بو عبدالرحمن
17-09-2003, 11:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الأصلُ أن أكتبَ خواطرَ عن رحلةِ العمرة التي يسرها اللهُ لي ..
ولكني لم انتهِ بعد من رتوشٍ فيها .. واسأل الله أن يعينني على إنجازها قريباً ..
.. ريثما أنتهي مما بين يدي .. أسوق إليكم .. هذه الخاطرة ..
**
يبدو أنّ الحياةَ هذا شأنها ، شأنُ موجةِ البحرِ في البحرِ الهائجِ ،
لا يطفو على سطحها إلا الشيءُ الأجوفُ والفارغُ التافه !!
فالحياةُ اليوم كذلكَ .. لا نرى من الخلق يطفو على سطحها إلا الفارغين !!
تتسلطُ عليهمُ الأضواءُ في كلّ مكان ، ويبرزون للناسِ قدواتٍ رغم أنوفهم !!
فإذا هم حديثُ الناس ، وشغلُ الدنيا ، وفاكهةُ المجالسِ ..!
مع أنكَ إذا فتشتَ حقائقهم لن تجدهم شيئاً مذكورا !!
يصورهم الإعلامُ كباراً جداً .. ولكن ككبرِ الطبل الأجوف !!
يهولكَ منظرهُ ، وهو خواءٌ من داخلهِ !!
وهل من صحةٍ أن يكبرَ الورمُ !!!؟
ولقد رأى الناسُ بأم أعينهم ، كثيراً من هؤلاءِ تنقصهم ألف باء الثقافة العامة !!
ناهيك عن بديهيات مسلمة في دين الله عز وجل ..!!
ومع هذا ، ورغم هذا ، فإنك تجدُ لهم ألسنةً طويلةً ، ودعاوى عريضة ً ..!!
ولك أن تعجبَ بعد هذا .. كيف جعلوا من هؤلاءِ قدواتٍ يترسمُ خطاها أبناؤنا وبناتنا ،
فيحفظون تفاصيل حياتهم ، وخفايا وأسرار علاقاتهم !!!
ومن حقِ كل عاقلٍ أن يسألَ :
تُرى إذا كان الغرابُ دليلُ قومٍ ........ فإلى أين سيقودهم !؟!
وفي المقابل ..
نرى التربيةَ السماويةَ الربانيةَ تقدمُ لنا الوجهَ المشرقَ المتلألئَ ، كنموذجٍ مبهرٍ ،
يٌقتدى به ويُتأسى ، لأن الكاملَ لن يقودكَ إلا إلى الكمال ، ولا شيء غير الكمال ..
وأما السافل فسيشدكَ إلى القاعِ ولابد ..!!
ومن هنا رأينا القرآن الكريم يسلطُ الضوءَ دائماً على قصصِ الأنبياءِ عليهم السلام ،
ومواقفهم المتميزة المشرقة الوضيئة ..
ليقول لكَ بلسانٍ عربيٍ مبين : الطريقُ من هاهنا ، فلا تعرج في منعطفات الطريق !!
ثم نجدُ القرآن الكريمَ يجمع كل هؤلاء الصفوة الأطهار في رجلٍ ربانيٍ واحد ..
هو نسيجٌ وحده ، وأمةٌ بمفرده ، ومدرسةٌ متميزةٌ بأخلاقه ..
إنه محمد .. محمد صلى الله عليه وسلم .. وهل مثل محمد أحد في العالمين !؟
كلا والذي فلق البحر ، وفطر السماء ، وبرأ الخلق ..
واللهِ ما خلقَ الإلهُ ولا برى *** بشراً يُرى كمحمدٍ بين الورى
ومن هنا يوجهُ ربنا أنظارنا إلى هذه القدوة إن كنا حقاً نبحثُ عن سماء السماء ،
وصفاء الصفاء ، وعن روح وريحان ، ورب راضٍ غير غضبان ..
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21) ..
فانظرِ الآن على أي شيء تربيك مدرسةُ القرآنِ الكريمِ ، وإلى أين تقودكَ
، وأي شيء ترغب أن تصنع منك ولك ..!؟
وفي المقابل .. انظر على أي شيء تريدُ أن تربيكَ مدرسة الوسط الفني العفن ،
وماذا تريد لك ، وإلى أي شيء تريد أن توصلك ؟؟
شتان .شتان بين الثريا والثرى .. وشتان شتان بين الحصى والنجوم ..!!
يريد الله لك الكرامة ، ومع الكرامة العزة والسؤود
يريد أن يجعل منك إنساناً متميزاً ، في دنيا تعج بالعجائب وأخواتها ..لتكون حجةً على الخلقِ من ناحية ، ومباركاً أينما كنتَ من ناحيةٍ أخرى ..
فماذا تريد أن تصنعَ منك مدرسةُ الوسط الفني العفن !!؟
= =
فإن أصبنا فلا عــجبٌ ولا غــررُ *** وإن نقصنا فإن الناس ما كملوا
والــكاملُ الله في ذاتٍ وفي صفةٍ *** ونــاقص الذات لم يكمل له عملُ
كان الأصلُ أن أكتبَ خواطرَ عن رحلةِ العمرة التي يسرها اللهُ لي ..
