PDA

View Full Version : الدكتور البوطي لشيخ الأزهر إذا لم تستح فاصنع ما شئت


spetsmissiya
30-01-2004, 06:55 PM
منذ حين تحدث شيخ الأزهر في قناة فضائية إسرائيلية، حديثاً، فنّد فيه المقاومة الفلسطينية، وأيّد استمرار العدوان والاحتلال، وأكد أن العمليات الاستشهادية التي يقوم بها الفلسطينيون الذين اغتصبت بيوتهم واستلبت حقوقهم وانتهكت أعراضهم، ليست إلا عمليات انتحارية محرمة!..

ومنذ أيام سئل عن موقف الإسلام مما أعلنه الرئيس الفرنسي في خطاب له، من الدعوة إلى اتخاذ قرار بمنع الحجاب الذي فرضه الله على المسلمات في سورتي النور والأحزاب. فكان جوابه أنه أمر داخلي، ولفرنسا أن تتخذ بشأنه القرار الذي تريد، وأن تفرضه على كل النساء المقيمات فوق تلك الأرض، ولا يحق لأحد معارضته ولا التدخل فيه.

وأقول: إن هذا يعني أن ما اتخذه الرئيس التونسي من قرارات فرّق به كثيراً من الأحكام والمبادئ الإسلامية، أمر داخلي لا يجوز استنكاره ولا الوقوف في وجهه.. وأن ما تقدم عليه إسرائيل (المعترف رسمياً بها في مصر) من استلاب لحقوق الفلسطينيين وهدم لبيوتهم واغتصاب لأراضيهم، وازدراء للقيم والشعائر الإسلامية، من الأمور الداخلية التي تجري على أرضها، وليس لكائن أن يعترض في ذلك عليها.. بل إن هذا يعني أن لكل حكومة إسلامية أو غير إسلامية، أن تمنع رعاياها المسلمين أو المسيحيين أو اليهود، من ممارسة دينهم والالتزام بما يدينون به من أوامر ربهم.. وأن تذهب في تجريدهم من حقوقهم الدينية إلى حد مقاومة الوجود الديني من حيث هو، في داخل أرضها.. إذ إن ذلك كله شأن داخلي، ليس لأحد من خارج أرضها أن يمنعها من ذلك أو حتى أن يستنكره بالاحتجاج والبيان!.. ولقد كانت الثورة الشيوعية إذن على حق يوم أحرقت في روسيا المصاحف وهدمت المساجد، وقضت على الوجود الديني من حيث هو، لأن ذلك كله أمر داخلي.. والأمر الداخلي مِلْكٌ لقادته وأربابه، لهم أن يمارسوه كما يحبون، وأن يذهبوا في الوقوف منه والحكم عليه الموقف الذي يشاؤون!!..

والسؤال الذي يوجهه العالم كله - ولا أقول العالم الإسلامي فقط - إلى هذا الذي سعدت الحكومة المصرية بتنصيبه شيخاً للأزهر، هو:

بمقتضى أي قانون أو شرعة يطلق هذا الشيخ حكمه هذا، ويبيح لقادة الحكم في أي دولة أن يمارسوا في حق شعوبهم ما يشاؤون، وأن يذهبوا في ذلك المذهب الذي يريدون؟

ونظراً إلى ن الشيخ يتبوأ مشيخة أكبر مرجعية إسلامية في العالم العربي وهو الأزهر، إذن فهو إذ يدلي بهذا القرار إنما يزعم أن يستخرجه من شرعة الإسلام وحكمه.

ولكن الشيخ يعلم، وجميع علماء الأزهر، وسائر المسلمين، يعلمون أن الإسلام في أوضح بدهياته، بريء من هذا التقول الكاذب عليه!!..

