أبو ريناد الشهري
23-08-2004, 08:43 AM
المصدر : كتب: سعيد السريحي
لم يكن اختيار اسم (الخنساء) للمجلة النسائية الاليكترونية التي اصدرت الجمعيات المتطرفة عددها الاول في مطلع شهر رجب الحالي مجرد احالة الى الصحابية الجليلة وما عرف عنها من مواقف بطولية تمثلت في صبرها حين استشهد اولادها الاربعة, لم يكن اختيار هذا الاسم مجرد احالة الى هذه البطولة كما حاول مصدرو المجلة ان يوهموا قارئها بقدر ما كان احالة الى بكائيات الخنساء ومراثيها لاخويها اللذين ماتا في الجاهلية واستعادة لحزنها العميق عليهما بحيث انبثت في ثنايا المجلة كلمات الحزن والتفجع والتوجع والالم على من قتل من المتطرفين والارهابيين أو من يدعونهم (الشهداء) حسب زعمهم. الاحالة اذن لم تكن الى الخنساء بعد اسلامها وانما هي احالة الى الخنساء في جاهليتها, فالخنساء المسلمة اكتفت حين بلغها استشهاد ابنائها الاربعة ان قالت (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وارجو من ربي ان يجمعني بهم في مستقر رحمته). الخنساء المسلمة والمجاهدة بحق لم تملأ الارض بكاء وضجيجا على ابنائها الشهداء لانها احتسبتهم عند الله ولكنها فعلت ذلك على اخويها اللذين ماتا على الجاهلية. وحين تستعيد مجلة الخنساء الاليكترونية كلمات الحزن والبكاء والندب والنوح على قتلى الارهاب فإن القائمين عليها والمصدرين لها يستعيدون جاهلية كامنة في انفسهم يدركون أن قتلاهم ماتوا عليها.يرتفع النحيب منذ الصفحات الاولى التي تؤبن القتلى منهم: (ودعنا القائد الحبيب ابا هاجر ومن معه ورحل عنا الشيخ عيسى ومن معه وفقدنا فهد الدخيل ومن معه واسر من الاخوة عدد منهم شيخنا المجاهد فارس الزهراني) و(لقد اهدانا الطغاة -حسب زعمهم- اعظم هدية بقتلهم لقادتنا واسرهم لاخواننا) وتنهي المجلة صفحاتها بندب اخر (كثيرة هي الخناجر التي توجهت لصدورنا حتى صرنا مثخنين بالجراح لايكاد يندمل جرح الا واتبعه اخر لينتكئ الجميع وتسيل الدماء مختلطة بالدموع مالئة القلب اسى وحسرة).
** ولايلبث البكاء والندب ان يتحول الى لغة انتقامية محرضة على المزيد من القتل والتدمير والتهديد والوعيد الذي يؤكد استمرار الفكر المتطرف في مسلكه وان الحرب معه لاتزال مشرعة الابواب وان ردعه على مستوى العمل الارهابي لايمكن له ان يتحقق مالم يكن متبوعا بردع اخر على مستوى فكري يتم من خلاله استئصال جذور الفكر المتطرف. والمجلة تكتظ بالشعارات البراقة التي تتحدث عن الثبات والجهاد ومواصلة المقاومة والاصرار على الموقف والاغراء بالجنة والشهادة واتخاذ الادلة على ذلك في محاولات لتعويض الخسائر التي منوا بها بعد ان تلقوا الضربات الموجعة التي استأصلت قياداتهم وقضت على شرورهم.
** والخطاب المتطرف يتخذ اتجاها خطيرا حينما يتجه الى المرأة انطلاقا من الادراك لدورها التربوي وامكانية تأثيرها في تنشئة الابناء وكأنما هو يعد عدته لمرحلة قادمة بعد ان ادرك فشله الذريع في مرحلته الراهنة واذا كانت الثقة التي نوليها للمرأة كبيرة انطلاقا مما بلغته من تعليم رسخ لديها وعيا وطنيا ودينيا يمنعها من ان تقع فريسة الاغراءات واغواءات التطرف فان اتجاه الجماعة الارهابية إليها ينم عن توهمهم لضعفها وانها سوف تكون لقمة سائغة يمكن استدراجها الى منظومتهم الفكرية وبالتالي ضمان تأثيرها في ابنائها وصياغة المستقبل على النحو الذي يتطلعون اليه.
