View Full Version : لماذا ترك المجاهدون قضيتهم المركزية ........................فلسطين ..!!؟
القسام
02-02-2005, 10:20 PM
عن أولئك الناس الذين لم يهتموا بكل حياتهم بقضيتنا المركزية الأولى قضية العرب والمسلمين
مع أن القدس كانت على مرمى حجر من بيوتهم قبل أن يغادروها إلى أفغانستان ؟؟
(( بدل الاقتباس ... لكي لا يقطع جزء من النص ))
الاخ الكريم ثابت الجنان :
اراك اكثرت من ترديد تلك النقطة . والتي لا اعلم لماذا لا يعقب عليها الاخرون ..!!؟
اهو لعدم معرفة الحقائق التاريخية والمسببات والمسببين لها .. التي كأنها غابة عنك اولاً او تحاول ذلك
انا اعتقد ان الاخ حفيد او الاخ البراء او الاخر وتي لم تفوتهم تلك المرحلة (معرفتها) ..!!؟
على كلا:
لنعد الى الفترة تلك ..!!؟
========================================
حركة (فتح) قافلة التيه الفلسطيني الطويل
جميع المنظمات الفلسطينية تقريبا تحمل اسم "جبهة" عدا "حركة" فتح. وحركة فتح،
من بين جميع المنظمات الفلسطينية
هي الوحيدة التي يمكن اعتبارها "جبهة"، لانها تضم في هيكلها التنظيمي المرن اتجاهات
سياسية متنوعة ومتباينة ومتباعدة في بعض الاحيان.
ولعل نقطة القوة في حركة فتح انها اتسعت لجميع التيارات السياسية التي كانت موجودة في حقبة
الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، وتمكنت من ان تدمجها في اطارها.
وأبعد من ذلك، فقد افسحت لها في المجال لتعبر عن افكارها بحرية واسعة الى حد كبير.
ففي ارجاء فتح كان هناك بعثيون سابقون امثال فاروق القدومي (ابو اللطف) والشهيد كمال ناصر
والمرحوم خالد اليشرطي وسميح ابو كويك (قدري) وناجي علوش ومحمد داود عودة (ابو داود)،
واخوان مسلمون سابقون امثال خليل الوزير (ابو جهاد) وصلاح خلف (ابو اياد) وكمال عدوان
ويحيى عاشور (حمدان)، و"تحريريون" سابقون امثال خالد الحسن، ويساريون وشيوعيون
وقوميون امثال نمر صالح (ابو صالح) ومنير شفيق ومرعي عبد الرحمن وماجد ابو شرار
وغيرهم من مشارب شتى. لكنهم، جميعهم، في فتح، باتوا فتحاويين تماماً.
الخلايا الأولى
يعود تاريخ الخلايا الاولى لحركة فتح الى سنة 1954 حينما بدأت مجموعات التسلل والاغارة
من الفدائيين عملها في قطاع غزة بقيادة خليل الوزير بعد انسحابه من الاخوان المسلمين. ( سنعرف او نحن نعرف السبب وسنذكركم به ؟؟؟!!)
وفي سنة 1955 أسس ابو اياد "جبهة الكفاح المسلح الثورية" بعد انسحابه ايضا من جماعة الاخوان المسلمين.
وتمكن خليل الوزير من اجتذاب عدد من الشبان المفعمين بالحماسة، وعدد آخر من الذين خاب املهم
جراء تخلف الاخوان المسلمين عن المبادرة الى الكفاح المسلح.
ومن بين هؤلاء اسعد الصفطاوي وكمال عدوان وسعيد المزين (ابو هشام) وغالب الوزير،
فضلا عن محمد الافرنجي وحمد العايدي (ابو رمزي) وعبد الله صيام ونصر عبد الجليل، وفي ما بعد،
سليمان الشرفا (ابو طارق) ومعاذ عابد (ابو سامي) وسعيد المسحال ومحمود المغربي ومنهل شديد.
في الكويت، وفي سنة 1957 بالتحديد، بدأت التباشير الاولى لحركة فتح حينما وصل إليها
ياسر عرفات من القاهرة، وخليل الوزير من السعودية. وتألفت الخلية التأسيسية من ياسر عرفات
وابو جهاد وعادل عبد الكريم وتوفيق شديد ويوسف عميرة وعبد الله الدنان. وهؤلاء صاغوا
"بيان الحركة" وكراس "هيكل البناء الثوري" واتفقوا على اسم "فتح"، اي الحروف الاولى المقلوبة من
"حركة التحرير الوطني الفلسطيني" بعد حذف حرف الواو. ولم تكد سنة 1959 تنصرم حتى
كان عدد اعضاء الحركة قد فاق الخمسمئة.
التأسيس
في سنة 1960 باتت فتح قوة حقيقية في الوسط الفلسطيني، فانضم إليها عبد الفتاح
حمود وماجد ابو شرار واحمد قريع (ابو علاء) وفاروق القدومي. وكان خالد الحسن (ابو السعيد)
أسس في سنة 1949، بعيد وصوله الى سورية "مجموعة تحرير فلسطين" ثم ساهم مع
شقيقه علي في تأسيس حزب التحرير الاسلامي. لكن اديب الشيشكلي، الرئيس السوري آنذاك،
(( احد الاسباب ..!!؟))
اطبق على هذا الحزب ما اضطر خالد الحسن الى مغادرة سورية الى الكويت.
وهناك، في سنة 1960 اصبح عضوا في حركة فتح مع بعض بقايا مجموعته.
ومن المجموعات التي انضمت، بالتدريج، الى فتح مجموعة "العاصفة" التي كان عادل عبد الكريم من مؤسسيها،
و"منظمة عرب فلسطين" التي أسسها في سورية هايل عبد الحميد (ابو الهول)،
ومجموعة "شباب الأقصى" التي شكلها هاني الحسن، و"منظمة عرب فلسطين"
التي أسسها في جامعة دمشق محمود عباس (ابو مازن)، علاوة على زكريا عبد الرحيم
الذي أسس في لبنان "المنظمة الفلسطينية الثورية" ثم انضم الى فتح سنة 1963. ............
رابط :
http://www.watan.com/print.php?sid=1348
تل المنطار مركز قيادة الثورة ووسيلة اعلامها السياسي 1918-1948:
والتي بدأت تشتد مع تداعيات القضية الفلسطينية والإعلان عن قرار التقسيم نوفمبر 1947،
مما اجج النضال ودفع الدول العربية داخل جامعة الدول العربية الى التدخل مع بداية عام 1948م.
