د . إسلام المازني
25-12-2004, 11:32 PM
قلة النوم و الأرق
تحدثنا عن كثرة النوم و الكسل في موطن سابق و أهديكم
دعوا النوم إني خائف أن تدوسكم دواه وانتم في الأمن مع الحلم
وعزكم يفضى إلى الذل والنوى من البين ترمى الشمل منكم بما ترمى
قلة النوم موضوع كبير و متشابك، من حيث كثرة أنواعه و فردية حالاته .
فهناك من لا يستطيع النوم ، وهناك من يستيقظ بعد فترة وجيزة ، و هناك من يقلق مبكرا
كما أن كل حالة لها خصوصيتها حسب السن و الوزن و طبيعة العمل و الإهتمامات و الحالة الجسمانية و النفسية و الإجتماعية و طول فترة المعاناة ،
فلابد من فحص كل حالة على حدة و معرفة نتائج فحوصاتها المعملية وأي أدوية تم تجربتها معها
والجو المحيط بها ....
وعلى كل مما يفيد في موضوع توترات قلة النوم
دوما وقبل كل أمر، التعرف على الله تعالى بالعلم من النبع الصافي الذي لا يزيغ عنه إلا هالك ...
و بعدها تتغير النظرة لكل أمر ، فقد يكون القلق من حيرة الروح أو تشتت القلب بين أكثر من رب !
و الكثيرون لا يقرون بأنهم يجعلون مع الله تعالى آلهة أخرى بلسانهم
و لكن التعمق في دراسة الحال يكذب المقال :
وطال انتظار ليلة بعد ليلة بشيرا ولو في النوم تتبعه الرسل
عن النوم سل عيونا طال عهدها وكان قليلا في ليال قلائل
و ما أكثر الأهواء التي تشد النفس و تمزقها أو تستهلكها ، وأحيانا باسم الدين ! ...
ثم :
يبدأ المرء في الرقية الشرعية لنفسه و يحافظ على الذكر في كل حين من الأذكار الصحيحة السند كما في الصحيحين ..
ثم
ترك المنبهات كالشاي و القهوة و المياه الغازية و حتى التوابل الكثيرة خاصة في نصف النهار الأخير
الرياضة قبل النوم بساعتين
شرب مغلي البابونج الكاموميل محلى بالعسل قبل النوم بساعة أو مع الحليب الدافئ
مراعاة وجود الظلام لراحة العين و عدم تنبيه الجسم ، وهى سنة نبوية صلى الله علي صاحبها وسلم
و أثبت العلم أن خلايا الجسم كلها تتنبه بالضوء و ليس العين ، فقد فيكون هناك تعارض بين رغبتك في النوم ، وبين التنبيه الخارج لقلة الميلاتونين المفرز نتيجة الضوء الذي تترجمه هي إلى حالة يقظة !
و يجب ضبط حرارة مناسبة لغرفة النوم
و اجتناب السهر الكثير لغير حاجة ملحة
و لو احتاج السهر فليحاول أن يسهر بلا منبهات أو بأقل القليل منها ... و الحافز المعنوي طيب ما أنقاه :
و مشاهدة أي خبر تكفى ليطير النوم أياما من كل عين خلفها ضمير حي !
أفق .. كم أطلت النوم واقصر فإنما لياليك احداج تسوق إلى القبر
ألا إنما الدنيا فديتك فتنة وفتنتها من أعظم الوزر في الحشر
نصحتك فاسمع من مقالة ناصح ودعاك في التوفيق في السر والجهر
ولذ بالنبى الهاشمى وحبه وحب أبى حفص وحب أبى بكر
وقوم على باب الكريم وقوفهم يناجون مولاهم قياما إلى الفجر
تتضئ بإشراق الخلوص وجوههم فنورهم في ظلمة الليل كالبدر
فيا حسنهم والليل أسدل جنحه وأدمعهم تهمي كمنسكب القطر
فذاك أبيك الحزم فاعمل بحسبه فما أقبح التقصير في آخر العمر
ثم
يجب اجتناب الضوضاء و اختيار فراش معتدل ليس حجريا و ليس وثيرا لينا لكي لا يتعب المفاصل في كلا الحالتين .
