غير شكل
18-12-2003, 03:55 AM
في آخر حياته قال المجاهد خطّاب رحمه الله :
( إن كان لنا موعد مع الروس , فسيكون في موسكو إن شاء الله )
وهو مايعني أن المجاهدين في الشيشان يتطلعون لنقل المعركة إلى داخل الأراضي الروسية كما أكد ذلك أبوالوليد الغامدي في آخر تصاريحه عبر قناة الجزيرة مما سيؤدي إلى خوف عارم من قيام الدولة الإسلامية في أوساط أوروبا
::::::::::::::::::::::::
يبدو للمتابع لنشاطات المقاومة والجهاد الشيشاني أن الاستراتيجية العسكرية المعمول بها منذ فترة ليست بعيدة ، والتي تقوم على عدم الاكتفاء باستمرار المعركة في جروزني والشيشان ، وإنما نقلها أيضًا وبتكثيف إلى الأراضي الروسية ..هذه الاستراتيجية بدأت تشهد توسعًا وتصاعدًا خلال الآونة الأخيرة.. فالمقاومة وإن كانت لا تزال توجه ضربات قوية لقوات الاحتلال الروسي على الأرض الشيشانية؛ إلا أنها صعدت كذلك من ضرباتها خلال المرحلة الأخيرة في مناطق أخرى داخل روسيا – أرَّخ لها احتلال أحد مسارح موسكو في أكتوبر 2002 - تحت شعور وتقدير بأن الشيشانيين وحدهم لا يجب أن يستمروا في مواجهة يومية مع القتل والتشريد، وباستهداف خلخلة الجبهة الداخلية للعدو، سواء بتوجيه الضربات لاقتصاده أو لهز استقراره السياسي الداخلي، ولتكوين قوى ضغط داخلية على متخذ القرار السياسي باستمرار احتلال وضم الشيشان إلى روسيا، و ربما أيضًا لإحداث دويٍّ إعلامي عالمي في مواجهة الحصار الإعلامي الكثيف الذي تعاني منه المقاومة والقضية الشيشانية.
والمقاومة الشيشانية في ذلك تناظر أعمال المقاومة والجهاد الفلسطيني من الزاوية الاستراتيجية – مع الفارق بطبيعة الحال لخلفية الصراع وطبيعة العدو- حينما نقلت المعركة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسلامي مع الكيان الصهيوني، مع بدء وتطور الانتفاضة الحالية، إلى داخل الأرض العربية المحتلة منذ عام 48، الأمر الذي ضغط بشدة على مجتمع العدو وجعله عنصر ضغط بدوره على القادة السياسيين والعسكريين لهذا الكيان، والمقاومة الشيشانية تتفوق أو تختلف في هذه الاستراتيجية على المقاومة العراقية، - وعلى المقاومة الفيتنامية والجزائرية في القرن الماضي- التي اكتفت حتى الآن بخوض المعركة على نفس أرض الصراع – في العراق - دون الوصول إلى أرض المعتدي عليها، مكتفية بالضغط السياسي المتولد عن نشاطاتها، على أرض الصراع، في داخل أرض عدوها.. غير أنه من الملاحظ في الآونة الأخيرة أيضًا أن المقاومة الشيشانية حينما توسعت في نقل المعركة إلى أرض الخصم؛ فإن هذا التوسع -الذي اقترن بزيادة في عدد القتلى الروس في العمليات بصفة عامة- لم يضعف عملياتها على أرض الصراع نفسه؛ بل هي تضاعفت وضاعفت بدورها نسبة الخسائر للجيش الروسي، وهو مؤشر على قوة وتصاعد الجهاد الشيشاني بصفة عامة، وهو ما يعكس في نفس الوقت فشل الاستراتيجية الروسية في إحراز نتائج على الأرض سواء حينما ركزت – خلال نفس المرحلة من المعركة- على القتل والاغتيال للرموز القيادية في المقاومة، أو حينما كرست جهودها على تغيير الأوضاع السياسية من خلال عمليات انتخابية (مزيفة)، أو من خلال إجراء تعيينات جديدة في مراكز الحكم أو من خلال إقرار دستور جديد نص على أن الشيشان جزء من الدولة الروسية.