لكن المتطوعين من أبناء الشعب العربي قد سبقوا-كعادتهم-قياداتهم في نجدة فلسطين
فتوجه البكباشي أركان حرب "أحمد عبد العزيز" من القاهرة إلى غزة كقائد لقوات المتطوعين المصريين والليبيين،
فوصلها يوم 26/4/1948 متجها إلى "تل المنطار" ومنه إلى "معسكر الطيران" (منطقة معبر المنطار حالياً)
وكان برفقته العقيد "عبد الحق الجيزاوي" قائد منطقة غزة وهو عراقي، والذي انضم اليه 119 مقاتلا من متطوعي
"انصار الحق" بقيادة الشيخ "أبو العزائم" وبرفقتهم متطوعين من أبناء فلسطين
وبعض الاخوان المسلمين وعددهم 47 متطوعا وثمانية من الالمان، أي ما مجموعه 174 متطوعا
لديهم 39 بندقية مختلفة الانواع ورديئة الذخيرة وليس بحوزتهم ادوات لتنظيفها، وكمية من
المفرقعات و "تومي" و "ستن"(54). وقد سبق لنفس القائد تفقد مجموعة من المتطوعين
في "النصيرات" وعددهم 217 متطوعا بقيادة الشيخ "محمد فرغلي"(55).
يمكنك ان تجري بحث بسيط لتعرف ان الشيخ " محمد فرغلي " قائد كتائب الاخوان بعد عودته
اعتقل على يد قواة جمال عبد الناصر ..!!
http://www.oppc.pna.net/mag/mag3/p5-3.htm
القسام
02-02-2005, 10:29 PM
((رحلة الأخوان التي مكنت قوات الفالوجا من الصمود ))
عندما بدأت في إجراء تحقيق صحفي عن جهاد الأخوان المسلمين في فلسطين ظننت في بادئ الأمر أن هذا الجهاد يمكن أن يستوعبه تحقيق واحد .. وكفى. ولكن تبين خطأ اعتقادي فقد اكتشفت أن هذا الجهاد من الشمول والبطولات المتعددة بحيث لا يمكن أن يستوعبه عدد واحد من المجلة بل لابد أن يظهر في عدة حلقات.
ومجلة الدعوة وهي تنشر جهاد الأخوان المسلمين في فلسطين لا تبغي من وراء ذلك التفاخر أو المباهاة .. فقد علمهم مرشدهم رحمه الله الإمام الشهيد حسن البنا العمل في صمت وبلا ضجيج وإنما هي تريد فقط أن تقدم الحقيقة كالمة للتاريخ بلا نقص أو مبالغة بعد أن حاول أعداء الحقيقة تشويه هذا الجهاد بل وإخفاء معالمه.
والغريب أن أعداء التاريخ وهم يحاولون طمسه إنما يعلمونه جيداً ولكنه الحقد على الآخرين ومحاولة الانفراد بالسلطة والتاريخ عن طريق التنكيل بهم .. التنكيل بأشخاصهم ومبادئهم وتاريخهم.
جمال عبد الناصر يشيد بالإخوان المسلمين ثم يتنكر لهم ويجب الاعتراف بفخر إن كاتب هذا التحقيق ليس له فضل فيه سوى في سرد معلوماته وكتابتها بأسلوب صحفي .. إنما الفضل كل الفضل يرجع إلى إبطال هذه الحرب نفسها من الأخوان المسلمين الذين اجتمعت بهم وهم مجموعة محمود عبده ويحيى عبد الحليم ومحمود حسن ومحمد عبد الغفار وحسن الجمل ولبيب الترجمان وأحمد شعبان ومحمد إسماعيل عبد النبي. وقد قصدت من الاجتماع بكل هؤلاء أن يذكر بعضهم بعضاً بتفاصيل المعارك التي خاضوها والتي مضى عليها حوالي ثلاثين سنة وكذلك ليؤكد كل منهم ما يرويه الآخر حتى يأتي تاريخ الأخوان المسلمين في فلسطين عن مصادر جماعية وليس عن مصادر فردية.
وقد اختار المجتمعون أن يبدأوا في سرد جهاد الأخوان المسلمين في الفالوجا عن طريق إمداد القوات المحاصرة هناك بالمؤمن والذخيرة والطعام والأدوية مما مكنهم من الصمود ببطولة وشرف ولولا هذا الإمداد كما تمكنت القوات المحاصرة هناك – والتي كانت تقدير بثلث الجيش المصري الموجود في فلسطين من الصمود واضطرت إلى الاستسلام أو الهلاك، فالرحلة الثانية التي قام بها الأخوان المسلمون والتي قطعوا خلالها 85 كيلو متراً إلى الفالوجا والتي نجحت في إمداد الجيش المصري المحاصر هناك بكل ما يحتاجه كان لها أثر بعيد في مجرى الحرب مما مكن القوات المصرية في الفالوجا من الصمود ثلاثة أشهر أخرى حتى انسحبت بشرف وبكامل أسلحتها بعد أن كانت جميع المؤمن والذخائر قد نفدت بعد شهر واحد من الحصار.
ومن الغريب أن من بين الضباط الذين أشرفوا على إفراغ أكثر من مئة صندوق من المؤمن التي تمكن الأخوان المسلمين من إدخالها إلى القوات المحاصرة في الفالوجا كان جمال عبد الناصر الذي أشاد ببطولة الأخوان المسلمين في إنقاذ حياته بل وفي إنقاذ الجيش كله وللأسف لم يحفظ الرئيس السابق الجميل للأخوان المسلمين طويلاً فبعد أقل من ست سنوات كانت مذبحة الأخوان المسلمين الأولى في عهده ثم تلتها مذبحة الأخوان المسلمين الثانية بعد ذلك بحوالي عشر سنوات وأودع الأخوان المسلمين السجون وعلى رأسهم أبطالهم في حرب فلسطين.
لماذا اختار اليهود فلسطين وطنا لهم من المعروف أن حرب فلسطين قد نشبت سنة 1948 عندما عمل اليهود على إقامة دولتهم على أرض فلسطين العربية السليبة ولكن لماذا اختار بنو إسرائيل فلسطين بالذات دون غير لإقامة؟ الواقع أن هناك أسباباً متعددة وراء ذلك منها قلة سكان فلسطين في ذلك الوقت وغنى الأرض ولسهولة المواصلات بينها وبين أوروبا. واعتدال المناخ واختلافه ولاختلاف التضاريس بحيث يجد كل مهاجر المناخ الملائم له ولادعاءات تاريخه ليس لها أصل مستغلين في ذلك جهل شعوب أوروبا وأمريكا وكذلك حقد الصليبية ولاتصالها بالبحر الأحمر على الجنوب الأفريقي والشرق الأقصى وعزل الشعوب الإسلامية-مصر وشمال أفريقيا- عن باقي الشرق العربي واتخاذ فلسطين نقطة انطلاق لإقامة دولة عظمى من النيل للفرات في أغنى منطقة في العالم.
