PDA

View Full Version : ( أمنحني تجربتك ) _ ثلاثة أجزاء من القرآن يومياً !! _


بو عبدالرحمن
31-03-2005, 08:22 PM
هذهِ تجربةٌ رائعةٌ مذهلة ، أسوقها هاهنا بعد مرورِ أكثر من ثلاثينَ شهراً ،
من تتبع صداها وبركتها لدى كثيرين ممن عُرضت عليهم ، وشاركوا فيها ،
ولعلي أسوق نماذجَ من تلكَ النتائجِ لترى العجب ، كملحقٍ على هذا الموضوعِ ..
فاقرأ ، وتأمل ، وشمر ، واعمل على نشر الفكرة إلى آخرين وآخرين وآخرين
لعلك تحظى بأجور أولئك الذين ستفتحُ لهم بوابةَ السماءِ ،
وتشدهم إلى ربهم من أقرب طريق وأرقاه وأقواه ..استعن بالله ولا تعجز ..
= =

قال الراوي :
أحسبُ أني كنتُ شديد الظمأ لمثلِ هذا الدرسِ ، الذي يسرهُ اللهُ للشيخِ هذهِ الليلة ،
وقد أحسنَ وأجادَ وأفاد وتألقَ ، وأفاض وأطنبَ وأطربَ ..
واستطاعَ بفضلِ اللهِ أن يحركَ ما كانَ ساكناً في أعماقي من جذوةِ الشوقِ إلى الله ،
وأن يهيجَ ما كانَ كامناً تحتَ رماد الغفلاتِ من همةٍ نائمةٍ !!
* *

كانَ الشيخُ المباركُ يفيضُ بكلامٍ من نورٍ عن القرآنِ الكريمِ ، وكنوزه وبركته ،
وفضله ، وروعةِ الإقبال عليه ، وثمراتهِ الهائلةِ التي زرعها في وجهِ هذه الدنيا ،

فأخرجَ أناساً لا يشبههم إلا ..... إلا الملائكة !!!
*
وعرجَ يتحدثُ عن إقبالِ الصحابةِ والتابعين والصالحين في كل عصر ،
على هذا الكتاب الكريم ، وقصّ وحكى ، وروى وبكى وأبكى !

وأفاضَ وأطنبَ وعرضَ نماذجَ كثيرةَ ، من روائعِ إقبالهم على هذا الكتابِ السماوي
الذي يصنعُ الحياة ... للحياة !!
ويسمو بالإنسانِ الخامل ، فإذا هو سماءٌ في السماء ...!!
* *

قال الراوي :
كنتُ أرى نفسي ضمن جمهرةٍ غفيرةٍ من أبناء وبناتِ المسلمينَ يعيشونَ في مهبِ الريحِ
، والعجبُ أنهم يحسبونَ أنهم على شيءٍ ..!!
تجدهم يغردونَ خارجَ السربِ ، السرب الذي يسبحُ لله أناءِ الليل وأطراف النهار ،
فأصبحوا نغمةً نشازاً في هذا الكون الخاشعِ لله عزّ وجل ،
ومع هذا يحسبون أنهم .. وأنهم .. وأنهم ...!!!

كذلك كنا من قبلُ ... فمنّ الله علينا ، وهدانا ..
فوجدنا الفارق الهائل بين حياة كالديدان ، وحياة كحياةِ أهلِ السماء..!
*

قال الراوي :
وخرجتُ من درسِ الشيخِ غير الإنسانِ الذي دخلَ إليه ، ومضيتُ أذرعُ الأرضَ
بخطواتي ، وعقلي يطوفُ مع ما سمعتُ من نماذجَ ، وما صنعَ بها هذا القرآنُ الكريم
من أعاجيبَ ، ثم أعقدُ مقارنةً بين ما سمعتُ ، وما أرى نفسي عليه من هجرٍ للقرآن ،
وحالةِ جفاء معه ، وأنا الذي أشكو أحوالي النفسيةَ وأضيق بها ،
ثم لا أتناول العلاج من مظانه !!
نعم .. كانتْ مقارنةً شديدة المرارةِ وأنا أرى تلك الصورة الوضيئة هناك ،
وما عليه نفسي من هوانٍ وامتهانٍ وضيعةٍ وحقارة هنا !!
حينَ حاولتُ أن أتذكرَ متى كانَ آخر عهدي بالقرآنِ _ كقراءةٍ كاملةٍ للمصحف _
خانتني ذاكرتي تماماً ، لطولِ العهدِ بهذا الأمر !!
أعني أنه قد مرّ سنةٌ كاملةٌ ، على آخرِ مرةٍ ختمتُ فيها كتاب الله كاملاً ، لأنني ممن
يحرصونَ على ختمِ القرآنِ في شهر رمضان ، ولكن ماذا بعد رمضان ؟!!
تلك قصةٌ أخرى !! ربما يمرُ الشهر وراء الشهر وراء الشهر ، ثلاثة أهلةٍ لا أقرأ فيها
سوى صفحاتٍ معدودةٍ من كتابِ الله جل في علاه !!!!!
* *

