PDA

View Full Version : الا ان القوة الرمي لا ان القوة الرمي


مرجان
11-10-2004, 03:07 PM
إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ الصَّحابَةُ مِنْ كَلامِ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ" يكرر الأمر حتى يصبح في الحياة حياة، فامتثلوا رضي الله تعالى عنهم قوله دينًا، وصارت الرماية منهاجًا سالكًا، تقفو فيه الأمة خطى سيدنا إسماعيل عليه السلام، فتُنصب الأغراض للرماية، ويشرح الله صدر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرؤيتها ويقول:"ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا".



ويرمي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه، ويقول: "مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا"، فيشيخ راوي الحديث وهو يمشي بيه الغرضين راميًا، يقول فُقَيْمٌ اللَّخْمِيُّ لِعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أرَاكَ تَخْتَلِفُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْغَرَضَيْنِ وَأَنْتَ كَبِيرٌ يَشُقُّ عَلَيْكَ؟ قَالَ عُقْبَةُ: لَوْلا كَلامٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أُعَانِيهِ، يريد حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ عَلِمَ الرَّمْيَ ثُمَّ تَرَكَهُ فَلَيْسَ مِنَّا" فتحيي الأمة بالرماية دينها، ويكون رزقها تحت ظلال تلك الرماح، ويجعل الصَّغَار على من خالف أمر النبي ونهيه.



ويمضي بعد الصحابة جيل التابعين، يرمون بين الأغراض ويسددون، يشرح ابن عباس للرماة طريقتهم، وينهاهم أن يتجاوزوا حدود الرماية المشروعة، فيقول:" لا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا" ويشتد ابن عمر عليهم، وقد" مَرَّ بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَهُ: لَعَنْ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنْ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا" فيتفرق الفتية، وتنشأ ناشئتهم على الرماية المشروعة، فيكون في نبلهم رفع راية أمتهم ونشر العدل بين الأمم والشعوب، حتى الدواب تسعد بشرعنا ورمايتنا.



الرماية دين، وامتلاك الأمة وسائلها دين أيضًا، والله تعالى يقول: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ"(الأنفال: 60)، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو يتلو الآية: "أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ"، والأمم اليوم تتسابق في مضمار الرمي نحو امتلاك هذه القوة، والصاروخ العابر القارات يرهب الأمم كلها، لأنه لا يتخذ الروح غرضًا فحسب، بل يجعل هدف تجربته أرواح العباد، ولقد أذن تشرتشل لبريطانيا أن تجرب أسلحتها الفتاكة على الشعوب العربية سنوات الانتداب، والآن تجرب أمريكا أسلحتها الغبية على شعبنا العراقي في الفلوجة المجاهدة، وتتخذ أروح المستضعفين غرضًا لصواريخها الفتاكة الظالمة، وتدفن مخلفات سلاحها النووي في الصومال، ومجاهل أفريقيا.



ويحدثنا الإمام الشافعي عن رمايته ويقول:" كنت ألزم الرمي، حتى كان الطبيب يقول لي: أخاف أن يصيبك السل من كثرة وقوفك في الحر، وكنت أصيب من العشرة تسعة، فنلت من الرمي حتى كنت أصيب من عشرة عشرة"، ويروي تلميذه المزني أنه خرج مع الشافعي يومًا" فمر بهدف فإذا برجل يرمي بقوس عربية، فوقف عليه الشافعي ينظر، وكان حسن الرمي، فأصاب بأسهم فقال الشافعي: أحسنت، وبَرَّك عليه، ثم قال: أعطه ثلاثة دنانير، واعذرني عنده"؛ لأنه يستحق أكثر من الدنانير الثلاثة، فرمايته تحفظ البلاد والعباد.



كذلك كان أئمتنا، لتعلو راية أمتنا مهيبة رشيدة، تمتد ظلالها الوارفات تحت ظل رماحها الصادقات، تحمل الخير والعدل والإيمان للناس كلها.



ودالت الأيام وتبدلت، واغتصب الكيان الصهيوني موطن ميلاد الشافعي؛ غزة وعسقلان، وهي تضرب غزة اليوم بقنبلة زنتها نحو ألف كيلو على حي سكني وسط المدينة المصابرة، وتقصف بالصواريخ الآمنين في الطرق السابلة، وتستنكر علينا أن نضرب بصواريخنا البسيطة التي لا يبلغ وزنها بعض كيلوات، نرد عن أنفسنا الموت بها، إسرائيل تجد في دول كثيرة من يناصرها، ويتهمون المشتتين المطرودين من بلادهم وقراهم ومدنهم، بأنهم يرهبون سكان سديروت، وما هي بسديروت، إن هي إلا هوج ودمرة ودير سنيد وسمسم، ولكنهم يكذبون على الناس حتى يصير الدجل اليهودي واقعًا مصدقًا.