و بالطبع ترك التدخين و الكحولات طاعة لله تعالى أولا ثم حفظا للعقل و الجسم ، فكلاهما قد يساعد من تعود عليهما على الدخول في النوم و لكنه يوقظه بعد قليل , و أضرارهما أكبر من تكرر كتابتها ...
و تناول وجبات خفيفة غير دسمة في المساء
و من لا يعرف النوم بعمق و عددا كافيا من الساعات ليلا
فليترك النوم نهارا تماما
و المعروف أن نوم الليل هو الفطرة ( جعل الليل لتسكنوا فيه و النهار مبصرا ) و هو الأصوب طبعا وواقعا ، خاصة نصفه الأول ... فالساعة فيه تعادل في نفعها ساعتين في نصفه الثاني و أربع في النهار ، من ناحية جودة النوم وراحة الجسم وانتظام أدائه ..
وهي سنة النبي داود عليه الصلاة والسلام أن ينام نصف الليل الأول ثم يقوم ثلثه ثم ينام سدسه ..
فما لم يكن المرء مضطرا فساعتها لا بأس فلينم وقتما يتيسر له
(( و من ءاياته مناكم بالليل و النهار ...))
لمن يسهر في طلب الخير
قليل النوم في رعى المعالي إذا خاط التواكل كل جفن
و قبل النوم :
تفريغ القلق المزعج قبل النوم بأي شكل سواء بتأجيله و وضعه في المفكرة , أو بالتفويض فيه أو بأي حل مشروع قدر الطاقة والإمكان
من لم تفلح معه تلك الأمور يمكنه بالتشاور مع طبيبه تناول أعشاب مهدئة لا تسبب إدمانا مثل قرص من عشب الباسيفلور قبل النوم بساعة و يتواجد في الصيدليات
أو تناول عشب الفاليريانا قبل النوم بساعة و هو متواجد في الصيدليات أيضا و تغلفه شركات عدة
أما اضطرابات النوم المرضية فأشهرها بيننا :
مريض القلق :
يدخل النوم بصعوبة ، فالأرق يحدث عنده أول الليل ، و قد يستيقظ مرات أثناء الليل ، أو يحلم أحلاما مزعجة و يستيقظ بصعوبة لأنه مرهق دوما
مريض الاكتئاب :
يصحو من نومه مبكرا قبل الوقت الطبيعي له , و لكنه لا يكون قادرا على النهوض من الفراش ولا الرجوع للنوم
وتنتابه الأفكار الكئيبة كل صبح في الفراش خاصة
أحيانا بالطبع يكون هناك أسباب مرضية نفسية أخرى أو أمراض عضوية لا تخص المخ ، أو أدوية تسبب الأرق أو مشكلات في العلاقات أو الرغبات أو المخططات
فيكون حاله :
رحل القرى عن أعيني وجفاني واغرورقت بالدمع ذي العينان !
فلعل الصبر يداويها و مشورة العقلاء لا غنى عنها
و هناك مشاكل لا يحلها الطبيب مثل أرق الشرفاء :
أبا الفضل من تروى من النوم عينه وقد أحدث الغاوون سبى الحرائر
أبا الفضل شهر الصوم أضحى نهاره بشرب خمور واعتناق شواطر
كوى بالأسى قلبي وأبكى نواظري بكاء اليتامى وابتسام الجبابر
وكان عزيزا أن أقيم بمنزلي إقامة وهن راغم الأنف صاغر
و لا غنى عن التنبيه بأن مشورة الإنترنت مهما بلغت دقتها و درجة إطلاع المعالج على الدقائق فلا يعول عليها إلا كضوء للإرشاد ولابد من إشراف مباشر و نسأل الله لكم راحة البال
و نسأل الله العافية للجميع و التوفيق لكل ما يحبه سبحانه من علم يتلوه إتباع في القول و العمل مع النية النقية
تحدثنا عن كثرة النوم و الكسل في موطن سابق و أهديكم
دعوا النوم إني خائف أن تدوسكم دواه وانتم في الأمن مع الحلم
وعزكم يفضى إلى الذل والنوى من البين ترمى الشمل منكم بما ترمى
قلة النوم موضوع كبير و متشابك، من حيث كثرة أنواعه و فردية حالاته .
