View Full Version : الشيخ علي الخضير يتراجع عن فتاوى المواجهة والتكفير (صوت)
aziz2000
18-11-2003, 01:58 PM
http://www.islamtoday.net/media/0111111111111126.jpg
أعلن الشيخ علي الخضير تراجعه عن جميع فتاويه السابقة المتعلقة بالتكفير ومواجهة رجال الأمن ومهاجمة الأمريكيين المقيمين في الجزيرة العربية، وقال إنه يتبرأ منها، واعتبرها من الاجتهاد الخاطئ الذي لم يستصحب مستجدات الواقع الحديث، وقال ” لم نكن نتصور أن نصل إلى مرحلة تشابه الجزائر و يجب أن يقف هذا النزيف".
وأكد الخضير في حديث على التلفزيون السعودي الذي قطع برامجه ليبث حديث له أن ماحدث في مجمع المحيا السكني مؤخراً أبكاه وأحزنه، واستنكر ذلك الحادث بشدة ودعا إلى الوسطية والاعتدال، معتبراً أن ماكان عليه الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين يمثل الاعتدال والنهج الصحيح.
وقال الشيخ علي الخضير في الحوار التلفزيوني الذي أجراه معه الشيخ عائض القرني بعد مغرب اليوم الاثنين أن أعمال التفجيرات التي طالت عددا من المجمعات السكنية في الرياض في الشهور الأخيرة حرام شرعاً ولايقرها الشرع ولا العقل لأنها قتل لأنفس معصومة وتعدي على الممتلكات وترويع للآمنين، رافضاً كل التبريرات التي يسوقها من نفذوا هذا العمل، وأكد أن ماتم لايسمى جهاداً، وامتنع عن تسميتهم بالمجاهدين، أو أن منفذي هذه العمليات استشهاديين.
وأكد أن انه نجح في إقناع عدد من الشباب الذين اعتنقوا هذا الفكر بالرجوع إلى الحق، ودعا إلى مواصلة الحوار معهم.
وقال الشيخ أن هذه الأعمال شوهت صورة الدين، وتسببت في تأخير كثير من الأعمال الدعوية والخيرية، وتصد الشباب عن التدين، ورأى أنها أدخلت المجتمع في نفق مظلم، ودعا إلى تضافر الجهود لإيقافه.
وحول دعوات الجهاد التي تواتر إطلاقها في الآونه الأخيرة أكد الشيخ الخضير "إن الجهاد قائم وباقي مثل جهاد إخواننا في فلسطين ولكن لا بد من الإذن من ولي الأمر" ، أما فيما يتعلق بالعراق فقد أكد أن "الرايات في العراق اختلطت وهو مكان فتنة" وأوصى الشباب بعدم الذهاب للعراق.
وحذر الشيخ الخضير من الجهل و الحماس والاندفاع موضحاً أن " التكفير حق لله ورسوله ، وشدد على خطورة الوقوع في التكفير ، كما دعا – في حديثه للتليفزيون السعودي - الدعاة إلى أن يتقوا الله وأن لا يجاملوا وأن يفتحوا باب الحوار و يناقشوا مع الشباب و أن يتركوا المواجهة و التكفير.
يذكر أن الشيخ عل الخضير كانت له فتاوي تعتبر مرجع شرعي للمجموعات التي تقوم بأعمال التفجير داخل السعودية.
ودعا من يحملون السلاح إلى أن يتركوا هذا العمل قائلاً لهم : اتقوا الله ... ويكفي ماحدث!.
وقد علم "موقع الإسلام اليوم" من مصادره الخاصة، أن هذا اللقاء جاء بإلحاح من الشيخ علي الخضير للمسئولين في الأمن السعودي، طالبا منحه فرصة لإعلان تراجعه وبيان موقفه.
وجاء هذا التراجع الصريح من أحد المرجعيات الشرعية لمنفذي عمليات التفجير في السعودية بعد ميادرة الشيخ سفر الحوالي والتي دعا فيها إلى محاورة أصحاب هذا الفكر، في الوقت الذي شن عدد من الكتاب والصحفيين حملة عليها باعتبارها أنها غير مجدية.
