيع في الباطل حتى يكون الناس بحاجة ضرورية عاجلة لتجديد التبليغ و عودة الرسول برسلة دينية تنسخ ما قبله من الرسالات
و أستمرت رحلة الإنسان في خلط الباطل بالحق و ضياع الحق في معمعة الباطل ،،
فكلما جاءت الرسل للناس أبوا أن يهتدوا و يستقيموا ، إلا ثلة قليلة من الناس ، و أن أكثر الناس لا يعلمون .. فقتل بنو آدم رسلهم فكان بنو أسرائيل يقتلون في اليوم الواحد ألف نبي ( و إن فسر هذا القول بمعنى الكثرة ) إلا أنك تعجب من تصور ذلك
فماهذا الإصرار الكبير على تدمير الحق و إضلال الناس عنه ،
و أخيرا أكرمنا الله بخاتم رسله و أنزل عليه القرآن دليلا و دستورا و معجزة .. و مع عظمة هذين العظيمين ، إلا أن الناس لم يصبحوا في ذلك الزمن غير الناس فبقوا يتلفوا الحق بالباطل ، فظهر المنافين و قد حذر الله منهم ،، و ظهرت بمجرد رحيل الرسول الكريم الفتنة الكبيرة التي جعلت من الإسلام الملة الواحدة - شئيا فشيئا - 72 فرقة ..
فكان أن تمسك جزأ من أتباع نبينا محمد صل الله عليه و آله ، بالقرآن و الصحابة الكرام ، و آخرون تمسكوا بالقرآن و أهل بيت العترة و الطهارة ، و آخرون كثيرون ، ندري عنهم القليل أو لا ندري ،، و لكن شئيا فشيء ظهرت لنا أسماء هذه الفرق و أتخذ كل فريق منا له أسم ، فهذا سمى نفسه سني ، و ذلك سمى نفسه شيعي ..
و بدأت حركة الصراع لأثبات الحق ، فكان الكر و الفرد ديدن كل فريق و كان و لم يزل الأهتداء و الإستصبار دائم الدفع للتنقل و التبديل أو الإنقلاب للحركة بين المذهبين العريقين ،، فكثيرا من الشيعة صاروا سنة و كثيرا من السنة صاروا شيعة ..
و لا يوجد في البين من يرى أنه على باطل و يصر عليه ، فهذا محال عقلا .. فكل أمرئ يجد نفسه على ماولدت أمه عليه و ما جاء به أبوه .. فيبقى كأي أخ مسلم له يحمد الله كل الحمد أن جعله من هذا الفريق و لم يجعله من الآخر ،
فالشيعي يرى أن اكبر نعم الله عليه أن حصنه من النار بالولاية كما أثبتت الرويات ،،
و السني يرى أن أكبر نعم الله عليه أن حصنه من النار و لم يبتله بهذا المذهب الرافضي الخبيث :) كما يتصور ..
و هكذا تفنن أبناء الفريقان في رفع رقهم و أوراقهم لإثبات وقوع محض الباطل على الآخر ، فعبر الأول عن الثاني بأنه أخطر من اليهود و انجس ، و قال الثاني عن الاول بأنه لا طريق له للجنة و لن يشتم رائحتها .
طرد كل منا الآخر عن الإسلام ، و كفر كل منا الآخر ، فانتشر الحقد و الضغينة في البين ، فصار السني يجد أن أكثر ما يلتذ به أن يأتي لمثل موقع سوالف ليسرد و بإسهاب شيء من السب و الشتيمة و اللعان على أتباع هذا المذهب الذي راه ( قذرا و وسخا و نجسا ) ، و كذلك فهو يرى أبناءه ( خنازير و قردة و كلاب ) كما تشبعنا من سماع هذه الكلامات النابية الهابطة و لا عتبى عليه فهذا ما تعلم و تربى عليه و كبر في أجوائه ...
و يأتي بالنيابة عنه ذلك ، الشيعي المسكين ، ليدخل في أي موقع يخصه و يكتب ما يندى له الجبين من السب و الإهانة لأبناء هذا المذهب الآخر و ربما أسياده ... لأن هذه الطريقة التي جبل عليها ..
لا أظــــن أن هناك ماهو أبسط من الإسفاف بالآخرين و تحقيرهم و تكوين الصورة السيئة عنهم ،،
أحبائي لست متخوفا من رفع هويتي في كل محافل العالم " فأنا موحد مسلم شيعي " و أفتخر لأنتمائي لهذا الهوية العظيمة ، و لا أستطيع أن أبدلها بأغلى أثمان العالم ، إلا أن اجد في يوم من الآيام انني لست على هدى من أمري و أنني اقف على الباطل ... فلولا ثقتي الكاملة على أنني مع الحق عندما أكون مع علي لم أبقى متحديا الحق في وجهه رافضا له ،،
و لكنني لا أشك أن هذا الشعور العظيم الذي أمتلكه هو ما ينتاب كل مسلم يقف مع نفسه للحظة في هذا الفكر ،،
إذا أيها الأخوة الأعزاء ،، لماذا لا تدركون بعضكم الآخر ؟! لماذا نبحث دائما عن ما يثير العداوة بيننا ؟! لماذا نجيش جميع قدراتنا لزعزعة تماسك صفنا الذي يحاول أن يتوحد مقابل عدو واحد ؟! لماذا لا نحاول أحيانا أن نحسن الظن في الطرف الآخر كي نجد من الآخر نفس الموقف ؟!
تأكدوا لم أتي هنا كي أستجدي تعاطفا يمنحنا شيء أضافيا على ما أكرمنا الله و منا علينا به .. و إنما أتيت هنا ناصحا متألما لما أجد من مستوى عجيب يصنعه أبناء هذا المنتدى المصون ..
كتبت ما كتبت في عجلة من أمري و دموع أسى و حزن تترق في عيني لشعور مقدم بضياع و هدر هذا الوقت الذي كتبته في هذا المكان لأنك يا جوهر " أسمعت لو ناديت حيا ... " أتمنى أن يخيب ظني و تقر عيني برؤوية من يتفهم هذا الكم الكبير من الكلمات التي أحاول من خلالها إيصا معنى عميق يعيش في أعماقي منذ نعومة أظفاري ،، يمنعني دائما من ممارسة العداوة المذهبي و يدفعني دائما للدعوة للحب تبادل الأخوة بين أبناء المذهب الواحد أولا و بين أبناء الملة الواحدة ثانيا و بين أبناء الجنس الواحد أخيرا ..
أعزائي ليس لدي أكثر مما قلته و أسأل الله لي و لكم العافية
و حسن العاقبة ،، و أتوسل إلى الله بأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، أنه ولي حميد ،،
و آخر قولنا أن الحمد لله رب العالمين ..
جــــوهر ..