احمد شرف الدين
17-02-2005, 04:39 PM
هذا المصطلح ) الجنجويد ( ظهر استخدامه في اقليم دارفور تقريبا في عام 2002 عندما اشتد القتال بين الحركات الثورية الدارفورية المتحدثة باسم شعب الاقليم المعبرة عن مصالحه ومجسدة لوجوده وثقله وقوات جبهة الانقاذ الظلامية، وبعد الضربات الموجعة التي وجهتها القوات الثورية الدارفورية لقوات النظام اعوام 2002 - 2003 كان لابد للنظام الجلوس وترتيب بيته من جديد لمواجهة ثوار دارفور ولذلك اتوا بفكرة تجنيد القبائل العربية وبعض القبائل غير العربية المعروف بولائها للدوائر العربية في الاقليم لتقاتل الثوار نيابة عن النظام لمعرفتها بطبيعة الاقليم وطرقه ومصادر مياهه ونقاط العبور والدخول والخروج وباغراءات مالية واسلحة متطورة تصل اليهم من دولة تشاد والجماهيرية الليبية وافريقيا الوسطى ووعود جوفاء وصلت حتى الي تغيير اسم الاقليم وتحويله الى )مرتفعات عربية ( وكل هذه الوعود التي اعطيت للقبائل العربية كانت تحت ذرائع الا وهي ان القبائل الافريقية الكبرى في الاقليم كالزغاوة، الفور، المساليت، الخ < سيحولون الاقليم الى counties لها > وسيطردون العرب منه،هذا الحديث العاطفي الخليط بالاسلام والعروبة كان له صدى عميق وعظيم في نفوس القبائل العربية ولذلك سرعان ما اتحدت هذه القبائل تحت شعار )امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة والموت للزرقة ( ووسط هذه الاجواء االمسمومة وصل الاقليم العرب اليائسين desperate Arabs من الجزائر، موريتانيا، النيجر، الكامرون، تشاد الخ ، وفعلا تم اعداد وتجهيز عدد كبير من ميليشيات هذه المجموعات لقتل كل من هو غير عربي ووقعت حقا مجازر بشرية ضخمة، واعلنت الامم المتحدة عام 2004 مقتل اكثر من مائة الف شخص من اصل افريقي على ايدي الجنجويد وتهجير مئات الالاف الى دولة تشاد المجاورة-ومهما تكن التبريرات التي يقدمها النظام للعالم في هذه الايام بان لفظ او مصطلح الجنجويد مصطلح مبهم وغير واضح فهذه التبريرات لاتعفيه كونه العقل المدبر وصانع الجنجويد وراعي الارهاب عندما تعرض للهزائم المتتالية من قبل ثوار دارفور --
المتتبع لتاريخ الاقليم البعيد والقريب يجد انه رغم العدد الكبير من القبائل التي تقطن الاقليم> الافريقية والعربية < منها ورغم المناوشات والصراعات المحلية على مدى التاريخ،لم يجد وضعا كالوضع الذي حشر فيه النظام قبائل دارفور اليوم، انه وضعا ماسأويا مزريئا يرثى له-
كان هناك دائما مشاكل بين القبائل الدارفورية خاصة بين القبائل العربية نفسها حول المراعي ومصادر المياه وكان يتم حسم هذه المشاكل عن طريق الزعامات المحلية ) الادارات الاهلية ( لكن ماحدث في عهد نظام الانقاذ هو انه القى بكل ثقله وراء الجنجويد ) المليشيات العربية ( وبهذا اخذ الصراع منحى اخر وهي العنصرية اي تصفية عنصر دون العنصر الاخر وهذا شئ يتنافى كليا مع قيم وعرف هذا الاقليم الجميل المتسامح ولعل هذا يؤكد التقارير القائلة بان معظم الجنجويد الذين يقتلون النفس التي حرم الله قتلهاn بدون hesitation هم وافدون من خارج الاقليم -
ان فرصة التعايش السلمي بين القبائل الدارفورية المختلفة مرة اخرى ممكنة لكنها تحتاج الى اتخاذ قرارات صعبة خاصة من قبل زعماء القبائل العربية المتهمة بالجنجويدية والابادة الجماعية والتطهير العرقي للقبائل ذات الاصول الافريقية وهذه القرارات هي >
-1 تسليم قادة الجنجويد المحليون الى قوات الاتحاد الافريقي تمهيدا لتقديمهم الى العدالة
-2 تقديم اي وثائق مرئية او مكتوبة ذات صلة بجرائم الجنجويد الى محكمة الجزاء الدولي