المصدر : الإسلام اليوم (http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=21636)
aziz2000
18-11-2003, 02:02 PM
كلام الشيخ علي الخضير بالصوت
بكاء الشيخ علي الخضير عندما سمع بتفجيرات الرياض الأخيرة فقط اضغط هنا لتحميل الملف (http://www.sahab.ws/5043/data/333.rm)
اضغط هنا لسماع الجزء الأول من الحوار (http://www.sahab.ws/5043/data/111.rm)
اضغط هنا لسماع الجزء الثاني من الحوار (http://www.sahab.ws/5043/data/2222.rm)
زمردة
18-11-2003, 08:21 PM
هم كانوا ركعاً سجداً ؟ :confused:
aziz2000
19-11-2003, 07:46 AM
حياكِ الله اختي زمردة
نعم .. كان ممن قُتل مسلمون .. وأشهرهم الحارس السوداني والعائلة المصرية التي تتكون من زوجين وولدين رحمهم الله أجمعين .. وحرمة دم المسلم أشد من حرمة الكعبة عند الله بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم ..
وتقبلي تحياتي اختي :)
aziz2000
19-11-2003, 07:50 AM
في تعليق له على المقابلة التي بثها التلفزيون السعودي مع الشيخ علي الخضير مساء اليوم الاثنين، قال فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر أنها مفاجأة سارة. وأضاف أن هذا الموقف من الشيخ علي يدل على شجاعة لا يستطيعها كثير من الناس، فالبعض قد يعتقد الحق ولكن يصعب أن يعترف به. كما تدل مراجعاته على ما عرف عنه من علم .
واعتبر الشيخ ناصر تصريحات الخضير بأنها بداية مراجعات وانفراج في الأزمة وقال: "أمل أن ينظر لها، وان تدرس الأسباب بشمولية وان لا يطغي جانب على جانب ".
وأضاف الشيخ العمر: "نحن نؤيد الحق الذي جاءت به كلمة الخضير لأنه حق، ولأن العلماء قالوا به قبل الشيخ علي الخضير، ونحن نعتقده من قبل ومن بعد والحق قديم ولا يبطله شيء"
وقال: "إن تراجع شخص واحد خير من اعتقال عشرة آلاف شخص، فالتراجع سيؤثر إيجابيا على كثير ممن يتبنى هذا الخط"
وتوقع الشيخ ناصر أن تحدث بعض الإثارات والمغالطات على إثر هذه المحاورة، مؤكداً على الجميع أن لا يلتفتوا إلى ذلك.
وأكد على ما جاء في كلمة الخضير من أن تكفير الأفراد والدول من مهمة العلماء وليس كل أحد.
وقال الشيخ أنه يأمل من الجميع الرجوع عن الأخطاء سواء ممن وقع في أعمال العنف في هذا البلد أو من يقوم بغيرها من الأخطاء في المجتمع
ودعا الشيخ ناصر الجميع إلى المعالجة الهادئة وان يقولوا الحق لا يخافون فيه لومة لائم
كما دعا الشباب خاصة إلى أن يستفيدوا من تلك المقابلة وان يستمعوا لها بتعقل وألا يلتفتوا لما يحصل بعدها من مغالطات وعليهم أن يعنوا بالجوهر لا المظهر .
كما وجه الشيخ ناصر رسالة للمنافقين الذين قد يستغلون هذه المقابلة بشكل سيئ ويوظفونها للتهجم على الأخيار والصالحين كما حصل من هجوم على مبادرة الشيخ سفر، والذي قال أنه لا نعرف إلا أنه يريد الإصلاح، وقدم مبادرة مهمة، ولكن بدأت عقبها الإثارات وبدأ التفتيش عن القلوب وتلك هي سيرة المنافقين.
وأضاف: "وهذه سير المنافقين ، فهم يبرزون حال الفتن فهم كما أثاروا بلبلة كبرى حول مبادرة الشيخ يسفر فسوف يثيرون بلبلة عقب هذه المقابلة، وكما حصل عقب فتنة الحرم وعند كل فتنة فلا ننخدع بما سيكتبون من اتهامات لا اصل لها".