لو كان إجبار المرأة المسلمة بإماطة الخمار الذي أوجبه الله عليها، عن رأسها، أمراً داخلياً لا يجوز الاعتراض عليه ولا التدخل فيه، إذن لبطل أن يكون واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقرراً في دين الله، بل لوجب حينئذ نقيض ذلك؛ لأن القول بتقريره تدخل في أمر يملكه رئيس الدولة وليس الله، فهو صاحب الحق فيما يحبّ أن يأخذ به شعبه، مهما استوجب ذلك مخالفة شرع الله فيما شرع وألزم!.. فأي مسلم صادق في إسلامه يذهب في العبث بدين الله كل هذا المذهب؟!..

ألا فليرحم الله عهداً كان الأزهر فيه حمىً لمبادئ الإسلام وحكمه، وملاذاً لعباد الله المسلمين في العالم كله، وياما أتعس يومنا المشؤون هذا الذي فاجأ العالم بعاقبة لم يكن يتخيلها الوهم، إذ مُسِخَ هذا الحصن والملاذ، وتحول أمام بصيرة الدنيا كلها إلى خادم ذليل لقادة الكيد اليهودي الذين يسعون سعيهم اللاهث، إلى اقتلاع الإسلام في أوطانه ومنابته من جذوره.

ولكن أحقاً أن صرح الأزهر خلا من علمائه الأفذاذ الذين كانوا أعيناً ساهرة لحراسة الإسلام وشرعه، وأَلْسُناً مدافعة عن حقائقه ووحيه، وقلوباً نابضة بتعظيم الله وحبه، ولم يعد يجوب داخل جدرانه إلا ذيول وأتباع لشيخه المزيّف عليه، يصفقون للغوه، ويسلكون على نهجه؟!.

لقد كان الأزهر أُمَّةً من فطاحل الرجال ومن أساطين العلماء الصادقين بوسعك أن ترى آثار جهودهم وجهادهم في صفحات مجلتها التاريخية العملاقة، نور الإسلام.. أفطوي اليوم ذلك العهد كله وتحول إلى ذكرى، وحلّ محله النقيض؟!. أفمسخت حقاً تلك الأمة جمعاء ليصبح الأزهر أشبه ما يكون بمدينة مسحورة صامتة، تقاد بكل من فيها من مفكرين وعلماء، فتنقاد لمن سيوردها موارد الردى، ويدفن تاريخها الأغرّ الأبلج في قبر من الظلام؟!..

* * *

وبعد، فإن المصيبة ليست فيما صرح به شيراك من رأيه في أمر الحجاب، فإنه إنما صرح بما صرح به تنفيساً عن ضغط مورس عليه وعلى الإدراة الفرنسية من اللوبي الصهيوني، الذي طاف به الأسى والحزن للنتيجة التي أسفر عنها الإحصاء الذي تم في المجتمعات الأوربية، وهي أن إسرائيل هي الدولة الإرهابية الأولى في العالم..

فلقد انتهت الدوائر الصهيونية من دراستها لأسباب هذه النتيجة التي فوجئت بها كصاعقة لم تكن تتوقعها، إلى أن التيار الإسلامي المتعاظم في أوربة، والذي يزداد كل يوم تغلغلاً وانسجاماً مع المجتمع الأوربي، هو السبب في هذه النتيجة الإحصائية المفاجئة.

فكان لابدّ لهذه الدوائر الصهيونية أن تعمل كل ما في وسعها لتوهين التيار الإسلامي في المجتمعات الأوربية، ولعزله عنها عن طريق الإيقاع بينها وبين الدوائر الأوربية ومؤسسات الحكم فيها.. فكان أن هرعت تبحث عن سبيل إلى إشعال فتيل الفتنة، كما هو شأنها دائماً في العمل على التخلص من الملمات التي تهددها أو تحيق بها.

