View Full Version : رؤساء أمريكا يعشقون الحروب
متأمل
28-09-2004, 03:43 AM
يقول هيكل في أحدى مقالاته إن أمريكا دولة قامت بالعنف ، ولم يكن ممكناً أن تقوم بغيرة لاأن الأخلاق والقوانين لاتقنع أحداً أن يتخلى عن أرضه وموطنه للغرباء ، فبالحرب حقق جورج واشنطن إستقلال أمريكا وبالحرب حقق أبراهام لنكولن وحدة الولايات المتحدة شمالاً وجنوباً ، ولم تحدث حرب عالمية أولى في القرن العشرين إلا وكانت الولايات المتحدة طرفاً فيها ، والفي الحرب العالمية الثانية التي جاءت نهايتها ، وقد سجلت الولايات المتحدة أنها القوة الوحيدة التي إستعملت السلاح النووى ، ثم أنها أستعملته دون ضرورة ماسة إليه ، لأن هزيمة اليابان كانت محققة بالسلاح التقليدى ، حيث كان الهدف منه هو تجربة السلاح الجديد و وإنذراً مبكرا للإتحاد السوفيتي وإعلان قيام الإمبراطورية الأمريكية .
ويؤكد هيكل أنه في قنرة ما بين الحربين العالميتين كانت الولايات المتحدة تقاتل للسيطرة على مقدرات وثروات أمريكا اللاتينية ، وفي فترة ما سمى الحرب الباردة لم تتوقف عجلة الحرب الأمريكية ن بل إن كل رئيس يعرف مكانته في سياسية بلاده وفي تاريخها لا تكتمل إلا بان تكون له "حربه الخاصة" يثبت فيها رجولته (...) كان الرئيس هارى ترومان ساكن البيت الأبيض عندما عصفت رياح الحرب الباردة (1945- 1952) ولكنه خاض حروبه الخاصة في كرويا وفي اليونان وفي إيران ، والرئيس أيزنهاور إختار أسلوب الإنقلاب من الداخل بالمخابرات والسلاح ، وذلك ما حدث ضد الحكومة في "أربينز في جواتيملا" وضد حكومة الدكتور مصدق في إيران ، وكان ذلك هو العهد الذهبى لوكالة المخابرات الأمريكية في ضرب حركات التحرر الوطني في العالم الثالث ، (...) وكيندى كان عليه أن يثبت رجولته – على حد تعبير هيكل – بالحرب وقد فعلها في خليج الخنازير ضد كوبا وعندما لم تنحج حربه في تحقيق هدفها كان عليه أن ينتظر فرصة أخرى واتته حين أصدر الأمر بقتل رئيس فيتنام الجنوبية نجوديم ، ثم مارس هذه الرجولة مرة أخرى سنة 1963 بفرض حصار حول الكاريبي كاد أن يتسبب في حرب نووية مع الإتحاد السوفيتي ثم مارسه مرة ثالثة بفتح باب التدخل الأمريكي الواسع في حرب فيتنام . وليندون جونسون وقد إستغرقته حرب فيتنام وعلى حد تعبير هيكل تمادى فيها إلى درجة الهجوم على فيتنام الشمالية مباشرة وبرر هجومه بحجج ثبت للكونجرس أنها ملفقة . وبعد جونسون جاء ريتشارد نيكسون ليمد الحرب من فيتنام إلى ما حولها في لاوس وكمبوديا ، وفي عهد نيكسون دخلت الولايات المتحدة بمشورة وزير خارجيته "هنرى كيسنجر " حروباً وإنقلابات من الداخل في أفريقيا ، وأمريكا للاتينية بالذات ضد حكومة شيلي الشرعية وضمنها قتل الرئيس " الليندى" على سلم قصره . وكان جيمي كارتر (...) ليغوض حرباً ضد الإتحاد السوفيتي – مخابراتيه – على أرض أفغانستان . ثم عقبه رونالد ريجان بالدخول في بنما ضد الجنرال "نورييجا" ثم أعقبها (...) بحرب جزر جرينادا وكانت تلك معركة قصد بها التغطية على مهانة الإنسحاب من لبنان . ثم جاء بوش الأب ليثبت رجولته بحرب الخليج الأولى وبالنزول في أخر أيام رئاسته على شواطئ الصومال ، (...) وكلينتون الذى أثبت رجولته هو الأخر بالسلاح على شكل موجات من قذائف الصواريخ موجهة إلى بغداد والسودان وقندهار ، ثم جاء الدور على بوش الأبن لثبت رجولته بالعدوان على العراق .
