شبروح
06-01-2004, 04:24 PM
مقال جديد عن الإندبندنت روبرت فيسك- ترجمته لمنتدانا هذه الليلة
(معظم العراق آمنُ)، هكذا يخبروننا دائما خلال مؤتمراتهم التهريجية.
وتلتِزمْ سلطات الإحتلال بهذه التصريحات- حتى عندما تُسقَطُ مروحية أمريكية أخرى - يصرون بأنّ الحياةِ طبيعيةُ في معظم العراق. لذا أخذتُ رحلة عبر الطريقَ المؤدي إلى البصرة يوم الجمعة.
مررنا خلال مدينةِ النجف حيث ما زالوا يصلحون الدمار الذى حل بمسجدَ الإمام علي بعد تفجيرِ السيارة المفخخة الذي قَتلَ آية اللهَ محمد الحكيم الصيف الماضي،
وأكملت الطريق جنوبا إلى السماوة. حيث يزداد الجو حرارة كلما تعمقنا جنوباً ، حيث اللصوص ما زاِلوا منتشرين وملثمين بالكوفيات يقفون في المنعطفِات وعلى يسار الطريقِ السريع ِ.وقد حوّلوا الصحراء الرمادية إلى أكوام ترابيةِ ميلاِ بعد ميلِ، هذا الطريق عاش عبر التاريخ الممتد لأكثر من 4,600 سنةً شاملا التاريخ الساسانى لبلاد ما بين النهرينِ.
اقتربت من أقرب مجموعة من اللصوصِ فقلت لهم هل وَجدتمَ أيّ شئُ؟ رد علي مراهقً والسيجارةِ تَتدلى مِنْ شفتِه "فقط بضعة قدور حتى الآن.
سَلبَ هؤلاء اللصوص هذه المُدن كليَّاً ،تلك المدن التي وَلدتْ من رحمها حضارتَنا وهذا أمر لا تستطيع أن تعبر عنهُ الدموعَ.
ثمّ على الطريقِ جنوبالناصرية، هناك منظر فريد ، عربة هامر أمريكي ومعها يأَخذَ العسكريون والعسكرياتَ الأمريكان صورَا فوتوغرافية لأنفسهم ، ويقوم بتصويرهم الحجاجِ الإيرانيينِ.أمر مستحيل. أمر مدهش. أبناء الثورةِ الإسلاميةِ يُدردشونَ مع الممثلين العسكريينِ للشيطان الأكبرِ. أمر غريب لكنه يحصل حقيقة واقعة.
هم كَانوا حشدَا لطيفَا مِنْ الإيرانيين وحشداِ لطيفِا مِنْ الأمريكان. تُقابلُ اللحى وعباءاتُ طهران حرس كولورادو الوطني. الجنود كانوا مسترخينَ، بينما شابّة مِنْ بلدة ينابيع كولورادو Colorado springs تعطي إبتسامةِ مرحة للكاميرات إيرانيةِ ثم ينضم الى الصورة حجاج النجف وكربلاء(العتبات المقدسة الشيعية).
يدردشَ الجنود مع بعض الإيرانيين الذين يتحدثون بالانجليزية، وتعاطف الجنود مع الإيرانيين لعناءهم فى رحلتهم فى الحافلة التى استغرقت يومينِ مِنْ طهران، من جهتهم اشتكى الجنود الأمريكان خوفهم على مصيرَهم بعد ن قضوا 11 شهرَ في العراق. هم لَمْ يَحْبّوا الحربَ، وعبروا عن اعتقادهم بأنّهم يَجِبُ أَنْ لا يَكُونوا في العراق، وقالوا أنهم ليسوا هناك لتحقيق الديمقراطيةِ. أحد الأمريكان قال "قَضّيتُ إسبوعاً في بغداد وكَانَ ذلك كفاية "وكان الوضع ًsh*t هناك ".
