UAE_EYES
15-10-2004, 12:11 AM
لحظه من فضلكم فهذا مقاللحظه من فضلكم فهذا مقال لاحد الصحافيين واني لا اتفق في بعض كل ما جاء به
أوجب الإسلام، ولكنه حصر كل ذلك بيد الإمام الشرعي في العراق، ثم توقف عن تحديد من هو الإمام الشرعي هناك، ومنعا لأي لبس رفض اعتبار "الزرقاوي" ومن معه فقهاء يملكون حق الاجتهاد في قضايا كهذه، وتهكم من علمهم وجرأتهم على الفتوى في كبرى المسائل.
هل يوجد ارتباك في فتوى الشيخ؟ يبدو أن البعض وجدها كذلك، بل إن ما يؤكد الارتباك أن فتواه أغضبت الرافضين للجهاد في العراق ممن يجبرون على الاصطفاف مع الليبراليين، وأنصار "القاعدة" من المتطرفة و"المكفراتية" الذين ضاقوا بتهكم الشيخ على رمزهم الجديد "أبو مصعب الزرقاوي".
شيخ آخر نال غضب المتطرفة و"المكفراتية" ومعهم أيضا الإسلاميون المتحمسون الباحثون عن قضية وجهاد ومجاهدين يفشون غلهم من الأميركيين، وهؤلاء على ما عندهم من عقل وعلم غلبتهم شهوة الانتقام على حكمة الانتصار. شيخنا هنا هو عبد المحسن العبيكان الذي أثار الإعجاب بصموده وتكراره لاجتهاده الذي اقتنع به رغم تخلي حتى زملائه من العلماء عنه فسكتوا، ولعل بعضهم يقولون بقوله ولكنهم يخشون الجمهور، وجاءه أكثر الأذى من طول لسان المتسترين خلف الأسماء الوهمية في ساحات الإنترنت، وبعض الكتاب الذين تخلوا عن الجدية والعلمية في المناقشة واخذوا يذكرون الشيخ بما يفعل الأميركيون في العراق من أخطاء وكأنه لا يعرفها.
يعتقد فضيلة الشيخ العبيكان أن الجهاد غير قائم في العراق، لأن فيه قيادة شرعية ترفض القتال (والشرعية هنا نسبية ومنقوصة لن تكتمل حتى تجري انتخابات صحيحة في العراق، وأحسب أن الشيخ لا ينكر هذا) وأن العراقيين في حالة من الضعف والتفكك وتعدد الرؤى، فلن يكون من المصلحة الدعوة لجهاد بل قد يؤدي إلى فتنة، وأزيد من عندي أن تزعم "مكفراتية" لهذا الجهاد المزعوم في العراق يعزز قول الرافضين له، أكثر مما يدعم رأي المنادين به، والذين أعجب من تأييدهم لجهاد وهم يشترطون أن لا يكون تحت "راية عمّية".
فهل جاء الشيخ بجديد أم انه منسجم مع مدرسته فيما آفتي به؟ سألت من يعرف في هذه المسائل الفقهية الدقيقة من فقال إن الشيخ منسجم تماما مع المذهب الحنبلي، وأشار إلى أن الإمام أحمد بن حنبل كان أول من أسس لهذا الموقف عندما رفض الخروج على الخليفة رغم سجنه وجلده في مسألة "خلق القرآن" الشهيرة، وأضاف أن علماء الحديث كان من أسباب قدحهم ورفضهم لبعض الرواة رغم علمهم ودينهم، هو قولهم "بالسيف" أي أنهم كانوا يجيزون الخروج على الحاكم.
أعتقد أن الذي يحرك هذه المدرسة هو استشعارها بمسؤولية الفتوى، بمعنى أن الفتوى عندهم ليست مقالة في صحيفة تقرأ وتهمل، وإنما فتوى يترتب عليها عمل وفعل، قد يرقى إلى حياة وموت ورقاب ودماء إذا كانت في موضوع كالجهاد، وليست مجرد موقف سياسي وخطبة حماسية تلقى في أحد مهرجانات العرب السياسية وما أكثرها، عندما يعتلي شيخ معمم المنصة فيصرخ في الحاضرين "إن الجهاد بات فرض عين على كل مسلم ومسلمة تخرج فيه الأمة دون إذن ولي أمرها والابن بدون إذن والده" ثم ينصرف الجميع إلى بيوتهم ونسائهم وأطفالهم وأكلهم وشربهم وقيلولتهم بما في ذلك شيخهم الخطيب، بعد أن ضيعوا هيبة الجهاد تلك الشعيرة الإسلامية العظيمة، إلا عند شاب صغير صدق ما قاله الشيخ الفاضل فيبتغى للجهاد سبيلا في أروقة سرية، غالبا ما تكون تحت "راية عمّية".
