View Full Version : كوكتيل سياسة×سياسة (من كل بستان زهرة)
الغرضون
18-07-2005, 02:19 PM
موضوع يختص يمنقولات سياسية عربية وأجنبية، من مختلف المصادر (صحف، وكالات، هيئات مستقلة...)
لا يعني ما يرد هنا أني أوافق عليه تماما، ولذلك أية تعليقات يمكن أن يكون البريد الخاص مكانها، أو إيرادها هنا بإيجاز ، وشكرا للجميع.
الغرضون
18-07-2005, 02:21 PM
التقرير الإستراتيجي العربي
قضايا وأزمات عربية ساخنة
صادر عن مؤسسة الأهرام المصرية
الأزمة السودانية.. دور أمريكى واتجاه للحل الشامل
مثلت المفاوضات الرامية الى انهاء الحرب الأهلية، والتى انطلقت مع توقيع بروتوكول ماشاكوس فى 20 يوليو 2002، جوهر التفاعلات السياسية فى السودان خلال العام 2002، وهى الجهود التى تواصلت فى الربع الاول من 2003، فى محاولة للوصول الى الاتفاق النهائى لتسوية هذه الأزمة التى امتدت ما يربو على العشرين عاما حتى الآن. وقد قطع الوفدان المتفاوضان أشواطا عديدة فى المفاوضات، وإن كانت لا تزال هناك بعض العقبات، محل التفاوض، ويؤمل التوصل الى اتفاق بشأنها مع منتصف العام 2003.
وبحكم اتجاه المفاوضات الى محاولة إرساء حل شامل للأزمة سيتم على أساسه تشكيل الملامح الرئيسية للسودان لفترة طويلة قادمة، فقد أثارت العديد من القضايا الداخلية، مثل دور القوى السياسية الشمالية فى التسوية والتساؤل عن وضعها فى المستقبل، كذلك أثارت المفاوضات العديد من التفاعلات الإقليمية التى بدا أصحابها وكأن المجرى الذى أخذته المفاوضات قد باغتهم، وقد ظهر ذلك واضحا على صعيد الموقف المصرى وجامعة الدول العربية، لاسيما بعد اعلان ماشاكوس الأول. كما قامت اريتريا بمحاولة للتأثير على مجريات الأحداث من خلال دعمها لهجوم عسكرى شنته المعارضة السودانية على منطقة شرق السودان، إلا أن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح بعد توقفها عند مدينة همشكوريب الحدودية الصغيرة.
وهكذا فإن تفاعلات الأزمة السودانية قد امتدت فى أكثر من اتجاه خلال هذا العام، وهو ما سيت توضيحه لاحقا على النحو التالى:
1ـ التدخل الأمريكى ومهمة دانفورث
يقتضى تناول وفهم الأحداث التى وقعت فى السودان خلال العام 2002، العودة قليلا الى الأشهر الثلاث الأخيرة من عام 2001، التى شهدت بدء التحرك الأمريكى تجاه السودان فى صيغته الجديدة، بعد القرار الذى أصدره الرئيس جورج دبليو بوش فى 6 سبتمبر 2001، بتعيين السيناتور السابق جون دانفورث مبعوثا رئاسيا له للعمل على إنهاء الحرب الأهلية فى السودان.
جاء تعيين السيناتور دانفورث انعكاساً للتغير فى سياسة الإدارة الأمريكية تجاه السودان، فمنذ وصول نظام الإنقاذ الى الحكم عام 1989، كانت واشنطن تنتهج تجاهه سياسة مواجهة ، واستمرت هذه السياسة خلال فترتى إدارة كلينتون، وارتكزت على خلق إطار إقليمى معاد للحكومة السودانية، ووصلت هذه السياسة الى ذروتها مع القصف الصاروخى الذى تعرض له مصنع الأدوية فى الخرطوم عام 1998. وبعد مجئ الإدارة الجمهورية الى الحكم أصبح من الواضح أن هذه السياسة بحاجة الى المراجعة خصوصا مع الضعف الواضح للقوى السياسية السودانية المعارضة لنظام الإنقاذ واتضاح عدم قدرتها على تشكيل أو تقديم البديل للنظام القائم، وترافق مع ذلك حدوث تغير فى الظروف الإقليمية المحيطة بالسودان، بانفجار الحرب الأثيوبية الاريترية، والحرب الأوغندية الكونغولية، بما أثر على قدرة هذه الدول على تقديم الدعم المناسب للقوى المعارضة لنظام الخرطوم.
وعلى مستوى آخر كان نظام الإنقاذ نفسه يشهد بعض التحولات الهامة بعد انفجار الخلافات الداخلية وخروج الدكتور حسن الترابى وجناحه من الحكم، ومحاولة حكومة البشير التقارب مع الغرب والولايات المتحدة من خلال حزمة من السياسات والتوجهات الجديدة، والتى كان من أهمها: إيقاف مساندتها للتنظيمات الإسلامية المتهمة بالارهاب، ومحاولة إحداث قدر من الانفتاح الداخلى والحوار مع قوى المعارضة، وإعطاء الصحافة بعض الحريات وإبداء الاهتمام بقضية حقوق الإنسان.
فى هذا السياق جاء تعيين السيناتور دانفورث بمثابة الإعلان عن انتقال الإدارة الأمريكية من سياسة المواجهة ومحاولة إسقاط النظام السودانى، الى سياسة خطوة - خطوة جديدة، تعتمد على الحوار والتفاوض، مع عدم التخلى عن التلويح بالعصا الغليظة إذا لزم الأمر.
وتشير الظروف والأطر التى أحاطت بقرار تعيين دانفورث، الى أنه جاء كاستجابة من الإدارة الأمريكية لضغوط داخلية مكثفة، مورست عليها من قبل تحالف واسع ومتباين الأطراف، يجمع بين اتجاهات سياسية شتى، فإدارة بوش التى تستند فى قاعدتها الى اليمين الجمهورى المحافظ، ولوبى شركات البترول، وقعت تحت طائلة مطالب تبدو متعارضة، فاليمين المسيحى والمنظمات الإغاثية والكنسية وغيرها، تطالب بالمواجهة مع نظام الإنقاذ على أساس أنه ينتهك حقوق الإنسان ويضطهد الجنوبيين ويسمح بانتشار ممارسات واسعة للرق، أما شركات البترول، فتطالب بتطبيع العلاقات مع السودان من أجل الحصول على حصة من البترول، خاصة أن الشركات الأمريكية كانت هى البادئة فى استكشاف حقول النفط السودانية، ولذلك جاء قرار تعيين السيناتور دانفورث ـ وهو قسيس سابق ـ كمبعوث لطمأنة اليمين المسيحى بأن مطالبهم ستكون فى رأس أولويات المبعوث الرئاسى، وفى الوقت نفسه تكريس السياسة الجديدة القائمة على الضغط على الخرطوم من خلال الحوار والتفاوض بديلاً عن المواجهه.
فى هذا الإطار يمكن فهم الاستراتيجية التى اتبعها دانفورث الذى قام بزيارة السودان فى نوفمبر 2001، والتى ارتكزت على محورين: الأول أن المبعوث الأمريكى قد طرح ورقة تتضمن أربعة مطالب رئيسية هى: الاتفاق على هدنة فى جبال النوبة، وإقامة ممرات وملاذات آمنة لتدفق الإغاثة، ووقف عمليات الاختطاف والاسترقاق، ووقف القصف الجوى الحكومى للأهداف المدنية. واعتبر دانفورث أن الاستجابة لهذه الشروط تعد تمهيداً أساسياً لإحلال السلام وإنهاء الحرب فى السودان.
ويتركز المحور الثانى على تحديد سقف زمنى مدته شهران للحصول على ردود محددة من طرفى النزاع، وهما حكومة الخرطوم وفصيل منطقة جبال النوبة التابع لحركة قرنق، والذى يقوده عبد العزيز الحلو.
وقد لوحظ على ورقة دانفورث أن المطالب التى حددتها هى مطالب اليمين الأمريكى ومنظمات الإغاثة والمنظمات الكنسية لكى يحصل على التأييد الداخلى وقوة الدفع اللازمة لاستمرار مهمته، وأن هذه المطالب رغم توجيهها للطرفين إلا أنها كانت موجهة فى الحقيقة لحكومة الخرطوم، إذ أنها هى المتهمة فى وسائل الإعلام الغربية بارتكاب الانتهاكات فى هذه القضايا، وأنه قد طلب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى منطقة جبال النوبة، وهى منطقة تتمتع فيها القوات الحكومية بالتفوق العسكرى، ولم يشر إلى خطوات مماثلة فيما يتعلق بالجنوب حيث تتمتع حركة قرنق بوضع عسكرى أفضل.
وبالرغم من أن تحديد سقف زمنى للاستجابة لهذه المطالب، كان الهدف منه ـ حسب دانفورث ـ السعى إلى إحراز خطوات عملية، وعدم الوقوع فى المتاهات التى وقعت فيها من قبل مبادرة الإيجاد، ثم المبادرة المصرية الليبية، إلا أنه كان يعنى من الناحية الأخرى، ممارسة قدر كبير من الضغط على حكومة الخرطوم، باعتبارها المعنية أساساً بهذه المطالب، إذ أن عدم الاستجابة لها قد تتم ترجمته فى اتخاذ الإدارة الأمريكية لقرارات من جانب واحد، خصوصاً وأن زيارة دانفورث كانت قد جاءت عقب أحداث سبتمبر 2001، التى شهدت ازدياد اتجاه الإدارة الأمريكية لتكريس الانصياع لسياساتها فى مناطق مختلفة من العالم وليس الاكتفاء بمجرد التعاون.
على الناحية الأخرى كان تحسين العلاقات مع واشنطن قد أصبح واحداً من أهم أهداف السياسة الخارجية السودانية، وهو الهدف الذى تم إحراز قدر من النجاح الجزئى فيه، من خلال التعاون الأمنى والاستخباراتى الكامل مع واشنطن بعد أحداث سبتمبر 2001، وقد لقى هذا التعاون ترحيباً من الولايات المتحدة وإن لم يمتد إلى إحداث تحسن حقيقى فى العلاقات كما كانت تأمل الخرطوم، ومن ثم لم تجد الأخيرة أمامها سوى الاستمرار فى سياستها الرامية إلى الوصول إلى توافق مع واشنطن. لذلك لم يكن أمام الحكومة السودانية سوى التجاوب مع مطالب دانفورث، فتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى منطقة جبال النوبة فى يناير 2002، كما تم الاتفاق على الممرات الآمنة لعمليات الإغاثة. وبالنسبة لعمليات الاسترقاق لم تعترف الخرطوم بوجودها إلا أنها قبلت بوجود بعثه دولية للتحقيق فى الوسائل اللازمة للقضاء على الاسترقاق فى كل أنحاء السودان.
وبقيت النقطة الرابعة من مقترحات دانفورث وهى المتعلقة بوقف القصف الحكومى للمدنيين، والتى رفضتها الحكومة السودانية وأرادت ربطها بالتزام مقابل من حركة قرنق بعدم الهجوم على المنشآت النفطية باعتبار أن العاملين فى هذه المنشآت من المدنيين، كما طلبت بعض التعديلات مقابل توسيع نطاق الاتفاقية وجعلها لحماية المدنيين فى مناطق الحرب حسب النص الوارد فى اتفاقية جنيف بهذا الخصوص، كما أكدت الخرطوم أنها لا تقصف مواطنيها. إلا أن إعلان الخارجية الأمريكية فى أواخر فبراير2002عن تعليق مهمة دانفورث عقب القصف الحكومى لأحد مراكز الإغاثة وسقوط 17 مدنياً فى القصف، والتهديد بعدم استئناف جهود دانفورث إذا لم توقع الخرطوم الاتفاقية، أدى فى النهاية إلى تراجع الخرطوم بعد إجراء بعض التعديلات الفنية فقط دون الحصول على نص صريح بخصوص شمول الاتفاق لمناطق استخراج البترول، وهو الأمر الذى أكدته تصريحات قرنق إبان زيارة له إلى واشنطن فى مارس 2002، أعلن فيها أن مناطق استخراج البترول ستكون هدفاً أساسياً لحركته فى المرحلة المقبلة، وأن هذا يعد إنذاراً للشركات العاملة فى المنطقة بسحب موظفيها، وقد جاءت هذه التصريحات لتلقى الضوء على أبعاد الموقف الأمريكى، الذى يميل إلى تفسير قرنق بأن المدنيين فى حالة بقائهم فى هذه المناطق بعد إنذارهم، يعتبرون من ضمن الخسائر غير المقصودة للعمليات العسكرية وليسوا من المستهدفين بها.
وهكذا بدا أن واشنطن تستخدم حركة قرنق كأداة للضغط على الحكومة السودانية لدفعها بشكل متدرج إلى القبول بالتصور الأمريكى للمرحلة المقبلة، الذى يمكن القول أن ملامحه الأساسية فى ذلك الوقت كانت تتركز فى توحيد المبادرات المطروحة لحل أزمة السودان فى مبادرة واحد، وإيجاد منبر واحد يحظى بالدعم الإقليمى الأفريقى والعربى والأوروبى، وإحداث تغيير جوهرى فى بنية نظام الإنقاذ السودانى القائم على شعارات المشروع الحضارى والشريعة الإسلامية، مع الإعلان عن ميل الإدارة الأمريكية إلى فكرة (دولة واحدة ونظامان)، أى شكل من أشكال الكونفدرالية. مع وجود أهداف فرعية أخرى هى إخراج الشركات العاملة فى حقول النفط السودانى، تمهيداً لإحلال شركات أمريكية محلها، وتحقيق المطالب الخاصة بالمنظمات الإغاثية والكنسية وحقوق الإنسان.
وقد رفع السيناتور دانفورث إلى الرئيس الأمريكى تقريراً تفصيلياً عن مهمته فى السودان فى إبريل 2002، أعلن فيه رؤيته وتوصياته لحل الأزمة السودانية، وأكد فيه أن أيا من طرفى الصراع غير قادر على حسم الحرب لصالحه، كما أنهما غير قادرين على التوصل بمفردهما إلى حلول سلمية بسبب الطبيعة الممتدة والمعقدة للصراع، وأن هذا يشكل مبرراً ومسوغاً لمشاركة أمريكية نشطة فى عملية سلام طويلة الأمد، وأن ما يشجع على الدخول فى هذه العملية أن الطرفين قد احترما الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى منطقة جبال النوبة، وقد أشار دانفورث إلى ثلاث قضايا أساسية فى تقريره حول النفط وحق تقرير المصير ونظام الحكم، فذهب إلى أن التخصيص العادل للموارد النفطية يعد مفتاحاً أساسياً لمعالجة المسائل السياسية فى إطار صيغة لتقاسم هذه الموارد بين الحكومة المركزية وأبناء جنوب السودان.
أما حق تقرير المصير، فقد أوضحت الفقرات الخاصة به فى تقرير دانفورث أنه لا يدعم هذا الحق بشكل مطلق وأنه ليس إلا وسيلة لحماية الجنوب من الاضطهاد، وأنه فى ظل مقاومة الحكومة المركزية للانفصال فإن وجهة النظر الممكنة التحقيق، والتى يعتقد أنها الأفضل لتحقيق حق تقرير المصير هى التى تضمن حق الشعب فى جنوب البلاد بالعيش تحت حكم يحترم دينه وثقافته، وذلك فى إطار إعطاء ضمانات جدية داخلية وخارجية، بحيث لا يمكن للحكومة أن تتجاهل فى الممارسة أى وعود تقدمها أثناء مفاوضات السلام.
وفيما يتعلق بمسألة الدين فقد أكد على ضرورة إيجاد ضمانات للحرية الدينية قد تكون داخلية أو خارجية، وأن ذلك يستلزم وجود وسيلة قضائية للتطبيق القسرى والملزم للحقوق الدينية، وقد يشمل ذلك ضمانات خارجية من خلال المراقبة الدولية لاحترام الحرية الدينية.
ويمكن القول أن تقرير دانفورت قد جاء متوازناً إلى حد كبير وحظى برضاء الحكومة السودانية والقوى السياسية الشمالية، وإن كانت هناك بعض التحفظات الجنوبية على التقرير خاصة فيما يتعلق بحق تقرير المصير، الذى لم يحبذه دانفورث بشكل واضح، إذ أوضح ميله إلى الحفاظ على وحدة السودان، مع إعطاء الضمانات الكافية للجنوبيين لممارسة حقوقهم القانونية والدينية والحصول على حصتهم العادلة فى السلطة والثروة.
استمرت جهود دانفورث، حيث قام بجولة زار فيها مصر وكينيا وبلدان أخرى كما قام بزيارة أخرى للسودان التقى فيها بمعظم ممثلى القوى السياسية الداخلية، وزار كثيراً من المناطق سواء تلك التابعة للحكومة السودانية أو الواقعة تحت سيطرة قوات قرنق، وقد انتهت هذه الجهود إلى العودة إلى تفعيل مبادرة الإيجاد بعد حدوث بعض الخلافات فى وجهات النظر مع مصر بشأن مسألة توحيد المنابر والمبادرات، حيث أن وجهة النظر المصرية تحفظت منذ البداية على مبدأ حق تقرير المصير، ومن ثم بدأت المفاوضات فى كينيا بين وفدى الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان فى ضاحية ماشاكوس، والتى انتهت بتوقيع بروتوكول ماشاكوس الشهير.
2 ـ روتوكول ماشاكوس وحق تقرير المصير
تم التوقيع فى 20 يوليو 2002 على الاتفاق الإطارى فى ماشاكوس تحت مظلة مبادرة الإيجاد، وبحضور فاعل ومهيمن من كل الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة أصدقاء الإيجاد، وعلى رأسها كل من بريطانيا والنرويج وإيطاليا، وقد أطلق هذا الاتفاق موجه هائلة من الأفعال وردود الأفعال فى داخل السودان وكذلك فى المحيطين الإقليمى والدولى.
أهم ما ورد فى هذا الإطار هو الاتفاق على قضيتين رئيسيتين ظلتا تشكلان جوهر النزاع فيما سبق:
القضية الأولى: هى الاتفاق على منح الجنوب حق تقرير المصير بعد فترة انتقالية قدرها 6 سنوات، على أن تكون الخيارات المطروحة للاستفتاء هى الاستمرار فى النظام الذى سيتم إقراره طبقاً لنظام التسوية، أو الانفصال فى كيان مستقل.
القضية الثانية: الاتفاق على إطار دستورى متعدد الطبقات، بحيث يكون هناك دستور للشمال، ودستور للجنوب، ثم دستور قومى يجمع بين الكيانين الشمالى والجنوبى. ومؤدى هذا ومضمونه الأساسى هو الحفاظ على الشريعة الإسلامية فى الشمال فى الوقت الذى يكون فيه للجنوب دستوره وقوانينه الخاصة.
ورغم أجواء التفاؤل التى أطلقها الاتفاق، إلا أنه أثار فى الوقت نفسه الكثير من القلق والهواجس، خاصة فيما يتعلق بالبند المتعلق بحق تقرير المصير، إذ رأى الكثيرون أن هذا البند قد يقود إلى الانفصال، الأمر الذى سيؤدى إلى خلق أوضاع جديدة فى المنطقة وإعادة تشكيلها من الناحية الجيو استراتيجية، وستنتج عنه بلا شك معادلات جديدة تنعكس على مصالح الشعوب والدول المحيطة بالسودان، فضلاً عن الاستقرار الداخلى فى السودان نفسه.
وقد كشف الاتفاق بالطريقة أو الكيفية التى وقع بها عن وجود نوع من التهميش أو الاقصاء للدور المصرى، حيث لم تعلم القاهرة بتفاصيل الاتفاق إلا عبر وكالات الأنباء، ومن ثم أعلنت مصر عن تحفظات حادة على منح الجنوب حق تقرير المصير، باعتبار أن هذا تفريط لا مبرر له فى وحدة السودان، وأنه كان من الممكن الحفاظ على حقوق الجنوبيين السياسية والدينية والثقافية، وكذلك توفير تنمية عادلة لهم، دون اللجوء أو الاضطرار إلى تهديد وحدة السودان، ووضع هذه الوحدة تحت رحمة التدخلات والمخططات الدولية الأمر الذى سيهدد الأمن القومى المصرى، بالإضافة إلى انعكاساته السلبية على منطقة القرن الإفريقى وشرق أفريقيا وأمن البحر الأحمر.
وفى كل الأحوال يمكن القول أن توقيع بروتوكول ماشاكوس قد أخرج الأزمة السودانية إلى أطر جديدة للتفاعل، حيث لم تعد شأنا داخليا أو إقليميا فحسب، بل أصبحت جزءاً من الأولويات الدولية للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، كما أصبحت بشكل أو بأخر خاضعة لتفاعلات قوى الضغط وجماعات المصالح داخل الولايات المتحدة الأمريكية، كما لو كانت شأنا داخلياً أمريكياً، بالنظر إلى أنها تحولت إلى قضية تشغل الرأى العام لدى قطاعات واسعة من اليمين المسيحى وجماعات الملونين التى تدافع عن حقوق السود.
3 ـ الجولة الثانية من المفاوضات واحتلال توريت
بدأت الجولة الثانية من المفاوضات فى 14 أغسطس 2002، تحفها الكثير من الآمال بإنهاء الحرب التى أرهقت جميع الأطراف، وكان من المفترض أن تناقش هذه الجولة التفاصيل المتعلقة بتطبيق المبادئ العامة التى تم الاتفاق عليها فى الجولة الأولى، والتى تشمل الاتفاق على نظام الحكم والإطار الدستورى الذى سيضبط تقاسم السلطة والثروة بين الشمال والجنوب، وتشكيل المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية فى الفترة الانتقالية التى تسبق الاستفتاء على حق تقرير المصير، وكذلك أيضاً القضية الشائكة المتعلقة بمستقبل قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان وإعادة تشكيل الجيش السودانى وجهاز الخدمة المدنية. ثم قضية المراقبة الدولية لتطبيق الاتفاقيات التى سيتم توقيعها.
لم تلبث مفاوضات الجولة الثانية سوى بضعة أيام، ثم أعلنت الحكومة السودانية سحب وفدها المفاوض وأرجعت ذلك إلى سببين أساسيين: السبب المباشر هو قيام قوات قرنق باحتلال مدينة توريت الاستراتيجية فى الجنوب فى هجوم مفاجئ تم الإعداد له جيداً، وخطورة هذا الأمر بالنسبة للخرطوم تعود إلى أن احتلال توريت سوف يؤدى إلى تهديد مدينة جوبا عاصمة الإقليم الجنوبى، ويمثل خللاً واضحاً فى التوازن العسكرى والاستراتيجى الذى سوف يعكس نفسه بلا شك على مائدة التفاوض، ومن ثم جاء رد فعل الحكومة السودانية حاداً وعنيفاً، حيث تم إعلان التعبئة العامة للقوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبى، وانطلقت حملة هائلة فى وسائل الإعلام بإعلان النفير العام فى البلاد وحشد كل الموارد فى اتجاه استعادة توريت، وقد استطاعت القوات السودانية إعادة تحريرها بعد أداء باسل ومعارك ضارية مع قوات الحركة الشعبية التى استماتت فى الدفاع عن المدينة عبر ثلاثة أطواق من الاستحكامات العسكرية، التى أنهارت فى النهاية تحت الضغط المتواصل من الجيش السودانى وقوات الدفاع الشعبى، و القوات الصديقة من الجنوبيين المتحالفين مع الحكومة السودانية ضد قوات قرنق.
السبب الثانى الذى أعلنته الخرطوم فى تبريرها للانسحاب ما اعتبرته انحيازا من الوسطاء وسكرتارية مبادرة الإيجاد، بالنظر إلى طرح قضية حدود الجنوب ومحاولة مناقشة قضايا المناطق المهمشة فى بداية الجولة الثانية، رغم أن حدود الجنوب معروفة تاريخياً ومتفق عليها من الجولة الأولى، الأمر الذى اعتبرته الخرطوم نوعاً من المراوغة والضغوط غير المقبولة من خلال العودة إلى مناقشة ما تم الاتفاق عليه مسبقاً.
وقد عادت الحكومة السودانية للمفاوضات بعد تحرير توريت مباشرة، وكانت قد أصرت على ضرورة توقيع وقف مؤقت لإطلاق النار حتى لا يؤدى استمرار العمليات العسكرية فى الميدان إلى التشويش على المفاوضات، وجعلها عرضة لما يحدث من تطورات قتالية، كما أن استمرار العمليات يتنافى من حيث المبدأ مع الأجواء العامة للمفاوضات التى تتطلب التأكيد على روح التسوية والمصالحة.
كان من أهم نتائج هذه الأزمة هو عودة الخرطوم إلى محيطها العربى بعد التباعد فى المواقف والفجوة الواضحة التى حدثت بين القاهرة والخرطوم نتيجة للاتفاق الإطارى فى ماشاكوس والخلاف حول مبدأ حق تقرير المصير، فموقف الحكومة السودانية كان يميل إلى الحرص على إحداث قدر كبير من التجاوب والوفاق مع السياسة الأمريكية، باعتبار أن ذلك سيوفر لنظام الإنقاذ فرصة للنجاة، ويجعله يفى بالحد الأدنى من الشروط اللازمة للتعايش مع الرؤية الأمريكية الجديدة للعالم عقب أحداث 11 سبتمبر، إلا أن الخرطوم سرعان ما اكتشفت أن هذا التصور ليس إلا سرابا، وأن واشنطن لا تلتفت إلا لمصالحها والتى ليس من بينها بالتأكيد الإبقاء على نظام الإنقاذ بأوضاعه المعروفة، ومن ثم فقد كان لافتاً أن يجئ الإعلان السودانى عن إيقاف المفاوضات حتى يتم تحرير توريت على لسان مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية السودانى أثناء زيارته فى ذلك الوقت للقاهرة، وطلبه للدعم العربى والمصرى للحفاظ على وحدة السودان.
انتهت الجولة الثانية فى 18/11/2002 إلى الإعلان عن التوصل إلى اتفاق حول بعض القضايا غير الجوهرية، والتى لم تكن تمثل من قبل عقبة ذات شأن، حيث أنها لا تمس عصب هياكل السلطة أو تقسيم الثروة، ولذا فقد أطلق الطرفان على ما تم التوصل إليه، مسمى مذكرة تفاهم والتى كان من أهم بنودها إجراء انتخابات خلال النصف الأول من الفترة الانتقالية، وكذلك إجراء إحصاء سكانى لحسم الخلاف حول النسب السكانية، ثم الاتفاق حول الهيئة القضائية وقضايا حقوق الإنسان، والاتفاق على قيام حكومة وطنية خلال الفترة الانتقالية. والأهم من ذلك أنه تم الاتفاق على تمديد اتفاق الهدنة لثلاثة شهور أخرى تنتهى فى مارس عام 2003.
وهكذا، يمكن القول أن هذه الجولة من المفاوضات لم تفشل، إلا أنها أيضاً لم تنجح، فرغم الجهود والضغوط المكثفة التى بذلها الوسطاء وسكرتارية الإيجاد، إلا أن القضايا ذات الأهمية الحاسمة غابت عن مذكرة التفاهم، التى جاءت فى شكل بيان مشترك، رغبة فى تحاشى إعطاء الانطباع بانهيار المفاوضات أو وصولها إلى طريق مسدود، ولحرص أعضاء الوفد الحكومى على قطع الطريق على الحركة الشعبية منعاً لتراجعها عن مواقفها فى المستقبل، الأمر الذى عكس بشكل واضح أن أجواء التفاوض تسودها الشكوك ومشاعر عدم الثقة، كما أن ظلال وانعكاسات قانون سلام السودان الذى كانت الولايات المتحدة قد أقرته أثناء انعقاد هذه الجولة، كانت واضحة فى تعنت الحركة الشعبية وتمسكها بمواقف لا يمكن قبولها، لأنها تتجاوز الوزن النسبى للجنوب فى هيكلية الحكم وتوزيع الموارد، وجاء الموقف الحكومى فى رفض المطالب الجنوبية مبرراً ومفهوماً لأنها لن تكون عادلة أو متوازنة. وفى الوقت نفسه فإنها قد تغرى جهات أخرى فى غرب السودان ـ على سبيل المثال ـ بالسير على نفس المنوال للحصول على ما تتصور أنه حصة عادلة.
ويمكن الإشارة إلى أهم القضايا الأساسية والتى تم تأجيلها إلى الجولة الثالثة من المفاوضات، فيما يلى :
أ) فى الجانب المتعلق باقتسام السلطة، أصرت الحركة على مطلبها بأن يكون جون قرنق نائباً أول للرئيس بصلاحيات واسعة، فيكون له حق الفيتو على أى قرار للرئيس فيما يتعلق بالجنوب، مع مشاركته فى القرارات القومية. وهذا يعنى أن يتولى قرنق حكم الجنوب منفرداً، ويشارك أيضاً فى حكم الشمال. والنقطة الثانية، هى أن يكون له الحق فى التصعيد إلى منصب الرئيس فى حالة الغياب المؤقت أو الدائم للرئيس لأى سبب من الأسباب.
وقد رفضت الخرطوم هذا المطلب بإصرار، وبررت هذا الرفض بأن هذه الصيغة غير متوازنة فضلاً عن أنها تمهد للانفصال، حيث أن حلول النائب الجنوبي محل الرئيس فى حالة غيابه سيؤدى إلى الإخلال بمعادلة تقسيم السلطة ذاتها، باعتبار أن الاتفاق يعطى هذا المنصب للشمال، كما أن موقع وصلاحيات الرئيس والتى تشمل وزارات الدولة والجيش وقوى الأمن، سوف تمنح شاغل هذا المنصب الإمكانية لإحداث انقلاب فى هياكل الحكم والسلطة، مما يجعل الأوضاع المتفق عليها كلها عرضة للانهيار.
وفى المقابل طرحت الخرطوم اقتراحاً يقضى بأن يكون هناك نائبان للرئيس، يكون أحدهما بصلاحيات واسعة للجنوب، على أن يختص الثانى بالإشراف على مجلس الوزراء، ويميل بعض المراقبين إلى القول بأن الموقف الحكومى تقف من خلفه دوافع شخصية تتعلق بموقع وصلاحيات على عثمان محمد طه النائب الأول للفريق البشير، إلا أن هذه النقطة أكثر أهمية وخطورة من أن يتم تناولها بهذا المنظور الضيق الذى يدخل فى باب الخصومات والمكايدات السياسية أكثر من اهتمامه بمستقبل السودان الدولة والوطن.
ب ) النقطة الثانية التى ظلت محل خلاف رئيسى بين الطرفين هي نسبه تمثيل الحركة الشعبية فى مجلس الوزراء والبرلمان والخدمة العامة، حيث تطالب الحركة بحصة تبلغ 40% من المناصب الحكومية، وهو ما لا يتناسب مع حجم الجنوب ولا عدد سكانه بالنسبة لإجمالى المساحة أو عدد السكان، فمساحة الجنوب بحدوده المعروفة هى ربع مساحة السودان فقط، إضافة إلى أن آخر إحصاء للسكان أجرى عام 1983 قدر عدد الجنوبيين بـ 5.2 مليون نسمة مقارنة بعدد سكان السودان آنذاك البالغ 22.5 مليون نسمة (التعداد الحالى حوالى 38 مليون نسمة)، ولذلك جاءت الإشارة إلى هذه النقطة غامضة فى مذكرة التفاهم.
ج ) هناك نقطة أخرى للخلاف فى نفس هذا الإطار وهى لا تقل أهمية عن سابقاتها، فالمقترح الذى تقدم به الوسطاء حول مستويات الحكم تضمن ثلاثة مستويات هى المستوى القومى والإقليمى والولايات، بينما تصر الحركة الشعبية على إلغاء الولايات الحالية بالجنوب (10 ولايات) وتحويل صلاحياتها لصالح السلطة الإقليمية من أجل تمكين الحركة من بسط نفوذها السياسى. إذ أن التقسيم الحالى يطابق إلى حد ما بين الحدود الإدارية لكل ولاية وبين القبيلة التى هى الوحدة الاجتماعية الأساسية فى الجنوب، وبالنظر إلى سيطرة قبيلة الدينكا على مصادر القوة الأساسية فى الحركة الشعبية فإن مطلب الحركة هو إلغاء الولايات حتى يمكنها السيطرة على القبائل الأخرى.
د ) رغم الإشارة إلى الاتفاق على المبادئ العامة لاقتسام الثروة والموارد الطبيعية، إلا أن ذلك لم يشمل الاتفاق على تعريف الموارد القومية ولا على كيفية اقتسام أهم هذه الموارد فى الفترة الحالية، وهو البترول، إذ أن الحركة الشعبية تطالب بتخصيص 60% من هذه العائدات للجنوب على أن يتم تخصيص الـ 40% المتبقية لكل مناطق السودان، فى حين أن العرض الحكومى هو تخصيص 10% فقط للجنوب، الأمر الذى يوضح الهوة الشاسعة بين مواقف الطرفين، إلا أن هذه النقطة لم تكن مستعصية على الحل، حيث أشارت بعض الدلائل إلى أن الوفد الحكومى قد لا يمانع فى تخصيص 30% من العائدات للجنوب.
هـ ) أما بالنسبة للخلاف حول وضع العاصمة القومية، فقد أصرت الحركة الشعبية على أن تكون العاصمة علمانية وخالية من الشريعة، وفى المقابل كان هناك إصرار هائل من الحكومة على تطبيق الشريعة فى العاصمة، وهى قضية ذات حساسية خاصة بالنسبة لنظام الإنقاذ، لاحتلالها لمساحة واسعة من الجدل الإعلامى والتراشق السياسى، فإخلاء العاصمة من الشريعة يعنى إباحة تداول الخمور فيها ـ على سبيل المثال ـ وهو الأمر الذى سيعرض نظام الإنقاذ لكثير من الحرج السياسى أمام أنصاره. ورغم تداول الكثير من المقترحات والتي يقضي أحدها باعتبار أحد الأجزاء الثلاثة للعاصمة المثلثة هو العاصمة القومية وإلغاء الشريعة فيه, مع الإبقاء على الشريعة فى ام درمان والخرطوم بحرى، إلا أن هذا الاقتراح قوبل أيضاً بالرفض من الجانب الحكومى. وترى الحركة بأنه فى هذه الحالة يجب اختيار مدينة اخرى كعاصمة قومية وهو ما لا يلقى حماساً من الوسطاء.
و ) القضية الأخرى التى تمثل عقبه كبيرة فى المفاوضات هى المتعلقة بحدود الجنوب، حيث أن حدود الجنوب المعروفة هى تلك التى تركها البريطانيون عند استقلال السودان فى يناير 1956، وهى تشمل المديريات الثلاث الجنوبية: الاستوائية وبحر الغزال وأعالى النيل، إلا أن الحركة الشعبية جادلت بأن حق تقرير المصير الذى تم الاتفاق عليه فى الجولة الأولى فى 20 يوليو 2002، ينطبق أيضاً على المناطق المهمشة وهى منطقة إبيى، وجبال النوبة وتقعان ضمن الحدود الإدارية لكردفان، وجبال الانقسنا والتى تقع فى ولاية النيل الأزرق، وذلك باعتبار أن سكان هذه المناطق يعانون من نفس المشاكل التى يعانى منها الجنوب، وأن أصولهم أفريقية، إلا أن السبب الأكثر أهمية لدى الحركة الشعبية هو أن جزءاً من قوات قرنق التى ظلت تقاتل طوال السنوات الماضية ينتمى إلى هذه المناطق.