وقال : "إن إصلاح القلوب خير من إصلاح الأجساد و معالجة التفكير هو المطلوب وما حدث يجعل الدولة تفتح المجال لغيره بالحوار . فلينظر للأمور نظرة واقعية وليجتمع عقلاء الأمة مع المسؤولين ويحددوا الأخطاء التي ليست مسوغا لما حدث ولكن لابد من معالجتها ، وأي خطأ يخالف منهج آهل السنة والجماعة في هذا البلد يجب أن يزال ولنتحاكم جميعا إلى شرع الله"
للإستماع للمحاضرة (http://198.169.127.213/audio/ramadan15.ram)
لحفظ المحاضرة (http://198.169.127.213/audio/ramadan15.rm)
المصدر : موقع المسلم (http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_main.cfm?id=3940)
مجاهد الجزيرة
21-11-2003, 01:07 PM
ما دام الحال كذلك فلماذا اعتقل الشيخ الخضير ابتداء؟
شاهدنا كما شاهد غيرنا عرض اللقاء الذي أجراه الشيخ عايض القرني مع الشيخ الخضير في القناة السعودية الأولى وكان لنا على هذا الحدث التعليقات التالية
تتمة..
أولا: لا فتوى ولا قضاء لأسير
قبل كل شيء فإنه ما دام الشيخ على الخضير مسجونا فهو في حكم الأسير، والأسير لا يؤخذ منه فتوى ولا قضاء ولا يعطى إمارة بإجماع العلماء. وهذا الموقف يعفينا من التحدث عن المواقف التفصيلية التي صرح بها الشيخ في اللقاء.
ثانيا: بناء على اللقاء لماذا اعتقل الشيخ؟
هناك ملاحظة هامة جدا لم يرصدها إلا القليل جدا وهي التالي:
تبين من خلال اللقاء أن الشيخ الخضير لم يشارك في أي من التفجيرات الأخيرة أو يعلم بها أو يتستر على من خلفها حيث نفى علاقته بانفجار الرياض وأكد أن معلوماته عن التسعة عشر مطلوبا –قبل اعتقاله- معلومات تبرئهم من أي تفجيرات أو أعمال مشابهة. وبهذا يتضح من اللقاء أن الخضير لم يقترف شيئا عمليا يعتقل من أجله مما يدل على أن الشيخ معتقل بسبب أفكار وفتاوى فقط.
ثم لم يصدر عن الشيخ فتوى تجيز التفجيرات داخل البلد ولا فتاوى تكفر الدولة أو تطلب نقض البيعة. وأما فتاواه حول مظاهرة المشركين على المسلمين فكانت فتاوى عامة أصدر مثلها أو أشد منها عدد كبير من العلماء ممن لم يعتقلوا. وأما فتاوى تكفير الحمد والنقيدان فهي قديمة وقد قال بها الشيخ العقلا وغيره ولم يعتقلوا ولم يجر لهم حتى استجواب بسيط. وبهذا فإنه حتى لو كان الشيخ معتقلا بسبب افكار أو فتاوى فهي ليست فتاوى تستفز الحاكم بذاته من قبيل هذه التي فيها تكفير للدولة أو نقض البيعة.
إذا كانت الحال هذه فما هو سبب اعتقال الشيخ؟
ربما لن يجد الأمير نايف جوابا أدق من أن اعتقال الشيخ جرى بأوامر من أمريكا وذلك بسبب أن الشيخ كان مع الشيخ ناصر الفهد والشيخ الخالدي من أكثر المؤيدين لعملية سبتمبر والمؤيدين لطالبان وكثر الكلام في الصحافة الأمريكية على اعتبار المشايخ الثلاث منظرين للتيار الجهادي. وكان الشيخ قد نصح من قبل كثير من محبيه أن لا يتختبيء حين طلبته الدولة لأنه لم يسجل عليه شيء يدينه حتى بالأعراف الرسمية اللهم إلا تأييد المجاهدين والتحذير من أمريكا.
وفي نظرنا لم تخطر هذه النقطة ببال الأمير نايف وإلا لكانت رادعا له من أن يظهر هذه المقابلة.
