ابو اسامه المكي
20-04-2005, 04:20 PM
ما حكم استعمال الدف في الافراح عند الرجال والنساء وفي هذه الايام عند بعض فرق الانشاد؟
وماهي أقوال العلماء من السلف والخلف ؟(بالتفصيل)
وجزاكم الله خيرا
Muhannad
29-04-2005, 11:38 AM
Abo osama
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1.
http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_235.shtml
(الشريط 08 - الوجه الثاني )
2
يشهد العصر الذي نعيشه اسفافاً وهبوطاً فيما يتردد من ألوان الغناء الخليع الذي يكاد يصم الآذان من رداءته وبشاعة ما يتضمنه من صور توحي بأمور خارجة عن حيز المعقول والمقبول من العادات والتقاليد والآداب والسلوكيات الاسلامية. وهناك حلول عدة لمواجهة هذه الموجة العاتية من الغناء المحرم شرعاً، ومن هذه الحلول تفعيل الانشاد الديني الذي يحمل الكلمة الهادفة ويرتقي بالأحاسيس ويخاطب الوجدان والفطرة السوية. ولكن ما الضوابط الشرعية التي ينبغي توفرها في الانشاد الديني حتى يصل الى هذا المستوى الراقي؟ وما فوائد هذا الانشاد؟ هذا ما سنتطرق إليه في التحقيق التالي:
رداً على سؤال عن ماهية الانشاد في العقيدة الإسلامية وحكمه بالنسبة للرجال والنساء والجويريات اللواتي لم يبلغن، قالت آمال السيد الباحثة في العلوم الشرعية:
النشيد هو قراءة القصائد إما بصوت واحد أو بترديدها جماعة، وقد كرهه بعض المشايخ لأن الترنم به يشبه الأغاني التي تثير الغرائز وتحصل بها محبة لتلك النغمات ولكن إذا سلمت القصائد من المحذور في معانيها كالحماسية والتي تتضمن حث المسلمين على الأعمال، وتحذيرهم من المعاصي وبعث الهمم الى الجهاد والتسابق في فعل الخيرات وكانت بعيدة عن الأغاني وسالمة من الترنم ومن دوافع الفساد فلا ضير فيها.
وهل هناك فرق بين الشعر والكلام في الانشاد الديني؟
الشعر مثل الكلام فحسنه حسن وقبيحه قبيح ولا شك ان حكم هذه الأناشيد حكم نظم الشعر أي إذا كان محتواها مفيدا كالترغيب في الخير، والتحذير من المعاصي والحث على مكارم الأخلاق، وذكر العبادات والنوافل ونحوها، فإنها مباحة على ان يكون انشادها عادياً من دون ترنم أما ان احتوت على التشبيب، ووصف الخدود والقدود واثارة الغرائز وذكر المحرمات وما إلى ذلك فهي محرمة بأي صوت والأمر نفسه ينطبق على الشعر إذا كان فيه شيء من الترنم أو التغنج ونحوه.
ما حكم الأناشيد الاسلامية الخالية من الموسيقا؟
جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بدلالات متنوعة عن اباحة انشاد الشعر واستماعه، فقد صح ان النبي صلى الله عليه والصحابة الكرام رضوان الله عليهم. قد سمعوا الشعر وانشدوه واستنشدوه من غيرهم في سفرهم وحضرهم له وفي مجالسهم واعمالهم، بأصوات فردية كما في انشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشه رضي الله عنهم، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق، قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من نصب وجوع قال:
“اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
فاغفر للانصار والمهاجرة”
فقالوا مجيبين:
“نحن الذين بايعوا محمدا
على الجهاد ما بقينا أبدا”
رواه البخاري 3/1043
وفي المجالس ايضا اخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن ابي سلمة بن عبدالرحمن قال: “لم يكن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين كانوا يتناشدون الاشعار في مجالسهم وينكرون أمر جاهليتهم. فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه”.
8/711
فهذه الأدلة تدل على ان الانشاد جائز سواء كان بأصوات فردية أو جماعية والنشيد في اللغة العربية بالشعر مع تحسين وترقيق. أما الغناء اليسير لمن يستتر في بيته لسماع الغناء ولم يكثر ولم يتزيد وغنى يسيرا في خفاء نفسه. فلا بأس أي لا حرج ولا حرمة في ذلك.
وقد روي عن فرة بن خالد بن عبدالله بن يحيى قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنابغة الجعدي اسمعني بعض ما عفا الله لك عنه من هنيهاتك فاسمعه كلمة له (يعني قصيدة) فقال له: وإنك لقائلها؟ قال: نعم. قال عمر رضي الله عنه: لطالما غنيت بها خلف جمال الخطاب.
وعن عبدالله بن عوف قال: أتيت باب عمر رضي الله عنه فسمعته يغني بالركبانية.
وكان جميل بن معمر من اخصاء عمر رضي الله عنه. قال: فلما استأذنت عليه قال: اسمعت ما قلت؟ قلت: نعم، قال: إذا خلونا قلنا ما يقوله الناس في بيوتهم.
ضوابط محددة
هل هناك ضوابط تراعى عند القيام بالانشاد الديني؟
هناك ضوابط تراعى في هذا الأمر من عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد. وعدم الاكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته، وألا يكون بأصوات النساء وألا يشتمل على كلام محرم أو فاحش وألا يشابه الحان الفسق والمجون، وان يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج اصواتا مثل اصوات المعازف وألا يكون ذا لحن يطرب وينتشي منه السامع ويفتنه.
دليل الجواز
ما الدليل على جواز استعمال الأناشيد الاسلامية؟
المتقرر عند علماء الأصول: ان الأصل في الأشياء الإباحة ولا يذهب الى التحريم والايجاب والندب والكرة إلا بدليل.
الاناشيد الاسلامية الأصل فيها الاباحة، لعدم ورود الدليل المانع لها. وأيضا لورود ذلك في السنة كما في قصة ابن الأكوع.
كما في إقرار النبي لمن انشد له عند قدومه من غزوة تبوك (طلع البدر علينا) فرحا وسرورا به صلى الله عليه وسلم.
وهذا هو الموقف الصحيح الذي قيلت فيه انشودة (طلع البدر علينا) وليس كما يعتقده كثير من الناس انها قيلت عند هجرته صلى الله عليه وسلم الى المدينة فإنه خبر ضعيف.
والمباح عند الأصوليين يأخذ حكم ما أدى إليه من الوجوب والتحريم وما إليه، والنشيد من هذا القبيل يأخذ حكم غيره من احدى جهتين:
جهة المضمون: فما دام الشعر الملحن يحمل ابياتا ذات معان رفيعة وآداباً حساناً فإنه لا شيء فيه ودخل ضمن حسن الشعر.
وأما إذا كان غير حسن أو غير ذلك وبعكسه فإنه محرم قولاً وانشاداً وتلحيناً والتحريم ليس لذاته بل لما تضمنه من عكس الفضيلة وخلاف الآداب.
جهة ما صاحبه: فالشعر إذا صاحبه من قائله أو غيره آلة لهو وأداة عزف حرم، والتحريم هنا من أجل ذلك المصاحب.
وفي هذه الأيام نجد ان البعض ينشد أناشيد إسلامية على أنغام أصلها لأغاني خليعة من اغاني العشق والغرام وبعضهم يستخدم بعض الآلات الموسيقية من طبل ودف وناي وغير ذلك بطريقة مثيرة للمشاعر والغرائز، حتى قامت بعض النساء والأطفال بالرقص على أنغامها، وهذا لا يجوز شرعا.
الآلات المستخدمة
ما الآلات المباح استخدامها مع النشيد الديني؟
لقد أفتى العلماء بعدم جواز استعمال الدف للرجال إلا في اعلان الحرب وما شابه ذلك وأجازوا استعماله للنساء في اعراسهن بشرط ألا يطلع عليهن الرجال وان يكون الضرب والانشاد في الاطار المشروع.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: لكن رخص النبي في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء ان يضربن بالدف في الاعراس والافراح. لحديث عائشة انها قالت: (دخل علي أبوبكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار. تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت: وليستا بمغنيتين. قال أبوبكر: أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله. وذلك في يوم عيد الفطر.
فقال النبي: “يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا”.
والعجيب ان الذين يبيحون سماع الغناء والموسيقا يستدلون بهذا الحديث، مع ان في الحديث رداً عليهم.
وصدق ابن القيم إذ يقول: (واعجب من هذا استدلالكم على اباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد.
وكانت الأبيات أبياتا في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا؟!
والعجيب ان هذا الحديث من اكبر الحجج عليهم فإن الصديق رضي الله عنه سمى ذلك مزمارا من مزامير الشيطان، وأقره النبي عليه الصلاة والسلام على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في انشادهما واستماعهما. أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام (مدارج السالكين).
كيفية احيائه
هل يجوز توسيع دائرة الانشاد الديني في أي مجتمع من المجتمعات؟
الشيخ سالم ارحمة الواعظ الاول في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية يؤكد ان حكم النشيد يتوقف على ما تتضمنه كلماته، ويقول: ما كان مباحاً فهو مباح والمحرم محرم، والقاعدة في الشرع تنص على ان الأصل في المنافع الاباحة وفي المضار الحرمة، لذا فالانشاد الديني يقتضي ان تكون كلماته دينية.
وعن كيفية احياء الانشاد الديني في نفوس المسلمين للابتعاد بهم عن الانصات الى الغناء المحرم شرعا، يشدد على اهمية تفعيله في المناسبات المختلفة كالأعراس والمولد النبوي مثلا وحين استقبال مولود جديد، أو عند القدوم من السفر أو الشفاء من المرض والى غير ذلك.
رسالة مهمة
وفي السياق ذاته يقول الباحث الإسلامي ناصر الحوسني: الانشاد الديني وسيلة تحمل رسالة بالغة الأهمية خاصة انها تقترن بأمانة تبليغ الكلمة الايمانية، وفي السابق استخدم الانشاد الديني في ذكرى السيرة العطرة، وفي هذا الزمن اجتهد الكثير من المسلمين خاصة الشباب ليصوغوا بهذه الوسيلة الابداعية الجمالية الكلمة الهادفة المتناسبة مع السلوك الاسلامي ليبلغوا الدعوة الاسلامية بأداء حسن ولحن راقٍ.
ويضيف: وليس ادل على نجاح النشيد من اتساع رقعة انشاده وبلغات متعددة لأنه احياء طبيعي واصيل تتم من خلاله مخاطبة الوجدان والفطرة السوية، ومن خلال المؤسسات الثقافية الاسلامية يمكن دعم مثل هذا اللون الابداعي الذي يرتقي بالحس وينمي السلوك السوي عند المسلمين على اختلاف اعمارهم، وبشكل عام فإن النشيد مر بمراحل وحقب زمنية في تطوره وأدى استخدامه مع بعض المحسنات الى جعل اسلوبه بليغاً ومؤثراً ومقنعاً.
وينبه الى أهمية مراعاة الضوابط الإسلامية حين العمل على النهوض بالانشاد الديني واحياء دوره، واكتشاف الطاقات المسلمة ذات الحناجر الجميلة للانشاد مع ادخال بعض المؤثرات الطبيعية معها في هذا الصدد، واقامة المهرجانات والامسيات التي تنمي الاهتمام المجتمعي بالانشاد الديني.
ثواب القراءة للميت
توفيت جدتي منذ فترة ومنذ ذلك الوقت وأنا أكلف من يقرأ عليها القرآن بأجر شهري فهل يجوز هذا العمل؟ واذا كان لا يجوز فهل يمكن ان اقوم بذلك مهديا ثواب القراءة لها؟
ه.م دبي
- يقول قسم الافتاء في أوقاف دبي: انه لا مانع ان تؤجر من يقرأ على جدتك أو أن تقوم أنت بالقراءة عليها، كما ذهب الى ذلك جمهور اهل العلم.
اما الاجرة على القراءة فلقوله صلى الله عليه وسلم: “ان احق ما اخذتم عليه أجراً كتاب الله” كما اخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
وخالف في هذا السادة الاحناف فقالوا: “ان بذل الاجرة على قراءة القرآن اذا شرطت كانت غير جائزة كما في رد المحتار 9/77. ورأوا ان الحديث المذكور خاص بالرقية، وليس على عمومه.
وأما قراءتك انت عليها فإن ذلك من البر والصدقة الواصلة ان شاء الله تعالى لجدتك، لأن الميت ينتفع بقراءة الحي عليه كما ذهب الى ذلك جمهور اهل العلم بل حكى ابن قدامة المقدسي في كتابه المغني 2/425 اجماع المسلمين عليه، قال: فإنهم في كل عصر ومصر يجتمعون ويقرؤون القرآن ويهدون ثوابه الى موتاهم من غير نكير، قال: ولأن الحديث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه” والله أكرم من ان يوصل عقوبة المعصية اليه ويحجب المثوبة عنه.. الخ ما قال، وبذلك افتى ابن تيمية كما في فتاواه 24/،324 24/315 وغيرها. وهذا ما نفتي به. والله أعلم.
آداب الزيارة
بعض أصدقائي يأتون لزيارتي في منزلي في وقت راحتي أو انشغالي ببعض الأعمال الخاصة ولا أدري ماذا افعل معهم، فما حكم الشرع في ذلك؟ وما ضوابط وآداب زيارة الآخرين في الإسلام؟
د.د - دبي
- يقول الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر: من المعلوم أن زيارة الأخ لأخيه مستحبة لتقوية رابطة الأخوة، وتتأكد إن كان معها مجاملة في فرح، أو عيادة في مرض، أو عزاء في موت، روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا”.
وحتى تكون الزيارة محققة لغرضها وضع الإسلام لها آدابا منها:
الاطمئنان إلى تقبل المزور لهذه الزيارة، وذلك بتحديد موعد له عن طريق الهاتف، أو أي طريق آخر، حتى يستعد لها المزور بتنظيم مواعيد عمله، وإعداد ما يلزم للمقابلة، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون” (النور: 27)، وقال بعض العلماء: المراد بالاستئناس هو الاستئذان في الزيارة قبل الذهاب بوقت كاف لعمل اللازم لها، وقال بعض آخر المراد به الاستئذان وهو واقف أمام البيت.
الاستئذان في دخول البيت عند المفاجأة بالزيارة أو عدم الاستعداد للاستقبال، ويكون الاستئذان بوسائل تختلف باختلاف البيئات والعصور كدق الباب بالإصبع، أو دق الناقوس الكهربائي، أو التنحنح أو الكلام أو إلقاء السلام أو غير ذلك، وكانت وسيلة الاستئذان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم هي قول: “السلام عليكم، أأدخلن” فإن أذن له دخل وإلا رجع، قال تعالى: “فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وان قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم”، (النور 28). وروى البخاري ومسلم في ذلك حديثا هو “الاستئذان ثلاث فإن أذن لك فادخل”.
من السنة ألا يقف الزائر أمام الباب مباشرة حتى لا تقع عينه على ما لا ينبغي أن يرى، فالذي في داخل البيوت هو من الأسرار التي لا يجب أن يطلع عليها الغير.
إذا استأذن الزائر بالسلام أو دق الباب وقيل له من أنت؟ ينبغي أن يسمي نفسه بوضوح ليقرر المزور ما يريد، ويكره أن يقول “أنا” فقط، أو احد المحبين وما أشبه ذلك، وروى البخاري ومسلم أن جابرا رضي الله عنه أتى لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم فدق الباب فقال الرسول “من ذا”؟ فقال: أنا أنا، فقال الرسول: “أنا أنا”، كأنه كرهها،ولا بأس أن يصف الزائر نفسه بما يعرف به إذا لم يعرفه المخاطب بغيره.
تحين الوقت المناسب للزيارة، فلا تكون مبكرة في الصباح مثلا، أو في وقت الراحة ظهرا، أو بعد ساعات طويلة من الليل.
الإقلال من الزيارة بعدم تكرارها قبل مرور وقت تشتاق فيه النفوس إليها، وقد روي حديث يقول: “زر غبّا تزدد حبا”.
تقليل زمن الزيارة ومراعاة ظروف المزور حتى لا يمل من الزائرين، وخاصة إذا كان مريضا أو مشغولا بأمور مهمة وجاءت الزيارة مفاجئة لم يسبقها استعداد، والقرآن الكريم ينهى عن ذلك بما حدث من المدعوين لوليمة بمناسبة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش رضي الله عنها، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق” الأحزاب (53).
إذا لم يكن المزور موجودا في بيته ينبغي ألا يدخل الزائرون حتى لو كانوا أقارب للزوجة.
من السنة أن يجلس الزائر في المكان الذي يختاره له صاحب البيت، ولا يتمسك بمكان معين قد يطلع منه على بعض ما لا يحب صاحب البيت أن يطلع عليه احد والله اعلم.
التوبة الصادقة
ارتكبت كثيرا من الذنوب والآثام وأريد أن أتوب عنها فماذا افعل؟ وهل يقبل الله توبتي؟
م.ع الفجيرة
- يقول الدكتور احمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية والرئيس السابق لجامعة الأزهر: يقول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير”، (التحريم: 8).
ففي هذه الآية نداء إلهي كريم، للجماعة المؤمنة، ودعوة رحيمة إلى المغفرة والرضوان، وذلك بالتوبة النصوح، وهي التوبة الصادقة الجازمة، التي تمحو ما قبلها من السيئات والذنوب، وقال عمر رضي الله عنه: التوبة النصوح أن يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه، أو لا يريد أن يعود فيه.
وقال العلماء: التوبة النصوح أن يقلع عن الذنب في الحاضر، ويندم على ما سلف منه في الماضي، ويعزم على ألا يفعله في المستقبل، ثم إن كان الحق لآدمي رده إليه.
وثمرة هذه التوبة النصوح تكفير السيئات وغفرانها، ودخول الجنة برحمة الله الرحمن الرحيم: “عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار”.
وفي يوم القيامة تتجلى رحمة الله ومغفرته، ورضوانه ومثوبته، ويومها لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، إنما يتجلى كرمه وبره، ورحمته الواسعة للمؤمنين التائبين.
وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن كرمه الواسع ورحمته الشاملة ومغفرته لأصحاب الذنوب الذين يتوبون إليه، ويثوبون إلى الرشد والصواب، قال تعالى: “ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما” (النساء: 110).
والإنسان التائب إلى ربه، يكون الله معه، ويفرح به، ويرضى عنه ويصبح قريبا من بره ورحمته، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: “أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا اقبل إليّ يمشي أقبلت إليه أهرول”.
ومن دلائل التوبة النصوح: إقبال العبد على ربه والإسراع بالرجوع إليه من قريب، فلا يركن إلى الذنب حتى إذا فاجأه الأجل وتقدمت به السن حاول الرجوع والتوبة، قال الله تعالى: “وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما” (النساء:18).
وقد دعا الإسلام إلى التوبة والإنابة، والرجوع إلى الله بإخلاص، وعدم اليأس والقنوط، فإن الله يغفر الذنب، ويقبل التوب، ويحب التوابين ويحب المتطهرين ولو أن الناس يئسوا من الرحمة ولجوا في طغيانهم لضلوا ضلالا مبينا وخسروا الدنيا والآخرة، ولكن رحمة الله التي وسعت كل شيء فتحت أبواب الرجاء والأمل، والتوبة والقبول، وحذر الله سبحانه من اليأس أو القنوط من رحمته، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن الذي تقول وتدعو إليه حسن، لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة، فنزل: “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم”
3- الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ .. (( إنها نوع من الصوفية .. لا يجوز لمسلم ان يتغني بها .. ولا يجوز بيعها ,, ))
4- الشيخ صالح الفوزان (( هذه أناشيد محرمة لأنها من الغناء المحرم ومن اللهو المحرم ,, فلا يجوز بيعها وشراءها وتداولها .. ولا يجوز الاستماع إليها ,, لأن هذه تشبه الأناشيد الصوفية ..الذي يتخذون الاناشيد طاعة وقربى إلى الله وعبادة لله ..وهذا من إبتداعهم الباطل .. الذي يتخذ هذه الاناشيد يشبه الصوفيه او هو صوفى بالفعل .. ما جاءت هذه الاناشيد الا من الصوفيه .. ولا من أصحاب الحزبيات والشعارات الحزبيه التى غشت الناس اليوم .. ماكانت معروفه عند المسلمين .. ))
5
لشيخ عبدالله بن جبرين (( ننهى عن ذلك إذا كان فيها تلحين او تمايل او اصوات رنامه او اصوات نساء تحصل بها على الفتنة او ما اشبه ذلك ولو كانت الابيات حماسية او إسلامية او نحو ذلك نظرا الى ما اقترن بها .. أما إذا كان نشيدا عاديا ليس بها ترنما ولا تلحينا ولا تماليا ولا فتنة ولا مايثير الشهوات .. فإنها تعتبر كالشعر .. حسنها حسن وقبيحها قبيح )) ..
6- الشيخ أحمد النجمي (( إن الاناشيد الإسلامية .. التى تسمى بهذا الاسم ظلما وعدوانا .. ليست إسلامية .. وإنما هيه أناشيد صوفية .. جاءت إلينا بدخول الدعوات الجديدة .. التى كان بها .. بعض من غرقوا فى الصوفية .. ومعلوم ان الشيطان قد زين هذه الاناشيد فما سبق من الدهر فى اخر المئة الثانية بحيث ان الشافعية سمعها وأنكرها ومازال الشيطان يزين للصوفية تلك الاناشيد التى بدأت بزعم أصحابها أنها ترقق القلوب .. وتدعوا الى الرهبة من الله ,, وتذكر بالاخرة . وبعد ذلك تبين انها استدراج شيطانى فتن به المتصوفة .. وبدأو كما بدأ هؤلاء بالاناشيد مجرده .. ثم أضافوا إلى ذلك التلحين لها .. ثم أضافوا إلى ذلك أن يكون الملحن شابا جميلا او قتاة جميلة الصوت ثم أضافوا إلى ذلك .. ان يكون التلحين من جماعة .. ثم أضافوا الى ذلك إضافة الطفل والطقطقه والدوران إلى غير ذلك مما ذكره علماء السنة .. كأبن تيمة وأبن القيم وأمثالهم ,, ولا شك أن هذه الاناشيد مبتدعه .. وأما الذي يجب على كل مسلم فضلا عن طالب علم أن يبتعد عنها .. وعن ألحانها ,, الفاجرة التى توقع فيما حرم الله ,, وتجعل التأسي بأصحاب الانحراف ..))
7- الشيخ ربيع بن هادى المدخلى (( الأناشيد هذه ماكان يعرفونها طلاب العلم فى السابق .. الأناشيد هذه مأخوذه من الصوفية ومن الروافظ .. وهيه وسيلة لجر السلفين وسحبهم من الصف السلفى إلى صف أهل البدع .. وصف الأخوان وهذه كلها من وسائل الدعوة إلى الشيطان والدعوة إلى البدع .. وهذه يجب أن تترك .. والبديل هو القرآن الكريم ,, والسنة النبوية ))
8- الشيخ زيد المدخلى (( لقد تطورت الاناشيد شيا فشيا من سيء إلى أسوا .. ومن قبيح إلى اقبح فقد كان فى البداية الإنشاد عاديا ثم نقل الشيطان المولعين به إلى ضرب الدفوف وإداخل الموسيقى لتعظم الفتنه ويشدت الخطر ثم أختير له من البراعم مايسمى بشرك الانشاد .. فيسجل على اشرطة الكاسيت ويباع فى المحلات وفى الاسواق بأسم النشيد الإسلامي ليلقى رواجا عند جماهير الناس .. وقد وجد رواجا بالفعل عندهم .. لأن النفوس تميل إلى اللهو واللعب والهوى إلا من رحم ربك .. ومع الاسف إن حزب الاخوان المسلمين ومن التابعين لهم والمتعاطفين لهم .. يعتبرون هذين الأمرين المحدثين من أساليب الدعوة إلى الله وإصلاح الشباب وإستقطابهم ليكونوا من أهل الإلتزام ودعاته زعموا ذلك .. وهو صنيع يدل على جهلهم بنصوص الكتاب والسنة الذين قال الله في وصفهما (( يا أيها الناس قد جاءكم برهانا من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا )) البرهان هو النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم – والداعية العظيم والنور المبين هو كتاب الله عز وجل .. هذا وقد أطلقوا على النشيد المحدث وصف محبوب عند المسلمين .. حيث قالوا نشيد إسلامي .. كمن سمى الخمر مشروب روحيا .. ))
9- الشيخ عبيد الجابري (( تلك الأناشيد لم تكن معروفة فى زمن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – ولا فى عهد خلفائه ولا فى القرون المفضلة فهى إذن محدثة فى دين الله ومحدثة فى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بل هيه من نسج الأخوان المسلمين الذين لم يعيروا السنة اى أهتمام .. وإنما ينطلقون من أسس وقواعد ابتدعوها للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى لأن منهجهم هو منهج تلفيقي تقريبي يقوم على المهاندة والموادعة والمسايسة وقاعدتهم فى ذلك نتعاون فى ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما أختلفنا فيه .. ولم يكن رسول الله –صلى الله عليه وسلم – يقيم شعراء يرددون اناشيد وأهازيج ويلحنونها بأشكال ملفته للنظر حتى يجتمع الناس ويدعوهم الى الله إثر ذلك .. بل كان يدعو الناس بالقرآن ويبين الحق من الباطل والتوحيد من الشرك وغير ذلك للوحي الذي اوحاه الله عز وجل .. ومن هذا المنهج سار الصحابة والتابعون لهم بإحسان وكل داعية هو إلى الله على بصيرة حتى اليوم .. وجاء فى سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم – لعت المتشبهين من الرجال بالنساء والمتسبهات من النساء للرجال والأناشيد هيه من تشبه الرجال بالنساء .. وصح عن النبي –صلى الله عليه وسلم – أنه سمع رجلا ينشد شعرا .. فقال خذوا الشيطان او امسكوا الشيطان لأن يمتلأ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من ان يمتلأ جوفه شعرا .. رواه البخارى ,,وعلى هذا فإنه لا يوجد سلفى ولله الحمد يتخذ الشعر وسيلة له يدعوا من طريقه الناس إلى الله عز وجل وإنما هو من طريق الظلال المبتدعه وبالأخص جماعة الاخوان المسلمين ثم أقتباس الاناشيد هو من الصوفية ثم بعد ذلك سري فى جماعة الأخوان المسلمين وهيه إحدي الجماعات الدعوية الحديثة وجميع الجماعات الدعوية الحديثة ضالة مضلة يجب على أهل المسلمين مفاصلتها ومحاربتها بالسنة والله سبحانه وتعالى اعلم ,, ))
10- الشيخ عبدالمحسن عباد (( الإنسان عليه ان يستغل وقته بالخير الذي يعود له فى الدنيا والاخرة .. فيشتغل بذكر الله وقرآة القرآن وقرآة الكتب النافعة .. وأما هذه الاناشيد التى ظهرت فى الأونه الاخيرة والتى يجتمع مجموعة وينشدون بصوت واحد بترنم ويسجل ذلك ثم ينشر ويشتغل به كثير من الناس فإن هذا لا ينبغي الانشغال به ولا ينبغي الأهتمام به لأن المهم هو سماع الامور الطيبة وأما عشق الاصوات والحرص على الاستمتاع بالاصوات فإن هذا لا يليق ولا ينبغي ))
11
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
فهذه نص فتوى العلاَّمة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله – في حكم الأناشيد (الإسلامية)! والضرب عليها بالدف ، وقد نقلتها لكم من البرنامج العالمي المبارك :"نور على الدرب".. وكان ذلك في يوم الأحد ؛ الموافق 1/12/1418هـ ؛ وهذا نص السؤال :
سؤال- ماحكم استعمال الدف في الفرح للرجال ؟ وكذلك الأناشيد الإسلامية؟ - جزاكم الله خيرا-ً .
فأجاب بما نصه:
جواب : النبي صلى الله عليه وسلم إنما رخَّص في ضرب الدف للنساء بمناسبة الزواج ، فالترخيص لضرب الدف في الزواج خاص بالنساء ، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص أن يضربن بالدف وأن ينشدن من الأشعار المعروفة :
أتيناكم أتيناكم *** فحيانا وحياكم... إلى آخر ماورد.
فضربه للدف في مناسبة الزواج خاص بالنساء عند جمهور أهل العلم . والحكمة في ذلك : إعلان النكاح لقوله صلى الله عليه وسلم :" أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالدف ".
وأمــا الأناشيد( الإسلامية) فلا نعرف أناشيد بهذا الاسم !!! فليس هناك أناشيد إسلامية ، وإنما هناك أشعار. أشعارٌ .. إذا كانت هذه الأشعار نزيهة وخالية من المجون ، ومن الهجاء ، والسب ، والشتم ، فلا بأس أن تنشد بمناسبة الزواج أو غيره . إنشاد الشعر النزيه المفيد لا بأس به بدون أن يكون هناك نغمات جماعية أو أصوات جماعية كما تعورف عليه الآن ، وإنما هذه الأناشيد الجماعية هذه إنما عرفت عند الصوفية ، وأما إنشاد الشعر على وجه يستفاد منه ، يستفيد منه المنشد و السامع فلا بأس به فقد كان حسَّان بن ثابت – رضي الله عنه – ينشد في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وغيره من الشعراء ، كانوا ينشدون قصائدهم بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانوا ينشدون الأشعار ، وهم في السفر من أجل التنشيط على السير ، وكانوا ينشدون الأشعار في العمل الشاق ، من أجل تنشيط العَمَلَة ، فإنشاد الأشعار النزيهة في مناسبات خاصة لا بأس به ، أما ما يسمونه بالأناشيد الإسلامية التي حصلت في هذا الوقت ، والتي تنظم بأصوات جماعية أو بأصوات مُطربة أو نغمات مستلذة فهذه لا أصل لها في دين الإسلام.) .