4 ـ الولايات المتحدة وقانون سلام السودان
كان التدخل الأمريكى، الذى استخدم اسلوبى الترغيب والترهيب، قد لقى ترحيباً واضحاً (فيما يشبه الإجماع ) من كافة القوى السياسية السودانية على اختلاف مواقعها وانتماءاتها وأهدافها، وشمل ذلك طرفى التفاوض، وهما حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية، بالإضافة إلى التجمع الوطنى المعارض وكذلك حزب الأمة.
إلا أن ما لفت الانتباه فى السياسة الأمريكية تجاه السودان، هو ما أقدم عليه الرئيس بوش فى 21 أكتوبر 2002، بتوقيع قانون سلام السودان. الذى ينص فى مضمونه الأساسى على فرض عقوبات على الخرطوم، بعد 6 أشهر من بدء سريان القانون، ما لم تقم بالتفاوض بحسن نية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، أى أن الإدارة الأمريكية ستعاقب حكومة الخرطوم بناء على رؤيتها لنوايا هذه الأخيرة، ومن ثم فإن تمرير هذا القانون فى الكونجرس ثم توقيعه فى هذا التوقيت، بدا وكأنه يصب فى الاتجاه المعاكس لجهود الإدارة الأمريكية التى ما فتئت تعلن عن مواصلة سعيها للوصول إلى تسوية، وبدا وكأنه بمثابة تشجيع للحركة الشعبية على التصلب فى مواقفها التفاوضية، فى الوقت الذى يتم فيه التلويح فيه بالعصا الغليظة للحكومة السودانية، وأصبح من الواضح أن هذا القانون يخل بحيادية الدور الأمريكى الذى يرعى عملية التفاوض، وأنه قد يؤدى إلى عكس الأهداف المعلنة له، إذ أن تصلب حركة قرنق فى الوقت الذى تزداد فيه الضغوط على حكومة الخرطوم قد يدفع بالمفاوضات إلى طريق مسدود.
تعد أهم بنود القانون هى تلك الواردة فى الباب السادس منه، والتى تنص على أنه إذا لم تنخرط الحكومة السودانية بحسن نية فى المفاوضات من أجل الوصول إلى اتفاقية سلام دائم ومنصف، أو إذا تدخلت بلا سبب معقول فى الجهود الإنسانية، أو خالفت شروط اتفاقية سلام دائم بينها وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان، فإن على الرئيس التشاور مع الكونجرس لتطبيق الإجراءات المنصوص عليها فى الفقرة الثانية من نفس الباب.
وتقول الفقرة الثانية أنه على الرئيس فى هذه الحالة القيام بالإجراءات التالية:
1-معارضة منح أى قروض أو ائتمان أو ضمان لصالح حكومة السودان، من أى مؤسسة دولية مالية، وحددها القانون بالمؤسسات التالية ( البنك الدولى، بنك الائتمان الإفريقى، صندوق التنمية الإفريقى).
2-النظر فى خفض أو تعليق العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وحكومة السودان.
3-اتخاذ كل الخطوات المناسبة لمنع حصول حكومة السودان على عائدات البترول، وذلك للتأكد من أنها (حكومة السودان) لن تستخدم هذه العائدات بطريق مباشر أو غير مباشر لشراء أو امتلاك معدات عسكرية لتمويل الحشد.
4-السعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بفرض حظر للسلاح على السودان.
ومن البنود اللافتة فى هذا السياق، والتى توضح روح الانحياز التى وضع بها القانون، النص على أنه إذا ثبت أن الحركة الشعبية لتحرير السودان لم تنخرط فى عملية التفاوض بحسن نية، فإن ما يترتب على ذلك، ليس تعرضها لإجراءات عقابية كتلك التى يفرضها القانون على الحكومة السودانية، بل يتوقف الأمر عند مجرد القول بأن العقوبات لا تنطبق فى هذه الحالة على الحكومة السودانية.
وفى الوقت نفسه ينص البند الخامس من القانون على رصد مائة مليون دولار سنوياً على مدى ثلاث سنوات، كمساعدات للمناطق غير الخاضعة للحكومة بدعوى دعم السلام والحكم الديمقراطى من خلال تنمية النظام الإدارى والمدنى والبنيات التحتية.
وفى هذه الأثناء أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية قراراً بتجميد أرصدة 12 شركة سودانية، وحظر أصولها المالية فى الولايات المتحدة، ومن ضمن هذه الشركات الهيئة القومية للإذاعة والتليفزيون ومؤسسات الكهرباء والبريد والبرق والسكر والتقطير والأسواق الحرة، والمثير للدهشة فى هذا القرار أنه جاء متزامناً فى التوقيت مع قانون سلام السودان، إلا أنه يتعارض معه جزئياً حيث أن هذا الأخير ينص على النظر فى فرض عقوبات بعد 6 شهور من بدء سريانه وليس الشروع فيها فورا، إلا أن الأكثر إثارة هو أن معظم الشركات والمؤسسات التى ضمتها القائمة، ليست لها أصول فى الولايات المتحدة مثل الإذاعة والتليفزيون والبريد وغيرها، وأن الجزء المتبقى ليس له أرصدة مهمة أو تعاملات تذكر بالدولار الأمريكى، ومن ثم فلا قيمة لهذا القرار من الناحية العملية. ذلك أن الحكومة السودانية كان قد سبق لها التحسب لمثل هذه الإجراءات، فطلبت من كافة الشركات والمؤسسات تقليل تعاملاتها مع الولايات المتحدة وعدم التعامل مع المصارف الأمريكية. ومن ثم فقد بدا أن الهدف من القرار فى هذه الحالة هو القيمة الرمزية والسياسية له.
وفى السياق التصعيدى ذاته، جددت الولايات المتحدة فى 3 نوفمبر 2002، العمل بالقانون الذى يقضى بفرض عقوبات على السودان لمدة عام آخر، وكان قد سبق إصدار هذا القانون فى 3 نوفمبر 1997، فى عهد إدارة كلينتون بسبب اتهامها لحكومة الخرطوم آنذاك بالسماح لمجموعات (إرهابية) محددة بممارسة نشاطها من الأراضى السودانية، ومنها حركة حماس ومنظمة الجهاد الإسلامى الفلسطينيتين، واعتبر البيان الذى أصدره البيت الأبيض أن الخرطوم مازالت مستمرة فى خرق وانتهاك حقوق الإنسان بما فى ذلك تجارة الرقيق وتقييد الحريات السياسية والدينية، وأن الرئيس بوش أمر بتجديد العمل بالقانون لمواجهة الخطر الذى تشكله هذه السياسات على الأمن القومى الأمريكى والسياسة الخارجية الأمريكية.
من ناحيته، أعلن السودان رفضه لقانون السلام الأمريكى والإجراءات اللاحقة له، وصرح الرئيس البشير بأن حكومته لن تلتفت لقرار الكونجرس وأن السودان ليس ولاية أمريكية، حتى يقوم الكونجرس باصدار قرارات أو قوانين تحدد له كيفية التصرف، وفى إشارة إلى المعونات التى تم إقرارها للمناطق التابعة للحركة الشعبية أعلن البشير فى نبره تعبويه ولو دفعوا مليار دولار ستكون حسرة عليهم، ولو ضربوا الخرطوم فلن نركع. وأكد المسئولون السودانيون أن أساليب الضغط التى ظلت واشنطن تمارسها على السودان طوال 13 عاماً، أثبتت أنها بلا جدوى، وأن اعتماد هذا القانون سيؤدى إلى تعميق الهوة ويزيد من حالة الاستقطاب بين أمريكا والعالم الإسلامى، كما يهدد فرص الحوار الناشئ بين السودان وأمريكا حول قضية السلام.
وفى الحقيقة فإن الموقف السودانى لم يكن يعبر عن العزم على خوض مواجهة مفتوحة ضد الولايات المتحدة، بقدر ما كان معبراً عن الشعور المتراكم بالإحباط لدى الخرطوم، نتيجة لخيبة أملها فى الإدارة الأمريكية بعدما بذلته من جهود مستميته لتحسين علاقتها بواشنطن.
وعلى المستوى العملى فإن الحكومة السودانية بدت حريصة على عدم منح الولايات المتحدة أى مبرر لاتخاذ إجراءات تصعيدية ضدها، وصرح المستشار الصحفى للرئيس البشير بأن الخرطوم عازمة على تحقيق السلام بأى ثمن، ورغم بعض التصريحات التى قد تصدر من هنا أو هناك، إلا أنه من الواضح أن الطرف الحكومى فى المفاوضات يبدى مرونة، تعتبرها سكرتارية الإيجاد ومجموعة أصدقاء الإيجاد كافية لاستمرار المفاوضات دون عقبات كبيرة.
وقد قلل بعض المراقبين أو المحللين السياسيين من أهمية قانون سلام السودان، والإجراءات الأخرى التى رافقته، وتأثيراتها العملية على مسار العملية التفاوضية، استناداً إلى العديد من المبررات، من أهمها:
أ ـ أن قانون سلام السودان قد عبر فى الحقيقة عن صيغة مخففة من الصياغات السابقة للقانون، والتى أجاز مجلس النواب الأمريكى إحداها من قبل، ثم عطلتها الإدارة الأمريكية فى مجلس الشيوخ بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر، وذلك لرغبة واشنطن آنذاك فى الاستفادة إلى أقصى حد ممكن من المعلومات التى قامت الخرطوم بتوفيرها للإدارة الأمريكية عن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة. وكانت الصياغة الأولى للمشروع تفرض عقوبات أكثر تشدداً تجاه السودان، وكان من أهمها حرمان الشركات التى تستثمر فى السودان من التعامل فى البورصات الأمريكية، الأمر الذى كان سيحدث تأثيراً سلبياً على عملية استخراج وتصدير النفط السودانى، وطبقاً لذلك فإن إدارة بوش من هذا المنظور، قد بذلت جهوداً إيجابية فى التخفيف من وطأة القانون.
ب ـ أن التوقيع على القانون فى هذا التوقيت، يعود فى جزء كبير منه إلى أسباب داخلية، حيث أن استجابة إدارة بوش لقوى الضغط التى تدعم القانون والتى تنتمى إلى اليمين المسيحى ومنظمات الدفاع عن حقوق المليونين، مرتبطة بانتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى كان مقرراً أجراؤها آنذاك، ورغبة الإدارة فى تحسين مواقعها فى هذه الانتخابات، فى محاولة لكسب قوى الضغط والجماعات المتشددة المعادية للسودان داخل الكونجرس وخارجه.
ج ـ أن الرئيس بوش صرح فى حفل التوقيع على القانون، بأن إدارته سوف تفسر الفقرات الخاصة بالعقوبات، باعتبارها نوع من النصح، لأن مثل هذه الفقرات إذا أخذت على أنها ملزمة فإنها سوف تتعارض مع ممارسة الرئيس لسلطاته الدستورية، لإدارة الشئون الخارجية والمشاركة فى المفاوضات الدولية والإشراف الكلى على السلطة التنفيذية، وهذا يعنى أن الإجراءات الواردة فى القانون لن تكون ملزمة، ومن ثم فإن هذا يفسح المجال أمام المزيد من المناورة وحرية الحركة لإدارة بوش تجاه الحكومة السودانية.
د ـ أن قانون سلام السودان وجه الإدانة أيضاً للحركة الشعبية، فيما يتعلق بانتهاكها لحقوق الإنسان، وأيضاً لفشلها فى إنشاء سلطات أو مؤسسات مدنية ذات مصداقية، وأن ذلك يمثل عائقاً لإحراز تقدم فى اعتماد السكان على أنفسهم، وبالتالى تحقيق تقدم نحو سلام ناجع لإعادة تأهيل تلك المناطق بعد الحرب. وإن كانت هذه الإدانة قد وردت بطريق غير مباشر وبصيغة تتصف بالتعميم، ولم يذكر فيها اسم الحركة الشعبية بالنص.
5 ـ الجولة الثالثة وأزمة مفاوضات كارن
مرت عملية الإعداد للجولة الثالثة من مفاوضات ماشاكوس التى كان مقرراً لها الانعقاد فى 6 يناير 2003 بالعديد من الصعاب والخلافات الحادة حول موعد الانعقاد والقضايا المقترحة للتفاوض، الأمر الذى هدد المفاوضات وخلق أجواء من التأزم والتعقيد فى المواقف، وربما يعود السبب الأساسى فى ذلك إلى الانحياز الواضح الذى أبدته سكرتارية الإيجاد، التى يقودها الجنرال الكينى لازارس سيمبويو، إلى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان، وبخاصة فيما يتعلق بمناقشة قضايا المناطق المهمشة وموقعها من المفاوضات، حيث أن مبادئ مبادرة الإيجاد تجاه عملية التسوية فى السودان تقتصر على قضية الجنوب فقط، وذلك بالاستناد إلى النص الوارد فى مبادرة الإيجاد نفسها والذى يشير إلى حدود الجنوب باعتبارها الحدود المعروفة فى 1/1/1956، ولكن وفد الحكومة السودانية كان قد فوجئ فى بداية الجولة الثانية من مفاوضات ماشاكوس، بأن سكرتارية الإيجاد قدمت أوراقاً تحمل مطالب الحركة الشعبية لتحرير السودان ببحث مستقبل المناطق الثلاث (جبال النوبة، وايبى وجنوب النيل الأزرق)، الأمر الذى لم يكن مفهوماً أو مبرراً آنذاك، لأن قضايا التفاوض تقتصر على الجنوب فقط، وفى مواجهة ذلك الأمر رفضت الحكومة السودانية مناقشة هذه القضايا تحت مظلة الإيجاد، وإن كانت أعلنت فى الوقت نفسه عن قبولها لمناقشة قضايا المناطق المهمشة فى مسار مستقل خارج مظلة مبادرة الإيجاد، وبدا أن هذا الموقف من الخرطوم يعود إلى سببين أساسيين: الأول أن الخرطوم لا تريد إخضاع التفاوض حول هذه المناطق لمبادرة الايجاد، حيث أن هذه المبادرة تنص على منح حق تقرير المصير للجنوب، ومن ثم فإن تطبيقها على هذه المناطق الثلاث سيمثل خطورة هائلة قد تؤدى إلى تفتيت السودان إلى عدة كانتونات، والسبب الثانى يعود إلى رغبة الحكومة السودانية فى إبداء قدر من المرونة، حتى لا تظهر بمظهر المتعنت، ومن ثم يتم تحميلها مسئولية فشل المفاوضات الأمر الذى سيعرضها للضغوط الدولية والأمريكية فى ظل مناخ إقليمى ودولى غير موات لها، بالإضافة إلى وضعها الداخلى الذى أصبح معلقاً بالوصول إلى تسوية سلمية لمشكلة الجنوب بعد أن فقدت معظم مصادر قوتها التى استندت إليها فى مراحل سابقة.
بناء على هذه الموافقة انصرفت الجولة الثالثة من ماشاكوس إلى التفاوض حول قضيتى قسمة الثروة والسلطة طبقاً لما جاء فى الاتفاق الإطارى، والتى انتهت كما سبق القول فى 18/11/2002 بتوقيع مذكرة التفاهم، والتى نصت فى أحد بنودها على أن تبدأ مفاوضات الجولة الثالثة من النقطة التى توقفت عندها المفاوضات فى الجولة الثانية، أى قسمة الثروة والسلطة، إلا أن سكرتارية الايجاد اتخذت موقفاً مختلفاً، ففى الوقت الذى كان فيه الاهتمام متجهاً إلى الجولة الثالثة التى كان مقرراً لها الانعقاد فى 6/1/2003، ظهر أن الخرطوم لم تتلق دعوة للمشاركة فى المفاوضات فى ماشاكوس فى هذا الموعد، ذلك لأن سكرتارية الايجاد استجابت بطلب من الحركة الشعبية لعقد مباحثات مع وفد الحكومة لمناقشة أوضاع جبال النوبة، وإبيى والنيل الأزرق، وحددت موعداً آخر هو 15/1/2003، ومكانا آخر هو مدينة كارن بكينيا، وذلك دون تشاور مع حكومة الخرطوم أو إطلاعها على مبررات تأجيل المفاوضات.
وفى ظل هذا السلوك لم يكن أمام الحكومة السودانية سوى رفض الحضور فى هذه الجولة، ورغم ذلك أصرت سكرتارية الايجاد على عقدها وحضر وزير الخارجية الكينى جلسة الافتتاح، ومن ثم كان المفترض والحال كذلك أن يتم افتتاح الجلسة ويتحدث وفد الحركة الشعبية وممثل الايجاد، ثم تتم المناداة على الوفد الحكومى لالقاء كلمته، ويتبع ذلك الإعلان عن انفضاض الاجماع وتوقف المفاوضات بسبب غياب الوفد الحكومى، إلا أن الخرطوم كانت حريصة على تفادى هذا الموقف حيث حضر سفيرها فى نيروبى بمفرده، وألقى كلمة سجل فيها موقف حكومته الرافض لمثل هذه المناورات، وأكد بشكل قاطع مخالفة ما يحدث لمبادرة الايجاد، ولكل ما تم الاتفاق عليه وأن هذا الاجتماع لا يعد جزءاً من عملية مفاوضات الايجاد طبقاً لمبادئها ولمسارها المتفق عليه.
وشدد الموقف الحكومى على أن الخرطوم ستشارك فى المفاوضات فقط فى حالة استئنافها من النقطة التى توقفت عندها فى 18/11/2002، كما أعلن سيد الخطيب الناطق الرسمى باسم الوفد الحكومى، أن الحكومة لن تقبل سياسة لى الذراع، أو فرض أمر واقع عليها، وأنه قد تم استخدام ما قدمته الحكومة السودانية من قبل كبادرة لحسن النية وكنوع من إبداء المرونة، كوسيلة ضغط عليها.
كما صرح مصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية السودانى، أن لازارس سيمبويو قد تجاوز موعد المفاوضات وموضوعها المتفق عليه، باجتهاده أو بالتنسيق مع أطراف أخرى، وذلك فى إشارة ضمنية إلى عدم حياد سكرتارية الايجاد التى تميل إلى جانب جون قرنق، وتتعاطف مع حركته بحكم الانتماء الواحد إلى الأصول الافريقية ضد ما ينظر إليه على أنه هيمنه من الشماليين ذوى الأصول العربية، فضلاً عن كونهم يدينون بالاسلام فى مقابل المسيحية الأكثر انتشاراً فى الحزام الواقع حول جنوب السودان.
أفضى هذا الموقف الصلب والمتوازن من جانب الحكومة السودانية إلى التوصل إلى حل وسط، تمثل فى عدول سكرتارية الايجاد عن موقفها وتحديد موعد 22/1/2003 لاستئناف الجولة الثالثة من المفاوضات فى إطار مبادرة الايجاد من حيث توقفت فى 18/11/2002، على أن يتم تحويل مفاوضات كارن إلى ندوة للتباحث حول قضايا المناطق المهمشة، وأن يشارك فى هذه الندوة بعض الممثلين للحكومة السودانية بصفة غير رسمية وغير ملزمة، وأن يكون هذا فى إطار الاستماع لمواقف الطرف الآخر وتبادل وجهات النظر، وقد انعقدت هذه الندوة بالفعل فى شكل ورشة عمل فى الفترة من 18-21 يناير 2003، ألقيت فيها ثلاث محاضرات وجلسة ختامية، وذلك بحضور خبراء من النرويج وسويسرا وبريطانيا.
وقد انتهت الجولة الثالثة من التفاوض فى الأسبوع الأول من فبراير دون الإعلان عن نتائج محددة، وإن كانت هناك بعض المسودات التى نشرت عقب انتهاءها، وأشارت إلى وجود اتفاق واسع على معظم النقاط المتعلقة بقسمة السلطة والثروة، ورغم نفى سكرتارية الإيجاد للتسريبات التى نشرت، إلا أن هذه المسودات أوضحت عدم وجود عقبات كبيرة فيما يتعلق بهذين الملفين، وأن الصعوبة الحقيقية المتبقية هى فى موضوع الترتيبات الأمنية وأوضاع قوات قرنق فى الفترة الإنتقالية.
6 ـ المفاوضات حول المناطق الثلاث .. مسار موازى لمبادرة الإيجاد
تتمتع المناطق الثلاث (ابيى، وجبال النوبة، والانقسنا فى جنوب النيل الأزرق) بأهمية خاصة، إذ أنها تمثل خطا فاصلاً بين الشمال والجنوب يمتد من الغرب إلى الشرق، وهى لا تمثل فاصلاً جغرافياً، بل هى فاصل عرقى وبشرى. وتموج هذه المناطق بتركيبة اثنية واجتماعية وثقافية تختلف عما فى الشمال وعما فى الجنوب على حد سواء، لكن هذه المنطقة اجمالاً ظلت على استعداد كامل للتعاطى الايجابى مع كل من الشمال والجنوب، وعلى ذلك أصبحت مرشحة إلى حد بعيد لأن تكون منطقة تلاقى وتمازج تربط الشمال بالجنوب، بما يجعلها منطقة ربط ونموذج اندماج يثمل جسرا للوحدة الوطنية فى السودان، إلا أن قلة الموارد وعدم توافر البنية الأساسية وتدهور الخدمات أو انعدامها، فى ظل الكثير من التراكمات السلبية الناتجة عن الأخطاء السياسية أدى إلى تحول هذه المناطق بمرور الوقت إلى منطقة معزولة ثم أصبحت تدريجياً منطقة عازلة، وانتهت الآن لكى تصبح منطقة مواجهة سيكون لها ولاشك تأثيرها البالغ على مجمل مستقبل السودان.
وتحاول الحركة الشعبية السعى إلى توظيف واقع المنطقة فى الصراع الدائر بينها وبين الحكومة المركزية فى الخرطوم، ويقسم قرنق المناطق المهمشة إلى قسمين رئيسين: الأول يضم ابيى وجبال النوبة والنيل الأزرق، وهذه المناطق لديها أبناء يقاتلون فى صفوف الحركة الشعبية، وتبعاً لذلك يعلن قرنق أن الحركة الشعبية لن تترك هذه المناطق دون حل قضاياها، لأن فى ذلك عدم وفاء لرفقة النضال. والقسم الثانى من هذه المناطق هو مناطق الفور فى غرب السودان، والبجا فى شرق السودان، وهذه المناطق غير ممثلة فى الحركة الشعبية حيث لا يوجد أبناؤها فى صفوف الحركة، ولذا فإنها لا تطلب حل قضاياهم أو التحدث باسمهم، اللهم إلا فى إطار الحديث عن السودان الجديد القائم على العدالة والمساواة لكل الأعراق والثقافات بعد التحرر من الظلم الذى تمارسه الأقلية الشمالية العربية المنحدرة من وسط وشمال السودان.
وقد أعلن جون قرنق أن هذه المناطق المهمشة ليست تابعة للجنوب جغرافياً، وأن ارتباط الحركة الشعبية بها هو ارتباط سياسى، إلا أنه وبالرغم من ذلك يصر على مناقشتها فى المفاوضات، وعلى أن يكون لها الحق فى تقرير مصيرها مثل الجنوب بعد فترة انتقالية مقدارها 6 سنوات، تختار هذه المناطق بعدها الطريقة التى تحدد بها مستقبلها فى إطار السودان، ويصر كذلك على أن تكون العلاقة بين الدين والدولة أحد القضايا الرئيسية للتفاوض بشأن مستقبل هذه المناطق، الأمر الذى يعنى أنه يريد تطبيق مبادئ اتفاق ماشاكوس الإطارى الموقع فى 20/7/2002 عليها، وهو الأمر الذى ترفضه الحكومة السودانية بشكل صارم.
ويبدو أن الحركة الشعبية تهدف إلى جعل هذه المناطق مستقلة عن الشمال أو متمايزة عنه على الأقل، وقد تريدها جسراً سياسياً تعبر به نحو الشمال، وإن كان الكثير من المحللين يرون أن الحركة تتعامل فى هذا الأمر وفق استراتيجيتين:
الأولى هى استراتيجية السودان الجديد الذى يظل فيه السودان فى إطار وحدوى تكون الغلبة فيه للأقليات العرقية غير العربية وغير الإسلامية، انطلاقاً من مقولة قرنق أن العرب المسلمين فى السودان أقلية، وأن هذه الغلبة يجب أن تنعكس وفق هذا التصور على اقتسام السلطة والثروة بحيث يظفر مجموع الأقليات غير العربية وغير الإسلامية بالنصيب الأكبر على هذا الصعيد.
الثانية فيتم اللجوء إليها فى حال الفشل فى تحقيق الأولى، وتتمثل فى فصل الجنوب لإقامة دولة جديدة يتم ضم المناطق الثلاث إليها، وتنفرد بحكمها الحركة الشعبية، والمناطق الثلاث تلعب فى هذه الحالة دوراً هاماً فى الدولة الجديدة، بالنظر إلى الصراعات القبلية فى الجنوب خاصة بين الدنيكا التى ينتمى إليها جون قرنق وتمثل العصب الرئيسى للحركة الشعبية، وبين قبيلة النوير ثانى أهم قبائل الجنوب والتى تقع فى أراضيها معظم حقول البترول فى الجنوب، بالإضافة إلى الخلافات والعداوات القبلية الأخرى المنتشرة فى كل مديريات الجنوب وولاياته، إذ أن انضمام المناطق الثلاث إلى الجنوب من الممكن أن يخفف من حدة هذه الحساسيات وأن يزيد أيضاً من الثقل النسبى للدنيكا، حيث ستكون هذه المناطق حليفاً طبيعياً للحركة الشعبية بقيادة جون قرنق، باعتبار أن قيادات هذه المناطق هى جزء من الحركة الشعبية بالفعل وتخضع لسلطة قرنق وزعامته، وأن البعض الأخر من القيادات التاريخية للمنطقة (مثل الأب فيليب عباس غبوش) أصبح متحالفاً مع قرنق فى الآونة الأخيرة، وتم تكريس هذا التحالف بشكل رسمى فى مؤتمر كاودا، هذا فضلاً عن أن منطقة أيبى تسيطر عليها قبيلة الدينكا نقوك وهى أحد فروع الدينكا.
مؤتمر كادوا : وفى إطار استراتيجية جون قرنق لهذه المناطق، انعقد مؤتمر كاودا التشاورى لأبناء جبال النوبة، لمدة ثلاثة أيام فى 2/12/2002 وقد تميز هذا المؤتمر بأهمية خاصة لما يلى:
1) أن جون قرنق لم يكتف بإرسال بعض قيادات الحركة الشعبية ممن ينتمون إلى جبال النوبة لحضور المؤتمر، بل حرص على الحضور بنفسه ربما فى أول زيارة له إلى جبال النوبة، وألقى خطاباً سياسياً هاماً، الأمر الذى أوضح مدى الأهمية التى يعطيها لجبال النوبة فى استراتيجيته التفاوضية، وحرصه على الخروج بنتائج محددة، وهو ما نجح فيه بالفعل، حيث أعلنت أربعة أحزاب تنتمى إلى المنطقة أنها قد حلت نفسها وكونت حزباً جديداً هو الحزب القومى السودانى المتحد.
2) كانت أهم مقررات المؤتمر على الإطلاق هى إعلانه عن تفويض الحركة الشعبية لتحرير السودان تفويضاً تاماً لطرح قضية جبال النوبة كجزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية لتحرير السودان، التى يحارب أبناء جبال النوبة تحت رايتها منذ عقدين من الزمان.
3) أن المؤتمر يرى أن تحكم منطقة جبال النوبة بدستور وقوانين غير دستور وقوانين النظام السودانى الحالية، والتى انتقصت من الحقوق الدستورية والقانونية لشعب النوبة، على أن تحكم بالدستور والقوانين التى ستحكم بها بقية مناطق الحركة.
4) أن شعب جبال النوبة له الحق فى تقرير المصير قبل نهاية الفترة الانتقالية وتحديد كيفية انتمائه للسودان ككل أو أى جزء من أجزائه.
5) أن شعب النوبة يجب أن يحكم فى الفترة الانتقالية حكما ذاتياً من خلال حكومة مختارة من قبله وتخضع لمحاسبته، وتكون مرتبطة بالحركة الشعبية لتحرير السودان.
6) يتقدم المؤتمر بالدعوة لبقية القوميات فى جبال النوبة وإلى جيرانهم من قبائل الحوازمة والمسيرية (قبائل عربية) وغيرهم للعمل معاً لإلغاء التهميش وايجاد شروط عادلة لإدارة السودان.
أورد المراقبون العديد من الملاحظات على مؤتمر كادوا، من أهمها:
أ ـ أن تحركات قرنق هذه ليست مناقضة فقط للاتفاق الإطارى لمشاكوس بل هى أيضا تناقض أيضا مقررات أسمرا التى اتفق عليها مع حلفائه الشماليين فى التجمع الوطنى المعارض، وأن هذا السلوك ليس إلا محاولة لاستغلال العوامل العنصرية والعرقية لجعلها أداة ضغط على الحكومة السودانية، حيث تتمتع منطقة جبال النوبة بأهمية جغرافية كبيرة باعتبارها الجسر الذى يربط بين الشمال والجنوب، إلا أن تسمية المنطقة نفسها هى مجرد اسم جغرافى لا علاقة بالمكونات العرقية والأثنية، إذ أن المنطقة تضم الكثير من العناصر غير النوبية، وأن محاولة استغلال تأثر جبال النوبة بسياسات العزل والإغلاق فى العهد البريطانى قد تم تجاوزها نسبيا فى عهد الاستقلال حيث أصبحت المنطقة تعيش حالة من التمازج والانفتاح الطبيعى على كل السودان، بالإضافة الى أن جبال النوبة تختلف اختلافا تاما عن جنوب السودان جغرافيا واثنيا، وأن سكان المنطقة الأصليين كانت لهم على مر العهود علاقة وثيقة مع شمال السودان وغربه وقد أصبحوا بمرور الزمن جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعى لوسط السودان، حيث تشابكت علاقتهم وتداخلت مصالحهم.
ب ـ أن المؤتمر اتخذ طابعا عنصريا أو اثنيا محددا، حيث اقتصر على أبناء جبال النوبة الذين ينتمون الى العرق النوبى دون غيرهم من القبائل من أبناء وسكان هذه الجبال الذين ينتمون الى أعراق شتى بعضها من أصحاب الانتماء العربى، وبعضهم الآخر من ذوى الانتماء الافريقى، كما أن عقد المؤتمر فى مدينة كادرا التى تخضع لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان، عنى فى الحقيقة سيطرة الحركة على مقدرات المؤتمر ومساراته، وعنى أيضا غلبة أعضاءها أو أنصارها على الحضور وحصولهم على مكانة أكبر مقارنة بالزعماء الآخرين، الأمر الذى قلل من مصداقية تمثيل المؤتمر لكل منطقة الجبال.
ج ـ ترتب على ذلك أن تفويض المؤتمر للحركة الشعبية للتحدث باسم جبال النوبة، أعطى قرنق ورقة تفاوضية يستطيع أن يناور بها فى المفاوضات، وهو ما قام به بالفعل إلا أن الاقتصار على أبناء النوبة وعدم الانعقاد فى إحدى مدن الجبال الكبيرة أو خارج منطقة جبال النوبة، قلل من أهمية ومصداقية هذا التفويض، ومنح الحكومة السودانية فرصة مقابلة لعقد عدة مؤتمرات حاشدة فى مدينة كادوقلى حضرها غازى صلاح الدين مستشار السلام ورئيس الوفد الحكومى المفاوض، لكى يقضى على حجة قرنق فى تمثيل الجبال.
د ـ أن الأحزاب الأربعة التى أعلنت حل نفسها، ثم الاتحاد معا من خلال تكوين حزب جديد، وهى الحزب القومى السودانى الحر، والحزب القومى السودانى القيادة الجماعية، والحزب القومى السودانى، واتحاد عام جبال النوبة، ليست سوى إنشقاقات على حزب واحد هو الحزب القومى السودانى (القديم)، الذى نتج بدوره عن حزب اتحاد جبال النوبة، فاتحاد جبال النوبة ظهر فى فترة الديمقراطية الثانية (64-1969)، أما الحزب القومى السودانى فقد ظهر فى فترة الديمقراطية الثالثة (85-1989)، وبالتالى فإنه ليس هناك جديد من الناحية العملية أو الواقعية، فهذه الأحزاب ليست إلا تجميعا لأجزاء حزب واحد أو كيان واحد، وقد انعكس هذا فى اختيار الأب قبليب عباس غبوش رئيسا للحزب الجديد الحزب القومى السودانى المتحد، وقد سبق للأب فبليب نفسه أن كان رئيسا لحزب اتحاد جبال النوبة وكان أيضا رئيسا للحزب القومى السودانى. وهناك ملاحظة مهمة يجب ابرازها والاشارة اليها فى هذا السياق، وهى أن الأب فيليب عباس غبوش قد دخل الجمعية التأسيسية فى الديمقراطية الثالثة (1986) منتخبا عن دائرة الحاجة يوسف بالخرطوم بحرى، الأمر الذى يعنى مدى التماذج والتداخل فى الواقع السودانى، فرغم انتماء غبوش لجبال النوبة إلا أنه ترشح وفاز عن دائرة فى الخرطوم حيث يقيم فى الإطار الجغرافى لهذه الدائرة الكثير من أبناء النوبة الذين نزحوا الى الشمال.
د ـ أن قرارات المؤتمر بتفويض الحركة مع المطالبة بتطبيق قوانين خاصة فى المرحلة الانتقالية على جبال النوبة وبتبعيتها أو ارتباطها بالحركة الشعبية فى المرحلة الانتقالية، ثم المطالبة بحق تقرير المصير، يعنى من الناحية العملية أن منطقة جبال النوبة أصبحت فى حكم التابع للجنوب، وأن حرية الاختيار التى يطالبون بها فى البند المتعلق بحق تقرير المصير، أصبحت نوعا من تحصيل الحاصل حيث أن المؤتمرين قد حسموا اختيارهم سلفا من خلال هذه المؤتمرات، فى حين أن منطقة جبال النوبة تقع فى ولاية كردفان الكبرى، وهى ولاية شمالية باتفاق الجميع، ومن ثم لا يمكن تطبيق اتفاق مشاكوس الإطارى عليها، وإلا فإن الأمر يصبح خلطا للأوراق على غير أسس قانونية أو سياسية مقبولة، بل هو فى الحقيقة محاولة لوضع وتكريس قواعد جديدة للعملية التفاوضية، أو على الأقل الإنطلاق من سقف عال جداً للمطالب من أجل الحصول على الحد الأدنى الذى يضعه قرنق كهدف له، وهو جعل هذه المناطق احتياطيا استراتيجيا فى مواجهاته القادمة مع الشمال سواء فى المرحلة الانتقالية أو ما بعدها، الأمر الذى يعزز الرأى القائل بأن قرنق يعمل من خلال استراتيجية مزدوجة تهدف الى بناء السودان الجديد طبقا لمفهومه، أو يسعى الى الانفصال فى كيان مستقل، حتى وأن كانت الظروف الإقليمية والدولية غير مناسبة له أو مرحبة به فى هذه المرحلة، فإنه على الأقل يؤسس لوضع كونفدرالى ذا صلاحيات واسعة ومبنى على أسس قوية تؤهله لإدارة معاركه أو صداماته المستقبلية مع ما يعتبره الأقلية الشمالية المهيمنة من موقع القوة.
هـ ـ مما يؤكد ما سبق، أن قرنق قد قام بعقد مؤتمر مشابه لمؤتمر كادوا فى ولاية النيل الأزرق، وأعلن من هناك تسميته للمنطقة باسم إقليم الفونج وهو إحياء لمملكة قديمة فى تاريخ السودان، وقد كرر المؤتمر تفويض قرنق للتحدث باسم منطقة الانقسنا والمطالبة باسمها بنفس المطالب التى أعلنها مؤتمر كادوا لمنطقة جبال النوبة.
7 ـ مفاوضات كارن للمناطق المهمشة
انعقدت الجلسة الأولى للمفاوضات حول المناطق الثلاث، بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية فى 4 مارس 2003، وذلك فى مسار منفصل عن مبادرة الايجاد التى تدور تحت مظلتها المفاوضات الخاصة بالجنوب، وقد شاركت الحكومة بوفدين فى المباحثات، الوفد الأول تفاوضى، والوفد الثانى تشاورى ويضم أهل المناطق الثلاث، وقد لفت الحجم الكبير للوفد الحكومى الأنظار، حيث بلغ عدد أعضاءه 81 عضوا معظمهم من أبناء المناطق الثلاث. وأعلن متحدث حكومى أن الوفد التشاورى يضم استشاريين ووزراء دولة وقيادات سياسية من أبناء المناطق الثلاث وقيادات قبلية وأكاديمية وقيادات من القوات المسلحة والأجهزة المختلفة، وذلك فيما بدا أنه محاولة من الحكومة السودانية لإضفاء قدر من المصداقية على موقفها فى مواجهة تحركات قرنق والمؤتمرات التى عقدها.
بدأت المفاوضات دون الإتفاق حول برنامج محدد، الأمر الذى استغرق أكثر من عشرة أيام من الجدل والخلافات بين وفدى الحركة والحكومة، حيث أعلن الوسيط الكينى أن مسار هذه المفاوضات هو مسار مستقل ولا علاقة له بمبادرة الايجاد، وأن على طرفى التفاوض تحديد جدول التفاوض ومرجعيتها بالتوافق بينهما، ويمكن القول أن الخلافات بين الجانبين قد إنحصرت فيما يلى:
1) تصر الحركة الشعبية على إدراج قضايا تقرير المصير وعلاقة الدين بالدولة فى المحادثات، بينما ترى الحكومة أن البندين المتقدمين جزء من مبادرة الايجاد التى لا ينبغى تعميمها على مفاوضات المناطق الثلاث.
2) رأت الحكومة السودانية أن يتم التفاوض عبر ثلاث لجان مختلفة، بحيث تكون كل منطقة لها لجنة منفصلة، وأصرت الحركة على دمج المفاوضات فى لجنة واحدة يرأسها نيال دينق، الذى يقود وفد الحركة الشعبية فى إطار مفاوضات الايجاد، وهو ما أصرت الحكومة على رفضه.
3) رفض الحكومة حضور مراقبين من أوغندا وأريتريا، باعتبار أن حضورهم فى المسار الرئيسى الخاص باتفاق ماشاكوس الإطارى، ناتج فى الأساس عن عضويتهم فى منظمة الايجاد الراعية الرسمية للمفاوضات، أما مفاوضات المناطق الثلاث فلا يحق لهم الحضور فيها باعتبار أن هذه مفاوضات مختلفة وتتم تبعا لمرجعية منفصلة تحت الرعاية الكينية.
وقد انطلقت المفاوضات فى النهاية بعد موافقة الطرفين على اقتراح جديد تقدم به الوسيط الكينى لازاراس سيميويو، ألزم الطرفين من خلاله بحصر التفاوض على أبناء المناطق الثلاث فى الحكومة والحركة، عبر ثلاث لجان لمناقشة قضايا المنطقة، على أن تختتم بإعلان بروتوكول أو بيان من سيميويو، وأن يتكون جدول كل لجنة من ثلاث نقاط رئيسية هى: بحث جذور المشكلة فى كل منطقة، وتحديد طبيعة المشكلة، ومناقشة الحلول المقترحة من كل طرف.
ويعد هذا الترتيب نجاحا للموقف الحكومى، إذ أنه استطاع بذلك الفصل بين المسارين التفاوضيين بشكل واضح لا يحتمل اللبس، وأزال، من ثم ، المخاطر المترتبة على مناقشة حق تقرير المصير كمبدأ مطروح للتفاوض منذ البداية، كما نجح فى استبعاد المراقبين الأوغنديين والأريتريين تأكيد لمبدأ الفصل بين المسارين، وأصبحت المفاوضات بذلك دون جدول محدد، الأمر الذى يعنى أن الوفد التابع للحكومة بإمكانه أن يرفض أى بند من البنود الخاصة بتقرير المصير أو علاقة الدين بالدولة دون أن يتم تحميل مسئولية ذلك الرفض أو أى فشل مترتب عليه للخرطوم، باعتبار أن المتفاوضين هم من أبناء المنطقة على الناحيتين، خاصة وأن وجهة النظر السائدة لدى قطاع كبير فى جبال النوبة، ترفض من الأصل أن تتم مناقشة قضايا مناطقهم ضمن قضية الجنوب التى تجرى مفاوضتها فى ماشاكوس، باعتبار أن قضية الجبال ستكون فى هذه الحالة فى ترتيب متأخر، حيث أن الأولوية ستكون للقضايا الخاصة بالجنوبيين، وأن مناقشة قضايا كل منطقة فى إطار خاص بها سيعطيها الأولوية، وأن الأفضلية من الناحية السياسية والاقتصادية والإدارية هى الوصول لترتيبات لهذه المناطق فى إطار السودان الموحد، لأن أى انقسام أو انشطار للسودان سيخلق رواندا جديدة وسيجعل المناطق الثلاث فى وضع مماثل لوضع منطقة كشمير بين الهند وباكستان، كما أن الانقسام أو الانفصال سيخلق محاور مطلبية لإنقسامات أخرى فى أنحاء مختلفة من السودان.
انتهت هذه الجولة من المسار التفاوضى المتعلق بالمناطق الثلاث فى 19/3/2003 بعد أن أحرزت تقدما وصفه المتفاوضون بأنه تقدم كبير، وذلك فيما يتعلق بلجنتى جبال النوبة والنيل الأزرق، أما لجنة ابيى، فلم يتم الشروع فى المفاوضات بشأنها بسبب اختلاف الطرفين حول حدود المنطقة، حيث ترى الحركة أن الحدود تقتصر على مدينة إبيى وما حولها، وبالتالى فإن قبيلة الدينكا نقوك حسب رأى الحركة هم أبناء المنطقة الوحيدون، بينما ترى الحكومة السودانية أن المنطقة تاريخيا أوسع بكثير من هذا التوصيف وتشمل قبائل أخرى.
الغرضون
18-07-2005, 02:26 PM
نحو دور جديد لمخابرات ما بعد الحرب الباردة
لعادل درويش – مقال بجريدة الشرق الأوسط اللندنية عدد السبـت 23 صفـر 1426 هـ 2 ابريل 2005 ذي الرقم 9622
معلومات المخابرات الأمريكية عن العراق «كانت في غاية الخطأ»، مما أصاب مصداقية أمريكا بضربة قاصمة ستستغرق إزالة آثارها سنوات طويلة، ولا يزال رؤساء الأجهزة الاستخباراتية في الظلام لا يعرفون إلا النزر اليسير عن برامج الأسلحة النووية في بلدان مثل إيران وكوريا الشمالية; هذا ملخص تقرير لجنة تقصي الحقائق الرئاسية عن عمل المخابرات الأمريكية وآثارها على قرار الحرب في العراق.
ويستخلص أيضا «خطأ تقييمات المخابرات للمعلومات قبل الحرب على العراق».
المخابرات مثل الصحافة، وأحيانا تتأخر الصحافة بفعل ضغط الوقت، فتهمل استشارة الخبراء في تفسير المعلومة، لكننا كصحافيين ندفع ثمنا غاليا سواء أمام القضاء، أو نطبع اعتذارا ذليلا ـ ونحن على حق لكننا لا نملك أدلة مادية تقنع المحكمة.
ونادرا ما تدفع المخابرات الثمن الباهظ الذي تدفعه الصحافة، والحكومة تساعد المخابرات بالتستر، وتدمير الوثائق. تقرير اللجنة الرئاسية في أمريكا، أو اللورد بتللر هنا، هو الاستثناء وليس القاعدة، فأسلحة الدمار العراقية المزعومة، هي أزمة دولية، وقد أدت إلى انتحار عالم جليل هو الدكتور دافيد كيللي، مما جعل شارع الصحافة العالمي، ينشب أسنانه الحادة في إخفاقها في تقييم المعلومات، التي كان مصدرها تيارات معارضة عراقية في مصلحتها التخلص من نظام صدام حسين.
منذ ثلاثين عاما درست تطوير بلد شرق أوسطي لأسلحة دمار شامل. وسعدت بحصولي، بعد جهد شاق، على معلومات الإثبات من أربعة مصادر; والقاعدة ثلاثة مصادر لا تربطها علاقة أو مصلحة مشتركة. أفتى رئيسي ـ محرر القسم الخارجي ـ بعدم مصداقية اثنين من المصادر، واحد من مخابرات بلد في خصومة مع البلد موضع التحقيق، والثاني من شركة فقدت عقدا ثمينا، مما يعني احتمال داوفع لدى المصدرين في تضليلي. ورغم غضبي وقتها، إلا إنني أشكر للرجل، رحمه الله، وكان من أعظم رؤساء التحرير الذين شهدتهم بريطانيا، قراره الحكيم.
محللو معلومات المخابرات ـ وليس جامعيها من مصادرها الخام ـ في حالة العراق، لم يضعوا في طريق تطوير المعلومة processing the intelligence and judging the analysis فلترات الشك الإيجابي التي تضعها الصحافة في طريق المعلومة وتحويلها إلى خبر.
أخطأت تحليلات المخابرات الأمريكية بشأن العراق من قبل وكان الثمن باهظا. عام 1990 اعتمدوا على الأقمار الصناعية في مراقبة العراق ـ وهي معلومات خام Raw intelligence لا قيمة لها بدون تحليل الخبراء ـ بدلا من المصادر الإنسانية على الأرض، مع غياب المحللين العارفين. قدرت المخابرات المصرية في يوليو 1990 أن صدام سيحتل على الأقل جزءا من الكويت ـوكان للمصريين عملاء كسائقين يسافرون بين البصرة والكويت. رفضت الإدارة الأمريكية تحذيرات القاهرة وصدقت تقرير السفيرة الأمريكية أبريل غلسبي التي قدرت أن «الحليف» صدام لن يفعلها. ولو استشار مجلس الأمن القومي الخبراء لعرف أن إدعاء ضم الكويت، كالمديرية التاسعة عشرة، وجد وقتها شعبية لدى الأمة العراقية.
قبلها بعشر سنوات، في لقاء خزانة تفكير Think Tankقدر خبير الـ«سي أي ايه» معنا أن الحرب التي بدأها صدام ضد إيران، لن تستمر لأكثر من ستة أسابيع. وفي لقاء آخر مماثل في ديسمبر 1987، قرر خبراء الوكالة أن الحرب نفسها ستستمر أربعة أو خمسة أعوام أخرى، وانتهت الحرب بعد ستة أشهر.
المشكلة هنا في طبيعة ودور المخابرات، وقدرتها على تطوير نفسها حسب متطلبات العصر، فمثلا طبيعة وطريقة جمع المعلومات وتحليلها أثناء الحرب الباردة تختلف كلية عن المتطلبات الحالية في الحرب ضد الإرهاب، وهذا يفسر إخفاق الأجهزة الأمريكية عن توقع هجمات 11 سبتمبر، بل والتعامل أثناء وقوعها، لأنها كانت لا تزال تفكر بعقلية مواجهة السوفييت في الحرب الباردة، ولو كانت طورت طبيعة تعاونها مع مخابرات مثل المصرية والسعودية، لمتطلبات مرحلة ما بعد التعاون ضد السوفييت في أفغانستان، لكانت استفادت خاصة أن إرهابيي القاعدة نشطوا ضد مصر والسعودية قبل 11 سبتمبر.
أيضا خلط المخابرات بين تخصصها في جمع المعلومات وتحليلها وتقديم النتائج بشكل حيادي ليتخذ المسؤول القرار الصائب، وبين عمل أجهزة الأمن، يستهلك مواردها سلبيا وينهي الحياد الضروري لتقديم تحليل صائب. الترجمة العربية لا تفي بالمعنى فالاسم الانجليزي Intelligence Service، أي خدمة الذكاء المعرفي ـ أي جمع المعلومات وتحليلها.
تدريب الأخصائيين على التحليل فن يستغرق سنوات طويلة وخبرة أجيال، فإذا دربت شخصا لسنوات على تحليل أنواع البرتقال فقط، فإنه سيري الليمون على انه برتقال أصفر.
وعندما خلطت الـ«سي أي ايه» عملها Intelligence Agency ، وعمل الآخرين في «الأمن» Security أهدرت مواردها ووقعت في أخطاء هزلية ـ محاولة إحراق ذقن الزعيم الكوبي فيديل كاسترو بسيجار مفخخ، بدلا من جمع المعلومات عن عناصر القوة والضعف في المجتمع الكوبي، ومحاولة استمالته أو إغرائه بعيدا عن المعسكر السوفييتي، لكن اقتصر تقييم «محلل البرتقال فقط» على وضع كاسترو في خانة الأعداء، وبالتالي النيل منه، بدلا من ترك الباب مفتوحا لخيارات أخرى.
متطلبات مرحلة ما بعد الحرب الباردة، والتعامل مع الإرهاب، تضع تحديات جديدة أمام المخابرات ـ بمعناها المعلوماتي Intelligence وليس الأمني، كالمخابرات الشرق أوسطية من «المخبر» بالعصا والبالطو الأصفر، الذي يحصل على المعلومات بضرب الناس، أو ابتزاز المجرمين خالطا بين الأمن والمعلوماتية.
مخابرات الانقلابات العسكرية في مصر عبد الناصر، وعراق وسوريا البعث، وليبيا الثورجية، كانت جهازا قمعيا لأمن النظام بدل خدمة الدولة، وبالتالي فشلت في توقع الضربة الجوية التي دمرت طيران مصر وسوريا عام 1967، وتعاملت داخليا مع الخصم الخطأ فقويت شوكة الجماعات الإسلاموية وبطشها.
الموساد الإسرائيلية بخلطها بين المعلوماتية والأمن بمفهوم الضربات الاستباقية، وقعت في الخطأ الفادح، الذي أضر بأمنها بمحاولة اغتيال ممثل حماس في عمان قبل سنوات ومحاولة إصلاح الخطأ سياسيا بالإفراج عن زعيم الحركة الراحل الشيخ أحمد ياسين، وارتفعت شعبية حماس نتيجة ذلك، وانهار سلام ما بعد أوسلو مع العمليات الانتحارية.
خطأها الآخر في تقدير التيار الواقعي والرغبة المصرية في السلام بعد حرب يوم الغفران، جعل من مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات للسلام مفاجأة لم يتوقعها الساسة الإسرائيليون.
ويشير هذا الدرس إلى مهمة لا تقدر بثمن للجانب المعرفي المعلوماتي الذكي للمخابرات، وهي ضرورة البحث عن النقاط الإيجابية وتيارات السلام إلى جانب مصادر التهديد الأمني في معسكر الخصم، وإبقاء الذهن مفتوحا. ومن الأفضل تجنب الحرب بدلا من خوضها وإلحاق خسائر أكثر بالخصم، فمعلومات عن تيارات السلام مثلا، تساعد على إصلاح صورة قد تكون خاطئة لدى صاحب القرار عن «العدو»، خاصة إذا ما قدم التقرير الاستخباراتي معلومات محايدة عن استعداد الخصم للتحاور والسلام بدلا من الحرب.
الغرضون
18-07-2005, 02:28 PM
المصدر: موقع مقاتل من الصحراء
بيان الملك سعود إلى الصحافة العالمية
(أم القرى العدد 1931 في 10 ربيع الأول 1382 الموافق 10 أغسطس 1962) افتتح الملك سعود المؤتمر بكلمة ترحيبية ضافية، رحب فيها بمراسلي الصحف العربية والأجنبية ثم ألقى حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعود رئيس الديوان الملكي البيان الصحفي الذي أفضى به حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، الموجه إلى الصحافة العربية والإسلامية والأجنبية وفيما يلي نص البيان الصحفي الملكي الكريم.
إن الغرض الأول من عقد هذا الاجتماع مع حضراتكم كممثلين للصحافة العالمية هو أن نتذاكر معكم، ونطلعكم على موقفنا من القضايا العربية، وما وصلت إليه البلاد من تقدم ونهضة شاملة في مختلف الميادين الثقافية والعمرانية والصحية، وذلك رغم قصر المدة التي مكنتنا فيها مواردنا وإمكانياتنا المالية من الالتفات إلى هذه الشؤون، والبدء في هذه النهضة الشاملة. فالعالم كله يعلم أن هذه الجزيرة كانت قاحلة، ليس فيها أنهار وأشجار، وكنا نعيش فيها عيشة الكفاف، نحرس الأمن، ونرعى الاستقرار، ونقوم على خدمة بيت الله، ونسهر على راحة حجاجه، ونحافظ على أرواحهم التي كانت مهددة فيما سبق. الأمر الذي جعل الأمن في بلادنا مضرب المثل في العالم كله، رغم ترامي أطراف الجزيرة، واتساع رقعتها، وانعدام طرق المواصلات فيها.
هكذا كنا نعيش في جزيرتنا هذه حتى من الله علينا بثروة البترول؛ التي بدأت تتدفق قبيل الحرب العالمية الثانية، ولكنها ما لبثت أن توقفت عن التدفق أثناء الحرب، ثم عادت إلى التدفق بعد انتهائها بشكل ملموس.
وفي هذا الوقت، أي حوالي عام 1946م، أصبحت إمكانياتنا الملية تسمح لنا بالبدء في نهضتنا في مختلف الشؤون، وعندما وجدنا أن التعليم من ألزم الضروريات لهذه النهضة؛ لإيماننا الوثيق بأن العلم هو أساس الرقي والتقدم، وكان التعليم بالمعنى المعروف يكاد يكون معدوماً، فقررنا أن نضع اللبنة الأولى في تعليم النشء، وتثقيف الأمة، فبدأنا بإنشاء المدارس بمختلف مراحلها الأولية والابتدائية والمتوسطة والثانوية والصناعية، وأدركنا أن هذا الإنشاء يجب أن يكون عاماً يشمل مختلف أنحاء البلاد، مهما ترامت أطرافها، بحيث ينعم بنعمة العلم أبناء القرى والوديان؛ كما ينعم بها أبناء المدن، وهكذا خطونا خطوة واسعة في إنشاء المدارس، حتى عمت جميع أنحاء المملكة، وكل الطلاب يتلقون العلم، وتصرف لهم الكتب بالمجان في مختلف مراحل الدراسة، كما أنشأنا معاهد المعلمين، وخصصنا لطلابها رواتب شهرية، تشجيعاً ومساعدة لهم، كما قمنا بإنشاء الجامعة على الأسس العلمية والمنهجية، استقدمنا لها الأساتذة المختصين للتدريس فيها، وقد بدأت الجامعة تؤتي ثمارها، وتخرج طلابها، كما عملنا على ابتعاث المئات من الطلاب إلى مختلف الجامعات العلمية، وقد أكمل الكثير منهم دراسته، وهم يشاركون الآن في خدمة بلادهم في مختلف الميادين. ويكفي لتقدير ما توصلنا إليه في حقل التعليم من تقدم كبير الرجوع إلى الإحصاءات الرسمية، وكذلك قمنا بإنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وهي تضم الآن عدداً كبيراً من أيناء الامة الإسلامية من مختلف أنحاء العالم، وسيكون متخرجوها رسل ثقافة، ودعاه إرشاد، يحملون مشاعل النور والعرفان.
ونحن، مع اعتزازنا بما وصلنا إليه من تقدم كبير في هذا المضمار، نشعر بأننا لا زلنا في أول الطريق، وأن الواجب يحتم علينا أن نسير إلى النهاية التي نتطلع إليها.
أما الإعمار فقد حظي بكبير عنايتنا؛ فقد تلفتنا حولنا عندما وجدنا الإمكانيات، فلم نجد متراً واحداً من الأرض معبداً يربط البلاد بعضها ببعض، وكذلك المستشفيات وتزويدها بالمعدات، ووجدنا أن الحرمين الشر يفين في حاجة إلى عناية تكفل راحة الحجاج، وزوار مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأخذنا على عاتقنا القيام بهذا الأمر، وقررنا توسعة الحرمين الشريفين.
وقد تمت الأعمال في حرم المدينة المنورة منذ مدة، وشهد حجاج المسلمين بأن هذا العمل مفخرة من مفاخر الأعمال والبناء، أما عمارة المسجد الحرام فإنها قائمة على قدم وساق، وقد انتهى القسم الأكبر منها، ونأمل أن يتم الباقي في أقرب فرصة ممكنة. ولقد أبدى المسلمون إعجابهم بروعة الأجزاء التي تمت من هذا المشروع، ونحن إنما نعمل هذا بدافع من الشعور بالواجب علينا نحو حجاج المسلمين.
كما وضعنا نصب أعيننا القيام بتعبيد الطرق المؤدية لمشاعر الحج والزيارة؛ فتم تعبيد الطرق بين مكة وجدة، وبين مكة وعرفات، وكلها طرق مزدوجة ضماناً لسلامة الحجاج وراحتهم، كما تم تعبيد الطريق بين جدة والمدينة؛ بحيث أصبحت قوافل الحجاج تقطع هذا الطريق باطمئنان، بعد أن كانت تقاسي أنواع الصعوبات قبل إتمامه.
ولقد قمنا كذلك بإنشاء مدينة للحجاج القادمين بطريق البحر، مزودة بأحدث التجهيزات الصحية، فبعد أن كان الحجاج ينزلون من البواخر، وينتظرون دورهم في الترحيل إلى مكة على أرصفة الشوارع، وتحت وهج الشمس، أصبحوا يجدون مدينتهم المعدة لاستقبالهم بأحسن المعدات، وكذلك أقمنا مدينة لحجاج الطائرات تستوعب جميع الحجاج الذين يضطرون لانتظار سياراتهم المعدة لنقلهم إلى مكة، أو انتظار طائراتهم عند العودة. هذه الأعمال كلها ليست خافية على أحد، وإخواننا الحجاج يلمسونها كل عام.
أما مشروعات الطرق وربط أنحاء المملكة بعضها ببعض رغم تباعدها، فإننا قطعنا شوطاً كبيراً فيها بحيث تم ربط منطقة الدمام والأحساء بالرياض بخط معبد أحدث تعبيد؛ هذا بجانب خط السكة الحديدية المبني على أحدث طراز فني، كما أن العمل قائم في تعبيد الطريق الذي يربط مدينة الرياض بمكة، ولم يبق على إتمامه إلاَّ مسافة (400) كيلومتر، وبنهاية تعبيد هذا الطريق يكون قد تم ربط سواحل الخليج العربي بسواحل البحر الأحمر بخط معبد يبلغ طوله 1700 كيلومتر، كما أن العمل قائم في تعبيد الطريق الذي يربط المدينة المنورة بتبوك في أقصى شمال المملكة، ويبلغ طول هذا الطريق حوالي 800 كيلو متر، ولم يبقى على إتمامه إلاَّ مسافة 200 كيلومتر، وسيسلك هذا الطريق الحجاج القادمون من البلاد الإسلامية الواقعة شمال المملكة. هذا الذي تقدم ليس إحصاء، ولكنه مثال ملموس على ما نقوم به في مجال الإعمار رغم قصر المدة.
أما مشاريع الإسكان، فقد كانت هدفاً من أهداف نهضتنا الشاملة، وقد خطونا في هذا المجال خطوة موفقة، تتمثل في بناء المساكن للموظفين، وتمليكها لهم بأقساط شهرية مخفضة.
ومن المشاكل التي نحاول التغلب عليها مشكلة توفير المياه، وقد توفقنا إلى إتمام مشروع مياه الشرب لمدينة جدة، الأمر الذي قلب حياتها رأساً على عقب، فبعد أن كانت مدينة صغيرة، تعتمد في حياتها على تصفية مياه البحر، أصبحت الآن مدينة كبرى، تضم نصف مليون من السكان، ينعمون بالرفاه والهناء.
وكذلك تم توفير المياه لمدينة الرياض، وتغلبنا على عقبة الجفاف التي كانت تهدد هذه المدينة، أما المياه المستخدمة للزراعة، فإننا قررنا استقدام الفنيين لاستكشاف المياه الجوفية في مختلف المناطق الزراعية، تمهيداً لإكمال الدراسات والشروع لاستخراج المياه الكامنة في جوف الأرض؛ ليجد المزارعون كفايتهم من الماء.
أما الصناعة فإنها وإن كانت ناشئة في بلادنا إلاَّ اننا نعمل على تشجيعها والنهوض بها، ومثال ذلك انتعاش صناعة الأسمنت، فبعد أن كنا نستورد هذه المادة من الخارج سنصبح قريباً من المصدرين لها، وإننا لا نألو جهداً في تشجيع الصناعات الخفيفة التي تحتاجها البلاد، حتى تصل بلادنا إلى ما نرجوه لها من تقدم وازدهار، وليس أدل على ذلك من إعفاء الآلات والمواد المستخدمة في الصناعات من الرسوم الجمركية.
وكان من الطبيعي أن نعير الناحية الصحية اهتمامنا الكبير، فمنذ عشرين سنة لم يكن في المملكة مستشفى واحداً بالمعنى الصحيح، فكرسنا الجهود لبناء المستشفيات، وتزويدها بالمعدات الصحية الحديثة، واستخدام الأطباء فيها من مختلف بلدان العالم، كما أرسلنا البعوث إلى معاهد الطب في البلدان العربية الشقيقة، والبلدان الأجنبية، فعاد الكثير من أبناء البلاد وهم يحملون المؤهلات العملية، التي تؤهلهم لخدمة بلادهم في هذا الميدان، فانتشرت المستشفيات في أنحاء المملكة على أحدث ما تكون عليه المستشفيات في البلدان الراقية. وقد راعينا الظروف الاجتماعية التي تسود البلاد، فعملنا على تكوين الوحدات الصحية المتنقلة لعلاج أبناء البادية.
وتمشياً مع ما أمر الله به من رعاية اليتيم، وكفالة العاجز والمسكين، يقوم مجلس وزرائنا الآن بدراسة مشروع نظام الضمان الاجتماعي، الذي سيكفل الرعاية الاجتماعية للمحتاجين لها من أبناء الشعب.
هذا ما يختص بأمور البلاد الداخلية، أما سياستنا الخارجية، فإن أهم ما نوجه إليه اهتمامنا هو علاقاتنا بأشقائنا العرب، ونحن دائماً نقولها صريحة؛ لأننا أحرص ما نكون على وحدة الصف وجمع الكلمة لأننا ندرك مسؤولياتنا التي تحتمها قضايانا المشتركة، ونحن نؤمن بأنه لا يمكن أن نواجه مشاكلنا متفرقين يهاجم بعضنا بعضاً؛ ولهذا فإننا عندما نستعرض ما وصلنا إليه من فرقة وتشتيت نخجل من نظرة التاريخ لنا، ذلك التاريخ الذي تعود أن يسطر أمجاد العرب ومفاخرهم، وإذا به الآن لا يجد إلاَّ ذكريات ذلك الماضي المجيد.
إننا طالما مددنا أيدينا لإخواننا، وطالما وقفنا بجانبهم، بحكم واجبنا الذي تحتمه علينا عروبتنا، بحكم إدراكنا بأن جمع الكلمة هو الوسيلة الوحيدة لمواجهة مشاكلنا مواجهة سليمة، لا يضعفها التفكك والتناحر.
لقد بذلنا صادق الجهد في معالجة قضية الجزائر، فإن شعورنا بروابط الأخوة جعلنا أول من تبنى هذه القضية أمام الأمم المتحدة؛ حيث قررنا في أواخر شهر يونيه عام 1954 إثارة هذه القضية أمام المنظمة العالمية، علما منا بأن إثارتها على هذا السبيل سيوقظ ضمير العالم فتكسب القضية تأييد الرأي العام العالمي، فما إن عملنا ، على تنفيذ قرارنا هذا وتقدمنا بهذه القضية العربية المقدسة، أمام هيئة الأمم المتحدة حتى أصبحت محط أنظار العالم واهتمامه، فكانت هذه الخطي نقطة انطلاق تضافرت على أثرها الجهود العربية مجتمعة.
وبفضل صدق الجهاد الذي استبسل فيه إخوانا المجاهدون في الجزائر، وتحت ضغط الرأي العام العالمي الذي أدرك عدالة القضية، وخضعت فرنسا ـ آخر الأمر ـ لمبدأ المفاوضات مع زعماء الجزائر، وتم عقد اتفاقية إيفيان التي اعترفت فيها فرنسا بحق الشعب العربي في الجزائر في الحرية والاستقلال.
هذه أمثلة عاجلة، تبين لكم مواقفنا العربية بوضوح، وتدلل على أننا مستعدون دائماً وأبداً لمساندة القضايا العربية وتأييدها، والتضحية في سبيلها بكل ما نملك، لأنها قضايانا. وليس هذا منة منا ولا فضل، بل لأنه واجب مقدس تمليه علينا عروبتنا.
نحن نؤمن بأن الخلافات بين الدول العربية، مهما اتسع نطاقها، فإن أهدافها المشتركة يجب أن تكون حفزاً لها على تناسي هذه الخلافات، ومواجهة مشاكلها بصف واحد لا ثغرة فيه لعدو.
إننا ناسف أشد الأسف، عندما نرى إسرائيل تحاول أن تدخل ميداننا في أفريقيا التي يشاركنا الكثير من أبنائها في الدين الإسلامي. إننا نطمع أن نكون سداً منيعاً في وجه إسرائيل في هذا الميدان.
ولسنا بحاجة لأن ننبه إلى خطورة هذا الاقتحام، وما يجره على العرب والمسلمين من خذلان وهزيمة، إننا نرجو أن يتنبه إخواننا إلى هذا الخطر، ويعدوا له عدته.
أما قضية فلسطين فإنها هدفنا الأول، غير إنه مما يندى له جبين العروبة حياء وخجلاً هو وجود قوات الطوارئ، التي تحمي إسرائيل حتى من غزوات التسلل التي كان يقوم بها إخواننا الفلسطينيون.
إننا لا نستطيع أن نفهم الدعاية التي تقول إن عبدالناصر يشارك إخوانه العرب في القضاء على إسرائيل، بينما هو نفسه يضع العراقيل في وجه العرب ممثلة في قوات الطوارئ الدولية. لقد أمنت إسرائيل حتى من تسلل الفلسطينيين الذين كانوا يتسللون ويخربون ويعرقلون أعمال إسرائيل، لقد أعطى عبدالناصر الفرصة كاملة لإسرائيل، عندما استجاب لرغبتها وحماها بجيش الاحتلال الدولي فوق أرض العروبة. وعندما أحكم العرب الحصار الاقتصادي على إسرائيل وكادت أن تختنق، فتح الرئيس المصري خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية، ومن هذا الخليج العربي غزت إسرائيل اسواق أفريقية وآسيا، وجنت ثمار هذا الغزو على شكل تجارة واسعة المدى مع أفريقيا وآسيا، تمهيداً لتوسعة نفوذها في هذه البلاد. فكيف يعلل الرئيس المصري هذا العمل؟ وكيف يجمع بين عمله هذا وبين قرارات الحصار الاقتصادي التي أقرتها جامعة الدول العربية؟
وسلاح الحصار الذي فتحه الرئيس المصري يعتبر في نظر العالم العربي أقوى سلاح. إن هدفنا الأول هو قضية فلسطين وهنا يجب أن نقف لنؤكد أن قضية فلسطين لن تجمد كما أراد لها الرئيس المصري بالاتفاق مع أصدقاء إسرائيل. إننا لن تخلى عن قضيتنا الفلسطينية هذه مهما حاول الرئيس المصري تنفيذ مخطط أصدقاء إسرائيل لتجميدها، إن إخواننا الفلسطينيين الذين شردوا من ديارهم في غفلة من يقظة الضمير، يجب أن يعودوا إلى بلادهم في القريب العاجل.
إن ما يتقضاه الرئيس المصري باسم القروض ما هو في الحقيقة إلاَّ ثمن تجميد قضية فلسطين، التي ستبقى دائماً هدفنا الأول إلى يوم خلاصها من الغاصب والمحتل إن الأموال الطائلة التي يتقاضاها الرئيس المصري ما هي إلاَّ عرض زائل، فالتاريخ ينظر بعين الحقيقة والواقع، ولن يرحم المقصرين في حق أمتهم وبلادهم.
فعندما اطمأنت إسرائيل إلى وجود الحماية من قوات الطوارئ، قررت تنفيذ مشروع تحويل مجرى نهر الأردن ذلك النهر العربي الذي يجب أن تكون مياهه لأبنائه ولكن إسرائيل وقد اطمأنت إلى أنه لن ينالها ولا حتى المتسللون من الفلسطينيين؛ لأن جيش الرئيس المصري المحمي بقوات الطوارئ قد حماها، وعندما اطمأنت قررت الشروع في تحويل مجرى نهر الأردن؛ لتزيد من البقعة الصالحة لتوطين الأفاقين من مختلف أنحاء العالم.
إن من صميم أهداف الرئيس المصري أن يخلق جواً عربياً مليئاً بالتفرقة والاختلافات، والدليل على ذلك أن شعباً عربياً واحداً لم ينج من تهجماته، ومؤامراته ولقد علم الجميع أمس نبأ المؤامرة الدنيئة الجديدة التي دبرها الرئيس المصري؛ لمحاولة اغتيال جلالة أخينا الملك حسين، أثناء زيارته لجلالة أخينا ملك المغرب الشقيق، إن هذه المؤامرة المكتشفة أمس ما هي إلاَّ حلقة جديدة في سلسلة مؤامرات عبدالناصر. وتصوروا نتائج هذه المؤامرة بين العرب، وتشتيت شملهم، وتفريق صفوفهم، وإشاعة الكراهية والبغضاء بينهم لو قدر الله ونجحت. لمصلحة من هذه المؤامرات والدسائس والشتائم؟ ـ إنها لمصلحة إسرائيل.
لقد أدرك الذين يملون تعليماتهم على الرئيس المصري أن وحدة العرب كافية لهدم إسرائيل، فأملوا عليه تعاليم التفكك والتناحر؛ حتى يبقى العرب في شغل شاغل عن أنفسهم ويهملوا قضية فلسطين.
إننا كنا نظن صدق الرئيس وإخلاصه أول ما طلع علينا، ولكن سرعان ما كشف العرب أنه عميل خطير يسير بموجب مخطط يهودي جبار، فلهذا فقد وجب علينا أن ننبه الأمة العربية إلى هذا الخطر.
انظروا كيف شتت الرئيس المصري شمل الامة العربية؛ لقد اختارت سورية الشقيقة حريتها وكرامتها، بعد أن عانت من ويلات دكتاتوريته وحكمه البوليسي للشعب السوري، وتنبهت إلى ما يراد بها من عبودية.
إن سورية ذلك البلد الحبيب الذي عرف بعروبته وإيمانه بالقومية العربية اعتقد في عام 1958م أن الرئيس المصري مخلص صادق فيما يتظاهر به فسارعت إلى مد يدها بدون قيد ولا شرط، ولكن سرعان ما تبينت حقيقة الموقف الرهيب، فثارت لكرامتها وحريتها وطردت العملاء، وكلنا يعرف أن الرئيس المصري اعترف بكيان سورية حيث أصبحت عضواً في هيئة الأمم المتحدة، وفي الجامعة العربية.
ولكن الرئيس المصري الذي استسلم للوثبة السورية حاول أن يجد لمؤامراته ميداناً عربياً آخر، ولما لم يجد عاد مرة أخرى للتشبث بسورية الحرة، ويعلن على رءوس الأشهاد أنها إقليمه الشمالي. كيف يجرؤ على محاولة فرض سيطرته على بلد عربي مستقل؟ لماذا لا يحاول أن يسيطر على إسرائيل ويشارك إخوانه العرب في الحملة ضدها؟
إن المناورات المكشوفة التي يذيعها راديو إسرائيل حملة على عبدالناصر، ما هي إلاَّ حملة مصطنعة مكشوفة؛ لتغطية ذلك التواطؤ المكشوف، ما بال الرئيس المصري يثير هذه الزوبعة بمحاولة الاعتداء على سورية، وهي دولة عربية مستقلة أراد أهلها أن يضعوا أيديهم في أيدي إخوانهم العرب، ويسيروا في الخط العربي المألوف؟؟ لماذا لا يترك سورية وشأنها؟! إنه يعلم بأنه لن ينال من سورية أي شيء، ولكنها التعليمات التي توحي إليه بأن يوجد جواً عربياً مشحوناً بالتناحر؛ حتى تستقر إسرائيل في غمرة هذا التناحر، وعليكم أنتم يا رجال الصحافة، ويا رسل الرأي العام، أن تنبهوا الرأي العام إلى هذه المكيدة المدبرة مشاركة بين الاستعمار والصهيونية.
هذا هو الرئيس المصري الذي أعلن على رؤوس الأشهاد أنه يحترم إرادة الشعب السوري، يعود مرة أخرى يهدد ويتوعد بأنه سيغزو سورية، ويرسل المتسللين والمتفجرات إلى سورية، وهو يعلم ومن ورائه أصحاب التعليمات أن الشعب السوري النبيل لن يرهب تهديداته، ولكن الرئيس يريد خلق جو من التوتر العربي؛ لتتمكن إسرائيل من النمو والازدهار وليقبض الثمن قروضاً تنقذ اقتصاده المنهار. لكن العرب تنبهوا إلى هذا، وأصبحوا يمقتون ويحتقرون هذه الأساليب.
ألا فليعلم الرئيس المصري أن العالم أجمع قد عرف عنا المسارعة إلى نصرة إخواننا الشعوب العربية، كلما استحكمت أزمة، أو هدد خطر. فموقفنا من مصر الشقيقة عندما تعرضت للعدوان الغادر موقف معروف، وموقفنا من أشقائنا في الكويت عندما تأزمت الأمور موقف معروف، إن نجدة إخواننا العرب عندما يتعرضون للخطر إنما هي من شيمنا العربية التي تحتم أن يقف العربي بجانب أخيه العربي فعلاً لا قولاً فقط ولا شك إنه قد أصبح معروفاً عندما يتعرض له أشقاؤنا أبناء الشعب السوري النبيل من تهديد ووعيد، فلن يسعنا إزاء هذا، وتمشياً مع مبدئنا الذي عرفنا به من نجدة إخواننا العرب، إلاَّ أن نقولها صريحة بأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي اعتداء يقع على الشقيقة سورية من أي جهة كانت، وإنما نساعدها ونؤيدها، ونضع كل إمكانياتنا تحت تصرف الشعب السوري الشقيق، عندما يتعرض لأية محاولة عدوانية.
إن من المؤسف أن تصبح القضايا العربية تهريجاً ودجلاً، يحاول شخص متهور طائش، فرضته ظروف غامضة على الجو العربي، أن يتصرف فيها كما يشاء، الأمر الذي يحتم على العرب أن يتخذوا موقفاً موحداً هدفه حفظ كيان الأمة العربية الحفظ الصحيح، وذلك لا يكون إلاَّ بتكاتف العرب، ووقوفهم صفاً واحداً أمام مواجهة الأحداث والأخطار، سواء الخطر الصهيوني، أو خطر حماة الصهيونية، وهذا يقتضي التفاهم بين العرب، وحل مشاكلهم بالحسنى، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل بلد عربي، وتقرير سياسة عامة موحدة تسير عليها الدول العربية، متعاونة في سبيل نيل حقوقها ومصالحها واستقرارها.
أما ما يقاسيه العرب من المهاترات والقذف في الدين والأحساب والأنساب، فنحن على يقين من أن هذه الأساليب المنحطة تهدف إلى زيادة التفرقة، وتهيئة الجو للعدو المتربص بنا، ولهذا فإننا لن ننزل إلى هذا المستوى، بل نترفع عنه، ونتركه للذين اختاروه لأنفسهم؛ لأن ديننا وتقاليدنا العربية تأمرنا بالترفع عن مستوى التفاهة والانحطاط. وإننا نسأل الله العلي القدير أن يجمع كلمة العرب والمسلمين، وأن يوفقهم إلى ما فيه خير دينهم وأمتهم وبلادهم والسلام عليكم.
الغرضون
18-07-2005, 02:31 PM
إيران.. بين عمائم الحاضر .. وقمصان المستقبل
حسن ساتي - نشر بالشرق الأوسط 20-6-2005
شبهت ميري كولفين في الصنداي تايمز اللندنية أمس الأحد هاشمي رفسنجاني (70 عاما)، بـ«رجل الدين المكيافيلي»، وهو الذي لم يحصل على أكثر من 21 في المائة من أصوات الناخبين في انتخابات أول من أمس، ليشمر لجولة ثانية يوم الجمعة القادم ينافس فيها ابن الإسكافي، محافظ طهران المتشدد محمود أحمدي نجاد (49 عاما)، الذي جاء ثانيا بنسبة 19,5 في المائة، مثلما شبهت رفسنجاني بـ«خائن نفسه» حين يستدعي الإنسان أداءه خلال فترتي رئاسته 1989 ـ1997، ووقوفه في خندق العداء لأميركا بأطروحة «الشيطان الأكبر»، ليتحدث اليوم عن قابلية ما لتسليك اختناقات العلاقات الإيرانية ـ الأميركية، التي دخلت نفقها المظلم والمعروف بحادث اقتحام السفارة الأميركية وأزمة الرهائن التي امتدت من 4 نوفمبر 1980 الى 20 يناير 1981 ، لتتوالى وتساهم مع المحاولة الفاشلة في إنقاذهم في اسقاط الرئيس الأميركي جيمي كارتر في انتخابات 1980 الأميركية، مع بقاء سياسة الإحتواء المزدوج التي صممتهـا إدارته تجاه إيران.
وأمس أيضا قالت أكثر من قناة فضائية أميركية إن هذه أول انتخابات في العالم، وربما في التاريخ، يمكن أن تكون بلا بوصلة وبلا هدف، لتقود الى «اللامكان،Nowhere »، وبين الأسباب أن الرئيس محمد خاتمي الذي انتهت ولايته كان قد فاز بنسبة 77 في المائة من الأصوات في انتخابات أغسطس 2001، حين اصطف خلفه ناخبون شباب، ليجدوا أنفسهم اليوم بين رفسنجاني الذي يتحدث عن الإصلاح بحياء تستهزئ به ابتسامته اليابسة بحسب صحافي أميركي، وأحمدي الذي يجاهر بأنه لم يكن يوما بين أهداف الثورة الإيرانية تحقيق الديمقراطية، ولكنه يستعيض عن هكذا كبوة بحديث ساخن عن محاربة الفساد ودغدغة مشاعر الفقراء بشعار «فلنقطع أيادي الفاسدين»، (أكثر من 70 في المائة من سكان إيران تحت سن 30 عاما، وعدد السكان 68,017,860 مليون نسمة بناتج إجمالي محلي 516 مليار دولار ولكن متوسط دخل الفرد لا يتعدى 7700 دولار في العام ، مع نسبة بطالة تفوق ال 11 في المائة ، فيما يعيش أكثر من 40 في المائة من سكانه تحت خط الفقر بإحصاءات الأمم المتحدة، وذلك مع بلد ينتج قرابة 4 ملايين برميل يوميا، ويصدر أكثر من نصفها، ولكن ميزانيته تنوء بدين خارجي يصل الى 13,4 مليار دولار).
إيران هي إيران، غالبية كاسحة من الناخبين الشباب، لم يدلوا بأصواتهم للإصلاحي مصطفى معين (54 عاما) مع كل ذلك البرنامج الانتخابي الذي تحدث عن حرية الصحافة وإطلاق سراح المعتقلين، فلم يصب غير 13,8 في المائة من الأصوات .
إيران هي إيران منذ أن جادلت صحافة واشنطن في الأيام التي تلت وصول ميليشيات طلاب العلم (طالبان) الى السلطة في كابل في 28 سبتمبر 1996، بأن الدم قد تجمد في عروق صناع القرار في أميركا مرتين: الأولى يوم وصول آية الله الخميني بثورته الى السلطة في فبراير 1979 بإيران، والثانية يوم وصول طالبان، والترميز مع مثل هذه الفرضية يفضي الى حقيقة وصول (الإسلام السياسي) الى السلطة بمذهبيه السني والشيعي، لينتظم بأكثر من مثال في الوصول الى السلطة، أي
(بالثورة الشعبية) في إيران، و(بالزحف الميليشي) في أفغانستان، ومن قبله (بالدبابة والانقلاب) في السودان في 1989، ومن قبله (بالورقة الانتخابية) في الجزائر في 1992 مع فوز حركة الإنقاذ بالانتخابات البلدية التي سحلتها العسكرتاريا الجزائرية، بمعنى قابلية وصوله (بجميع الطرق) المعروفة، وليحتضن خطاب تلك الأنظمة.
ولكن الثابت الوحيد مع كل تلك النماذج، لدى صانع القرار الأميركي على الأقل، هو أن جميع تلك الشرائح قد انتهت، سواء بالاستدارة (النظام السوداني)، أو بالعجز عن التكيف (الجزائر) أو بالاستئصال (طالبان بغزو 7 أكتوبر 2001 بعد زلزال 11سبتمبر)، ليبقى المثال الوحيد الموجود من منظومة الإسلام السياسي هو النموذج الإيراني، يعايش هذه الحالة من الانكفاء، والإصلاحات الديكورية، مقدما حالات من التناقض، لا قبل لنظام سياسي في التاريخ الحديث بها، ولتستمر إيران تشغل محيطها والعالم سواء بإصلاحييها أو بمحافظيها، أو بوجودها في قلب أحداث يستوعب معها البازار الإيراني مزايا (الجيوبوليتيك) أو الجغرافيا السياسية، وربما يستمتع بها. والحديث هنا يطول بدءا من وجود وتأثير إيران المحوري في حرب تحرير الكويت، وغزو أفغانستان، ونهاية بغزو العراق، والهجرة شرقا الى أحضان الدب الروسي لتدشين برنامجها النووي.
إيران هي إيران.. تلك الحالة الخاصة التي لا تعطيك معها لا أرقام الإقتصاد ولا الديموغرافيا، ولا التركيبة السكانية من حيث مكوناتها العرقية والدينية والثقافية ما يمكن أن يستجيب لمنطق التحليل، ولنأخذ هنا مثلا واحدا:
تقول أرقام الديموغرافيا أن 46 مليونا من بين السكان الـ 68 مليونا تقع أعمارهم بين 15ـ 64 وينقسمون مناصفة بين الجنسين، فيما هناك أيضا نحو 18 مليون نسمة دون سن 14 عاما، وينقسمون مناصفة أيضا بين الجنسين، تاركين أقل من مليونين لمن هم فوق 64 عاما، ومع ذلك، فالسيادة والنفوذ السياسي بيد ملالي «العمامة» الذين لا يفترض لخطابهم الديني أن يسود في أوساط شباب يرتدون «التي شيرت»، أقرب ما يكون الأمر هنا الى أن (المستحيل) هو الذي يحدث على حساب (الممكن). ولكن السؤال هنا هو: والى متى ؟
جماع الذين شغلهم السؤال من مفكري السياسة يقولون إن المسألة مسألة وقت، فكما حملت ثورة الخميني «ثيمة» (ثورة الكاسيت) التي أطاحت بشاه إيران ، فستنخر (ثورة الإنترنت ) نسيج (العمائم) ، يوم أن يقفز عدد مستخدمي الإنترنت في إيران من هذا العدد الضئيل (4,3 مليون) الى عشرة أضعاف مثلا، وحين تتكامل لها طبقة وسطى تستطيع قول (كفاية)، وكل ذلك لا بد أن يحدث يوما، وقد أعطت واشنطن الضوء الأخضر لانضمام إيران لمنظمة التجارة العالمية، والى ذلك الحين يمكن أن تبقى إيران هي إيران، تسبح كثيرا عكس التيار، وقليلا معه، الى أن تفاجئها الديموغرافيا بانتخابات قادمة قد يفوز فيها إصلاحي يتجول بين الناخبين ربما بقميص برتقالي.
الغرضون
18-07-2005, 02:34 PM
وثيقة محضر التحقيق مع الإمام عبدالله بن سعود
هذا تقرير يشتمل على الإفادات المأخوذة من عبدالله بن سعود ورفيقيه الشخصين المعروف أحدهما كاتبه واسمه عبدالعزيز والآخر خازنه واسمه عبدالله السري الموجودين جميعاً في سجن بوستانجي باشي آغا.
لقد بوشر قبل كل شيء بإخراج المذكور (عبدالله بن سعود) منفرداً وبوضعه في غرفة أخرى، ووُجِّه إليه الحديث الآتي: "إننا سنسألك عن بعض الأشياء، فإذا كنت ستجيب على أسئلتنا على صورة صحيحة وموجبة للاعتماد وتُظهر هكذا صدقك وإخلاصك فإنك ستنجو بلا شك من هذه العقوبة،وستكون موضع الالتفات الكريم، أما إذا كنت ستتذرَّع بالإنكار وتقع فريسة الادعاءات الباطلة، تصبح حينئذ معرضاً لمواجهة عاقبة وخيمة. وسؤالنا هو:
"حين استولى والدك سعود فيما سبق على المدينة المنورة كنت أنت بالذات معه ومرافقاً له، كما هو معلوم لدى العموم، وفي ذلك الحين دخلتم الروضة المطهرة وسلبتم وانتزعتم منها ومن الخزانة الشريفة أشياء وأغراضاً وأموالاً كثيرة و (تبرّكات) ذات قيمة، وإن ما هو موجود في الصندوق، الذي أُحضر معك هذه المرة من الأشياء المباركة هو جزء تافه قليل مما سُلب وأُخذ. فأين بقية تلك الكميات الوفيرة من التبركات والأشياء النفيسة؟ وبما أن هذه الأشياء مما لا يمكن أن يُدَّعى تلفه فهي والحالة هذه لا بد أن تكون موجودة في محل ما بلا شك، وبناء عليه فإننا نرغب أن تفيدنا عن محل وجود الأشياء الباقية وبأيدي من هي حالياً؟ ولكي يتيسر لك الخلاص ويمتد أمامك طريق السلامة عليك أن تقول الحقيقة وتفيدنا على وجه الصحة عما سألنا عنه".
ولما انتهينا من سؤالنا أجاب بقوله:
"إنه وإن كان في ذلك الوقت وفي الواقع بصحبة والده سعود لما دخل المدينة المنورة ولكنه، على ما يزعم، لم يدخل معه الحجرة الشريفة لأنه لم يكن راضياً قطعاً عن ذلك وعن سلب تلك الأشياء المباركة ولم يتدخل قطعياً بهذا الأمر ولم يأخذ أي شيء منها قلَّ أو كثر، حتى إنه لم يشاهد الأشياء التي أُخذت، لأن والده سعود هو الذي دخل وحده إلى الحجرة المباركة ومعه من أعوانه وخواص أتباعه المدعوون عبدالله بن مطلق وغصَّاب وحبَّاب وأحمد الحنبلي، وإبراهيم بن سعيد وشخص يدعى جبر كان يشغل وظيفة رئيس كتاب (أمين ديوان) سعود، فإذا كان هنالك أشياء أُخذت وأغراض سُلبت فيكون هؤلاء هم الذين أخذوها. وقد توفي من هؤلاء المدعو إبراهيم بن سعيد وباقي الأشخاص موجودون الآن في الدرعية عند والي جدة إبراهيم باشا، وإن رأس الكتاب المدعو جبر المذكور يعرف أكثر من غيره هذه الأمور لأنه كان وحده مطَّلعاً على خصائص وشؤون والده سعود".
ولما انتهى من إجابته هذه قلنا له "إنه لمناسبة كونه أكبر أولاد سعود،وهو المؤتمن الموثوق به قبله أكثر من الغير ولأنه كان في ذلك الوقت مدير شؤونه، فإن قوله إنه لا يعرف، وإنكاره حقيقة ما وقع، وإسناده الأمور إلى أجانب مثل فلان وفلان، واللجوء إلى تبرئة ذمته على هذه الصورة، هو جواب لا يمكن أن يكون مقبولاً، وأنه في أية حال، يجب أن يكون لديه العلم الكافي بما جرى بالأشياء الثمينة المذكورة المأخوذة". وكررنا عليه العبارات المؤثرة، ولكنه كرَّر ما قال، وحلف الأيمان المغلظة، منكراً تدخله فيما نسب إليه، وما سُئل عنه. وأضاف أنه لم يشاهد الأشياء التي أُخرجت من الحجرة الشريفة وأُخذت، ولا هو يدري ما هي أشكالها، وأنواعها، وأن حقيقة الحال والواقع لا يمكن أن يعرفها اليوم سوى الموجودين في الدرعية. وقال إنه منذ وقوع هذه الحوادث نفر من أبيه غاضباً واعتزله وعاش لوحده وبقي بعيداً عنه ولم يذهب إلى جهته حتى وفاته. هذا ما جاء بإفادته.
ثم أُحضر رفيقه المدعو عبدالله السري منفرداً وهو الذي، حسب زعمه، كان خادمه وحافظ أمتعته وثيابه، وبوشر كذلك باستجوابه بعد المقدمات المؤثرة، فأفاد أنه عبارة عن خادم، وأنه بهذه الصفة لا يمكنه أن يطلع على هذه الأمور ولا أن يعلم شيئاً عن الأموال والأشياء المبحوث عنها. وعاد هو أيضاً فذكر أسماء الأشخاص الذين مر ذكرهم والموجودين في الدرعية، وقال إن هؤلاء هم الذين يعرفون وحدهم ما جرى، وحقيقة كل هذه المسائل؛ ولكنه أضاف، أنه لما كان عبدالله بن سعود على وشك الحضور إلى هنا، وبينما كان في مجلس والي جدة إبراهيم باشا بالدرعية، شاهد هذا الصندوق حين أتت به شقيقة عبدالرحمن بن سعود، الموجود الآن في الدرعية، وسلمته إلى عبدالله، لكي يأخذه معه لافتراض أن الدولة العلية ستسأل عنه، وأن هذا بدوره سلَّمه، إلى المشار إليه (يقصد إبراهيم باشا)، وأن هذا كل ما يعرفه، وقد أصرَّ على ذلك دون إضافة شيء، رغم التأكيد عليه، وكرر إجابته.
وبناء على ما سُمع بالتواتر ولدى الاستمرار باستجواب عبدالله مرة أُخرى فُهم أن بعض الأشياء ذات القيمة الكبيرة التي كانت موجودة بالصندوق الذي أخذه أبوه سعود من الحجرة الشريفة قد بيعت إلى الشريف غالب المتوفى بمعرفة نسيبه محمد عطاس، وأن الشريف المتوفى أرسلها أيضاً من قبله إلى الهند لكي تباع في تلك الجهات، وأن ما بقي من المواد والأشياء وزَّعه والده على هذا وذاك وأتلفه. وقد أودع هذا الصندوق أثناء وجوده على قيد الحياة (أي سعود) وسلمه إلى شقيقته (موضي)، وذلك بعد أن سجل مفردات الأشياء الباقية وعددها وأنواعها بدفتر مختوم وضعه داخل الصندوق. وبعد أن توفي والده وعاد (أي عبدالله) إلى الدرعية أتت شقيقته بالصندوق وسلمته له كما هو ولم يصل إلى يده أي شيء آخر عدا ما ذكر، وأنه لما كان على وشك الحضور إلى استانبول أحضر الصندوق بدوره وسلمه إلى إبراهيم باشا والي جدة الموجود بالدرعية. وقد تبين أن هذه الأمور جميعها منطبقة على ما جاء بإفادته ومن فحوى التحقيقات الدقيقة التي كان أجراها إبراهيم باشا المشار إليه أيضاً. على أن عبدالله بعد أن تبين هذه الأمور وُجِّه إليه سؤال آخر وهو: أن ما أفاده بأنه لم يكن بيد والده سوى هذه الأشياء وأن ما عداها قد وُزع وأُتلف، غير وارد أو صحيح وأنه من الملحوظ أن يكون عدد من هذه الأشياء التي لم تتلف ولم تبع لا يزال موجوداً وقلنا له: إنه من البديهي أن تكون كافة تلك الأشياء قد انتقلت إليكم بعد وفاة الوالد إذ لا يعقل أن يتدخل الغير بذلك، كما أن هنالك الكثير من الأشياء والموجودات الفنية والأغراض المباركة ذات القيمة، أُخذت من مشهد حضرة الإمام الحسين ومن أماكن أُخرى غير الحجرة الشريفة، ولذا وجب إعطاء المعلومات أيضاً عن نوع هذه الأشياء وعن عددها وعن محل وجودها.
وقد كان يُستعمل معه اللين أحياناً والشدة والتخويف تارة أخرى حسب الاقتضاء لأخذ جواب شاف ولكنه كان دائماً يعود فيحلف الإيمان المغلظة مصراً على ما قاله سابقاً ومؤكداً بأنه وإن يكن صحب والده إلى المدينة المنورة إلا أنه لم يتدخل قط بقضية أخذ أشياء أو أموال من الحجرة المباركة ولم يرَ شيئاً، وأن الحقيقة هي هذه لا غير، وأفاد بأنه لم يكن مع والده حين ذهب إلى مشهد حضرة الإمام الحسين ولا علم له بذلك، وأنه إذا كان جرى شيء فإن والده هو الذي قام به وإذا كان أخذ شيء فإن والده هو الذي أخذه وأتلفه وأضاعه، وأن الأشخاص الذين ذكرهم بإفادته آنفاً والذين كانوا بصحبته يعرفون ما جرى حين الذهاب إلى المشهد وأنه بالذات ليس له دخل في كل هذه الأمور وهذا ما يعرفه الجميع، فإذا أجرت الدولة العلية تحقيقاً بهذه الأمور يتضح ذلك وتبرأ ذمته. هذا ما أجاب به على الفور ولم يزد.
وبعد ذلك أعيد عبدالله إلى الغرفة الأخرى واُحضر أحد رفيقيه في السجن المدعو عبدالعزيز، وهو الذي يقال إنه كان كاتبه الثاني، منفرداً، وبعد سرد المقدمات المناسبة بوشر باستجوابه، وبعد أن أفصح عن اسمه وهويته قال: "أنا كنت في خدمة عبدالله، كاتبه الثاني، ولما تقرَّر الحضور إلى استانبول لدى خروجه من الدرعية استصحب معه اثني عشر نفراً ليقوموا على خدمة، لدى الوصول إلى مصر، لم يقبل والي مصر أن يستصحب معه هذا العدد من الأشخاص لأنه استكثره وسمح بشخصين فقط وكلَّف عبدالله بأن ينتخبهما فرغب عبدالله بأن يستصحبني ورفيقي الموجود معي حالياً، وبما أننا لم نكن نعرف أننا سنكون معرضين لهذه الحالة قبلنا باختيارنا ورضانا أن نصحبه وأتينا".
أضاف قائلاً: "إنني لم أكن موجوداً حين الاستيلاء على المدينة المنورة ولا حين جرت وقعة مشهد حضرة الإمام الحسين، ولذلك فإنه لا علم لي قطعاً بالأشياء المأخوذة، وعبدالله لم يكن راضياً عن اقتحام أبيه الحجرة الشريفة والتصدي لها، لذلك ومنذ ذلك الوقت افترق عن معيته ولم يذهب إليه طيلة مدة حياته حتى وفاته، وأن سعوداً لم يُظهر أحداً على ما أخذه من أموال إلى أولاده وأقاربه. اطلع من كان بمعيته فقط وهم المدعوون عبدالله بن مطلق وحباب وغصاب الذين كانوا معه حين أخذ الأشياء والأموال المذكورة وأن هؤلاء في الدرعية موجودون عند إبراهيم باشا. وقد سمعت أن سعوداً حين أخذ تلك الأموال والأشياء وزع قسماً جزئياً منها على عساكره وباع الباقي إلى الشريف غالب المتوفى. وتصرَّف الشريف غالب بقسم منها وباعه في الحرمين الشريفين إلى هذا وذاك وبعث بما بقي إلى الهند فبيع هناك ولم يصل ليد عبدالله سوى هذا الصندوق الذي سلمه".
الغرضون
18-07-2005, 02:36 PM
وجود «إسرائيل» حق تاريخي.. أم أمر واقع؟
نايف حواتمة* (نشر بالشرق الأوسط)
في الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية تيارات وتعارضات حول وجود إسرائيل من حيث كونه أمراً واقعياً أم «حقا تاريخيا»، كما جاء في الرسائل المتبادلة بين عرفات ورابين في 9/9/1993، أي عشية توقيع اتفاق أوسلو في 13/9/1993، بينما رسالة رابين الجوابية اقتصرت على الاعتراف بالشعب الفلسطيني من دون أي إشارة إلى حقوقه الوطنية.
وقبل هذا نزل عرفات عند شروط ريغان الثلاثة (كانون الثاني/ ديسمبر 1988) (حق إسرائيل في الوجود، نبذ العنف، القرار 242 أساس التسوية من دون أي إشارة إلى حقوق شعب فلسطين، مقابل فتح واشنطن الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية فقط) والذي توقف فور عملية لجبهة التحرير الفلسطينية (أبو العباس) قبل ان تصل إلى شواطئ تل أبيب، ولم تعد واشنطن الحوار إلا بعد توقيع اتفاق أوسلو.
في كل الأدبيات الصادرة عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نستعمل مصطلح «السلام الشامل والمتوازن»، ولم نستخدم في يوم من الأيام مصطلح «السلام العادل والشامل»، ولهذا تفسير، إذ انه لا يمكن لأي حل أن يمتلك العدل إذا ما انطلق في أسسه من موازين القوى القائمة. الحل العادل يكون فقط انطلاقاً من الأخذ بالحقوق التاريخية لشعب فلسطين المسنودة أخلاقياً، وأي حلول بدون ذلك بما فيها السلام الشامل والمتوازن لا تمثل سوى تسويات تفرضها موازين القوى على الأرض.
الآيديولوجيا الصهيونية الدوغمائية لم تجد في محاولتها للقفز فوق حقائق التاريخ والجغرافيا سوى الهروب الى ظلال الميثولوجيا التوراتية، وصبغت شعاراتها بالطابع الديني التوراتي الذي خاضت انطلاقا منه الصراعات، واخذت توزع التهم على كل من خالفها الرأي «العداء للسامية واضطهاد اليهود».
ليس من باب الصدفة التاريخية المحضة كون «إسرائيل» هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تملك دستوراً دائماً، ولا حدوداً معلنة.
تعتبر أحزاب وقوى الآيديولوجيا الصهيونية أن دولتهم، نشوءاً وحدوداً، تتسامى فوق القوانين البشرية الوضعية، فأرض «إسرائيل» حددتها مشيئة الرب في عهده مع إبراهيم (؟!!)، الذي خص به من بعده ابنه إسحق، وحق وجودها مصدره «وعد إلهي» استمد مشروعيته منذ بزوغ فجر التاريخ، ويمتد إلى ما لا نهاية، لأنه يدور وجوداً وعدماً مع وجود الرب الأزلي. بهذا المنطق يصبح استمرار وجود الفلسطينيين على أرض فلسطين لآلاف السنين قبل مجيء ابراهيم، ولأكثر من 3000 عام بعد خروج القبائل اليهودية من فلسطين الوسطى، لا يشكل سنداً قانونياً لحق تملك هذه الأرض، ولو حتى عن طريق اكتساب هذا الحق بالتقادم مهما طال الزمن، لأن في ذلك مخالفة لمشيئة الرب التي تعلو مشيئته البشر.
يقول الإصحاح 18 الفصل 15 من سفر التكوين: «في ذلك اليوم بت الرب مع إبرام عهداً قائلاً لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات». هذا النص الذي أسس عليه الصهاينة خرافة «حقهم التاريخي» في أرض فلسطين، وهم يعتبرون أن أرض فلسطين بحدودها الانتدابية ليست إلا جزءاً صغيراً من الأرض التوراتية التي تمتد من ضفاف النيل إلى ضفاف فرات الرافدين.
الصهاينة «الإسرائيليون» ينظرون إلى 15 أيار (مايو) 1948، كحد فاصل بين الشتات اليهودي وعودة انبعاث الحق اليهودي المدعوم إلهياً، الذي جسده قيام دولة «إسرائيل».
«الإسرائيليون» والأمريكيون يرون بأن السلام لن يتحقق من خلال «الاعتراف الواقعي بوجود دولة «إسرائيل» من قبل الدول العربية والفلسطينيين»، لأن هذا الاعتراف غير كاف ولا يغلق ملف النزاع بشكل مبدئي ونهائي كونه يقوم على اساس الأخذ بموازين القوى القائمة حالياً، والتي بتغيرها سيفتح ملف الصراع من جديد، ولا اعتبار عندهم هنا لكون هذا الاعتراف سيعني عملياً قبول العرب ومن ضمنهم الفلسطينيون «بإسرائيل الأمر الواقع»، وقبولها كدولة في المنطقة ضمن التزامات متبادلة، تعطيها العيش ضمن حدود معترف بها ومرسمة دولياً كما نص قرار مجلس الأمن الدولي 242، وكما نصت عليه مبادرة السلام العربية في قمة بيروت ـ آذار (مارس) 2002 ـ وهو الأمر الذي لم تحققه منذ إعلان تأسيسها في 15 أيار 1948، رغم كل الحروب التي خاضتها وانتصرت بها، لأن المقاومة مستمرة وستستمر طالما أن التسوية السياسية غائبة، لذلك حسب رأيهم فإن أي مدخل لحل مبدئي قابل للحياة هو اعتراف العرب والفلسطينيين بالمشروعية الأخلاقية والتاريخية لقيام دولة «إسرائيل» مع ما يتطلبه هذا من تبعات وشروط. الشرط الأول واللازم هو الإقرار «بيهودية دولة إسرائيل»، ومن دون مِثل هكذا إقرار صريح يفقد أي اعتراف بُعده الأخلاقي والتاريخي، ويتحول إلى مجرد اعتراف واقعي، ويجعل شرعية «إسرائيل» مطعوناً بها، لا ترتقي لدرجة قوة الحق الإلهي الذي تدعيه سببا في وجودها، ولأنه لا يضع حداً لآلام وعذابات واضطهاد اليهود على مر التاريخ، التي مارستها ضدهم شعوب الأرض، ومن ضمنهم العرب والفلسطينيون خلافاً لمشيئة الرب، كما تبشر الميثولوجيا التوراتية والآيديولوجيا الصهيونية.
والاعتراف بالطابع اليهودي لدولة «اسرائيل» لا يكون إلا عبر الاعتراف بالأسطورة التوراتية التي أسست لهذا الحق وشرعت وجوده. ولهذا الاعتراف تبعات، فانطلاقاً منه علينا أن نعيد تصحيح المفاهيم، فالحركة الصهيونية تصبح حكماً، وبالنتيجة حركة تحرر قادت الشعب «اليهودي» في حرب الاستقلال، التي مثلت الأساس اللازم لاستكمال تحرر الشعب اليهودي. وهنا يصبح من غير الجائز اعتبار قيام دولة «إسرائيل» شكلاً من أشكال الاستعمار الاستيطاني الكولونيالي الإحلالي.
وبالقراءة عكسياً لمعاني هذا الاعتراف «الإقرار» يصبح من غير المشروع الحديث عن الحركة الوطنية الفلسطينية كحركة تحرر وطني، وتفقد القضية الوطنية الفلسطينية توصيفها وأحقيتها كقضية شعب يناضل ضد الاحتلال، وأمام إقرار المشروعية الأخلاقية والتاريخية لدولة «إسرائيل» تسقط حتماً مشروعية الكفاح الوطني الفلسطيني، ويصبح بديهياً الحديث عن جميع أشكال النضال الفكري والدعوي والمسلح ضد الاحتلال «الاسرائيلي» كأشكال من الإرهاب غير المشروع، يمس بالحق اليهودي في أرض «إسرائيل»، ولا يصبح كافياً الإقرار بما تفرضه موازين القوى في إعادة ترسيم الجغرافيا السياسية لصالح شرعنة وجود دولة «إسرائيل». الأمور لا تستقيم إلا بإعادة صياغة التاريخ من جديد، وهذا يتطلب بالإضافة إلى اسقاط صفة التحرر عن الحركة الوطنية الفلسطينية وقف التحريض، وتغيير المناهج الدراسية العربية، بما فيها الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص مناهج التربية الدينية والتاريخ التي تحض على المقاومة ضد «إسرائيل».
بمعنى آخر المطلوب عملية تزييف كاملة للتاريخ عبر عملية غسل دماغ شاملة، وشطب للذاكرة، وهذا يتطلب أولاً اسقاط حق العودة من معادلة الصراع والحلول المفترضة.
بعد كل هذا يصبح من حقنا ان نسأل: اذا كان المدخل للحل المبدئي حسب المفهوم الإسرائيلي المتبنى امريكياً هو الاعتراف بالحق الاخلاقي والتاريخي لمشروعية قيام دولة «إسرائيل»، فإلى أي حق ستستند مطالبنا بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية؟!
«الإسرائيليون» الصهاينة يعتبرون ان الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة حق مشروع وواجب مقدس، لأنه يقع ضمن الحدود التوراتية لدولة «إسرائيل»، ويعتبرون ان استمرار الوجود الفلسطيني الشاذ على هذه الأرض جعلها ارضاً متنازعاً عليها بين شعبين: الشعب اليهودي الذي يستمد وجوده من «الحق التاريخي» في أرضه الموعودة، والشعب الفلسطيني الذي يستمد حججه في النزاع من واقع حال إقامته على الأرض طوال سنوات الشتات اليهودي، الذي بدأ منذ أكثر من 3000 عام، لذلك فهم يعلنون بأن حل هذا الوضع الشاذ سيملي على «إسرائيل» تقديم تنازلات مؤلمة كما يزعم شارون وقوى اليمين الليكودي والتوراتي بتنازلهم عن بعض أراضي دولة «إسرائيل».
انطلاقاً مما سبق، نستطيع ان نحاكم النتائج الخطيرة، التي دفعت بها واشنطن في قمة شرم الشيخ، وبوش وشارون في قمة العقبة، فما قدم من تنازلات فكرية وسياسية فلسطينية لا يدخل في باب التكتيك والمناورة السياسية المشروعة التي تمكن من الانحناء أمام العاصفة، بما يقلل الخسائر الى الحد الأدنى. فوصم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب هو في جوهره تبرئة للحركة الصهيونية من كل الويلات والمذابح والاضطهاد الذي مارسته بحق الشعب الفلسطيني، وتخلي العرب في شرم الشيخ عن مطلبهم بضرورة التفريق بين الارهاب والمقاومة المشروعة للاحتلال والاستعمار عملاً بقرارات قمم القاهرة وعمان وبيروت، والقرارات الدولية منذ عام 1947 حتى يومنا هذا، ونزولهم عند الفهم الأمريكي ـ الإسرائيلي يمثل الخطوة الأولى على طريق اسقاط الصفة التحررية عن القضية الوطنية الفلسطينية، وبعدها القومي والإنساني العالمي، وتحميل الفلسطينيين جزءاً من المسؤولية عن عذابات اليهود كما ورد في خطاب محمود عباس ربطاً بالالتزام الذي قطعه بوش بصيانة «طابع يهودية دولة إسرائيل». مما يدخلنا في شرك الاقرار بالحق الاخلاقي والتاريخي لدولة اسرائيل، وبما يتطلبه من شروط ويحمله من تبعات كما سبق واسلفنا.
عود على بدء، ان مدخل اي حل متوازن وشامل هو اعتراف «اسرائيل» بمبدأ كونها قوة احتلال، بما يعني تفكيك بنية الاحتلال الاستيطانية بالكامل، وانسحاب قواتها الى ما وراء حدود 4 حزيران (يونيو) 1967، وتوقفها عن ممارستها العدوانية التوسعية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه، بما يفتح على اقامة دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة في عدوان حزيران 1967، بما فيها القدس وعودة اللاجئين حسب القرار 194.
الاعتراف «بإسرائيل» يمثل أمراً واقعاً فرضته موازين القوى القائمة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرتقي إلى مصاف الاعتراف بالحق التاريخي والأخلاقي الذي شكل الأساس الآيديولوجي للعقيدة الصهيونية الإسرائيلية الاحتلالية، وممارساتها الدموية ضد الشعب الفلسطيني، بغية سرقة أرضه ودفعه إلى بلدان اللجوء والشتات.
الحل الجذري للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي لا يكون إلا بزوال الطابع الاحتلالي العنصري عن دولة «إسرائيل»، عندها لن تكون كما أرادها وخلقها بناة الحركة الصهيونية استناداً للميثولوجيا التوراتية على حساب شعب وأرض فلسطين.
تعترف الأمم المتحدة بـ«83 ديناً» في هذا العالم، من بينها الأديان الإبراهيمية الثلاثة. وفي مطلع الألفية الثالثة عقدت الأمم المتحدة مؤتمر قمة لرؤساء هذه الأديان. فماذا لو تمت إعادة تشكيل العالم وفق الميثولوجيا والوعود الدينية؟ عندها ستتغير خارطة الكثير الكثير من الدول والشعوب، وستنقلب الكثير من المفاهيم والحقوق، وقد لا يبقى العديد من الدول دولاً، وفي المقدمة دول الأمريكيتين واستراليا.
* الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
الغرضون
18-07-2005, 02:38 PM
د. محمود المناوي وقضية التعريب والتغريب
بقلم: فاروق شوشة - نشر الأهرام المصرية 10-7-2005
((اقتباس فقرة عن اللغة العربية))
وفي احد الابحاث التي يتضمنها كتاب الدكتور سليمان العسكري -رئيس تحرير مجلة العربي ـ شهادتان تتضمنان رؤية مستقبلية حول اللغة العربية, الأولي للباحث والناقد التونسي الدكتور عبد السلام المسدي الذي يقول: لأول مرة في تاريخ البشرية ـ علي ما نعلمه من التاريخ الموثوق به ـ يكتب للسان طبيعي ان يعمر سبعة عشر قرنا, محتفظا بمنظومته الصوتية والصرفية والنحوية, فيطوعها جميعا, ليواكب التطور الحتمي في الدلالات, دون ان يتزعزع النظام الثلاثي من داخله, بينما يشهد العلم في اللسانيات التاريخية والمقارنة ان القرون الاربعة كانت فيما مضي هي الحد الاقصي, الذي يبدأ بعده التغير التدريجي لمكونات المنظومة اللغوية, أما الشهادة الثانية فهي, من الوزن الثقيل لمفكر غير عربي هو الكاتب الاسباني كامليو جوزي سيلا الحائز علي جائزة نوبل في الآداب عام1989, عن تنبؤاته المستقبلية وتقديراته الاستشرافية حول مصير اللغات الانسانية بقوله: إنه نتيجة لثورة الاتصالات سوف تنسحب اغلب اللغات من التعامل الدولي, وتتقلص محليا ولن يبقي من اللغات البشرية إلا اربع لغات قادرة علي الوجود العالمي والتداول الانساني. وهي الانجليزية والاسبانية والعربية والصينية.
الغرضون
18-07-2005, 02:39 PM
الخميس 23-6-2005م بالأهرام المصرية
تفرغ الزوجة يزيد دخل الزوج!
لندن ـ ر:
ذكر تقرير بريطاني أن الرجال المتزوجين, يكسبون أموالا أكثر إذا كانت زوجاتهم غير عاملات ومتفرغات لإدارة المنزل. وقال التقريرـ الذي أعده المعهد البريطاني للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية ـ إن الرجل المتزوج الذي لا تخرج زوجته للعمل, وتكون مسئولة بشكل أساسي عن أعمال الطهي والتنظيف يجنون أموالا تزيد بنسبة3% عما يجنيه العاملون من الرجال غير المتزوجين, وأضاف أن هذا الفارق يتلاشي إذا خرجت الزوجة للعمل, وفسر ذلك بأن تفرغ الزوجة للبيت ربما يزيد من تركيز الزوج في عمله, وزيادة انتاجيته, أو يوفر للزوج وقتا أطول يستغله في العمل.
الغرضون
18-07-2005, 02:41 PM
ميكروفون
هل يختفي الانفلات من الدراما التليفزيونية الجديدة؟
بقلم: محمـد صـالح // 25-6-2005م بالأهرام المصرية
بدأت قطاعات الإنتاج المختلفة الخاصة بالفنون التليفزيونية الاستعداد لشهر رمضان الذي يبزغ هلاله في الاسبوع الاول من اكتوبر, ونتطلع الي ان تكون المسلسلات التي سيقدمها لنا التليفزيون هذا العام, أفضل في مستواها عموما من مسلسل الاعوام الماضية, وخاصة العامين الاخيرين, حيث سجلت خلالهما المسلسلات الاجتماعية, هبوطا شبه عام, بحيث لم يكد يخلو مسلسل, من آفات عديدة في مقدمتها سذاجة الموضوعات وتفاهتها وافتقادها للحبكة والصنعة الجيدة المفروض ان تثير اهتمام المشاهد وتدفعه الي المتابعة بمتعة وشوق, ثم يأتي افتعال المواقف والمشاهد, علي طريقة افلام السينما التجارية الرخيصة, وهو ماشاهدناه في بعض مسلسلات العامين الماضيين, مع انه يجب ألا يكون في هذا الفن الذي يلقي اقبالا كبيرا من المشاهدين بغض النظر عن مستواه بكل اسف!؟
الجودة والاتقان يحتمان اختفاء المسلسلات التي تطول الي30 حلقة واكثر, اذا كان الموضوع لايحتمل وهو مايراعيه مخرجون مثل محمد فاضل غالبا فيما يخرجه من مسلسلات.
لقد كان عدد الكثير من مسلسلات رمضان في اعوام سابقة لايبلغ الثلاثين حلقة, وهو مايتيح للمشاهدين التقاط انفاسهم بين مسلسل انتهي وآخر يتبعه وقديري البعض منهم الاكتفاء بما شاهدوه ليعطوا العبادة مزيدا من الوقت وهو المستحب في العشر الاخيرة من شهر الصوم. وهو مطلوب وخاصة بالنسبة للقنوات الارضية التي يتابعها غالبية المواطنين وليت تلك القنوات تراعي عدم ارهاق المواطنين وملاحقتهم بالعديد من المسلسلات, خاصة اذا كانت من النوع عديم القيمة التثقيفية والروحية, يجب علي تلك القنوات الحرص علي تقديم المسلسلات المتقنة.
نريد من صناع الدراما التليفزيونية وهم يبدأون في انتاج مجموعة جديدة من المسلسلات المرئية, معرفة ماسبق ان نبهنا اليه من قبل, وهو ان التطويل المفتعل للدراما التليفزيونية وخاصة المسلسلات له مضاره البالغة علي المشاهدين. اذ انها تسبب الأذي والضرر للنفس الانسانية, كما تضر السلع الغذائية الفاسدة بالبدن. فهي تطبع سلوكيات البشر بالبلادة والكسل, وهما صفتان تنتجان من مشاهدة الدراما ذات الايقاع البطيء حركة وحديثا دون ضرورة فنية تتطلبها.
بالاضافة الي ماتعرضه الدراما من قيم وسلوكيات تنتصر خلال الصراع وتصور الاحداث وديكورات ومناظرو أزياء يجب أن تكون متوائمة مع الموضوعات.
كان من آفات مسلسلات العامين الماضيين التطويل غير المسبوق بالشكل الذي وصل الحال اليه بالنسبة لمعظم المسلسلات. ولهذا تأثيره الضار السييء ليس علي الفن فقط ولكن علي المشاهدين ايضا. وهو شيء معروف وسبق ان قلناه ونكرره من وقت الي آخر.وللأسف فلم يكن لذلك تأثيره الايجابي الذي يدفع الي تلافي تلك السلبيات. ولكنه دفع صناع تلك المسلسلات الي التحايل وخداع المشاهدين اصرارا منهم علي المط والتطويل الذي يحدث بالتلكؤ في الاحداث بكل عناصر ومكونات المشهد من حوار منطوق وصمت بين العبارات المختلفة وحركة للأشخاص, وهي اشياء تسهم في تشكيل الايقاع العام للعمل, فأضافوا الي ذلك نوعا جديدا من التحايل لم يكن معروفا في المسلسلات التليفزيونية من قبل, وهو تأليف مشاهد بكاملها لاعلاقة لها بالموضوع ولاتطوره وتصاعد احداثه وذلك لمجرد الاطالة وتحقيق حلقات اكثر للمسلسل وبالتالي مكاسب اكبر لصناعه ونجومه علي حساب القيمة وهي الحال التي أوجدها في المسلسلات بعض مخرجي السينما القادمين للدراما التليفزيونية بمفاهيم وقيم لمجال فني آخر, يسعون لإبهار المشاهدين بإمكانياتهم السينمائية الكبيرة.. واساليبها التجارية ضاربين عرض الحائط. بقيم الدراما التليفزيونية لا يؤمنون بها, وقد يكونون علي غير علم بها.وقد كانت تلك السلبية أوضح ماتكون في مسلسلات تم عرضها في العامين الاخيرين. حيث كانت تمر حلقتان أو ثلاث في مسلسلات دون إضافة حقيقية للاحداث.
اننا لا نمل ويجب ألا نتوقف عن التنبيه فصورة الدراما غير المتقنة حيث أنها تغرس في نفوس المشاهدين دون أن يدروا العديد من السلبيات.
إننا نتطلع إلي مشاهدة دراما متقنة متميزة في رمضان القادم, من نوعية تفيد الناس وتملأ وجداناتهم بالبهجة وعقولهم بالمتعة, ولا أظن احدا من محبي الدراما التليفزيونية ينسي مسلسلا من نوعية[ حديث الصباح والمساء] الذي اخرجه احمد صقر منذ4 أعوام عن رواية لنجيب محفوظ اعد لها السيناريو, محسن زايد. وكيف كان هذا المسلسل مثالا للدراما التليفزيونية المكتملة الاتقان في كل عناصرها من كتابة ومناظر وديكورات وازياء واداء وتصوير واخراج. كما لا اظن احدا ممن شاهد العام الماضي مسلسل[ الطارق] لنفس المخرج أحمد صقر وتأليف وسيناريو يسري الجندي عن الفتح العربي الاسلامي لشمال افريقيا والاندلس يستطيع أن ينكر إن هذا المسلسل يعتبر نموذجا للمسلسل التاريخي المبهر والممتع باتقانه واكتمال عناصره.اننا نريد في رمضان القادم. مسلسلات عالية القيمة علي مستوي هذين العملين رفيعي القيمة. ولا نريد ان نهدر الملايين علي دراما فاقدة الصلاحية.
كما حدث في اعوام سابقة. وخاصة في العامين الاخيرين بالشكل الفج الذي جري به. لقد كانت السلبيات خلال اعوام أسبق عن العامين الاخيرين, بسيطة وغير خارجة ولا جارحة أو مستفزة بالشكل الذي اصبحت عليه. ولذلك نال الاعجاب مسلسلات لعب بطولتها نجوم للسينما, وكان من عوامل نجاحها الكبير مخرجون جيدون تمرسوا بالدراما التليفزيونية واصبحوا اساتذة في مجالها من امثال احمد صقر ومجدي ابوعميرة وقبلهم اساتذة من امثال محمد فاضل وانعام محمد علي والراحل يحيي العلمي. كان مخرجو السينما قلة علي الشاشة الصغيرة. وكانت الكثرة للمتمرسين بالدراما التليفزيونية والعارفين بقيمها واصولها, ولم تكن سطوة النجوم ولا الخضوع لهم ولما يريدونه قد اصبح بالشكل الذي صار عليه. ولذلك نجد مخرجا سينمائيا كبيرا مثل الراحل حسام الدين مصطفي ملتزما فيما قدمه للشاشة الصغيرة لوجوده بين غالبية من اساتذة الدراما التليفزيونية وهو ما تغير خلال العامين الاخيرين بعد أن أصبح نجوم السينما ومخرجوها, باندفاع غير واع وتنافس من قطاعات الانتاج المختلفة للتعاقد معهم, وهو ما ادي الي أن اصبح فرسان الدراما التليفزيونية الحقيقيون العارفون لاصولها والملتزمون بقيمها هم اصحاب الصوت الاضعف. رغم أنهم هم الاعلي قيمة بالنسبة لفن يعرفونه جيدا ويجيدونه. وهو ما يجب أن يجري تصحيحه هذا العام حتي ينصلح حال اكثر المواد التليفزيونية جذبا للمشاهدين وتأثيرا فيهم.
الغرضون
18-07-2005, 02:43 PM
في سنة 1994 قال البابا الراحل يوحنا بولس في خطاب رسولي إلى أساقفة الكنيسة الكاثوليكية:
"لقد حافظت التقاليد الثابتة والشاملة للكنيسة على التعاليم القاضية بأن تقتصر الرِسامة الكهنوتية على الذكور، وكانت السلطة التي تمنحها الكنيسة لتعليم مذهبها الديني حازمة في تدريس هذه التعاليم.
وبمقتضى واجباتي الكهنوتية في تثبيت الأخوة للعضوية الكاملة في الكنيسة، أعلن أن الكنيسة ليس لها أدنى سلطة في إضفاء الرِسامة الكهنوتية على النساء بأي حال من الأحوال، وأن هذا حكم نهائي سيلتزم به كل رعايا الكنيسة."
المصدر:BBC
المرأة التي جلست على كرسي الباباوية-22يونيو2005
http://www.islamonline.net/arabic/arts/2005/06/article10.shtml
الغرضون
18-07-2005, 02:45 PM
فصول من الكتاب الجديد للدكـــــــتور بطـــــرس غــــــــــالي
الحلقة الأخيرة
26-6-2005l
يقول بطرس غالي:
"في القاهرة- أول تشرين الثاني/نوفمبر1997
يستقبلني شيخ الأزهر في منزله, يسكن في شقة متواضعة, في الطابق الخامس من مبني ليس فيه مصعد. أشرع, مع صديقي علي السمان, بصعود درج ضيق, إنارته سيئة. أصل منهكا الي المكان المنشود للحصول علي بركة الشيخ, وللاستماع الي مديحه"
الغرضون
20-07-2005, 12:30 PM
اللواء الضللي قاضي محاكمة الجاسوس ايلي كوهين: اشارة خاطئة للسفارة الهندية أوقعت العميل الاسرائيلي
المصدر: البيان الإماراتية
http://www.albayan.co.ae/albayan/alarbea/2003/issue211/papers/2.htm
يملك اللواء السوري المتقاعد صلاح الدين الضللي المولود بدير الزور عام 1928 والمتخرج من الكلية العسكرية عام 1952 سجلاً حافلاً تضمن المشاركة الفعالة في الحدث السياسي السوري في فترة حفلت بالاحداث الجسام وهي عقدا الخمسينيات والستينيات. من بين هذه الاحداث مشاركة «الضللي» في الانقلاب ضد اديب الشيشكلي عام 1954 وفي عصيان حلب ضد الانفصال عام 1962 وفي ثورة 8 مارس 1963. وعلى الرغم من هذا السجل المهم يظل ترؤس صلاح الدين الضللي للمحكمة الاستثنائية التي حاكمت الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين هو الحدث الابرز لما اثارته هذه القضية ـ ولاتزال من اقاويل وما يروى عنها من خلفيات.
«بيان الاربعاء» التقى اللواء صلاح الدين الضللي وحصل منه على هذه الاوراق الخاصة التي تملك قيمة متجددة في محكمة التاريخ.
ـ قيل الكثير عن دور المخابرات المصرية في اكتشاف الجاسوس الاسرائيلي ايلي كوهين، فهل تروي لنا الحكاية الحقيقية لعملية الكشف عنه والقاء القبض عليه؟
ـ ليس للمخابرات المصرية أية علاقة بموضوع المساهمة في كشف ايلي كوهين، وقد ارسلت الحكومة السورية كتابا رسميا الى الحكومة المصرية تسألها عن هذا الموضوع الذي نشرته الصحف المصرية فأرسلت الحكومة المصرية كتاباً تنفي فيه نفياً قاطعاً هذه المعلومات التي ليس لديها اية معلومة بخصوصها، وقد ظهر فيما بعد ان الموضوع كان ملفقاً من قبل عبدالهادي البكار وغسان كنفاني اللذين نشرا اعترافهما في احدى الصحف اللبنانية.
ـ اذن كيف تمت عملية اكتشاف هذا الجاسوس؟ ـ عادة تمتلك السفارات اجهزة اتصال لاسلكي ببلادها وهذه الأجهزة مسموح بها بشكل رسمي، وهي تدخل ضمن الاشياء المعفية من الجمارك للسلك الدبلوماسي، وكانت السفارة الهندية بدمشق تمتلك جهازاً حديثاً يعمل عليه احد موظفي السفارة.
هذا الموظف لاحظ اثناء اتصاله بوزارة الخارجية الهندية حوالي الساعة الثانية صباحاً اشارات لاسلكية «بالشيفرة» تدخل ضمن الاشارات اللاسلكية التي يتصل بها، وبالنظر لخبرته في الاجهزة اللاسلكية ادرك بأن هذه الاشارات المشفرة صادرة عن جاسوس بدمشق فقام بإعلام مسئولي السفارة الذين قاموا بدورهم في الاتصال بوزارة الخارجية السورية وفق الاصول، ثم احيل الامر الى جهاز المخابرات الذي كان يرأسه انذاك العقيد احمد سويداني، فصدرت التعليمات الى فرق الالتقاط اللاسلكي المزودة بأجهزة لاسلكية حديثة في الشوارع المحيطة بالسفارة الهندية بحثاً عن الجهاز الغريب وبسبب وجود عشرات الاجهزة في تلك المنطقة التي كانت منطقة سفارات ومقرا للأمم المتحدة لم تتمكن الفرق من التعرف الى مكان ذلك الجهاز.
بعد ذلك قررت المخابرات السورية بعد ان وصلها عن طريق وزارة الخارجية تأكيد آخر من السفارة الهندية بصدور تلك الاشارات الغريبة ان تطلب من السفارات ومكتب الامم المتحدة ومن يملك جهازا لاسلكيا مرخصا بدمشق ان يتوقفوا عن استعمال اجهزتهم من الساعة الثانية عشرة ليلا الى الثانية عشرة نهارا، كما طلبت من شركة كهرباء دمشق قطع التيار الكهربائي عن شارع ابو رمانة مساء ذلك اليوم.
واعطيت مفارز المخابرات الامر بالتمركز في العديد من زوايا المنطقة، وبدأ الانتظار وفتحت الاجهزة لالتقاط اية اشارة لاسلكية لتحديد مكان صدورها وفي الساعة الثانية والربع صباحاً التقطت اشارات جهاز الجاسوس ومن المنطقة نفسها وبطريقة تكعيبية وعلى الخرائط الموجودة على الجهاز الرئيسي «صائد الموجات» ثبت ان هذه الاشارات آتية من العمارة التي يقطن فيها الجاسوس «كامل امين ثابت» وهذا هو اسمه المزور حيث كان يقطن في الطابق الرابع فصدرت الاوامر فوراً بمحاصرة المكان تمهيداً لاقتحام المنزل الذي يقيم فيه.
وبعد التأكيد من وجود الجهاز صدرت الاوامر الى عدد من الضباط بكسر الباب ومفاجأته قبل ان يتمكن من اخفاء او اتلاف اي مستند او الحاق الاذى بنفسه.
وبالفعل جرى كسر الباب وتقدم ضابطان منه شاهرين سلاحيهما فذهل كوهين من المفاجأة فتسمر في فراشه رافعاً يديه فتم اعتقاله وجرى نقله الى السجن.
ـ جرى الحديث كثيرا عن علاقته المشبوهة مع أسماء كبيرة في السلطة السياسية والعسكرية، وقيل انه انتخب عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث، فما مدى صحة ذلك؟ ـ كان كل هذا الحديث من باب الدعابة المضللة التي قام بها الموساد الاسرائيلي، فهو لم يتعرف الى سليم حاطوم سوى في قاعة المحكمة لأن حاطوم كان احد اعضائها، وقد نشر صحفيان يهوديان في كتاب الجاسوسية الاسرائيلية وحرب الايام الستة ان كوهين كانت له علاقة مع حاطوم الذي قام بمفاتحة ميشيل عفلق في صفات كوهين القيادية وانه تم الاتفاق فيما بينهما على استثناء كوهين من الاجراءات التي تحول دون تقدمه السريع في الحزب، ثم جرت دعوة كوهين للاجتماع مع ميشيل عفلق في مكان بعيد عن المدينة.
كما ادعيا ان كوهين التقى بصلاح الدين البيطار وان هذا اللقاء مهد لصداقة سريعة الى ما هنالك من افتراءات واكاذيب تقول بأنه كان الصديق الشخصي للرئيس امين الحافظ وانه رافق عامر الى الجبهة السورية.
والحقيقة ان هذه الاقاويل لا صحة لها فمن المستحيل ان يكون كوهين عضوا في حزب البعث لان من أعدوه لهذه المهمة اصروا عليه الاحتفاظ بجوازه الارجنتيني وعدم قبول الجنسية السورية لكي يتمكن متى شاء من مغادرة الاراضي السورية، وحول معرفته بأمين الحافظ عندما كان ملحقاً عسكرياً في بيونس ايرس «الارجنتين» فقد ثبت من التأشيرات الموجودة على جواز سفر كوهين انه في الوقت الذي وصل فيه امين الحافظ الى الارجنتين عام 1962 كما هو مثبت على جواز سفره كان ايلي كوهين على ظهر الباخرة من نابولي الى الاسكندرية ومن هناك الى بيروت التي وصلها في بداية الشهر الاول من عام 1962 وثم سافر بعد يومين الى دمشق.
ـ اذن لماذا ساهم الاعلام العربي آنذاك في هذه الحملة التي رافقت اكتشاف كوهين في دمشق؟ ـ للاسف تلك الحملة ساهمت في ابراز كوهين وكأنه بطل يمتك قدرات خارقة على اختراق اجهزة المخابرات والسلطة والحصول على ما يريد من معلومات.
ـ برأيك ما هي الاخطاء التي ارتكبها كوهين وساهمت في كشف شبكته التجسسية؟
ـ رغم الاعداد المسبق الذي جرى له منذ كان في مصر حيث ارسل لاتباع دورة تدريبية في مدرسة المخابرات في يافا لمدة ثلاثة اشهر على مختلف انواع التجسس ومن بعدها جرى اختياره للعمل في سوريا باسم مغترب قبل ارساله الى الارجنتين، جرى اعداده بصورة مكثفة قبل ارساله الى سوريا الا انه وقع في اخطاء عديدة سهلت في كشفه منها انه حول منزله الى وكر دعارة وقام بإعطاء مفتاح شقته التي يسكنها الى جورج سيف الذي يعمل في قسم المغتربين بالاذاعة السورية رغم احتواء الغرفة على اجهزة وآلات التصوير والمتفجرات، ثم استهتاره بالتعليمات المعطاة اليه من قبل رؤسائه كاستعماله للجهاز الاحتياط المحظور عليه استعماله الا عند الضرورة القصوى، كما طلب اليه ان يترك فترة زمنية بين كل ارسال وارسال عدة ايام حيث ارسل خلال شهر ثلاثين رسالة اي بمعدل رسالة يومياً في الشهر، ثم علاقاته مع الكثير من الفتيات خاصة اللواتي وعدهن بالزواج وشعوره باليأس في ايامه الاخيرة بأن امره سيتم كشفه فطلب من رؤسائه انهاء تلك المهمة.
ـ برأيك لماذا لم يستجب الموساد الاسرائيلي لرغبة كوهين بإنهاء مهمته التجسسية في سوريا؟
ـ الموساد الاسرائيلي هو من اراد له هذا المصير كونه من اليهود الشرقيين وهي لا تريده ان يعود كبطل قومي لاسرائيل فهل من المعقول ان تقدم اسرائيل فدية لانقاذه هي فقط ربع مليون دولار، اذا كانت راغبة حقا في انقاذه، ثم هناك حادثة اخرى فقد تلقت كلية الاركان السورية دعوة لزيارة الكلية الملكية الاردنية، وقد كنت واحدا من افراد دورة الاركان المدعوة للزيارة فأوقفت سير المحاكمة وسافرت مع زملائي في 20 مارس 1965 وما كدنا نطأ ارض نادي الضباط في الزرقاء حتى سمعنا في نشرة الاخبار الاسرائيلية ان وفدا عسكرياً سوريا برئاسة صلاح الضللي يزور الاردن،
وقد استغربنا وصول النبأ الى اسرائيل فأدركت انني مراقب منذ دخولي الى الاردن والزيارة استمرت عشرة ايام زرنا فيها نابلس وطولكرم وقلقيلية والقدس والعقبة وعند زيارة قلقيلية شاهدنا في الطريق على يسار الطريق فصيلة من القوات الصهيونية يتدربون وكنا مكشوفين وليس معنا اي من القوات لحمايتنا ثم قمنا بزيارة القدس، ولم اغادرها الا بعد ان تعرفت على بوابة مندلبوم حيث تم تدريب كوهين على اجتياز الحدود الاردنية عبر هذه البوابة وكانت على البوابة حراسة اسرائيلية مشددة ولذلك كان من السهل على الموساد اختطافي لو ارادوا، خاصة وانهم يعرفون انني من اتولى محاكمة ايلي كوهين، وذلك من اجل القيام بمبادلته قبل تنفيذ حكم الاعدام به.
ـ قيل الكثير عن الأهداف الحقيقية لقدومه الى سوريا للتجسس فما هي هذه الأهداف كما اعترف بها كوهين؟
ـ كل الكتب العربية وغير العربية التي تحدثت عن قصة كوهين لم تشر الى المهمة الحقيقية التي كلف بها خاصة في المرحلة الاولى، ففي سوريا كانت هناك شبكات اسرائيلية للتجسس وكان بإمكان تلك الشبكات ان تزودها بما تريد من معلومات.
من المعروف ان المخابرات الصهيونية قامت بخطف ايخمان من الارجنتين وكان يعمل مسئولا كبيرا في جهاز الجستابو الألماني المتهم بارتكاب عمليات الابادة ضد اليهود اثناء الحرب العالمية الثانية، والمخابرات الصهيونية تعرف ان العديد من النازيين لجأوا الى بلاد عربية كمصر وسوريا خوفا من المحاكمات التي انشئت لمحاكمتهم وكان مساعد ايخمان قد لجأ الى دمشق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وهو يعيش فيها حاليا فأرادت ان تتعرف الى مكانه لرسم خطة لاختطافه ومحاكمته.
ـ ما هي الاعمال الاولى التي قام بها كوهين في دمشق بعد اقامته فيها كما اعترف بذلك؟
ـ كان اول عمل قام به هو مراقبة ودراسة كل حركة في المنازل والطرق المجاورة لشقته خصوصا الاركان العامة للجيش من نافذة شقته منذ الساعة الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء، وعندما وقعت اشتباكات على الحدود السورية الاسرائيلية في منطقة بحيرة طبريا 1962 راح يراقب الاركان العامة ثم حاول في اليوم التالي ان يتعرف الى الموقف السياسي والعسكري السوري، ولما لاحظ كوهين ان عدد الدبابات في شوارع دمشق راح يزداد عما كان سابقا فقام بإبلاغ الطرف الاسرائيلي بكل ما شاهده، وبعد ايام هاجم الجيش الصهيوني قرية النقيب السورية وادعت اسرائيل انها فقدت عنصرا من جنودها فراح كوهين يبحث عنه، ويحاول الحصول على اي خبر عن مكان وجوده فعمل عن طريق رجل آخر ان يزور منطقة الجبهة وفي الطريق حاول ان يحصل منه على اي معلومات عن وقوع جندي اسرائيلي في الاسر الا انه لم يحصل على اي جواب شاف.
ـ رويت اقاويل كثيرة في بعض الكتب التي صدرت عن علاقات كوهين الواسعة مع النساء بل وصل الامر بالبعض الى الحديث عن علاقته المشبوهة مع بعض زوجات المسئولين في السلطة انذاك؟
ـ لقد حاولت المخابرات الاسرائيلية ان تجعل من كوهين اسطورة فما سجل في محاضر جلسات المحاكمة وما رواه الشهود يخالف الصورة التي رسمها البعض فقد انغمس كوهين في الملذات وقام برحلات ماجنة حيث ساعده في ذلك شخص يدعى جورج سيف الذين كان يقوم بتعريفه على الفتيات ومثل هذا الوسط من الفتيات لا يمكن ان يقدم له المعلومات المهمة التي يمكن ان يستفيد منها، ولذلك لا صحة لما روج من افتراءات واكاذيب كان هدفها التضليل والتأثير النفسي على المواطن السوري واظهار القدرة الخارقة لعميلها على اختراق الاوساط الرسمية والوصول الى بيوت كبار المسئولين.
ـ وماذا عن حصول كوهين على المعلومات السرية بخصوص مشروع تحويل الاردن كما ذكر؟
ـ من الاباطيل القول ان كوهين قد اجتمع مع رئيس قسم الاشغال العامة والمسئول عن مشروع التحويل والحصول منه على شرح للمخطط وعن تاريخ بدء العمل في المشروع، ثم انه قام بزيارة الجبهة واطلع على منطقة تنفيذ المشروع لان المشروع اعلن عنه في القمة العربية، وهو يقع على الحدود واي عمل فيه سيكون مشاهدا بالعين المجردة ولا يحتاج الى زيارة المنطقة والتعرف عليها.
ـ كيف تمت عملية اعدام كوهين بعد استنفار اسرائيل لدبلوماسيتها واطراف خارجية كثيرة كلفتها بالتوسط مع الحكومة السورية؟
ـ في منتصف ليلة 18 مايو 1965 فتح باب زنزانة كوهين في سجن المزة العسكري وايقظه عسكريان من نومه وابلغاه الاستعداد للانتقال الى مكان اخر اكثر راحة، فقفز يغسل وجهه، ويحلق ذقنه ويمشط شعره ثم ارتدى لباسه وبعد ان جرى وضع القيد في يديه صعد الى السيارة الخاصة التي تحركت باتجاه مخفر الشرطة القريب من ساحة الشهداء في المرجة وعندما نزل كوهين واقتاده الحراس الى الطابق الثاني في المخفر شاهد هيئة المحكمة ورئيسها والعدد الكبير من الضباط والحاخام اليهودي اندبو وقائد شرطة دمشق ومدير مكتب رئيس الدولة تسمرت عيناه وأدرك انها ساعة النهاية فأخذ يرتعش واصفر وجهه ولم يعد يستطيع الوقوف على قدميه من شدة الخوف.
أول الاجراءات التي بدأت كانت ابلاغه بالحكم، تقدم بعدها الحاخام اندبو وتلا امام كوهين الصلاة باللغة العبرية التي تتلى على فراش الموت فانفجر باكياً فهو لم يكن يعتقد في يوم من الايام انه سيموت شنقاً، وعندما نزل من المخفر باتجاه ساحة المرجة كانت الجماهير تحيط بالساحة المضاءة بشكل جيد وقد سأله رئيس المحكمة عن طلباته الاخيرة وماذا يريد فهز رأسه بالنفي ثم سألته للمرة الثانية والثالثة اذا كان يحتفظ بأمانات او اغراض يريد ايصالها الى أهله او ان لديه ارتباطات مالية فنفى.
وفي النهاية سألته اذا ما كان يريد ان يضيف شيئاً فأعلن انه نادم وقال ان اسرائيل غررت به وبعد تأدية الصلاة قال انه يريد ان يكتب رسالة الى زوجته واولاده فسمح له ثم جرى اعدامه.
الغرضون
20-07-2005, 12:41 PM
حادثة دنشواي
المصدر: موقع المؤرخ
http://www.almoarekh.com
في يوم الأربعاء 13 يونيو من عام 1906 وصلت كتيبة الميجور كوفين –إحدى كتائب الجيش الإنجليزي- الى منوف قادمة من القاهرة، وكان الميجور كوفين قومندان الكتيبة قد اعتاد ان يمارس هواية صيد الطيور وكان قد علم من زملائه ان قرية دنشواي القريبة من منوف تزدحم بأسراب هائلة من الحمام ولما زار كوفين القرية أذهلته وفره أسراب الحمام بها، وفي صباح ذلك اليوم وجد كوفين نفسه قريبا من دنشواي
لذا فقد أغرى أربعة من ضباط كتيبة بأن يتوقفوا بالقرب منها لتستريح الدواب ويستريح الجنود بينما يتسلل هو وضباطه الأربعة (الكابتن بول – والملازمين بورثر وسميث والطبيب البيطري الملازم بوستك ) لصيد الحمام.
وفور وصولهم الى مشارف القرية اخذزا يختبرون بنادقهم بينما احتشد حولهم لفيف من أطفال القرية وصبيانها وسرعان ما انقسموا الى قسمين اختار اولاهما وكان يضم الميجور كوفين والكابتن بول والملازم سميث ان يصطادوا الحمام من بين اغصان الاشجار على جانبى الطريق الزراعي بينما ابتعد الآخران قليلا حتى وصلا الى اجران القمح وكان الجرن لمؤذن القرية (محمد عبد النبي)، وما ان شاهد الاثنين حمامتين تقفان على كوم القمح حتى اطلق عليهما بورثر تسع طلقات متتاليه اشتعلت على اثرها النيران فى الجرن فصرخت (ام محمد) زوجة المؤذن تستغيث بالرجال لإطفاء النيران، في ذلك الوقت اجتمع حشد كبير من الفلاحين حول الضابطين وحاول بعضهم انتزاع البنادق منهما فانطلقت دفعة آخرى من الخرطوش أصاب احد اعيرتها زوجة المؤذن ومع ان الطلقة لم تكن رصاصا حيا الا ان الفلاحة انزعجت فسقطت مغشيا عليها فتبادر الى اذهان الجميع ان الانجليز قد حرقوا جرن القمح وقتلوا زوجة المؤذن.
وفي ذلك الوقت كان الميجور كوفين وزميليه يعدوان للحاق بزملائهم فى محاولة لفض المشاجرة لكن الموقف ازداد تدهورا اذ انطلقت رصاصتان حيتان من بندقية احد الضباط اصابت واحدة منهما شيخ الخفراء في فخذه واصيب اثنان آخران من الخفراء فرفع الفلاحون عصيهم بينما قذف الصبيان الجنود بالطين والحجارة.
وحاول الضباط استعطاف اهل القرية باستخدام الاشارات اذ لم يكن احد من الطرفين يعرف لغة الآخر وعلى سبيل الترضيه تظاهر الميجور كوفين بالقبض على الملازم بورثر وتجريده من سلاحه كما قدم ساعته وخاتمه وما كان يحمله من نقود على سبيل التعويض وكادت تلك المحاولة تمر بنجاح وتوجه الضباط نحو العربات لكن الاهالي ثاروا وتمسكوا بعدم مغادرتهم قبل ان تصل الحكومة لتثبت التهمة عليهم.
واذ ادرك الضباط ان الموقف اصبح ميئوسا منه اتفقوا على ان يحاول بعضهم الهرب طلبا للنجده بينما يحاول الاخرون التخلص بلباقة من الحصار وبالفعل انطلق الكابتن بول والدكتور بوستك هاربين على الطريق الزراعي وجرى خلفهم بعض الفلاحون، وجذب الفلاحين الضباط الثلاثه الباقين الى جرن القمح واشاروا الى المرأة الجريحة معبرين بالاشارة عن انهم يستحقون قطع رقابهم جزاء قتلهم لها واخذوا يركلونهم بالاقدام، وحين انتهى الامر كانت المعركة قد اسفرت عن كسر عظمة من عظام الذراع الايسر للميجور كوفين واصابات سطحية بالضباط الاخرين .
اما الكابت بول والدكتور بوستك فقد قطعا الطريق الزراعي عدوا، وعندما التفت بوستك الذى كان فى المقدمة خلفه لم يجد زميله ولم يعرف – الا فيما بعد – انه سقط مغشيا عليه، وقطع بوستك ثمانية كيلومترات تحت الشمس الحارقة حتى وصل الى معسكره الذى كان في (كمشيش) وفي كلمات لاهثه متقطعه اخبر زملائه بما وقع في دنشواي.
وخلال دقائق معدودة تحركت طلائع الكتيبة نحو دنشواى وفى طريقهم وجدوا عددا من الفلاحين يحيطون بالكابتن بول فى المكان الذى سقط فيه فحمله البعض الى المعسكر لاسعافه فى حين طار الباقون للقبض على الفلاحين ظنا منهم انهم الذين اعتدوا عليف ففر الفلاحين وفى اعقابهم الجنود الذين استطاعوا القبض على خمسه منهم ولكن احدهم وهو (سيد احمد سعيد) فر منهم مختبا ولكن الجنود ادركوه وانهالوا عليه بالسونكي حتى اصبحت اكبر قطعة فى رأسه –كما ذكرت مجلة "المجلات العربية" التى صدرت بعد الحادث مباشرة – في حجم عمله النقود الصغيرة التى كانت تسمى بالقرش تعريفة !!
وفى خلال دقائق كانت الامور قد تعقدت ووصلت الاخبار الى القاهرة ومع ان الاشارة التليفونية الرسمية الاولى عن الحادث كانت تقول ان معركة وقعت بين الاهالي والضباط تبادل فيها "الطرفان" اطلاق النار الا ان البحث منذ اللحظة الاولى كان فى اتجاه واحد : لم يبحث احد عن قتلة (سيد احمد سعيد) الفلاح المصري الذى اصبحت اكبر قطعة فى رأسه فى حجم القرش تعريفه ولم يبحث احد عن الذين اصابوا زوجة المؤذن وغيرها وانما كان البحث جاريا عن هؤلاء الذين تجرئوا على رفع عصيهم وقذف احجارهم على جنود جيش الاحتلال البريطاني.
وفي الحقيقة لم يكن هناك جناة اذ لم تكن هناك جناية من الاصل فما حدث كان مشاجرة عادية اما الكابتن بول فقد مات فى السابعة من مساء اليوم نفسه وقال زميله الدكتور بوستك انه كشف عليه طبيا وتبين له انه اصيب بإحتقان في المخ من أثر ضربة الشمس التى تعرض لها بسبب مسيرته الطويلة تحت الشمس الحارقة ناهيك عن استحالة ان يتعرف الضباط الانجليز على اشخاص ممن تشاجروا معهم او رفعوا عليهم العصي بين زحام الفلاحين المتشابهي الوجوه والملابس، الا ان الانجليز لم يعدموا وسيله فباتوا يجوسون أزقه القريه ويفتشون بيوتها بحثا عن الاعداء الذين حاربوا بريطانيا العظمى وتم "اختيار" اثنى عشر متهما اعتقلوا جميعا بمسجد القرية!
وكان فى مقدمتهم مؤذنها وصاحب الجرن المحروق، وأسفرت تلك العملية فى النهاية على القبض على عشرات الفلاحين قدم منهم 60 للمحاكمة وكان منهم 8 هاربين.
* إبراهيم الهلباوي .. جلاد دنشواي
هو شيخ المحامين في ذلك الوقت وأكثرهم شهره وعقب أحداث دنشواي وتقرير الانجليز بان تقوم محكمة مخصوصة بمحاكمة المتهمين فقد قام المستشار ميتشل سكرتير الداخلية الانجليزي بسؤال الهلباوي عما اذا كان قد وُكل من قِبل احد من المتهمين فى دنشواى فلما نفى ذلك اخبره بأن الحكومة قد اختارته ليمثلها فى "اثبات" التهمة ضد المتهمين ذلك لان نظام المحكمة المخصوصة يقضى بان يمثل الاتهام شيخ من شيوخ المحاماة.
وتواضع الهلباوى فى تحديد اتعابه فمع انه – كما قال فيما بعد – كان يتقاضى 500 جنيه فى القضايا الكبرى الا انه خفض اتعابه فى هذة القضية فقبل ان يترافع فيها بـ 300 جنيها فقط!!
وفى خلال المحكمة الهزليه وقف الهلباوى يترافع عن الاحتلال ضد وطنه وعن الصيادين ضد ضحاياهم ولم يخطئ مرة واحدة فيلتمس العذر للبؤساء من اهل دنشواي فيما فعلوه فالقضية كما صورها هى صراع بين ضباط إنجليز خيرين طيبين شجعان وبين فريق من الهمج المتوحشين، ضباط ينتمون لجيش الاحتلال الانجليزي الذى "حرر" المصري وبين هؤلاء السفله من فلاحى دنشواى .. هكذا ترافع الهلباوي.
ووفق جلاد دنشواي فى لعبته وخان بنى جلدته وصدر الحكم فى اليوم التالي كالأتي ..
- إعدام أربعة
- جلد اثنى عشر
- اشغال شاقة للباقين
لقد قتل الهلباوي شعبه كله.
وما أن وصلت انباء هذة المحاكمة الهزلية الى الصحف حتى انطلقت كالنار فى الهشيم داخل مصر وخارجها حتى ان الكاتب الايرلندي الشهير "برنارد شو" لم يجد سوى السخرية من عدل سلطات الاحتلال التى اجهدت نفسها بحثا عن "بروجرام" تشغل به المتفرجين على حفل الاعدام وتحول بينهم وبين الملل خلال النصف ساعة التى كان من مفروضا ان ان يظل فيها جسد المشنوق معلقا للتأكد من وفاته ولإتاحة وقت كاف لاسرته كى تشاهده وهو يدور حول نفسه، وقد حلت المحكمة هذه المشكله فقضت على ثمانية من المتهمين بالجلد لتتيح لفرقة التنفيذ ملء فراغ البروجرام بجلد اثنين بين كل مشنوقين حتى يكتمل الطابع الاحتفالي والاستعراضي لعدل المحتلين ..!!!
وفى ذلك التوقيت كانت مصر تضم رجلا وطنيا من الطراز الاول، عشق ترابها وهام فيها حبا هو الزعيم مصطفى كامل الذى انتابته حالة من العصبية لوطنه لم تصبه من قبل تلك الحادثه لان ذلك الظلم الذى وقع على المصريين فاق الحد، فجاب مصطفى كامل اوربا يندد بالاحتلال ويكتب مقالا فى كل صحيفة ويخاطب كل ذو شأن ويخطب فى الناس وعيناه تزرفان الدموع على المصريين الذين كتب عليهم الهوان، فضح الحضارة الانجليزية واثار اشمئزاز البشرية منها حتى اضطرت الحكومة البريطانية الى نقل اللورد كرومر من مصر بعد ان ظل بها فى منصبه ربع قرن من الزمان.
* مصير الجلادون.
بخلاف اللورد كرومر كان هناك ثلاثة اشتركوا في هذة الجريمة:
بطرس غالي؛ الذي رأس المحكمة.
أحمد فتحي زغلول (شقيق سعد زغلول) ؛ وكان عضوا بالمحكمة وكتب حيثيات الحكم بيده.
والهلباوي؛ ممثل الإدعاء.
فأما أحمد فتحي زغلول، فإن شيئا لم يغفر له ما فعله يوم دنشواي حتى كونه شقيق سعد زغلول، وحدث انه رُقي لمنصب وكيل وزارة الحقانية (العدل) عام 1907 واقيم له حفل تكريم بهذة المناسبة بفندق "شبرد" وطلب منظمو الحفل من أمير الشعراء أحمد شوقي بالاشتراك فى الحفل بقصيدة فوعدهم بلإرسالها لتلاوتها – وكان لا يتلو شعره بنفسه – وفي الميعاد المحدد وصل رسول شوقي بمظروف الى فندق شبرد وفتحته لجنة الاحتفال فوجدت به ابياتا تقول :
بتقديم شئ للوكيل ثمين
اذا ما جمعتم أمركم وهممتموا
وسروال مجلود وقيد سجين
خذوا حبل مشنوق بغير جريرة
من الشعر حكم قد خطه بيمين
ولا تعرضوا شعري عليه فحسبه
على ملأ من دنشواي حزين.
ولا تقرأوه في شبرد بل أقرءوه
وكانت لطمة...
وأنقذ أحمد فتحى زغلول نفسه فغادر الدنيا كلها بعد ذلك بسنوات قليلة عام 1914 غير مأسوف عليه من أحد.
أما بطرس غالي رئيس المحكمة أو المهزلة فقد لقى مصرعه قتيلا بعدها بسنوات قليلة جزاء لما قدمت يداه وكان قاتله احد رجال الحزب الوطني ويدعى ابراهيم الورداني ، ومن الطريف ان ابراهيم الهلباوي تطوع للدفاع عن الورداني قاتل بطرس غالي!
أما ابراهيم الهلباوي فلقد عمر طويلا بعد الحادث لأكثر من ثلاثين عاما ذاق خلالها الذل والهوان من المصريين الذين قابلوه بالكراهية فى كل مكان.
يقول الأديب يحى حقي: "حضرته –أي الهلباوي- يخطب في سرادق ضخم أزدحم فيه أنصار حزب الأحرار الدستوريين من أجل تخليص البلاد من يد المحتلين وقوبل خطابه بالهتاف والتصفيق وامتلأ الرجل ثقة وزهوا وظن ان الدنيا قد صالحته ولكنه لم يكد يفرغ من خطابه حتى أرتفع صوت في آخر السرادق يهتف:
- يسقط جلاد دنشواي.
.. كنا واثقين انها دسيسة بعث بها حزب الوفد لافساد الحفل بدليل ان المبعوث اتخذ مكانه بجانب الباب ليسهل عليه الهرب ومع ذلك فكأني بالحاضرين وقد مستهم الكهرباء فجأة واذا بهم كلهم – وهم أنصار الهلباوي – يقفون وقفة رجل واحد ويهتفون بصوت واحد يجلجل كالرعد:
- ليسقط جلاد دنشواي.
انه كان صوت مصر ينطلق من حلوقهم على الرغم إرادتهم"
وفي عام 1940 مات الهلباوي وهو فى الثالثة والثمانين وخلف جنازته كان الرجال يتذكرون ابياتا من قصيدة حافظ ابراهيم التى يقول فيها:
ولا جادك الحيا حيث جادا
لا جرى النيل فى نواحيك يا مصر
فأضحى عليك شوقا قتادا
انت انبت ذلك النبت يا مصر
ساد في غفله من الزمان وشادا
أيه يا مدرة القضاء .. ويا من
لبسنا على يديك الحدادا
أنت جلادنا فلا تنس انا قد
ويهيل النسيان التراب على كل شئ.
ان الذكرى الوحيدة الباقية للهلباوي – كما يرصد الأديب يحي حقي – تسمعها من كمساري الأتوبيس في خط المنيل بالقاهرة وهو يعدد المحطات فيقول .
- محطة الجراج .. محطة الهلباوي!!
ذلك ان المصري ليس مغفلا ولا ساذجا .. ولا قادرا على نسيان الجراح الكبيرة.
كم انت طيب ايها المصري، لكنك قاسي كذلك.
الغرضون
20-07-2005, 01:15 PM
تجارب واقعية
الحياة الإسلامية لأقباط بمصر!
وسام كمال-إسلام أون لاين 15/02/2005
حين تمشي في شوارع مصر فليس مستغربا أن تجد فيها مسيحيا يقول: "صل على النبي"، ولن تعدم أن تجد سيدة مسيحية تسكن في حي شعبي أو منطقة ريفية ترتدي الحجاب، ولو ذهبت إلى مسجد الحسين فربما تجد مسيحيا يجلس أمام المسجد يتأمل روعة التصميم، ويستشعر سكينة النفس، وكثيرا ما تسمع مسيحيين في مصر يستشهدون في كلامهم بآيات من القرآن الكريم، ومن أشهر الأمثال المصرية: "عيسى نبي، وموسى نبي، وكل من له نبي يصلي عليه".. هذه مظاهر تحتاج إلى متخصصين وباحثين يدرسونها ويحللونها؛ لكشف الغطاء عنها كظاهرة مستغربة.
أقباط مصر فيهم كثيرون يحيون بالثقافة والتقاليد الإسلامية دون أن يشعروا في ذلك بغضاضة، وهذا يختلف من قبطي لآخر، ولكن المؤكد أن تقاليد الإسلام وقيمه وأخلاقياته النبيلة تجد صدى لدى كثيرين منهم.. تعيش فيهم وهم يعيشون فيها؛ ويعتبرونها جزءا من ثقافتهم المصرية الإسلامية التي يعتزون بها ولا يتنكرون لها.
يأسره صوت النقشبندي!
لفادى إميل –صحفي- حديث دافئ عن تعلقه ببعض أطراف الثقافة الإسلامية التي تربى عليها منذ صغره ولم تؤثر فيه سنوات الغربة في افتقاد لذة هذه المعاني التي سنتركه لكم يتحدث عنها دون تدخل: "معرفتي بالإسلام قديمة منذ نشأتي؛ فقد كان بجوار بيتنا مسجد، وكانت المساجد وقتئذ تعلق مكبرات صوت لإذاعة القرآن الكريم بأصوات عذبة لابتهالات النقشبندي ونصر الدين طوبار وأذان محمد رفعت، عكس ما نسمعه الآن من أصوات شاذة تعلو قداسة المساجد.
وحتى الآن لا يخلو بيتي من تسجيلات بديعة للنقشبندي على جهاز الكمبيوتر الخاص بي وفى تسجيل سيارتي. وقد أعجبت هذه التسجيلات الكثير من أصدقائي المسلمين وأخذوها منى واحدا وراء الآخر!
ومنذ صغري ورمضان بالنسبة لي حدوتة أخرى؛ حيث كانت جارتنا أم حمادة تطلع لنا كل يوم خشافا. وفي عام ما سافرت أم حمادة للعمرة في رمضان فكنت كل يوم أبكي على كوب الخشاف الذي اعتدت عليه.
أفطر على موائد الرحمن!
وعندما كبرت كان لدى انطباع بأن موائد الرحمن للفقراء فقط؛ فجاء لي بعض أصدقائي المسلمين وقالوا لي: سوف نعزمك على الإفطار في إحدى موائد الرحمن؛ وكنت أحسبهم يضحكون معي فوجدتهم بالفعل أخذوني لإحدى موائد الرحمن في أقرب مائدة بالحسين، وشعرت بقلق شديد لأني مسيحي والصليب في يدي، وكذلك هم ينادونني باسمي، وأنا جالس بين جمع كبير من المسلمين على الإفطار في رمضان..
فأخبرت صديقي المسلم واسمه ولاء بقلقي، فقال لي: لا تخف واجلس إلى جواري، ولن أجعل أحدا يمسك بسوء. الغريب أن الرجل الذي يوزع الطعام أعطاني أكثر من أصدقائي بكثير، فقام ولاء في وسط المائدة وقال: على النعمة والمصحف الراجل ده مسيحي!!
أنا أيضا أحب جدا صلاة العيد وشكل الناس وهي خارجة من جميع البيوت أطفالا وآباء وأمهات وشبابا؛ وتسعدني جدا صلاة الفجر التي أرى وقتها نساء يخرجن للصلاة لها، ولكن ما ضايقني في عيد الفطر الماضي خطيب الزاوية المجاورة للبيت الذي تعالى صوته بالدعاء: "اللهم زلزل الأرض تحت أقدام النصارى واليهود والكفرة" فانزعج جدا أحد أصدقائي!
ومع أن هناك بعض المسلمين الذين يقولون لي: أنا بكرهك لأنك مسيحي؛ يا سلام لو لم تكن مسيحيا! وهذا للأمانة يحدث من قبل مسيحيين، إلا أن هناك علاقة صداقة تربطني بالمسلمين فهم الأقرب لقلبي؛ فهناك أستاذ حسين هو أقرب صديق لي في المنطقة، ويكبرني بسنوات عدة وأحيانا يترك لي مفاتيح بيته وهو خارج.
والقرآن نفسه من يستطيع أن يكرهه؟!! فهو كلام الله الذي يأمر بالإحسان للنساء والأيتام، ولم يقل: ازنِ أو اسرق أو اكره؛ ولا يضايقني سوى أن يتاجر بالدين ونجد شحاذا يقرأ قرآنا لينصب على الناس..
ولكن معاني الإسلام في النهاية تغير في الناس وتخلق فيهم قيما لا يستطيع أحد أن يرفضها؛ فعندما سافرت آخر مرة لبني سويف وجدت صديقي أصبح أمير جماعة وهو الذي لم يكن يصلي ولا يصوم، وكنا نقول له في رمضان: أليس من العيب أن تكون بهذا الطول ولا تصوم؟ الآن تغير شأنه بفعل تدينه وتقربه لله؛ والأجمل أن القرية التي كانت لا نشم في شوارعها سوى رائحة البانجو حل مكانها البخور بعد أن تدين الكثير من أبنائها لا يفارق طرقاتها؛ فهل لا يسعد أي إنسان بهذه المظاهر؟".
وعندما دخلت أشهر محل فسخاني في المنطقة التي أحيا بها ويأكل منه كافة أبناء الحي سألت نادي فايز –وهو يعمل فسخاني- عن علاقته بالدين الإسلامي ومظاهره الشعائرية فرد عليّ باسما: يا أستاذ أنا كل يوم بفطر مع أصدقائي المسلمين في طبق واحد.. وأشار لي بيده على (الحاج مصطفى) قائلا: الحج مصطفى كل يوم يفطر معانا وبعد ذلك لن نجعله يفطر معنا لأنه يأكل كثيرا... ثم أخذ جميع الواقفين في الضحك"..
كلام ربنا كله حلو!
وأضاف نادي: "أنا بيعجبني جدا في الإسلام المقولة: لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى (وأشار إلى أنها آية مع أنها حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم) وعلق عليها قائلا: كل كلام ربنا حلو؛ لأن لنا إلها واحدا، وهذا الكلام يعظم من العلاقة الإنسانية؛ فأنا لا أعرف الشخص لدينه وأصله وفصله ولكن لذاته.. وفي الآخر كلنا مصريون وفى مركب واحد لو حدث به خرق فسيغرق المركب كله بنا.
قاطعني شريكه في المحل المعلم سمير فؤاد قائلا: في رمضان بالذات نشعر كثيرا بالألفة مع المسلمين، وكثيرا ما يعزمنا أصدقاؤنا المسلمون على الإفطار، وفى العيد يهادوننا كل يوم بصينية فتة ونهاديهم في المولد بعروسة المولد".
تسأل دوما في الإسلام!
وربما لا يجد الدين الإسلامي القبول ذاته عند بعض المسيحيين، ولكنهم في الوقت ذاته لا يقلقون منه، فتقول كريستين –طالبة بكلية الصيدلة- إنها رغم وجود مساجد بالقرب من بيتها فإنها لسكنها في دور عال في عمارة شاهقة لا تستطيع أن تسمع الأذان أو شعائر صلاة الجمعة أو حتى تكبيرات العيد؛ ورغم كونها لا تحب سماع القرآن ولا يمثل ذلك بالنسبة لها أي ميزة فإنها ما شعرت أبدا بالضيق من ممارسة المسلمين لشعائر دينهم، بل على العكس دوما ما تسأل صديقتها المقربة جدا (سارة) –وهي مسلمة- عن الاختلافات التي بين الديانتين الإسلامية والمسيحية في مسائل شتى كالزواج والطلاق؛ وقد دخلت في جدال مع صديقتها ذات مرة وهي ترافقها لشراء هدية (صليب ذهب) إذ وافقت صديقتها الحميمة على مرافقتها، ولكن مع التوضيح أن دينها لا يعترف بصلب المسيح من أساسه"!
تربى أمام المسجد العباسي!
ولكن حتى أعرق العاملين في العمل الخيري الكاثوليكي والمساهمين في بعض الأنشطة السياسية الوطنية يفسرون تعلقهم ببعض شعائر الإسلام على أنها ظاهرة صحية، ولها ما يبررها؛ فيقول جورج إسحاق –أمين لجنة الثقافة والإعلام بالأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، المنسق العام للحركة المصرية للتغيير- عن ثقافته الإسلامية: "نحن أبناء الحضارة العربية الإسلامية التي أحد مكوناتها الحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية؛ فلقد تربيت في مدينة بور سعيد، وكان بيتنا أمام المسجد العباسي، وأحب جدا صلاة الجمعة وصلاة العيد، ولم أشعر أبدا بالحرج بيني وبين نفسي من هذه المشاعر؛ لأنني أحسب هذه الشعائر ليست حكرا على المسلمين، ولكنها أيضا جزء من السياق المصري الوطني، وأعلم كثيرا عن الثقافة الإسلامية والقرآن الكريم بحكم دراستي في المدارس التي تعرض آيات القرآن والكثير عن المسلمين، ولكن ما يضايق بالفعل هو كون المسلمين لا يعلمون عنا شيئا، ولا يدرسون جزءًا من ديننا أسوة بالدين الإسلامي في المدارس".
حكايات الأقباط في مصر مع الإسلام كثيرة ومتعددة، قدمنا طرفا منها.. ولكن يجب ألا نفرح نحن المسلمين بهذه المشاعر الإيجابية التي يشعرها الأقباط تجاه الإسلام؛ لأن هناك الكثير مما يضايق الأقباط منا، وهذا يحتاج لتحقيق آخر أكثر جرأة.
الغرضون
20-07-2005, 01:17 PM
عيون وآذان
(مسلم، اذاً متهم)
جهاد الخازن الحياة 2005/02/17
ثمة موسم صيد مفتوح والطريدة فيه المسلمون.
موسم صيد البط شهران، أو ثلاثة، وكذلك موسم صيد الظباء وغيرها. الا ان موسم صيد المسلمين, خصوصاً اذا كانوا عرباً، مفتوح على مدار السنة.
من خليج غوانتانامو الى أفغانستان، مروراً بالعواصم الأوروبية وفلسطين والعراق، هناك خبر يومي، أو أخبار، عن تعذيب مسلمين أو قتلهم.
أنت مسلم، اذاً أنت متهم.
مارتن موبانغا، العائد من جحيم 33 شهراً في غوانتانامو، يقاضي الآن حكومته البريطانية بعد ان سلمه عملاء استخبارات بريطانيون الى الأميركيين، وهو دخل السجن لأنه مسلم، وبالتالي متهم، وخرج شاعراً. وتبين ان المطارات البريطانية استخدمت لتسليم المتهمين الى الاستخبارات الأميركية.
مسلمون بريطانيون آخرون انتهوا في غوانتانامو، وكانوا بين نحو 660 معتقلاً، لم يحاكم أحد منهم بشيء، ولم يقدم واحد معلومات استخبارات مفيدة. والخارجون مثل البريطاني الآخر معظم بيغ والمصري - الاسترالي ممدوح حبيب يقولون انهم عذبوا أيضاً.
هناك أولاد في غوانتانامو يقيمون في معسكر ايغوانا وتراوح اعمارهم بين 13 و15 عاماً.
في فلسطين تُقتل بنت 13 عاماً بتفريغ رصاص مسدس ضابط في جسدها، وعندما يحتج العالم الاسلامي، تُقتل بنات، إحداهن، وعمرها عشر سنوات، داخل مدرستها، وكل يوم قتل حتى ان حصاد اربع سنوات من الانتفاضة يضم نحو 500 ولد وبنت بين الضحايا. ثم نجد من يحتضن آرييل شارون.
في العراق، هل القتلى 20 ألفاً، أو مئة ألف؟ كأن رقم العشرين ألفاً مقبول أو بسيط.
من رأى من القراء صور ستة أطفال عراقيين يغطي ملابسهم الدم، بعد ان قتل جنود أميركيون على حاجز الأب والأم داخل سيارتهم لأنها لم تتوقف. مهما كتبت سأقصر عن صورة طفلة تنتحب في الطريق، وقد اغتسلت بدم والديها، وهي تصرخ في الجنود: "لماذا اطلقتم النار علينا؟ لسنا مسلحين، كنا في طريقنا الى بيتنا".
قيادة التحرير، أو الاحتلال، في الموصل اصدرت بياناً يقول: "قتل مدنيان عراقيان عندما أسرعت سيارة كانا يقودانها (الاثنان يقودان السيارة؟) عبر حاجز دورية متعددة الجنسية في شمال العراق... المسؤولون العسكريون يقدمون تعازيهم على هذا الحادث المؤسف".
وهكذا فثمن المسلم، والمسلمة، تقديم اعتذار. غير ان التعازي لن تعيد الأبوين الى الحياة, وهناك عشرات ألوف الضحايا في عملية قتل مستمرة.
واذا كان القتل لا يكفي فهناك الاهانة، مثل التحرش الجنسي بالمعتقلين في أبو غريب، واعتداء المحققات على معتقلي غوانتانامو كما أظهر تقرير لوزارة الدفاع الأميركية نفسها، وربما زدت قرار الحكومة البريطانية فرض اقامة جبرية على المشتبه بهم.
بريطانيا في مقدم الدول الديموقراطية, والقرار يبدو بريئاً إلا انه يعني ان المتهم المسلم، حيث لا توجد أادلة كافية، يُحجز على الشبهة, والى حين توافر أدلة تكفي لمحاكمته. واذا كان بريئاً فحظه قليل لأنه ولد مسلماً، وبالتالي متهماً. أليست اهانة ان ايران تُهدد بسبب برنامجها النووي وتُترك اسرائيل، بل تُهمل كوريا الشمالية؟
الاهانة الأخرى ان العرب والمسلمين أهون على أنفسهم والناس من ان يقفوا وقفة عز تحمي المسلمين, لذلك فالمدافعون عن المسلمين هم الصليب الأحمر الدولي الذي انتقد معاملة السجناء من غوانتانامو الى أبو غريب، والمحكمة العليا الأميركية التي رفضت اعتقال المشتبه بهم اعتقالاً مفتوحاً من دون توجيه تهم اليهم، واللورد ستاين من المحكمة العليا البريطانية الذي كتب رأياً قضائياً اعتبر فيه ان سجن رجال القاعدة المزعومين في غوانتانامو "فشل مريع للعدالة" وان المحاكم العسكرية التي مثلوا أمامها تهريج يخالف القانون (بالانكليزية Kangaroo Court).
وأزيد البابا في روما الذي دعا في استقبال السفراء المعتمدين لدى الفاتيكان الى استخدام الحجة والحوار وهاجم غطرسة القوة. وهناك الممثلة فانيسا ردغريف وشقيقها كورين اللذان أسسا حزباً سياسياً للتنديد بالانتهاكات التي يمارسها الجنود البريطانيون، وهي انتهاكات جعلت الجاويش البريطاني توماس سايمون يحتج الى رؤسائه على التعذيب، ويقول انه ساعد سجينين عراقيين على اراتداء ثيابهما بعد ان ارغما على مواقف جنسية وهما عاريان.
أين المسلمون من كل هذا؟ سمعت رؤساء دول وحكومات يبررون القمع في بلادهم بالقول ان الولايات المتحدة اتخذت قرارات لحماية أمن المواطنين ومكافحة الارهاب، وبما ان هذا رأي القادة العرب والمسلمين فإن ادارة بوش اختارت البرتو غونزاليس لمنصب المدعي العام، أي وزير العدل، فأهم صفاته القانونية انه اعتبر ميثاق جنيف لاغياً عفا عليه الزمن، وكتب رأياً قانونياً يبرر تعذيب السجناء من غوانتانامو الى افغانستان، كما انها اختارت مايكل شرتوف وزيراً للأمن الداخلي. وما يذكر الأميركيون عن شرتوف هو انه ضلّل مجلس الشيوخ في شهادة له تعود الى 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 2001 عندما أكد ان لكل معتقل محامياً، وان القوانين والدستور لم ينتهكا، ثم تبين ان وزارة العدل التي كان في حينه نائب وزيرها، اعتقلت نحو 700 مسلم لمخالفات تعود الى مخالفة قوانين الهجرة، وبقي بعضهم في السجون ثلاثة أشهر من دون تهمة أو محام. وليس هذا رأيي وحدي، أو رأي جريدة ليبرالية، وانما هو ايضاً موقف مركز الحقوق الدستورية الأميركي.
المجرم الأول والأخير في هذا الوضع هم الارهابيون الذين يدعون الإسلام، والإسلام منهم براء، فيقتلون الأبرياء في الغرب، وعندما يعجزون يقتلون المسلمين في العراق وغيره.
هذا الارهاب ترك المسلمين حول العالم في موسم صيد مفتوح عليهم، واعطى أعداءهم فرصة للصيد وعذراً. واذا كان العربي والمسلم منقوص الحقوق في بلده، فلماذا نتوقع ان تكون حقوقه كاملة في بلاد الآخرين.
اليوم: انت مسلم، اذاً أنت متهم، وشكراً لأسامة بن لادن والظواهري والزرقاوي وللحكومتين الأميركية والبريطانية، وحكومات العرب والمسلمين, فالكل اجتمع علينا.
الغرضون
20-07-2005, 01:18 PM
الشرق الأوسط
الخميـس 01 جمـادى الثانى 1426 هـ 7 يوليو 2005 العدد 9718
عبد الرحمن الراشد
هل هناك سجن حسن السمعة؟
توجد محاكم عادلة ، لكن لا توجد سجون حسنة السمعة. فالسجانون لهم فلسفة مشتركة تعتبر السجون فنادق سيئة الخدمة. وغوانتانامو السجن خطط له ليكون فندقا مؤقتا، إلا ان السجانين طاب لهم المقام في هذه الجزيرة التي يقال انها ذات مشامس بحرية جميلة، وهو ما سبق ان عبر عنه وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ، الذي وقف امام كاميرات التلفزيون في داخل زنزانة مفتوحة السقف، واشار بيده قائلا: كم هو مكان جميل بطبيعته ، فلا الحر الشديد ولا البرد الشديد. وهذا صحيح لمن جاء مصطافا او وزيرا زائرا، لكن ليس لمن هو مربوط في قفص حديدي.
ما هو الخطأ الذي ارتكبه الاميركيون؟ المسجونون اعتقلوا في حرب معلنة، الخاسر فيها يقع أسيرا، كأي حرب أخرى.
جملة اخطاء بينها القانون والمكان والاشخاص، فالولايات المتحدة تعمدت نظاميا الا تسميهم أسرى حرب، لان طالبان والقاعدة ليستا دولتين معترف بهما دوليا. وتعمدت الا تسجنهم على الأراضي الاميركية، فأرسلتهم الى جزيرة كوبية مستأجرة، حتى لا يخرج عليها قاض يأمر بالافراج عنهم او بمحاكمتهم.
وبعد فحص النتيجة، التي مر عليها عامان، ثبت ان غوانتانامو صارت سجنا للحكومة الاميركية، لا العكس. لم يكن مفهوما لماذا رحلتهم خارج الأرض التي اعتقلتهم عليها، أي افغانستان. فسجون كابل الموروثة عن الشيوعيين والطالبانيين ستسعد اكثر السجانيين سادية. كما ان سلطات افغانستان هي في آخر النهار خاتم في الأصبع الأميركية، ولن تطالب بالاشراف او المحاكمة. ففي العراق لا يزال صدام واركان حكومته، وهم أهم من مساجين افغانستان كثيرا، يقبعون في السجون العراقية بمتابعة اميركية.
النظر الى اختيار غوانتانامو كسجن على انه اعلان عن سياسة التحدي، بما في ذلك تحدي القوانين الدولية التي تصنف المعتقلين وتضع ضوابط لمعاملتهم. وهذا أمر في غاية التعاسة للقانوني الاميركي الذي يدري ان احترام القوانين الدولية، بدل الانجرار وراء روح الانتقام من الخصوم ، فيه ضمانة أفضل للولايات المتحدة قبل غيرها. فتعطيل العمل بالقوانين الدولية، او الالتفاف عليها، يضر بالدرجة بدولة منتشرة في انحاء الدنيا مثلها، اكثر مما يضر بالطرف المهزوم، الذي لا مصالح عنده يخاف عليها، ولا يعترف اصلا بقوانين او غيرها. كانت اكبر الاخطاء عدم تأسيس محاكمات، وهي اول وابسط الواجبات على اي نظام شرعي، ذلك هو الذي يفصله عمن لا شرعية له دوليا.
والناس رأت في غوانتانامو كسجن قبيح السمعة، على انه رسالة سياسية اكثر من كونه محل احتجاز واستجواب. فقد كان بامكان واشنطن احتجازهم قانونيا على اراضيها واستجوابهم ومحاكمتهم. وكان بامكانها ان تبقيهم في سجن بمواصفات سجون العالم الثالث في افغانستان. والخيار الثالث كان بامكانها ان تسلم المسجونين الى بلدانهم ، التي على الأرجح ستقوم بالمهمة نفسها، ولا يوجد في سجونها تلفونات بكاميرات، ولا ضباط يسربون معلومات للصحافة، والسجناء فيها يتوفون بالسكتة القلبية المفاجئة. واشنطن لم تفعل، واحتفظت بهم في سجن غريب، فصارت سجينة معهم في الاعلام الدولي، مع رسالة سيئة للعالم.
الغرضون
20-07-2005, 01:20 PM
من مذكرات عبد الله عزام
سعد جمعة رئيس وزراء الأردن في أيام النكبة كتب عن المؤامرة ومعركة المصير كتابا سماه (المؤامرة ومعركة المصير)، هذا الرجل قد ذهل بما رأى من خيانة سنة سبع وستين، وكان متعهد طريق وبدوي، وهو من الطفيلة، والطفيلة منطقة قبائل بدوية، ورجل فيه بقية من رجولة وخير، ما كان يصدق أن الخيانة العربية تصل إلى هذا الحد، ورأى مارأى من الخيانات، ولذلك أراد أن يكف ر عن أوزاره ومصيبته وذنوبه التي حلت به، في نكبة سنة سبع وستين، كان هو رئيس الوزراء، جاءوا به للنكبة فقط، مكث رئيسا للوزراء ربما شهران، لكن رأى المصائب التي ما كان يمكن أن تدور بخلده أو تمر على خاطره، فبدأ يكتب يفضح الدول العربية حتى يكفر عن سيئاته لعل الله عز وجل يغفر له دنوبه، والحقيقة، الذي يطالع كتبه (الله أو الدمار) (أبناء الأفاعي)، أبناء الأفاعي كتبها عن الحكام العرب، يسميهم أبناء الأفاعي، وعلى ظهر الكتاب مجموعة من الأفاعي، رؤوس أفاعي كبيرة، ويقول في كتاب أبناء الأفاعي: جاء رجل إلى عامر الشعبي، قال: لقد حلفت يمينا بالطلاق أن الحجاج في النار، فهل تطلق زوجتي؟ فقال الشعبي: يا بني اذهب واستمتع بزوجتك، إن لم يكن الحجاج في النار فلن يدخلها أحد، قال: وأنا أحلف يمينا بالطلاق على أنه لا يوجد واحد من الحكام صادق.
كتب محمد حسنين هيكل عن رجولة عبد الناصر -هذا بعد نكبة سنة سبع وستين- وقال: إن إباء عبد الناصر رغم أن الإقتصاد انهار ووصل إلى درجة الصفر بعد نكبة سنة سبع وستين، واجتمع حكام العرب، أبت عليه عزته ورفعة نفسه وأنفته أن يطلب مساعدة من الدول العربية، عندما سمع سعد جمعة بهذا الكلام ما ظل برأسه عقل، فرد عليه في مجلة الحوادث البيروتية، قال: لقد كنت شاهدا ، نعم إن عبد الناصر لم يطلب طلبا ، وإنما نزل على أقدام الملك فيصل يريد تقبيلها، قال: ؛الشعب سوف يموت عايز دقيق« هذا من الذي يقول؟ عبد الناصر، والله هذه القصة قبل أن يكتبها محمد حسنين هيكل أني سمعتها من أحد الصحفيين المسلمين، فقلت له: معقول عبدالناصر بعزته وكبريائه وصلفه وغروره؟! قال: إسمع يا شيخ عبدالله - وكان في بيتي - قال لي أولادك الصغار هؤلاء يستحيون أن يفعلوا أفعالا يفعلها هؤلاء الرؤساء.
يقول سعد جمعة: اجتمعنا وكنت حاضرا وعبدالناصر ما طلب طلبا ، إنما نزل على أقدام الملك فيصل ليقبلها، قال: ؛الشعب حيموت عايز دقيق« كانت حرب اليمن تنزف، وكان هناك برنامج عن الملك فيصل وضعه عبد الناصر اسمه (أعداء الله) نعم كل ليلة برنامج عن السعودية اسمه أعداء الله، فالمهم الملك فيصل أمر بعشرة ملايين جنيه لمصر، هذه لم تدخل الموازنة، لم تدخل خزينة مصر، رأسا أدخلت في حساب عبد الناصر.
ولذلك اشتكى واحد على عبد الناصر من المحامين الكبار بعد موت عبد الناصر، قال: القرار مائة وخمسين ليس موجودا في المجلة المدنية الحكومية، القرار مائة وخمسين هو تحويل العشرة ملايين جنيه إلى حساب عبد الناصر الخاص.
المهم أنا سقت هذا كله من أجل أن أريكم الفرق بين أبي سفيان الكافر وبين حكام المسلمين، يقول سعد جمعة: ثلاثة أيام في الخرطوم لم نعمل شيئا ، مؤتمر بعد هزيمة سنة سبع وستين التقوا في الخرطوم مباشرة، قال: لم نصل إلى أي قرار، ولم نعمل أي شيء، قال: وانتهى المؤتمر ونريد أن نعود، لكن الصحفيين يملأون السهل والجبل، يحيطون بالفندق الذي نقيم فيه كإحاطة السوار بالمعصم، قلنا: ماذا نقول للصحفيين؟ جاء واحد منا قال: قولوا لهم: إتفقنا على اللآءات الثلاثة - الشيطان سو ل لهم وأملى لهم -ما هي اللآءات الثلاثة؟ هم لم يتفقوا على شيء: لا صلح، لا استسلام، لا مفاوضات، هم لم يصلوا إلى أي قرار.
ثلاثة أيام بعد هزيمة سنة سبع وستين، ونحن هنا في ذكر أبي سفيان الذي نذر ألا يغسل رأسه من جنابة حتى ينتقم ليوم بدر، وفعلا ، ومضى شوال وذو القعدة، وجاء ذو الحجة، وجاء أبو سفيان إلى طرف المدينة المنورة، وجاء وقرع في الليل بيت حيي بن أخطب، فأبى أن يفتح له، ثم بيت سلام بن مشكم وكان زعيم اليهود وصاحب خزينتها، ففتح له وأطعمه وخبره بأخبار المدينة، ثم في اليوم التالي في منطقة العريض نزلت مجموعة من جماعة أبي سفيان وأحرقت أسوارا ، أي حيطانا ، بساتين من النخيل، ووجدت رجلين وقتلتهما، ثم هرب أبو سفيان، ولحق به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حتى إذا وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكان يسمى قرقرة القدر، أدرك أن أبا سفيان قد فاته، وكان أبو سفيان حمل معه كمية كبيرة من السويق، (السويق: عسل وتمر وسمن وشعير وبعض الطحين، عسل وسمن ممزوج بالطحين، يعني مثل الكعك الذي عندنا تقريبا )، هذه سميت الغزوة غزوة ذات السويق، لكن هذا لم يعتبر عنده انتقاما ، القافلة التي نجت مع أبي سفيان، ذهب صفوان بن أمية وعبد بن أبي ربيعة وعكرمة بن أبي جهل إلى أبي سفيان، قالوا له: نحن نجمع لك التجار الذين لهم في هذه القافلة تبقى، القافلة تحت يدك حتى ننتقم من محمد وأصحابه.. يا سلام! يا سلام! يا سلام! ناس عندهم رجولة، عندهم شمم! العار.. عار الهزيمة ثقيلة على أنفسهم، لا يستطيعون النوم حتى يغسلوها، فالمال يخص ص.. يخص ص للمعركة.
ونحن لابد من العمل للمجهود الحربي، فكانت أم كلثوم تذهب إلى فرنسا، وإلى أروربا تغني، ويجمع المال من أجل المجهود الحربي، وتعمل حفلات أم كلثوم، طيلة الليل تغني وتجمع للمجهود الحربي.. لا بأس.. لا بأس، والحشيش دخانه يغطي سماء القاهرة في الليل، والمصري يجمع طيلة الشهر ، يبــيع على عربة بندورة طماطم أو بطاطس أو غير ذلك، بالقرش وصاغ، وبالقرشين وما يترك أحدا إلا غشه، حتى يجمع خمسة جنيهات حتى آخر الشهر يحضر حفلة السيدة أم كلثوم كوكب الشر بدون قاف، هم كانوا يسمونها كوكب الشرق.
صدقوا يا إخوان، الدول الغربية تصدقت على الدول العربية بعد هزيمة سنة سبع وستين بطحين وقمح وغير ذلك، إحدى دول المواجهة الثلاث، جاءتهم شحنة قمح ورست في الميناء، امرأة من الطبقة الحاكمة، زوجة أحد الحاشية، حاكمة من الحاكمات تريد أن تذهب إلى أوروبا تقضي إجازة الصيف لأنه حر في عمان، طلعت من عمان، حر! تريد ثلاثين ألف دينار، فقال وزير المالية: ما عندنا فلوس، قال: هنالك كمية من القمح في العقبة بيعوها وأعطوها حتى تقضي إجازة الصيف هناك.
نعم أبو سفيان، عكرمة، صفوان يجمعون المال من أجل الإنتصار أو الثأر ليوم بدر، ونحن، وأين نحن؟.. وحسبنا الله ونعم الوكيل، سعد جمعة يحد ث من المصائب قال: ودَعَونا أحد حكام البترول إلينا، وأقمنا له سرادقا في الصحراء على الرمال حتى يناسبه، وبرنامج للاستقبال -بروتوكول- قال: وبينما كنا جالسين في السرادق افتقدنا الأمير، لم نجده، إبحث عن الأمير، قال: فوجدناه متكئا على كومة رمل خارج السرادق، وأمامه رجل يضرب على العود، فقلنا له: يا معالي السمو، يا سمو الأمير إلى آخره، البروتوكول.. الناس ينتظرونك.. الوزراء، و.. و، وما إلى ذلك، قال: والله بدأ لي قصة أبو زيد في البلاد، فأحببت أن ينهيها هنا المهم هذا سعد جمعة يتكلم قال: فبعد ثلاثة أيام من الزيارة فتحنا المحادثات، قلنا له: لابد من مال من أجل مواجهة إسرائيل، نشتري سلاحا ، قال: لماذا السلاح؟ الصلح سيد الأحكام، الصلح سيد الأحكام، ورجع أميرنا ولم نأخذ منه شيئا ، قال: ثم جاءتنا الأخبار من جنيف عن الأمير هذا، الأمير ذات صباح زم شفتيه متبرما ، قالت الحاشية: ما بالك يا سمو الأمير؟ قال: لقد تـقت إلى حليب النوق، قالوا: هذا أمر سهل، وفتحوا تيلفونا إلى البلاد، وبدل أن يقولوا أرسلوا لنا حليب نوق، قالوا: أرسلوا لنا ناقة، ووضعوا ناقة في الطائرة، ثم طارت الطائرة، ونزلت في جنيف، وعندما حطت الطائرة صعد البوليس ليفتش ركاب الطائرة، وإذا بجن ينطلق منها، لم يروا في حياتهم جملا ، عمال المطار في جنيف، وبدأت صفارات الإنذار تضرب، حتى انطلق هذا الجن من داخل الطائرة، وبدأ البوليس، صفارات الإنذار تضرب، إجمع، حتى استطاعوا أن يلقوا القبض على هذا الجن وأعادوه مرة أخرى إلى الطائرة، وأمروا الطائرة بالمغادرة.. وشر المصائب ما يضحك.
الغرضون
20-07-2005, 01:23 PM
خطاب الملك فيصل في العاصمة المقدسة حول الخلاف مع مصر(1)
إخواني جيران بيت الله الحرام، وحرم رسوله الأمين، وأحفاد المهاجرين والأنصار.
أحييكم تحية أخ .. أخ لكم في الدّم
أيها الإخوان: ليس غريباً أن أرى هذه الجموع، وهي تنظر، وجوانحها تلتهب غيرة على دين الله ومقدسات هذا الوطن العزيز.
أيها الإخوان: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّة (آل عمران:96) وإنَّ أول إشعاع لنور الإسلام صدر من هذه البقاع.
أيها الإخوان: اندفع نور الإسلام، واكتسح العالم، ناشراً حضارته ومدنيته، ناشراً آدابه وأخلاقه، فعرفت الأمم الحضارة، وعرفت الأمم الآداب، وعرفت الأمم التعامل الحسن بعد انتشار الإسلام.
أيها الإخوان: ليس غريباً أن أرى في هذه الوجوه الإيمان بالله، والغيرة لدينه، والدفاع عن مقدسات هذا الوطن العزيز، عن كرامة أبنائه، وعن معتقداتهم.
يصفونكم أيها الإخوان بأنكم مرتزقة، ويصفونكم بأنكم همج، يصفونكم بأنكم جبناء.
أيها الإخوان: منكم ومن آبائكم من أجدادكم عرفت الشجاعة، وعرف الإخلاص، وعرف الإيمان بالله، ولست في حاجة أن أعدد فضائلكم، فالله سبحانه وتعالى يعلم ذلك، وقد أنزل على رسوله ما يثبت ذلك، الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا (المائدة:3).
أيها الإخوان: إن الله سبحانه وتعالى لا يرضى بأن يضع أمانته، وأن ينتدب لتحقيق توحيده وكلمته، إلا أشرف الناس وأعزهم، فمن شهد له الله، فليس بضائره أن تنبح الكلاب من حوله.
أيها الإخوان: أستميحكم عذراً أن أشرح لكم قصة خلافنا مع حكام مصر، نحن ليس بيننا وبين الشعب المصري أي خلاف، فهم إخواننا، وهم أعزاؤنا، ونحن نعترف لهم بأنهم أشقاؤنا. ولكن الله سبحانه وتعالى ابتلى مصر ليمحص قلوبهم، بحكام، لا أتعرض لهم بشيء، ولكنهم هم من تعرفون، فنحن أيها الإخوان: لسنا ممن يكيل الشتائم، ولا ممن ينهش الأعراض، ولا ممن يحط من كرامات الناس فهذا ليس من أخلاقنا.
أيها الإخوان: لقد كنا، كما تعلمون، سائرون في طريقنا مع أشقائنا المصريين، وكل الشعوب العربية والدول العربية، وكنا سائرين بإخلاص وكنا مندفعين بقصد حسن.
كنا مع العرب في كل كلمة، وكنا الأولين في كل معركة؛ إيماناً منا بعروبتنا، وإيماناً منا بواجبنا الملقى على عواتقنا تجاه إخوة لنا يكافحون ويجاهدون، ولكن لم نعلم أن من يتظاهرون بالعروبة، ومن يتظاهرون بخدمة المصلحة العامة، ينطوون على أحقاد، وعلى أغراض لا تمت للعروبة بصلة، ولا تهدف إلى المصلحة العامة في أمر.
أيها الإخوان: كلكم تعلمون ما تعرضت له هذه البلد من تهجمات، ومن شتائم، ومن نهش في الأعراض، وكنا ضاربين عرضاً عن كل ما يتعلق بذلك؛ حباً منا للاتفاق، وحباً منا في اتحاد الكلمة، وحباً منا في الحفاظ على روابط الصداقة بيننا وبين إخواننا المصريين. ولكن بعد انفصال سوريا عن مصر، وليس من حقي أن أتكلم في أسباب هذا الانفصال، فهذا حق يخص إخواننا السوريين وحدهم، ولكن بعد انفصال سورية عن مصر، ركّزت الدعاية المصرية جهودها في أن تنسب هذا الانفصال إلى تدخلات المملكة العربية السعودية، وإلى مؤامراتها، وأنتم
________________________________________
1. أم القرى العدد 1956 في 7 رمضان 1382هـ الموافق 1 فبراير 1963
تعلمون، وهم كذلك حق العلم، أنه ليس للمملكة العربية السعودية أي دخل في انفصال سورية، ولكنهم أرادوا أن يصرفوا أنظار العالم عن فشلهم في سورية، فأرادوا أن يخلقوا بعض الأسباب والمبررات التي نحن براء منها.
أيها الإخوان: حاولنا بعد ذلك أن نتفادى القطيعة، ولمّا كان الأمر يقتصر على الصحف والإذاعة والراديو، والمتكلمين والمعلقين، لم نعبأ بهذا السوء، ولكن بعد أن برز رئيس الحكومة المصرية، وتكلم في العام الماضي في بورسعيد، وتعرض لملك هذه البلاد، وتعرض لمقدساتها، فقد حاولنا أن نتلافى الأمر، فبعثنا بمذكرة احتجاج، أو لفت نظر للحكومة المصرية، إلى أن هذا غير مستحسن، ولا يجب من حكومة شقيقة ورئيس دولتها. هل تعلمون أيها الإخوة ماذا حدث؟ لقد رفضت المذكرة، وقد رفضت بشكل مزرٍ، فأرجعت إلينا مذكرتنا، وليس معها حرف واحد، وإنما في ظرف ليس معها حتى الكرت.
بعد ذلك أيها الإخوة، حاولنا أن نتلافى الأمر، أكثر فاتصلنا بإخواننا العرب في كل بلد عربي، وسألناهم رأيهم في الأمر في ذلك، ولكن، ويا لسوء الحظ، لم نجد من إخواننا العرب التشجيع على تلافي الأمر، فلم نرد أن نحرجهم وفضلنا أن نتحمل نحن وحدنا.
أيها الإخوان: يدعون أننا هاجمناهم وأننا معتدون، فكلكم تعرفون ما تعرضنا له من هجماتهم، وكلكم تعلمون أنه منذ سنتين بدأت الصحافة عندنا تناقش موضوع الاشتراكية، وتطرقت إلى مواضيع شتى وصار منهم محبذ، ومنهم معارض؛ فلمّا تطور النقاش إلى ما خفنا من نتيجته أن يتعرض إلى بعض الدول، أو بعض القادة، أو بعض الزعماء، أوعزنا إلى إخواننا الصحفيين أن يتجنبوا النقاش في هذا الموضوع.
كل ذلك أيها السادة؛ حباً في الحفاظ على روابط المودة والإخاء بيننا وبين إخواننا، ولكنهم نسبوا ذلك إلى أننا ضد الاشتراكية.
نعم أيها الإخوان: نحن لا نؤمن بالاشتراكية، ولا نؤمن بالشيوعية، ولا نؤمن بأي مذهب خلاف شريعة الإسلام.
أيها الإخوان: نحن لا نؤمن إلا بالإسلام، ولكننا لا نتدخل في شؤون الغير فنفرض عليهم مذاهب ومعتقدات لا يريدونها، فإذا كانوا يريدون الاشتراكية فلهم ذلك، وإذا كانوا يريدون أي مذهب من المذاهب فلهم ذلك، فالذي يحكم على هذا الشيء هو الشعب المصري نفسه إذا كان يقبل ذلك، أما نحن فلسنا مسؤولين، أمّا أن يحاولوا أن يفرضوا علينا بالقوة معتقدات ومذاهب تتنافى مع ديننا، ومع أخلاقنا، ومع رغبات الأمة فنقول لهم لا! ولا بالحرف العريض.
أيها الإخوان: بعد ذلك انطلقت صحافتهم تهاجمنا، ولست في حاجة أن أروي لكم ما كانت تكتب الصحافة، وما كان يذيع الراديو، من تهجمات أقل ما توصف بأنها تافهة ووضيعة. لقد تعرضوا للأعراض، ولقد انتهكوا حرمات البيوت، ولقد أهانوكم، أيها الإخوان، بشتى الأوصاف والنعوت. وبعد ذلك أتى إخواننا الصحفيون وقالوا: ليس للحكومة أن تمنعنا عن الدفاع عن أنفسنا، وعن مقدساتنا، فهل هذا صحيح أيها الصحفيون؟!! (وهنا رد الجميع مصدقين سموه).
ففي ذلك الحين، وعلى ما أتذكر في رمضان من السنة الماضية، سمحنا للصحافة أن تقول ما تشاء فسموا ذلك هجوماً واعتداء عليهم. فمن المعتدي أيها الإخوان؟!!
نحن لا نتعرض للأشخاص، ولا نتعرض للشخصيات، ولكننا نتكلم على أساس المبادئ، وننظر إلى الشعوب والأمم، وننظر إلى المقدسات وإلى حرمات الأمم.
أيها الإخوان: نحن ندعوهم إلى كلمة سواء بيننا وبينهم، فليتفضلوا ولنُحَّكِم الشعوب، ولكن على شرط فليفتحوا السجون، وليرفعوا المعتقلات، وليوقفوا سلطة المخابرات، والمباحث، وليطلقوا للشعب المصري حريته، ونحن نقبل حكم الشعب المصري نفسه إذا كان لنا أو علينا.
<2>
أيها الإخوان: لقد ابتدعوا للشعب المصري، المغلوب على أمره، بدعاً ضالة، ففرقوا بين الشعب وبين أبنائه فمنهم المجرم، ومنهم الإقطاعي، ومنهم المستغل، ومنهم المؤمن، ومنهم عدو الشعب، ومنهم الضال، إلى آخر هذه التسميات، فهل يعقل أن شعباً واحداً يقسم إلى مئات الفئات؟!!
أيها الإخوان: أيها الإخوان: كلكم تعلمون ماذا يقاسيه الشعب المصري الآن من ظلم واستبداد واضطهاد، فنبتهل إلى الله في هذا الحرم المقدس، أن يرفع عن إخواننا المصريين ما أصابهم، وأن يهبهم الحرية والاطمئنان والاستقرار، ليحكموا أنفسهم بأنفسهم، وأن لا يسلط عليهم الظلمة، وأن يقينا وإياكم شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا.
أيها الإخوان: قالوا عنّا إننا: التجأنا للأمريكان، فما هو التجاؤنا للأمريكان؟ وما معناه؟ إذا كان الالتجاء للأمريكان المساعدات، فهم الذين يأخذون المساعدات من الأمريكان، ونحن لم نأخذ شيئاً، فإذا كانت المساعدات هي التي تفرض الاستعمار على البلد، فإذاً يجب أن نعتبر مصر مستعمرة لكل دول العالم، أما ما ينسبون عن الأمريكان، فليس هناك إلا ما رأيتموه، أيها الإخوان. فقد عرضت علينا أمريكا صداقتها ومعاونتها، فقبلنا ذلك، قبلنا الصداقة والمعاونة الغير مشروطة، لم نستلم من الأمريكان مساعدات، استوردنا الأسلحة من أمريكا ودفعنا قيمتها. علمنا أبناءنا في أمريكا ودفعنا مصاريفهم، لدينا بعض الفنيين الأمريكيين، يعملون في الجيش، وفي سلاح الطيران، ونحن نتحمل قسماً من مصاريفهم.
أيها الإخوان: لسنا ممن يعمل باتفاقيات سريّة، ولسنا ممن يعمل وراء الستار، فكل ما بيننا وبين الأمريكان هو الخطاب الذي بعثه الرئيس كنيدي لي، وجاوبته عليه، وقد نشر بالصحف، أيها الإخوان، إذا كان الاستعداد للمعاونة يعتبر استعماراً، فلنرجع إلى ست سنوات مضت، حين وقعت حوادث السويس، حين تدخل خرشوف وهدّد الإنجليز والفرنساويين على أنه سيتدخل إذا لم يوقفوا اعتداءهم على مصر، فهل تعتبر مصر مستعمرة لروسيا؟!!
أمس الماضي أعلن ناطق بلسان وزارة الخارجية البريطانية بأنه إذا تعرضت الهند لهجوم آخر من الصين؛ فإن السلاح الجوي الأمريكي والهندي والإنجليزي سيدافع عن الهند، فهل بذلك تعتبر الهند مستعمرة؟!!
نحن لم نصل إلى هذا الحد، ولم يدافع عنا أحد، ولكن عرضت علينا صداقة ومساعدة فقبلناها فهل يعتبر هذا استعماراً؟
أيها الإخوان: بهذه المناسبة أحب أن أحدثكم عن موضوع إعادة العلاقات مع الحكومة البريطانية كنا، كما تعلمون، قطعنا العلاقات مع الحكومة البريطانية حين الاعتداء على قناة السويس وفي سبيل مصر، وبعد أن سويت المسألة طلبنا من الحكومة البريطانية أن تحل مشكلة الحدود، فرفضنا أن نعيد العلاقات قبل حل هذه المشكلة، في هذه الأثناء شقيقتنا مصر التي قطعنا العلاقات مع الإنجليز في سبيل الدفاع عنها ومناصرتها، سبقتنا في إعادة العلاقات مع الإنجليز، وهي تعلم أن بيننا وبين الإنجليز مشكلة الحدود والبريمي، ولم يكلفوا أنفسهم، حتى من باب المجاملة، أن يسألوا رأينا في ذلك. فصبرنا، وقلنا على سبيل الاصطلاح المصري: "معلهش" برضو في سبيل الأخوة". الآن وقد طال الأمد ومشكلة الحدود ليست بيننا وبين بريطانيا بالذات، ولكنها بيننا وبين إخوان لنا نعتبرهم إخوانا مهما كان بيننا وبينهم من خلاف، وهو سلطان مسقط، وشيخ أبوظبي، ولكن الحكومة البريطانية تدّعي لنفسها حق الكلام باسمهم، وهذا طبعاً بموافقتهم.
فلو أن الأمر اقتصر بيننا وبين إخواننا، لانحل كما انحل مشكل الحدود بيننا وبين قطر، شيخ قطر الشيخ علي بن ثاني قال: ليس بيني وبين المملكة العربية السعودية حدود، بل نحن إخوان، ونحن ليس بيننا حدود، وبناء على ذلك تفاهمنا مع الشيخ علي بن ثاني، ونحن لا يهمنا شبر أرض، أو شجر، أو واد يزيد عندنا، أو عند إخواننا مادام أنهم عرب.
أيها الإخوان: هذه نقاط أحببت أن أشرحها لكم فربما كان منكم من يتساءل عنها، فليكن واضحاً أمام الجميع أننا، بحول الله وقوته، لا يمكن أن نقدم خطوة، أو نؤخر أخرى إلا مستهدفين مصلحة ديننا، وبعد ذلك مصلحة بلدنا وأمتنا.
أيها الإخوان: أكرر فأقول: إنه ليس بين هذا الشعب وبَيْن الشعب المصري أي خلاف، وليس بيننا أحقاد؛ فنحن كلنا إخوان، كلنا عرب، كلنا مسلمون، ولكن هناك من يريد أن يعكِّر هذا الصفو، وهذه الأسرة، لمطامع وأحقاد وأشياء أخرى، لا يمكن أن أصفها في هذا المكان،
<3>
ولكنكم يمكن أن تحكموا عليها. فلا يمكن بأي حال من الأحوال، أن نأخذ من موقف القادة والزعماء في مصر حكماً على إخواننا المصريين، ونصفهم بأنهم ظلمة، أو أنهم طغاة، أو أنهم ملحدون، أو أنهم متنكبون طريق الحق حاشا لله.
أيها الإخوان: إننا نعلم جميعاً أن إخواننا في مصر مغلوبون على أمرهم، مضطهدون مظلومون محكومون بالنار والحديد، والمباحث والمخابرات، حتى الجيش المصري مغلوب على أمره ومسلطة عليه المباحث والمخابرات.
أيها الإخوان: أعود إلى كلمة أحب أن أشرحها لكم، فربما يتساءل من لا يعلم الحقيقة عن موقفنا تجاه قضية اليمن.
أيها الإخوان: كلكم تعلمون ما هي العلاقات والروابط التي تربط هذه البلاد بشقيقتها اليمن؟ ونحن ليس لنا مطامع في اليمن، وحوادث التاريخ تشهد وأنتم تشهدون، بأننا ليس لنا مطامع في اليمن، لا اقتصادية، ولا سياسية، ولا عسكرية. فحينما حدثت الحوادث الأخيرة في اليمن توقفنا عن التدخل، أملاً منا في أن يترك الأمر لأبناء اليمن يقررون مصيرهم بأنفسهم، ولكن لم يفت على الثورة المشؤومة يوم أو يومان إلا ورأينا الأساطيل البحرية والجوية تنقل القوات المصرية إلى اليمن، وكلكم تعلمون لماذا نقلت هذه القوات؟ هل ذلك لمساعدة اليمنيين؟ حاشا لله، ولكن للتحكم في اليمنيين واستعبادهم.
بعد ذلك ثبت أن جلالة الإمام البدر حي يرزق ولم يقتل. وكلكم تعلمون أن هناك اتفاقية تربط بين هذه البلاد وحكومة جلالة الإمام إمام اليمن. وفي العرف وفي القانون الدولي أنه ما دامت الدولة قائمة فحقها هو القائم، ولا يخل به أن يتمرد عليها زمرة من أبناء شعبها، فنحن بناء على هذا المبدأ واتباعاً للعرف الدولي المعروف، عضدنا الدولة الشرعية في اليمن.
أيها الإخوان: بعد ذلك لمّا تأزمت الأمور في اليمن، عرضنا على العالم أجمع أن نتفق على أن تنسحب كل دولة بما لها من تدخل في اليمن، وتترك الأمر لأبناء اليمن يحكمون عليه بحرية، ولكن مع الأسف لم يجب على ذلك أحد بعد، أن حلّ بأبناء اليمن ما تعلمونه من انتهاك لحرماتهم، ومن إحراق لممتلكاتهم، ومن استعمال أنواع الحرق والتدمير والتخريب، كأنهم لا يؤمنون بالله وليسوا من أبناء العرب، وحتى لو كانوا على غير ديننا، ولو كانوا غير إخوان لنا لترفّعنا عن أن نستعمل معهم الموبقات، ولامتنعنا، حفظاً على أخلاقنا، أن تهدر كراماتهم، أو يستعمل معهم من الأسلحة، ومن المعاملة ومن الاعتداء ما تحرمه كل شرائع الدنيا.
ولكن أيها الإخوان، وبكل أسف، لقد رأينا هذا يجري وعلى يد من؟.. على يد إخوان لنا في الدّين، وفي العروبة، نحن لا نعتقد أن الجندي المصري، أو الضابط المصري، أو الطيار المصري يقبل على نفسه أن يحرق إخوانه، وأن يفتك بممتلكاتهم، وبنسائهم، وبأطفالهم، وبشيوخهم، ولكن ما العمل والسيف مسلط على رقبته؟!
أيها الإخوان: قالوا: إنهم مستعدون للانسحاب من اليمن، إذا أوقفت المملكة السعودية والأردن مساعداتهم للملكيين.
أيها الإخوان: بماذا ساعدنا إخواننا في اليمن؟ وإذا كنا نساعد بعض إخواننا في اليمن ببعض الأغذية، أو بعض الملابس، أو بعض البنادق، أو الأشياء؛ ليحتفظوا بحياتهم فهل تعتبر هذه مساعدة؟ نحن لم نبعث الأساطيل، والطائرات، والدبابات؛ لتحرق القرى، والمساكن، والأطفال، والعجز!
أيها الإخوان: رغماً عن ذلك عرضنا عليهم أن نتفق على مبدأ، وهو أن تنسحب كل القوات الأجنبية من اليمن. وبعد ذلك، وبعد أن نتأكد من انسحاب القوات، فنحن مستعدون أن نتفق وإياهم على أن نمنع كل مساعدة لليمانيين سواء من هؤلاء أو من هؤلاء، وأن نترك لليمنيين الحرية في تقرير مصيرهم، وبالحكم على من يحكمهم.
أيها الإخوان: هل تقبلون على إخوانكم في اليمن أن يتركوا للجوع وللعري؟ وأن يظلوا محرومين من حق الدفاع عن أنفسهم حتى بالبندقية العادية؟ (وهنا ارتفعت صيحات الجماهير تستنكر ذلك وتقول .. لا . لا.).
<4>
أيها الإخوان: ماذا تريد مصر من اليمن؟ ومن الذي اعتدى على اليمن؟ إذا كانت مصر تريد أن تقاوم الاعتداء، فلديها أقرب من اليمن، فلتتفضل وتنزع القوات الدولية من حدود فلسطين، ولتتفضل أيها الإخوان: لو فعلت ذلك مصر، وكما تعلمون يعلم الكل أن بقاء هذه القوات على الحدود اليهودية، رهن بكلمة تقولها مصر، تقول لهم: انسحبوا فينسحبوا، فإذا أقدمت مصر على قتال اليهود فسوف ترى هؤلاء الموجودين، سترى هذه الوجوه أمامها، فستراكم أيها الإخوان: في مقدمة الصفوف لنصرة العرب، ولتحرير فلسطين.
أيها الإخوان: إذا كان القصد الحق؛ فنحن أصحاب حق نحن نحتكم إلى كتاب الله، فإذا لم يعجبهم فنحن مرتبطون بكتاب الله لا نحيد عنه قِيد أنملة. أما في العلاقات المادية والعلاقات الدولية فإنني أعلنها باسم جلالة ملك هذه البلاد: إننا مستعدون لتحكيم إخواننا العرب فيما شجر بيننا وبين حكام مصر، فمن كان مخطئاً فليقال له مخطئ، ومن كان معتدى عليه، فليرفع هذا الاعتداء عنه. وإذا كان العرب لهم آذان فليسمعوا، ونحن مستعدون لتحكيمهم بيننا وبين قادة مصر، لأنه ليس بيننا وبين الشعب المصري أي خلاف، ولكن بيننا وبين الحاكمين. أيها الإخوان: نحن لسنا ممن يتبع الدعاية والشعارات، ولكننا إذا قلنا فعلنا. أيها الإخوان: إذا كانوا ينظرون إليكم نظرة استهجان واستضعاف أو احتقار، فيأبى الله إلا أن يعز رسوله وأبناء هذا الوطن.
