USAMA LADEN
11-04-2005, 05:54 AM
ويتضح توطُّد وترسُّخ تلك العقيدة الغربية الباطلة تجاه الإسلام والمسلمين في الغرب ، وأنه لم يعد بمقدور أحد هناك اعتقاد سواها ما حدث سنة 762هـ / 1361 م عند ما كتب راهب بندكتي يعمل في جامعة أكسفورد ، اسمه أوثرد أوف بولدون ، مُقترحاً قال فيه :" إنه عند لحظة الموت لكل إنسان سواء كان نصرانياً ، أو مسلماً ، أو من أي دين ، فإنه ينعم بالرؤية المباشرة للرب ، ويتلقى حكمه الأبدي في ضوء استجابته لهذه التجربة" فقامت ضد الراهب أوثرد احتجاجات عنيفة من زملائه الرهبان مفادها : كيف يمكن لمسلمِ أن ينجومن الهلاك والعذاب السرمدي ؟؟؟ فاضطر الراهب أوثرد إلى سحب اقتراحه !!!
وفي ضوء هذا العرض المختصر للعقيدة الغربية المركوزة في الفكر الغربي تجاه الإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام يمكن أن نخرج بالملاحظات والحقائق التالية .
أولاً : لانجد نظيراً لهذه العقيدة تجاه نبي من الأنبياء وأمة من الأمم إلا في عقيدة التلمود عند اليهود تجاه المسيح عليه السلام ووالدته الطاهرة مريم عليها السلام وتجاه المسيحيين . فالتلمود الذي يقدسه اليهود إلى أقصى حد " يرى بأن المسيح عيسى بن مريم موجود في لجات الجحيم بين الزفت والقطران والنار ، وأن أمه مريم أتت به من العسكري الروماني [ باندارا ] بمباشرة الزنا . ويرى التلمود أن المسيح ارتد عن اليهودية وعبد الأوثان ، وأن أتباعه النصارى وثنيون . ويذهب التلمود إلى أن المسيح كان ساحراً وثنياً ومن يتبعه من الأمم إنما هم وثنيون مثله ، وان المسيح كان مجنوناً وكافراً لا يعرف الله وان الطقوس الدينية عند النصارى إنما هي نوع من عبادة الأصنام . ويقرِّر التلمود أن الأناجيل ـ كتب النصارى المقدسة ـ إنما هي كتب الظلم والخطايا وأنه يجب على اليهود إحراقها ولو كان فيها اسم الله . وأن الكنائس النصرانية بمثابة قاذورات ، وأن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة ، وأن قتل النصارى من الأفعال التي يكافئ الله عليها ، وإذا لم يتمكن اليهودي من قتل النصارى ، فالواجب عليه أن يلعن النصارى ثلاث مرات في اليوم ، ويطلب من الله أن يبيدهم ويفنى ملوكهم وحكامهم وعلى اليهود أن يعاملوا النصارى كحيوانات دنيئة غير عاقلة .... " (1).
ثانياً : إذ تأملنا أسباب نشأة هذه العقيدة الغربية الضالة تجاه الإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام يمكن أن نستخلص بعض الأسباب الرئيسة وأهمها وهي :
أ- إن اعتراف النصارى بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وصحة القرآن وأنه الكتاب الحق المنزَّل من الله ينسف العقيدة النصرانية بكاملها من الأساس وهي التي تقوم على أساس أن المسيح هو الرّب وأنه ظل يرسل الرسل والأنبياء للدعوة إليه ، وأخيراً تجسَّد الرب بنفسه ليبلِّغ البشر برسالته الأخيرة ، وأنه قُتل وصلب ليكفرِّ عن خطايا البشر ويخلصهم الخلاص النهائي .
ب- اعتقادهم بأن النصرانية هي الحق والهدى وأن ما سواها هو الكفر والضلال ، وأن لا خلاص للبشر إلا باعتناق النصرانية، ومن هنا رفضوا الإسلام ، وحاولوا بكل ما يستطيعون إثبات أن الإسلام دين مختلق وليس وحياً من الله تعالى . ولإثبات هذا الزعم الباطل عمدوا إلى سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ـ المرسل بهذا الدين ـ وشوهوها واخترعوا له قصصاً وأساطير من خيالاتهم تُظهره في صورة سيئة تُقنع من يقرأها من عامة النصارى أنه لم يكن مرسلاً من الله وأن تلك السيرة السيئة لا تليق برسول ، هذا فضلاً عن تعمُّد الكتاب النصارى طمس كل معالم سيرته الصحيحة وشمائله وأخلاقه وفضائله وهديه وعدم ذكر أي شيء منها، حتى لا ينجذب إليها القارئ النصراني وتجعله يفتتن بها ومن ثم يعتنق الإسلام .