للشيخ يوسف القرضاوي قيمته العلمية ومرجعيته التي لا ينكرها أحد، ولكنه وقع تحت تأثير الجمهور الغاضب، فهو يفتي بالجهاد لإرضاء العامة، ولكنه يقيده انسجاما مع علمه الشرعي عندما يقول بأنه مسؤولية ولي الأمر الشرعي، وينكر على الزرقاوي فقهه وجرأته انسجاما مع موقفه القديم والذي أنقذ به كثيرا من شباب الأمة عندما رفض التطرف مبكرا منذ أن لاح علينا برأسه في أوائل الثمانينات فوضع كتابه القيم "الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف" والذي أصبح معلما حقيقيا في طريق الصحوة التي كان يريدها راشدة. أعتقد أن المشكلة في فتوى الشيخ القرضاوي هي في "التحليل السياسي" وتقدير "المصلحة" فهي واضحة عند العبيكان منسجمة مع مدرسته وحائرة عند القرضاوي . فالمصلحة عند الأول تكمن في رفض الفوضى والفتنة، وإن توجه الشباب إلى ما يسمى الجهاد يعطى فرصة للجماعات المتطرفة لتجنيد أحداث يصنعونهم على أعينهم، يزجون بهم في عمليات انتحارية تقتل من المسلمين العراقيين أكثر من المحتلين الأميركيين، لا يفعلون فعلهم هذا إلا وقد آمنوا بمنهج التكفير الذي يتوسع في استحلال دم المسلم لمجرد انه تعاون مع ما يرونه احتلالا كافرا، ومن يفيض من هؤلاء الشباب المغرر به يعيدون تصديره إلى بلاد المسلمين الأخرى الآمنة، والشيخ العبيكان مقتنع فيما يبدو أن حال الاحتلال مؤقت في العراق لأن بقاءه يصطدم بالواقع العالمي الجديد وأن الاستقرار والتعجيل بخروج حكومة عراقية وطنية وشرعية هو الذي سيعجل بخروج الاحتلال، وليس انتحاريات "الزرقاوي" و"القاعدة" التي لها أجندة أخرى في العراق وستقاتل المسلمين هناك من اجلها حتى لو زال الاحتلال.
أما الشيخ القرضاوي ففتواه مرتبكة لأن تحليله السياسي منشغل بنظريات المؤامرة وخطط التوسع الإمبراطوري الأميركي، والاستيلاء على أبار النفط إلى آخر أركان التحليل السياسي التأمري المهيمن على العقلية المثقفة العربية، والذي نراه في شكل مقالات صحفية و كتب وتعليقات تلفزيونية.
اختتم بقصة تؤكد صدق انتماء العبيكان لمدرسته، في عام 79 قتل الرئيس الباكستاني ضياء الحق في حادث سقوط طائرة لا يخلو من غموض، وتولت السلطة بعده السيدة "بنازير بوتو" والتي لم يرها أنصار الجهاد الأفغاني مؤيدة للجهاد مثلما كان ضياء الحق، فسعوا إلى التضييق عليها والتشكيك في شرعية ولايتها، لعلها تخسر موقعها ويتبوأ منصبها رئيس الوزراء السابق "نواز شريف" الذي كان أقرب لموقف ضياء الحق، كان أسامة بن لادن وقتها ينفق ماله في حملة يقودها علماء الدين الباكستانيون. فنظموا لقاءات جماهيرية ضدها تستند إلى الرأي الشرعي التقليدي بعدم جواز ولاية المرأة (في وقت لاحق التفت بنازير على العلماء وتحالفت مع بعضهم وشكلت معهم تنظيم الطالبان وبقية القصة معروفة). حاولت أن أسهم في تلك الحملة بالحصول على فتوى من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لأنشرها، التقيت بفضيلته في الرياض واستفتيته في أمر ولاية "بنازير" فرد رحمه الله بدون تردد أن رئاسة الوزارة ليست الولاية العظمى وأن على الرغم من تحفظه على ولايتها كامرأة فإنه لا يجوز الخروج عليها خوفا من الفتنة، نظرت إلى صديقين كانا معي يشهدان الحديث فابتسما وقال لي أحدهما "جزى الله الشيخ خيرا، إنه حقا فقيه لا يستسلم لأهواء السياسة".
