PDA

View Full Version : [ العجوز العاملة ]


فتى الإيمان
15-09-2003, 01:36 AM
سخر الله عز وجل للإنسان السعي في أمور الدنيا ، لايكل ولايمل ، في شبابه وشيخوخته ، في حال مرضه وصحته . لكن من أراد الله عز و جل به خيراً يسر له عمل الطاعة ، وأولها همة في القلب ، تحرك الجوارح .

قال شميط بن عجلان عن قيام الليل لكبار السن وقد ضعفت اجسامهم ، واصابتهم الاسقام والاوجاع ، ومع هذا يقومون الليل قال :
( إن الله عز وجل جعل قوة المؤمن في قلبه ، ولم يجعلها في أعضائه ، ألا ترون أن الشيخ يكون ضعيفاً يصوم الهواجر ، ويقول الليل ؟! والشاب يعجز عن ذلك ) .
وكانت صفية بنت سيرين توصي فتقول ( يامعشر الشباب خذوا من انفسكم وانتم شباب ، فاني مارايت العمل إلا في الشباب ) .

وقبلها النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال حديث عظيم : ( بادروا بالأعمال سبعاً ، هل تنظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال فشر غائب ينظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر )
رواه الترمذي .

امرأة كبيرة مسنة احدودب ظهرها ، وارتعشت اطرافها ، وهزل جسمها ، لكن الله عز و جل استعملها في الفوائد : ( من أراد من العمال أن يعرف قدر شغله عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل وبأي شغلٍ يشغله ) .
هذه المرأة ولت وجهها نحو الدعوة إلى الله رغم كبر السن وعدم القراءة أو الكتابة ..

قالت احدى الداعيات :
ذهبت يوما الى المستشفى في الصباح الباكر فإذا بي ارى امرأة كبيرة في السن ، تأتي مبكرة مثلي ، ولعل ابنها أتى بها وذهب الى عمله ، لكن
طال تعجبي وتهي تحمل كيساً كبيراً يخط منها على الأرض بين الحين والآخر ، حتى استوت على كرسي في غرفة المراجعة فشمرت عن ساعدها وفتحت الكيس ، ثم بدأت توزع الكتب على المراجعات ، وكلما أتت مراجعة جديدة وجلست قامت اليها واهدتها
كتاباً ، قالت الداعية : فجاء موعدي وقمت الى الطبيبة ، ثم الى مراجعات في المستشفى انتهى بي الى الصيدلية ، ثم عدت الى مكاني الأول الذي أتيت إليه قبل أربع ساعات
، فإذا المرأة في مكانها ، وتعمل عملها ، فعلمت أنها من اكبر الداعيات ، وما أتت الى هذا المكان إلا لهذا العمل العظيم ، مع تأكدي
من بعد منزلها ، وكبر سنها ، وضعفها ، ومع هذا تحمل كيساً لايحمله إلا الأشداء من الرجال ، باترى كم من امرأت استقام أمرها ؟ وكم فتاة صلح حالها ؟ كم من سافرة تحشمت ؟ وكم من مفرطة انابت ؟ وكل ذلك في ميزان حسنات هذه المرأة العجوز لاينقص من
أجر الفاعلة شيء ! اليست هذه نعمة عظيمة من الله عز وجل ؟ بلى والله !

دعونا نأتي لأمر أقل : كم مرة نذهب الى المستشفيات ؟ قد يكون مرة او مرات ، دعونا نستثمر هذه الفرصة بحمل الكتب إلى أماكن المراجعين والمراجعات .
هذا ان ضعفت الهمة عن فعل المرأة العجوز وإلا فنحن أحق و أولى من الضعيفة المسكينة لكن ! ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .

ومن عمل صالحا فلنفسه !