ج- افتراضهم المسبق أن الإسلام هرطقة ومن ثمة البحث في المصادر النصرانية والأحاديث والسِّير الموضوعة ما يثبت ويبرهن على هذا الافتراض الزائف .
د- اعتقاد الرهبان ورجال الدين في العصور الوسطى أن الإسلام شكَّل خطراً داهماً على أوربا وأن عقيدته تهدد النصرانية في عقر دارها وأن جماهير النصارى قد تُقبل على اعتناقه مثلما حدث في سائر البلدان التي فتحها المسلمون لاسيما الأندلس ، ولذلك عمدوا إلى رسم صورة مشوهة ملفقة عن الإسلام كنوع من التحصين للمجتمع الغربي النصراني والحيلولة بين عامة النصارى وبين اعتناق الإسلام .
ثالثاً : إن هذه العقيدة الضالة التي اكتمل بناؤها وصياغتها خلال العصور الوسطى عبرت كاملة متماسكة إلى العصور الحديثة وتبناها الكثير من الكتَّاب والرهبان والمنصرين والمستشرقين المتعصبين في العصور الحديثة لا يتسع المجال هنا لذكرهم ويكفي ما أوردناه في بداية الحديث عما تقوله وتنشره وسائل الإعلام الغربية في هذه الأيام .
رابعاً : إن هذه اللمحة الموجزة عن هذه العقيدة الغربية تجاه الإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام والمقتطفات التي أوردناها لا تصل في حقيقتها إلى نسبة واحد في الألف مما كتبه الغربيون عن الإسلام عبر العصور من كتابات معادية ظالمة .
فإذا أضفنا إلى هذا العدوان الفكري ، العدوان العسكري الشامل والمستمر ضد المسلمين على مدى أكثر من ألف سنة بدءاً من حروب الاسترداد الأسبانية والحروب الصليبية عبر قرون كثيرة ، والتنصير القسري ضد مسلمي الأندلس بعد احتلالها ، وضد مسلمي صقلية وجنوب إيطاليا وكريت وجزر البليار ، وقتل الملايين من المسلمين الذين رفضوا التنصُّر ، وطرد الملايين الأخرى من الأندلس . ثم حركة الاستعمار الغربي ضد العالم الإسلامي بأكمله منذ الكشوف الجغرافية وحتى القرن العشرين ، وما قُتل من ملايين المسلمين في تلك الحروب العدوانية المتمادية التي لا تكاد تنتهي ثم ظلم الغرب الأخير للمسلمين بزرع دولة اليهود في قلب بلادهم ، وتشريد شعب فلسطين من أرضه ووطنه . ونهب الغرب لثروات ومقدرات المسلمين عبر العصور وتقسيمهم إلى دول كثيرة ، وأخيراً العدوان الشامل الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد العالم الإسلامي, إذا نظرنا إلى هذا كله فإننا نخرج بحقيقة كبرى مفادها :
إنه لا يوجد في التاريخ البشري بأكمله ولا في تاريخ الحيوانات والوحوش ولا في تاريخ الحشرات والزواحف أمةً ظلمت أمة وبغت عليها وآذتها مثل ظُلم الغرب وبغيه وعدوانه على أمة الإسلام .ولهذا كله يجب على كل مسلم أن يعي طبيعة هذا العدوان وهدفه وأن يعمل على مقاومته وإفشاله بكل ما يستطيع .
وصفوة القول : إن هذا العدوان الفكري الإعلامي على الإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام من جانب رجال الدين الإنجيليين ووسائل الإعلام الغربية – الذي يُعبِّر عن عقيدة موروثة - ليس إلا وسيلة ضمن وسائل كثيرة يشملها هذا العدوان الشامل على الإسلام والمسلمين والذي يهدف إلى هدف استراتيجي رئيس ، رغم كل الأقنعة الزائفة التي يستتر بها ، وهو : مسخ هوية الأمة الإسلامية وتحويلها عن دينها وتدمير عقيدتها ، وتمزيقها إلى دويلات وطوائف متناحرة لا تدين بالولاء إلا لأمريكا واسرائيل ، ونهب ثرواتها ومقدراتها ،وتحويلها إلى مجرد مجتمعات استهلاكية لمنتجات أمريكا واسرائيل وتحويل كل فرد مسلم إلى مجرد كائن بهيمي لا حافز له ولا هم إلا السعي اللاهث وراء لقمة العيش وإشباع غرائزه الفطرية .