وعدتُ إلى مكتبتي ، وما أكثر الكتب التي تتكدسُ في رفوفها ، حتى تراكم عليها الغبارُ
، غير أن كلامَ الشيخِ الليلةَ دفعني إليها دفعاً قوياً ، لأنفض عنها هذا الغبار ، واشرعُ
أبحث عن الكتبِ التي سمّاها في درسهِ ، فقد تذكرتُ أنها بحوزتي ، للزينةِ فحسب !!
كان من تلك الكتبِ التي ذكرها: كتاب صفةِ الصفوة ، وكتاب حليةِ الأولياء .
ومن عجبٍ أني وجدتُ نفسي كالعطشان يشربُ ولا يرتوي !
ولا يزال قلبه يقولُ : هل من مزيد ! هل من مزيد !!

ونقلتني هذه الكتبُ من عالمي الذي أنا فيه ، إلى عالمِ آخرَ أكثر رحابةٍ ،
وأفسح مدى ، وأروع صورة ..
أهٍ ..! لقد مضى زمنٌ طويل ، لم تتحركْ فيه الدماءُ في عروقي على هذا النحو
الذي أجدهُ هذه الساعة ، وأنا أعيشُ هذهِ الأجواءَ مع هؤلاء الصفوة من خلقِ الله ،
وكان لساني يلهجُ وأنا أتقلبُ في أجواءِ كلّ منهم ، أن يحشرني معهم ، ويجمعني بهم ،
في مستقر رحمته !!!
* *
وعلى روعةِ ما كنتُ أمرّ به في عباداتهم المختلفةِ ، غير أني كنتُ أتتبعُ بتركيزٍ ،
أحوالهم مع القرآنِ الكريم ، وأبادرُ إلى وضعِ علاماتٍ جانبية أمام تلك الزهرات ،
لأعودَ إليها بعينها دونَ غيرها ، حالما أنتهي من قراءة هذه الكتبِ ..
*
ورأيتُ ثمّ رأيتُ عجائبَ تتوالى تجعلُ إنسانَ هذا العصرِ يتقزمُ أمامَ هؤلاء العمالقة !!
وكثيراً ما كنتُ أمرّ بعيني على الحروفِ ، ويرنُ في سمعي صوتُ الشيخِ ،
وهو يقصّ هذه القصةَ أو تلك ، ويقدمُ هذا النموذج أو ذاك !!
فيكون لذلك وقعه الواضح على قلبي ..!

قال الراوي :
كانَ كثيرونَ منهم يختمونَ القرآنَ كله في عشرة أيام ، ومنهم في أقلّ من ذلك ،
حتى وصلَ الأمر ببعضهم أن يختمَ المصحفَ كله في يوم وليلة !!
بل في ليلة واحدة يقومها بين يدي الله سبحانه متهجدا مستمتعا في رياض القرآن !!
* *

وشعرتُ أنه قد تولدَت في عروقي همةٌ ماضية ، لم أكن أعهدها في نفسي ..
ووجدتُ نفسي أرددُ قول القائل :
إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا ** إن التشبهَ بالكرامِ فلاحُ !