فهناك من لا يستطيع النوم ، وهناك من يستيقظ بعد فترة وجيزة ، و هناك من يقلق مبكرا
كما أن كل حالة لها خصوصيتها حسب السن و الوزن و طبيعة العمل و الإهتمامات و الحالة الجسمانية و النفسية و الإجتماعية و طول فترة المعاناة ،
فلابد من فحص كل حالة على حدة و معرفة نتائج فحوصاتها المعملية وأي أدوية تم تجربتها معها
والجو المحيط بها ....
وعلى كل مما يفيد في موضوع توترات قلة النوم
دوما وقبل كل أمر، التعرف على الله تعالى بالعلم من النبع الصافي الذي لا يزيغ عنه إلا هالك ...
و بعدها تتغير النظرة لكل أمر ، فقد يكون القلق من حيرة الروح أو تشتت القلب بين أكثر من رب !
و الكثيرون لا يقرون بأنهم يجعلون مع الله تعالى آلهة أخرى بلسانهم
و لكن التعمق في دراسة الحال يكذب المقال :
وطال انتظار ليلة بعد ليلة بشيرا ولو في النوم تتبعه الرسل
عن النوم سل عيونا طال عهدها وكان قليلا في ليال قلائل
و ما أكثر الأهواء التي تشد النفس و تمزقها أو تستهلكها ، وأحيانا باسم الدين ! ...
ثم :
يبدأ المرء في الرقية الشرعية لنفسه و يحافظ على الذكر في كل حين من الأذكار الصحيحة السند كما في الصحيحين ..
ثم
ترك المنبهات كالشاي و القهوة و المياه الغازية و حتى التوابل الكثيرة خاصة في نصف النهار الأخير
الرياضة قبل النوم بساعتين
شرب مغلي البابونج الكاموميل محلى بالعسل قبل النوم بساعة أو مع الحليب الدافئ
مراعاة وجود الظلام لراحة العين و عدم تنبيه الجسم ، وهى سنة نبوية صلى الله علي صاحبها وسلم
و أثبت العلم أن خلايا الجسم كلها تتنبه بالضوء و ليس العين ، فقد فيكون هناك تعارض بين رغبتك في النوم ، وبين التنبيه الخارج لقلة الميلاتونين المفرز نتيجة الضوء الذي تترجمه هي إلى حالة يقظة !
و يجب ضبط حرارة مناسبة لغرفة النوم
و اجتناب السهر الكثير لغير حاجة ملحة
و لو احتاج السهر فليحاول أن يسهر بلا منبهات أو بأقل القليل منها ... و الحافز المعنوي طيب ما أنقاه :
و مشاهدة أي خبر تكفى ليطير النوم أياما من كل عين خلفها ضمير حي !
أفق .. كم أطلت النوم واقصر فإنما لياليك احداج تسوق إلى القبر
ألا إنما الدنيا فديتك فتنة وفتنتها من أعظم الوزر في الحشر
نصحتك فاسمع من مقالة ناصح ودعاك في التوفيق في السر والجهر
ولذ بالنبى الهاشمى وحبه وحب أبى حفص وحب أبى بكر
وقوم على باب الكريم وقوفهم يناجون مولاهم قياما إلى الفجر
تتضئ بإشراق الخلوص وجوههم فنورهم في ظلمة الليل كالبدر
فيا حسنهم والليل أسدل جنحه وأدمعهم تهمي كمنسكب القطر
فذاك أبيك الحزم فاعمل بحسبه فما أقبح التقصير في آخر العمر
ثم
يجب اجتناب الضوضاء و اختيار فراش معتدل ليس حجريا و ليس وثيرا لينا لكي لا يتعب المفاصل في كلا الحالتين .