انتهى ....و رمضان كريم
أوجب الإسلام، ولكنه حصر كل ذلك بيد الإمام الشرعي في العراق، ثم توقف عن تحديد من هو الإمام الشرعي هناك، ومنعا لأي لبس رفض اعتبار "الزرقاوي" ومن معه فقهاء يملكون حق الاجتهاد في قضايا كهذه، وتهكم من علمهم وجرأتهم على الفتوى في كبرى المسائل.
هل يوجد ارتباك في فتوى الشيخ؟ يبدو أن البعض وجدها كذلك، بل إن ما يؤكد الارتباك أن فتواه أغضبت الرافضين للجهاد في العراق ممن يجبرون على الاصطفاف مع الليبراليين، وأنصار "القاعدة" من المتطرفة و"المكفراتية" الذين ضاقوا بتهكم الشيخ على رمزهم الجديد "أبو مصعب الزرقاوي".
شيخ آخر نال غضب المتطرفة و"المكفراتية" ومعهم أيضا الإسلاميون المتحمسون الباحثون عن قضية وجهاد ومجاهدين يفشون غلهم من الأميركيين، وهؤلاء على ما عندهم من عقل وعلم غلبتهم شهوة الانتقام على حكمة الانتصار. شيخنا هنا هو عبد المحسن العبيكان الذي أثار الإعجاب بصموده وتكراره لاجتهاده الذي اقتنع به رغم تخلي حتى زملائه من العلماء عنه فسكتوا، ولعل بعضهم يقولون بقوله ولكنهم يخشون الجمهور، وجاءه أكثر الأذى من طول لسان المتسترين خلف الأسماء الوهمية في ساحات الإنترنت، وبعض الكتاب الذين تخلوا عن الجدية والعلمية في المناقشة واخذوا يذكرون الشيخ بما يفعل الأميركيون في العراق من أخطاء وكأنه لا يعرفها.
يعتقد فضيلة الشيخ العبيكان أن الجهاد غير قائم في العراق، لأن فيه قيادة شرعية ترفض القتال (والشرعية هنا نسبية ومنقوصة لن تكتمل حتى تجري انتخابات صحيحة في العراق، وأحسب أن الشيخ لا ينكر هذا) وأن العراقيين في حالة من الضعف والتفكك وتعدد الرؤى، فلن يكون من المصلحة الدعوة لجهاد بل قد يؤدي إلى فتنة، وأزيد من عندي أن تزعم "مكفراتية" لهذا الجهاد المزعوم في العراق يعزز قول الرافضين له، أكثر مما يدعم رأي المنادين به، والذين أعجب من تأييدهم لجهاد وهم يشترطون أن لا يكون تحت "راية عمّية".
فهل جاء الشيخ بجديد أم انه منسجم مع مدرسته فيما آفتي به؟ سألت من يعرف في هذه المسائل الفقهية الدقيقة من فقال إن الشيخ منسجم تماما مع المذهب الحنبلي، وأشار إلى أن الإمام أحمد بن حنبل كان أول من أسس لهذا الموقف عندما رفض الخروج على الخليفة رغم سجنه وجلده في مسألة "خلق القرآن" الشهيرة، وأضاف أن علماء الحديث كان من أسباب قدحهم ورفضهم لبعض الرواة رغم علمهم ودينهم، هو قولهم "بالسيف" أي أنهم كانوا يجيزون الخروج على الحاكم.
أعتقد أن الذي يحرك هذه المدرسة هو استشعارها بمسؤولية الفتوى، بمعنى أن الفتوى عندهم ليست مقالة في صحيفة تقرأ وتهمل، وإنما فتوى يترتب عليها عمل وفعل، قد يرقى إلى حياة وموت ورقاب ودماء إذا كانت في موضوع كالجهاد، وليست مجرد موقف سياسي وخطبة حماسية تلقى في أحد مهرجانات العرب السياسية وما أكثرها، عندما يعتلي شيخ معمم المنصة فيصرخ في الحاضرين "إن الجهاد بات فرض عين على كل مسلم ومسلمة تخرج فيه الأمة دون إذن ولي أمرها والابن بدون إذن والده" ثم ينصرف الجميع إلى بيوتهم ونسائهم وأطفالهم وأكلهم وشربهم وقيلولتهم بما في ذلك شيخهم الخطيب، بعد أن ضيعوا هيبة الجهاد تلك الشعيرة الإسلامية العظيمة، إلا عند شاب صغير صدق ما قاله الشيخ الفاضل فيبتغى للجهاد سبيلا في أروقة سرية، غالبا ما تكون تحت "راية عمّية".