ثالثا: الانقلاب الشامل الكامل يقضي على المصداقية
لو كان التحول عند الشيخ الخضير هو مجرد تعديل في الاجتهاد في قضية محددة بسبب توفر ما يدفع لتغيير الرأي السابق لكان من الممكن أن يعطى هذا اللقاء شيئا من المصداقية. لكن أن يُحضر الشيخ الخضير ويستنطق استنطاقا عن كل جزئية في قضايا المملكة وحكامها وأمريكا والبيعة والخروج والتفجيرات وشباب الجهاد وحرب العراق والتكفير وتتحول مواقف الشيخ كلها بدون استثناء تحولا كاملا فهذا ما يضرب مصداقية اللقاء بالكامل. والناس مع هذا التحول الكامل لشخص قديم في طلب العلم سيقولون إن هذا الشيخ إما مكره أو مريض مسحور ملقن لا يعي ما يقول أو ضعيف جدا انقلب على قدر ما يريد الحاكم، وقطعا لن يقول أحد بأن هذا عالم فاضل رأى الحق فعاد إليه إلا أحمق.
رابعا: اللقاء لم يبثه نايف لولا ضعف الدولة
كثير من العلماء والشخصيات الهامة من الذين يشار إليهم حاليا بالبنان ممن سجنوا قديما وأطلق سراحهم حصل لهم ما حصل للشيخ الخضير وأجريت مع بعضهم مقابلات قالوا فيها مثل أو أشد مما قال الخضير فلم تعرض الدولة مقابلاتهم على التلفاز ولم تتحدث عن تحولهم إلى وسائل الإعلام وتركت المجتمع يرصد تحولهم تلقائيا. لماذا إذن قررت الدولة نشر مقابلة الشيخ الخضير ولم تنشر مقابلات أؤلئك من قبل؟ السبب أن الدولة لم يمر عليها أن شعرت بالضعف وقوة التحدي والخطر عليها مثل الآن، ولذلك اضطرت الدولة الآن اضطرارا لبث هذه المادة رغم الإحراج الذي تسببه في النقاط التي أشرنا إليها أعلاه.
خامسا: الناس أوعى من أن ينخدعوا
أصبح الناس مع عصر العولمة والاتصالات أكثر وعيا وأعلى ذوقا من أن يقبلوا بهذه الأساليب من قبل نظام متخلف يعتقد أنه لا يزال يمتلك كل شيء امتلاكا. والجمهور وهو يرى القمع الذي تمارسه الدولة للرأي الآخر وفي نفس الوقت يرى نماذج أخرى في العالم تتعامل مع مخالفيها باحترام وتعطيهم نصيبهم كاملا في منصات الرأي ماداموا لم يستخدموا القوة سيستهجن هذا الأسلوب إلى آخر مدى ويعتبره احتقارا لعقل المجتمع ونضج الناس.
مجاهد الجزيرة
21-11-2003, 01:09 PM
رموز المبادرة .. والبحث عن أي دور في المعمعة
تسابق مجموعة من علماء الصحوة وقيادييها في شجب تفجير مجمع المحيا ثم تناقلت وسائل الإعلام ما اعتبرته مبادرة من بعض الناشطين الإسلاميين لمنع حوادث أخرى من خلال ترتيب شي ما بين الدولة والحركات الجهادية. وكان الدكتور محسن العواجي والشيخ سفر الحوالي قد تحدثا عن هذه المبادرة في قناة الجزيرة قبل حادث المحيا واسترسل الشيخ سفر في الموضوع، كما وجه الدكتور محسن في مقال خاص مناشدة بعدم الكتابة عن الموضوع حتى لا يتسبب ذلك في ضرر الجهود المبذولة في هذا الاتجاه.
وأمام هذه التصريحات لنا تعليقات نحسبها هامة وضرورية.
تتمة..
أولا: ألأوليات تفرض علينا
نستغرب كل الغرابة أن تكون أولويات واهتمامات هذه الشخصيات تابعة لأولويات مفروضة علينا فرضا بغير مبرر شرعي ولا مبرر وطني ولا منطقي. صحيح أن هذه التفجيرات حدث هام وصحيح أنها تستحق التعليق والتحليل وتحديد الموقف لكن أمورا كثيرة أهم منها بالمقياس الشرعي والوطني والمنطقي كانت ولا تزال تحتاج إلى تحديد موقف لم يتحرك لها الإخوة ولم يعلقوا عليها.