ولذا، بالطبع استطاعت هذه المجموعة من كولورادو أن تمضى وقتا ممتعا فى الجنوب و حول البصرة، حيث مازال السكان الشيعة يَحتفلونَ بنهايةِ حقبة معذّبيهم البعثيينِ. لكن هل يستمر هذا الوضع؟ "أَشْكُّ في ذلك " يقول عريف ذو نظّارات َ. هم جميعاً( الأمريكان) تَحدّثوا عن 'الإحتلالِ' بدلاً مِنْ 'التحريرِ' – ويعود السبب فى ذلك – أظنُ - لأنهم (الأمريكان)ً يَجيئونَ مِنْ ثقافة أرضِ الأحرار (الحرية). أَو لَرُبَّمَا لأنك لا تَستطيعُ أن تَوَقُّف الجنود عن الكلامَ.
نكمل طريقنا جنوبا على الطريق السريعِ، قوافل ناقلةِ همهمتْ على طول الطرقِ، مِئات على مِئاتِ من الشاحنات تنقل النفطِ مِنْ الكويت والعربية السعودية، تزودُ كامل جيشِ الإحتلالِ الأمريكيِ بالوقود بينما يَنتظرُ أهل العراق يوماً كاملا بالدور الذى يزيد طوله على ألأربعة أميال، ويتم تنظيمهم كأسراب من قِبل جنود الجيش الشعبي المُسلَّحينِ. هذه هى شركة هاليبيرتون تملأ حيوبها وترتوى من ينابيع الحربِ. وهناك شاحنات أمريكية محروقة منقلبة على جانبِ الطريق السريعِ، وهنا بيت متنقل هائل الضخامة مشقوق ومنقلب على جانبِه على الطريقِ المتجّه جنوباً حيث إنزلقتْ شاحنةَ عسكريةَ كانت تحملَه.
رأيت ذلك كَانَ بينما مرت بى عربة الهامر مسرعةِ بينما لوح لنا العسكريون برشاشاتَهم الثقيلةَ علينا نحن المدنيين. ثمّ أشر الينا أحد الشخصيات الملثمة الينا بأصبعه الإبهام مرتفعا. ثم رَأيتُ عبارة مكتوبة -على الغبارِ المتراكم على نافذةِ الهامر الخلفية- تقول "خُذْني الى موطني" وهذا هو الصوت الحقيقى لجيش الإحتلال.
الإندبندنت
(معظم العراق آمنُ)، هكذا يخبروننا دائما خلال مؤتمراتهم التهريجية.
وتلتِزمْ سلطات الإحتلال بهذه التصريحات- حتى عندما تُسقَطُ مروحية أمريكية أخرى - يصرون بأنّ الحياةِ طبيعيةُ في معظم العراق. لذا أخذتُ رحلة عبر الطريقَ المؤدي إلى البصرة يوم الجمعة.
مررنا خلال مدينةِ النجف حيث ما زالوا يصلحون الدمار الذى حل بمسجدَ الإمام علي بعد تفجيرِ السيارة المفخخة الذي قَتلَ آية اللهَ محمد الحكيم الصيف الماضي،
وأكملت الطريق جنوبا إلى السماوة. حيث يزداد الجو حرارة كلما تعمقنا جنوباً ، حيث اللصوص ما زاِلوا منتشرين وملثمين بالكوفيات يقفون في المنعطفِات وعلى يسار الطريقِ السريع ِ.وقد حوّلوا الصحراء الرمادية إلى أكوام ترابيةِ ميلاِ بعد ميلِ، هذا الطريق عاش عبر التاريخ الممتد لأكثر من 4,600 سنةً شاملا التاريخ الساسانى لبلاد ما بين النهرينِ.
اقتربت من أقرب مجموعة من اللصوصِ فقلت لهم هل وَجدتمَ أيّ شئُ؟ رد علي مراهقً والسيجارةِ تَتدلى مِنْ شفتِه "فقط بضعة قدور حتى الآن.
سَلبَ هؤلاء اللصوص هذه المُدن كليَّاً ،تلك المدن التي وَلدتْ من رحمها حضارتَنا وهذا أمر لا تستطيع أن تعبر عنهُ الدموعَ.