متأمل
06-10-2004, 09:50 PM
رأيت أن أنقل لكم هذا الموضوع أيضا، لتتضح الصورة أكثر:
اختلاق الحرب على الإرهاب محاولة للهرب من أزمة الرأسمالية العالمية الخانقة
... وهذا شاهد أميركي آخر، صاحب عقل راجح بعيد، لم تأخذه بهرجة الإخراج الأسطوري لمسرحية التفجيرات الدراماتيكية في الحادي عشر من أيلول. إنه رتشارد مور، رئيس تحرير مجلة "ليست list" الأميركية الإلكترونية، الذي يتهم في هذه الدراسة التحليلية الإدارة الأميركية وأجهزتها، باختلاق الحرب على الإرهاب كمحاولة للخروج من أزمة الرأسمالية العالمية. قال:
على غرار الكثير من الذين شاهدوا ما حدث للبرجين في مركز التجارة العالمي في نيويورك لم أصدق ما شاهدت، وتساءلت: كيف يحدث هذا؟ من الذي يرغب بحدوث مثل هذا العمل؟وكيف يمكن أن يتم اختطاف أربع طائرات في وقت والحد؟ وكيف سترد أميركا؟.
وبعد وقت، بدأت الأجوبة تتوالى. فخلال ساعات محدودة توصات السلطات الأميركية إلى معرفة الفاعلين وربطتهم ببن لادن فورا وأعلن الرئيس بوش مباشرة:"الحرب على الإرهاب"! وبينما كانت قنوات التلفزيون الأميركية والعالمية تعيد عرض انهيار مباني مركز التجارة العالمي، كان الكونغرس يصادق على تخصيص مبلغ 40 مليار دولار فورا لشن حملة الحرب على الإرهاب. وخلال أيان قليلة تمكنت واشنطن من إقناع حلف الأطلسي للإعلان عن هذا اعتداء على أميركا هو اعتداء على جميع دول الحلف وبعد ذلك حول بوش مبلغ 10 مليار دولار من ال40 مليار ووضعها ضمانات لصالح شركات الطيران الأميركية. وبالتدريج بدأ بوش بمطالبة الأميركيين بالتنازل عن حرياتهم المدنية، وصادق الكونغرس فورا على سن تشريع باسم الحرب على الإرهاب. وهكذا أصبحت" الحرب على الإرهاب" حربا سرية بشكل واسع، حربا لا تشبه أي حرب أخرى، حربا لا أحد يعرف موعد انتهائها في المستقبل.
ومع مرور الوقت تحولت تساؤلاتي إلى شكوك قوية حول الطريقة السريعة التي ظهر فيها الرد الأميركي وعلى نحو منسق، وشكوك حول تحديد بوش لشعار الحرب على "الإرهاب" كإجراء عملي ومناسب.. وبدأت الشكوك تتزايد حول كيفية معرفة إدارة بوش بأن مبلغ 40 مليار دولار هو المال المطلوب بدقة. وبعد ذلك تعمقت شكوك بعد أن أخذت تظهر تقارير مثيرة جديدة، فقبل أحداث أيلول كانت شركات الطيران تواجه أصعب أزماتها، وكانت واشنطن تعد نفسها للسيطرة على أفغانستان لأسباب تتعلق باحتياطات النفط ورق أنابيبه.
