sad_bird
25-11-2003, 06:38 AM
عندا يقف الجميع بصمت امام مناظر اشجار الزيتون المقلوعة وعندا تتجمد الدموع بعيون الساسة العرب وهم ينظرون الى منازل الاف الفلسطينين التي دمرتها جرفات الاحتلال الصهيوني
وعندما يبدا القادة العرب بمغازلة الروح الصهيونية المسيطرة على الكون
من تحت الطاولة ومن فوقها
يخرج من بين الاعداء من ينطق بكلمة الحق التي كان يجب ان تقال صباح مساء " بس يلي ما الو اب الو رب" يقول الكاتب الصهيوني داني كرفان
مـا تـَبقى لهـُم
الشمعدان الذي يمثل الأسباط السبعة يتحول إلى شجرة زيتون مقلوعة تتجه جذورها نحو السماء، في مشهد يرمز إلى ما نفعله في الأرض المحبوبة..
في شتاء 1997، وبعد أن صعقني قرار حكومة نتنياهو إقتلاع غابة لبناء حي استيطاني، قمت باقتلاع شجرة زيتون وتعليقها بشكل مقلوب، بحيث كانت جذورها موجهة إلى الأعلى. لقد كان ذلك هو ردي الواضح على محاولة عرقلة إتفاقيات أوسلو والعملية السلمية التي كانت تمر في لحظة المخاض. وقد عرضت ذلك العمل في متحف الفنون الإسرائيلية، في رمات غان، ومن ثم في متحف إسرائيل في القدس.
لم أتصور، في حينه، أن عملي ذلك سيكون آنيًا بعد مرور ستة أو سبعة أعوام، أيضًا، حيث قام الجناة الذين خرجوا عن القانون باقتلاع أشجار الزيتون العائدة لعدد من الفلاحين الفلسطينيين الفقراء. إن عملهم هذا يمثل الاستيلاء على نعجة الفقير في أيامنا، في عز الظهيرة، وفي مناطق خاضعة للسيطرة الاسرائيلية، دون أن يردعهم قاض أو قانون، ما يجعل الأمر يبدو وكأن هذا العمل الفظيع يتم بموافقتنا جميعًا.
مثل هذه الأعمال الفظيعة تترسخ عميقا في الذاكرة الجماعية. وتبقى كجرح لا دواء له، ولذلك لا يمكن الصفح عنها. أين كنا عندما قتل الأبرياء؟ أين كنا عندما تم التنكيل، على مقربة من بيوتنا، بأناس لأنهم فلسطينيون وعرب، فقط. ليسوا قنابل موقوتة ولا ينتمون إلى تنظيمات إرهابية؟ تحت غطاء الأمن يهدمون المنازل، يغلقون المغر التي تستخدم للسكن، ويردمون آبار المياه، يسممون المواشي ويقتلعون أشجار الزيتون.
ما الذي يفعله رئيس الحكومة لمعاقبة الجناة؟ ربما ينفذ هؤلاء سياسة غير معلنة يديرها هو، وتقضي بالضغط على الفلسطينيين كي يهاجروا بمحض إرادتهم؟ إذا كان الأمر كذلك فقد حكم عليه بالفشل. لأنهم لن يغادروا هذا المكان مثلما لا يمكن هزمهم بالقوة. الجيش الإسرائيلي لم ينتصر ولن ينتصر، ولا أمل بحدوث ذلك. الأمر الوحيد الممكن هو إجراء المفاوضات كما حدث في فترة يتسحاق رابين، رغم الإرهاب. فالإرهاب والمتطرفين الذين يجلسون في الحكومة وفي المستوطنات غير القانونية لا يريدون السلام، وفي هذه الأثناء نفتقد نحن إلى مظهرنا الإنساني.
قبل فترة ليست بعيدة، حج إلى هنا أناس يريدون لنا السوء، اليوم. لقد أرسلوا أولادهم وبناتهم إلى هنا لدراسة القيم. في حينه لم يتجرأ اللاساميون على رفع رؤوسهم. فحرب لبنان الزائدة، التي صرخ ضحاياها من تحت الأرض، شكلت نقطة التحول. ورغم ذلك، لم تزدهر اللاسامية بهذا الشكل، في زمن رابين وبيرس وبراك.