وفي ضوء هذا العرض المختصر للعقيدة الغربية المركوزة في الفكر الغربي تجاه الإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام يمكن أن نخرج بالملاحظات والحقائق التالية .
أولاً : لانجد نظيراً لهذه العقيدة تجاه نبي من الأنبياء وأمة من الأمم إلا في عقيدة التلمود عند اليهود تجاه المسيح عليه السلام ووالدته الطاهرة مريم عليها السلام وتجاه المسيحيين . فالتلمود الذي يقدسه اليهود إلى أقصى حد " يرى بأن المسيح عيسى بن مريم موجود في لجات الجحيم بين الزفت والقطران والنار ، وأن أمه مريم أتت به من العسكري الروماني [ باندارا ] بمباشرة الزنا . ويرى التلمود أن المسيح ارتد عن اليهودية وعبد الأوثان ، وأن أتباعه النصارى وثنيون . ويذهب التلمود إلى أن المسيح كان ساحراً وثنياً ومن يتبعه من الأمم إنما هم وثنيون مثله ، وان المسيح كان مجنوناً وكافراً لا يعرف الله وان الطقوس الدينية عند النصارى إنما هي نوع من عبادة الأصنام . ويقرِّر التلمود أن الأناجيل ـ كتب النصارى المقدسة ـ إنما هي كتب الظلم والخطايا وأنه يجب على اليهود إحراقها ولو كان فيها اسم الله . وأن الكنائس النصرانية بمثابة قاذورات ، وأن الواعظين فيها أشبه بالكلاب النابحة ، وأن قتل النصارى من الأفعال التي يكافئ الله عليها ، وإذا لم يتمكن اليهودي من قتل النصارى ، فالواجب عليه أن يلعن النصارى ثلاث مرات في اليوم ، ويطلب من الله أن يبيدهم ويفنى ملوكهم وحكامهم وعلى اليهود أن يعاملوا النصارى كحيوانات دنيئة غير عاقلة .... " (1).
ثانياً : إذ تأملنا أسباب نشأة هذه العقيدة الغربية الضالة تجاه الإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام يمكن أن نستخلص بعض الأسباب الرئيسة وأهمها وهي :
أ- إن اعتراف النصارى بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وصحة القرآن وأنه الكتاب الحق المنزَّل من الله ينسف العقيدة النصرانية بكاملها من الأساس وهي التي تقوم على أساس أن المسيح هو الرّب وأنه ظل يرسل الرسل والأنبياء للدعوة إليه ، وأخيراً تجسَّد الرب بنفسه ليبلِّغ البشر برسالته الأخيرة ، وأنه قُتل وصلب ليكفرِّ عن خطايا البشر ويخلصهم الخلاص النهائي .
ب- اعتقادهم بأن النصرانية هي الحق والهدى وأن ما سواها هو الكفر والضلال ، وأن لا خلاص للبشر إلا باعتناق النصرانية، ومن هنا رفضوا الإسلام ، وحاولوا بكل ما يستطيعون إثبات أن الإسلام دين مختلق وليس وحياً من الله تعالى . ولإثبات هذا الزعم الباطل عمدوا إلى سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ـ المرسل بهذا الدين ـ وشوهوها واخترعوا له قصصاً وأساطير من خيالاتهم تُظهره في صورة سيئة تُقنع من يقرأها من عامة النصارى أنه لم يكن مرسلاً من الله وأن تلك السيرة السيئة لا تليق برسول ، هذا فضلاً عن تعمُّد الكتاب النصارى طمس كل معالم سيرته الصحيحة وشمائله وأخلاقه وفضائله وهديه وعدم ذكر أي شيء منها، حتى لا ينجذب إليها القارئ النصراني وتجعله يفتتن بها ومن ثم يعتنق الإسلام .
ج- افتراضهم المسبق أن الإسلام هرطقة ومن ثمة البحث في المصادر النصرانية والأحاديث والسِّير الموضوعة ما يثبت ويبرهن على هذا الافتراض الزائف .