ولما استعرضت السبل والإمكانات، لم تجد خيراً من اللعب بورقة الحجاب.. فحركت اليمين الفرنسي المتطرف تدعوه إلى تبني قانون صريح يقضي بمنع الحجاب الإسلامي في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية، آملة أن تنبثق من مثل هذا القانون ثورة مهتاجة يقودها التيار الإسلامي، تصطدم مع النظام الذي يقوده ساسة الحكم في فرنسا، بل في أوربة كلها، فتقع من جراء ذلك فتنة طاحنة تلجئ التيار الإسلامي في عاقبة أمره إلى الانطواء والانعزال.

غير أن التيار المعارض لا يستهان به، أضف إليه معارضة شائر رجال الدين المسيحي، وكثير من الساسة والعلماء والمفكرين، لهذا المشروع، والاحتجاجات التظاهرية والكتابية التي تتوالى من الفرنسيات المسلمات وغيرهن، والتي تجد تعاطفاً كبيراً معها من المجتمع الفرنسي والشارع العام، هذا إلى جانب ما يتمتع به الوجود الإسلامي عموماً في المجتمعات الأوربية من اليقظة التامة لخطط الدوائر الصهيونية وآمالها، في الإيقاع بينها وبين دوائر الحكم في تلك المجتمعات.

قلت: إن المصيبة لا تتمثل إذن في هذا الذي صرح به الرئيس الفرنسي شيراك.. وإنما تتمثل المصيبة في المسلمين الذين يمارسون عملة صَلْعاءَ معلَنة للدوائر الصهيونية، فيكذبون على الله وعلى الإسلام قائلين: إن لحجاب ليس إلا تقليداً أفرزته العادات التاريخية البائدة، ثم إنه يتمثل في الأزهر الذي حكم عليه بالصمت المميت، ثم فرض عليه من يتكلم باسمه زرواً وبهتاناً، ويتحدث باسم الإسلام كذباً وافتراءً، مباركاً للدوائر الصهيونية أهدافها، ومعبّداً لها الطريق إلى تنفيذها.

وإني لأعلم أن استنكارات كثيرة تتوارد على هذا الذي يستنطق الأزهر بما هو بريء منه، وأن نصائح كثيرة تتوالى إليه تهيب به أن يقلع عن أخطائه ويعود إلى رشده قبل فوات الأوان..

ترى أيدركه هذا اليوم، فيعلن عن توبته ويستغفر الله من لغوه، أم سيبقى على حاله هذا ويتغلب عليه سلطان المبدأ القائل: إذا لم تستح فاصنع ما شئت؟



الأستاذ الدكتور:

محمد سعيد رمضان البوطي

ملحق

قيل لي: أترى أن الإدارة الفرنسية تجد في الغثاء الذي أطلقه شيخ الأزهر ما يشجعها على المضيّ قدماً لتنفيذ ما تفكر فيه من أمر منع الحجاب الذي فرضه الله على المسلمات؟

قلت في الجواب: بل الراجح أن الإدارة الفرنسية ستجد فيه ما يحملها على إعادة النظر في هذا الذي تفكر فيه للأسباب التالية:

أولاً: لما تعلمه من أن شيخ الأزهر لم ينطلق إلى الخلط الذي فاه به، من دراية سياسية لخلفيات الكلام الذي صرح به الرئيس الفرنسي شيراك، ولم يفُهْ به من التزام بأحكام الشريعة الإسلامية، وإن مستشاري الرئيس الفرنسي على علم بحكم الشريعة الإسلامية لهذه المسألة.

ثانياً: لما تعلمه أيضاً من أن صوت الأزهر لم يعد - منذ حين - متمثلاً في الشيخ الذي تنصّبه السياسة شيخاً للأزهر، وإنما يتمثل صوته الحقيقي فيما يقرره ويعلنه جلّ علمائه، وهم لا يزالون اليوم بحمد الله كثير، وإنهم ليصدعون بالحق الذي أمر الله به، ولا يخافون في ذلك لومة لائم.