ونتمنى أن لا يكون مثلهم مثل كفار مكة الذين عظموا القتال في الأشهر الحرم فرد عليهم القرآن "يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون". فالقتال في المسجد الحرام كبير لكن الصد عن سبيل الله والكفر بالله وإخراج أهل المسجد الحرام من الحرم أكبر عند الله والشرك والكفر أعظم من القتل.
فإذا رأى مشايخ الصحوة وأساتذتها ضرورة شجب ما حصل وتقبيحه فلماذا لم يشجبوا ويقبحوا ما يقوم به الطغاة من تبديل لشرع الله ومن موالاة للكفار ومن مظاهرة لهم على المسلمين ومن استحلال للحرام ومن تنفيذ لبرامج التخريب والفساد ومن ظلم وقمع وأكل لأموال الناس واعتداء على أعراضهم وكرامتهم ومن نشر المخدرات ومن استبداد وطغيان وتلاعب بالمال العام وتضييع لمستقبل البلد وغير ذلك من الجرائم التي حطمت الأمة ووضعت البلد بين يدي مستقبل خطير.
ألا يوافق هؤلاء المشايخ والمفكرون أن جريمة النظام في دعم احتلال العراق وضرب أفغانستان وجريمة النظام في رمي الآلاف من المصلحين والدعاة في السجون وجريمة النظام في تغيير المناهج من أجل عيون أمريكا وجريمة النظام في تشغيل عشرات المحطات الفضائية المفسدة وببيع مشفرات القنوات الخلاعية وجريمة النظام في فرض الربا على الناس وجريمة النظام في مصادرة أموال الأمة وإدخال البلد في دين قومي هائل وجريمة النظام في تشجيع نشر المخدرات والفساد الأخلاقي وجريمة النظام في إعطاء آلاف الأمراء وحاشيتهم حصانة من القضاء والعقوبة وإطلاق العنان لهم لينتهكوا الأموال والدماء والأعراض وجريمة النظام في قمع المصلحين بكل قسوة وجريمة النظام في نشر البطالة والفقر والجريمة، ألا يوافقوا أن هذه الجرائم أولى بالاهتمام أو على الأقل تستحق نفس القدر من الاهتمام؟
هذا النسق في تقويم الأمور والطريقة في تحديد الأوليات التي تمثلت في الحماس والظهور الاعلامي من أجل حادث المحيا ومثله من الحوادث والسكوت التام عن الجرائم العظمى التي ترتكب بحق الدين والأمة بل ربما تأييدها ضمنا وأسوأ من ذلك خذلان أهل الإصلاح والوقوف مع الدولة ضدهم دليل على أن الأولوية هي لما تريده الدولة وليس لما يحدده الشرع ومصلحة الأمة.
إن محاولة تقديم البلد وكأنه يعاني من مشكلة إرهاب متمثل في بضع تفجيرات والسكوت عن الإرهاب العنيف الذي تمارسه الدولة وتوظف له كل أدواتها المادية والمعنوية هو في نظرنا خيانة للدين والأمة بل وانخراط في قائمة الأدوات التي وظفتها الدولة في إرهابها لحرب الإسلام والأمة.
ثانيا: الشعار أغلى من الحقيقة
على فرض أن هذا الحدث يستحق أن يقدم على غيره فلماذا يكتفي مشايخ الصحوة وأساتذتها باستخدام الأسلوب الشعاراتي في المبالغة في تقبيح العمل وتكلف حشد العبارات الشرعية والأدبية في وصف بشاعته؟ لم نعهد هؤلاء العلماء والمفكرين سطحيين ولا ساذجين في قضايا أخرى وليسوا جهلة أو قليلي الثقافة والمعرفة والقدرة على التحليل حتى يدركوا أن هذه الحوادث لا تعالج بالشعاراتية ولا بالمكارثية والامتحان على طريقة محاسبة المتعاطفين.
