PDA

View Full Version : أبشروا بهزيمة أمريكا


هجران
29-11-2003, 03:24 PM
الله أكبر كبيرا .. و الحمد لله كثيرا ..

نشهد فى هذه الأيام المباركة .. ضربة (الصدمة و الفزع) التى توجهها المقاومة العراقية البطلة للاحتلال الأمريكى .. فالحرب سجال .. فى المرحلة الأولى رأينا صمودا عراقيا شامخا .. و فضيحة عسكرية أمريكية .. ثم حدث انكسار سقوط بغداد .. و لكن سرعان ما أخذ الشعب العراقى بزمام المبادرة .. و نحن الآن فى الشهر السابع من الاحتلال .. و بدأ العدو يعترف بهزائمه و ورطته .. و بدأت الأمة تشعر بزوال عار سقوط بغداد .. و ان تحريرها بات مسألة وقت .. و وقت ليس بالبعيد ان شاء الله ..

و المعجزة الكبرى ان ذلك كله يحدث فى ظل خيانة الأغلبية الساحقة من الأنظمة العربية و الاسلامية .. هذه الانجازات الكبرى تحدث بسواعد الشعب العراقى الذى تخلى عنه الخونة فى كل المراحل .. قبل و أثناء و بعد الحرب .

و نحمد الله جل شأنه ، ان تقديراتنا - فى حزب العمل - كانت صائبة .. و توقعاتنا صحيحة ..

فى 3 يناير 2003 و قبل الحرب بثلاثة شهور كتبت فى صحيفة الشعب بالنص ما يلى :

(أمريكا تملك من الناحية العسكرية ان تحارب العراق بمفردها .. و ان تحقق قدرا من احتلال أراضيه .. أو كل أراضيه ، و لكن القدرة العسكرية المادية ليست كل شئ فى الصراعات الدولية كما يتخيل السذج أو التابعون أو المنهزمون ) .

(إن الاستيلاء على العراق بالمفاهيم العسكرية النظرية على الورق أو الكمبيوتر ممكن ، و من الممكن ان يتحقق مؤقتا و لكنه اذا أدى الى انفجارات كبرى فى وجه المصالح الأمريكية فى المنطقة و بمقاومة شعبية داخل العراق ، فان أمريكا ستكون الخاسرة فى المحصلة النهائية . و كذلك على المستوى العالمى اذا حدث انشقاق عالمى ضد هذه الخطوة العدائية ، فان الوضع الاستراتيجى الأمريكى سيصاب بضربة عكسية أكبر .. فى حين ان استقرار العراق تحت أقدام عساكرها مشكوك فيه إلى أبعد الحدود . و بالتالى سينطبق عليها ساعتئذ انها لم تطل بلح العراق و لا عنب الشام )

(ان الاستيلاء على العراق و ثرواته هو كنز كبير لأمريكا بلا شك و كما تخطط أى عصابة للاستيلاء على كنز ، فلاشك انها ستكون رابحة ، شريطة ان تحتفظ بالكنز ، و لا تتعرض لخسائر أكبر ، بمعنى قتل عدد كبير من أفراد العصابة ، و اعتقال الباقين فى السجون ، نعم ان الاستيلاء على العراق أشبه بالاستيلاء على كنز و لكن سيكون دون ذلك - بأمر الله - أهوال لن تتحملها أمريكا داخل العراق و فى كل أنحاء الوطن العربى و العالم الاسلامى و العالم أجمع ) .

و فى اطار تحليل يؤكد ان الحرب ليست حتمية ، و ان حركة الشعوب العربية قادرة اذا تصاعدت على تقليل احتمالات الحرب ، و ان هناك أجنحة فى السلطة الأمريكية ما تزال مترددة نظرا لمخاطر و كلفة الحرب ، الا اننى أشرت الى احتمال تمسك الادارة الأمريكية بقرار الحرب ، و وصفته بانه سيكون قرارا جنونيا بكل المعايير الموضوعية و ليس لاننا كعرب و مسلمين ضد الحرب و العدوان ..

و أضفت فى ذات المقال ..

(و اذا عدنا لتقدير موقف الحرب .. نجد ان الولايات المتحدة اذا دخلت الحرب وفقا للأوضاع الحالية فانها :

1- ستتكبد الأعباء العسكرية الأساسية و ما ترتبه من خسائر محتملة و المعلومات المؤكدة ان العراقيين سيقاتلون حتى النفس الأخير و هم لا يحتاجون لأسلحة متطورة لقتال المدن و القرى و الأسلحة الخفيفة و التقليدية متوفرة .

2- ستتكبد الأعباء الاقتصادية بمئات المليارات من الدولارات التى ستدفعها الخزانة الأمريكية ، أما عوائد النفط فهذه مسألة على المدى البعيد .. و يجب النظر الى ذلك فى ظل الركود الاقتصادى الأمريكى المتواصل منذ عامين.....