و بالطبع ترك التدخين و الكحولات طاعة لله تعالى أولا ثم حفظا للعقل و الجسم ، فكلاهما قد يساعد من تعود عليهما على الدخول في النوم و لكنه يوقظه بعد قليل , و أضرارهما أكبر من تكرر كتابتها ...
و تناول وجبات خفيفة غير دسمة في المساء
و من لا يعرف النوم بعمق و عددا كافيا من الساعات ليلا
فليترك النوم نهارا تماما
و المعروف أن نوم الليل هو الفطرة ( جعل الليل لتسكنوا فيه و النهار مبصرا ) و هو الأصوب طبعا وواقعا ، خاصة نصفه الأول ... فالساعة فيه تعادل في نفعها ساعتين في نصفه الثاني و أربع في النهار ، من ناحية جودة النوم وراحة الجسم وانتظام أدائه ..
وهي سنة النبي داود عليه الصلاة والسلام أن ينام نصف الليل الأول ثم يقوم ثلثه ثم ينام سدسه ..
فما لم يكن المرء مضطرا فساعتها لا بأس فلينم وقتما يتيسر له
(( و من ءاياته مناكم بالليل و النهار ...))
لمن يسهر في طلب الخير
قليل النوم في رعى المعالي إذا خاط التواكل كل جفن
و قبل النوم :
تفريغ القلق المزعج قبل النوم بأي شكل سواء بتأجيله و وضعه في المفكرة , أو بالتفويض فيه أو بأي حل مشروع قدر الطاقة والإمكان
من لم تفلح معه تلك الأمور يمكنه بالتشاور مع طبيبه تناول أعشاب مهدئة لا تسبب إدمانا مثل قرص من عشب الباسيفلور قبل النوم بساعة و يتواجد في الصيدليات
أو تناول عشب الفاليريانا قبل النوم بساعة و هو متواجد في الصيدليات أيضا و تغلفه شركات عدة
أما اضطرابات النوم المرضية فأشهرها بيننا :
مريض القلق :
يدخل النوم بصعوبة ، فالأرق يحدث عنده أول الليل ، و قد يستيقظ مرات أثناء الليل ، أو يحلم أحلاما مزعجة و يستيقظ بصعوبة لأنه مرهق دوما
مريض الاكتئاب :
يصحو من نومه مبكرا قبل الوقت الطبيعي له , و لكنه لا يكون قادرا على النهوض من الفراش ولا الرجوع للنوم
وتنتابه الأفكار الكئيبة كل صبح في الفراش خاصة
أحيانا بالطبع يكون هناك أسباب مرضية نفسية أخرى أو أمراض عضوية لا تخص المخ ، أو أدوية تسبب الأرق أو مشكلات في العلاقات أو الرغبات أو المخططات
فيكون حاله :
رحل القرى عن أعيني وجفاني واغرورقت بالدمع ذي العينان !
فلعل الصبر يداويها و مشورة العقلاء لا غنى عنها
و هناك مشاكل لا يحلها الطبيب مثل أرق الشرفاء :
أبا الفضل من تروى من النوم عينه وقد أحدث الغاوون سبى الحرائر
أبا الفضل شهر الصوم أضحى نهاره بشرب خمور واعتناق شواطر
كوى بالأسى قلبي وأبكى نواظري بكاء اليتامى وابتسام الجبابر
وكان عزيزا أن أقيم بمنزلي إقامة وهن راغم الأنف صاغر
و لا غنى عن التنبيه بأن مشورة الإنترنت مهما بلغت دقتها و درجة إطلاع المعالج على الدقائق فلا يعول عليها إلا كضوء للإرشاد ولابد من إشراف مباشر و نسأل الله لكم راحة البال
و نسأل الله العافية للجميع و التوفيق لكل ما يحبه سبحانه من علم يتلوه إتباع في القول و العمل مع النية النقية