المجاهد عمر
27-01-2004, 12:57 PM
من هي الخنساء ؟
الخنساء هي : تماضر بنت عمرو بن الشريد بن ثعلبة الشاعرة المشهورة .
قال ابن عبد البر : "قَدِمَتْ على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم.. وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها . اهـ ." انظر ترجمتها في الاستيعاب (ت 3363) وأسد الغابة (ت 6883) والإصابة (ت 11112) وقد ذهب بعض المتأخرين إلى التشكيك في قضية استشهاد أولاد الخنساء الأربعة في معركة القادسية ، وقد استدلوا على ذلك بما يلي :-
1- أن كل من كتب عن الخنساء وقتل أولادها الأربعة يستند إلى وصيتها لهم وهي (إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، وإنكم لبنو أب واحد وأم واحدة ..الخ الوصية" . الإصابة (8/111) .
بينما تلك الوصية لامرأة نخعية وليست للخنساء السلمية ، ومما يؤكد هذا ما ذكره إمام المفسرين الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله عندما قال في تاريخه : (كانت امرأة من النخع لها بنون أربعة شهدوا معركة القادسية..إلى أن قالت في وصيتها : والله إنكم لبنو رجل واحد) تاريخ الطبري( 3/544) ، والشاهد قولها : إنكم لبنو رجل واحد ، والمعروف أن للخنساء ثلاثة أبناء ذكور وبنت واحدة من زوجها مرداس ، وابن واحد من زوجها رواحة ، واسم هذا الابن عبد الله وكنيته أبو شجرة ، وهو مشهور عند أهل التاريخ ، وقد ذكروا أن عمر رضي الله عنه نهره لشعر قاله ، فهرب منه ولم يقربه حتى مات عمر سنة (23هـ) بينما القادسية كانت في سنة (14 أو 15هـ) على خلاف بين المؤرخين .
2- ومن الأدلة أيضاً : قولها في الوصية : (ثم جئتم بأمكم عجوز كبيرة) .
ولم تكن الخنساء في وقت القادسية عجوز كبيرة ، ويضاف إلى ما سبق أيضاً أن ابنها مرداس شاعر مشهور قبل إسلامه وبعده ، وله مواقف معروفة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو شارك في القادسية واستشهد لذكره المؤرخون لشهرته ؛ فكيف يتناسون شاعراً مثله وقد ذكروا من هو أقل شعراً منه ؟! .
3- وشيء أخير وهو : أن الحافظ ابن حجر رحمه الله ذكر في ترجمة الخنساء ، قصتها مع أولادها الأربعة وذكر الوصية ، فقال : عن الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي وهو المعروف بابن زَبَالة ، فقال : وهو أحد المتروكين .الإصابة ( 8/111 ) .
ومما سبق نستطيع أن نقول : أن القصة لا تصح لا سنداً ولا متناً للأسباب التي ذكرناها..والله أعلم.
جزى الله محققها كل الخير....
المجاهد عمر
الخنساء هي : تماضر بنت عمرو بن الشريد بن ثعلبة الشاعرة المشهورة .
قال ابن عبد البر : "قَدِمَتْ على النبي صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم.. وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها . اهـ ." انظر ترجمتها في الاستيعاب (ت 3363) وأسد الغابة (ت 6883) والإصابة (ت 11112) وقد ذهب بعض المتأخرين إلى التشكيك في قضية استشهاد أولاد الخنساء الأربعة في معركة القادسية ، وقد استدلوا على ذلك بما يلي :-
1- أن كل من كتب عن الخنساء وقتل أولادها الأربعة يستند إلى وصيتها لهم وهي (إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، وإنكم لبنو أب واحد وأم واحدة ..الخ الوصية" . الإصابة (8/111) .
بينما تلك الوصية لامرأة نخعية وليست للخنساء السلمية ، ومما يؤكد هذا ما ذكره إمام المفسرين الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله عندما قال في تاريخه : (كانت امرأة من النخع لها بنون أربعة شهدوا معركة القادسية..إلى أن قالت في وصيتها : والله إنكم لبنو رجل واحد) تاريخ الطبري( 3/544) ، والشاهد قولها : إنكم لبنو رجل واحد ، والمعروف أن للخنساء ثلاثة أبناء ذكور وبنت واحدة من زوجها مرداس ، وابن واحد من زوجها رواحة ، واسم هذا الابن عبد الله وكنيته أبو شجرة ، وهو مشهور عند أهل التاريخ ، وقد ذكروا أن عمر رضي الله عنه نهره لشعر قاله ، فهرب منه ولم يقربه حتى مات عمر سنة (23هـ) بينما القادسية كانت في سنة (14 أو 15هـ) على خلاف بين المؤرخين .
2- ومن الأدلة أيضاً : قولها في الوصية : (ثم جئتم بأمكم عجوز كبيرة) .
ولم تكن الخنساء في وقت القادسية عجوز كبيرة ، ويضاف إلى ما سبق أيضاً أن ابنها مرداس شاعر مشهور قبل إسلامه وبعده ، وله مواقف معروفة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو شارك في القادسية واستشهد لذكره المؤرخون لشهرته ؛ فكيف يتناسون شاعراً مثله وقد ذكروا من هو أقل شعراً منه ؟! .
3- وشيء أخير وهو : أن الحافظ ابن حجر رحمه الله ذكر في ترجمة الخنساء ، قصتها مع أولادها الأربعة وذكر الوصية ، فقال : عن الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن المخزومي وهو المعروف بابن زَبَالة ، فقال : وهو أحد المتروكين .الإصابة ( 8/111 ) .
ومما سبق نستطيع أن نقول : أن القصة لا تصح لا سنداً ولا متناً للأسباب التي ذكرناها..والله أعلم.
جزى الله محققها كل الخير....
المجاهد عمر