PDA

View Full Version : ليس من مصلحة اسرائيل اخراج الكستناء من النار السورية


sad_bird
20-11-2003, 01:46 PM
كتب المحلل الاسرائيلي رامي تال في صحيفة يدعوت احرنوت هذا المقال بعنوان (مع كل الاحترام للولايات المتحدة)
محذرا اسرائيل من التمادي في استغلال وجود الولايات المتحدة في هذه المنطقة ومحاولة العبث برماد الجبهه السورية الساكن لان هذا العبث لن يفيد اسرائيل على المدى البعيد وخصوصا وان الولايات المتحدة تستعد بشكل سريع لمغادرة النار العراقية وكتب يقول



من المشكوك فيه أن يكون قيام إسرائيل بإخراج ثمار الكستناء من النار السورية لصالح الولايات المتحدة، مسألة تناسب إسرائيل...


منذ 30 عاماً، تقريباً، يسود الهدوء الحدود الإسرائيلية – السورية. ولم يطلق السوريون أي طلقة في الجولان، حتى عندما خاض الجيش الإسرائيلي حرباً مباشرة ضد الجيش السوري في لبنان. لكن هذا الهدوء بدأ يتقوض، مؤخراًً، حتى دون أن نشعر بذلك. وكما يبدو، فإن إسرائيل تحاول جر سوريا "من أذنيها" للدخول معها في مواجهة عسكرية.

هناك العديد من المؤشرات التي تدل على ذلك: تحليق الطائرات الإسرائيلية في أجواء اللاذقية، القصف الجوي لمعسكر عين الصاحب، في أعقاب العملية الانتحارية في مطعم "مكسيم" في حيفا، التحذيرات العدوانية لسوريا في أعقاب التدريبات العسكرية التي أجراها الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، في هضبة الجولان، تهديدات رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بتحميل سوريا المسؤولية عن كل عمل تقوم به منظمة حزب الله.

من شبه المؤكد أنه تم تنسيق كل هذه العمليات مع الولايات المتحدة الأمريكية، بل أنها حظيت بمباركتها. وقد نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، قبل عدة أيام، تقريراً لمراسلتها في واشنطن، أوضحت فيه "أن الولايات المتحدة ستوافق على كل عملية تقوم بها إسرائيل ضد أهداف إرهابية في سوريا". لكن التنسيق المشار إليه لا يجعل من كل سياسة تنتهجها إسرائيل، سياسة منطقية وصحيحة. إن الهدوء على الحدود السورية يعتبر كنزاً إستراتيجياً بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل. فما الذي يجعل قادة الدولة يخاطرون بهذا الكنز؟

نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، يكمل نظام والده. وما زالت تحيط به تلك المجموعة من الجنرالات القدامى التي توجهه، بل وتراقبه. ويصعب التصديق بأن هذه المجموعة ستتجاوز بصمت، وستتحلى بنفس طويل، إزاء سلسلة الاستفزازات الإسرائيلية.

حساب الأمريكيين مع سوريا واضح: إنهم يشتبهون بأنها تقدم الدعم العسكري والإمدادات لأنصار صدام حسين في العراق، الذين يلحقون خسائر فادحة بالقوات الأمريكية. إضافة إلى ذلك، يعتبر الرئيس بوش سوريا جانباً من "مسار الشر" الذي يجب التخلص منه، عاجلاً أم آجلاً. لكنه من غير المعقول أن يشجع الوضع الحالي في العراق، الرئيس بوش على خوض مغامرة جديدة، ضد سوريا، في المستقبل القريب. ولذلك سيسر الجانب الأمريكي قيام إسرائيل بتخويف سوريا كي توقف نشاطها في العراق، إذا كانت تقوم بنشاط كهذا.

لكنه من المشكوك فيه أن يكون قيام إسرائيل بإخراج ثمار الكستناء من النار السورية لصالح الولايات المتحدة، مسألة تناسب إسرائيل. فالحرب، إذا بدأت، لن تلحق الضرر بالمدن الأمريكية، ولا حتى بقوات الجيش الأمريكي، بينما ستواجه إسرائيل، في المقابل، مخاطر ملموسة. صحيح أنه يحتمل اكتفاء سوريا بإطلاق نيران مدفعيتها في هضبة الجولان، أو طلبها من حزب الله إطلاق صواريخ الكاتيوشا على البلدات الشمالية. لكن هذا ليس مؤكداً: ذلك أن الأوضاع العسكرية في سوريا وصلت درجة من اليأس يمكنها أن تغويهم على تفعيل الصواريخ ضدنا. ويجب أن نتذكر أن صاروخ "سكود" السوري يحتاج إلى إجتياز أقل من 200 كلم كي يصل إلى العديد من المدن الإسرائيلية، خلافاً للصاروخ العراقي الذي احتاج إلى اجتياز قرابة 800 كلم. ولم نشر بعد إلى حقيقة احتمال أن تؤدي المواجهة الإسرائيلية – السورية، إلى ردود فعل غير مرغوب فيها، من الجانب المصري.

لكنه يمكن أن يكون لذلك كله معنى آخر، مستتراً، وهو الرغبة في التحرر، بشكل ما، من الباب الموصود الذي وصلت إليه الأوضاع مقابل الفلسطينيين. الجميع يعرف، كما قال لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أربعة من قادة جهاز المخابرات العامة "الشاباك"، خلال العقدين الأخيرين، أن الحل الوحيد يكمن في الانسحاب شبه الكامل واقامة الدولة الفلسطينية. لكن شارون ليس مستعداً لذلك. فهل تتجه النية نحو إعادة الصراع الإسرائيلي – العربي إلى دولة عربية سيادية، تملك جيشاً ويمكن الانتصار عليها بسهولة في معركة عسكرية تقليدية؟ هذا ما يعرفه شارون والله.