PDA

View Full Version : نفحات ايمانية ليوم الاثنين24 / شعبان / 1424


فتى الإيمان
21-10-2003, 01:54 AM
في رحاب آيـة

{عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا }


هذا تحذير شديد اللهجة وجهه الله إلى أزواج النبي نيابة عنه (صلى الله عليه وسلم) بعد حادثة التآمر التي قمن بها والآيات من طرف خفي تعرف المؤمنات بالصفات التي ينبغي أن يتحلين به وهي: الإسلام: الذي تدل عليه الطاعة والقيام بأوامر الدين، والإيمان: الذي يعمر القلب، وينبثق منه الإسلام حين يصح ويتكامل، والقنوت: وهو الطاعة القلبية، والتوبة: وهي الندم على ما وقع من معصية والاتجاه إلى الطاعة، والعبادة: وهي أداة الاتصال بالله والتعبير عن العبودية له، والسياحة: وهي التأمل والتدبر والتفكر في إبداع الله والسياحة بالقلب في ملكوته، وهن - مع هذه الصفات - من الثيبات ومن الأبكار. كما أن نساءه الحاضرات كان فيهن الثيب وفيهن البكر. وهو تهديد لهن لا بد كان له ما يقتضيه من تأثير مكايداتهن في قلب رسول الله فما كان له أن يغضب من قليل! وبعد فهذه صورة من الحياة البيتية لهذا الرجل الذي كان ينهض بإنشاء أمة. أمة تنهض بحمل أمانة العقيدة الإلهية في صورتها الأخيرة، وتنشئ في الأرض مجتمعا ربانيا، في صورة واقعية يتأسى بها الناس.


دعاء اليوم


اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ سَمْعِي وَمنْ شَرّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرّ لِساني، وَمِنْ شَرّ قَلْبي وَمنْ شَرّ مَنِيِّي


حـديث اليــوم

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ". رواه مسلم.

وهذا يعم جميع الأسفار حتى سفر الحج، فسفرها بغير محرم يغري الفساق بها فيتعرضون لها، وأقل أحوالها أن تؤذى في عرضها أو شرفها ، وكذلك ركوبها بالطائرة ولو بمحرم يودع ومحرم يستقبل ـ بزعمهم ـ فمن الذي سيركب بجانبها في المقعد المجاور ولو حصل خلل فهبطت الطائرة في مطار آخر، أو حدث تأخير واختلاف موعد ، فماذا يكون الحال ؟! والقصص كثيرة . هذا ويشترط في المحرم أربعة شروط وهي أن يكون مسلما بالغا عاقل ذكرا . كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ... أبوها أو ابنها أو زوجها أو أخوها أو ذو محرم منها ". قال ابن العربي: النساء لحم على وضم، كل أحد يشتهيهن وهن لا مدفع عندهن بل الاسترسال فيهن أقرب من الاعتصام فحصن اللّه عليهن بالحجاب وقطع الكلام وحرم السلام وباعد الأشباح إلا مع من يستبيحها وهو الزوج أو يمنع منها وهو أولو المحارم، ولما لم يكن بد من تصرفهن أذن لهن فيه بشرط صحبة من يحميهن وذلك في مكان المخالفة وهو السفر مقر الخلوة ومعدن الوحدة.

حكمة اليوم

إذا زادك السلطان تأنيساً فزِدْهُ إجلالاً.

ابتسامة اليوم



كان غلام يستمع للفرزدق وهو ينشد قصيدة على جمع كبير ، فكان هذا الغلام يصفق طرباً، فلما انتهى الفرزدق من إنشاده استدناه وقال : أأعجبك شعري ؟ قال الغلام : لم اسمع مثله في الجودة والرصانة والمعنى ، فداخل الفرزدق الزهو والغرور وقال للغلام : أيسرك أن أكون أباك ؟ فقال الغلام : " أما أبي فلا أبتغي به بدلا ولكن يسرني أن تكون أمي" !!




من قصص الصالحين


أم سليم )المؤمنة الداعية المبشرة بالجنة)

هي الرميصاء أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية الخزرجية، وكان من أوائل من وقف في وجهها زوجها مالك الذي غضب وثار عندما رجع من غيبته وعلم بإسلامها ولما سمع مالك بن النضر زوجته تردد بعزيمة أقوى من الصخر: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، خرج من البيت غاضبا فلقيه عدو له فقتله، ومضى الناس يتحدثون عن أنس بن مالك وأمه بإعجاب وتقدير ويسمع أبو طلحة بالخبر فيتقدم للزواج من أم سليم ويعرض عليها مهرا غاليا. فترده لأنها لا تتزوج مشركا تقول: إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا. أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها آل فلان. وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت . وعندما عاود لخطبتها قالت: (يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك). فقالت إن مهرها الإسلام. فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم ويتشهد بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم - فتزوجت منه - وهكذا دخل أبو طلحة الإسلام على يد زوجته. ودخل عليها أبو طلحة وكان له غلام تركه مريضاً فسألها عن أحواله فقالت: (إنه بخير) وكان قد مات وتزينت ونال منها ما ينال الرجل من امرأته ثم قالت: (إن الله قد استرد وديعته وإن ابننا قد لقي ربه) فغضب وعجب كيف تمكنه من نفسها وولدها ميت، وخرج يشكوها لأهلها ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبله النبي باسماً وقال: (لقد بارك الله لكما في ليلتكما) فحملت الرميصاء بولدها (عبد الله بن أبي طلحة) من كبار التابعين وكان له عشرة بنين كلهم قد ختم القرآن وكلهم حمل منه العلم. ولم يكف أم سليم أن تؤدي دورها في نشر دعوة الإسلام بل حرصت على أن تشارك في الجهاد ففي صحيح مسلم وابن سعد- الطبقات بسند صحيح أن أم سليم اتخذت خنجراً يوم حنين فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر. فقالت: يا رسول الله إن دنا مني مشرك بقرت به بطنه. ويقول أنس- رضي الله عنه-: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى. فقد بشرها عليه الصلاة والسلام بالجنة حين قال: (دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت من هذا قالوا هذه الرميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك). (من موقع الدر المكنون).



بنت الجنوب