مرجان
11-10-2004, 04:22 PM
غزوات سيناء المباركة ورد الشبهات - منقول
--------------------------------------------------------------------------------
.. مصر تتحرك أخيرا و تنتقم لشهداء الانتفاضة
بقلم : مجدى أحمد حسين
كان على الذين يتحيرون لوقوع هذه الهجمات المنسقة على تجمعات اسرائيلية فى مصر ، أن يسألوا أولا : لماذا تأخرت كل هذا التأخر ؟! حقا انه ليس أول هجوم على الاسرائيليين فمن قبل كان سليمان خاطر و أيمن حسن و ضرب فوج سياحى اسرائيلى فى طريق مصر الاسماعيلية ، و ضربات ثورة مصر ضد الدبلوماسيين الاسرائيليين ، فالطامة الكبرى أن هذه الأعمال قد توقفت منذ سنوات طويلة ، رغم تصاعد جرائم الاسرائيليين ضد الشعب الفلسطينى ، و ضد مصر بأشكال غير مباشرة ( تهريب دولارات مزيفة - أسلحة - مخدرات - حرب بيولوجية كيماوية من خلال البذور الزراعية .. الخ ) و خلال سنوات الانتفاضة الأربع وصل عدد شهداء فلسطين الى 3500 و أكثر من 50 ألف مصاب ، و آلاف البيوت المدمرة ، و مليون شجرة زيتون (من 12 مليون شجرة فى فلسطين ) ، و تجريف الأراضى الزراعية .. الخ و ثار الشعب المصرى بوسائله السلمية المعهودة و تصاعدت المظاهرات الشعبية و ملأت شوارع مصر فى مختلف المحافظات ، إلا ان النظام الحاكم لم يستجب و لا حتى بقلامة ظفر من التنازلات ، بل واصل و ظل سادرا فى غيه ، يطبع مع العدو الصهيونى و يفتح له ذراعيه ، حتى وصل عدد السياح الاسرائيليين الى قرابة المليون فى العام الواحد ، و يصلون أحيانا الى 150 ألف فى الشهر الواحد . بالاضافة لامدادات البترول (اسرائيل المستورد الأول للبترول المصرى ) و مباحثات لمدها بالغاز ، و تصدير الأرز للعدو ، و البحث فى اتفاق الكويز الذى يعنى بناء مناطق حرة مشتركة لتصدير البضائع لأمريكا .. الخ الخ و على الطريق بين نويبع و طابا تنتشر لافتات ترحيب حارة باللغة العبرية عند مدخل المنتجعات السياحية الساحلية ترحيب بالاسرائيليين الزائرين للاستمتاع بالشمس أو رياضة الغوص فى مياه البحر الأحمر . و فى فندق "هيلتون طابا" يحب الاسرائيليون هذا المنتجع لتمضية الوقت حول حوض السباحة أو لعب الورق فى بهو الفندق ، و تجذبهم طابا خاصة لوجود الكازينوهات المحظورة فى اسرائيل (أى كازينوهات القمار) و يحب الاسرائيليون الشريط الممتد من طابا الى نويبع لقربه من حدود فلسطين المحتلة حيث يدخلون بالسيارات أو الحافلات بدون الحصول على تأشيرة ( على خلاف العرب و المسلمين الذين يحتاجون للحصول على تأشيرة مسبقة من القنصليات المصرية فى بلادهم ) ، أما المصريون أنفسهم الراغبون فى زيارة هذه المنطقة فيتعرضون لنقاط تفتيش أمنية خاصة ، تصل الى حد تفتيش الحقائب ، و اجراء التحقيقات !!!
اذن لم تستجب السلطات المصرية لاجماع الشعب المصرى ضد التطبيع مع العدو الصهيونى ، فماذا بقى للناس إلا الانخراط فى الحرب نفسها ، فعبر عشرات الشباب الى فلسطين ، و سقط بعضهم شهيدا على الأسلاك الشائكة ، أو ألقى القبض عليه بمعرفة السلطة الفلسطينية أو الاسرائيلية أو المصرية و وضعوا فى السجن كمجرمين ( آخر حاديثن: 6 مصريين يحاكمون فى اسرائيل و 6 معتقلين فى سجون مصر !! ) ، و أثناء الحرب على العراق ، منعت السلطات سفر المتطوعين ، و اعتقلت بعضهم .