ما بين بيرل هربر و11 أيلول وفي غمرة تلك الإعدادات كانت وسائل الإعلام الأميركي تواصل تركيزها على ما نتج عن "الإرهاب" وتقارنه بما حدث في "بيرل هارير" التي قتل فيها آلاف من الجنود الأميركيين. ففي كلا الحدثين كانت ردة فعل الجمهور الأميركي حادة في غضبها و حنقها وفي كلا الحدثين توجهت عواطف الجمهور نحو ضرورة القيام برد انتقامي، الرئيس الأميركي الحق باستخدام كل الطرق للانتقام.
في عام 1941 بعد هجوم اليابان على بيرل هارير كان كل أنحاء أو تقدير بأن واشنطن كانت تعرف سلفا عن الهجوم الياباني( وموعده) وكان من الممكن لها أن تحول دونه، يواجه بالغضب وعدم التصديق على غرار ما عوملت به التقديرات حول معرفة بوش سلفا بما حدث في 11 أيلول. لكننا في يومنا هذا ثبت لنا تماما أن الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت عام 1941 كان يعرف سلفا بالهجوم الياباني المتوقع على بيرل هارير وكان بإمكانه تصعيد الدفاع عن القوات الأميركية المسؤولين عن التخطيط الأميركي في الفترة من 1939 إلى 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية توصلوا إلى ضرورة أن تقوم واشنطن بوقف التمدد والتوسع الياباني في آسيا. واعتبر هؤلاء أن سيطرة اليابان على جنوب شرق آسيا ستلحق أضرارا فادحة بالمصالح الأميركية. وفي ذلك الوقت كان الرأي العام الأميركي كله ضد المشاركة في الحرب العالمية الثانية. ولهذا السبب وجد الرئيس روزفلت طريقة لإقناع هذا الجمهور بضرورة اشتراك الولايات المتحدة بالحرب، وهي عدم منع الهجوم الياباني على بيل هارير. فقد قام روزفلت بتجميد أرصدة اليابان المالية في البنوك وتسبب في خلال ذلك بوقف تصدير النفط إليها، فاعتبرت اليابان ذلك عدوانا وإعلان حرب أميركية على اليابان. وتوقع المسؤولون عن التخطيط في الإدارة الأميركية أن اليابان ستقوم برد انتقامي وعندما اقترب الأسطول الحربي الياباني نحو بيرل هارير كانت المخابرات الأميركية والبريطانية على اطلاع دقيق بتحرك الأسطول الياباني. وكان ونستون تشرشل رئيس حكومة بريطانية نفسه قد ابلغ القيادات العسكرية البريطانية في المحيط الهادئ بأن اليابانيين يتجهون نحو بيرل هارير. أنا روزفلت الذي كان يعرف على غرار تشرشل بذلك أيضا، فلم يبلغ القيادات العسكرية الأميركية عن تحرك الأسطول الياباني نحو بيرل هارير، وبدلا من ذلك قام بإبعاد السفن الحربية الاستراتيجية الأميركية في تلك المنطقة إلى منطقة آمنة وخصوصا الحملات وطلب من مواقع المراقبة والرصد العسكري في جزيرة "كاواري" الابتعاد عن تلك المواقع المهمة. ومن فوق، وعبر تلك الجزيرة، تقدم اليابانيون نحو طرب بيرل هارير.
وهكذا يظهر أن روزفلت نفسه أعد هذه المرحلة عن سبق إصرار لكي تسقط تلك الضحايا من الجنود الأميركيين فنهتز الأمة ويتحول الرأي العام الأميركي من موقف عم التدخل بالحرب إلى إعلان الحرب على اليابان وحلفائها. وأنني أرى أن هذا السيناريو نفسه هو ما طبق في أحداث 11 أيلول حتى ولو كان يصعب تصديقه، إلا أن هذا يميز طريقة عمل قادة الولايات المتحدة. لكن ما هي الدوافع الممكنة التي حركتهم نحو مثل هذا السيناريو الجرائمي؟.
