sad_bird
21-11-2003, 06:09 PM
إستخدام الإنترنت لدى الفلسطينيين
الشبكة الإلكترونية تشكل بالنسبة للفلسطينيين ملاذًا يلجأون إليه من الإغلاقات والأطواق الأمنية. إرتفاع حاد في عدد مستخدمي الإنترنت الفلسطينيين...
يبدو أن الفلسطينيين وجدوا لهم، بعد ثلاث سنوات تخللتها الإغلاقات وفرض الأطواق والاغتيالات، ملاذا يلجأون إليه، وهو الاتصال بالشبكة الإلكترونية العالمية (الإنترنت).
وتفيد مصادر في مناطق السطة الفلسطينية، أن استخدام الإنترنت زاد في غضون الأشهر الأخيرة بشكل ملموس، بحيث أصبح عدد الفلسطينيين المتصلين بالإنترنت في الضفة الغربية وقطاع غزة يفوق بشكل نسبي عدد مستخدمي الإنترنت في الدول العربية المجاورة. ويرتاد الفلسطينيون شبكة الإنترنت لسدّ حاجات عديدة، بدءًا بشراء أغراض عبر الإنترنت وانتهاءً بالاتصال بالأقارب والمعارف بعد أن انقطعت بهم السبل، ولا يمكنهم لقاء بعضهم البعض بسبب الإغلاقات والأطواق. وبما أن الاتصال الهاتفي يكون مشوشًا في كثير من الأحيان، فإن كثيرًا من الفلسطينيين يفضلون الاطمئنان على أحوال المعارف والأقارب في غرف الدردشة الإلكترونية.
ويقول معين بسيسو، صاحب شركة "بالنيت"، أكبر شركة لتزويد خدمات الارتباط بالإنترنت في مناطق السلطة الفلسطينية، إن هناك العديد من الأسباب العملية التي تدفع الفلسطينيين إلى استخدام شبكة الإنترنت. ويضيف بسيسو أن "الأوضاع السياسية والأمنية تدفع بالناس إلى الاتصال بالشبكة من أجل العمل مثلاً أو الاطلاع على آخر المستجدّات، ومن المؤكد تمامًا أنه لا يتم استخدام الإنترنت من أجل الرفاهية". كما أشار بسيسو إلى أن استخدام الإنترنت يزداد في حالات فرض حصار صارم بشكل خاص، ونفى بشدة إشاعات انتشرت في المناطق الفلسطينية حول قيام الجيش الإسرائيلي بالتنصت على الاتصالات الفلسطينية عبر الإنترنت من أجل ضبط المشتبه بهم.
المركز الثقافي في مخيم الدهيشة
قد يكون المركز الثقافي "إبداع"، وهو أول مركز للحواسيب في مخيم الدهيشة للاجئين، قرب بيت لحم، من العوامل التي ساهمت في إحداث ما يمكن أن يسمى "ثورة إلكترونية مصغرة". ويمكن هنا رؤية الفتيات، وهن يتبادلن الضحكات والرسائل عبر غرف الدردشة الإلكترونية مع أصدقاء وصديقات من مخيم شاتيلا اللبناني، كما وترى هنا الفتيان والأولاد الذين يتسلـّون بالألعاب الإلكترونية.
وعلى الرغم من الأجواء اللطيفة التي تخيم على المكان، إلا أن تأثير القتال الإسرائيلي الفلسطيني لا يخفى، ويمكن استشعاره بشكل واضح في المركز الكائن على مشارف مخيم الدهيشة، الذي يسكنه 11 ألف فلسطيني. وتظهر في رسم على أحد الجدران صورة شاب فلسطيني يقاتل دبابة إسرائيلية. ويقوم فتية آخرون بتحديث الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز، حيث يسجلون قصصهم ويوثقون أحداث حياتهم اليومية في المخيم.
وطبقـًا للمعايير الغربية، فإن استخدام الإنترنت في أنحاء السلطة الفلسطينية ما زال ضئيلاً للغاية، وحسب معطيات نشرتها شركة الأبحاث "مدار" في دبي، فقد استخدم الإنترنت خلال شهر أيلول/سبتمبر الأخير 8% من الفلسطينيين فقط. وعلى سبيل المقارنة، ترتبط 40% من العائلات الإسرائيلية بالشبكة الإلكترونية، وذلك طبقـًا لمعطيات وزارة الاتصال الإسرائيلية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الفلسطينيين يتقدمون على مصر والمغرب والأردن في هذا المجال، وتزيد النسبة المذكورة عن تلك التي سجلت قبل اندلاع انتفاضة الأقصى قبل ثلاث سنوات.