و أصبح الشعب المصرى متهما فى دينه و شرفه و كرامته ، و هو يشاهد حمام الدم العربى الاسلامى يراق فى فلسطين و العراق و حكومته تصادق الأعداء و ترتب معهم الأمور تساعد شارون فى خطته تجاه غزة ، و تساعد أمريكا فى خطتها لعقد مؤتمر عن العراق . و جاءت تفجيرات طابا نويبع الكبرى فى يوم 7 أكتوبر 2004 ، لتكن رد فعل الشعب المصرى ممثلا فى ثلة من المجاهدين المحترفين القادرين على القيام بأعمال مؤثرة بصورة منظمة و دقيقة ، هم يمثلون بحق ضمير هذا الشعب .
و لست الآن فى موقع المحلل للمعلومات ، فالتشويش كبير و الأرقام متضاربة و الارتباك عظيم على جانبى اسرائيل و النظام المصرى ، و لا توجد أى رواية مقنعة حتى هذه اللحظة من زاوية تفاصيل الذى حدث . و لكننا لا نحتاج فى هذه اللحظة للغوص فى التفاصيل فنحن أمام عمل يمكن بشكل مؤكد أن نصفه بالتالى :
(1) عمل منسق على مستوى حرفى عال استهدف تجمعات للصهاينة فى وقت متزامن ، و أن الذى قام به مجاهدون وطنيون مصريون ، اختاروا ذكرى حرب أكتوبر ، و أكدوا أن حرب أكتوبر ليست آخر الحروب ، و ضربوهم فى عيد السكوت بدلا من عيد الغفران !!
(2) انه استهدف الاسرائيليين دون غيرهم لذلك كانت 90% من الخسائر اسرائيلية ، و ان السيارات الملغومة و كأنها كانت تنشن على الاسرائيليين
(3) أن الخسائر رهيبة و عالية تراوحت فى أقل التقديرات بين 200 الى 300 بين قتيل أو جريح أو مفقود معظهم اسرائيليين . و ان هذه أكبر عملية يتعرض لها اسرائيليون خارج اسرائيل منذ سنوات طويلة . هذا من الناحية الفنية و يترتب على ذلك عدد من النتائج السياسية و الاستراتيجية بالغة الخطر و هى :
(1) ان مصر .. الوطن .. الشعب لم تمت كما ظن الأعداء و ظن بعض أهلها !! و إننا فى حزب العمل طالما بشرنا بالمشاعر التى تعتمل فى صدر الشعب ، و انه يتحرق الى الانخراط فى المقاومة بشتى السبل و الوسائل ، كنا دائما ضد نغمة اليأس ، و كنا دائما مع الأمل و سنظل ان شاء الله ، و نذرنا جهادنا السلمى عن طريق هذا الأمل .
(2) و بالتالى حدث ما دعونا إليه مرارا من ضرورة توسيع الجبهة على الحلف الصهيونى - الأمريكى ، و عدم ترك الساحة للشعبين الفلسطينى و العراقى وحدهما ، و قلنا ان توسيع هذه الجبهة و فتح جبهات أخرى من شأنه اضعاف الغزوة الاستعمارية و التعجيل بنهايتها ، و رشحنا السعودية و مصر باعتبارهما أكثر شعبين مؤهلين للانخراط فى الجهاد ضد الأعداء ، و الآن صدقت توقعاتنا و الحمد لله . و نحن نقصد بفتح جبهة جديدة : جبهة النضال السلمى ضد عملاء الداخل ، و جبهة المقاومة المسلحة ضد أعداء الخارج و كل ميسر لما خلق له .
(3) إن العلاقات المصرية الرسمية الاسرائيلية قد ضربت فى مقتل ، و رغم مهانة نظام مبارك الذى فتح الحدود للقوات الاسرائيلية البرية و البحرية و الجوية لدخول الأراضى و الأجواء و المياه المصرية بحجة المشاركة فى عملية الانقاذ ، و رغم المهانة الأكبر بمشاركة (الشاباك) جهاز الأمنى الاسرائيلى فى التحقيقات و جمع الأدلة الجنائية ، بوجود رئيس الشاباك نفسه ، و رغم شكر شارون لمبارك على حسن تعاونه !! و حيث تقول الصحف الاسرائيلية ان النظام المصرى لم يفتح ذراعيه تماما للدخول الاسرائيلى العسكرى الواسع الى مصر بدون تأشيرات أو جوازات سفر إلا بعد ايقاظ مبارك من النوم ، و حديثه التليفونى مع شارون ، حيث اتهمت الصحف الاسرائيلية مساعدى مبارك بـ المماطلة فى ايقاظه !!!
