PDA

View Full Version : سيرة علم


زمردة
16-09-2003, 08:49 AM
النفوس البشرية يصيبها الملل والسآمة والفتور، فكلل عن العمل وفتور عن الطاعة، لكنها ما إن يحدوها الحادي ويقودها الساعي ويذكرها الذاكر سير أولئك الأفذاذ وأخبار الأتقياء وإخبات الصالحين وخشوع الناسكين إلا وتنشط ، ويبدأ عملها من جديد.

سنتذاكر معا سيرة علم من أعلام الصالحين وإماماً من أئمتهم ورجلاً من رجالتهم، ما إن يذكر اسمه إلا ويذكر الزهد – وما إن يذكر الزهد إلا ويذكر اسمه. رجل هو الزهد، والزهد هو.



.. الحسن البصري ..





* قال حمزة الأعمى: كنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوماً: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك.

ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار.



* قال حكيم بن جعفر: قال لي من رأى الحسن: لو رأيت الحسن لقلت: قد بث عليه حزن الخلائق، من طول تلك الدمعة وكثرة ذلك النشيج.



* قال يزيد بن حوشب: ما رأيت أخوف من الحسن وعمر بن عبد العزيز، كأن النار لم تخلق إلا لهماً.



* عن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يبالي.



* عن حميد قال: بينما الحسن في المسجد تنفس تنفساً شديداً ثم بكى حتى أرعدت منكباً ثم قال: لو أن بالقلوب حياةً، لو أن بالقلوب صلاحاً لأبكتكم من ليلةٍ صبيحتها يوم القيامة، إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر من عورة بادية ولا عين باكية من يوم القيامة.



* جاء شاب إلى الحسن فقال: أعياني قيام الليل (أي حاولت قيام الليل فلم استطعه)، فقال: قيدتك خطاياك.



* وجاءه آخر فقال له: إني أعصي الله وأذنب، وأرى الله يعطيني ويفتح علي من الدنيا، ولا أجد أني محروم من شيء فقال له الحسن: هل تقوم الليل فقال: لا، فقال: كفاك أن حرمك الله مناجاته.



* قال له رجل: إن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلاً (أي يتصيدون الأخطاء).

فقال: هون عليك يا هذا، فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطعمتها في النجاة من النار، فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟



* سُئل الحسن عن النفاق فقال: هو اختلاف السر والعلانية، والمدخل والمخرج، ما خافه إلا مؤمن (أي النفاق) ولا أمنة إلا منافق، صدق من قال: إن كلامه يشبه كلام الأنبياء.





لله ما أطهر هذه القلوب، ولله ما أزكى هذه النفوس، بالله عليك قل لي: هل أرواحهم خلقت من نور أم أطلعوا على الجنة وما فيها من الحور أو عايشوا النار وما فيها من الدثور أم إنه الإيمان يكسى ويحمل فيكون كالنور (( نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء )).



رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جنانه وجمعنا وإياه في دار كرامته



- من الإيميل -

نفعنا الله بها وإياكم ..

علي عبدالله
16-09-2003, 09:29 AM
مشكورة اختي زمردة
لقد قرأت الكثير عن الحسن البصري وهو من كبار التابعيين
كما ونشأ في بيوت ازواج النبي (ص) فتعلم من علمهن
وبالفعل عرف عنه كثرة بكاءه ..وشدة خشوعه ..........
وشكرا...............

زمردة
17-09-2003, 03:31 PM
أشكرك على حضورك .. وما عقبت به ..

MUSTANG-MACH 1
18-09-2003, 07:07 PM
السلام عليكم ....


والله كلامج صحيح اختي زمرده .. الانسان محتاج لمثل هذي القصص .. والسير .. ولا تنسين هذا اهو التصرف اللي قام به الله عز وجل مع سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .. فاخذ يسرد له قصص الانبياء الاولين لكي يروح عنه ويثبته في رسالته ..


ومشكووووووووووووره والله يكثر من امثالج .. يا اخت الاسلام المثاليه وبكل شرف ..

زمردة
28-09-2003, 06:51 PM
MUSTANG-MACH 1 ..

جزاك الله خيراً ..

نسأل الله أن يجعلنا كما تظنون .. وخيراً مما تظنون .. وأن يغفر لنا ما لا تعلمون ..