تزايد عدد المستخدمين بثلاثة إلى أربعة أضعاف
يقول مشهور أبو دقة، المدير التنفيذي لاتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطيني، إن 2-3% من الفلسطينيين استخدموا الإنترنت قبل الانتفاضة الأخيرة، أي أن هناك زيادة تتمثل بثلاثة إلى أربعة أضعاف في نسبة المستخدمين للشبكة. وساق أبو دقة معطيات عن أبحاث أظهرت أن فلسطينيين كثيرين يستخدمون الإنترنت من أجل إبرام الصفقات أو شراء الأغراض. وينوه أبو دقة إلى أن ذلك يشكل دليلاً واضحًا على أن "الشعب الفلسطيني يستخدم الإنترنت من أجل كسر الحصار".
ويضيف أبو دقة أن "الإنترنت أحضر العالم الخارجي إلى الفلسطينيين، وتحظى مواقع الأخبار العالمية مثل الـ"تايمز" و"هَآرِتس" باللغة الإنجليزية بشعبية في أوساط الفلسطينيين. لقد جعل الإنترنت وسائل الإعلام المحلية زائدة إلى حدّ ما".
ويقول أحمد عوايدة، نائب رئيس البنك العربي، إن الوضع الأمني يشكل عاملاً رئيسيًا أحدث زيادة بأربعة أضعاف في عدد مستخدمي الخدمات المصرفية الإلكترونية، والذي يصل إلى سبعة آلاف مستخدم.
ويمثل "التعليم عن بعد" في جامعة بير زيت نموذجًا بارزًا يدل على أهمية الإنترنت في الحياة اليومية لدى الفلسطينيين. وقد تم تشغيل هذا البرنامج من أجل خدمة طلاب الجامعة الذين يتعذر عليهم الوصول إلى الجامعة ومتابعة المحاضرات
الشبكة الإلكترونية تشكل بالنسبة للفلسطينيين ملاذًا يلجأون إليه من الإغلاقات والأطواق الأمنية. إرتفاع حاد في عدد مستخدمي الإنترنت الفلسطينيين...
يبدو أن الفلسطينيين وجدوا لهم، بعد ثلاث سنوات تخللتها الإغلاقات وفرض الأطواق والاغتيالات، ملاذا يلجأون إليه، وهو الاتصال بالشبكة الإلكترونية العالمية (الإنترنت).
وتفيد مصادر في مناطق السطة الفلسطينية، أن استخدام الإنترنت زاد في غضون الأشهر الأخيرة بشكل ملموس، بحيث أصبح عدد الفلسطينيين المتصلين بالإنترنت في الضفة الغربية وقطاع غزة يفوق بشكل نسبي عدد مستخدمي الإنترنت في الدول العربية المجاورة. ويرتاد الفلسطينيون شبكة الإنترنت لسدّ حاجات عديدة، بدءًا بشراء أغراض عبر الإنترنت وانتهاءً بالاتصال بالأقارب والمعارف بعد أن انقطعت بهم السبل، ولا يمكنهم لقاء بعضهم البعض بسبب الإغلاقات والأطواق. وبما أن الاتصال الهاتفي يكون مشوشًا في كثير من الأحيان، فإن كثيرًا من الفلسطينيين يفضلون الاطمئنان على أحوال المعارف والأقارب في غرف الدردشة الإلكترونية.
ويقول معين بسيسو، صاحب شركة "بالنيت"، أكبر شركة لتزويد خدمات الارتباط بالإنترنت في مناطق السلطة الفلسطينية، إن هناك العديد من الأسباب العملية التي تدفع الفلسطينيين إلى استخدام شبكة الإنترنت. ويضيف بسيسو أن "الأوضاع السياسية والأمنية تدفع بالناس إلى الاتصال بالشبكة من أجل العمل مثلاً أو الاطلاع على آخر المستجدّات، ومن المؤكد تمامًا أنه لا يتم استخدام الإنترنت من أجل الرفاهية". كما أشار بسيسو إلى أن استخدام الإنترنت يزداد في حالات فرض حصار صارم بشكل خاص، ونفى بشدة إشاعات انتشرت في المناطق الفلسطينية حول قيام الجيش الإسرائيلي بالتنصت على الاتصالات الفلسطينية عبر الإنترنت من أجل ضبط المشتبه بهم.