وأدركتُ البونَ الشاسعَ بيننا وبين أولئكَ الرجال ، الذين صنعَ اللهُ على أيديهم
نهارَ هذه الأمة !!
كانوا يتقدمونَ باتجاه الشمسِ ، ليتجاوزوها إلى الفردوسِ ،
حيث لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ..!!
وأدركوا أن أقصرَ طريقٍ يختصرُ لهم كل المسافات ، ويوصلهم إلى اللهِ من أقربِ سبيل
، هو الإقبالُ على هذا الكتاب السماوي والعيش معه ، والتفاعل مع آياته ،
ومحاولة أن يكونوا ترجمة عملية لمعانيه وتوجيهاته ..!
* *
قال الراوي :
وعزمتُ أن أراجعَ نفسي ، وأن أقفَ معها وقفةً جادةً ، وشرعتُ أديرُ فكري المرةَ بعد
المرةِ ، لأصلَ إلى طريقةٍ تعينني على إعادة المياه إلى مجاريها بين قلبي والسماء !!
قال الراوي :
وتذكرتُ كلامَ الشيخ في خاتمةِ درسهِ المبارك ، وهو يقسمُ باللهِ العظيم ، أنّ من حافظَ
على قراءةِ خمسة أجزاء يوميا ، فلا تستطيع عليه شياطينُ الأنس ولا الجن !!!
وعززَ كلام الشيخِ أني نقلتُ هذا القسم إلى أحد طلابِ العلمِ ممن أثقُ بهم ،
فإذا هو يطلق دفعةً من التسبيحات والتهليل والتكبير !!
ثم قال : أتعرف أن شيخنا ( غير الشيخ السابق ) كان يحدثنا أيضا قبل أيام ،
عن القرآنِ الكريم ، وأقسم في ثنايا كلامهِ بالله العظيم ، أن من حافظَ على قراءةِ خمسة
أجزاءِ يومياً ، فلا يصيبهُ همٌ ولا غمٌ ، من هموم الدنيا ، التي تسحقُ الإنسان تحتَ
رحاها ، بل يجعلها الله عليهِ بردا وسلاماً .. !!

قال الراوي :
وأرقتني هذهِ القضيةِ أشد الأرقِ ، لأني لا أكادُ أقرأ جزءاً من القرآنِ كل يومٍ ،
بل إنه لتمر بي أيامٌ كثيرة ، لا أقرأ فيها شيئا !! مكتفيا بما اسمعُ في الصلاة ،
من قراءة الإمام !!!
فكيف العمل ورغبتي اليوم تفجرتْ جامحةً لقراءةِ خمسةِ أجزاء يوميا!!!

كان مصباح قلبي يزهرُ ، وكانت همتي متأججةً ، ورغبتي تغلي في عروقي ،
وبقيت أمامي الخطوةُ العمليةُ التي أريدُ أن أخطوها ، بحيث لا أنتكسُ بعدها ،
لأني لا أرغبُ في قفزةٍ سريعةٍ ، ثم سقوط مريع بعدها !!
كما يحدث لكثيرين وكثيرات !!!
وأخذتُ أقلبُ الأمورَ ، وأعيدُ النظرَ ، وأضعُ البدائلَ ، وكنتُ أختلي بنفسي بين يدي
ربي سبحانه ساعة أو يزيد في المسجدِ ، لا يشغلني خلالها إلا التفكيرُ في هذهِ
المُعضلة !!

وكنتُ ألهجُ لله أن يلهمني طريقةً أستعينُ بها _على الأقلِ في بداياتِ الطريق _
لأمضي في هذه الرحلة المشرقة التي تربطني بالسماء وإشراقاتها وبركاتها !
قال الراوي :
وكأنما انتبهتُ فجأةً لمعنى وردَ في كلام الشيخ ، اعتبرته بمثابةِ المفتاحِ لقفل مشكلتي !!
كان مما قالهُ أن بعضَ الصحابةِ والتابعين ، يجعلون لأنفسهم ختمتين اثنتين !!
أما الأولى فيسميها الشيخ : ( ختمة تجميع الحسنات !! )
بمعنى أن الغاية هنا أن يكسبَ في كلّ حرفٍ عشرَ حسناتٍ ..
والحسناتُ يذهبنَ السيئات !!
ثم أن التفاوتَ في الجنة على حسب رصيد الحسنات !!
وتنوير القلبِ إنما يكونُ بزيادة منسوبِ نهر الحسناتِ في القلب !!
فإن للحسنة نورٌ ينكتُ في القلب ، فإذا تكاثرتِ النكاتُ النورانيةُ ،
أشرقَ القلب وأضاء !!
ومقاومة القلبِ لفتنِ الشهواتِ ، تحتاجُ لمزيدٍ من سلاح النور هذا !!

ومن هنا يكون الهمُ في هذه الختمةِ منصرفاً إلى قراءة أكبر قدرٍ من الأجزاء ،
فهي قراءةٌ فيها شيءٌ من السرعة _ مع عدم الإخلال بمخارج الحروف _
قال : وأما الختمةُ الأخرى فهي ختمة التأمل والتدبر والتفكر ..
فالختمةُ الأولى قد ينتهون منها في بضعة أيام !!
وأما الأخرى فقد يظل فيها بعضهم اشهرا طويلة ..!!
قال الراوي :
هذا المعنى حين انقدحَ في ذهني ، شعرتُ أن السماءَ فتحتْ أمامي أبوابها ،
وقررتُ أن أقومَ بتجربةٍ عمليةٍ ، لأقفَ على مدى قدرتي في قراءة وجهٍ واحدٍ
من القرآن ( صفحة واحدة فقط ) !!
وتسمرتُ أمام ساعةِ المسجدِ الكبيرةِ ، التي تتصدرُ الواجهة ،
وضبطتُ عيني على عقاربها ، ثم شرعتُ أقرأ ، قراءة فيها شيء من سرعة
حين رفعتُ رأسي إلى الساعةِ عندَ آخرِ كلمةٍ في ذيلِ تلك الصفحةِ ،
كانت المفاجأةُ التي لم تكنْ في الحسبان !!