-3 كشف العناصر الانقاذية المتورطة في تمويل وتجنيد الجنجويد
-4 ان تتعاون هذه القبائل العربية مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في كشف اركان النظام المتورط في جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي خاصة المتهمون منهم من قبل بالارهاب الدولي أمثال على عثمان محمد طه the cool bloody killer الذي يقتل ويذهب جنازة المقتول
ان قضية دارفور كغيرها من القضايا السودانية الاخريات سياسية تتعلق بالتهميش وعدم التنمية وكل القبائل الدارفورية تدرك ذلك )اي الكل في الهواء سواء ( وكان يجب ان يدور الصراع في هذه الحلقة لكنه فلت لان منبر الشمال الحاقد على مصلحة غرب السودان أراد ذلك، والعنصريون الدارفوريون العرب هم ايضا لم يقرأووا الاوضاع قراءة صحيحة ودليل على ذلك انهم فوجئوا بالقدرات القتالية للقبائل التي يسمونها بالزرقة-
دارفور قلب مفتوح يلعب فيه النظام كما يريد، يحتل مدن دارفور، يداهم مخيمات اللاجئين، يقبض على ثوار دارفور، الثورة فيه ارهاب وعنف وقتل للابرياء العزل، المقاومة فيه تهديد لأمن النظام وانتقاص من سلطته،الجسم المفتوح مسجي في دارفور تدوس عليه الحكومة بالاقدام وعليه فان
جملة الجرائم التي ارتكبت في عهد الديكتاتور صدام حسين تقل كثيرا عن جرائم نظام الانقاذ خلال خمسة عشر من حكمه،قتل ،تشريد،تهجير،تغيير هوية الاخرين، الاسلمة بالقوة،تعذيب، جرائم ضد الاخلاق الخ،كل هذه تمت باسم الجهاد والشهادة في مناطق متفرقة من سوداننا الغالي-
ان أبناء دارفور جميعا بمختلف قبائلهم الافريقية والعربية يستطيعون تلقين النظام خاصة ومنبر الشمال المفتري عام دروسا في الوحدة والتعايش السلمي وكيف انهم سيقدرون على تجاوز العقبات وتراكمات الماضي المؤلم المرير وسيعملون على توحيد جهودهم وطاقاتهم لمواجهة عدوهم المشترك الذي يعمل ليل نهار لايقاع الفتن بين أبناء الاقليم --
ان ظاهرة الجنجويد جد خطيرة قصد النظام منه تصدير الارهاب الى كل شبر من ارض السودان الحبيبة بعد ان فشل في تطبيق ما اسماه بالمشروع الحضاري او المشروع الاقصائي الإلغائي للشعوب غير العربية في سوداننا الغالي،لكن يبدو الوضع على الصعيد الدارفوري اليوم مشجعا،فثمة تفاهمات بخصوص إجراء الحوار الدارفوري الدارفوري وثمة نية لدى كل القبائل الفاعلة باعطاء الدبلوماسية فرصة جديدة وهذا شئ عظيم نشجعه ونؤيده لان دارفور أرض سودانية غالية،بالاضافة الى هذا تنشيط الحركات الدارفورية سياسيا واعلاميا على الصعيد الاقليمي والدولي ،وهذه التحركات كلها تصب لصالح القضية الدارفورية ،لكن الصحافة السودانية بدلا من التعامل مع الدارفوريين كشريحة مستضعفة محرومة من المساواة مضغوطة في اضيق هوامش المجتمع السوداني ،مازال الوسائل الاعلامية السودانية ماضية في صناعة الافكار المقولبة عنهم والتهويل منهم وتعميق تهميشهم -
ان الصحافة منذ انطلاقها في العالم انحازت دائما الى جانب المستضعفين والمحرومين والمظلومين وكانت صوتا لمن لاصوت له، غير ان الصحافة السودانية تتنكر لمهامها عندما يتعلق الامر )بالمهمشين ( بل تشكل في أحيانا كثيرة سوطا لجلدهم تماشيا مع رغبات النظام ورموزه ---