تصاعد المقاومة الشيشانية
إذا أخذنا الفترة الأخيرة –من أول ديسمبر الجاري وحتى الآن- كمعيار لمعدلات العمليات التي قام بها الشيشانيون والإصابات التي أوقعوها في الجيش الروسي واتجاهات مناطق نشاط المقاومة واستراتيجيتها؛ نجد أن ثمة توسعًا في العمليات وفي القدرة على إصابة وقتل أعداد أكبر، سواء من الجنود الروس أوالمتعاونين مع قوات الاحتلال على الأرض الشيشانية، حيث لا تزال المقاومة تواصل عمليات اسقاط الطائرات الهليوكبتر ونصب الكمائن للدوريات على الطرق، كما أنها توسعت كذلك في عمليات اغتيال القيادات التي تعينها قوات الاحتلال، منتقلة بذلك إلى بدء نشاط متصاعد في داخل المدن الشيشانية بديلاً عن المرحلة السابقة التي ساد فيها الاقتصار على المناطق الوعرة والمتطرفة من الأراضي الشيشانية، وإذا كانت قوات المجاهدين قد تمكنت من قتل 5 آلاف جندي روسي حسب التقديرات الرسمية الروسية منذ بداية الاحتلال في عام 1999 - بعض التقارير الدولية تقدر عدد القتلى بحوالي 15 ألف– فإن الأيام القليلة الماضية شهدت عدة عمليات تصاعد فيها عدد القتلى العسكريين الروس على الأرض الشيشانية بمعدلات عالية؛ ففي مطلع الشهر قتل 4 ضباط روس وبعدها قتل وأصيب 24 من الجنود والضباط، وبعدها قتل وأصيب 33 جنديًّا وضابطًا، وبعدها خطف مسؤول حكومي عينته قوات الاحتلال وتلي ذلك عمليات متفرقة سقط فيها 30 جنديًّا روسيًّا قتيلاً ومصابًا ...، ومع هذا التصاعد الشديد في قدرة المقاومة وعملياتها على الأرض الشيشانية - وفي نفس الفترة - تصاعدت العمليات على الأرض الروسية؛ فكانت عملية القطار التي وصل فيها عدد القتلى إلى 41 كما جرح أكثر من 150 آخرين، وهي العملية الثانية من نوعها على نفس خط السكك الحديدية، إذ استهدفت عملية سابقة قطارًا في المنطقة ذاتها، موقعاً أربعة قتلى وخمسين جريحًا في الثالث من سبتمبر (أيلول) 2003- كما جرت العملية الأشهر على بعد 200 متر فقط من الكرملين- وهي جاءت جميعها بعد العملية الكبرى التي جرت في 8 سبتمبر الماضي قرب المستشفى العسكري الروسي واستهدفت جنودًا في الجيش الروسي في الشيشان، و سقط فيها 50 قتيلاً ونحو 80 جريحًا.
استراتيجية عامة
يبدو للمتابع بصفة عامة لنمط استراتيجيات المقاومة وحركات التحرير خلال الأعوام الأخيرة أنها بدأت تتصاعد في أخذها بهذا الاتجاه الاستراتيجي (نقل المعركة إلى أرض الخصم أيضًا) ويعتبر هذا التطور هو الأهم والأكثر تأثيرًا خلال هذه المرحلة من تاريخ الصراعات. لقد كانت حركات التحرير من قبل تدور في دائرة وتأخذ باستراتيجية مختلفة لا تتخطى حدود وأرض البلد الذي يجري علية الصراع، كانت الحركة الوطنية المصرية في مطلع القرن الماضي وأفضل حالاتها التاريخية تمارس الصراع السياسي –السياسي وفقط – خارج الحدود، ولكن على أرض دولة استعمارية منافسة أو بديلة كما كان الحال في دور ونشاط مصطفى كامل على الأرض الفرنسية استفادة من التناقض والصراع الفرنسي البريطاني، أو كانت حركات التحرير حينما تمارس دورًا سياسيًّا في الخارج؛ فليس أمامها إلا الذهاب إلى الأمم المتحدة، كما حدث بالنسبة لجميع حركات التحرير التي توجهت في مجموعها بعد انتهاء الحرب العدوانية الثانية بين الدول الاستعمارية الكبرى إلى الأمم المتحدة تطلب مساعدتها في تحقيق الاستقلال أو حق تقرير المصير، أو كانت في أقصى حالات نقل المعركه إلى خارج أرض الصراع تقوم بعمليات مقاومة ضد مصالح الدولة المستعمرة على أرض خارج الصراع دون أرض الدولة المحتلة في الأغلب الأعم، كما كان الحال في عمليات خطف الطائرات وضرب السفارات واصطياد البعثات الرياضية ..