هم يدركون جيدا -وليسوا المُعَلمين- أن تنفيذ هذه الأعمال ليس إلا نتيجة لظروف وأوضاع هم أعرف الناس بها وأقدر الناس على الكلام عنها كونهم عايشوها أكثر من غيرهم فما الذي يمنعهم من الكلام عن ذلك بكل شجاعة ومسؤولية؟ فإذا كان الجواب هو غياب الشجاعة -كما يعترف به البعض- فلماذا تغيب المسؤولية؟ إذا كان لدى المرء أدنى شعور بالمسؤولية ولا يستطيع أن يقول الحق -جبنا- فيكفيه أن لا يقول باطلا وسيعذره الناس، أما أن يقول باطلا فهذا ما لايمكن أن يعذر به مطلقا.
ولا يحتاج المنصف إلى جهد عقلي كبير حتى يستنتج أن المسؤول الأول عن الظروف التي أدت لهذه الحوادث هو النظام الحاكم نفسه، فلماذا يفشل الصحويون في وضع أصبع الاتهام هناك حتى ولو بأسلوب غير مباشر؟ وإذا عجزوا عن وضع أصبع الاتهام في الموضع الصحيح فلماذا يختاروا الجانب المحروم من الجدل والإعلام والمحاصر سياسيا وأمنيا ثم يتسابقوا في جلده فكريا وشرعيا؟
إن الإصرار على الشجب والاستنكار وفرد العضلات على الطرف المحاصروالسكوت عن المسبب الأول للظروف التي تؤدي لهذه الأعمال فقط لأنه قوي وغني ومتمكن لا يمثل غيابا للمسؤولية والشجاعة فحسب بل ربما يكون قادحا في المروءة والشهامة ودليلا على غياب أدنى درجات مفهوم تحمل الأمانة.
ثالثا: الحوار اللغز
الحديث عن مبادرة (ما) بين الجهاديين والدولة صار مثل الحديث عن لغز أو أحجية وذلك لأن الذين طرحوا المبادرة يدركون إدراكا عميقا ويقينيا أن أيا من الطرفين لا يؤمن بالحوار مع الطرف الآخر ولا بقبول أي من عروضه وشروطه.
الصحويون يعلمون أن الدولة لا يمكن أن تعترف بالشخصية الفكرية والكيان الاعتباري لهذه الجماعات ولا تريد أن تقر بوجود تيار يدعمهم اجتماعيا ولوجستيا وتصر على اعتبارهم خوارج ومفسدين في الأرض. والصحويون يعملون كذلك أن هذه الجماعات تعتبر الدولة دولة كفر وحكامها طواغيت أذناب للكفار يجب أن يقوض بنيانهم من أصله ولا مجال للحوار ولا للتفاهم معها وأن كل فرص التفاهم قد استنفذت منذ زمن بعيد.
الصحويون يدركون ذلك أكثر من غيرهم لمعايشتهم بل ومشاركتهم في الجدل الذي يطرحه كلا الطرفين ومتابعتهم لتطورات العلاقة بين الدولة والجماعات الجهادية متابعة دقيقة جعلتهم أكثر الناس يقينا باستحالة أي شكل من أشكال الحوار. فإذا كانوا يدركون أن المبادرة المزعومة مشروع أجوف وإذا كانوا يعلمون أن الدولة لا تقيم لهم اعتبار فلماذا يتحدثون عن هذا الأمر؟
التفسير في نظرنا عائد إلى نفس الطرح الشعاراتي الأجوف الذي يعجز عن التعامل بشكل عملي مع حقائق ومعطيات الحياة وتحديات الأحداث. ونخشى أن يكون التفسير الأدق لهذا الطرح هو الاستماتة لتحقيق إشباع نفسي لمعالجة مشكلة غياب هذه الشخصيات عن مسرح الأحداث وعجزها عن تحقيق دور إيجابي تصنع به الحدث أو تحسن به مواكبة الحدث أو على الأقل تجيد صياغة الموقف من الحدث فتصنع دورا خياليا لا وجود له على أرض الواقع.
ومع الأسف الشديد رغم الإهانة التي وجهها الأمير نايف لأحد هذه الرموز في تجربة سابقة والتي اعتقد البعض أنه سيتبعها تصرف قوي من قبل هذا الرمز لرد الاعتبار لنفسه تفاجأ الناس بنفس الرمز يدير خده الأيسر ليتلقى الصفعة الثانية من الأمير نايف موجهة بكل معاني التحقير والازدراء لهذا الرمز ولكل أصحاب المبادرة.