ثالثاً: إن الإدارة الفرنسية لتعلم - من معارضة الشارع الإسلامي بل وتسفيهه للباطل الذي أدلى به شيخ الأزهر - أن كلامه المؤيد لتوجه الحكومة الفرنسية إلى منع الحجاب، ليس أكثر من استدراج منه لها إلى كمين بل إلى يؤرة من المشكلات الاجتماعية والسياسية التي هي في غنى عنها.

رابعاً: إن في الفتوى التي أعلنها سماحة الشيخ مفتي الديار المصرية، فلقيت رضاً وتأييداً من أوساط العالم العربي والإسلامي أجمع، وفي مقدمته أم البلاد العربية والإسلامية، مصر، ما يبصّر الإدارة الفرنسية بالمصباح الذي ينبغي أن تهتدي به في هذه المسألة التي لم تتم إثارتها إلاّ بضغط استثنائي فريد من اللوبي الصهيوني الذي يتحكم اليوم باليمين الفرنسي المتطرف. وإنا لنسأل الله أن يوفقها للخروج من هذا المأزق الذي ألجئت إليه بحكمة ورشد، ودون أن تخسر صداقة الأمة العربية التي هي محل اعتزاز من أمتنا جمعاء.


المصدر

http://www.bouti.com/bouti_monthly35.htm

درويش
30-01-2004, 08:37 PM
في أحد أوكار الرذيلة تشاجرت راقصة مع مطربة تعملان في الوكر، فقالت الراقصة للمطربة: لو كنت شريفة لما عملتي في هذا المكان. فردت عليها المطربة: أي شرف هذا الذي تتكلمين عنه وأنت تعملين معي في هذا المكان؟

ولعل هذه الحكاية تنطبق على استنكار كاهن الإحتلال البعثي النصيري الكافر في سوريا المحتلة المدعو "البوطي" لتصريحات كاهن الماسونية المصرية الكافرة الحاكمة المدعو "طنطاوي" عندما بارك قرار فرنسا بمنع حجاب المسلمات في المدارس الفرنسية.

فمن يقرأ استنكار "البوطي" ويقارنه بحقيقته وبتاريخ سجله سيضحك على أمة يمثل ضميرها الديني شخص من أمثال المدعو "البوطي". فالباحث المتأمل سوف يجد بأن "البوطي" ليس في حقيقته سوى شخص مستنسخ من "طنطاوي" والذي تمت صناعته وتدريبه طبقا للمواصفات الإسرائيلية، فليس بين الإثنان فرق على صعيد العقيدة والوظيفة والهدف والأسلوب. فكما أن "طنطاوي" هو كاهن الإحتلال الماسوني الكافر في مصر ومنظره الديني، نجد في المقابل بأن "البوطي" هو الآخر كاهن الإحتلال الأجنبي البعثي النصيري الكافر في سوريا ومنظره الديني.

عام 1990 عندما غزا الإحتلال الأجنبي البعثي الكافر الكويت، وقف "البوطي" وبارك هذا الإحتلال وأيده ودعا المسلمين إلى تأييده بعد أن وصفه بأنه "حق"، وبرره بادعائه بالقول بأن (أهل الخليج أستحوذوا على الغرفة التي بها الكنز من البيت "الإسلامي" الذي سكنته الأمه في عدة حجر، وهو ملك الأمه وليس ملكهم وحدهم وجاء صدام ليعيده لأهله...) واليوم، يتبرأ هذا الكاهن المدعو "البوطي" من أصله الكردي ليحمل الأكراد مسئولية استدعاء قوات التحالف، كما برر جرائم الإحتلال الأجنبي البعثي النصيري ضد الأكراد بأنها "إجراءات إحترازية".

هذا هو "البوطي"، وهذا هو "طنطاوي"، فإذا كان الأول يعمل كراقصة في بلاط رئيس الإحتلال الأجنبي البعثي النصيري في سوريا، فإن الثاني يعمل كمطربة متهتكة رخيصة في بلاط رئيس الإحتلال الماسوني في مصر.

فهل يحق للراقصة أن تعلم المطربة الشرف والفضيلة؟