لقد فقدنا الذاكرة التاريخية. فقدنا الإحساس بمعاناة الآخر، سواء كان يهوديًا أو فلسطينيًا. وكما يقول المثل: "يصمت الذكي في ذلك العهد لأنه عهد سيء". ها هو الشمعدان الذي يمثل الأسباط السبعة يتحول إلى شجرة زيتون مقلوعة تتجه جذورها نحو السماء، في مشهد يرمز إلى ما نفعله في الأرض المحبوبة. لم تعد إسرائيل الحالية تمثل قيم الصهيونية واليهودية. أنبياء الكذب لدينا ولديهم يستخدمون لغة العنف ذاتها. هنا وهناك يتألمون ويصمتون، وكل من يرفض المساهمة في الاحتلال والإرهاب، يمثل الأمل بأن يصبح عود الثقاب الذي سيشعل القلوب ويحمل الضوء إلى آخر النفق.:(
وعندما يبدا القادة العرب بمغازلة الروح الصهيونية المسيطرة على الكون
من تحت الطاولة ومن فوقها
يخرج من بين الاعداء من ينطق بكلمة الحق التي كان يجب ان تقال صباح مساء " بس يلي ما الو اب الو رب" يقول الكاتب الصهيوني داني كرفان
مـا تـَبقى لهـُم
الشمعدان الذي يمثل الأسباط السبعة يتحول إلى شجرة زيتون مقلوعة تتجه جذورها نحو السماء، في مشهد يرمز إلى ما نفعله في الأرض المحبوبة..
في شتاء 1997، وبعد أن صعقني قرار حكومة نتنياهو إقتلاع غابة لبناء حي استيطاني، قمت باقتلاع شجرة زيتون وتعليقها بشكل مقلوب، بحيث كانت جذورها موجهة إلى الأعلى. لقد كان ذلك هو ردي الواضح على محاولة عرقلة إتفاقيات أوسلو والعملية السلمية التي كانت تمر في لحظة المخاض. وقد عرضت ذلك العمل في متحف الفنون الإسرائيلية، في رمات غان، ومن ثم في متحف إسرائيل في القدس.
لم أتصور، في حينه، أن عملي ذلك سيكون آنيًا بعد مرور ستة أو سبعة أعوام، أيضًا، حيث قام الجناة الذين خرجوا عن القانون باقتلاع أشجار الزيتون العائدة لعدد من الفلاحين الفلسطينيين الفقراء. إن عملهم هذا يمثل الاستيلاء على نعجة الفقير في أيامنا، في عز الظهيرة، وفي مناطق خاضعة للسيطرة الاسرائيلية، دون أن يردعهم قاض أو قانون، ما يجعل الأمر يبدو وكأن هذا العمل الفظيع يتم بموافقتنا جميعًا.
مثل هذه الأعمال الفظيعة تترسخ عميقا في الذاكرة الجماعية. وتبقى كجرح لا دواء له، ولذلك لا يمكن الصفح عنها. أين كنا عندما قتل الأبرياء؟ أين كنا عندما تم التنكيل، على مقربة من بيوتنا، بأناس لأنهم فلسطينيون وعرب، فقط. ليسوا قنابل موقوتة ولا ينتمون إلى تنظيمات إرهابية؟ تحت غطاء الأمن يهدمون المنازل، يغلقون المغر التي تستخدم للسكن، ويردمون آبار المياه، يسممون المواشي ويقتلعون أشجار الزيتون.
ما الذي يفعله رئيس الحكومة لمعاقبة الجناة؟ ربما ينفذ هؤلاء سياسة غير معلنة يديرها هو، وتقضي بالضغط على الفلسطينيين كي يهاجروا بمحض إرادتهم؟ إذا كان الأمر كذلك فقد حكم عليه بالفشل. لأنهم لن يغادروا هذا المكان مثلما لا يمكن هزمهم بالقوة. الجيش الإسرائيلي لم ينتصر ولن ينتصر، ولا أمل بحدوث ذلك. الأمر الوحيد الممكن هو إجراء المفاوضات كما حدث في فترة يتسحاق رابين، رغم الإرهاب. فالإرهاب والمتطرفين الذين يجلسون في الحكومة وفي المستوطنات غير القانونية لا يريدون السلام، وفي هذه الأثناء نفتقد نحن إلى مظهرنا الإنساني.
قبل فترة ليست بعيدة، حج إلى هنا أناس يريدون لنا السوء، اليوم. لقد أرسلوا أولادهم وبناتهم إلى هنا لدراسة القيم. في حينه لم يتجرأ اللاساميون على رفع رؤوسهم. فحرب لبنان الزائدة، التي صرخ ضحاياها من تحت الأرض، شكلت نقطة التحول. ورغم ذلك، لم تزدهر اللاسامية بهذا الشكل، في زمن رابين وبيرس وبراك.
لقد فقدنا الذاكرة التاريخية. فقدنا الإحساس بمعاناة الآخر، سواء كان يهوديًا أو فلسطينيًا. وكما يقول المثل: "يصمت الذكي في ذلك العهد لأنه عهد سيء". ها هو الشمعدان الذي يمثل الأسباط السبعة يتحول إلى شجرة زيتون مقلوعة تتجه جذورها نحو السماء، في مشهد يرمز إلى ما نفعله في الأرض المحبوبة. لم تعد إسرائيل الحالية تمثل قيم الصهيونية واليهودية. أنبياء الكذب لدينا ولديهم يستخدمون لغة العنف ذاتها. هنا وهناك يتألمون ويصمتون، وكل من يرفض المساهمة في الاحتلال والإرهاب، يمثل الأمل بأن يصبح عود الثقاب الذي سيشعل القلوب ويحمل الضوء إلى آخر النفق.:(