لقد نجحتُ بامتيازٍ في قراءة صفحةٍ كاملةٍ في دقيقة واحدة فقط !!!!
وأعدتُ التجربةَ مع الصفحةِ الثانيةِ ، ثم الثالثة ، والرابعةِ ، والخامسةِ ...
وفي كل مرةٍ كنتُ أجدُ نفسي أنتهي من قراءةِ الصفحةِ في تمامِ الدقيقةِ ،
قد تزيدُ بضعة ثوانٍ أحياناً ، ولكنها تنقصُ بضعة ثوانٍ في صفحاتٍ أخرى !!!!
وهالني ما عثرتُ عليه ، وكدتُ أبكي من الفرحِ والحزنِ معاً !!

أما الفرحُ فلأني شعرتُ بنعمة اللهِ عليّ حينَ أعانني على ذلك ..
لأن معنى ذلك أنني قادرٌ على قراءةِ جزءٍ كاملٍ في عشرين دقيقة فقط !!
لأن الجزءَ من القرآنِ لا يتعدى العشرين صفحة!!
وأما بكاءُ الحزنِ والحسرة ، فلأن عمراً طويلاً مضى من حياتي انطوى وأنا مغيّب
الوعي ، غافل عن هذا الكنز العظيم ، أتلهى بملهياتٍ كثيرةٍ ،
لا تسمن ولا تغني من جوع .. واحسرتاه !!!
* *
قال الراوي :
ثم كانت الخطوةُ التاليةُ التي فتحَ الله بها على قلبي .. لأضربَ عصفورين بحجر واحدة
، في هذا المشروع الفريد بالنسبة لي ..
قلتُ لنفسي : هناكَ خمسُ صلواتٍ .. أكرمني اللهُ بالمحافظة عليها ،
وإن كان يفوتني أحيانا بعض ركعاتها..
أما اليوم .. فلو أني أستغلُ هذه الصلوات ، لاستطعتُ أن أنجزَ قراءة أكثر من جزئين
بدون كلفةٍ ولا مشقةٍ ولا جهدٍ يُذكَـر ألبته ..!!

كيف !؟
لو أني بادرتُ إلى المسجدِ بعد الأذانِ مباشرة ، فصليت السنة ، ثم قرأتُ لمدةِ خمس
دقائق فقط ، ثم إذا انتهت الصلاةُ ألزمتُ نفسي بالبقاء في المسجد لأقرأ
خمس دقائق ( فقط ) .. لكانَ مجموعُ ما قرأته في الصلاةِ الواحدةِ عشر صفحات !!
أي أنني بهذا أكونُ قد قرأتُ ( نصف جزء ) !!

فإذا تكرر هذا في كل صلاةٍ ، لكان مجموع ما أقرأ في اليوم جزئين ونصف !!
وحتى أجعلها ثلاثة أجزاء ، سأوزعُ النصف المتبقي ( عشر دقائق ) هنا وهناك
قبل وبعد الصلاة أو حتى قبيل النوم ..أو في أي وقت ..!!
المهم أن لا ينطوي هذا اليوم إلا وقد قرأتُ ثلاثةَ أجزاءٍ من كتاب الله تعالى ..
ومعنى ذلك : أنني سأختم المصحفَ كاملاً في كل عشرة ايامٍ !!!!

أما إذا ضغطتُ على نفسي ، لأقرأ عشرَ صفحاتٍ قبل الصلاةِ .. وعشراً بعدها ..
فمعنى ذلك أنني سأقرأ خمسة أجزاء في كل يوم !!!!!!
يا إلهي !!! هل حقاً سيتحققُ لي ذلك !؟
أحسبه كالحلم الذي لم يراودني حتى في المنام !!!
وشرعتُ أنفذ ، مستعيناً بالله رب العالمين ..
ويسر اللهُ المهمة ، وأعان على أنجاز ما لم أتوقعه يوماً ، وأصبحت بفضل الله ومنه
أقرأ الأجزاء الثلاثةَ بكلِ يسرٍ ، وبلا مشقةٍ ، ولا كلفةٍ ، بل بكل انشراحِ صدر .
وربما مرت بي أيام يعينُ الله سبحانه فأتجاوز الثلاثة الأجزاء إلى الأربعة والخمسة !!
وذلك حين يشرح الله صدري لأجلس في المسجد وقتاً أطول ، أو يعين الله على
استغلال أوقات الفراغ ، التي كانت تملأ مساحة يومي في بعض الأحيان !!