أزمة الرأسمالية العالمية لكي تواصل الرأسمالية عملها ينبغي دوما أن يتحقق فيها النمو والتغيير، وعادة ما يكون المحرك الذي يفعل الرأسمالية متمثلا في المستثمرين الأغنياء الذين يوظفون أموالهم في الاقتصاد من أجل زيادة ثرواتهم. وحين تنادم فرص النمو الاقتصادي في اقتصاد دولة ما يقوم المستثمرون بسحب أموالهم فينهار من خلال ذلك النظام كله.
وعندما يكون انهيار اقتصاد ما بنسبة قليلة يطلق عليه حالة "ركود اقتصادي" وعندما يكون نسبة كبيرة شاملة يطلق عليه حالة "كساد اقتصادي".
ولذلك تشكل مثل هذه الانهيارات جزءا مرافقا للنظام الرأسمالي. وعندما حل النظام الرأسمالي محل النظام الإقطاعي لا أحد ينكر أ،ه حقق بتطوره ونموه الكثير من المنافع إلى عدد من الشعوب.وإذا كانت أميركا قامت على النظام الرأسمالي منذ لحظة وجودها وأصبحت ثروة الولايات المتحدة وازدهارها أسطورية مع تطور الرأسمالية، فإن نفس هذه الرأسمالية تتضمن مشاكل ومعضلات أساسية. كيف يمكن مثلا أن يحقق اقتصاد من هذا النوع استمرار نمو أن يكون أبديا في العالم محدود؟ وهل الرأسمالية في التحليل النهائي دائمة مستديمة؟.
إن التاريخ الذي شهدته البشرية في القرن التاسع عشر والعشرين هو تاريخ الدول المتنافسة على الأسواق والمصادر من أجل زيادة النمو وإذا كانت كتب التاريخ تحدثنا عن صراعات من أجل قضايا نبيلة وضد أعداء أشرار. فالحقيقة هي جميع الحروب الكبيرة التي وقعت منذ القرن التاسع عشر كانت من أجل سيطرة القوى العظمى على الأسواق وعلى تحقيق النمو الاقتصادي. فقبل نشوء النظام الرأسمالي كانت الدول تبني الإمبراطوريات بسبب طمع الملوك والأفراد النخب الذين يريدون السيطرة على مزيد من المناطق والثروات. ويعد نشوء الرأسمالية بدأت الدول بالعمل على إنشاء الإمبراطوريات بسبب ضرورة تتطلب منها ذلك. فإذا لم تقم هذه الدول بتوسيع أسواقها وسيطرتها على المصادر فسوف ينهار اقتصادها أو اقتصاد كل منها. وعندما انطلق محرك الرأسمالية الصناعية في القرن التاسع عشر بأقصى سرعته النسبية في ذلك الوقت ترافق هذا مع توسع لم يسبق له مثل للإمبريالية على نطق عالمي. فمنذ عام 1800 حتى عام 1945 قام النظام العالمي على تنافس القوى الكبرى وسيادة الإمبراطوريات لكي يتواصل النمو الرأسمالي فيها. وفي كل إمبراطورية حققتها تلك الدول الكبرى كانت هناك دولة قوية تحكم وتسيطر على مناطق وشعوب خارج أرضيها وكانت هذه المناطق المستمرة وشعوبها يتم استغلالها من أجل تحقيق النمو الاقتصادي للدول الاستعمارية الكبرى. وفي عام 1945 طرأ تغير كبير على هذا النظام العالمي حين بدأت الولايات المتحدة تشكل بدورها القيادي وتطور حوافزها ووسائل سيطرتها نموذجا جديدا للنمو الرأسمالي العالمي.