رغم هذا المنظر المهين للنظام المصرى الذى فقد سيادته ، بحيث لا يملك ادخال قوات مسلحة الى منطقة طابا (منطقة ج )، إلا انه بامكان القوات المسلحة الاسرائيلية أن تدخل بدون جوازات سفر الى أعماق مصر حتى نويبع !! أقول رغم كل ذلك فقد ضربت العلاقات المصرية الرسمية - الاسرائيلية فى مقتل ، لأن مصر لم تعد مكانا آمنا للاسرائيليين لقد تم ضرب التطبيع من القواعد و الجذور .
(4) جاءت الضربة المثلثة فى طابا، ردا قاسيا وقاصما على جرائم اسرائيل ف غزة ، ففقدت اسرائيل فى لحظة ما يساوى كل الخسائر التى أوقعتها فى شمال غزة خلال حملة "أيام الندم" فمن الذى يندم الآن ؟!
و بعد أن كانت مصر حضنا دافئا ، أصبحت امتدادا للجبهة الفلسطينية ، جبهة ساخنة و نارا على الأعداء ، و امتدادا طبيعيا لأمتها العربية - الاسلامية .
(5) و هذه الغزوة السيناوية تعيد الأمور الى نصابها فى مصر ، و تضع الحكم العميل فى أكثر الزوايا حرجا ، صديقا لاسرائيل عدوة العرب و الاسلام ، و داعيا لمؤتمر لبحث الارهاب مع الارهابى بوش و السفاح شارون . و بقدر فرحة الشعب المصرى بهذه الغزوة ، بقدر ما سيتزايد غضبه من رد فعل السلطات المخزى بالمزيد من الارتماء فى حضن الأعداء و الانفصال عن الأمة .
و لذلك فان لهذه الضربة تفاعلات إيجابية فى مجال انضاج الوضع الداخلى الذى ضاق ذرعا بالنظام العميل ، و بعلاقاته المشبوهة مع الحلف الصهيونى - الأمريكى .
فهذه الضربة أعادت الى الأذهان المكان الطبيعى الذى يجب أن تقف فيه مصر ، و تكشف فى المقابل الحالة الشاذة للموقف الذى قادنا إليه حكام البلاد كحلفاء لأعداء الله و الوطن و الأمة .
و أخيرا تحية الى مجاهدين أعادوا الكرامة الى مصر ، و أشفوا صدور قوم مؤمنين ، أعادوا مصر الى أمتها ، و رفضوا ان تأكل مصر العظيمة المسلمة من عرق عاهرات بنى صهيون .
* * * * *
--------------------------------------------------------------------------------
.. مصر تتحرك أخيرا و تنتقم لشهداء الانتفاضة
بقلم : مجدى أحمد حسين
كان على الذين يتحيرون لوقوع هذه الهجمات المنسقة على تجمعات اسرائيلية فى مصر ، أن يسألوا أولا : لماذا تأخرت كل هذا التأخر ؟! حقا انه ليس أول هجوم على الاسرائيليين فمن قبل كان سليمان خاطر و أيمن حسن و ضرب فوج سياحى اسرائيلى فى طريق مصر الاسماعيلية ، و ضربات ثورة مصر ضد الدبلوماسيين الاسرائيليين ، فالطامة الكبرى أن هذه الأعمال قد توقفت منذ سنوات طويلة ، رغم تصاعد جرائم الاسرائيليين ضد الشعب الفلسطينى ، و ضد مصر بأشكال غير مباشرة ( تهريب دولارات مزيفة - أسلحة - مخدرات - حرب بيولوجية كيماوية من خلال البذور الزراعية .. الخ ) و خلال سنوات الانتفاضة الأربع وصل عدد شهداء فلسطين الى 3500 و أكثر من 50 ألف مصاب ، و آلاف البيوت المدمرة ، و مليون شجرة زيتون (من 12 مليون شجرة فى فلسطين ) ، و تجريف الأراضى الزراعية .. الخ و ثار الشعب المصرى بوسائله السلمية المعهودة و تصاعدت المظاهرات الشعبية و ملأت شوارع مصر فى مختلف المحافظات ، إلا ان النظام الحاكم لم يستجب و لا حتى بقلامة ظفر من التنازلات ، بل واصل و ظل سادرا فى غيه ، يطبع مع العدو الصهيونى و يفتح له ذراعيه ، حتى وصل عدد السياح الاسرائيليين الى قرابة المليون فى العام الواحد ، و يصلون أحيانا الى 150 ألف فى الشهر الواحد . بالاضافة لامدادات البترول (اسرائيل المستورد الأول للبترول المصرى ) و مباحثات لمدها بالغاز ، و تصدير الأرز للعدو ، و البحث فى اتفاق الكويز الذى يعنى بناء مناطق حرة مشتركة لتصدير البضائع لأمريكا .. الخ الخ و على الطريق بين نويبع و طابا تنتشر لافتات ترحيب حارة باللغة العبرية عند مدخل المنتجعات السياحية الساحلية ترحيب بالاسرائيليين الزائرين للاستمتاع بالشمس أو رياضة الغوص فى مياه البحر الأحمر . و فى فندق "هيلتون طابا" يحب الاسرائيليون هذا المنتجع لتمضية الوقت حول حوض السباحة أو لعب الورق فى بهو الفندق ، و تجذبهم طابا خاصة لوجود الكازينوهات المحظورة فى اسرائيل (أى كازينوهات القمار) و يحب الاسرائيليون الشريط الممتد من طابا الى نويبع لقربه من حدود فلسطين المحتلة حيث يدخلون بالسيارات أو الحافلات بدون الحصول على تأشيرة ( على خلاف العرب و المسلمين الذين يحتاجون للحصول على تأشيرة مسبقة من القنصليات المصرية فى بلادهم ) ، أما المصريون أنفسهم الراغبون فى زيارة هذه المنطقة فيتعرضون لنقاط تفتيش أمنية خاصة ، تصل الى حد تفتيش الحقائب ، و اجراء التحقيقات !!!
اذن لم تستجب السلطات المصرية لاجماع الشعب المصرى ضد التطبيع مع العدو الصهيونى ، فماذا بقى للناس إلا الانخراط فى الحرب نفسها ، فعبر عشرات الشباب الى فلسطين ، و سقط بعضهم شهيدا على الأسلاك الشائكة ، أو ألقى القبض عليه بمعرفة السلطة الفلسطينية أو الاسرائيلية أو المصرية و وضعوا فى السجن كمجرمين ( آخر حاديثن: 6 مصريين يحاكمون فى اسرائيل و 6 معتقلين فى سجون مصر !! ) ، و أثناء الحرب على العراق ، منعت السلطات سفر المتطوعين ، و اعتقلت بعضهم .
و أصبح الشعب المصرى متهما فى دينه و شرفه و كرامته ، و هو يشاهد حمام الدم العربى الاسلامى يراق فى فلسطين و العراق و حكومته تصادق الأعداء و ترتب معهم الأمور تساعد شارون فى خطته تجاه غزة ، و تساعد أمريكا فى خطتها لعقد مؤتمر عن العراق . و جاءت تفجيرات طابا نويبع الكبرى فى يوم 7 أكتوبر 2004 ، لتكن رد فعل الشعب المصرى ممثلا فى ثلة من المجاهدين المحترفين القادرين على القيام بأعمال مؤثرة بصورة منظمة و دقيقة ، هم يمثلون بحق ضمير هذا الشعب .
و لست الآن فى موقع المحلل للمعلومات ، فالتشويش كبير و الأرقام متضاربة و الارتباك عظيم على جانبى اسرائيل و النظام المصرى ، و لا توجد أى رواية مقنعة حتى هذه اللحظة من زاوية تفاصيل الذى حدث . و لكننا لا نحتاج فى هذه اللحظة للغوص فى التفاصيل فنحن أمام عمل يمكن بشكل مؤكد أن نصفه بالتالى :
(1) عمل منسق على مستوى حرفى عال استهدف تجمعات للصهاينة فى وقت متزامن ، و أن الذى قام به مجاهدون وطنيون مصريون ، اختاروا ذكرى حرب أكتوبر ، و أكدوا أن حرب أكتوبر ليست آخر الحروب ، و ضربوهم فى عيد السكوت بدلا من عيد الغفران !!
(2) انه استهدف الاسرائيليين دون غيرهم لذلك كانت 90% من الخسائر اسرائيلية ، و ان السيارات الملغومة و كأنها كانت تنشن على الاسرائيليين
(3) أن الخسائر رهيبة و عالية تراوحت فى أقل التقديرات بين 200 الى 300 بين قتيل أو جريح أو مفقود معظهم اسرائيليين . و ان هذه أكبر عملية يتعرض لها اسرائيليون خارج اسرائيل منذ سنوات طويلة . هذا من الناحية الفنية و يترتب على ذلك عدد من النتائج السياسية و الاستراتيجية بالغة الخطر و هى :
(1) ان مصر .. الوطن .. الشعب لم تمت كما ظن الأعداء و ظن بعض أهلها !! و إننا فى حزب العمل طالما بشرنا بالمشاعر التى تعتمل فى صدر الشعب ، و انه يتحرق الى الانخراط فى المقاومة بشتى السبل و الوسائل ، كنا دائما ضد نغمة اليأس ، و كنا دائما مع الأمل و سنظل ان شاء الله ، و نذرنا جهادنا السلمى عن طريق هذا الأمل .