ويبقى سؤال لابد أن يثور هاهنا :
لنفترض أنني لم أتمكنْ من حضورِ الصلاة إلا مع الإقامة أو بعد الإقامة ،
فمعنى ذلك أنه فاتني أن أقرأ شيئا قبل الصلاة .. فما العمل !؟؟
بسيطة أيها الحبيب !! عوض ما فاتك قبل الصلاة ، بالجلوس بعدها..
ألزم نفسك بذلك .. و كفى الله المؤمنين القتال !!

المهم أنْ تعوضَ ما فاتك في أي وقتٍ يتاحُ لك ..
في العملِ أو في البيتِ ، أو في المسجدِ ، أو في أي مكانٍ تكونُ فيه ،
وتتاحُ لك فرصةَ إخراجِ المصحفِ ، لتقرأ فيه فافعلْ ولا تتردد ..!
وتذكر قول ربك سبحانه ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

قال الراوي :
هذه تجربة رائعة فريدة بالنسبة لي ، وفق الله إليها ، وأعان عليها ،
ووجدتُ بركتها وثمراتها الواضحة الجلية ، ثم نقلتها إلى آخرين ،
أنتفع بها كثيرونَ منهم ، كما سأعرضُ نماذج مما ذكروه ..
ومن هنا أسوقُ هذه التجربةَ هاهنا ، لعل اللهَ ينفع بها آخرين وآخرين ،
ليعيشوا مع كلامِ ربهم سبحانه ، ويغمسوا قلوبهم في ينبوعه ،
ويغسلوا أراوحهم بأنواره ، فيجدوا بركته ولو بعد حين ،
فإنّ هذا القرآنَ مباركٌ ، ولابدَ أن ينفحَ قلبكَ ببركته ،
وهو نورٌ ، فلابدَ أن تقتبسَ روحُكَ من أنواره ،
وهو هدى ، فلا بد أن تجد نفسكَ فيه معالم طريق الهداية ،
وهو شفاء ، فلابد أن تذوقَ بركة شفائه لأمراض قلبك .. وهكذا ..
كفانا هجراً لكلام ربنا .. كفانا جفاء لهذا النور الخالد ..!

وخلاصة هذه الفكرة كالتالي :
استعانة بالله + تنظيم وقت + استغلال لأوقات الفراغ =
إنجازٌ مذهلٌ مع كتاب الله ..!!

ولن أقول لك : جرّبْ وأنتَ الحكم ..!!
بل أقولُ لكَ جازما ً : توكل على الله وسترى ما يدهشك !!
دعونا نتفق على حدٍ أدنى وحدٍ أعلى مفتوح :
أما الحد الأدنى .. فقراءة جزئين في كلّ يومٍ لا ترض بأقل من ذلك
وأما الحد الأعلى فخمسة .. وما فوق ..
والله ولي الهداية والتوفيق ..

ويبقى سؤال لابد من الإشارة إليه :
قد يقول قائل : وماذا عن ختمة التدبر والتأمل ؟
أقول وبالله التوفيق :
أما هذه فأحسبها قصة أخرى .. وتجربة ينبغي أن أسوقها بمفردها
ولكنني استبق الأحداث لأقول مؤكداً :
أنه حين أعانني الله سبحانه على النجاح في التجربة السابقة
وسرت فيها شوطاً طيبا ، يسر الله وأعان على الثانية ،
بشكل لم يخطر لي على بال أصلاً ..
حتى أصبح العيشُ مع القرآن ، نعمة لا تعدلها نعمة على وجه الأرض !
ولعل النجاح هنا من بركة النجاح هناك .. بل هو كذلك !
فلله الحمد رب العالمين ..
لا نحصي ثناء عليه ، هو كما أثنى على نفسه .
تبارك ربنا وتعالى وتقدست أسماؤه ..
وصلى اللهُ وسلمَ على الحبيبِ محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

* * *

زمردة
01-04-2005, 10:18 PM
ما أعجزنا والله .. إن لم نحرص على ما في هذا الموضوع من توصيات وإرشادات ..