** واذا كانت المجلة قد صدرت غلافها بعبارة (سويا مع ذات الدثار لننفض الذل والعار) فإن الدثار لايصبح مجرد ما تستتر به المرأة وانما هو ترميز لحجب المرأة وتغييبها ككيان انساني حفظ الله له كرامته وهو تغييب يتضح من خلال الاسماء الحركية التي جاءت كأسماء لكاتبات المجلة مثل (ام رعد) و(ام بدر) و(اسيرة الجهاد) و(ام المقداد). واذا كانت الحوادث الارهابية التي شهدتها المملكة قد برهنت على نزاهة المرأة السعودية من التورط في المشاركة في اي منها فانه ليس من المستبعد ان تكون هذه التسميات مجرد اسماء تنكرية يكتب تحتها بعض اصحاب الفكر المتطرف من الرجال في محاولة لاغواء النساء وتحريضهن على التطرف خاصة ان المجلة قد اشارت الى انها من تأسيس ابي هاجر وعيسى العوشن اللذين قتلا في الاعمال الارهابية التي شهدتها المملكة مؤخرا.
** والمجلة في مجملها تبدو وكأنها صادرة من ثكنة حربية حيث تظهر فيها هذه الابواب (المعسكر النسوي), (دوحة المجاهدات), (عقبات في طريق المرأة المجاهدة), (تربية الاولاد على الجهاد) واخيرا (خيمة رفيدة) وهو الباب الذي عني بايضاح الطرق التي يتم من خلالها اسعاف الجرحى والمصابين في العمليات الارهابية التي يقومون بها.
** ومن الابواب الطريفة في المجلة ذلك الباب الذي يقدم للمرأة بعض التمارين البدنية لاعداد جسدها للجهاد حسب زعمهم ويؤكد في الدرس الاول: (اهم عضو تحتاجين -اختي الفاضلة - لتقويته هو الساعدين لتكوني قادرة على حمل الاشياء الثقيلة, كما انك تحتاجين قوتها للعمل لفترة طويلة اذا كنت في جبهة ما). وتقدم المجلة في هذا المضمار مجموعة من التمارين التي ترشد المرأة الى استقامة الجسم اثناء الوقوف وفتح منطقة الصدر مع ارخاء عضلات الكتفين او التمدد على الارض على البطن ورفع الجسد بمساعدة اليدين واطراف القدمين.
لم يكن اختيار اسم (الخنساء) للمجلة النسائية الاليكترونية التي اصدرت الجمعيات المتطرفة عددها الاول في مطلع شهر رجب الحالي مجرد احالة الى الصحابية الجليلة وما عرف عنها من مواقف بطولية تمثلت في صبرها حين استشهد اولادها الاربعة, لم يكن اختيار هذا الاسم مجرد احالة الى هذه البطولة كما حاول مصدرو المجلة ان يوهموا قارئها بقدر ما كان احالة الى بكائيات الخنساء ومراثيها لاخويها اللذين ماتا في الجاهلية واستعادة لحزنها العميق عليهما بحيث انبثت في ثنايا المجلة كلمات الحزن والتفجع والتوجع والالم على من قتل من المتطرفين والارهابيين أو من يدعونهم (الشهداء) حسب زعمهم. الاحالة اذن لم تكن الى الخنساء بعد اسلامها وانما هي احالة الى الخنساء في جاهليتها, فالخنساء المسلمة اكتفت حين بلغها استشهاد ابنائها الاربعة ان قالت (الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وارجو من ربي ان يجمعني بهم في مستقر رحمته). الخنساء المسلمة والمجاهدة بحق لم تملأ الارض بكاء وضجيجا على ابنائها الشهداء لانها احتسبتهم عند الله ولكنها فعلت ذلك على اخويها اللذين ماتا على الجاهلية. وحين تستعيد مجلة الخنساء الاليكترونية كلمات الحزن والبكاء والندب والنوح على قتلى الارهاب فإن القائمين عليها والمصدرين لها يستعيدون جاهلية كامنة في انفسهم يدركون أن قتلاهم ماتوا عليها.يرتفع النحيب منذ الصفحات الاولى التي تؤبن القتلى منهم: (ودعنا القائد الحبيب ابا هاجر ومن معه ورحل عنا الشيخ عيسى ومن معه وفقدنا فهد الدخيل ومن معه واسر من الاخوة عدد منهم شيخنا المجاهد فارس الزهراني) و(لقد اهدانا الطغاة -حسب زعمهم- اعظم هدية بقتلهم لقادتنا واسرهم لاخواننا) وتنهي المجلة صفحاتها بندب اخر (كثيرة هي الخناجر التي توجهت لصدورنا حتى صرنا مثخنين بالجراح لايكاد يندمل جرح الا واتبعه اخر لينتكئ الجميع وتسيل الدماء مختلطة بالدموع مالئة القلب اسى وحسرة).
