PDA

View Full Version : لا تقرأ هذه الرحلة المخيفة ..


الشيبة
15-09-2003, 02:05 AM
تخيل نفسك وأنت غارق في الماني واللذات , وفجأةً !! إذ بأناس اشكالهم مخيفة وأحجامهم كبيرة واجسامهم غليظة ووجوههم مسودة ومعهم مسوح من النار .. وكأنك في عالم مخيف رهيب تملأ وجوه الرهبة وقد تطاير قلبك هلعاً فهل تعرف من هؤلآء ؟؟إنهم زبانية الموت الذين أتوا لسل روحك من جسدك كما ينزع السفود كثير الشعب من الصوف المبلول .!!

وتخيل نفسك وقد رأيت ملك الموت ذلك الملك العظيم الخلقة الذي لا أستطيع وصفه لعظم خلقته , فما حالك حينئذ ؟؟ كيف تراك تكون ؟؟ هل سألت نفسك هذا السؤال من قبل ؟؟!! لا شك أنك ستكون في فزع عظيم , وتخيل نفسك وقد نزل الموت بك وأنت تعاني من سكراته وغمراته .. وغصصه وكرباته .!!

فتخيل زبانية الموت وهم ينزعون روحك .. وقد بدأوا بجذبها من أطرافك وانت تعاني من ألم الجذب .. حتى إذا بلغت الحلقوم وأنت يومئذ معذ ب مهموم , وقد بلغ منك الكرب منتهاه , في تلك اللحظة التي ستكون فيها قلقاً وجلاً ..!! في تلك اللحظة التي ستفارق فيها هذه الدنيا , نعم إنها لحظة فراق الأهل والأولاد والمال والأحباب ..!! ولا يبقى معك إلأ عملك , فإما إلى جنة وإما إلى نار , وتخيل نفسك وقد إستسلمت للأمر الواقع وفتحت فمك إيذاناً بخروج الروح وحينها تحبسك الملآئكة وتمسكك كي لا تعدوا هارباً مما ترى وتعاين .. وقد شل لسانك فلا تستطيع الكلام , وضاق صدرك فلا تقدر على الصراخ أو التنفس , وأصبحت مدهوشاً خائفاً معذبا ..!!

فتخيل نفسك وأنت في تلك اللحظة العصيبة , في تلك اللحظة التي تكون فيها منتظراً مصيرك ترجو رحمة الله وتخاف عذابه , يأتيك البشير قائلاً :- أخرجي ايتها الروح الخبيثة الى سخط من الله وغضب , فكيف يكون حالك ؟؟!! وإلى اين المصير ؟؟!! وبشروك بالعذاب والنكال والأغلال .. والسلاسل والجحيم والحميم وغضب من الجبار .. ونار لو غمس فيها أنعم اهل الأرض غمسة لنسي الدنيا ونعيمها .. فتتفرق روحك في جسدك وتأبى الخروج فتضربك الملآئكة ضرباً حتى تخرج روحك من جسدك فتتقطع أعصابك وعروقك معها ..!! فتصور قساوة ذلك العذاب , إنها لحظات الإنتقال من دار الفناء الى دار البقاء , وحينها يشخص بصرك ويتحشرج صدرك ويقشعر جلدك وتتشنج اصابعك ..!!

فتخيل نفسك وأنت في ذلك الموقف المخزي , وأنت تقول رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت !! ويا حسرتا على ما فرطت في جنب الله !! وياليتني قدمت لحياتي !! وحينها يأتيك المجيب قائلاً كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائك عذاب عظيم , وبعد ذلك تخرج روحك كأنتن من ريح الجيف , والناس حولك ينظرون ولكن لا يعلمون !! يهرعون للطبيب ولا ينفعك منهم الى من ذكرّك بالله إن نفعت التذكرة !! وبعد ان خرجت روحك وأصبحت جثة هامدة وقد ذهب عنك كل شيئ حتى إسمك فهم يقولون اسكبوا الماء على الجثة ولا يقولون اسكبوا الماء على فلان ابن فلان !! فتخيل نفسك وقد جردوك من الملآبس التي قد لبستها ولم تكن تعلم أنك لن تكون من يخلعها بل سيخلعها غيرك ..!!

فتخيل نفسك بعد أن شرعوا في تغسيلك .. وقد قام واحد منهم يجهز الكافور وقام آخر يجهز الأكفان وقام ثالث يجهز القطن الذي سيوضع في انفك وفمك وعينك , وقام رابع يوضئك ثم يصب الماء على شقك الأيمن ثم اليسر .. ثم يسكب عليك الكافور ..!! ثم يقومون برفعك لكي يضعوك على الأكفان التي ستخرج بها من هذه الدنيا الدنيئة والتي ستكون رفيقتك في قبرك ..!!

انظر لمن ملك الدنيا يأجمعها *** هل راح منها بغير القطن والكفن ؟؟

ثم قاموا بتعطيرك وتكفينك { وما الحياة الدنيا إلأ متاع الغرور } وحالك يقول :-
وغمضوني وراح الكل وانصرفوا
بعد الإياس وجدوا في شراء كفني
وقام من كان اولى الناس في عجل
إلى المغسل يأتيني يغسلني
فجاءني رجل منهم فجردني
عن الثياب وأعراني وأفردني
وأسكب الماء من فوقي وغسلني
غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن
والبسوني ثياباً لا كمام لها
وصار زادي حنوطاً حين حنطني
وقدموني إلى المحراب وانصرفوا
خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا علي صلاة لا ركوع لها
ولا سجود لعل الله يرحمني

وتخيل نفسك وأنت محمول على نعشك وروحك ترفرف فوق جسدك وهي تقول :- يا اهلي يا ولدي لا تلهيكم الدنيا كما لعبت بي , جمعت المال من حله ومن غير حله ثم تركته لغيري ليهنأ به وأني لمحاسب عليه ..!!

يا من غره طول الأمل .. يا من ركض خلف هواه .. يا من يا من غرق في بحر شهواته .. إلى متى .. كيف بك وأنت بملك الموت أمامك يقبض روحك .. أأنت مستعد للقاء الله يوم يقول لك الله يا عبدي أتذكر ذنب كذا وكذا .. أأنت متيقن بأنك ستعيش إلى الغد .. أأنت متيقن بأنك ستعود الى البيت .. ألم تسمع بذلك الشاب الذي لم ينزل من سيارته .. أأنت متيقن بأنك ستخلع ملابسك أم سيخلعها مغسلك .. ما يدريك لعلك تموت اليوم أو غد أو بعد شهر او بعد سنة .. فيا لبيب يا ذكي :- هل أنت مستعد للموت ..؟؟ هل تعلم أن هذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة ؟؟! فارجع لرشدك وفكر بعقلك وأختار اي الفريقين تريد ( فريق في الجنة وفريق في السعير )

علي عبدالله
16-09-2003, 09:32 AM
مشكور اخي الشيبة على الموضوع الواعظ
لقد اكثرت من الامر بالتخيل:)
وهذه التخيلات يقشعر لها البدن ...............(جعلنا الله من اهل الجنة)
وشكرا مرة اخرى