فما قيمة أوقاتنا وما قيمة حياتنا كلها إن لم يكن للقرآن ساعات من نهارنا أو ليلنا ؟؟؟


اللهم إنا نسألك أن تعيننا على حفظ كتابك وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على النحو الذي يرضيك عنا ..


من باب تجربتي الشخصية ,, أجد بركة في وقتي حين أداوم على تلاوة القرآن ( جزء أو جزئين يومياً ) والعكس صحيح ..


ولكن بعون الله .. سأزيد كمية التلاوة اليومية إلى خمسة أجزاء يومياً .

( وتذكرتُ كلامَ الشيخ في خاتمةِ درسهِ المبارك ، وهو يقسمُ باللهِ العظيم ، أنّ من حافظَ
على قراءةِ خمسة أجزاء يوميا ، فلا تستطيع عليه شياطينُ الأنس ولا الجن !!!

وعززَ كلام الشيخِ أني نقلتُ هذا القسم إلى أحد طلابِ العلمِ ممن أثقُ بهم ،
فإذا هو يطلق دفعةً من التسبيحات والتهليل والتكبير !!

ثم قال : أتعرف أن شيخنا ( غير الشيخ السابق ) كان يحدثنا أيضا قبل أيام ،
عن القرآنِ الكريم ، وأقسم في ثنايا كلامهِ بالله العظيم ، أن من حافظَ على قراءةِ خمسة
أجزاءِ يومياً ، فلا يصيبهُ همٌ ولا غمٌ ، من هموم الدنيا ، التي تسحقُ الإنسان تحتَ
رحاها ، بل يجعلها الله عليهِ بردا وسلاماً .. !! )


ومن تجربتي في الحفظ ..

1- في بداية تدريسي وقبل دوام الطالبات اتفقت المدرسات على حفظ سبع سور خلال أقل من أسبوعين .. فحفظتها ولله الحمد في أسبوع ( الكهف ..يس .. السجدة .. الدخان .. الرحمن .. الإنسان .. الواقعة .. نسيت اسم السورة السابعة )

2 - كنت أقرر للطالبات كنشاط حفظ بعض السور ( النور - يس - الملك ) فكنت أحفظها معهن ..

3 - السورة المقررة لمسابقة الطالبات كنت أسمعها لهن وأحفظها معهن ..

4- رأيت في المنام أني حافظة سورة الفتح .. بعد قيامي من النوم وتذكري للرؤيا .. قررت أحفظها فحفظتها ولله الحمد ..

( وقد رأيت في رؤيا أخرى أني أحفظ المصحف كاملاً .. وأجاهد نفسي لأحفظه .. فادعوا لي )

5 - حفظ بعض السور مع أخواتي في سوالف الخير ( مريم .. يوسف )

6 - الحفظ مع صديقة ( جزاها الله عني خير الجزاء ) على الماسينجر .. تمكنت بتشجيعها من حفظ عدة سور .. ومن ثم مواصلة الحفظ حتى وصلت للجزء العاشر ( إلا أنني أحتاج للمراجعة بشدة ) ..

7 - مراجعة ما حفظته مع الأخوات في قسم القرآن الكريم والحديث الشريف ( في سوالف ) حتى الآن تمكنت من مراجعة 75 آية من سورة البقرة التي كنت أحفظها جيداً ولكن لعدم المراجعة أحسست بتفلتها ,,

والآن والحمدلله بفضل منه سبحانه ومن ثم جهود الأخوات وتشجيعهن أستطيع أن أقول أني ثبت حفظ هذه الآيات .. وخاصة أني حرصت على قراءتها في الصلوات ومراجعها ( تسميعاً ) قبل النوم ..

أستعين بهذا الموقع أحياناً في الحفظ والتسميع ( موقع ممتاز )
http://quran.muslim-web.com/ (http://quran.muslim-web.com/)

أسأل الله أن يجزي القائمين عليه عنا خير الجزاء ..


اليوم الجمعة سمعت في برنامج حفظة القرآن الكريم .. شاب صغير حفظ القرآن في 45 يوماً في مركز الفاروق بدبي ..

وقال أنه كان يحفظ بمعدل 13 صفحة يومياً ..

وقد قرآت موضوعاً لإحدى الأخوات في منتدى عالم حواء أنها جاهدت نفسها واحتسبت وقتها فحفظت القرآن كاملاً في نفس المدة ..

أسأل الله أن يثبت حفظهما ..

وأن يوفقنا كما وفقهما ..

--------

جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل بوعبدالرحمن ..

على هذه الدروس العظيمة ..

أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من حفظة القرآن العاملين بما فيه التالينه آناء الليل وأطراف النها كما يحب ربنا ويرضى ..

الكلمة الطيبة
02-04-2005, 04:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(امنحني تجربتك .. ) وهذه تجربه أحدى الأخوات

تخبرني فتقول ..

كانت تقرأ من القرآن الشيء اليسير .. لا تتعدى أكثر من مائة آية

لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

" من قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين "

إلى أن جاء ذلك اليوم الذي استيقضت على هذه الكلمات

( لا يستطيع الصقر إلا أن يحلق ... ولا تستطيع الدودة إلا أن تعيش في المستنقع )

كان أشبة بطاقة كامنة تفجرت بداخلها !!

فلابد لها من الخيار ..

فاختارت الأول التحليق ولكن ليس بأجنة الصقر بل بأجنحة القرآن والاجتهاد فيه

ولكي يسمو فيها القلب حتى يغدو كالصقر محلقاً ..لابد أن تتناول كل يوم (( جرعات ))مكثفة من

اقراءة القرآن الكريم فالصقر يحلق في جو السماء بمسافة تبعد عن الأرض الكثير .. الكثير

فكيف تبدو الدنيا بعينة

فتأمل هنا كيف تغدو الدنيا بعينك إذا حلقت مع القرآن وتلوته أناء الليل وأطراف النهار ..

تتابع محدثتي فتقول..

عملت على تنظيم وقتي ... وبدل أن اقرأ مائه آية أصبحت بفضل الله ورحمته

أصل إلى أربعة أجزاء وزيادة .. إنني أعيش مع القرآن وأقضي يوماً مثمراً في طاعة الله

حقا إنه سد منيع يستطيع الإنسان أن يحتمي به من شياطين

ومن الأمراض التي علقت به كالهوى والطمع والحسد والحقد..

[ يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ]

فكان حقا هدى وشفاء ورحمة فالقرآن شفاء ورحمة لمن غمر الإيمان قلوبهم وأرواحهم، فأشرقت

وتفتحت وأقبلت في بشر وتفاؤل ..

فكن كالبذرة في التربة تسقيها بتلاوة القرآن فتنمو وترتفع كالشجرة الطيبة فتجني ثمارها ويجني

كل من حولك منا من انشراح الصدر وهدوء النفس...

فالقرآن هو الملاذ الأول لقلب الإنسان أينما حل أو نزل .. فيكفيه من الدنيا همومها .. وأخزانها

وكدرها.. وأتعابها ..فالإكثار من تلاوة القرآن يطرد الشيطان .. ويرضي الرحمن .و يحيي القلب ..

ويزيل الكرب .. ويشغل عن الغيبة والنميمة .

أسأل الله بمنه ورحمه أن يبارك لنا في القرآن الكريم ويجعله حجه لنا لا علينا



أخي الفاضل بوعبدالرحمن

جزاك الله جنة عرضها السماوات والأرض

فمازالت أختنا تجعل لك في كل سجدة في القرآن الكريم

شكر ودعاء

بو عبدالرحمن
07-04-2005, 11:25 AM
الأخت الفاضلة / زمردة
...... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

أسأل الله سبحانه أن يكرمك بكرامة من عنده ، تسعدين بها في دنياكِ وأخراكِ
جزاك الله خيراً ، وبارك الله فيك على هذه المتابعة الواعية

نعم والله .. لا خير فينا إن لم نبادر إلى مثل هذا الخير
الذي في الأصل لن يكلفنا كثيرا من الجهد ، ولا مشقة فيه ..
مع أن الأجر فيه عظيم ، وثمراته وبركاته كثيرة جداً ..

أما بالنسبة لتجربتك فهي تتعلق بمسألة الحفظ .. وليس هذا موضوعنا هنا
وإن كنا نأمل أن نعرض لتجارب في قضية الحفظ في حلقات أخرى إذا أعان الله ووفق

لكنا هنا آثرنا أن نتحدث عن الإقبال على القرآن تلاوة فحسب
فكثيرون انقطعوا عن ينبوع القرآن ، فقطعوا قلوبهم عن مدده وبركته ..
بل حتى بعض الحفاظ للقرآن الكريم نجده لا يكاد يقرأ القرآن إلا نادرا
وهذا ما سأعرض له في التعقيبات التي ستلحق هذا الموضوع
من خلال تجربة لبعض الحفاظ لكتاب الله أو الذي ساروا في طريق الحفظ شوطا كبيرا ..