ثمّ على الطريقِ جنوبالناصرية، هناك منظر فريد ، عربة هامر أمريكي ومعها يأَخذَ العسكريون والعسكرياتَ الأمريكان صورَا فوتوغرافية لأنفسهم ، ويقوم بتصويرهم الحجاجِ الإيرانيينِ.أمر مستحيل. أمر مدهش. أبناء الثورةِ الإسلاميةِ يُدردشونَ مع الممثلين العسكريينِ للشيطان الأكبرِ. أمر غريب لكنه يحصل حقيقة واقعة.
هم كَانوا حشدَا لطيفَا مِنْ الإيرانيين وحشداِ لطيفِا مِنْ الأمريكان. تُقابلُ اللحى وعباءاتُ طهران حرس كولورادو الوطني. الجنود كانوا مسترخينَ، بينما شابّة مِنْ بلدة ينابيع كولورادو Colorado springs تعطي إبتسامةِ مرحة للكاميرات إيرانيةِ ثم ينضم الى الصورة حجاج النجف وكربلاء(العتبات المقدسة الشيعية).
يدردشَ الجنود مع بعض الإيرانيين الذين يتحدثون بالانجليزية، وتعاطف الجنود مع الإيرانيين لعناءهم فى رحلتهم فى الحافلة التى استغرقت يومينِ مِنْ طهران، من جهتهم اشتكى الجنود الأمريكان خوفهم على مصيرَهم بعد ن قضوا 11 شهرَ في العراق. هم لَمْ يَحْبّوا الحربَ، وعبروا عن اعتقادهم بأنّهم يَجِبُ أَنْ لا يَكُونوا في العراق، وقالوا أنهم ليسوا هناك لتحقيق الديمقراطيةِ. أحد الأمريكان قال "قَضّيتُ إسبوعاً في بغداد وكَانَ ذلك كفاية "وكان الوضع ًsh*t هناك ".
ولذا، بالطبع استطاعت هذه المجموعة من كولورادو أن تمضى وقتا ممتعا فى الجنوب و حول البصرة، حيث مازال السكان الشيعة يَحتفلونَ بنهايةِ حقبة معذّبيهم البعثيينِ. لكن هل يستمر هذا الوضع؟ "أَشْكُّ في ذلك " يقول عريف ذو نظّارات َ. هم جميعاً( الأمريكان) تَحدّثوا عن 'الإحتلالِ' بدلاً مِنْ 'التحريرِ' – ويعود السبب فى ذلك – أظنُ - لأنهم (الأمريكان)ً يَجيئونَ مِنْ ثقافة أرضِ الأحرار (الحرية). أَو لَرُبَّمَا لأنك لا تَستطيعُ أن تَوَقُّف الجنود عن الكلامَ.
نكمل طريقنا جنوبا على الطريق السريعِ، قوافل ناقلةِ همهمتْ على طول الطرقِ، مِئات على مِئاتِ من الشاحنات تنقل النفطِ مِنْ الكويت والعربية السعودية، تزودُ كامل جيشِ الإحتلالِ الأمريكيِ بالوقود بينما يَنتظرُ أهل العراق يوماً كاملا بالدور الذى يزيد طوله على ألأربعة أميال، ويتم تنظيمهم كأسراب من قِبل جنود الجيش الشعبي المُسلَّحينِ. هذه هى شركة هاليبيرتون تملأ حيوبها وترتوى من ينابيع الحربِ. وهناك شاحنات أمريكية محروقة منقلبة على جانبِ الطريق السريعِ، وهنا بيت متنقل هائل الضخامة مشقوق ومنقلب على جانبِه على الطريقِ المتجّه جنوباً حيث إنزلقتْ شاحنةَ عسكريةَ كانت تحملَه.
رأيت ذلك كَانَ بينما مرت بى عربة الهامر مسرعةِ بينما لوح لنا العسكريون برشاشاتَهم الثقيلةَ علينا نحن المدنيين. ثمّ أشر الينا أحد الشخصيات الملثمة الينا بأصبعه الإبهام مرتفعا. ثم رَأيتُ عبارة مكتوبة -على الغبارِ المتراكم على نافذةِ الهامر الخلفية- تقول "خُذْني الى موطني" وهذا هو الصوت الحقيقى لجيش الإحتلال.
الإندبندنت