للشيخ يوسف القرضاوي قيمته العلمية ومرجعيته التي لا ينكرها أحد، ولكنه وقع تحت تأثير الجمهور الغاضب، فهو يفتي بالجهاد لإرضاء العامة، ولكنه يقيده انسجاما مع علمه الشرعي عندما يقول بأنه مسؤولية ولي الأمر الشرعي، وينكر على الزرقاوي فقهه وجرأته انسجاما مع موقفه القديم والذي أنقذ به كثيرا من شباب الأمة عندما رفض التطرف مبكرا منذ أن لاح علينا برأسه في أوائل الثمانينات فوضع كتابه القيم "الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف" والذي أصبح معلما حقيقيا في طريق الصحوة التي كان يريدها راشدة. أعتقد أن المشكلة في فتوى الشيخ القرضاوي هي في "التحليل السياسي" وتقدير "المصلحة" فهي واضحة عند العبيكان منسجمة مع مدرسته وحائرة عند القرضاوي . فالمصلحة عند الأول تكمن في رفض الفوضى والفتنة، وإن توجه الشباب إلى ما يسمى الجهاد يعطى فرصة للجماعات المتطرفة لتجنيد أحداث يصنعونهم على أعينهم، يزجون بهم في عمليات انتحارية تقتل من المسلمين العراقيين أكثر من المحتلين الأميركيين، لا يفعلون فعلهم هذا إلا وقد آمنوا بمنهج التكفير الذي يتوسع في استحلال دم المسلم لمجرد انه تعاون مع ما يرونه احتلالا كافرا، ومن يفيض من هؤلاء الشباب المغرر به يعيدون تصديره إلى بلاد المسلمين الأخرى الآمنة، والشيخ العبيكان مقتنع فيما يبدو أن حال الاحتلال مؤقت في العراق لأن بقاءه يصطدم بالواقع العالمي الجديد وأن الاستقرار والتعجيل بخروج حكومة عراقية وطنية وشرعية هو الذي سيعجل بخروج الاحتلال، وليس انتحاريات "الزرقاوي" و"القاعدة" التي لها أجندة أخرى في العراق وستقاتل المسلمين هناك من اجلها حتى لو زال الاحتلال.
أما الشيخ القرضاوي ففتواه مرتبكة لأن تحليله السياسي منشغل بنظريات المؤامرة وخطط التوسع الإمبراطوري الأميركي، والاستيلاء على أبار النفط إلى آخر أركان التحليل السياسي التأمري المهيمن على العقلية المثقفة العربية، والذي نراه في شكل مقالات صحفية و كتب وتعليقات تلفزيونية.
اختتم بقصة تؤكد صدق انتماء العبيكان لمدرسته، في عام 79 قتل الرئيس الباكستاني ضياء الحق في حادث سقوط طائرة لا يخلو من غموض، وتولت السلطة بعده السيدة "بنازير بوتو" والتي لم يرها أنصار الجهاد الأفغاني مؤيدة للجهاد مثلما كان ضياء الحق، فسعوا إلى التضييق عليها والتشكيك في شرعية ولايتها، لعلها تخسر موقعها ويتبوأ منصبها رئيس الوزراء السابق "نواز شريف" الذي كان أقرب لموقف ضياء الحق، كان أسامة بن لادن وقتها ينفق ماله في حملة يقودها علماء الدين الباكستانيون. فنظموا لقاءات جماهيرية ضدها تستند إلى الرأي الشرعي التقليدي بعدم جواز ولاية المرأة (في وقت لاحق التفت بنازير على العلماء وتحالفت مع بعضهم وشكلت معهم تنظيم الطالبان وبقية القصة معروفة). حاولت أن أسهم في تلك الحملة بالحصول على فتوى من فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لأنشرها، التقيت بفضيلته في الرياض واستفتيته في أمر ولاية "بنازير" فرد رحمه الله بدون تردد أن رئاسة الوزارة ليست الولاية العظمى وأن على الرغم من تحفظه على ولايتها كامرأة فإنه لا يجوز الخروج عليها خوفا من الفتنة، نظرت إلى صديقين كانا معي يشهدان الحديث فابتسما وقال لي أحدهما "جزى الله الشيخ خيرا، إنه حقا فقيه لا يستسلم لأهواء السياسة".
انتهى ....و رمضان كريم