وتحت حماية القوة العسكرية الأميركية الضخمة فتحت بوابات ما يسمى ب"العالم الحر" أمام الاستغلال الرأسمالي. وبدأ هذا التطور يقود بدوره إلى انتشار ونهوض شركات ضخمة متعددة الجنسيات لم تعد تحدها من أجل تحقيق نموها الاقتصادي أي إمبراطورية قومية. وعلى هذا النحو تحقق ابتكار مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية من أجل خلق جولة أخرى من جولات النمو الرأسمالي. ففي ظل نظام ما بعد العالمية الثانية أصبحت عملية توفير الازدهار للطبقات المتوسطة الغربية جزءا من المخطط الرأسمالي. فها نحن نجد أن السكان في أوروبا والولايات المتحدة واليابان يتمتعون بازدهار لا سابق له. فالإمبريالية المتعاونة وفرت وجود مجال كبير لنمو الرأسمالية وظهر تقاسم للثروة بين سكان هذه الدول الغربية. لكن النمو الاقتصادي في النهاية وبغض النظر عن طبيعة النظام الذي سينشأ أصبح لا يحدث إلا ضمن حدود هذا النظام. وحتى النظام الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية ( مرحلة الحرب الباردة) لم يكن استثناء. ففي بداية "إصلاحات" ضرورية أخرى. وبالإضافة إلى هذا، استهدفت الليبرالية الجديدة، أيضا نزع سلطة الديموقراطية نفسها لأن الدول الديموقراطية نفسها لأن الدول الديموقراطية الغربية هي التي كانت تطبق قوانين تحد من سلطة الشركات الكبيرة. وكان كل قيد على هذه الشركات الكبيرة يشكل نوعا من الحد في قدرتها على النمو.
والمعروف أن الرأسمالية لا يمكن أبدا أن تتحمل أي قيود على نموها لأن هذه المسألة تشكل قضية حياة أو موت للرأسمالية.
ومرة أخرى وكما يحدث للرأسمالية عادة بالضرورة بدأ نظام والليبرالية الجديدة يفقد مجال النمو الاقتصادي. فلم يستطع هذا النظام السبعينات بدأت عجلة النمو وحركها بالتباطؤ وبدأ الركود الاقتصادي يحل محل الازدهار. فأخذت النخب الرأسمالية العالمية بالتالي بالعمل على تصميم نظام آخر يوفر جولة أخرى للنمو الاقتصادي. واندرج هذا النظام الأخر تحت اسم الليبرالية الجديدة وكان رونالد ريغان هو الذي دشن هذا النظام في الولايات المتحدة ومارغريت تاتشر في بريطانيا وكانت غاية الليبرالية الجديدة هي القيام بسلب ثروة الدول الرأسمالية المزدهرة ونقلها إلى النخبة الرأسمالية والشركات الكبيرة التي تملكها وتسيطر عليها. وهذا ما تم من خلال الخصخصة وتحرير القيود، وما أطلق عليه المحافظة على النمو إلا لعشر سنوات تقريبا هي عقد الثمانينات. فانتقلنا في أعقاب ذلك بالتالي إلى عصر، العولمة، التي تقول عنها الدعاية إنها استمرار للاتجاهات الطبيعية التي تسير نحوها التكنولوجيا والتجارة والأعمال، ولكن هذا القول ليس صحيحا لأن العولمة تمثل تحولا سياسيا متعمدا ومقصودا و متطرفا تقوم به نخبة رأسمالية عالمية. فالعولمة تسعى إلى تحقيق أربعة تغيرات كبيرة في النظام العالمي وهي .
1- زعزعة استقرار الدولي القومية الغربية وإبعاد سيادتها.
2- تأسيس حكومة عالمية فاشية في جوهرها تقوم بإدارتها المباشرة نخبة رأسمالية عالمية.
3- الاستغلال المتسارع جدا للعالم الثالثة قمعه.
4- الانخفاض المتدرج المقاييس وشروط ومعيشة الغرب واقترابها نحو المعيشة السائدة في العالم الثالث. ومن خلال هذه الوسائل تأمل النخبة العالمية المسيطرة أن تنجح في إنجاز جولة أخرى للنمو الاقتصادي.
وخلال عقد التسعينات الماضي كانت العولمة تسير وتشق طريقها دون ملاحظة سكان العالم. فقد عملت منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي خلال ذلك العقد على إقامة أول مظاهر قوتهما دون الإعلان عن ذلك . وأخذ قادة الحكومات في مختلف أنحاء الضغوط التي مورست عليهم من النخب الرأسمالية الكبيرة ويوقعون على التخلي عن سيادة بلدانهم وتسليمها إلى المؤسسات العالمية. وعندما كانت عبارة العولمة تذكر في الأعلام كانت الدعيات تصورها بعبارة المشاركة بالتقدم الإجباري.
وفي كانون أول عام 1999 بدأ العالم يفيق من غفوته حين تشكلت التظاهرات الواسعة التي اخترقت سياتل بداية حركة عالمية جديدة ضد العولمة رغم أن الإنصاف يقضي بالاعتراف بأن أول مؤشرات لهذه الحركة ظهرت في أوربا ودول العالم الثالث قبل سياتل الأميركية. لكن هذه الحركة لم تصبح حقيقة في نظر العالم إلا حين وصلت نشاطاتها إلى قلب الولايات المتحدة في مدينة سياتل. ومنذ تظاهرات سياتل هذه أخذت هذه الحركة تنمو وتقفز وتتحول إلى مستوى العالمي وإذا كانت هذه الحركة ليس لديها بعد أهداف محددة بدقة، إلا أنها تظل حركة واعدة وجذرية فهي تقوم على فهم أساسي بأن الرأسمالية العالمية تسير بنا نحو كارثة بيئية وإلى كارثة حكم عالمي مستبد. وهذه الحركة ليس لديها بعد هيكل تنظيمي واضح المعالم رغم أنها تعد بتحقيق ذلك، ولا شك أن الطبيعة غير المركزية لهذه الحركة تشير إلى طريق جديد من نوع أصيل للديموقراطية التي لا تحكم فيها النخبة الرأسمالية وتحتكرها على غرار ما اتبعته الديموقراطية الغربية وأغلبيتها المفبركة.
بعد عرض هذه الخلفية التاريخية يمكن الآن وصف طبيعة أزمة الرأسمالية العالمية. فالنخبة الرأسمالية تضطر من جهة أولى إلى تسريع وتيرة العولمة من أجل الاستمرار في توفير المجال لتحقيق النمو الاقتصادي وسكان هذا العالم وشعوبه من جهة الأخرى ومن بينهم الغرب بدؤ يستيقظون ويقومون بمعارضة هذا الطريق الخطيرة والمشؤوم الذي تحمله العولمة، وتدرك النخبة الرأسمالية أيضا أن المتابعة السير في طريق العولمة بشكل متزايد القوة والسرعة ستحشد المزيد من المعارضين. وهكذا تصبح أزمة العولمة هي أزمة السيطرة على السكان وكيفية القيام بها، وهذا يتطلب إحكام التدابير السياسية تجاه شعوب أوربا وشمال أميركا لأن الدول الأوروبية وأميركا الشمالية تمثل محرك وقوة هذه العولمة وقد اعتادت شعوبها على الديموقراطية والحرية. أما سكان وشعوب العالم الثالث فقد تعرضت للاستبداد الإمبريالي منذ قرون وأصبح من الممكن فرض العولمة عليها بفضل القمع الذي تمارسه القوى العسكرية الغربية ضدها. وإذا نهضت الشعوب في الغرب ضد العولمة فسوف يؤدي هذا حتما إلى تهديد هيمنة النخبة الرأسمالية بالخطر. وهذه هي باختصار أزمة الرأسمالية العالمية.
الحرب ضد الإرهاب واستخدامها حلا لأزمة الرأسمالية .
يطلق جورج دبليو بوش أسم الحرب على الإرهاب على الحملة واسعة النطاق عسكريا وسياسيا التي يشنها فما هي هذه الحرب؟
دعونا نلاحظ ما تحمله من مواصفات.
1- صادق الكونغرس على إعطاء الرئيس بوش كل ما يرغب من صلاحيات.