ان اباطرة الصحافة السودانية مطلعون على كل شئ، يعرفون ويحرفون كل شئ بدلا من محاولتهم لفهم الحالة غير العادية التي يعيشها الدارفوريين اليوم ومرعاة جرحهم غير المندمل ومعضلتهم الشديدة في ظل اشعال نار المواجهة بين أبناء الشعب الواحد،بل لعبت وسائل الاعلام دورا سلبيا في التنكر لوجودهم ولروايتهم ولظروفهم وهي تشارك في اضطهاد كل محاولة من طرفهم للتعبير عن حقيقتهم خارج القالب الذي رسمته المؤسسة الحاكمة، وعليه اكمل الاعلام السوداني دور الدوائر السلطوية القمعية التسلطية الجهنمية الأمنية وتطابق مع توجهات الانقاذيين الدجلة من اجل تطويع من بقي من المهمشين على قيد الحياة والتحكم بهم وتهميشهم باستعلائية مبالغة بدلا من ان يشكل راس الحرية في اشاعة التعددية والديمقراطية والافكار الايجابية
وللتدليل على سلبية المضامين الصحفية لاعلامنا المتعلقة بالمهمشين نذكر على سبيل المثال
تحميلها دوما ثوار حركات دارفور المسئولية عن انهيار المفاوضات في كل من انجمينا،طرابلس،ابوجا في الوقت الذي كان تعمد وتصلب موقف النظام هو سبب الانهيارات المتواصلة للعملية السلمية
ويمكن القول اجمالا ان الصحافة السودانية يديرها عناصر جنجويدية يجب تقديمهم للعدالة على جرائم )اشاعة الفتن وترويج الاكاذيب(التي لاتقل فظاعة عن جرائم القادة الميدانيين للجنجويد أمثال موسى هلال وغيرهم من شاربي دماء الدارفوريين ------------- والسلام
:knight: :knight:
المتتبع لتاريخ الاقليم البعيد والقريب يجد انه رغم العدد الكبير من القبائل التي تقطن الاقليم> الافريقية والعربية < منها ورغم المناوشات والصراعات المحلية على مدى التاريخ،لم يجد وضعا كالوضع الذي حشر فيه النظام قبائل دارفور اليوم، انه وضعا ماسأويا مزريئا يرثى له-
كان هناك دائما مشاكل بين القبائل الدارفورية خاصة بين القبائل العربية نفسها حول المراعي ومصادر المياه وكان يتم حسم هذه المشاكل عن طريق الزعامات المحلية ) الادارات الاهلية ( لكن ماحدث في عهد نظام الانقاذ هو انه القى بكل ثقله وراء الجنجويد ) المليشيات العربية ( وبهذا اخذ الصراع منحى اخر وهي العنصرية اي تصفية عنصر دون العنصر الاخر وهذا شئ يتنافى كليا مع قيم وعرف هذا الاقليم الجميل المتسامح ولعل هذا يؤكد التقارير القائلة بان معظم الجنجويد الذين يقتلون النفس التي حرم الله قتلهاn بدون hesitation هم وافدون من خارج الاقليم -
ان فرصة التعايش السلمي بين القبائل الدارفورية المختلفة مرة اخرى ممكنة لكنها تحتاج الى اتخاذ قرارات صعبة خاصة من قبل زعماء القبائل العربية المتهمة بالجنجويدية والابادة الجماعية والتطهير العرقي للقبائل ذات الاصول الافريقية وهذه القرارات هي >
-1 تسليم قادة الجنجويد المحليون الى قوات الاتحاد الافريقي تمهيدا لتقديمهم الى العدالة
-2 تقديم اي وثائق مرئية او مكتوبة ذات صلة بجرائم الجنجويد الى محكمة الجزاء الدولي
-3 كشف العناصر الانقاذية المتورطة في تمويل وتجنيد الجنجويد
-4 ان تتعاون هذه القبائل العربية مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في كشف اركان النظام المتورط في جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي خاصة المتهمون منهم من قبل بالارهاب الدولي أمثال على عثمان محمد طه the cool bloody killer الذي يقتل ويذهب جنازة المقتول
ان قضية دارفور كغيرها من القضايا السودانية الاخريات سياسية تتعلق بالتهميش وعدم التنمية وكل القبائل الدارفورية تدرك ذلك )اي الكل في الهواء سواء ( وكان يجب ان يدور الصراع في هذه الحلقة لكنه فلت لان منبر الشمال الحاقد على مصلحة غرب السودان أراد ذلك، والعنصريون الدارفوريون العرب هم ايضا لم يقرأووا الاوضاع قراءة صحيحة ودليل على ذلك انهم فوجئوا بالقدرات القتالية للقبائل التي يسمونها بالزرقة-