حرب فلسطين معركة إسلامية
وقد حدد الأخوان المسلمون كحركة إسلامية نظرتهم إلى القضية فكانت وما زالت في نظرهم صراعاً حقيقياً بين الإسلام في نقائه وصفائه وعالميته ومبادئه وبين اليهودية المتخلفة الحقود المتجبرة المتسلطة المتعجرفة ممثلة في بني إسرائيل على الأرض المحتلة وفروعها من شيوعية ورأسمالية واشتراكية وصهيونية وماسونية إلى آخر هذه الأصنام التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ولذلك دخل الأخوان المسلمون المعركة .. ففلسطين أرض إسلامية يجب الجهاد فيها والدفاع عنها فهي وطنهم .. فالمسلم وطنه كل دولة قالت لا إله إلا الله ولذلك جاهد الأخوان المسلمين هناك كما جاهدوا ضد الإنجليز على ضفاف القناة.
فمعركة فلسطين إذن نظر إليها الأخوان المسلمين على أساس أنها صراع بين الحق ويمثله الإسلام، والباطل ويمثله اليهود. وصدق الله تعالى عندما قال "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا".
يقول محمود حسن أحد أبطال الأخوان المسلمين في فلسطين: إن انكماش المعركة من حرب إسلامية بين المسلمين واليهود إلى كونها معركة إقليمية بين الفلسطينيين وإسرائيل يفهمه الأخوان المسلمون على أنه جزء من المخطط لعزل الإسلام عن المعركة سيدفع المسلمون ثمنه غالياً. فاليهود يعرفون جيداً أن المسلمين لو حاربوا إسرائيل باسم الإسلام فسوف تنتهي المعركة إلى أحد ثلاثة احتمالات – أما أن يرحلوا من حيث أتوا- أو يدفنون في أرض فلسطين وفيها متسع لقبورهم وأما عن يقبلوا أن يعيشوا ذميين تحت حكم الإسلام ... هكذا قالها فيهم ليفي اشكول رئيس وزرائهم السابق من قبل.
لماذا عارض الأخوان دخول الجيوش العربية
والأخوان المسلمون بهذه النظرة يعتبرون أن الشعب الفلسطيني التقى من أدران الشيوعية الاشتراكية .. الخ .. هم ضلائع المسلمين في هذه المعركة.. من هذا المفهوم كان التلاحم بين الأخوان والفلسطينيين منذ سنة 1936 وظهر بشكل واضح في معارك سنة 1948 وما بعدها إلى سنة 1970 ثم استمر وما زال حتى الآن. وسوف يستمر التلاحم مستمراً إلى أن ينتهي اليهود من هذه الأرض العربية إن شاء الله لأنه قائم على اسم الله .. ولنصرة الحق..
ولذلك كان للأخوان المسلمين نظرة عميقة في معارضتهم دخول الجيوش العربية إلى فلسطين سنة 1948 فهي في نظرهم كانت معركة شعب يحاولون طرده من أرضه فيجب إذن أن يتولى هذا الشعب الدفاع عن أرضه وتساعده الجيوش العربية في ذلك لا أن تتولى الدفاع نيابة عنه .. كانت معركة بين عصابات اليهود فيجب أن تحاربها كتائب الإسلام .. كانت هجرة يهودية فيجب أن تقابلها هجرة إسلامية .. إذن فالمعركة أساسها الشعب. ودور الجيش فيها هو دور المساعد وليس الأصيل بالإضافة إلى أن الأخوان المسلمين كانوا يريدون أن تتجنب الدول مع الجيوش العربية الضغوط الدولية الرسمية وغير الرسمية لأنه ما دامت روسيا وأمريكا يعملان على تنمية اليهود في فلسطين والاعتراف بدولتهم فهم بالتالي لن يسمحوا لهذا الجيوش أن تحتل هذه الدولة المزعومة وسيمارسون كل أنواع الضغط وما أسهله نظراً لتداخل كثير من المصالح بعضها ببعض.
سحب قوات المتطوعين من فلسطين إلى داخل السجون
إن دخول الجيوش العربية في فلسطين قد حقق عدة أغراض لصالح اليهود.
أولها: أنهم وقفوا حائلاً بين قوات المتطوعين المسلمين وبين اليهود أي أنهم استطاعوا أن يحدوا من اندفاع المتطوعين في محاربة اليهود. إن أول بنود معاهدة رودس التي أنهت حرب فلسطين كانت سحب المتطوعين من هناك ويا ليتهم اكتفوا بذلك بل سحبوهم إلى داخل المعتقلات والسجون.
ثانياً: إن أغلب قيادات الجيوش العربية التي دخلت حرب فلسطين سنة 1948 كانت فاسدة لا تصلح لذلك .. يكفي أن نذكر جلوب باشا في الأردن وغيره من الباشوات الذين كانوا يسيطرون على الجيوش العربية مما مكن اليهود من التأثير عليها.
ثالثاً: الروح المعنوية عند اليهود بسبب هزيمتهم للجيوش العربية سنة 1948 وما بعدها من الحروب حتى أطلقوا على أنفسهم الجيش الذي لا يهزم وبالتالي فقدت الشعوب العربية الثقة في نفسها وهي حالة نفسية مطلوبة حتى تقبل الشعوب الإسلامية بالأمر الواقع وتقبل ذلك الجسم الغريب الذي يحاولون أن يلصقوه في جسم العالم العربي والإسلامي.
لخص أحد شهداء الأخوان المسلمين القضية في بساطة حيث قال أن اليهود يشبهون السرطان الذي يصيب الجسم فإما أن يظل الجسم في حالة قوة يقاوم بكل ما يملك إلى أن يقضي على المرض وإما أن يضعف إلى أن يقضي عليه المرض.. هذا هو حال اليهود في الجسم العربي.
ومما لا شك فيه أن وجود إسرائيل في المنطقة قد تسبب في إحياء لكثير من المعاني الإسلامية نتيجة الشعور بالخطر وصدق الله "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملى لهم أن كيدي متين" "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
ورغم كل تحذيرات الأخوان المسلمين فقد دخلت الجيوش العربية إلى فلسطين فكان الأخوان المسلمون مع ذلك هم السند الأكبر لهم وخاصة للجيش المصري ويظهر ذلك واضحاً في حصار الفالوجا.