2- خصص الكونغرس 40 مليار دولار لكل ما يرغب بوش القيام به.
3- جرى سحب الأربعين مليار دولار من أموال التأمين الاجتماعي الأميركي.
4- خصص 15 مليار دولار من هذا المبلغ لصالح شركات الطيران الأميركية ودعمها.وعلى هذا النحو نجد أن الحملة على الإرهاب تم استخدامها كحجة ومبرر لسرقة اموال العمال والموظفين المدخرة وتحويلها إلى الشركات الكبيرة ومن ضمن ذلك شركات الطيران وبيع الأسلحة.
5- من خلال الحملة على الإرهاب جرى لأول مرة وضع فقرة من ميثاق حلف الأطلسي الناتو) وهي الاعتداء على أي دولة هو اعتداء على الجميع، موضع التنفيذ.
6- تم إبلاغنا بتوقع فرض تقييدات كبيرة على حرياتنا المدنية.
7- أعلن بوش للعالم كله سياسة ترى أنه على كل دولة في العالم لأن أن تجدد موقفها إما معنا أو مع الإرهاب
8- انطلقت الأساطيل الحربية والقوات البرية نحو منطقة الشرق الأوسط لتنفيذ السياسة الأميركية .
9- إننا سنتوقع من واشنطن شن حرب طويلة ستكون الكثير من عملياتها سرية وذات غطاء خفي ولن نعرف ما جرى إلا بعد أن تضع هذه الحرب أوزارها.
10- إذا انتهت واشنطن من قضية بن لادن ستتوسع نفس هذه الحملة وهذا ما أعلن كولن باول وزير الخارجية حين قال: سوف نقوم بعد ذلك بتوسيع حملتنا لملاحقة المنظمات الإرهابية، الأخرى وأشكال الإرهاب الأخرى في العالم.
11- إن بوش يبلغنا أنه سيستخدم أي سلاح يراه ضروريا في هذه الحرب. وعلى الأميركيين أن لا يتوقعون أن تنتهي الحرب في معركة واحدة بل إنها ستتطلب حملة طويلة لم يحدثها لها مثيل في أي حرب سابقة .
12- أعلن البنتاغون وزارة الدفاع الأميركية أنه لا يستبعد استخدام أسٍلحة نووية في هذه الحملة.
لا شك أن هذه العوامل والمواصفات التي نلاحظها في حملة الحرب على الإرهاب حافلة بجدول عمل شامل واسع وبوش أصبح لديه شيكا مفتوحا للقيام بكل ما يرغب به متى يشاء وكيفما يشاء. وحين ينظر المرء إلى جدول العمل لا يمكنه التنبؤ سلفا بالنهاية التي سيقودنا إليها.
لكن الواقع الذي يمكن أن تشير إليه حملة الإرهاب هذه يتيح لنا التأمل بسيناريو قابل للحدوث والاتساع بسبب وجود ظروف متوفرة.
ففي كل دولة في العالم الثالث توجد فئة إتنية أو قومية تناضل بشكل ما لتحقيق هدف معين والولايات المتحدة تعرفها وتستطيع اعتبارها منظمة إرهابية وهذا ما يوفر لبوش دوما حجة للتدخل متى أراد وحيثما يريد بحجة استمرار الحملة على الإرهاب ومن ناحية أخرى ستواصل واشنطن تحويل منطقة الشرق الأوسط وبالبلقان وغرب آسيا إلى منطقة احتلال أميركي إمبريالي. أما حلف الناتو فستعمل واشنطن من خلال هيمنتها على جدول عمله إلى تطويعه لما ترغب به وتستخدمه لتدجين الرأي العام الأوروبي0
ولذلك لن يكون من المستغرب أن تقوم المخابرات الأميركية، بعمليات قذرة سرية تنفذ فيها إرهابا وتعزوه للمنظمات الإرهابية.
ريتشارد مور : رئيس تحرير مجلة "ليست List، الإلكترونية
((منقول))