المركز الثقافي في مخيم الدهيشة
قد يكون المركز الثقافي "إبداع"، وهو أول مركز للحواسيب في مخيم الدهيشة للاجئين، قرب بيت لحم، من العوامل التي ساهمت في إحداث ما يمكن أن يسمى "ثورة إلكترونية مصغرة". ويمكن هنا رؤية الفتيات، وهن يتبادلن الضحكات والرسائل عبر غرف الدردشة الإلكترونية مع أصدقاء وصديقات من مخيم شاتيلا اللبناني، كما وترى هنا الفتيان والأولاد الذين يتسلـّون بالألعاب الإلكترونية.
وعلى الرغم من الأجواء اللطيفة التي تخيم على المكان، إلا أن تأثير القتال الإسرائيلي الفلسطيني لا يخفى، ويمكن استشعاره بشكل واضح في المركز الكائن على مشارف مخيم الدهيشة، الذي يسكنه 11 ألف فلسطيني. وتظهر في رسم على أحد الجدران صورة شاب فلسطيني يقاتل دبابة إسرائيلية. ويقوم فتية آخرون بتحديث الموقع الإلكتروني الخاص بالمركز، حيث يسجلون قصصهم ويوثقون أحداث حياتهم اليومية في المخيم.
وطبقـًا للمعايير الغربية، فإن استخدام الإنترنت في أنحاء السلطة الفلسطينية ما زال ضئيلاً للغاية، وحسب معطيات نشرتها شركة الأبحاث "مدار" في دبي، فقد استخدم الإنترنت خلال شهر أيلول/سبتمبر الأخير 8% من الفلسطينيين فقط. وعلى سبيل المقارنة، ترتبط 40% من العائلات الإسرائيلية بالشبكة الإلكترونية، وذلك طبقـًا لمعطيات وزارة الاتصال الإسرائيلية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الفلسطينيين يتقدمون على مصر والمغرب والأردن في هذا المجال، وتزيد النسبة المذكورة عن تلك التي سجلت قبل اندلاع انتفاضة الأقصى قبل ثلاث سنوات.
تزايد عدد المستخدمين بثلاثة إلى أربعة أضعاف
يقول مشهور أبو دقة، المدير التنفيذي لاتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطيني، إن 2-3% من الفلسطينيين استخدموا الإنترنت قبل الانتفاضة الأخيرة، أي أن هناك زيادة تتمثل بثلاثة إلى أربعة أضعاف في نسبة المستخدمين للشبكة. وساق أبو دقة معطيات عن أبحاث أظهرت أن فلسطينيين كثيرين يستخدمون الإنترنت من أجل إبرام الصفقات أو شراء الأغراض. وينوه أبو دقة إلى أن ذلك يشكل دليلاً واضحًا على أن "الشعب الفلسطيني يستخدم الإنترنت من أجل كسر الحصار".
ويضيف أبو دقة أن "الإنترنت أحضر العالم الخارجي إلى الفلسطينيين، وتحظى مواقع الأخبار العالمية مثل الـ"تايمز" و"هَآرِتس" باللغة الإنجليزية بشعبية في أوساط الفلسطينيين. لقد جعل الإنترنت وسائل الإعلام المحلية زائدة إلى حدّ ما".
ويقول أحمد عوايدة، نائب رئيس البنك العربي، إن الوضع الأمني يشكل عاملاً رئيسيًا أحدث زيادة بأربعة أضعاف في عدد مستخدمي الخدمات المصرفية الإلكترونية، والذي يصل إلى سبعة آلاف مستخدم.
ويمثل "التعليم عن بعد" في جامعة بير زيت نموذجًا بارزًا يدل على أهمية الإنترنت في الحياة اليومية لدى الفلسطينيين. وقد تم تشغيل هذا البرنامج من أجل خدمة طلاب الجامعة الذين يتعذر عليهم الوصول إلى الجامعة ومتابعة المحاضرات