دارفور قلب مفتوح يلعب فيه النظام كما يريد، يحتل مدن دارفور، يداهم مخيمات اللاجئين، يقبض على ثوار دارفور، الثورة فيه ارهاب وعنف وقتل للابرياء العزل، المقاومة فيه تهديد لأمن النظام وانتقاص من سلطته،الجسم المفتوح مسجي في دارفور تدوس عليه الحكومة بالاقدام وعليه فان
جملة الجرائم التي ارتكبت في عهد الديكتاتور صدام حسين تقل كثيرا عن جرائم نظام الانقاذ خلال خمسة عشر من حكمه،قتل ،تشريد،تهجير،تغيير هوية الاخرين، الاسلمة بالقوة،تعذيب، جرائم ضد الاخلاق الخ،كل هذه تمت باسم الجهاد والشهادة في مناطق متفرقة من سوداننا الغالي-
ان أبناء دارفور جميعا بمختلف قبائلهم الافريقية والعربية يستطيعون تلقين النظام خاصة ومنبر الشمال المفتري عام دروسا في الوحدة والتعايش السلمي وكيف انهم سيقدرون على تجاوز العقبات وتراكمات الماضي المؤلم المرير وسيعملون على توحيد جهودهم وطاقاتهم لمواجهة عدوهم المشترك الذي يعمل ليل نهار لايقاع الفتن بين أبناء الاقليم --
ان ظاهرة الجنجويد جد خطيرة قصد النظام منه تصدير الارهاب الى كل شبر من ارض السودان الحبيبة بعد ان فشل في تطبيق ما اسماه بالمشروع الحضاري او المشروع الاقصائي الإلغائي للشعوب غير العربية في سوداننا الغالي،لكن يبدو الوضع على الصعيد الدارفوري اليوم مشجعا،فثمة تفاهمات بخصوص إجراء الحوار الدارفوري الدارفوري وثمة نية لدى كل القبائل الفاعلة باعطاء الدبلوماسية فرصة جديدة وهذا شئ عظيم نشجعه ونؤيده لان دارفور أرض سودانية غالية،بالاضافة الى هذا تنشيط الحركات الدارفورية سياسيا واعلاميا على الصعيد الاقليمي والدولي ،وهذه التحركات كلها تصب لصالح القضية الدارفورية ،لكن الصحافة السودانية بدلا من التعامل مع الدارفوريين كشريحة مستضعفة محرومة من المساواة مضغوطة في اضيق هوامش المجتمع السوداني ،مازال الوسائل الاعلامية السودانية ماضية في صناعة الافكار المقولبة عنهم والتهويل منهم وتعميق تهميشهم -
ان الصحافة منذ انطلاقها في العالم انحازت دائما الى جانب المستضعفين والمحرومين والمظلومين وكانت صوتا لمن لاصوت له، غير ان الصحافة السودانية تتنكر لمهامها عندما يتعلق الامر )بالمهمشين ( بل تشكل في أحيانا كثيرة سوطا لجلدهم تماشيا مع رغبات النظام ورموزه ---
ان اباطرة الصحافة السودانية مطلعون على كل شئ، يعرفون ويحرفون كل شئ بدلا من محاولتهم لفهم الحالة غير العادية التي يعيشها الدارفوريين اليوم ومرعاة جرحهم غير المندمل ومعضلتهم الشديدة في ظل اشعال نار المواجهة بين أبناء الشعب الواحد،بل لعبت وسائل الاعلام دورا سلبيا في التنكر لوجودهم ولروايتهم ولظروفهم وهي تشارك في اضطهاد كل محاولة من طرفهم للتعبير عن حقيقتهم خارج القالب الذي رسمته المؤسسة الحاكمة، وعليه اكمل الاعلام السوداني دور الدوائر السلطوية القمعية التسلطية الجهنمية الأمنية وتطابق مع توجهات الانقاذيين الدجلة من اجل تطويع من بقي من المهمشين على قيد الحياة والتحكم بهم وتهميشهم باستعلائية مبالغة بدلا من ان يشكل راس الحرية في اشاعة التعددية والديمقراطية والافكار الايجابية
وللتدليل على سلبية المضامين الصحفية لاعلامنا المتعلقة بالمهمشين نذكر على سبيل المثال
تحميلها دوما ثوار حركات دارفور المسئولية عن انهيار المفاوضات في كل من انجمينا،طرابلس،ابوجا في الوقت الذي كان تعمد وتصلب موقف النظام هو سبب الانهيارات المتواصلة للعملية السلمية
ويمكن القول اجمالا ان الصحافة السودانية يديرها عناصر جنجويدية يجب تقديمهم للعدالة على جرائم )اشاعة الفتن وترويج الاكاذيب(التي لاتقل فظاعة عن جرائم القادة الميدانيين للجنجويد أمثال موسى هلال وغيرهم من شاربي دماء الدارفوريين ------------- والسلام
:knight: :knight: