محب الشيخ العثيمين
20-04-2005, 03:35 AM
تفكيك الأمة سابق على تفكيك الملة. والذين يحاولون جاهدين الآن صياغة “إسلام أمريكي” لنا، ما كان لهم أن يجرؤوا على ذلك أو يفكروا فيه إلا بعد النجاح الذي أحرزوه في انصياع المنطقة للسياسات الأمريكية. علما بأن ذلك كله من تجليات انتعاش “فقه التمكين” في الولايات المتحدة، الذي لا يريد للمنطقة أفقا خارج دائرة الخضوع والامتثال.
عبد السلام الحيله ضابط مخابرات يمني برتبة عميد، كان يتحرك باعتباره رجل أعمال. وبهذه الصفة الأخيرة غادر صنعاء في شهر سبتمبر/أيلول عام ،2002 إلى إحدى العواصم العربية الكبرى. وبعد سفره ظل يتصل بأسرته يوميا، ثم انقطع اتصاله بهم فجأة، واستمر مصير الرجل مجهولا حتى شهر ابريل/نيسان عام ،2004 حيث تلقت منه رسالة أفادت بأنه مسجون في قاعدة “جوانتانامو”، التابعة لسلاح البحرية الأمريكية في كوبا، الأمر الذي بدا لغزاً محيرًا، كشفت “منظمة هيومات رايتس واتش” عن أسراره الأسبوع الماضي.
***
ليس دقيقاً القول بأن الولايات المتحدة مارست تلك الانتهاكات لأجل مكافحة الإرهاب، لان الاستقواء والاستعلاء الأمريكيين سابقان على حكاية الحرب ضد الإرهاب. ذلك أن “فقه التمكين” في الولايات المتحدة انتعش وراجت سوقه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينات، وما أسفرت عنه من خلو الساحة لصالح القطب الأوحد. وهو ما هيأ ظرفا مواتيا لانطلاق أفكار التوسع والهيمنة على العالم، والحديث عن القرن الأمريكي وصراع الحضارات ونهاية التاريخ. وكل ما فعلته أحداث 11 سبتمبر/ايلول، انها فتحت الباب واسعا لتنزيل ذلك الفقه على الواقع، حيث بدا الشرق الأوسط مختبراً مثالياً، ليس فقط لان الذين فعلوها في أحداث 11 سبتمبر/أيلول من أبناء تلك المنطقة، ولكن أيضا لان المغريات فيها بلا حدود (النفط). ثم إن حالة الهشاشة والضعف فيها أيضا بلا حدود (أنت أدرى ! )، كما أن التحريض “الإسرائيلي” عليها كان بدوره بلا حدود.
ذلك الاستعلاء هو الذي شجع الولايات المتحدة على أن تطبق قوانينها المحلية على مختلف دول العالم، وان تمنع حتى دول أوروبا من الاستثمار في إيران لإحكام الحصار من حولها.
وهو الذي سوغ لها أن تقسم العالم بين دول الخير والشر، لكي تضع في مربع الأشرار من لا يعجبها، وتصنف بين الأبرار من تشاء. وهو أيضا ما سوغ لها أن تغزو العراق وتحتله استنادا إلى أكذوبة تم تلفيقها خاصة بأسلحة الدمار الشامل.
مجمل هذه الظروف أنعشت كثيرا فقه التمكين، الذي تصدت له العديد من مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، وباعها مشهودة في صناعة القرار الأمريكي. وقد ساهم في تنشيط تلك المراكز كون أكثرها متعاطفا مع “إسرائيل”، لذلك فإنها لا تتمنى للعرب خيرا، ولا تنشغل إلا بأمرين: أن تصبح الولايات المتحدة قوة عالمية كبرى، وان تغدو “إسرائيل” قوة إقليمية كبرى، لا منافس لها ولا منازع.
***
بين يدي نموذج حديث للاجتهاد الأمريكي في فقه التمكين، يجيب عن السؤال: كيف يمكن تأديب وتهذيب العالم العربي، لكي يدخل في بيت الطاعة الأمريكي ولا يخرج منه أبدا؟
صاحب هذا الاجتهاد هو الدكتور روبرت ساتلوف مدير مؤسسة واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، وهو من أبرز العقول المؤثرة في التفكير الاستراتيجي الأمريكي. واهتمامه الأساسي منصب على موضوع العلاقات العربية الأمريكية “الإسرائيلية” (يجيد العربية والفرنسية والعبرية إلى جانب لغته الإنجليزية الأم)
في الدراسة أفكار متعددة، سأتعرض لخطوطها الأساسية حالا، لكن قارئها يلاحظ ان السيد ساتلوف تحدث عن ا المنطقة باعتبارها كيانا متهالكا منزوع العافية، وكل ما يشغله هو كيفية تكريس الاستسلام للتطلعات الأمريكية و”الإسرائيلية”. لذلك فإنه في الجزء الأول من دراسته (المنشورة في 15/3) ركز على الوضع في لبنان وسوريا وشدد على عدة أمور أهمها ما يلي:
الدعوة إلى استئصال أي نفوذ سوري في لبنان، بعد ضمان استئصال الوجود السوري هناك. وقال إن الرقابة الدولية على الانتخابات اللبنانية يجب أن تكون محكمة للغاية، بحيث يتولى الفريق الدولي المرشح لتلك المهمة (الذي سيوفده مركز كارتر) ليس فقط مراقبة عملية التصويت، ولكن عليه أن يراقب الحملة الانتخابية ذاتها.
الإصرار على نزع سلاح حزب الله حتى لا يشكل أي تهديد لـ”إسرائيل”، وقطع الطريق على تلقيه أي مساندة أو عون عسكري من إيران، والقبول بوجود الحزب في الساحة السياسية فقط، وذلك شرط أساسي لرفعه من القائمة السوداء التي تتضمن المنظمات الإرهابية.
بعد ضمان استئصال الحضور السوري في لبنان، ينبغي ان يلاحق النظام البعثي في دمشق ذاتها عن طريق: تركيز النشاط الاستخباراتي لمراقبة الوضع في الداخل، فتح ملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون في سوريا- إنهاك النظام هناك إلا إذا استجاب لشرطين:
أولهما زيارة الرئيس بشار الأسد لـ”إسرائيل” والتحاقه بمسيرة السلام معها، وثانيهما طرد منظمات المقاومة “الإرهابية” من دمشق وإغلاق مكاتبها هناك.
***
تحريك أوضاع العالم العربي كان محور الجزء الثاني من دراسة روبرت ساتلوف، التي دعا فيها الى توسيع نطاق العمل بسياسة “الاضطراب البناء”. وقال إن إدارة الرئيس بوش ترى أن عملية إعادة رسم الخرائط في المنطقة سوف تستغرق جيلا بأكمله حوالي عشر سنوات- وان هذه المدة ليس مقطوعا بها، نظرا لتسارع التحولات في العالم العربي، في ظل هرولة الأنظمة صوب محاولة استرضاء الولايات المتحدة بكل السبل.
***
حتى مجلس الأمن أصبح أداة أمريكية التمكين. إذ لم يعد الأمر مقصورا على قرار يصدره مجلس الشيوخ الأمريكي لمحاسبة هذه الدولة أو تلك (كما حدث مع سوريا)- وإنما بات بوسع واشنطن أن تستصدر ما تريد من قرارات الإخضاع من خلال مجلس الأمن. وهو ما حدث مع السودان مؤخراً، حيث أجاز المجلس (في30/3) مشروع قرار أمريكي وضع السودان تقريبا تحت الوصاية، ففرضت عليه حظر السفر وتجميد أرصدة المسئولين عن ارتكاب جرائم بحق المدنيين في دارفور، والذين ينتهكون الهدنة هناك. كما فرض حظرا على الطيران الحكومي فوق الإقليم ألا بإذن من الأمم المتحدة. وفي يوم لاحق قرر المجلس إحالة 51 مسئولا سودانيا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لاتهامهم بالمسؤولية عما جرى في دارفور. وتلك أول قضية تنظرها المحكمة، التي تحفظت واشنطن على إقامتها كما هو معلوم، كي لا يحاسب أي جندي أو مسئول أمريكي أمامها في أي وقت (لهذا السبب تولت فرنسا تقديم مشروع القرار).
هكذا، فإن منطق التفكيك وإعادة التركيب حسب الهوى الأمريكي، يجلد السودان ويوضع تحت الوصاية، ويقدم بعض مسؤوليه إلى العدالة الدولية، في حين يرفع التكليف عن سحق روسيا للمسلمين في الشيشان، وعن جرائم “إسرائيل” في فلسطين، واستمرارها في إقامة الجدار الوحشي الذي دانته وحكمت ببطلانه محكمة العدل الدولية. وذات المنطق هو الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها لوقف البرنامج النووي الإيراني، رغم التأكيد على توظيفه للأغراض السلمية، في حين يغض الطرف عن البرنامج النووي “الإسرائيلي”، الذي بات الجميع يعرفون أمر المائتي قنبلة ذرية التي في حوزتها، فضلا عن استمرارها في إنتاج بقية الأسلحة الأخرى الكيماوية والبيولوجية.
حين يحدث ذلك في أمور السياسة، ويكون الرد العربي عليه متمثلا في الانصياع والامتثال والتسابق على استرضاء واشنطن، فينبغي ألا نستغرب أو نستنكر أن يفتح باب الخوض في الدين على مصراعيه، تفكيكا وتركيبا حسب الطلب.
فهمى هويدي.
المصدر / الخليج الإماراتية.
عبد السلام الحيله ضابط مخابرات يمني برتبة عميد، كان يتحرك باعتباره رجل أعمال. وبهذه الصفة الأخيرة غادر صنعاء في شهر سبتمبر/أيلول عام ،2002 إلى إحدى العواصم العربية الكبرى. وبعد سفره ظل يتصل بأسرته يوميا، ثم انقطع اتصاله بهم فجأة، واستمر مصير الرجل مجهولا حتى شهر ابريل/نيسان عام ،2004 حيث تلقت منه رسالة أفادت بأنه مسجون في قاعدة “جوانتانامو”، التابعة لسلاح البحرية الأمريكية في كوبا، الأمر الذي بدا لغزاً محيرًا، كشفت “منظمة هيومات رايتس واتش” عن أسراره الأسبوع الماضي.
***
ليس دقيقاً القول بأن الولايات المتحدة مارست تلك الانتهاكات لأجل مكافحة الإرهاب، لان الاستقواء والاستعلاء الأمريكيين سابقان على حكاية الحرب ضد الإرهاب. ذلك أن “فقه التمكين” في الولايات المتحدة انتعش وراجت سوقه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينات، وما أسفرت عنه من خلو الساحة لصالح القطب الأوحد. وهو ما هيأ ظرفا مواتيا لانطلاق أفكار التوسع والهيمنة على العالم، والحديث عن القرن الأمريكي وصراع الحضارات ونهاية التاريخ. وكل ما فعلته أحداث 11 سبتمبر/ايلول، انها فتحت الباب واسعا لتنزيل ذلك الفقه على الواقع، حيث بدا الشرق الأوسط مختبراً مثالياً، ليس فقط لان الذين فعلوها في أحداث 11 سبتمبر/أيلول من أبناء تلك المنطقة، ولكن أيضا لان المغريات فيها بلا حدود (النفط). ثم إن حالة الهشاشة والضعف فيها أيضا بلا حدود (أنت أدرى ! )، كما أن التحريض “الإسرائيلي” عليها كان بدوره بلا حدود.
ذلك الاستعلاء هو الذي شجع الولايات المتحدة على أن تطبق قوانينها المحلية على مختلف دول العالم، وان تمنع حتى دول أوروبا من الاستثمار في إيران لإحكام الحصار من حولها.
وهو الذي سوغ لها أن تقسم العالم بين دول الخير والشر، لكي تضع في مربع الأشرار من لا يعجبها، وتصنف بين الأبرار من تشاء. وهو أيضا ما سوغ لها أن تغزو العراق وتحتله استنادا إلى أكذوبة تم تلفيقها خاصة بأسلحة الدمار الشامل.
مجمل هذه الظروف أنعشت كثيرا فقه التمكين، الذي تصدت له العديد من مراكز الأبحاث في الولايات المتحدة، وباعها مشهودة في صناعة القرار الأمريكي. وقد ساهم في تنشيط تلك المراكز كون أكثرها متعاطفا مع “إسرائيل”، لذلك فإنها لا تتمنى للعرب خيرا، ولا تنشغل إلا بأمرين: أن تصبح الولايات المتحدة قوة عالمية كبرى، وان تغدو “إسرائيل” قوة إقليمية كبرى، لا منافس لها ولا منازع.
***
بين يدي نموذج حديث للاجتهاد الأمريكي في فقه التمكين، يجيب عن السؤال: كيف يمكن تأديب وتهذيب العالم العربي، لكي يدخل في بيت الطاعة الأمريكي ولا يخرج منه أبدا؟
صاحب هذا الاجتهاد هو الدكتور روبرت ساتلوف مدير مؤسسة واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، وهو من أبرز العقول المؤثرة في التفكير الاستراتيجي الأمريكي. واهتمامه الأساسي منصب على موضوع العلاقات العربية الأمريكية “الإسرائيلية” (يجيد العربية والفرنسية والعبرية إلى جانب لغته الإنجليزية الأم)
في الدراسة أفكار متعددة، سأتعرض لخطوطها الأساسية حالا، لكن قارئها يلاحظ ان السيد ساتلوف تحدث عن ا المنطقة باعتبارها كيانا متهالكا منزوع العافية، وكل ما يشغله هو كيفية تكريس الاستسلام للتطلعات الأمريكية و”الإسرائيلية”. لذلك فإنه في الجزء الأول من دراسته (المنشورة في 15/3) ركز على الوضع في لبنان وسوريا وشدد على عدة أمور أهمها ما يلي:
الدعوة إلى استئصال أي نفوذ سوري في لبنان، بعد ضمان استئصال الوجود السوري هناك. وقال إن الرقابة الدولية على الانتخابات اللبنانية يجب أن تكون محكمة للغاية، بحيث يتولى الفريق الدولي المرشح لتلك المهمة (الذي سيوفده مركز كارتر) ليس فقط مراقبة عملية التصويت، ولكن عليه أن يراقب الحملة الانتخابية ذاتها.
الإصرار على نزع سلاح حزب الله حتى لا يشكل أي تهديد لـ”إسرائيل”، وقطع الطريق على تلقيه أي مساندة أو عون عسكري من إيران، والقبول بوجود الحزب في الساحة السياسية فقط، وذلك شرط أساسي لرفعه من القائمة السوداء التي تتضمن المنظمات الإرهابية.
بعد ضمان استئصال الحضور السوري في لبنان، ينبغي ان يلاحق النظام البعثي في دمشق ذاتها عن طريق: تركيز النشاط الاستخباراتي لمراقبة الوضع في الداخل، فتح ملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان وحكم القانون في سوريا- إنهاك النظام هناك إلا إذا استجاب لشرطين:
أولهما زيارة الرئيس بشار الأسد لـ”إسرائيل” والتحاقه بمسيرة السلام معها، وثانيهما طرد منظمات المقاومة “الإرهابية” من دمشق وإغلاق مكاتبها هناك.
***
تحريك أوضاع العالم العربي كان محور الجزء الثاني من دراسة روبرت ساتلوف، التي دعا فيها الى توسيع نطاق العمل بسياسة “الاضطراب البناء”. وقال إن إدارة الرئيس بوش ترى أن عملية إعادة رسم الخرائط في المنطقة سوف تستغرق جيلا بأكمله حوالي عشر سنوات- وان هذه المدة ليس مقطوعا بها، نظرا لتسارع التحولات في العالم العربي، في ظل هرولة الأنظمة صوب محاولة استرضاء الولايات المتحدة بكل السبل.
***
حتى مجلس الأمن أصبح أداة أمريكية التمكين. إذ لم يعد الأمر مقصورا على قرار يصدره مجلس الشيوخ الأمريكي لمحاسبة هذه الدولة أو تلك (كما حدث مع سوريا)- وإنما بات بوسع واشنطن أن تستصدر ما تريد من قرارات الإخضاع من خلال مجلس الأمن. وهو ما حدث مع السودان مؤخراً، حيث أجاز المجلس (في30/3) مشروع قرار أمريكي وضع السودان تقريبا تحت الوصاية، ففرضت عليه حظر السفر وتجميد أرصدة المسئولين عن ارتكاب جرائم بحق المدنيين في دارفور، والذين ينتهكون الهدنة هناك. كما فرض حظرا على الطيران الحكومي فوق الإقليم ألا بإذن من الأمم المتحدة. وفي يوم لاحق قرر المجلس إحالة 51 مسئولا سودانيا إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لاتهامهم بالمسؤولية عما جرى في دارفور. وتلك أول قضية تنظرها المحكمة، التي تحفظت واشنطن على إقامتها كما هو معلوم، كي لا يحاسب أي جندي أو مسئول أمريكي أمامها في أي وقت (لهذا السبب تولت فرنسا تقديم مشروع القرار).
هكذا، فإن منطق التفكيك وإعادة التركيب حسب الهوى الأمريكي، يجلد السودان ويوضع تحت الوصاية، ويقدم بعض مسؤوليه إلى العدالة الدولية، في حين يرفع التكليف عن سحق روسيا للمسلمين في الشيشان، وعن جرائم “إسرائيل” في فلسطين، واستمرارها في إقامة الجدار الوحشي الذي دانته وحكمت ببطلانه محكمة العدل الدولية. وذات المنطق هو الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها لوقف البرنامج النووي الإيراني، رغم التأكيد على توظيفه للأغراض السلمية، في حين يغض الطرف عن البرنامج النووي “الإسرائيلي”، الذي بات الجميع يعرفون أمر المائتي قنبلة ذرية التي في حوزتها، فضلا عن استمرارها في إنتاج بقية الأسلحة الأخرى الكيماوية والبيولوجية.
حين يحدث ذلك في أمور السياسة، ويكون الرد العربي عليه متمثلا في الانصياع والامتثال والتسابق على استرضاء واشنطن، فينبغي ألا نستغرب أو نستنكر أن يفتح باب الخوض في الدين على مصراعيه، تفكيكا وتركيبا حسب الطلب.
فهمى هويدي.
المصدر / الخليج الإماراتية.