د- اعتقاد الرهبان ورجال الدين في العصور الوسطى أن الإسلام شكَّل خطراً داهماً على أوربا وأن عقيدته تهدد النصرانية في عقر دارها وأن جماهير النصارى قد تُقبل على اعتناقه مثلما حدث في سائر البلدان التي فتحها المسلمون لاسيما الأندلس ، ولذلك عمدوا إلى رسم صورة مشوهة ملفقة عن الإسلام كنوع من التحصين للمجتمع الغربي النصراني والحيلولة بين عامة النصارى وبين اعتناق الإسلام .
ثالثاً : إن هذه العقيدة الضالة التي اكتمل بناؤها وصياغتها خلال العصور الوسطى عبرت كاملة متماسكة إلى العصور الحديثة وتبناها الكثير من الكتَّاب والرهبان والمنصرين والمستشرقين المتعصبين في العصور الحديثة لا يتسع المجال هنا لذكرهم ويكفي ما أوردناه في بداية الحديث عما تقوله وتنشره وسائل الإعلام الغربية في هذه الأيام .
رابعاً : إن هذه اللمحة الموجزة عن هذه العقيدة الغربية تجاه الإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام والمقتطفات التي أوردناها لا تصل في حقيقتها إلى نسبة واحد في الألف مما كتبه الغربيون عن الإسلام عبر العصور من كتابات معادية ظالمة .
فإذا أضفنا إلى هذا العدوان الفكري ، العدوان العسكري الشامل والمستمر ضد المسلمين على مدى أكثر من ألف سنة بدءاً من حروب الاسترداد الأسبانية والحروب الصليبية عبر قرون كثيرة ، والتنصير القسري ضد مسلمي الأندلس بعد احتلالها ، وضد مسلمي صقلية وجنوب إيطاليا وكريت وجزر البليار ، وقتل الملايين من المسلمين الذين رفضوا التنصُّر ، وطرد الملايين الأخرى من الأندلس . ثم حركة الاستعمار الغربي ضد العالم الإسلامي بأكمله منذ الكشوف الجغرافية وحتى القرن العشرين ، وما قُتل من ملايين المسلمين في تلك الحروب العدوانية المتمادية التي لا تكاد تنتهي ثم ظلم الغرب الأخير للمسلمين بزرع دولة اليهود في قلب بلادهم ، وتشريد شعب فلسطين من أرضه ووطنه . ونهب الغرب لثروات ومقدرات المسلمين عبر العصور وتقسيمهم إلى دول كثيرة ، وأخيراً العدوان الشامل الذي تمارسه الولايات المتحدة ضد العالم الإسلامي, إذا نظرنا إلى هذا كله فإننا نخرج بحقيقة كبرى مفادها :
إنه لا يوجد في التاريخ البشري بأكمله ولا في تاريخ الحيوانات والوحوش ولا في تاريخ الحشرات والزواحف أمةً ظلمت أمة وبغت عليها وآذتها مثل ظُلم الغرب وبغيه وعدوانه على أمة الإسلام .ولهذا كله يجب على كل مسلم أن يعي طبيعة هذا العدوان وهدفه وأن يعمل على مقاومته وإفشاله بكل ما يستطيع .
وصفوة القول : إن هذا العدوان الفكري الإعلامي على الإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام من جانب رجال الدين الإنجيليين ووسائل الإعلام الغربية – الذي يُعبِّر عن عقيدة موروثة - ليس إلا وسيلة ضمن وسائل كثيرة يشملها هذا العدوان الشامل على الإسلام والمسلمين والذي يهدف إلى هدف استراتيجي رئيس ، رغم كل الأقنعة الزائفة التي يستتر بها ، وهو : مسخ هوية الأمة الإسلامية وتحويلها عن دينها وتدمير عقيدتها ، وتمزيقها إلى دويلات وطوائف متناحرة لا تدين بالولاء إلا لأمريكا واسرائيل ، ونهب ثرواتها ومقدراتها ،وتحويلها إلى مجرد مجتمعات استهلاكية لمنتجات أمريكا واسرائيل وتحويل كل فرد مسلم إلى مجرد كائن بهيمي لا حافز له ولا هم إلا السعي اللاهث وراء لقمة العيش وإشباع غرائزه الفطرية .