(2) و بالتالى حدث ما دعونا إليه مرارا من ضرورة توسيع الجبهة على الحلف الصهيونى - الأمريكى ، و عدم ترك الساحة للشعبين الفلسطينى و العراقى وحدهما ، و قلنا ان توسيع هذه الجبهة و فتح جبهات أخرى من شأنه اضعاف الغزوة الاستعمارية و التعجيل بنهايتها ، و رشحنا السعودية و مصر باعتبارهما أكثر شعبين مؤهلين للانخراط فى الجهاد ضد الأعداء ، و الآن صدقت توقعاتنا و الحمد لله . و نحن نقصد بفتح جبهة جديدة : جبهة النضال السلمى ضد عملاء الداخل ، و جبهة المقاومة المسلحة ضد أعداء الخارج و كل ميسر لما خلق له .
(3) إن العلاقات المصرية الرسمية الاسرائيلية قد ضربت فى مقتل ، و رغم مهانة نظام مبارك الذى فتح الحدود للقوات الاسرائيلية البرية و البحرية و الجوية لدخول الأراضى و الأجواء و المياه المصرية بحجة المشاركة فى عملية الانقاذ ، و رغم المهانة الأكبر بمشاركة (الشاباك) جهاز الأمنى الاسرائيلى فى التحقيقات و جمع الأدلة الجنائية ، بوجود رئيس الشاباك نفسه ، و رغم شكر شارون لمبارك على حسن تعاونه !! و حيث تقول الصحف الاسرائيلية ان النظام المصرى لم يفتح ذراعيه تماما للدخول الاسرائيلى العسكرى الواسع الى مصر بدون تأشيرات أو جوازات سفر إلا بعد ايقاظ مبارك من النوم ، و حديثه التليفونى مع شارون ، حيث اتهمت الصحف الاسرائيلية مساعدى مبارك بـ المماطلة فى ايقاظه !!!
رغم هذا المنظر المهين للنظام المصرى الذى فقد سيادته ، بحيث لا يملك ادخال قوات مسلحة الى منطقة طابا (منطقة ج )، إلا انه بامكان القوات المسلحة الاسرائيلية أن تدخل بدون جوازات سفر الى أعماق مصر حتى نويبع !! أقول رغم كل ذلك فقد ضربت العلاقات المصرية الرسمية - الاسرائيلية فى مقتل ، لأن مصر لم تعد مكانا آمنا للاسرائيليين لقد تم ضرب التطبيع من القواعد و الجذور .
(4) جاءت الضربة المثلثة فى طابا، ردا قاسيا وقاصما على جرائم اسرائيل ف غزة ، ففقدت اسرائيل فى لحظة ما يساوى كل الخسائر التى أوقعتها فى شمال غزة خلال حملة "أيام الندم" فمن الذى يندم الآن ؟!
و بعد أن كانت مصر حضنا دافئا ، أصبحت امتدادا للجبهة الفلسطينية ، جبهة ساخنة و نارا على الأعداء ، و امتدادا طبيعيا لأمتها العربية - الاسلامية .
(5) و هذه الغزوة السيناوية تعيد الأمور الى نصابها فى مصر ، و تضع الحكم العميل فى أكثر الزوايا حرجا ، صديقا لاسرائيل عدوة العرب و الاسلام ، و داعيا لمؤتمر لبحث الارهاب مع الارهابى بوش و السفاح شارون . و بقدر فرحة الشعب المصرى بهذه الغزوة ، بقدر ما سيتزايد غضبه من رد فعل السلطات المخزى بالمزيد من الارتماء فى حضن الأعداء و الانفصال عن الأمة .
و لذلك فان لهذه الضربة تفاعلات إيجابية فى مجال انضاج الوضع الداخلى الذى ضاق ذرعا بالنظام العميل ، و بعلاقاته المشبوهة مع الحلف الصهيونى - الأمريكى .
فهذه الضربة أعادت الى الأذهان المكان الطبيعى الذى يجب أن تقف فيه مصر ، و تكشف فى المقابل الحالة الشاذة للموقف الذى قادنا إليه حكام البلاد كحلفاء لأعداء الله و الوطن و الأمة .
و أخيرا تحية الى مجاهدين أعادوا الكرامة الى مصر ، و أشفوا صدور قوم مؤمنين ، أعادوا مصر الى أمتها ، و رفضوا ان تأكل مصر العظيمة المسلمة من عرق عاهرات بنى صهيون .
* * * * *