3- ستتعرض تحالفاتها الدولية و الاقليمية الى شروخ و تصدعات و انهيارات يصعب على أى محلل تصورها و تقديرها من الآن و لكنها بلاشك ستكون - من وجهة نظرى - فادحة ) .

و فى 7 مارس 2003 قبل نشوب الحرب بأسبوعين ..

واصلت الاشارة الى مصاعب اتخاذ قرار الحرب ، و قد كان هناك بالفعل خلاف فى دوائر الحكم الأمريكية ، و لكننى عدت الى القول :

(و لكن يبقى الخطر الرئيسى للحرب فى نقطة واحدة ، و هى تعرض الهيبة الأمريكية لاتكسار رهيب اذا هى سحبت قواتها من المنطقة أو تركتها دون حرب .. و لكن معضلة الادارة الأمريكية أنها خاسرة فى الحالتين

(1) حالة تأجيل الحرب . (2) حالة شن الحرب .

فالحرب لن تكون نزهة و ستضع أمريكا فى مواجهة العالم بأسره حكاما و محكومين .. لذا فان أمريكا ستخسر أكثر بما لا يقاس اذا هى استسلمت للثور "رامسفيلد" و المأفون "بوش" .. و أنا أنصح الادارة الأمريكية - رغم انها عدو - بالخيار الأول .. و هو تأجيل الحرب و سحب قواتها تدريجيا من الدول الخليجية ، و الاعتراف بالأمر الواقع و هى أنها دولة كبرى ضمن عدد من الدول الكبرى الأخرى ، و انها لم تعد متحكمة فى العالم كما حدث خلال العقد الماضى ) .

مخاطر الحرب على أمريكا لخصناها اذن فى ثلاث نقاط : (1) المقاومة العراقية. (2) أن أمريكا لن تهنأ ببترول و ثروات و موقع العراق و انها ستستنزف فيه . (3) خسائر الوضع الدولى .

بالنسبة للنقطة الأولى ، فالحرب مستمرة حتى الآن و سقوط بغداد كان فاصلا سوداويا و استمر الاستنزاف الأمريكى بمعدل أكبر عقب دخول بغداد .. و رأت القوات الأمريكية نفسها فى مستنقع كما سنفصل فيما بعد ..

أما الوضع الدولى فما يزال غير موات رغم قرار مجلس الأمن الذى اعترف بالاحتلال .. ذلك ان كل القوى الكبرى ترفض مساعدة أمريكا أو انتشالها من المستنقع العراقى .. الصين تقف متفرجة فى موضوع العراق .. و الحقيقة انها تناوئ أمريكا من خلال الأزمة الكورية التى أذلت أمريكا .. روسيا و ألمانيا و فرنسا و الهند رفضت إرسال قوات للعراق ، و رفضت تقديم معونات مالية ذات بال لاعمار العراق .

الخطأ الأساسى فى تقديراتنا كان موقف الحكومتين المصرية و السعودية ، فقد ساهمتا سرا فى العدوان و قدمتا موافقة سرية عليه مع طلب الانهاء السريع !! و قد أدى هذا الموقف لبلدين عربيين أساسيين فى إضعاف الموقف الدولى .. و عدم امكانية استثماره الى الحد الأقصى . و بالنسبة لمصر تحديدا ثبت ان الكلمة الأخيرة تظل للوبى الصهيونى - الأمريكى برئاسة مبارك (لا برئاسة والى) و ان الوطنيين بالسلطة ليسوا الا جماعة ضغط لتقليل الخسائر !!

بينما كانت تقديراتنا سليمة بالنسبة للموقف الايرانى الذى التزم الحياد و كان هذا مع الأسف الحد الأدنى المطلوب . و كذلك بالنسبة للموقف التركى .. الذى أعاق الاجتياح من الشمال .



مابعد سقوط بغداد :

فى 26 ابريل بعد سقوط بغداد بأيام ..

كتبت ان سقوط بغداد لا يعود الى الخيانة إلا جزئيا و ان المعتدين استخدموا أسلحة الدمار الشامل فى منطقة المطار و هو ما فتح طريقا الى بغداد .. و أحدث انهيارا نفسيا مؤقتا .. و أدى الى سقوط النظام ، و أسلحة الدمار الشامل المستخدمة كانت قنابل نووية تكتيكية و قنابل نيترونية و أنها أدت الى ابادة عشرات الآلاف فى منطقة واحدة (حول المطار) ، و هى معلومات تأكدت بعد ذلك ، الا ان مصدرا رسميا عربيا واحدا لم يؤكدها و هذه واحدة من أكبر المؤامرات على أمتنا (التعتيم من أجل تبييض وجه العدو الكالح) ..