غير أنه وبصفة خاصة ومنذ عمليات القاعدة في 11 سبتمبر، والحركات الوطنية والجهادية تحاول الإمساك بهذه الاستراتيجية؛ فهناك المجاهدون الكشميريون الذين يحاولون بين الحين والآخر نقل المعركة إلى داخل الأراضي الهندية كما حدث في معركة البرلمان، وهناك كما أشرنا إليه من قبل المقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضة الحالية، وهناك المقاومة الشيشانية، غير أن الملاحظة الأهم وربما المكملة لهذا التوجه هي أن الوعي السياسي بتوقيتات العمليات واختيار الظروف الأكثر إنتاجًا للتأثير السياسي بات ملحوظًا أيضًا وبشدة في مختلف عمليات المقاومة بشكل عام، وإذا كان هذا الأمر ملاحظًا بدقة في عمليات المقاومة الفلسطينية، حيث تختار المقاومة الفلسطينية توقيتات مرتبطة بتطورات سياسية محددة؛ فإن المقاومة الشيشانية قد صعدت من تلك الضربات الأخيرة اغتناما لظروف سياسية محددة، إذ جاءت كرد على إقرار الروس الدستور الجديد في الشيشان، وحتى لا يمنحوهم فرصة الادعاء بشرعية ما يقومون به ولإفساد مقولة موافقة الشيشانيين على الانضمام تحت العلم الروسي. وكذلك جاءت هذه الموجه من التصعيد بعد الانتخابات المزورة التي نتج عنها تعيين قادروف رئيسًا للشيشان؛ لتؤكد أن ليس في موقف الشعب الشيشاني جديد من هؤلاء المتعاونين مع الاحتلال، وهي كذلك جاءت قبل هذا وبعده متزامنة مع الانتخابات التشريعية في روسيا لتؤكد أن لا استقرار في روسيا طالما استمر احتلالها العسكري للشيشان.
طلعت رميح (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=79&artid=3166)
( إن كان لنا موعد مع الروس , فسيكون في موسكو إن شاء الله )
وهو مايعني أن المجاهدين في الشيشان يتطلعون لنقل المعركة إلى داخل الأراضي الروسية كما أكد ذلك أبوالوليد الغامدي في آخر تصاريحه عبر قناة الجزيرة مما سيؤدي إلى خوف عارم من قيام الدولة الإسلامية في أوساط أوروبا
::::::::::::::::::::::::
يبدو للمتابع لنشاطات المقاومة والجهاد الشيشاني أن الاستراتيجية العسكرية المعمول بها منذ فترة ليست بعيدة ، والتي تقوم على عدم الاكتفاء باستمرار المعركة في جروزني والشيشان ، وإنما نقلها أيضًا وبتكثيف إلى الأراضي الروسية ..هذه الاستراتيجية بدأت تشهد توسعًا وتصاعدًا خلال الآونة الأخيرة.. فالمقاومة وإن كانت لا تزال توجه ضربات قوية لقوات الاحتلال الروسي على الأرض الشيشانية؛ إلا أنها صعدت كذلك من ضرباتها خلال المرحلة الأخيرة في مناطق أخرى داخل روسيا – أرَّخ لها احتلال أحد مسارح موسكو في أكتوبر 2002 - تحت شعور وتقدير بأن الشيشانيين وحدهم لا يجب أن يستمروا في مواجهة يومية مع القتل والتشريد، وباستهداف خلخلة الجبهة الداخلية للعدو، سواء بتوجيه الضربات لاقتصاده أو لهز استقراره السياسي الداخلي، ولتكوين قوى ضغط داخلية على متخذ القرار السياسي باستمرار احتلال وضم الشيشان إلى روسيا، و ربما أيضًا لإحداث دويٍّ إعلامي عالمي في مواجهة الحصار الإعلامي الكثيف الذي تعاني منه المقاومة والقضية الشيشانية.
والمقاومة الشيشانية في ذلك تناظر أعمال المقاومة والجهاد الفلسطيني من الزاوية الاستراتيجية – مع الفارق بطبيعة الحال لخلفية الصراع وطبيعة العدو- حينما نقلت المعركة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسلامي مع الكيان الصهيوني، مع بدء وتطور الانتفاضة الحالية، إلى داخل الأرض العربية المحتلة منذ عام 48، الأمر الذي ضغط بشدة على مجتمع العدو وجعله عنصر ضغط بدوره على القادة السياسيين والعسكريين لهذا الكيان، والمقاومة الشيشانية تتفوق أو تختلف في هذه الاستراتيجية على المقاومة العراقية، - وعلى المقاومة الفيتنامية والجزائرية في القرن الماضي- التي اكتفت حتى الآن بخوض المعركة على نفس أرض الصراع – في العراق - دون الوصول إلى أرض المعتدي عليها، مكتفية بالضغط السياسي المتولد عن نشاطاتها، على أرض الصراع، في داخل أرض عدوها.. غير أنه من الملاحظ في الآونة الأخيرة أيضًا أن المقاومة الشيشانية حينما توسعت في نقل المعركة إلى أرض الخصم؛ فإن هذا التوسع -الذي اقترن بزيادة في عدد القتلى الروس في العمليات بصفة عامة- لم يضعف عملياتها على أرض الصراع نفسه؛ بل هي تضاعفت وضاعفت بدورها نسبة الخسائر للجيش الروسي، وهو مؤشر على قوة وتصاعد الجهاد الشيشاني بصفة عامة، وهو ما يعكس في نفس الوقت فشل الاستراتيجية الروسية في إحراز نتائج على الأرض سواء حينما ركزت – خلال نفس المرحلة من المعركة- على القتل والاغتيال للرموز القيادية في المقاومة، أو حينما كرست جهودها على تغيير الأوضاع السياسية من خلال عمليات انتخابية (مزيفة)، أو من خلال إجراء تعيينات جديدة في مراكز الحكم أو من خلال إقرار دستور جديد نص على أن الشيشان جزء من الدولة الروسية.
تصاعد المقاومة الشيشانية
إذا أخذنا الفترة الأخيرة –من أول ديسمبر الجاري وحتى الآن- كمعيار لمعدلات العمليات التي قام بها الشيشانيون والإصابات التي أوقعوها في الجيش الروسي واتجاهات مناطق نشاط المقاومة واستراتيجيتها؛ نجد أن ثمة توسعًا في العمليات وفي القدرة على إصابة وقتل أعداد أكبر، سواء من الجنود الروس أوالمتعاونين مع قوات الاحتلال على الأرض الشيشانية، حيث لا تزال المقاومة تواصل عمليات اسقاط الطائرات الهليوكبتر ونصب الكمائن للدوريات على الطرق، كما أنها توسعت كذلك في عمليات اغتيال القيادات التي تعينها قوات الاحتلال، منتقلة بذلك إلى بدء نشاط متصاعد في داخل المدن الشيشانية بديلاً عن المرحلة السابقة التي ساد فيها الاقتصار على المناطق الوعرة والمتطرفة من الأراضي الشيشانية، وإذا كانت قوات المجاهدين قد تمكنت من قتل 5 آلاف جندي روسي حسب التقديرات الرسمية الروسية منذ بداية الاحتلال في عام 1999 - بعض التقارير الدولية تقدر عدد القتلى بحوالي 15 ألف– فإن الأيام القليلة الماضية شهدت عدة عمليات تصاعد فيها عدد القتلى العسكريين الروس على الأرض الشيشانية بمعدلات عالية؛ ففي مطلع الشهر قتل 4 ضباط روس وبعدها قتل وأصيب 24 من الجنود والضباط، وبعدها قتل وأصيب 33 جنديًّا وضابطًا، وبعدها خطف مسؤول حكومي عينته قوات الاحتلال وتلي ذلك عمليات متفرقة سقط فيها 30 جنديًّا روسيًّا قتيلاً ومصابًا ...، ومع هذا التصاعد الشديد في قدرة المقاومة وعملياتها على الأرض الشيشانية - وفي نفس الفترة - تصاعدت العمليات على الأرض الروسية؛ فكانت عملية القطار التي وصل فيها عدد القتلى إلى 41 كما جرح أكثر من 150 آخرين، وهي العملية الثانية من نوعها على نفس خط السكك الحديدية، إذ استهدفت عملية سابقة قطارًا في المنطقة ذاتها، موقعاً أربعة قتلى وخمسين جريحًا في الثالث من سبتمبر (أيلول) 2003- كما جرت العملية الأشهر على بعد 200 متر فقط من الكرملين- وهي جاءت جميعها بعد العملية الكبرى التي جرت في 8 سبتمبر الماضي قرب المستشفى العسكري الروسي واستهدفت جنودًا في الجيش الروسي في الشيشان، و سقط فيها 50 قتيلاً ونحو 80 جريحًا.
استراتيجية عامة
يبدو للمتابع بصفة عامة لنمط استراتيجيات المقاومة وحركات التحرير خلال الأعوام الأخيرة أنها بدأت تتصاعد في أخذها بهذا الاتجاه الاستراتيجي (نقل المعركة إلى أرض الخصم أيضًا) ويعتبر هذا التطور هو الأهم والأكثر تأثيرًا خلال هذه المرحلة من تاريخ الصراعات. لقد كانت حركات التحرير من قبل تدور في دائرة وتأخذ باستراتيجية مختلفة لا تتخطى حدود وأرض البلد الذي يجري علية الصراع، كانت الحركة الوطنية المصرية في مطلع القرن الماضي وأفضل حالاتها التاريخية تمارس الصراع السياسي –السياسي وفقط – خارج الحدود، ولكن على أرض دولة استعمارية منافسة أو بديلة كما كان الحال في دور ونشاط مصطفى كامل على الأرض الفرنسية استفادة من التناقض والصراع الفرنسي البريطاني، أو كانت حركات التحرير حينما تمارس دورًا سياسيًّا في الخارج؛ فليس أمامها إلا الذهاب إلى الأمم المتحدة، كما حدث بالنسبة لجميع حركات التحرير التي توجهت في مجموعها بعد انتهاء الحرب العدوانية الثانية بين الدول الاستعمارية الكبرى إلى الأمم المتحدة تطلب مساعدتها في تحقيق الاستقلال أو حق تقرير المصير، أو كانت في أقصى حالات نقل المعركه إلى خارج أرض الصراع تقوم بعمليات مقاومة ضد مصالح الدولة المستعمرة على أرض خارج الصراع دون أرض الدولة المحتلة في الأغلب الأعم، كما كان الحال في عمليات خطف الطائرات وضرب السفارات واصطياد البعثات الرياضية ..غير أنه وبصفة خاصة ومنذ عمليات القاعدة في 11 سبتمبر، والحركات الوطنية والجهادية تحاول الإمساك بهذه الاستراتيجية؛ فهناك المجاهدون الكشميريون الذين يحاولون بين الحين والآخر نقل المعركة إلى داخل الأراضي الهندية كما حدث في معركة البرلمان، وهناك كما أشرنا إليه من قبل المقاومة الفلسطينية خلال الانتفاضة الحالية، وهناك المقاومة الشيشانية، غير أن الملاحظة الأهم وربما المكملة لهذا التوجه هي أن الوعي السياسي بتوقيتات العمليات واختيار الظروف الأكثر إنتاجًا للتأثير السياسي بات ملحوظًا أيضًا وبشدة في مختلف عمليات المقاومة بشكل عام، وإذا كان هذا الأمر ملاحظًا بدقة في عمليات المقاومة الفلسطينية، حيث تختار المقاومة الفلسطينية توقيتات مرتبطة بتطورات سياسية محددة؛ فإن المقاومة الشيشانية قد صعدت من تلك الضربات الأخيرة اغتناما لظروف سياسية محددة، إذ جاءت كرد على إقرار الروس الدستور الجديد في الشيشان، وحتى لا يمنحوهم فرصة الادعاء بشرعية ما يقومون به ولإفساد مقولة موافقة الشيشانيين على الانضمام تحت العلم الروسي. وكذلك جاءت هذه الموجه من التصعيد بعد الانتخابات المزورة التي نتج عنها تعيين قادروف رئيسًا للشيشان؛ لتؤكد أن ليس في موقف الشعب الشيشاني جديد من هؤلاء المتعاونين مع الاحتلال، وهي كذلك جاءت قبل هذا وبعده متزامنة مع الانتخابات التشريعية في روسيا لتؤكد أن لا استقرار في روسيا طالما استمر احتلالها العسكري للشيشان.
طلعت رميح (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=79&artid=3166)