ولذا رأيت أن أركز هاهنا على قضية اللإقبال على القرآن فحسب .. قراءة بفهم أو بدون فهم .. لأن علماءنا قرروا أن المقبل على القرآن بفهم أو بدون فهم ينال أجر التلاوة الحرف بعشر حسنات .. والحسنات تمحو السيئات ، والسيئة اذا تبتعتها حسنة محتها ، وتنزاح ظلمات القلب على قدر نور الحسنات الذي يغزو هذا القلب ..

وعلى كل حال
جزاك الله خير الجزاء على عرض تجربتك في الحفظ هنا ..
ولعلي أعرضها في الموقع في باب أمنحني تجربتك ( في حفظ كتاب الله )
اسأل الله أن يفقهنا في ديننا ، وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا ما علمنا ..
وأن يرضى عنا ويتقبل منا ، ويبارك فينا جميعاً ..
اللهم آمين .. اللهم آمين

لا تنسي أخاكِ من دعواتك الطيبة ..

أبومروان
11-04-2005, 06:05 AM
ما أقول غير ... جزاك الله خير وبارك الله فيك......

من حقك أن نخصك بدعوة بظهر الغيب .........

بو عبدالرحمن
21-04-2005, 10:53 AM
الأخت الفاضلة / الكلمة الطيبة
...... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

أولاً ... شكر الله لك هذه المتابعة الواعية
والتي أسأل الله سبحانه أن تجدي صداها في قلبك وحياتك
وتجنين بركتها وثمرتها ،،
ويجني الآخرون أيضا منك ما ييسر ه الله لهم على يديك
اللهم آمين

ثانياً .. لقد سرني والله ما قرأت هاهنا ..
اسعد الله قلبك في الدنيا والآخرة ..
وهل نأمل إلا أن ييسر الله لنا إنسان ينتفع بنا
لعل الله يرضى عنا وعنه وعنكم ...!؟

ثالثاً : أوصي هذه الأخت المباركة أن تواصل طريقها
فقد وضعت قدمها على طريق مضيء ، قريب الوصول
وعليها أن تحذر أشد الحذر من كيد الشيطان بها
فإنه قرر أن يتربص بالسائرين على الصراط ..ويدع ما سواهم
فهو كثير الحملات .. شديد التربص بمن يسيرون على الطريق ليقطعهم
فالحذر الحذر ..
ولتواصل هذه الأخت ما بدأته ، فإنها عن قريب ستجني ثمرات وبركات هذه الرحلة
هذا إذا افترضنا أنها لم تجنها بعد ..
فإن الشيطان قد يدخل عليها من هذا المدخل ..
ويكفيها فخرا وشرفا وكرما وعزا
أنها مقبلة على كتاب الله على هذا النحو الرائع
يبقى أن تلح على الله وباستمرار أن يثبتها ويعينها ويرضى عنها
وخلال ذلك لا تنسى أخاها من دعواتها المباركة

رابعا ..
خير هدية واروع هدية بشاراتك
أن تلك الأخت لا تغفل من الدعاء لي
بشرك وبشرها بالجنة

تحياتي وخالص دعواتي لك ولها .... وللجميع

بو عبدالرحمن
01-05-2005, 06:10 PM
أخي الحبيب / أبومروان
.... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

بورك فيك .. وجزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة

وأسأل الله سبحانه أن ينفعك حيثما كنت ... وينفع بك آخرين وآخرين

اللهم آمين

لا تنسني من دعائك الطيب ايها الطيب ..

عقد الياسمين
19-04-2007, 11:04 AM
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
شيخنا الفاضل – بو عبد الرحمن
بارك الله فيكم ونفعنا بما يطرح
موضوع نريد التذكير به من وقت لأخر
شعرت بأني بحاجة الى هذا الموضوع و التذكير به
و أكثر ما نريد هو

( ختمة تجميع الحسنات !! )
بمعنى أن الغاية هنا أن يكسبَ في كلّ حرفٍ عشرَ حسناتٍ ..
والحسناتُ يذهبنَ السيئات !!
ثم أن التفاوتَ في الجنة على حسب رصيد الحسنات !!
وتنوير القلبِ إنما يكونُ بزيادة منسوبِ نهر الحسناتِ في القلب !!
فإن للحسنة نورٌ ينكتُ في القلب ، فإذا تكاثرتِ النكاتُ النورانيةُ ،
أشرقَ القلب وأضاء !!
ومقاومة القلبِ لفتنِ الشهواتِ ، تحتاجُ لمزيدٍ من سلاح النور هذا !!


لآن لن نستفيد الا اذا نظف هذا القلب و نحن بحاجة الى تطهير و غسل قلوبنا
أتمنى للجميع الفائدة
وبالله التوفيق