و كتبت بالحرف (ان قرارا اتخذ بسحب القيادة العراقية و القلب الداخلى للدولة الى أماكن مجهولة فى شمال بغداد و شمال العراق و قد تم ذلك بصورة منتظمة للغاية ، كذلك فان القلب الداخلى للجيش العراقى و فدائيى صدام و البعث و المتطوعين العرب و المسلمين تمت اعادة انتشارهم فى صورة وحدات صغيرة و هو تطوير لنفس الاستراتيجية التى بدأ بها الجيش العراقى الحرب ، و لكن مع التصعيد الأكبر لمنطق حرب العصابات ) ..

و أضفت (يعلن المعتدون ان الحرب لم تنته و لكن العملاء فى الاعلام العربى يقولون ان الحرب قد انتهت و أعلن المعتدون انهم لا يسيطرون الا على 50% من أراضى العراق . و اليوم جاء وقت المقاومة الشعبية حيث تندمج وحدات الجيش العراقى و فدائيى صدام مع المقاوميين العرب و خزين السلاح لا ينفد لديهم فى أراضى العراق الشاسعة .. و أمريكا تغوص فى بحر من الرمال المتحركة و هذا هو الوضع الأنسب لهزيمتهم و ابادة قواتهم : الحرب الشعبية )

و الآن فان هذه التقديرات و التوقعات أصبحت حقائق ساطعة و الحمدلله ..



الوضع العسكرى :

بغداد كان من المفترض ان تصمد عدة أسابيع و كان من شأن ذلك أن يؤجج الأوضاع الشعبية العربية خاصة فى مصر ، و مع ذلك فهذه ارادة الله ، و لست الآن فى وضع المؤرخ ، المهم ان سقوط بغداد تحول الى جملة اعتراضية من الناحية العسكرية و ان كان كارثة من الناحية السياسية و الحضارية و نحن جميعا مسئولين عن ذلك ، و بعد انتهاء فترة التعتيم عندما كان الاعلاميون مسجونين فى فندق فلسطين ، و بعد مزيد من التنظيم بين صفوف المقاومة و فرقها المختلفة ، تصاعدت العمليات العسكرية و وصلت حسب الاعتراف الأمريكى الى 35 عملية يوميا ، أى أكثر من ألف عملية شهريا ، و اذا كان الامريكيون يقللون من كل الأرقام فلاشك ان العمليات تصل الى أكثر من ذلك ، و حسب مصادر المقاومة فانها تصل الى خمسين عملية يوميا أى قرابة 1500 عملية فى الشهر . و هذا يعنى أننا أمام حرب حقيقية متواصلة و ليست مجرد عمليات حرب عصابات متقطعة ، و هذا هو التعبير الذى اضطر الى استخدامه القادة العسكريون الأمريكان ، ثم بوش نفسه (اننا نواجه حربا حقيقية) .

و لاشك ان الجيش العراقى هو العمود الفقرى الأساسى لهذه المقاومة .. و يؤكد ذلك المعلومات التالية :

(1) يعترف الأمريكيون انهم وضعوا أيديهم على 30% فقط من أسلحة الجيش العراقى ، و هذا يعنى ان 70% من الأسلحة مازالت فى يد أفراد الجيش العراقى و من يلوذبهم . و أكد خبير عسكرى فى لندن ان هناك 135 مخزنا كبير ا للأسلحة لم يتم اكتشافها حتى الآن من قبل قوات الاحتلال .

(2) طبيعة العمليات الفدائية من حيث الدقة و الاحتراف لا يقوم بها الا عسكريون مدربون جيدا ، و يعلمون معلومات دقيقة عن مواقع القوات الأمريكية ، و المسافات الدقيقة المطلوبة للتصويب عليها .. و كذلك نوع الأسلحة المستخدمة ، كالصواريخ القصيرة أرض أرض ، و الصوايخ المضادة للطائرات و اسقاط الطائرة المروحية شينوك الأخيرة أبرز دليل على ذلك . و الواقع ان الطائرات الأمريكية تعرضت طوال الشهور الماضية للاستهداف و تم اسقاط مروحيات من نوع أباتشى و بلاك هوك و اعترفت الولايات المتحدة ببعض هذه العمليات و تشير بيانات المقاومة الى أعداد أكبر . و حتى الآن فان الاحتلال عاجز عن افتتاح مطارى بغداد و البصرة للملاحة العادية .

(3) واقع ان العمليات فى أغلبها تجرى فى المثلث السنى ، يتوافق مع ذلك فهى المناطق التى انسحبت إليها معظم القوات المسلحة و الأفرع الفدائية التابعة لها .. كما ان العمليات التى تقع فى الجنوب و الوسط هى أيضا من قبل هذه العناصر وفقا للبيانات المنشورة و تحليل المعلومات .

(4) بدأت التقارير الأمريكية و الغربية تشير الى وجود خطة مسبقة من قبل صدام حسين للاعداد لحرب العصابات طويلة الأمد . فقد ذكرت محطة تلفزيونية أمريكية ان قوات الاحتلال عثرت فى عدد من المخازن على سترات و أحزمة ناسفة صالحة لعمليات استشهادية بكميات كبيرة ، و معلومات عن قيام النظام العراقى بشراء كميات كبيرة من الموقتات timers الضرورية لتوقيت عمليات التفجير و غيرها من المعدات المصاحبة ، و ان ذلك جرى قبل بداية الحرب .

و أشار تقرير للحزب الديموقراطى الكردتسانى العميل الى وثائق أخذت من مسئولين فى النظام السابق أو وجدت فى بيوت دهمتها القوات الأمريكية . و تشير هذه الوثائق الى ان صدام حسين أنشأ دولة سرية كاملة عام 2002 لمواجهة مرحلة ما بعد الاحتلال . و ان نطاق عمل الدولة السرية لصدام حسين ضيق أى انه لا يعتمد على جميع عناصر جهاز المخابرات العامة بل على العناصر الموثوقة أكثر .

و أشار تقرير استخبارى أمريكى منشور .. ان فروع المقاومة العراقية هى :

(1) جيش محمد و هى مجموعة بعثية و مطعمة بأفراد من القوات المسلحة .

(2) الألوية السوداء و هى فدائيو صدام و تضم مقاتلين عراقيين و عرب .

(3) الجناح العسكرى لحزب العودة و يضم أفضل المقاتلين فى الجيش العراقى و خصوصا "القوات الخاصة" و أرفعهم تدريبا و أحسنهم تجهيزا .

(4) تنظيم القاعدة .

و اذ أضفت الى ذلك معلومات خاصة حصلت عليها من مصادر قريبة من المقاومة العراقية .. فانها تشير الى تقسيمات متشابهة : (1) حزب البعث و الجيش العراقى و كل التشكيلات التابعة له (كفدائيين صدام و جيش القدس ) . (2) مجموعات من الجيش العراقى تعمل فى اطار العشائر العراقية ، و هى مجموعات تتصف بالوطنية و التدين . (3) مجموعات من الأحزاب السنية الاسلامية . (4) مجموعات المجاهدين العرب و هؤلاء على الأغلب لا يعملون وحدهم و لكن من خلال المجموعات السابقة .

و القطاع التابع للبعث و صدام حسين مباشرة هو الأكبر و الأكثر تنظيما و تمويلا .. و يشار فى هذا الصدد الى ان صدام حسين سحب أكثر من مليار دولار من البنوك العراقية قبل سقوط بغداد .

و تشير دقة عمليات تصفية عملاء الاحتلال .. الى دقة فى المعلومات و خبرة استخبارية مما يؤكد صحة المعلومات عن الدولة السرية و ان فى قلبها جزء من جهاز المخابرات العامة السابق .



* * * * * *



و لاشك ان هناك مقاومة شيعية سياسية و جماهيرية للاحتلال ، بل و حتى مقاومة عسكرية و لكنها ماتزال محدودة . و ان توسع المقاومة المسلحة فى مناطق الشيعة يعنى القضاء المبرم على الاحتلال . و مرة أخرى أقول علينا أن نصبر فهذه اللحظة آتية لاريب فيها .. و يؤخرها الحسابات المعقدة للجمهورية الاسلامية فى ايران فى اطار ما تتعرض له من حملات غربية و أمريكية بخصوص الموضوع النووى .. و يؤخرها ما نسميه عقدة صدام حسين الذى مايزال حيا ، و هى عقدة لا يريد شيعة العراق و لا ايران تخطيها ،و نحن لا نوافق عل ذلك من منطلق شرعى استراتيجى و لكننا نحلل الموقف ، و نأمل بل و نرجح ان الشيعة سينخرطون فى المقاومة الشعبية ان آجلا أو عاجلا ..



و لكن لماذا نتحدث عن دور صدام حسين و نظامه ؟

أولا .. هذه هى الحقائق على الأرض و لابد ان يقر الجميع بها بغض النظر عن رأيهم فى صدام حسين و نظامه .

ثانيا : نحن لم نكتب يوما ان النظام العراقى هو النظام النموذجى الذى يحتذى ، و كنا من أكثر الناس انتقادا له خلال الحرب مع ايران .. و خلال مرحلته العلمانية الفاقعة ..

و لكن حكمنا دائما المبدأ الأعلى .. و هو العداء الدفين للغزو الأجنبى .. و التضامن مع أى فريق أو حزب أو نظام عربى يواجه الغزو الأجنبى و يرفضه .. و ان هذا التضامن محصور فى هذه القضية . فقد رأينا دوما ان الاستقلال هو قضية الاسلام الأولى بعد الايمان بالله .

قبل حرب الخليج الثانية شكك كثيرون فى مصداقية صدام حسين فى مجال تهديداته بضرب اسرائيل .. و لقد ضرب اسرائيل بالصواريخ فى اليوم الثانى للحرب و على مدار عدة أسابيع .. و لأول مرة تضرب تل أبيب منذ عام 1948 .

عندما أعلن صدام حسين الحملة الايمانية .. شكك الكثيرون فى مصداقية هذه الحملة .. و قلنا ان هذه الحملة ايجابية فى مجال تثقيف الشعب العراقى .. و ان نترك النيات لله ..

و عندما أعلن صدام حسين فى هذه الحرب الأخيرة انه سيقاتل حتى النهاية .. ها هو يثبت ذلك .. و هو الرئيس الثانى (بعد الملا عمر و على الفارق الكبير بين الاثنين ) الذى ينحاز للمبادئ دون كرسى الحكم .. ان صدام حسين يقاتل للشهر السابع على التوالى من تحت الأرض و ينظم المقاومة ، بينما هناك فرق و منظمات مصرة على تكفيره .. مهما فعل .. مع اننا تعلمنا فى الاسلام أن نأخذ بالظواهر و نترك النيات لله ..

( يا أيها الذين آمنوا اذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا و لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبير )النساء 94

و لاينكر أحد ان النظام العراقى كان استبداديا و انه انتهك حقوق الانسان و انه كان متمحورا حول شخص الرئيس بصورة مرضية .. و لايمكن الدفاع عن ذلك بالقول ان هذا أيضا شأن باقى أنظمة العرب و المسلمين .. و لكن الاشارة الى ذلك تخرس الألسنة الناطقة باسم الحكام العملاء الذين جمعوا بين هذه النواقص الفادحة و العمالة للأجنبى ..

الاستبداد و انتهاك حقوق الانسان و عبادة الفرد أمراض مرفوضة فى كل الأوقات و تتعارض مع المبادئ الاسلامية الأساسية ، و لكن المؤرخ المنصف لابد ان يدرس تاريخ العراق و طبيعته أرضا و شعبا ، لابد ان يرصد ان حكم صدام حسين كان يواجه معارضة مسلحة فى الشمال و الجنوب ، و المعارضة المسلحة تهيئ مزيدا من الأسباب للاستبداد(تعامل النظام المصرى مع الحركات المسلحة لم يقل استبدادا عن النظام العراقى ) . و لابد ان نلحظ عمالة قيادة التنظيمين الرئيسيين فى المحيط الكردى (البرازانى - طالبانى ) و طوال تاريخهما علاقاتهما وثيقة مع الكيان الصهيونى و أمريكا و شاه ايران . و هذان التنظيمان يمارسان الارهاب على الشعب الكردى ، و على حركاته الاسلامية ، و تنازعا السلطة فيما بينهما فقتلا من الأكراد أكثر مما قتل نظام بغداد . لابد اذن من دراسة كل هذه الظروف المحيطة لأخذ العبر كلها .. و لكن لا يمكن فى هذه العجالة الاستفاضة فى ذلك .. ( أرجو ان انتهى قريبا من دراسة حول تاريخ العراق الحديث ) و ليس المقصود من هذه الاشارات السريعة تصور أننا ندعو لعودة النظام العراقى كما كان ، و هذا غير ممكن بأخذ السنن الاجتماعية فى الاعتبار ، فهناك عقد تاريخية و طائفية لا يمكن إزالتها بالحوار المنطقى . كما ان الشعب العراقى يستحق بعد كل هذا الجهاد .. نظاما شوريا إسلاميا حضاريا يتجاوز خطايا الماضى التى وقعت تحت شعارات قومية أو اسلامية .

و ذكرت من قبل ان الذى سيحكم العراق فى المستقبل - ان شاء الله - ائتلاف وطنى - اسلامى واسع من كل القوى التى تحارب الآن الاحتلال الأمريكى .

و لكن ما يهمنا الآن بالنسبة لصدام حسين و قوى نظامه .. ان نؤيد بلا لبس ، نضالها ضد الاحتلال الأمريكى .. و ألا نقصر تأييدنا مثلا على القوى الاسلامية . فهذا واجب شرعى ان نؤيد كل القوى المحاربة للاحتلال ، لان محاربته فرض عين على كل مسلم و مسلمة .. و فرض عين وطنى على كل عراقى . و ان ندع النيات لله سبحانه و تعالى .. و ان نتذكر انه يغفر الذنوب جميعا إلا أن يشرك به .

و يجب ان ننشغل الآن بنقطة واحدة .. هى مقاومة الاحتلال .. و الشعب الذى سيحرر أرضه من هذه القوى الغاشمة لايمكن - فى المستقبل - إلا ان يختار حكامه و نظام حكمه بالارادة الشعبية الحقيقية ، بالبيعة الحقيقية المنضبطة بالشرع .

فى حوار أخير مع بعض الأخوة الشيعة فى العراق .. قالوا كيف تقول ذلك و صدام كافر .. قلت لهم : ألم يكن خالد بن الوليد كافرا حتى قبيل فتح مكة .. بل و أشد المحاربين لدين الله و رسوله .. وعندما دعاه الرسول عليه الصلاة و السلام الى الاسلام .. استجاب .. و ذهب إليه قائلا "يارسول الله .. قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معاندا عن الحق فادع الله يغفرها لى " . فأجاب النبى عليه الصلاة و السلام : إن الاسلام يجب ما كان قبله. فعاد خالد يؤكد رجاءه و يقول : يا رسول الله ، و على ذلك ! فدعا النبى ربه : اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك . فرضى خالد و استراح .

و لم يصحب خالد النبى الا ثلاث سنوات سماه فيها بعد غزوة مؤتة .. "سيف الله" .

و قلت لأصحابى الشيعة .. افترضوا انه كان كافرا و هو فى السلطة ، لا يشغله الا البقاء فى السلطة ، و لكن كيف تحكموا عليه الآن و هو يقاتل الأمريكان المحتلين تحت الأرض .. ربما ترون انه يقاتل من أجل مجرد العودة الى السلطة . و لكن لا يستطيع منصف ان يؤكد ذلك ، الا اذا كان يدعى انه يعلم الغيب ، أو يعلم خائنة الأعين و ما تخفى الصدور ، و هى من صفات الله عز و جل .. و لماذا تستكثرون على قدرة الله ان يؤمن أى انسان فى أى لحظة قبل وفاته و يغفر له ؟! لماذا نتدخل فى شئون الخالق ؟! نحن لا ندعو الآن لانتخابه رئيسا نحن ندعو الى نبذ الفرقة و التوحد فى مواجهة الاحتلال . و لابد أن نشد على كل يد تضرب طلقة واحدة تجاه الأمريكان .



* * * * *



أزمة الولايات المتحدة :

إن المسألة العراقية ليست مسألة قطرية ، اننا نشهد هجوما كاسحا ، حملة صليبية على الأمة العربية و الاسلامية و ادارة بوش تستند لمرجعية الصهيونية المسيحية التى ترى فى احتلال بغداد و العراق كما القدس و فلسطين حتى هدم المسجد الأقصى المقدمات الضرورية لما يسمى "عودة المسيح" و الحكم الألفى السعيد له قبل قيام الساعة . و ما قاله نائب مساعد رامسفيلد عن ان "رب الاسلام صنم " و ان أمريكا تخوض باسم الله حربا مسيحية - يهودية ضد الاسلام لم يكن خطأ أو زلة لسان حتى يعتذر عنها فهذا ما قاله بوش نفسه انها (حرب باسم الله و قد اختار الله الشعب الأمريكى للقيام بها ) . و ما يقوله اليهود و المتصهينون المسيحيون حول الادارة من رجال دين و مستشارين سياسيين ، حقا ان معظم كنائس العالم ترفض ذلك .. و لكن الذين يقتلون و تحتل أراضيهم هم المسلمون و لابد ان يدافعوا عن أنفسهم . فالادارة الأمريكية لم تعر انتباها لنداءات بابا الفاتيكان و لا باقى رموز الكنائس الأخرى . و الاعتداء قائم علينا بالفعل و لابد من اعلان الحرب المقدسة ضده و الا نأثم جميعا .. و من العار علينا ان نكتفى بالتصفيق للمقاومة العراقية بينما نترك حكامنا ينسجون عرى التعاون و التحالف مع الشيطان الأمريكى و الصهيونى .

و رغم ان ردود الفعل الشعبية عربيا و اسلاميا ليست على مستوى المطلوب بالحد الأدنى بعد سقوط بغداد إلا ان المقاومة العراقية و الأفغانية تتقدم الصفوف .. و تبذل الدماء .. لايقاظ باقى أطراف الأمة .. ان فئة قليلة من المقاومة العراقية مؤيدة بالتعاطف الشعبى العراقى أثخنت القوة العظمى و أدمت أنفها ، فماذا اذا انضمت الأمة بأسرها الى معترك الجهاد .

الأزمة الأمريكية عسكرية .. ف 140 ألف جندى ليست كافية لاخضاع العراق .. و زيادة العدد الآن بعد تفكك الأوضاع فى العراق لن يزيد الأمريكان إلا خسارا ، أى زيادة الخسائر المادية و البشرية . فالاعلام الأمريكى يتحدث عن الانهيار المعنوى فى صفوف القوات الأمريكية ، و استطلاعات تابعة للبنتاجون أكدت ذلك (أكثر من 50% من الجنود معنوياتهم منخفضة ) ، و تواصلت موجات الانتحار و الهروب . و هناك نزيف بمعدل أقل للقوات البريطانية .. و أرادت أمريكا استعواض نقص قواها بقوات دولية و لكن كما ذكرنا فان القوى الدولية الرئيسية لاتزال ترفض لان أمريكا لا تريد ان يقتسموا معها الكعكة العراقية بحق و حقيق . كذلك ترفض الدول العربية - خوفا من الفضيحة أو انفلات القوات المرسلة بحيث تنضم للمقاومة العراقية ! ، و ان كانت هناك أنباء عن إرسال إحدى الدول العربية 3 آلاف جندى سرا و بلباس أمريكى . و رفضت باكستان ، و تعرقلت خطة إدخال القوات التركية و الحمدلله .. و لم تأت سوى قوات رمزية من بضع مئات من بلدان متباعدة لا قيمة عسكرية حقيقية لها : استونيا - أسبانيا - بلاد بحر الكاريبى - بلغاريا - بولندا الخ .

و بدأت المقاومة تستهدف هذه القوات .. و الأمر لم يعد مشجعا لأحد للمجيئ الى هذا المستنقع .

أمريكا الآن ليس أمامها سوى خيار إرسال مزيد من القوات .. أى حشد القوة الاحتياطية و هذا يثير الأوضاع الداخلية فى أمريكا فى عام الانتخابات .. و كما حدث فى فيتنام فان قرار الزيادة لن يؤدى الا الى مزيد من الخسائر ، لان حرب العصابات لا تواجه بكثرة العدد ، و لكن بالحلول السياسية و التنازلات . و الطريق الآخر هو محاولة بناء الشرطة العراقية و جيش عراقى عميل .. و الحقيقة ان المقاومة العراقية تتحرك بأفق استراتيجى صحيح ، فهى مع توجيه الضربات اليومية للقوات الأمريكية إلا انها واعية لعدم اعطاء أى فرصة لبناء قوة عسكرية عراقية عميلة .. و هو أمر اذا تحقق سيقلل الخسائر الأمريكية و يطيل من أمد "الصمود" الأمريكى على الاحتلال .. لذلك تسعى المقاومة لوأد هذا الاحتمال من المنبع ، بضرب مراكز الشرطة و كليات الشرطة و مراكز التدريب ، و تصفية قيادات الشرطة العميلة ، بل و تصفية المؤسسات المدنية كالحكم المحلى التى تعاون الاحتلال .. كما ان الأمريكان لا يثقون فى قوات الشرطة العراقية و لا يعطوها الصلاحيات أو الأسلحة الكافية ، و يمكن ان نقول ان الاحتلال فشل أيضا على هذا الصعيد .

و على الصعيد الاقتصادى كما توقعنا فان أمريكا لم تهنأ بثروات العراق حتى الآن و الى المدى المنظور .. فقد نجحت المقاومة العراقية بذكاء و اقتدار فى منع تصدير البترول عبر الأنابيب المتجهة الى تركيا . و لم يصل الانتاج العراقى الى معدله قبل الحرب . و أصبح على أمريكا ان تنفق على العراق و أفغانستان و بعد عشرات الملايين التى أنفقت قبل و أثناء الحرب الأساسية ، فان الكونجرس وافق على 87،5 مليار دولار للانفاق على البلدين المحتلين (90% من المبلغ للعراق ) .. و هذا استنزاف مخيف للميزانية الأمريكية حتى لقد صرخ بعض أعضاء الكونجرس من حاجة البنية التحتية الأمريكية لهذه الأموال !!

بل لقد وصل الأمر الى حد انفاق أمريكا على عربات القمامة للعراق !! و هكذا أصبحت العراق عبئا على أمريكا و هى عاجزة حتى عن تطوير البنية الحتية لصناعة البترول (يقدر ان الأمر يحتاج لعامين مع افتراض استتباب الأمن ) و ان كثيرا من هذه الأموال سيذهب الى جيوب تشينى و شركته و غيرها من الشركات المرتبطة بالادارة ، و لا يمكن تحقيق تقدم حقيقى على الأرض فى غيبة الأمن .

و لكن كان لابد للكونجرس ان يوافق لأن أمريكا لن تسلم بهزيمتها فى العراق بسهولة .. و حتى الديموقراطيين فلن يدعوا لانسحاب فورى يحطم هيبة أمريكا فى العالم . و لكن اذا تواصل الاستنزاف الأمريكى بنفس المعدل الحالى على الأقل فان أمريكا ربما تجد المخرج فى اسقاط بوش فى الانتخابات و انتخاب رئيس جديد يعلن سياسة جديدة للانسحاب من العراق و تحميل ادارة بوش مسئولية الكارثة .

لذلك فان عام 2004 سيكون عاما حاسما فى حياة أمريكا كقوة عظمى ، و حياة أمتنا العربية و الاسلامية .. لذلك لابد من اعداد كل القوى لمساندة هذا الكفاح الرائع و المشرف على أرض العراق للاجهاز على الثور الأمريكى. و هذا ما يدركه واحد مثل الثعلب العجوز اليهودى هنرى كيسنجر (وزير خارجية أمريكا الأسبق) اذ قال فى مستهل مقال أخير له :

(أيا كانت وجهة النظر حول أصل الحرب فى العراق ، و أنا من الذين أيدوها ، فنحن الآن فى نقطة يصبح معها الفشل فى العراق كارثة للغرب ، لأن هذا سيشجع كل العناصر المتطرفة ، و كل الذين يعتقدون بأن الغرب فى حالة تراجع ، و من هنا تنبع أهمية التعاون بين أوروبا و أمريكا فى العراق )

و يركز كسينجر طوال المقال على أن الحل فى خلق تفاهم و تعاون مشترك مع ألمانيا و فرنسا !

