PDA

View Full Version : كيف أصبح بوش رئيسا لأمريكا؟وتوريث الحكم بأمريكا!


mustafa Bekhit
05-02-2004, 11:09 PM
حيث تتعاقب شخصيات رئاسية على مناصب مصيرية وراء بعضهم البعض في صيغة وراثية وهو اجراء يعطل المصالح القومية وينال من سلامة الموقف الديمقراطي في أمريكا.

صحيفة النيويورك تايمز
قصة (أكاذيب العائلة)، وهي القصة التي تتناول في كتاب ممارسات الخداع السياسي لآل بوش منذ حوالي أربعة أجيال مضت ولا تزال الى الآن تستغل الناخب الأمريكي لمؤلفها كيفين فيليبس، قائلا أن الرئيس الديمقراطي القادم الى سدة الرئاسة الأمريكية سوف يدين بعرفان الى كيفين فيليب، بغض النظر عن تحديد شخصية الرئيس الافتراضي بالاسم.

لقد قدم مؤلف الكتاب أرضية خصبة للاطاحة ببوش في جولته الانتخابية الثانية، وذلك بتعرية الأهداف والكثير من الظروف السياسية التي واكبت فوز بوش بكرسي الرئاسة الأمريكية ووصولا الى تكريسه حملة انتخابية للفوز مرة ثانية بمقعد الرئاسة، وكأن هذا الكتاب يأتي في الوقت المناسب لسحب البساط من تحت أقدام الرئيس بوش.

غير أن الناقد السياسي مايكل اوريسك الذي حرر للصحافة الأمريكية شذرات من أفكار فيليبس يرى عبر تقديمه لكتاب (سلالة بوش الحاكمة) أن المؤلف فيليبس يقف على أرضية صلبة، اذ ليس من السهولة بمكان الطعن في شرعيته الفكرية، فهو يتمتع باستقلالية وحيادية في الرأي تتجاوز مكتسبات أي سياسي أمريكي محسوب على الجانب الجمهوري، فيما يتكئ من ناحية أخرى على رصيد فكري كرسه منذ وقت بتناولات متفاوتة حول الفجوة الاجتماعية الآخذة في الاتساع بين الفقراء والاغنياء وكيف أن هذه الفجوة بدأت في التباعد منذ سياسة رونالد ريجان وتفاقمت دون مواربة في عهدي بوش الأب ولاحقا الابن أيضا.



غير أنه من الواضح بأن فيلبيس يعيش مرحلة انشقاق واضح ضد الجمهوريين، وربما تكون دوافع الانشقاق مسألة شخصية، فالكاتب فيليبس وبغض النظر عن اجتهاداته وتكريسه أفكارا موضوعية، لم يكن يحب العائلة بوش حتى قبيل فترتيهما الرئاسيتين، وهو حقيقة لا يخفي هذه الدوافع، بل يعلنها صراحة اذ خط بقلمه في نهاية كتابه قائلا: لقد فهمت حقيقة تلك الدوافع. وللواقع فهو يسند الاشارة الى تلك الدوافع في متن كتابه البالغ تعداد أوراقه حوالي 333 ورقة اذ يتحدث عن آل بوش بوصفهم سلالة اوليجاركية أدت الى تفشي الارستقراطية، الثروة وادارة المصالح من خلال سياسة الخداع، وهي السياسة التي تربت في ظلها توليفة من الأشرار وأدمنت عليها هذه الأسرة لأربعة أجيال.

ويثير كتاب فيليبس نوعين متداخلين من الجدل أولهما أن أمريكا دخلت مرحلة السياسة الملكية.. حيث تتعاقب شخصيات رئاسية على مناصب مصيرية وراء بعضهم البعض في صيغة وراثية وهو اجراء يعطل المصالح القومية وينال من سلامة الموقف الديمقراطي في أمريكا.

وأما الشيئ الآخر فهو أن النموذج الأكثر تبيانا لهذه الظاهرة والتي يفترض اطلاع الرأي العام في أمريكا عليها لا ينحصر في عائلة كينيدي وانما في آل بوش اذ أن أفراد هذه العائلة، منذ الجد الأعلى لجورج بوش ولاحقا صاموئيل بوش وما بعده جورج ووكر، يمثلون ثروات طائلة ومراكز نفوذ باستخدام علاقات تدير من أجل مصالحهم عناصر في سوق الأوراق المالية في وول ستريت، تجار الاسلحة، رجال الاستخبارات وعناصر ديكتاتورية في الخارج أمثال هتلر.

يقول فيليبس أن الثروة والسلطة وحصيلة تلك الاتصالات هي التي تجيب على سؤال مصيري مثل كيف أصبح بوش رئيسا لأمريكا؟
وبنفس الطريقة أيضا يمكن لهذه الخلفية أن تشرح لنا كيف أثر الرئيس بوش على الذاكرة الأمريكية ودفع بسياستها القومية الى نفق لا يليق بدولة عظمى.

ولا يتوقف عند هذا الحد، وانما يتتبع من خلال كتابه عن السلالة الأمريكية الحاكمة بصمات آل بوش فيقول أنها باتت تتوافر في كل مكان، وهي تقريبا موجودة في كل شيئ بدءا من قصة ايجاد الذرائع لغزو العراق واسقاط صدام حسين وانتهاءا بميول بوش ناحية صناعة الطاقة والتي تعني بالنسبة لطروحات الكاتب فيليبس الشيئ الكثير.

هنا يعلن الكاتب فيليبس بمنتهى الجرأة عن الديناميكية التي تحرك بوش، فيقول ان الممارسات السياسية لبوش ليست من أعماله، اذ أنها تعتبر فيضا لسياسة خداع تمتد لأربعة أجيال بكل ما يتضمنه الخداع من تحريف معلوماتي وتضليل. لقد أستغرق انتاجه قرنا كاملا من تصنيع الخداع الذي يضر بالحقيقة اذا ما قورن بنماذج رئاسية في علاقتها بالحقيقة مثل جونسون ونيكسون وكلينتون.