** ولايلبث البكاء والندب ان يتحول الى لغة انتقامية محرضة على المزيد من القتل والتدمير والتهديد والوعيد الذي يؤكد استمرار الفكر المتطرف في مسلكه وان الحرب معه لاتزال مشرعة الابواب وان ردعه على مستوى العمل الارهابي لايمكن له ان يتحقق مالم يكن متبوعا بردع اخر على مستوى فكري يتم من خلاله استئصال جذور الفكر المتطرف. والمجلة تكتظ بالشعارات البراقة التي تتحدث عن الثبات والجهاد ومواصلة المقاومة والاصرار على الموقف والاغراء بالجنة والشهادة واتخاذ الادلة على ذلك في محاولات لتعويض الخسائر التي منوا بها بعد ان تلقوا الضربات الموجعة التي استأصلت قياداتهم وقضت على شرورهم.
** والخطاب المتطرف يتخذ اتجاها خطيرا حينما يتجه الى المرأة انطلاقا من الادراك لدورها التربوي وامكانية تأثيرها في تنشئة الابناء وكأنما هو يعد عدته لمرحلة قادمة بعد ان ادرك فشله الذريع في مرحلته الراهنة واذا كانت الثقة التي نوليها للمرأة كبيرة انطلاقا مما بلغته من تعليم رسخ لديها وعيا وطنيا ودينيا يمنعها من ان تقع فريسة الاغراءات واغواءات التطرف فان اتجاه الجماعة الارهابية إليها ينم عن توهمهم لضعفها وانها سوف تكون لقمة سائغة يمكن استدراجها الى منظومتهم الفكرية وبالتالي ضمان تأثيرها في ابنائها وصياغة المستقبل على النحو الذي يتطلعون اليه.
** واذا كانت المجلة قد صدرت غلافها بعبارة (سويا مع ذات الدثار لننفض الذل والعار) فإن الدثار لايصبح مجرد ما تستتر به المرأة وانما هو ترميز لحجب المرأة وتغييبها ككيان انساني حفظ الله له كرامته وهو تغييب يتضح من خلال الاسماء الحركية التي جاءت كأسماء لكاتبات المجلة مثل (ام رعد) و(ام بدر) و(اسيرة الجهاد) و(ام المقداد). واذا كانت الحوادث الارهابية التي شهدتها المملكة قد برهنت على نزاهة المرأة السعودية من التورط في المشاركة في اي منها فانه ليس من المستبعد ان تكون هذه التسميات مجرد اسماء تنكرية يكتب تحتها بعض اصحاب الفكر المتطرف من الرجال في محاولة لاغواء النساء وتحريضهن على التطرف خاصة ان المجلة قد اشارت الى انها من تأسيس ابي هاجر وعيسى العوشن اللذين قتلا في الاعمال الارهابية التي شهدتها المملكة مؤخرا.
** والمجلة في مجملها تبدو وكأنها صادرة من ثكنة حربية حيث تظهر فيها هذه الابواب (المعسكر النسوي), (دوحة المجاهدات), (عقبات في طريق المرأة المجاهدة), (تربية الاولاد على الجهاد) واخيرا (خيمة رفيدة) وهو الباب الذي عني بايضاح الطرق التي يتم من خلالها اسعاف الجرحى والمصابين في العمليات الارهابية التي يقومون بها.
** ومن الابواب الطريفة في المجلة ذلك الباب الذي يقدم للمرأة بعض التمارين البدنية لاعداد جسدها للجهاد حسب زعمهم ويؤكد في الدرس الاول: (اهم عضو تحتاجين -اختي الفاضلة - لتقويته هو الساعدين لتكوني قادرة على حمل الاشياء الثقيلة, كما انك تحتاجين قوتها للعمل لفترة طويلة اذا كنت في جبهة ما). وتقدم المجلة في هذا المضمار مجموعة من التمارين التي ترشد المرأة الى استقامة الجسم اثناء الوقوف وفتح منطقة الصدر مع ارخاء عضلات الكتفين او التمدد على الارض على البطن ورفع الجسد بمساعدة اليدين واطراف القدمين.