سؤال - جزاكم الله خيراً ، وأحسن إليكم ، الاتجار بهذه الأناشيد المسماة بـ" الإسلامية" شيخ صالح روَّج لها ، والمنتفعون مادياً من ورائها روَّجوا لها ، وجعلوها وكأنها من السنن ، أو كأنها مستحبة ، وقارنوها بغيرها مما هو محرم ليصلوا إلى مبتغاهم ، لعل لكم إضافة شيخ صـالح ..
جواب : نعم ؛ أكرر ، فأقول : إن هذه الأناشيد المنغمة المنظمة ، التي يسمونها " أناشيد إسلامية " إنمـــا هي أغاني ، إنما هي أغانٍ فاتنة ، والغناء حرام ، وبيع أشرطته حرام ، وأكل ثمنه حرام فالواجب على المسلمين أن ينتبهوا لذلك ، وما عُـرفت هذه الأناشيد إلا عند فئتين :
- الفئة الأولى : الصُّوفية الضُّلاَّل ، الذين اتخذوها من الدين ، ويتقربون بها إلى الله بزعمهم ، وهي معصية.
- والفئة الثانية : أصـحاب المنـاهج الحركـــية ، الحركيون الذين يريدون إشاطة الفتنة بين الناس هم الذين عُرفوا بهذه الأناشيد. .
سؤال - جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم ، إذا وُجد من أفتاهم بجوازها شيخ صالح ، ماهو توجيهكم يحفظكم الله ؟!
جواب : " كلٌ يُـؤخذ من قوله ويُترك " ، فإذا كانت الفتوى على خطأ فإنه لا يجوز العمل بها ، ولو كان المفتي من أهل الفضل ، ومن أهل العلم ، لأنه ليس بمعصوم . ) . إ .هــ
هذه نص الفتوى بكاملها ، وقد عرضناها على العلاَّمة الشيخ صالح الفوزان في صيف عــام 1419هـ بالطائف.. ليسمح بنشرها فتعم الفائدة بها . فأقرها حفظه الله. والحمدلله على توفيقه .
الشيخ الألباني
قال الشيخ الألباني في كتابه تحريم آلات الطرب:
كلمة في الاناشيد الإسلامية:
فقد تبين من الفصل السابع ما يجوز التغني به من الشعر وما لا يجوز. كما تبين من قبله تحريم آلات الطرب كلها إلا الدف في العيد والعرس للنساء.
ومن هذا الفصل الأخير أنه لا يجوز التقرب إلا الله تعالى إلا بما شرع الله، فكيف يجوز التقرب إليه بما حرم؟ وأنه من أجل ذلك حرم العلماء الغناء الصوفي.
واشتد انكارهم على مستحليه، فإذا استحضر القارئ في باله هذه الأصول القوية تبين له بكل وضوح أنه لا فرق من حيث الحكم بين الغناء الصوفي والأناشيد الدينية.
بل قد يكون في هذه آفة أخرى، وهي أنها قد تلحن على ألحان الأغاني الماجنة، وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية أو الغربية التي تطرب السامعين وترقصهم وتخرجهم عن طورهم، فيكون المقصود هو اللحن والطرب، وليس النشيد بالذات وهذه مخالفة جديدة وهي التشبه بالكفار والمجان.
وقد ينتج من ذلك مخالفة أخرى، وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه، فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلم من قومه كما في قوله تعالى: ( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا).
وإني لأذكر جيدا أنني لما كنت بدمشق قبل هجرتي إلى (عمّان) بسنتين، أن بعضا الشباب المسلم بدأ يتغنى ببعض الأناشيد السليمة المعنى قاصدا بذلك معارضة غناء الصوفية بمثل قصائد البوصيري وغيره، وسجل ذلك في شريط، فلم يلبث إلا قليلا حتى قرن معه الضرب على الدف ثم استعملوه أول في الأمر في حفلات الأعراس، على أساس أن (الدف) جائز فيها، ثم شاع الشريط واستنسخت منه نسخ وانتشر استعماله في كثير من البيوت، وأخذوا يستمعون إليها ليلاً ونهاراً بمناسبة وبغير مناسبة، وصار ذلك سلواهم وهجيراهم، وما ذلك إلا من غلبة الهوى والجهل بمكائد الشيطان، فصرفهم عن الاهتمام بالقرآن وسماعه فضلاً عن دراسته، وصار عندهم مهجوراً كما جاء في الآية الكريمة. قال ابن كثير في تفسيرها 3/317 (يقول تعالى مخبراً عن رسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) وذلك أن المشركين كانوا لا يسمعون القرآن ولا يستمعونه، كما قال تعالى: ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) فصلت:26.
فكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعوه، فهذا من هجرانه وترك الإيمان به. وترك تصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه. فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء أن يخلصنا من سخطه ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه والقيام بمقتضاه أناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه إنه كريم وهاب)
وقبل ذلك في عنوان ( الغناء الصوفي والأناشيد الإسلامية):
ذكر الشيخ مقدمة طيبة في أنه لا يعبد إلا الله وحده ولا يعبد إلا بما شرع، وهذه من مقتضيات المحبة والتي يجد بها العبد حلاوة الإيمان.
ثم قال: إذا عرف هذا فإني أرى لزاما عليّ انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة" أن أذكر من ابتلي من إخوننا المسلمين – من كانوا وحيثما كانوا – بالغناء الصوفي أو ما بما يسمونه ب(الأناشيد الدينية) اسماعاً واستماعاً بما يلي:
- أن الغناء المذكر محدث لم يكن معروفا في القرون المشهود لهم بالخيريه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( البدعة أحب إلى ابليس من المعصية، ولهذا من حضر السماع للعبٍ أو لهوٍ لا يعده من صالح عمله، ولا يرجو به الثاواب.
- وأما من فعله على أنه طريق إلى الله تعالى فإنه يتخذه دينا ورأى أنه قد انقطع عن الله، وحُرم نصيبه من الله إذا تركه.
فهؤلاء ضلال باتفاق علماء المسلمين، ولا يقول أحد من الأئمة أن اتخاذ هذا ديناً طريقا إلى الله أمر مباح، بل من جعل هذا ديناً وطريقاً إلى الله تعالى فهو ضال مضل، مخالف لإجماع المسلمين.
ومن نظر إلى ظاهر العمل وتكلم عليه، ولم ينظر إلى فعل العامل ونيته، كان جاهلا متعلما في الدين بلا علم) اه من مجموع الفاوى (11/621-623)
ثالثا: لا يجوز التقرب إلى الله بما لم يشرعه، ولو كان أصله مشروعا كالأذان لصلاة العيدين.
هذا فيما أصله مشروع فكيف بما يحرم وما فيه مشابهة للنصارى ممن قال الله عنهم: ( اتخذوا دينهم لهوا ولعبا ) وبالمشركين الذين قال الله تعالى عنهم: ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية )، والمكاء الصفير والتصدية التصفيق.
- قال الشافعي: تركت بالعراق شيئا يقال له: التغبير أحدثته الزنادقة يصدون به الناس عن القرآن.
- وسئل عنه أحمد فقال : بدعة
- وفي رواية أنكره ونهى عن استعماله.
والتغبير شعر يزهد في الدنيا، يغني به مغن فيضرب الحاضرين بقضيب على نطع أو مخدة على توقيع غنائه كما قال ابن القيم وغيره.
وقال ابن تيمية في المجموع 11/570:
( وما ذكره الشافعي من أنه من احداث الزنادقة فهو كلام إمام خبير بأصول الدين، فإن هذا السماع لم يرغب فيه ويدعو إليه في الأصل إلا من هو متهم بالزندقة كابن الراوندي، والفارابي وابن سينا وأمثالهم. كما ذكر أبو عبدالرحمن السلمي في مسأله السماع).
وقال شيخ الإسلام أيضا:
( وقد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبادهم وزهّادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة، مع ضرب الكف أو ضرب بالقضيب أو الدف. كما لم يبح لأحد أن يخرج عن متابعته واتباع ما جاء به الكتاب والحكمة، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ولا لعامي ولا لخاصي)
ثم قال شيخ الإسلام ص573-576:
( ومن كان له خبرة بحقائق الدين وأحوال القلوب ومعارفها وأذواقها ومواجيدها، عرف أن سماع المكاء والتصدية لا يجلب للقلوب منفعة ولا مصلحة إلا وفي ضمن ذلك من الضرر والمفسدة ما هو أعظم منه)
وقال فضيلة الشيح: محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في محاضرة له مسجلة في شريط بعنوان ( حكم الأناشيد الإسلامية) :
(... العالم الإسلامي فعلا استيقظ من غفلته ومن نومته العميقة الطويلة أخذ يعود إلى الإسلام، رويداً رويداً. وانتبه أصحاب المصالح بأن هناك أحكاما تخالف الشريعة فأخذوا يبررونها ويلونونها ومن ذلك يسمونها بغير اسمها، فيجب أن ننتبه لهذه الحقيقة، من تغيير الحقائق بتغيير الأسماء، منها الأناشيد الإسلامية.
- لا يوجد في الإسلام طيلة أربعة عشر قرنا، أناشيد تسمى بالأناشيد الإسلامية.
هذا من مخترعات لعصر الحاضر، تسليك لما كان سالكا في طيلة القرون الماضية، ولكن مع إنكار طائفة من كبار العلماء لذلك الأمر السالك، وهو أغاني الصوفية في مجالسهم التي يسمونها بمجالس الذكر.
من كتاب ( القول المفيد في حكم الأناشيد)
______________
والله أعلم
أبوالدحداح
02-05-2005, 03:58 PM
هنا قول الشيخان محمد ابن عثيميين والشيخ ناصر الدين الألباني في الدف
رحمها الله
http://www.swalif.net/sforum1/showthread.php?t=209459