و ما يهمنا هو ادراك كيسنجر ان نتيجة الحرب فى العراق ستكون مفصلية فى حياة أمريكا ، و هو يقول الغرب لتقليل حجم الكارثة و إستجداء لفرنسا و ألمانيا .. و لاشك ان محاولات من ذلك حدثت و ستحدث ..

و لكن واجبنا ان نحقق نحن التفاهم الشعبى العربى و الاسلامى مع المقاومة العراقية ، فهذا سيضمن انتصارها ، و أيضا مع التقدم فى المجابهة فان ذلك سيعرقل امكانية توحيد الجبهات الغربية كلها ضدنا ، لانه عندما تكون هزيمة أمريكا وشيكة ، فان ألمانيا و فرنسا و غيرهما سيسعيان للاستفادة من الأوضاع الجديدة على حساب أمريكا ، التى أهملتهم فى بداية الحرب !

و بطبيعة الحال فان استراتيجية الادارة الأمريكية قامت على أساس اعتبار العراق منصة لغزو و اعادة تشكيل المنطقة العربية و الاسلامية ، و وضعت كل قواها و كل امكانياتها و نفوذها فى هذا السبيل ، و هى أشبه بالثرى الذى وضع معظم أمواله فى خانة واحدة (رقم واحد) على لعبة الميسر الدوارة . فاما يكسب كل شئ .. أو يخسر معظم أمواله .. و الأهم من الأموال هنا هو الهيبة الأمريكية ، فهزيمة أمريكا فى فيتنام قديمة (الستينيات من القرن الماضى ) و قد هربت أمريكا سريعا من لبنان و الصومال قبل تعاظم الفضائح ، و فى أفغانستان ما تزال تعول على التعتيم الاعلامى لاخفاء وكستها .. و الوضع العراقى مختلف فهو فى صرة العالم ، و أمريكا جاءت "للتحرير" و "الحرية" و يصعب عليها طرد المراسلين و اغلاق مكاتب القنوات الفضائية ، و ان كانت لا تكف عن تهديد و حبس و قتل الصحفيين ، ربما لقد فات أوان إحكام التعتيم الاعلامى لان أمريكا لا تسيطر على الأرض تماما . لقد انكشفت خسائر أمريكا و تحولت المسألة الى قضية أمريكية داخلية ، و 140 ألف جندى يتصلون بأهلهم و يصرخون ، و الصحف الأمريكية تجرى أحاديث مع قيادات المقاومة فى العراق و تنشرها !!

لا يمكن اذن اخفاء مجريات الصراع فى العراق الآن .. كما ان التعتيم حتى فى أفغانستان ، لا يكون إلا مؤقتا .. (أعلنت طالبان مؤخرا ان لديها أسرى أمريكا و غربيين !! )

إن أمريكا العظمى تدعى انها تقول للشئ كن فيكون فى المصيدة العراقية ، و اذا تمكننا من هزيمتها فى هذه الحلقة الرئيسية فسيكون ذلك ايذانا بتحرر الأمة و انهيار المخططات التوسعية و اضعاف قبضة الكيان الصهيونى على الانتفاضة الفلسطينية و تحسين شروط الجهاد فى أفغانستان .. و أيضا سيكون ايذانا بانهيار العملاء العرب المجرمين المتواطئين الذين فتحوا الأبواب الخلفية و الأمامية للمعتدين .. لذلك فان العملاء العرب عواطفهم مع الاحتلال ، و يخشون من انتصار المقاومة ، و يصمونها بالارهاب ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .

مهمتنا بعد ارسال بعض المجاهدين لأرض الرافدين لتأكيد اسلامية و قومية المعركة ، مهمتنا الرئيسية فى مطاردة المصالح الأمريكية و الصهيونية فى كل مكان .. و بشتى الوسائل الجهادية .. لابد من توسيع الجبهة .. و ان نكون حربا عليهم أينما ثقفوا على أرضنا . و لابد من التصعيد الجماهيرى ضد كافة أشكال الخيانة من حكامنا المتعاونين مع المعتدين ..



كان عنوان مقالى بتاريخ 7/3/2003 [ الثور الأمريكى وقع .. فاشرعوا كل السكاكين للاجهاز عليه] .. و لم يكن هذا الشعار صحيحا أكثر من هذه اللحظة .

و أخيرا فان المظاهرات فى الجزيرة العربية هى من بشائر فتح جبهات جديدة .. فاللهم أنصر أخوتنا المجاهدين الذين نظموا المسيرات فى 9 مدن مطالبين بالحرية و الاصلاح السياسى و اسقاط العملاء .

و من كان فيه خير من الاسلاميين و الوطنيين و القوميين فليتحرك الآن .. فى عام الحسم 2003 / 2004



و الله أكبر .. و النصر لأمتنا

و الخزى و العار للمعتدين و العملاء