رابعا: حوار مع حملة السلاح ولا حوار مع حملة المصاحف
لغز آخر يطرح بعد إطلاق هذه المبادرة هو عبارة عن تساؤل لماذا يتحمس هؤلاء لتشجيع الدولة على محاورة حملة السلاح ولم يتحركوا لتشجيع الدولة على الحوار مع حملة المصاحف الذين تصرفوا بكل سلمية وانضباط؟ بل لماذا يتنازل أحدهم عن كل الليبرالية التي تبناها في السنوات الأخيرة ويعتبر الاعتصام انتهازية ويبارك قمع الدولة له ويفتي آخر بأن هذه الاعتصامات محرمة لأن الدولة لا تسمح بها؟
هذا الموقف السلبي من طرح التيار الإصلاحي لم يكن وليد مرحلة الاعتصامات بل هو الموقف ذاته منذ أن بدأت قناة الإصلاح بثها أو حتى قبل ذلك. حين انطلقت قناة الإصلاح ووفرت ما كان ينتظره الحادبون على الإصلاح منذ زمن بعيد وهو الأداة الإعلامية الحرة التي يتحدث من خلالها الشعب دون تدخل من النظام ظننا أن هذه هي بغية هؤلاء المشايخ والمفكرين. ومع تفهمنا للظرف الذي يعيشونه فقد اعتقدنا أنهم إن لم يقفوا موقفا إيجابيا من هذه القناة فلن يقفوا منها موقفا معاديا وسيعتبرونها على الأقل أحد الاجتهادات التي فيها الكثير من الصواب والقليل من الخطأ.
وظننا أن الظاهرة الجديدة في مشاركة الرجال والنساء والكبير والصغير والعامي والمتعلم ومشاركة أهل البادية والحاضرة ومشاركة بن الشمال والجنوب والشرق والغرب ظننا أن ذلك عين ما كان يتمنى الصحويون لشعبهم وأمتهم. وظننا كذلك أن المنهج المنضبط دينا والحذر سياسة والسلمي توجها هو عين ما يباركه الصحويون. لكننا صدمنا في سكوت أقوام وتنصل آخرين ثم تعدى البعض إلى مرحلة الهمز واللمز بل والإكثار من ترديد الاتهامات في النيات والمقاصد. ثم جاءت الاعتصامات وشهد الصحويون كما شهد غيرهم القمع العنيف الذي تعرض له الرجال والنساء فكان أحسنهم حالا من سكت وكأن الأمر لا يعنيه.
إن هذا الحماس لطرح حوار مع حملة السلاح وتجاهل الطرح الإصلاحي السلمي بالكامل او الوقوف مع الدولة ضده يختصر المطاف في تفسير عقلية وشخصية الذين طرحوا المبادرة ويتمم الصورة الناقصة في معرفة هذا التيار.
أخيرا: التوجيه والرأي
قد يقول قائل فما هو التوجيه إذن؟ وما هي النصيحة التي توجه لإخواننا أصحاب المبادرة؟ ونقول إن إخواننا أذكى وأوعى من أن يبسط لهم الاستنتاج، وهم على درجة من العلم والإدراك والمعرفة تؤهلهم لمعرفة الرسالة النهائية لهذا التحليل بل إنهم يقرأون بين السطور ما لا يقرأه غيرهم.
ونحن على قناعة بأن إخواننا من حيث المقدرة العقلية والشخصية والموقع الاجتماعي قادرون –لو تجردوا وصبروا- على تحمل المسؤولية وقادرون على اتخاذ موقع حقيقي في الساحة الاجتماعية والسياسية لا موقع هلامي شكلي، وقادرون على القيام بدور فعال ونافذ لا دور خيالي إشباعي للذات العاجزة.
ليس من سياستنا الكلام بهذا الأسلوب تجاه إخواننا ولا نريد استعداء أحد أبدا حتى من ينتقدنا علنا لكننا ظننا في هذه المرحلة التي أقبلت علينا فيها نذر الفوضى أنه آن الأوان أن نقسوا شيئا قليلا على إخواننا لعلنا ندفعهم دفعا لتحمل المسؤولية بمستواها الحقيقي والتحرك بما يمليه واجب الدين وتحديات المستقبل.