كيف حوصرت الفالوجا
في فجر يوم 15 مايو سنة 1948 وهو اليوم الذي أنهت فيه انجلترا احتلالها لأرض فلسطين اندفعت الجيوش المصرية تتسابق في الدخول إلى هناك امتثالاً لأمر ساستها وملوكها ليضم كل منهم إلى أرضه أكبر قدر من أرض فلسطين الغالية بل كانت الخطة أن يطوقوا تل أبيب بعد أيام قليلة ناسين أو متناسين ما تتطلبه تحركات الجيوش من تخطيط وإعداد وحماية وتأمين لطرق المواصلات .. اندفعت القوات المصرية شمالاً على الطريق الساحلي لفلسطين إلى أسدود مقتربة من تل أبيب ثم اتجهت شرقاً واحتلت خط المجدل – الفالوجا عراق المنشية – بيت جرين الخليل لتفصل الشمال حيث يتمركز اليهود عن جنوب النقب حيث توجد المستعمرات اليهودية تحاصرها القوات المصرية وبعد الهدنة استغل اليهود نقطة ضعف خطوط المواصلات الجيش المصري وهي طولها التي ظلت دون حماية ولا حراسة فقاموا بتقطيعها فارتبكت القوات الأمامية وانزعجت واضطرت القيادات إلى تقصير خطوطها وأمرت بانسحاب قواتها بل تقصير خطوطها وأمرت بانسحاب قواتها بل وانسحبت بعض القوات دون أوامر ودون خطة مرسومة مما أضعف الروح المعنوية للجيش.
أربعة آلاف جندي محاصرين في الفالوجا
وكانت القوات التي ثبتت في مواقعها دون أن تنسحب هي قوات موقع الفالوجا – التي تقع في الخط الفاصل بين شمال وجنوب إسرائيل مما يدل على أهميتها الاستراتيجية البالغة – بقيادة اللواء سيد طه وكانت تقدر بلواء من المشاة بأسلحتها المساعدة أي بحوالي أربعة آلاف جندي أو بما يعادل ثلث الجيش المصري كله الموجود في أرض فلسطين في ذلك الحين.
وقد بدأ اليهود حصار الفالوجا في ليلة 17 أكتوبر سنة 1948 وأحكموا حولها الحصار يوم 21 أكتوبر وثم يكتف اليهود بمحاصرة القوات المصرية في الفالوجا بل وأرهقوها بالهجمات المتتالية والضربات الضاربة براً وجواً وأمطروها بوابل من المنشورات يطلبون منهم التسليم.
ورفض قائد القوات المصرية في الفالوجا اللواء سيد طه رحمه الله أي فكرة للتسليم. والحقيقة أن صمود القوات المصرية في هذه المنطقة يرجع إلى هذا القائد البطل الذي كان لروحه العالية وموقفه المشرف صدى كبير في رفع معنويات جنوده وصمودهم لمصاعب الحصار وتحملهم لمتاعبه .. فقد استمر الحصار لمدة طويلة واضطرت القوات المحاصرة إلى أن تنقص تعيناتها إلى ربع الكمية المقررة بل واستعاضوا عنها "بالدشيشة والبلبلة" يصنعونها من القمح الذي يجدونه في البلدة المحاصرة.
مؤامرة جلوب لافتة الجيش المصري في الفالوجا
وعندما طال الحصار وساءت الأحوال الصحية للجنود وكثر الجرحى لجأت الحكومة المصرية إلى القيادة العامة للجيوش العربية وكان يتولاها الملك عبد الله ملك الأردن تعاونه هيئة مستشارين من جميع الدول العربي فتدخل الفريق جلوب باشا الضابط الإنجليزي وقائد الفيلق العربي الأردني ووضع خطة تنحصر في أن يقوم الجيش الأردني بإشغال قوات اليهود بمناوشتها عند بيت جبرين وفي هذه الأثناء يقوم قائد الفالوجا بتدمير أسلحته الثقيلة ثم ينسحب هو وجنوده الأربعة آلاف متسللاً على الأقدام من طرق سرية وأن يتم هذا كله تحت إشراف ضباط إنجليز بقيادة ميجور "لوكت" وهو من قادة الجيش الأردني.
ووصل الضباط الإنجليز إلى الفالوجا وعرضوا خطتهم على فائدتها سيد طه الذي اكتشف على الفور إنها ليست إلا كميناً نصبه جلوب للقوات المصرية المحاصرة حتى يأسرهم اليهود كلقمة سائغة بعد أن عجزوا عن هزيمتهم. فقام بطرد الضباط الإنجليز من معسكره شر طردة وصمم على موقفه السابق وهو الصمود لآخر طلقة وآخر رجل ولكن الموقف كان شديد الخطورة فقد أوشكت جميع التعينات على النفاذ.
الأخوان المسلمون يخترقون الحصار
طلب سيد طه قائد الفالوجا الإمدادات بعد أن أصبح الموقف حرجاً لنفادها وحاول الجيش المصري إمداد القوات المحاصرة عن طريق الطيران إلا أنه فشل في ذلك بسبب ضيق حلقات الحصار ثم حاول مرة أخرى إمداده عن طريق غزة فلم يتمكن من ذلك بسبب سيطرة اليهود على الطريق وتحكم قواتهم في منافذه. فاتصلت قيادة الجيش المصري المحاصر في الفالوجا بالمؤن اللازمة ورأت قيادة القوات الخفيفة أن خير من يقوم بهذا العمل هم متطوعو الأخوان المسلمين.
أنا رجل لأنني من الأخوان المسلمين
يقول محمد عبد الغفار أحد متطوعي الأخوان المسلمين في حرب فلسطين والذي قاد الرحلة الأولى في الفالوجا .. في أحد أيام شهر نوفمبر سنة 1948 استدعاني البكباشي عبد الجواد طبالة الذي كان قد تولى القيادة بعد استشهاد البطل أحمد عبد العزيز وسألني: هل أنت رجل؟ فقلت له "يكفي أنني من الأخوان المسلمين، فقال" نحن في حاجة إليك في مهمة هامة وهي أن هناك أخوة لك في الوطن عددهم أربعة آلاف جندي محاصرون أشد الحصار وفي حاجة إلى المؤن والذخيرة والأدوات الطبية وإلا أبيدو عن آخرهم" فقلت له أنا على استعداد لأي تضحية في سبيل بلدي فجمع بعض ضباطه وشرحوا لي المهمة بأنها نقل مؤمن وذخيرة للقوات المحاصرة بالفالوجا فاخترت بعض الأخوة الذين رافقوني في هذه الرحلة وهم حسن الجمل ومحمد إسماعيل عبد النبي وصلاح العطار بالإضافة إلى بعض الإعراب والأدلة.
وفي اليوم التالي ركبنا العربات من بيت لحم قاصدين الخليل ونحن نردد هتافات الأخوان المسلمين "الله أكبر ولله الحمد .. الموت في سبيل الله أسمى أمانينا" وعند وصولنا إلى هناك زرنا مسجد أبينا إبراهيم عليه السلام ودعونا الله أن يوفقنا في مهمتنا: وكان الأخوان المسلمون الذي قابلناهم هناك يغبطوننا على ما كلفنا به ويدعون لنا بالتوفيق فكان هذا يعكس فينا اطمئناناً وسكينة ثم وصلنا الظاهرية حيث وجدنا خمسة عشر جملاً في انتظارنا فحملناها بالمؤمن وكانت تشتمل على أسلحة خفيفة وأطعمة وأدوية واذكر أن صناديق الأدوات الطبية كانت ضخمة لدرجة أننا خشينا أن يكشفها اليهود أثناء رحلتنا إلا أننا تذكرنا أنها رحلة في سبيل الله وأنه حارسنا.
معركة في الفالوجا بسبب وصول الأخوان المسلمين
ويقول محمد إسماعيل عبد النبي أن الرحلة إلى الفالوجا كانت شاقة فبالإضافة إلى المسافة الطويلة التي قطعناها والتي كانت تبلغ 85 كيلو متراً فقد كنا نخشى أن يكشفنا اليهود ولذلك كنا نسير دائماً في الليل ومع ذلك كاد اليهود أن يكتشفونا أكثر من مرة عن طريق كشافاتهم القوية التي كانوا يسلطونها في كل مكان وكنا جميعاً نردد الآية الكريمة، فأغشيناهم فهم لا يبصرون ويجب الاعتراف بأن دليلنا واسمه عم رضوان وكان فلسطينياً له فضل كبير في إنقاذنا بفضل مهارته وسيره بنا في طرق غير مألوفة لا يعرفها اليهود أنفسهم الذين كانوا ما زالوا حديثي العهد بأرض فلسطين في ذلك الوقت.
ويذكر محمد إسماعيل عبد النبي زميله محمد عبد الغفار بقصة الجمل الذي ثار فجأة والذي كاد أن يكشف القافلة كلها ويتذكر محمد عبد الغفار ويقول أمسكت بخطام الجمل بقوة وكان "يبعبع" وقلت له أقسم بالله عليك أن تسكت! والغريب أنه سكت فعلاً وكان ذلك من عناية الله بنا التي كنا نلمسها دائماً. لم نصدق أنفسنا عندما قال دليلنا "عم رضوان" لقد اقتربنا من الفالوجا ..هكذا يقول محمد عبد الغفار وضيف إننا ظننا أن جميع متاعبنا قد انتهت فاتخذنا الجمال وأنزلنا عنها حمولها حتى تستريح وتركنا الأخ حسن الجمل في حراستها ودخلنا الفالوجا أنا ومحمد إسماعيل عبد النبي وصلاح العطار ومعنا دليلنا عم رضوان وفجأة اكتشفنا مشكلة أخرى وهي كيفية التفاهم مع قوات الحراسة المصرية فقد كانوا لا يعرفوننا وإن كانوا يعرفون إننا سنصل غلا أننا كنا قد تأخرنا يوماً عن ميعاد وصولنا وذلك بسب حرصنا في السير حتى لا يكتشفنا اليهود.
وفجأة .. كما يول محمد إسماعيل عبد النبي شاهدنا الجنود المصريين فأطلقوا علينا وابلاً من النيران فاستترنا بمبنى ماكينة المياه القديمة القريبة من معسكر القوات المحاصرة وبعد ثوان قليلة أطلق اليهود النيران رداً على النار المطلقة من جانب الخطوط المصرية واشتد إطلاق النار بين الجانبين وكنا نحن في خطر داهم حيث أصبحنا بين شقى الرحى وبعد أكثر من ساعة هذا إطلاق النيران فنادينا الجنود المصريين فطلبوا واحداً منا يتقدم بدون سلاح رافعاً يديه فتقدمت إليهم وعندما تأكدوا من شخصيتي رحبوا بي ترحيباً بالغاً ونادوا زملائي وفجأة صرخ الجنود المصريون. فقد دخل زملائي في حقل الغام.
ويقول محمد عبد الغفار كانت لحظات رهيبة فعلاً ولولا ستر الله لنسفنا نسفاً بهذه الألغام ولكن الحمد لله خرجنا سالمين وقال لنا الجنود الذين شاهدونا "لقد كتب الله لكم عمراً جديداً"...
مفاجأة في انتظاراً لم نجد القافلة
وعقب وصولنا إلى المعسكر دخلنا مباشرة لمقابلة قائد الفالوجا الأميرالاي سيد طه (رقى عقب فك الحصار إلى رتبة لواء) وسلمته رسالة من قائد قوات المتطوعين فقرأها بإمعان ثم قام وقبلنا جميعاً وأثنى القائد على متطوعي الأخوان المسلمين وشجاعتهم وقائدهم الشهيد حسن البنا الذي قال عنه: "لقد أحسن تربيتكم" ثم قال لقد جئتم في الوقت المناسب نحن في أشد الحاجة إلى المؤن. اذهبوا الآن فوراً لإحضارها وخرجنا لاستصحاب القافلة التي تركناها في الانتظار وأمر سيد طه ضباطه بفتح ثغرة كبيرة في حقول الألغام وقطع السلك الشائك.
وخرجنا نبحث عن القافلة .. وهنا كانت المفاجأة المذهلة إذ لم نجد أثراً للجمال في المكان الذي تركناها فيه.. وكدنا أن نحن.. وقلنا: ضاعت كل جهودنا هباءاً .. وأخذنا نبحث في كل مكان يميناً .. وشمالاً .. وغرباً .. وشرقاً ونحن مذهولين حتى كادت خيوط النهار أن تطلع فعدنا ثانيةً إلى القوات المصرية في الفالوجة ونحن نظن أن سيد طه قائدهم سيغضب منا أشد الغضب ولكن كانت المفاجأة فقد استقبل الخبر هادئاً وقال (هذه إرادة الله) – ويبدو أن أعصابه والهادئة هذه كانت من أكبر أسباب صموده في الفالوجة- قد أسرت وأما أنها قد عادت أدراجها في تبادل إطلاق النار. يقول حسن الجمل الذي كان معيناً لحراسة القافلة واصفاً ما حدث: بعد أن اشتدت إطلاق النار بين اليهود والمصريين غلب الظن عليّ وكذلك على من كان معي من الفلسطينيين إن زملائي قد استشهدوا ومع ذلك مكثنا فترة بعد توقف إطلاق النار على أمل أن يأتي زملائي .. ولم يأت أحد وكاد النهار أن يطلع فخفنا أن ننكشف فالقافلة كبيرة فكان لابد من العودة على جناح السرعة وأنزلنا كل المؤمن من على ظهر الجمال وقمنا بعملية تمويه لها حتى لا يعثر عليها العدو وحددنا موقعها ثم أسرعنا بالعودة حيث استضافنا بعض العرب الفلسطينيين في (قرية الودة) بالقرب من بير السبع وقدموا لنا إفطاراً ساخناً وكنا لم نتناول طعاماً منذ مدة طويلة ومن هناك رحلنا إلى الظاهرية ثم إلى الخليل فبيت لحم ثم أخبرنا قيادتنا بما حدث فاتصلت بقيادة الفالوجة حيث اطمأنت على زملائي وأخبرتهم بالموقع الذي تركنا فيه المؤن.
سيد طه يقول: لن أفرط في هذه الأرض الإسلامية
يقول محمد إسماعيل عبد النبي لن نتمكن من الخروج إلى الفالوجة إلى المكان الذي توجد فيه المؤن الذي حدده لنا حسن الجمل وذلك بسبب غارة جوية عنيفة قام بها اليهود على القوات المصرية المحاصرة وصمدت لها صموداً رائعاً ولم تكن هناك سوى خسائر طفيفة رغم شدة الغارة. وفي صباح اليوم التالي ذهبنا إلى سيد طه لنجلس معه حتى يأتي الليل فنتمكن من الخروج إلى المعسكر دون أن يرانا اليهود. ويصف محمد عبد الغفار: المقابلة التي تمت مع قائد الفالوجة فيقول: عندما طرقنا الباب ودخلنا قال لنا السيد طه مداعباً: (أنتم تدخلوا على طول.. بابي مفتوح وقلبي مفتوح لكم.. وأخذنا نتناقش في الحصار المضروب حوله وقال وعيناه تلمع: أنا مسلم وأبي فلاح ولا يمكن أن أفرط في هذه الأرض الإسلامية فإما النصر وإما الشهادة).
وسمح لنا بعد ذلك بالجلوس مع ضباطه فلاحظنا عليهم شدة الإعياء والتعب وسألونا عن المؤن ومتى ستصل ورغم ذلك كانت روحهم المعنوية عالية بفضل قائدهم سيد طه وحاولنا أن نخفف عنهم فذكرنا لهم بطولتهم التي يتكلم عنها الجميع وردوا علينا أنها بفضل الله سبحانه وتعالى وأنه لولاه لهلكنا جميعاً وضربوا لنا مثلاً بالغارة الجوية العنيفة التي حدثت أمس والتي لم تسبب مع ذلك إلا خسائر لا تذكر. والحق أن إيمان أبطال الفالوجة كان السبب الأول في صمودهم. ثم تطرقنا إلى الحديث عن جماعة الأخوان المسلمين ثم فشرحنا لهم دعوتنا وفضلها علينا وكيف جعلتنا نستعذب الموت في سبيل الله وجعلت منا هداة مهتدين بعد أن كنا عصاة غافلين.
ويضيف محمد عبد الغفار استدعاني سيد طه: أريد قبل أن تذهب لتحضر المؤن أن تخرج مع عم رضوان الدليل لتكتشف مواقع اليهود واستحكاماتهم وفعلت ما أمرني به واستمرت مهمتي حوالي ثلاث ساعات تنقلت خلالها مع الدليل بين نقط حراسة اليهود دون أن يكتشفونا .. وعدنا بعد ذلك إلى المعسكر حيث رسمت إلى القائد كركوكياً لاستحكامات وتحصينات اليهود فأبدى دهشته من هذا الإتقان في العمل وقال بالحرف لو أن البلد كله إخوان مسلمين لهزمت اليهود بالتأكيد.
نتائج هامة للرحلة الأولى يقول محمد إسماعيل عبد النبي خرجنا من معسكر الفالوجة بعد وصول زميلنا محمد عبد الغفار وذهبنا إلى المكان الذي توجد فيه المؤن وكانت المشكلة أمامنا هي كيف يمكن نقل هذه الأعداد الكبيرة من المؤن دون سيارات حتى لا تحدثوا أصواتاً فيكتشفها اليهود ودون أعداد كبيرة من الجنود حتى لا يلاحظنا أعداءنا. وبينما نحن نفكر في ذلك فوجئنا بوصول عشرة جمال بقيادة قائد مصري.تبين أن قيادتنا قد أرسلتهم إلينا فحملنا عليها المؤن وقال أرجعوا أنتم إلي بيت لحم فقد انتهت مهمتكم وشرحنا له كيفية الدخول إلى
القوات المصرية في الفالوجا ولكنه قال لنا :عندي طرق أخرى للدخول غير طريقتكم
وعدنا إلى بيت لحم ونحن في حسره من أن الضابط لم يستمع إلى تجاربنا العملية وفعلا تحقق ما كنا نخشاه.. فإن الضابط لميتمكن من الدخول إلى القوات المصرية وكاد اليهود أن يطكتشفوه واضطر أن يعود إلى بيت لحم .
ويقول محمد عبد الغفار ؟أن هذه الرحلة رغم أنها لم تحقق هدفها الأساسي وهي إدخال المؤن إلى القوات المصرية المحاصرة في الفالوجا إلا أنها حققت عدة نتائج هامه :
اكتشاف الطرق المحيطة بالفالوجا ودراسة مواقع اليهود حولها مما أفادنا إفادة كبرى في الرحلة الثانية التي نجحت .
إرتفاع روحنا المعنوية ببسب دخولنا إلى القوات المصرية المحاصرة وخروجنا من هناك دون أن يكتشفنا اليهود وتأكد بذلك لدينا الشعور الذي كان قائما من قبل من أن اليهود يمكن هزيمتهم وخداعهم بسهولة .
توصيل رسالة هامة من قائد المتطوعين الى قائد الفالوجة .
ويضيف محمد عبد الغفار عندما عدت الى بيت لحم بدأت على الفور الاستعدادت للرحلة الثانية ةكانت بقيادة الاخ معروف الحضري .
الإخوان المسلمون ينجحون في ادخال مئة صندوق من المؤن الى القوات المحاصرة
كانت الرحلة الثانية تضم 53 جملا أي اكثر من ضعف عددي جمال الرحلة الاولى والسبب في ذلك هو اشتداد حاجة القوات المصرية المحاصرة الى المؤن وكان كل جمل يحمل صندوقين من المؤن أي ان هذه الرحلة كانت تضم اكثر من مائة صندوق من الادوية والاسلحة الخفيفة والاطعمة وغيرها من المؤن ويقول محمد عبد الغفار الذي اشترك ايضا في هذه الرحلة انها كانت تضم عددا من الاخوان المسلمين من المصريين والاردنيين والاكراد الذين جاؤوا بقيادة الاخ عبد اللطيف ابو قورة رئيس الاخوان المسلمين بشرق الاردن في ذلك الوقت . ويضيف ان قائدناعبد الجواد طبالة قد استقبلنا قبل الرحيل وقال لنا بلهجة حاسمة : ( لا بد ان تصل هذه المؤن الى سيد طه فهو في اشد الحاجة اليها والا انتم تتحملون مسؤوليتكم امام الله على ذلك ولن اعتبركم من الاخوان المسلمين اذا فشلتم في مهمتكم لاي سبب فالمسلم الحق هو الذي ينجح في مهنته مهما كانت الصعاب ) . كان لهذه الكلمة فعل السحر في نفوسنا وصممنا على النجاح ولو كلفنا ذلك حياتنا. وفي صبيحة 13 نوفمبر ركبنا السيارات بعد أن حملناها بالمؤن إلى الظاهرية حيث كانت الجمال في انتظارنا فوضعنا عليها المؤن ثم انطلقنا ولم نقف إلا في منطقة (ضربة الوبدة).
وقضينا سحابة اليوم هناك ثم انطلقنا في الليل ووقعت أول مفاجأة فقد أخبرنا قائدنا معروف الحضري أن الطريق ليس آمناً وسنسلك طريقاً آخر من عراق المنشية. وفعلاً وسرنا في هذا الطريق وكان قائدنا يسير بنا بالقرب من مستعمرات اليهود وهو يقول لنا ضاحكاً أن اليهود لن يتصورا أننا سنمر من عندهم وكنا نشاهد من بعيد سياراتهم وهي تسير الطريق المسفلتة بل إننا في إحدى المرات اقتربنا من إحدى المستعمرات اليهودية لدرجة أننا سمعنا أصواتهم وصراخ أطفالهم وكان الله فعلاً يحمينا ويرعانا واكتشفنا عبقرية قائدنا معروف الحضري فقد كانت الحراسة التي وضعها اليهود في مناطقهم الآمنة ضعيفة فهم لم يتصورا أن يتجرأ العرب على المرور منها بينما شددو الحراسة على الطرق الأخرى والمناطق غير المأمونة وبذلك نجحنا في الوصول إلى الفالوجة بفضل حكمة قائدنا الذي رأى أن نمر من الطرق التي لا يتوقع اليهود أن نتجرأ ونمر منها.
ووصلنا إلى الخطوط المصرية ورأينا شجراً كثيفاً من شجر التين الشوكي ففتحنا فيه طريقنا ودخلنا ورأينا مجموعة من الضباط كان من بينهم جمال عبد الناصر، استقبل رئيس الدولة السابق معروف الحضري بالأحضان (سجنه بعد ذلك عام 1965 وعذبه ألواناً من العذاب بتهمة الانتماء للأخوان المسلمين).
وأخذ الجنود المصريون يفرغون المؤن وهم يكبرون ويهللون..
فرحة الجيش المصري بوصول مؤن الأخوان المسلمين
ويقول محمد عبد الغفار: أخذ جمال عبد الناصر يشيد بالأخوان المسلمين وببطولاتهم ويقول أن الجيش كله لن ينسى ما قاموا به.
واستقبلنا سيد طه وهو يقول لنا أن فرحتنا بوصولكم لا توصف.. إن الجميع يشعرون أن هناك أعيناً ترعاهم في السماء والأرض. وأضاف: نتقابل غداً صباحاً: فأنتم مدعون على وليمة ممتازة.
وتسائلنا جميعاً عن هذه الوليمة المدعوين لها مع أننا نعرف أن الجيش المحاصر بلا مؤن وكانت المفاجأة الكبرى.. لقد ذبحوا جمالنا جميعاً ولم يتركوا لنا إلا ثلاثة فقط ورأينا الفرحة على وجوه الجنود والضباط وكأنهم في يوم عيدٍ ونسينا جمالنا المذبوحة. ويضيف محمد عبد الغفار قائلاً لقد بدأ واضحاً لكل شخصٍ أن الحال في الفالوجة قد انقلب من النقيض إلى النقيض فبعد أن كان الجيش المحاصر يشكو من انعدام المؤن توافر له كل ما يحتاجه من الأدوية والطعام والماء والذخيرة والأسلحة والأجهزة وكل ما يحتاجه. وكانت فرحتهم بنا لا توصف وشعرت أنا وزملائي أن هذا العمل أمجد عمل قمنا به طوال حياتنا فقد ساهمنا بإنقاذ أرواح الآلاف من أعز أبناءنا.
وعقب الغذاء استضافني جمال عبد الناصر مع معروف الحضري في حجرته وقال أنه لم يتذوق مثل هذا الطعام منذ أن بدأت الحرب وكرر شكره للأخوان المسلمين وقال أنهم مثل التعاون الصادق للحرب الناجحة التي يخوضها الجيش والشعب معاً.
ويبدو أن اليهود قد شعروا أن هناك (شيئاً ما) في الفالوجة المحاصرة فشنوا على الجيش المصري أعنف هجوم لهم منذ بداية الحصار ولكن هيهات .. فقد أصبح جيش الفالوجة المحاصر جيشاً جديداً بفضل المؤن التي وصلته واستمر صامداً في جميع الهجمات حتى انسحب بشرف وبكامل أسلحته في شهر فبراير سنة 1949 بعد حصار استمر أكثر من اربعة أشهر صمد خلالها بفضل فدائية ابناء الشعب المخلصين.
ولعلنا جميعاً لا ننسى أنه في يوم 11 من ذلك الشهر فبراير سنة 1949 اغتيل مرشد الأخوان المسلمين ومربيهم الإمام الشهيد حسن البنا رضوان الله عليه بمؤامرة دنيئة بينما كان معظم الأخوان داخل السجون والمعتقلات ومن بينهم من كان في جبهة القتال وأحضر مكبلاً بالحديد ليزج به في المعتقل. وهكذا قبلت هذه البطولات والأعمال الفدائية المتفردة بالقتل والاعتقالات والسجن ولكن (إن ربك لبلمرصاد) (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار).
اذا جائتك ضربة من الخلف ... فاعلم انك في المقدمة ..!!؟
لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين ..!!؟
يتبع ....
ثابت الجنان
03-02-2005, 10:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم القسام
لا أريد أن تتعب نفسك بنقل التاريخ الذي تعلمناه عندما كنّا طلاب مرحلة ابتدائية....
وأعتقد أنه لا داعي من نسخ المعلومات من مواقع مختلفة وإلصاقها في سوالف ...
صدقني المواضيع الكبيرة لا تجد رواجاً بين القراء، وكلما كان موضوعك موجز كلما رأيت عليه إقبال أكبر ...
أخي الموضوع الذي أتكلم عنه ليس بتلك البساطة التي تعتقدها أو تفكرها، بل هو موضوع هام للغاية وله دراسات عديدة عربية ومن معاهد استشراف أجنبية والجواب عليه ليس بنقل التاريخ من مواقع وإلصاقها بسوالف .... فإن رغبت وتشعر أنك متمكن من هذا الموضوع ، فأنا أدعوك لمناظرة مباشرة بعد الاتفاق على موعد يكون فيه معظم أعضاء سوالف السياسة موجودين لإبداء رأيهم والمشاركة أيضاً .
وإذا لا تريد المناظرة وتريد المشاركة أرجوا منك الإفصاح والإيجاز ....
مع أطيب التمنيات
ثابت الجنان
:D نعم قضيتنا المركزية " كما قال ثابت " هي قلسطين
اليكم هذه المعادلة :
وعد بلفور = بريطانيا العظمى
تعطيل قرارات الامم المتحدة = أمريكا
دعم بالمال والسلاح للصهاينة = أمريكا
اسرائيل الكبرى = من النيل الى الفرات
روسيا الاتحادية ( حبيبة ألبي ) تسهر على راحتنا و تحاول جاهدة ان تؤمن مستقبل أطفالنا و أن تلجم أمريكا و بريطانيا ( بس احنا ما عطيناها وجه :D )
مادامت قضيتنا المركزية هي فلسطين
و المركز يحتاه الصهاية و يدعمه الأمريكان
يلزم اولا قطع الدعم والتمويل ليشل حركة المحتل في المركز و بالتالي يسهل القضاء عليه
طالما ان هنالك أمريكا
فالقضية المركزية هي قص رقبتها
و ثم التسلية بعمل حفلة باربكيووووو لباقي الأذناب :D :D
القسام
03-02-2005, 02:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ الفاضل واخي الكبير : ثابت الجنان ..
في البداية لا انكر اني اول المستفيدين من كشف تلك الحقائق ولم ابادر الى ذلك الا لكي اعرف ماذا عندك ..
على اساس الاستماع من كل الاطراف لكي تكتمل الصورة الحقيقية ..!!
قضية الرواد والقراء و و و و .... ربما لن تزيد من راتبي الشهري ..!!؟ ( امزح معك لا تزعل )
القضية كما قلت لك هي ان نستفيد من وجودك ومن وجود الاخوة الاخرين لتشكيل صورة باكبر قدر من الانصاف
لا احب اسلوب ( مصارعة الديوك ..!!؟ ) المناظرات ...
ولست نداً لاستاذي الكريم واخي الكبير .. :)
وليكن الهدف طرح الحقائق بغض النظر عن انتمائات اطرافها ..!!؟؟
==================
البداية هل تشك في ان المبادرة كانت للمجاهدين المتطوعين وهل كان ادائهم ووجودهم رقم صعب لا يستهان به ..!!
هل تعتقد يا اخي ثابت ان الانظمة العربية ( بغض النظر عن اسمائهم ) لم تمنع المجاهدين في فلسطين
ولم توجه لهم ضربة من الخلف ..!!؟
لتكن هذه البداية ..
ارجو منك ان توضح لي ....لعلي استفيد ان شاء الله ..
مشكور على تفاعلك الكريم ..
كما المجال متاح للاخوة الاخرين لمداخلاتهم الكريمة ..
بروح طيبة ... وبمحبة اخوية ... نصحح المفاهيم ...!!
ثابت الجنان
03-02-2005, 03:09 PM
وعليكم السلام يا أخي الكريم القسام
والله أخجلتني بجوابك الطيب بارك الله فيك دائماً وأبداً
وأعتقد أن الطريقة التي تقترحها وتقدمها للحوار هي الأنجع ، وإنشاء الله سنستفيد جميعاً
وإنشاء الله لي عودة لتكملة الحوار .
حفيد حمزة
03-02-2005, 03:52 PM
-------------------------------
عن أولئك الناس الذين لم يهتموا بكل حياتهم بقضيتنا المركزية الأولى قضية العرب والمسلمين
مع أن القدس كانت على مرمى حجر من بيوتهم قبل أن يغادروها إلى أفغانستان ؟؟
------------------------------
الذين يقولون هذا الكلام كنوع من الحجة لتثبيط عزائم المجاهدين خارج فلسطين في كافة أسقاع الأرض
هم بصراحة في حيرة من أمرهم أين هي الرأس وأين هما القدمين
يقولون في الأمثال اقطع الرأس تيبس العروق
لكن ، هل اسرائيل هي الرأس وعروقها ممتدة في أمريكا وأوروبا
أم أمريكا هي الرأس وعروقها ممتدة في مايسمى بإسرائيل داخل فلسطين والأمة الاسلامية وأوروبا؟!!
من يستطيع الاجابة على هذا السؤال يمكنني وقتها أن أجيبه على السؤال أعلاه
وعلى كل حال
فلسطين لديها مايكفي من مجاهدي الداخل
ولابد من تقطيع أطراف العدو الممتدة في كل مكان وبذلك يكون الضرب في آن معاً في الرأس وفي الأطراف
هذا منهك أكثر بحسب ظني
ناهيك عن ماقاله الأخوة بارك الله فيهم من حيث صعوبة دخول مجاهدي العرب في فلسطين
وماباليد حيلة
ثابت الجنان
04-02-2005, 04:27 AM
أخي الكريم حفيد حمزة
كتبت في ردك :
" الذين يقولون هذا الكلام كنوع من الحجة لتثبيط عزائم المجاهدين خارج فلسطين في كافة أسقاع الأرض"
1 ـ قل لي بالله عليك ما هي ثمرات الجهاد خارج فلسطين التي حصلنا عليها نحن العرب ؟
طبعاً لا تنسى أن تأخذ بعين الاعتبار ذلك المصير المفجع الذي انتهى إليه أمر المجاهدين العرب في أفغانستان والبوسنة، والشيشان ؟
الجنة والنار لا أريد سماعها لأنها بيد رب العالمين .
أنتظر إجابتك
حفيد حمزة
08-02-2005, 08:23 PM
أخي اجابتي في فحوى ردي السابق لو قرأته كاملاً
لماذا أكررها
أم أنك من انصار
اقطع الرأس لتيـبس العروق؟!!
القسام
01-03-2005, 11:10 AM
:-)