ولكني لم انتهِ بعد من رتوشٍ فيها .. واسأل الله أن يعينني على إنجازها قريباً ..
.. ريثما أنتهي مما بين يدي .. أسوق إليكم .. هذه الخاطرة ..
**
يبدو أنّ الحياةَ هذا شأنها ، شأنُ موجةِ البحرِ في البحرِ الهائجِ ،
لا يطفو على سطحها إلا الشيءُ الأجوفُ والفارغُ التافه !!
فالحياةُ اليوم كذلكَ .. لا نرى من الخلق يطفو على سطحها إلا الفارغين !!
تتسلطُ عليهمُ الأضواءُ في كلّ مكان ، ويبرزون للناسِ قدواتٍ رغم أنوفهم !!
فإذا هم حديثُ الناس ، وشغلُ الدنيا ، وفاكهةُ المجالسِ ..!
مع أنكَ إذا فتشتَ حقائقهم لن تجدهم شيئاً مذكورا !!
يصورهم الإعلامُ كباراً جداً .. ولكن ككبرِ الطبل الأجوف !!
يهولكَ منظرهُ ، وهو خواءٌ من داخلهِ !!
وهل من صحةٍ أن يكبرَ الورمُ !!!؟
ولقد رأى الناسُ بأم أعينهم ، كثيراً من هؤلاءِ تنقصهم ألف باء الثقافة العامة !!
ناهيك عن بديهيات مسلمة في دين الله عز وجل ..!!
ومع هذا ، ورغم هذا ، فإنك تجدُ لهم ألسنةً طويلةً ، ودعاوى عريضة ً ..!!
ولك أن تعجبَ بعد هذا .. كيف جعلوا من هؤلاءِ قدواتٍ يترسمُ خطاها أبناؤنا وبناتنا ،
فيحفظون تفاصيل حياتهم ، وخفايا وأسرار علاقاتهم !!!
ومن حقِ كل عاقلٍ أن يسألَ :
تُرى إذا كان الغرابُ دليلُ قومٍ ........ فإلى أين سيقودهم !؟!
وفي المقابل ..
نرى التربيةَ السماويةَ الربانيةَ تقدمُ لنا الوجهَ المشرقَ المتلألئَ ، كنموذجٍ مبهرٍ ،
يٌقتدى به ويُتأسى ، لأن الكاملَ لن يقودكَ إلا إلى الكمال ، ولا شيء غير الكمال ..
وأما السافل فسيشدكَ إلى القاعِ ولابد ..!!
ومن هنا رأينا القرآن الكريم يسلطُ الضوءَ دائماً على قصصِ الأنبياءِ عليهم السلام ،
ومواقفهم المتميزة المشرقة الوضيئة ..
ليقول لكَ بلسانٍ عربيٍ مبين : الطريقُ من هاهنا ، فلا تعرج في منعطفات الطريق !!
ثم نجدُ القرآن الكريمَ يجمع كل هؤلاء الصفوة الأطهار في رجلٍ ربانيٍ واحد ..
هو نسيجٌ وحده ، وأمةٌ بمفرده ، ومدرسةٌ متميزةٌ بأخلاقه ..
إنه محمد .. محمد صلى الله عليه وسلم .. وهل مثل محمد أحد في العالمين !؟
كلا والذي فلق البحر ، وفطر السماء ، وبرأ الخلق ..
واللهِ ما خلقَ الإلهُ ولا برى *** بشراً يُرى كمحمدٍ بين الورى
ومن هنا يوجهُ ربنا أنظارنا إلى هذه القدوة إن كنا حقاً نبحثُ عن سماء السماء ،
وصفاء الصفاء ، وعن روح وريحان ، ورب راضٍ غير غضبان ..
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21) ..
فانظرِ الآن على أي شيء تربيك مدرسةُ القرآنِ الكريمِ ، وإلى أين تقودكَ
، وأي شيء ترغب أن تصنع منك ولك ..!؟
وفي المقابل .. انظر على أي شيء تريدُ أن تربيكَ مدرسة الوسط الفني العفن ،
وماذا تريد لك ، وإلى أي شيء تريد أن توصلك ؟؟
شتان .شتان بين الثريا والثرى .. وشتان شتان بين الحصى والنجوم ..!!
يريد الله لك الكرامة ، ومع الكرامة العزة والسؤود
يريد أن يجعل منك إنساناً متميزاً ، في دنيا تعج بالعجائب وأخواتها ..لتكون حجةً على الخلقِ من ناحية ، ومباركاً أينما كنتَ من ناحيةٍ أخرى ..
فماذا تريد أن تصنعَ منك مدرسةُ الوسط الفني العفن !!؟
= =
فإن أصبنا فلا عــجبٌ ولا غــررُ *** وإن نقصنا فإن الناس ما كملوا
والــكاملُ الله في ذاتٍ وفي صفةٍ *** ونــاقص الذات لم يكمل له عملُ