يجد من يسوقه حتى بين المستضعفين في غزة، لا بل يجد من يرصد له الورشة التي تصنع الصاروخ، ويرفع التقرير للأباتشي و(F16)، ويتجسس على اليد التي تضغط على بطارية الصاروخ، والحارة التي يسكن فيها المجاهدون، فيفكر الظلمة بطريقة يكسرون فيها شوكة هذا الحي أو تلك الحارة، ولو بـ300دولار في الشهر، تُعرض على الفقراء في المخيم، ليصيروا مخبرين، لكنهم مع فقرهم يبصقون في وجه المخبر الخبيث، ويردونه خائبًا حاسرًا، يحرمونه النوم في عينيه أن يراه، نحن لن نتجسس على المجاهدين، لسنا جواسيس، نجوع ولا نكون عملاء.



الرماية التي أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نمهر فيها، وأن نمضي على سنة أبينا إسماعيل عليه السلام، رماية حق وعدل، رماية الذين يردون عن أنفسهم طغيان الطغاة، وتجبر الجبارين، لا نرمي لنبطش، ولا نرمي لنقهر الشعوب، وإنما رمايتنا حتى يؤوب الناس إلى رشدهم، فيعود الحق السليب، والوطن المغتصب، والذكريات التي لن تضيع ما غرد صاروخ الناصر والقسام في شمالنا، من بين طائرات الأباتشي والزنانات يشق طريقه.

مرجان
11-10-2004, 03:10 PM
سيكبر صاروخ القسام ويضرب تل أبيب

نحن لا نرمي لنبطش بالأمم والشعوب، فقد سجل التاريخ صحائفنا الطاهرة عبر القرون الماضيات، فما قهرنا أحدًا ولا ظلمنا مستضعفًا، بينما السنوات الخمسون الماضية لدولة البغي إسرائيل تحتشد فيها الذكريات الجريحة، تئن فيها فلسطين، في دير ياسين، وكفر قاسم، وقبية، وغزة، والبريج، وعمال دير البلح مطلع الثمانينيات، والعمال يوم الأحد الأسود، والجيش المصري المدفون بعشرات الآلاف في سيناء، لا يثأر لدمهم أحد، ولا يطلب دم عمال مصنع أبو زعبل، أو بحر البقر، والطائرة الليبية التي لا تجد من يطالب بتعويض الليبيين عنها.



وقد كان موشى ديان سنة 1969م في مغطس حمامه حين سأله قادة جيشه في سيناء، هذه طائرة غريبة، فقال عدو الله: أسقطوها، فسقطت، ولكن الطائرة المدنية الليبية لا بواكي لها، ولا من يحزنون، وممن كان فيها يومها، المجاهد الليبي محمد صالح بويصير، صاحب كتاب: جهاد شعب فلسطين، فرحمة الله عليه، فلا زالت الذاكرة تحمل في كل يوم جرحًا عميقًا غائرًا في النفوس المؤمنة.



اليوم تمضي صواريخ القسام والناصر، لتترك سديروت قاعًا صفصفًا، فلقد تغير أهل هذه المغتصبة من يوم طلت بهية صواريخ القسام والناصر حتى اليوم خمس مرات، كما يقول رئيس بلديتها، ويتقدم أهلها اليوم إلى شارون يطالبون بضم سديروت إلى خطة الفصل، فلقد ضاقت بهم البلدة بفضل الله تعالى من رماية المجاهدين، فارموا أيها المجاهدون؛ فإن أباكم كان راميًا، ارموا؛ فغدًا سيطلب أهل تل أبيب ضمهم لخطة الفصل، وسيبور سور الظالمين، حين تزغرد صواريخكم من نابلس وجنين ورام الله والخليل، سيبور سور الظالمين، ما دمتم تتنادون لدينكم، وأمتكم، وخياركم الذي صار خيار الشعب كله: الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.



سيكبر والله صاروخ القسام، وسيعلو صاروخ الناصر، وسيضربا تل أبيب، ويزلزلا حيفا، ويغرد معنا عصف الصواريخ المسلمة، عائدون عائدون، إننا لعائدون، عائدون عائدون، إننا لعائدون.

--------

* بقلم الدكتور نزار ريان- عضو القيادة السياسية لحركة حماس.