أيها الإخوان: أنتم أبناء الأشاوس الأبطال، أنتم أحفاد المهاجرين والأنصار، أيها الإخوان: قد قال شاعركم.
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ألا لا يعلـم الأقوام أنا تضعضعنا وبَانَ الذلُّ فينـا
أيها الإخوان: إنكم العسل الصافي لمن طلب صداقتكم، وأنتم السمّ الزّعاف لمن أراد الاعتداء عليكم.
أيها الإخوان: إنني سعيد بأن أتحدث إليكم وبأن أراكم، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا هذه النعمة، متآخين ومتآزرين متعاونين، على ما فيه خير هذه البلد وهذه الأمة، والسلام عليكم ورحمة الله.
بيان الأمير فيصل للشعب السعودي حول إعلان التعبئة
العامة للدفاع عن الوطن ضد الاعتداءات المصرية(1)
أيها الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
1. فإنكم لتعلمون ما تعرضت له بلادنا العزيزة من دعايات ظالمة مغرضة، وإذاعات باطلة، أخذت تبثها وتنشرها ـ منذ أكثر من عام ـ أجهزة وصحافة حكومة القاهرة، ضد هذه البلاد وحكامها ونظامها وكنا وإياكم نقابل هذه الحملات بالصبر وضبط النفس، في حرصنا على استدامة العلاقات الطيبة بين البلدين، وإيماناً منا بأن كل ثغرة في الصف العربي، لا تخدم المصالح الحقيقية للأمة العربية.
2. ولعلكم تذكرون ما جاء على لسان المسؤلين في القاهرة أخيراً، بمناسبة ذكرى العدوان الغاشم على مصر، من تهديدات سافرة نحو هذه البلاد وقادتها، وما انطوت عليه من عبارات الوعد والوعيد، وألفاظ تنكبت جميع الموازين المصطلح عليها في المعاملات الدولية.
3. ولقد سبق لحكومة هذه البلاد، أن وجهت نظر حكومة القاهرة، إلى ما يؤدي إليه استمرارها في هذه الحملات الباغية من نتائج وخيمة، وطالبتها بوقفها، حفاظاً على العلاقات بين البلدين من أن تتردى. لكن هذه المساعي لم تؤد إلا إلى استمرار حكام القاهرة في حملتهم، بل وزيادتها عنفاً وتهجماً.
4. وعندما قام بعض أفراد القوات المسلحة في اليمن ـ متأثرين بالتحريض السافر على الثورة، والانقضاض على الحكومة العربية الشرعية، ذلك التحريض الذي مازال حكام القاهرة يوجهونه إلى مرضى النفوس في البلاد العربية ـ عندما قام هذا الفريق من أبناء اليمن بالعصيان على حكومتهم الشرعية، منذ أكثر من ثلاثة أشهر، سارعت حكومة القاهرة إلى الاعتراف بهم بصفتهم حكومة. ولما يمض على ترحيبها وتهنئتها لجلالة الإمام البدر بتسلمه الملك إلا بضعة أيام، وقبل أن يتوفر في المتمردين الحدّ الأدنى للشروط المقررة دولياً لمثل هذا الاعتراف. أفلم يكن هذا الاعتراف في ذاته دليل النية المبيتة على إشعال نار الفتنة في اليمن، واتخاذها مسرحاً لأحداث مقررة مرسومة؟
5. ثم أخذت حكومة القاهرة تمد الثوار اليمنيين بالعون والمساعدة.. فأرسلت إليهم القوات المسلحة والطائرات والدبابات والسفن الحربية، التي تعمل تقتيلاً وتخريباً في أبناء اليمن وممتلكاتها، بينما كان جلالة الإمام البدر، وهو الرئيس الشرعي للبلاد، يدافع عن حقه الشرعي، تؤيده الكثرة الساحقة من أبناء شعبه.
أيها الإخوة
6. لقد ادّعت حكومة القاهرة، تبريراً لتدخلها في اليمن لمصلحة المتمردين، أن هذا التدخل إنما جاء نتيجة لإرسال قوات عسكرية سعودية لتأييد حكومة اليمن الشرعية. فكذبت حكومة المملكة العربية السعودية هذا الزعم من أساسه جملة وتفصيلاً، وأعلنت مراراً وتكراراً ولا تزال تعلن أنه لم يكن لها في الماضي وليس لها في الحال أية قوات في اليمن. ولقد طالبت منذ بداية الثورة في اليمن، بوقف تدخل حكومة القاهرة، وسحب قواتها ومعداتها ومنشآتها العسكرية، مع ترك اليمنيين أحراراً في تقرير مصيرهم بأنفسهم، واختيار نظام الحكم الذي يرتضونه وبغير أي تدخل أجنبي أياً كان مصدره.
7. لكن حكومة القاهرة أصمّت أذنيها عن هذا النّداء الذي يهدف إلى وقف إراقة الدّماء والحرب الأهلية، واستمرت على ذلك أن تواطأت مع الثوار على التهديد والعدوان ضد هذه البلاد وأهلها؛ مما ترتب عليه خسائر في الأنفس والأموال. وقد احتجت الحكومة العربية السعودية على ذلك، معلنة أنها تحتفظ بكامل حقها في اتخاذ كافة التدابير للدفاع المشروع عن البلاد، والمحافظة على أرواح مواطنيها وسكانها. غير أن هذا الاحتجاج لم يردع المعتدين عن الاستمرار في العدوان الجوي والبحري ضد المدن والقرى السعودية، وآخر هذه الحوادث قصف مدينة نجران وما حولها من القرى، في الأيام الثلاثة الأخيرة قصفاً متوالياً، وهذه المدينة تبعد عن الحدود داخل الأراضي السعودية بحوالي مائة كيلومتر. وكانت حكومة المملكة قد اضطرت، قبل ذلك، وعلى أثر مبادرة حكومة القاهرة لشن العدوان المسلح على بعض القرى والمواقع السعودية من الجو والبحر، إلى قطع العلاقات الديبلوماسية معها.
________________________________________
1. أم القرى العدد 1953، في 15 شعبان 1382 الموافق 11 يناير 1963
. بني وطني:
8. إنكم لتدركون من هذا العرض أننا حرصنا دواماً؛ وفي جميع الظروف على استدامة طيب العلاقات مع حكومة القاهرة، ولكن مساعينا كانت تقابل من جانبها بشنّ الحملات، وتدبير المؤامرات، وإثارة الفتن، والقيام بالعدوان.
9. ومن حيث إن هذه الأعمال العدوانية المتكررة، وما يصاحبها من التهديد المستمر، واضحة الدلالة على النية المبيتة من حكام القاهرة والمتآمرين معهم، من عُصاة صنعاء، على تعمد متابعة سياسة العدوان على هذه البلاد.
10. ولمّا كان أول الواجبات المفروضة على الدولة، حكومة وشعباً، هو المحافظة على سلامة البلاد وأهلها، وممارسة حقها الطبيعي في الدفاع المشروع عن النفس.
11. فلجميع ما تقدم ـ قرر مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة بتاريخ 7 شعبان 1382 هـ تعبئة قوى البلاد العاملة سبيلاً للدفاع عن نفسها، وتكليف مجلس الدفاع الأعلى باتخاذ كافة التدابير والوسائل اللازمة لوضع البلاد في حالة تمكنها من المحافظة على أمنها الداخلي والخارجي، مع النهوض بأعباء الدفاع المشروع عن مقدساتها وحرماتها وكيانها، وردّ كل اعتداء يقع على السكان والممتلكات.
12. وإن حكومة المملكة، في سبيل النهوض بهذا الواجب المقدس، لا تتردد في التماس كل وسيلة لدعم قواتها المسلحة، وزيادة فعاليتها. وهي لعلى ثقة من أنها ستجد في ذلك تأييداً مادياً ومعنوياً وتفهماً، من جميع الشعوب والحكومات، الحريصة على استقرار السلم بين الدول واحترام القانون، والعرف الدوليين، متمثلين في أحكام ومبادئ ميثاقي جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
13. وإن الحكومة العربية السعودية، رغم اضطرارها لاتخاذ هذه التدابير الدفاعية، فإنها حريصة على أن تؤكد أن هذه البلاد العربية الإسلامية منشأ العروبة والإسلام، ستظل متمسكة بسياستها السلمية التقليدية نحو إخوانها من العرب والمسلمين أينما كانوا، ونحو البلاد التي تبادلها هذه الرغبة، ولذلك فإنها ستأخذ نفسها ما استطاعت بالتزام جانب الدفاع عن النفس في صبر وإيمان وثبات.
والله المسؤول أن يوفق هذه البلاد وأهلها لما فيه خير العرب والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الغرضون
20-07-2005, 01:27 PM
Documenets of Alexandria Meeting
Provided by our office in Jerusalem,
Fr. Raed Abu Sahila
( nonviolence@writeme.com
Homepage: http://go.to/nonviolence)
From Sunday January 20 until Tuesday 22 a consultation meeting between Christian, Moslem and Jewish religious leaders upon and initiative of Dr. George Karry Archbishop of Canterbury took place in Alexandria, Egypt. Dr. George Karry Archbishop of Canterbury invited Palestinian and Israeli and Egyptian leaders to meet in order to sign what will be called “Alexandria Declaration for the peace of Jerusalem and the Holy Land” and consult on a peace initiative by religious leaders to end the violence and presume the peace process which will be proposed to both Israeli and Palestinian political leadership.
Represented the Christians of the Holy Land Patriarch Michel Sabbah and Anglican Bishop Riyah abu Al-Asal. The Palestinian Moslem side Sheikh Talal Seder who minister of sport and youth in the Palestinian Authority, the Israel Jewish side Rabbi Michael Melchior, from the Egypian side Coptic Pope Shenouda 3rd and Sheikh Muhammad Mitwalli Al-Tantawi the Mufti of Eygpt. This meeting was previously prepared by a special envoy of the Archbishop who visited both the Israeli and Palestinian leadership both political and religious which agreed to attend it. The delegations are supposed to meet President Hussni Mubarak who encouraged this meeting and proposed to host it in Egypt.
Archbishop of Canterbury to chair Summit of Religious Leaders on the Middle East
The Archbishop of Canterbury, Dr George Carey, is to chair an unprecedented gathering of senior Christian, Jewish and Muslim leaders from the Middle East, in the Egyptian city of Alexandria, starting later today (Sunday).
The thirty-six hour meeting will bring together, at Dr Carey’s invitation, more than a dozen leaders from the three faiths to explore the potential of religious communities in promoting a cessation of violence and the resumption of Middle East peace process.
It is the first time that such senior figures from the three religions have held focussed discussions in this way. The conference is being co-hosted by the Grand Imam of al-Azhar al-Sharif—Dr Mohamed Sayed Tantawy, the most senior Islamic figure in Egypt and holder of one of the most prestigious positions among Sunni Muslims worldwide.
Dr Carey said: "I hope very much that our discussions will serve the cause of peace and reconciliation in the Holy Land. The very fact that religious leaders of such stature have accepted my invitation to come together in this unprecedented fashion is a positive sign at a time of continuing crisis."
Dr Carey, who is visiting the region for the second time in six months, has already held talks during the weekend with political leaders including the Israeli Prime Minister, Ariel Sharon, and the President of the Palestinian Authority, Yasser Arafat -- both of whom have endorsed the initiative in Alexandria.
As President of the worldwide Anglican Communion, Dr Carey has repeatedly expressed a readiness to do all he can to further the search for peace in the Holy Land.
===================
Religious Leaders reach unprecedented joint accord on the Holy Land
More than a dozen senior Christian, Jewish and Muslim leaders from the Holy Land have concluded an unprecedented joint declaration pledging themselves to work together for a just and lasting peace.
The agreement, to be known as the First Alexandria Declaration of the Religious Leaders of the Holy Land, was approved today (Monday 21 January) at a landmark conference of religious leaders in the Egyptian port city, chaired by the Archbishop of Canterbury, Dr George Carey.
The seven-point declaration pledges the faith leaders to use their religious and moral authority to work for an end to violence and the resumption of the peace process. It also envisages the establishment of a permanent committee of leaders from the three religions in the Holy Land, to pursue the implementation of the declaration. The accord also calls on Israeli and Palestinian political leaders to implement the Mitchell and Tenet recommendations.
Dr Carey said: "The Holy Land is holy to us all – Christian, Muslim and Jew. We have a shared duty therefore to do all we can to make it a land of peace and harmony. I hope this conference and the declaration the religious leaders have concluded may become a landmark in the quest for that peace and harmony. I hope too it will come to be seen as an historic moment for the co-operation of our three faiths in the region."
The conference received support in advance from both the Israeli Prime Minister, Ariel Sharon, and the President of the Palestinian Authority, Yasser Arafat. Dr Carey said he hoped its outcomes would also receive the clear backing of political leaders.
He said: "Of course no declaration by religious leaders or anyone else can act as a magic wand – a panacea for all the ills and injustices, the savagery and inhumanity that have scarred and continue to scar the Holy Land. We are not so naïve. But it is our duty and our desire to do what we can to bring forth good from evil – hope from despair."
The conference, which began on Sunday, is the first occasion on which such senior figures from the three religions have held focussed discussions in this way. It is being co-hosted by the Grand Imam of al-Azhar al-Sharif – Dr Mohamed Sayed Tantawy, the most senior Islamic figure in Egypt and holder of one of the most prestigious positions among Sunni Muslims worldwide.
The First Alexandria Declaration of the Religious Leaders of the Holy Land
In the Name of God who is Almighty, Merciful and Compassionate, we, who have gathered as religious leaders from the Muslim, Christian and Jewish communities, pray for true peace in Jerusalem and the Holy Land, and declare our commitment to ending the violence and bloodshed that denies the right to life and dignity.
According to our faith traditions, killing innocents in the name of God is a desecration of his Holy Name, and defames religion in the world. The violence in the Holy Land is an evil which must be opposed by all people of good faith. We seek to live together as neighbours, respecting the integrity of each other’s historical and religious inheritance. We call upon all to oppose incitement, hatred and the misrepresentation of the other.
The Holy Land is Holy to all three of our faiths. Therefore, followers of the divine religions must respect its sanctity, and bloodshed must not be allowed to pollute it. The sanctity and integrity of the Holy Places must be preserved, and freedom of religious worship must be ensured for all.
Palestinians and Israelis must respect the divinely ordained purposes of the Creator by whose grace they live in the same land that is called Holy.
We call on the political leaders of both parties to work for a just, secure and durable solution in the spirit of the words of the Almighty and the Prophets.
As a first step now, we call for a religiously sanctioned cease-fire, respected and observed on all sides, and for the implementation of the Mitchell and Tenet recommendations, including the lifting of restrictions and a return to negotiations.
We seek to help create an atmosphere where present and future generations will co-exist with mutual respect and trust in the other. We call on all to refrain from incitement and demonization, and to educate our future generations accordingly.
As religious leaders, we pledge ourselves to continue a joint quest for a just peace that leads to reconciliation in Jerusalem and the Holy Land, for the common good of all our peoples.
We announce the establishment of a permanent joint committee to carry out the recommendations of this declaration, and to engage with our respective political leadership accordingly.
Delegates:
Hs Grace the Archbishop of Canterbury, Dr George Carey
His Eminence Sheikh Mohamed Sayed Tantawy
The Sephardi Chief Rabbi Bakshi-Doron
The Deputy Foreign Minister, Rabbi Michael Melchior
The Rabbi of Tekoa, Rabbi Menachem Fromen
Rabbi David Rosen, President of the WCRP
The Rabbi of Savyon, Rabbi David Brodman
Rabbi Yitzak Ralbag, Rabbi of Maalot Dafna
Chief justice of the Sharia Courts, Sheikh Taisir Tamimi
Minister of State for the PA, Sheikh Tal El Sider
Mufti of the Armed Forces, Sheikh Abdulsalam Abu Schkedem
The Mufti of Bethlehem, Sheikh Taweel
Representative of the Greek Patriarch, Archbishop Aristichos
The Latin Patriarch, His Beatitude Michel Sabbah
The Melkite Archbishop, Archbishop Boutrous Mu’alem
Representative of the Armenian Patriarch, Archbishop Chinchinian
The Bishop of Jerusalem, the Rt Revd Riah Abu El Assal
===================================
Many of us have much hope invested in the meeting of the clerics today in Alexandria. Representatives of Islam, Judaism and Christianity are in conference with the aim of producing "a common declaration" about how to end the Arab-Israeli violence. (See news article below.)
Those of us who believe in the separation of Church and State must admit there's no way to separate politics from religion in the Middle East. We couldn't do it if we tried, even if we wanted to.
Jerusalem is the key. Jerusalem must be shared. Jerusalem should not divide us. Jerusalem should bring us together. Three monotheistic faiths must find a way to share the one city in the world all three of us call "holy".
West Jerusalem must become the future capital of the state of Israel. East Jerusalem must become the future capital of the future state of Palestine. The Old City of Jerusalem (where the holy places are) must be declared undivided, open, international, protected by international law, and shared.
I speak as a Christian. As we Christians make our rightful claim to Jerusalem, we acknowledge that Muslims and Jews also have rightful claims to Jerusalem from their perspectives. It is useless to argue about sovereignty in the Holy City. Sovereignty in Jerusalem belongs to God alone, and God is ONE.
Mideast Peace = Peace of Jerusalem = World Peace.
Peace,
Coyote
=================================
Religious Clerics Gather in Egypt
By HRVOJE HRANJSKI
.c The Associated Press
ALEXANDRIA, Egypt (AP) - Senior Jewish, Muslim and Christian clerics began talks at an old seaside palace on Sunday with the daunting aim of bringing peace to the Israeli-Palestinian conflict.
Reporters were barred from the rare interfaith conference on Israeli-Palestinian tensions, reflecting concern about the volatile atmosphere. Five years ago, the grand sheik of Sunni Islam's prestigious Al-Azhar University in Cairo, who was hosting Sunday's conference, came under fire in the Arab world when word leaked out he had met with a top Israeli rabbi.
The Alexandria meeting was expected to end with a joint communique Tuesday.
The conference was pulled together by the Archbishop of Canterbury, George Carey, who sat between Al-Azhar Grand Sheik Mohammed Sayed Tantawi of Egypt and Rabbi Michael Melchior, a deputy foreign minister and leader of Israel's delegation.
Latin Patriarch Michel Sabbah of Jerusalem and clerics from the Palestinian Authority, including Cabinet minister Sheik Talal Sidr, also sat at the conference's round table.
``The very fact that religious leaders of such stature have accepted my invitation to come together in this unprecedented fashion is a positive sign at a time of continuing crisis,'' Carey said in a statement issued by his office in London.
In Jerusalem, the Foreign Ministry said Israeli President Moshe Katsav had sent a special blessing to the summit.
``This dramatic meeting received the blessing of Prime Minister Ariel Sharon, Palestinian leader Yasser Arafat, (Egyptian) President Hosni Mubarak, (British) Prime Minister Tony Blair,'' the ministry said in a statement.
Rabbi Eliahu Bakshi-Doron, who is one of Israel's two chief rabbis, was expected to arrive at the talks on Monday, said Israeli Orthodox Rabbi Menachem Froman, another participant.
In the marble-floored lobby of the hotel, a former royal palace surrounded by a lush garden, an orchestra played as the delegates mingled together with Egyptian and Israeli security agents and British diplomats who came with Carey.
``Perhaps, all we religious leaders can do is to create a better atmosphere for the governments to pursue peace. That's why this meeting is important. We can't do more than that, but even that's a lot,'' Froman said.
Froman received curious looks from Egyptians as he stood outside the hotel to say his prayers, a chilly wind tugging at his gray beard and sidelocks.
``We, the Jews and Christians, are representing the West. There were many attempts to have a dialogue with Muslim leaders. But this is the first of its kind,'' Froman said.
Froman, who lives in a Jewish settlement on the West Bank, is known for taking stands on the Israeli-Palestinian question that most settlers reject. He has conferred with Arafat and Muslim sheiks to promote peace. He has also said he would be willing to live in a Palestinian state governed by Arafat.
Ali el-Samman of Egypt, who acts as Tantawi's liaison with Jews and Christians, said the aim of the conference was to ``try to come to a common declaration'' about how to end Palestinian-Israeli violence.
``The fact that the representatives of the three religions can sit together is a step,'' el-Samman said.
In December 1997, Tantawi came under fire in Egypt and elsewhere in the Arab world when word leaked out he had met with Israel's other chief rabbi, Israel Meir Lau.
Israel and Egypt signed a peace treaty in 1979, but relations have long been cold.
---------------------------------------------------------------
Fr. Raed Abusahlia
Latin Patriarchate of Jerusalem
P.O.Box 14152 - Jerusalem 97500
E-mail address: latinpat@actcom.co.il
Personal e-mail: nonviolence@writeme.com
Patriarchate's Homepage: http://www.lpj.org
Personal Homepage: http://go.to/nonviolence
Fr. Labib's Homepage: http://www.al-bushra.org
My brother's Homepage: http://go.to/samipage
الغرضون
21-07-2005, 11:41 AM
من مخرجات دار الندوة هداهم الله
عملاً بالقول : ( أخرجوا الليبراليين والمنافقين من أحيائكم السكنية ) فإنني أعلن أنـا مرشح الدائرة الإنتخابية الشيخ ( أبـا قعطله القندهـاري ) ترشيح نفسي الأمـارة بالسوء لعضوية المجالس البلدي ؛ لخدمة الفرقة الناجية وتحصين شبابهـا من خطر الحداثة القادم ..
البرنـامج الإنتخـابي :
أ - ( البيئة ) :
1- عدم منح رخص وتراخيص للمطاعم التي تستخدم اللحوم المستوردة والغير حلال والتي لم يذكر إسم الله عليهـا قبل ذبحهـا ( يستثنى من ذلك مطاعم ومطابخ المثلوثة والأكلات الشعبية ) ، وكذلك عدم منح جميع انواع المحلات الترخيص قبل التأكد من هوية البائع وصاحب المنشأة هو هو ليبرالي أم ماركسي ام طابور خامس .. والسعي لشطب أكبر عدد من الملاحظات في حالة رجوع ملكية المنشأة لأخ من الفرقة الناجية .
2- عدم رفع النفايات من أحياء الليبراليين والتأكيد على عدم الحرص على نظافة شوارعهـم وعدم صيانة الطرق التي يسلكونهـا .
3- عدم مرور شبكات الصرف الصحي على أحياء الليبراليين ، والعمل على تجمع السيول في مداخل ومخارج مناطقهم السكنية جهاداً لهم ولفكرهم .
ب - ( الخدمة الإجتماعية ) :
1- السعي في إستحداث مراكز دعوية طالبانية كشميرية فلوجيه في الأحيـاء السكنية خـاصة الأحياء التي يقطنهـا أعضاء الفرقة الناجية لحماية شبابهم وغرهم من الإنحراف والحياد عن جـادة السلف الصالح .
2- العمل على صيانة الحدائق العامة والمرافق الترفيهية في الأحيـاء والتأكيد على عدم دخولهـا والإستفاده منهـا من قبل أطفال الليبراليين .
3- التخطيط لمصادرة ولإحتلال وغنيمة المخططات المستقبلية وتوزيعهـا وإقتسامهـا على أعضاء الفرقة الناجية طمعاً في تطبيق مشروع ( المخطط الإسلامي ) الذي لا يسكنه سوى الصالحون والتأكد من بسط نفوذنـا في تلك الأحيـاء .
ج - ( الخدمات العامـة )
1- السعي لإكمال المرافق الخدمية الناقصة في مخططات الفرقة الناجية ، والسعي لبنـاء مسجد في كـل ( رأس بلك ) ووضع عشرات المطبات امام المساجد ومدراس تحفيظ القرآن .
2- حل مشاكل سوء الإسفلت والحفر والمطبـات الإصطناعية ( يستثنى من ذلك المطبات التي توضع أمام المساجد ودور تحفيظ القرآن النسائية ) وحل مشكلة بطئ تنفيذ الحفريـات .
3- السعي للحصول على خصميـات ومنافع كثيرة لأعضاء الفرقة الناجية من الشركـات والمحلات والمراكز التسوقية والمكتبات التي تحتاج لتراخيص بلدية !
إنتخبوني لنجعل من الريـاض عـاصمة شرعية للفرقة الناجية ..
=======
السيرة الذاتية للمرشــح :
* أبو قعطله القندهـاري
* شهادة إبتدائي من محو الأمية ( مـازالت مفقودة ) وبإنتظار إصدار بديل .
* دورة في فن التشريك والتفخيخ من معسكر الفاروق في أفغانستـان .
* يعمل في بيع التمر والسكري والعسل بعد كل صلاة ، وفي أوقات الفراغ يحتسب مـع رجال الحسبة للنهي عن المنكر .
* له خبرة طويلة في مطاعم المندي والمثلوثة والمفاطيح .
* عضو مساعد في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم .
* شـارك في حرب أفغانستـان ، وتولى يوم الزحف في موقعـة وزير ستان ، وإعتقل في إيران وتم سجنه لبضعاً وعشرين شهراً ، وقد أتم في سجنه حفظ المتون الشرعية وحفظ جزء عـم .
* شـارك في الكثير من المراكز الصيفية وله خبرة في إدارة الجماعات والرحلات .
* شارك في العديد من المطاردات بجموس الهيئة ، وشارك في كثير من المواجهـات مـع الفسقة والمنحرفين .
*سـاهم في جمع الكثير من التبرعـات لمسلمي الشيشان .
* له عدة محـاضرات ساهمت في تحذير الأمـة من الأخطـار التي تحدق بهـا وساهم أيضاً في دفع عجلة التقدم في المجتمـع عن طريق دس الكتيبات والمطويـات تحت ابواب منازلهـم .
* يجيد لهجـات ولكنـات وعبارت التغريبيين والعلمانيين ليأمن مكرهم وليحذر العامة منهم .
ونتشرف بزيارتكم لنـا في مقر خيمتنـا الإنتخابية .. شارع السويدي العـام ، بعد مسجد الفرقة الناجية بسبعون كيلاً .
الغرضون
21-07-2005, 11:49 AM
محاضرة ألقاها فضيلة الشيخ:
محمد إسماعيل المقدم
حفظه الله تعالى
يوم السبت
3 من جمادي الآخرة لعام 1426هـ
الموافق 9 من يوليو لعام 2005 م
بمسجد أي حنيفة – بولكلي - الإسكندرية
تفجيرات لندن والبعد الغائب
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=1232
الغرضون
21-07-2005, 12:04 PM
http://www.usconstitution.net/
http://www.law.cornell.edu/constitution/constitution.overview.html
http://www.archives.gov/exhibit_hall/charters_of_freedom/constitution/constitution.html
دستور الولايات المتحدة
http://www.egypt.gov.eg/english/laws/Constitution/index.asp
http://www.uam.es/otroscentros/medina/egypt/egypolcon.htm
دستور جمهورية مصر العربية
http://www.supremecourtus.gov/about/about.html
المحكمة العليا الأمريكية
الغرضون
21-07-2005, 12:10 PM
Inside Mecca: An Extraordinary Insight on the Hajj
17/12/2003
islamonline.net
Inside Mecca is a nice production depicting the journey of three Muslims from three continents: one from Malaysia, one from the United States and one from South Africa, describing their experiences both before and during the Hajj.
One of the five pillars of Islam, the Hajj is required of all who can manage it at least once in a lifetime. Each year, Muslims from all over the world travel to Mecca to praise and give thanks to Allah, to ask pardon for their sins and renew their spiritual commitment through an elaborate series of rites and rituals.
National Geographic gained privileged access to the holy city of Mecca, which allowed it to film three Muslims from different backgrounds as they embarked on an epic five-day reaffirmation of faith and quest for salvation, wrote the National Geographic website in its preview to the show.
The program depicts with great insight what goes on in Mecca during the Hajj, and why 2 million Muslims from all over the world gather in the holiest city in Islam during this month. However, the production by the National Geographic Magazine TV and broadcast on Astro Television in Malaysia on October 27th, failed to respect an important issue in the Islamic world. The one-hour telecast showed paintings of what is supposed to be images of Prophet Ibrahim (peace and blessings be upon him) and his family.
While some people may overlook the portraits of Prophet Ibrahim (peace and blessings be upon him) and simply enjoy the journey through the holy cities, many Muslims around the world will definitely launch an outcry against this production. Apart from this, it is a brilliant demonstration of the emotions and sacrifices of Muslims performing the Hajj in the name of Allah in the sacrosanct holy cities of Mecca and Medina.
Inside Mecca starts with shots of the three individuals: Malaysian Ismail Mahbob, a successful executive; a religious radio commentator from rural South Africa, Khalil Mandhlazi; and an Irish-born college professor from the United States, Fidelma O’Leary. Beginning with their preparations at home, it lead up to the climactic events of the Hajj; where all had to leave their material comforts and family, as well job or business behind for this spiritual journey to Mecca, and from where they would return to their normal lives, but not as the same persons.
Inside Mecca is a rich documentary, describing in great detail the reasons why Muslims embark on such a mission to turn to their Creator, the Almighty Allah, by following the footsteps of the wife of Prophet Ibrahim (peace and blessings be upon him) in performing the Sa`i. The documentary is also rich with vivid images on how Muslims circumambulate the House of Allah, the Ka`bah; in the Tawaf which has been performed by so many since Adam (Peace and blessings be upon him) built the Ka`bah itself. It also describes the powerful meaning of throwing stones at the symbols of Satan, which Fidelma said was a strong moment of expiating one’s own sins, and that she had no problems with the concept of throwing the stones.
The National Geographic commentator said at the beginning of the program that Hajj as we know it was first performed by Muhammad (peace and blessings be upon him), whom he referred to as one of the greatest Prophets the world has ever known. The commentator went on to inform the audience that Ibrahim (peace and blessings be upon him), whom they addressed as Abraham, was the one who instituted the Hajj pilgrimage, whilst it was Adam (peace and blessings be upon him) who built the Ka`bah from a cosmic stone that fell from space.
The program portrays the Ka`bah in some admirable black and white shots and added graphics showing the area before Adam (peace and blessings be upon him) built the Ka`bah and the subsequent rebuilding by Ibrahim (peace and blessings be upon him), as well as the recent progress made in enhancing the facilities at Mecca.
Obviously the idea of filming the three Muslims performing the Hajj and of putting one Asian, one African and one tall fair “white” lady, who embraced Islam from Christianity, was to show the non-Muslim world another facet of Islam. The program never failed to depict the mental and physical trials the three pilgrims had to go through from day one of their arrival at the airport in Saudi Arabia. It also explained how patient and courageous the three were in facing the constraints and limitations in the city of Mecca, due to the flow of people and for other reasons as well.
Though the journey seemed less troublesome for the Malaysian, Ismail Mahbob, it was a challenge for both Fidelma and Khalil. The latter was refused a place with the South African contingency at Mecca, and struggled to find a group with whom he could associate himself during the Hajj. He finally joined a group of black African Muslims from Malawi who had no problem with him being a black man from South Africa. Khalil insisted that he would not lose his calm and patience as he was in a state of Ihram, and moved on with the Malawi contingency. “God is looking into your heart,” says Khalil, who was visiting Mecca for the first time in his life.
Fidelma had to face the queries of many others who wanted to know whether she was a Muslim or not. Her tall figure, covered, as any other Muslim women at the Hajj, did not convince them that she was indeed a Muslim and that stressed her. “I had some women in my group try to tell me what it’s like to be a Muslim and ask me, ‘Are you really Muslim?” said O’Leary. “I think they forgot for a moment that you can only be here if you’re Muslim. It gets a little bit tiresome day after day. It can be upsetting.” decried the newly converted Muslim lady, who also prayed for a good husband, caring and loving and who would abide to the Islamic principles.
“If Jesus (peace and blessings be upon him) was God, how could he worship God?” asked Fidelma before she embraced Islam. She told the producer that this crucial moment in her life had brought her, for the first time, in front of the Ka`bah; a center point which, like all Muslims, she turns to five times a day for her prayers.
For Ismail, it was a great emotional moment when he sat at Arafat for prayers and asked Allah to let him play a better role with his life. “It all depends how sincere one is when asking Allah for forgiveness,” said an emotional Ismail who cried when interviewed by the producer. “Only Allah knows what is in my heart. At times I am alone.” he added.
Arafat, where Adam and Hawa (may Allah bless them both) met after being sent to earth, was buzzing with souls coming to expiate their sins and find rewards for their good deeds. “Its judgment day at Arafat,” Fidelma commented, showing her deep emotions when she visited the place where Prophet Muhammad (peace and blessings be upon him) made his last sermon. “All reminds you of judgment day, no difference in races, no discrimination,” added Khalil.
Inside Mecca remains an extraordinary insight of what happens inside the walls of the strictly guarded holiest city of Islam, where only Muslims are allowed to go. The one-hour film shows to the external world a city full of life that tells the tale of wisdom like no other city could ever tell.
Perhaps the most striking story in “Inside Mecca” is that of O’Leary. A blonde, green-eyed woman with a faint Irish lilt, she hardly looks the part of the stereotypical Muslim. Born in Ireland to a devout Catholic family, O’Leary converted to Islam whilst in college. Dr O'Leary, a divorced mother of two, had to get a certificate from her mosque to say she was a legitimate Muslim, and her son had to write her a letter giving his permission for her to get a visa for the Hajj. "I don't know why anyone would want to go and spend a week with three million sweaty people in the heat of the desert unless they were really doing this for the love of God." She said. Moreover, the love of Allah and of His Prophet was clearly intoned in the production, which also showed the powerful image that Islam is submission to Allah.
Anisa Mehdi, who for over 20 years has reported, written and produced television news and documentary programs, produced “Inside Mecca”. As an American Muslim of Arab descent, Mehdi has a vested interest in the area of Middle East conflict resolution and accurate reporting on that part of the world. She is the first American woman to report on the hajj on location in Mecca for U.S. television and was one of the first reporters to cover the blossoming American Muslim political movement.
Perhaps, Mehdi, who is an award-winning reporter and filmmaker, specializing in religion and the arts, could drop the images of Prophet Ibrahim (peace and blessings be upon him) to make the movie acceptable to a larger Muslim audience.
الغرضون
26-07-2005, 08:01 AM
الذكرى الأربعون لاستشهاد سيد قطب .. رصد لا احتفال
المصدر:الساحات http://alsaha2.fares.net/sahat?128@88.eoRdsaaUyKK.2@.1dd7ad08
قضايا لأول مرة تطرق :
ما موقف سيد من الوهابية والسعودية ؟
كما يكون المكان تذكارا لعالق في الذهن وخاطر في القلب كذلك الزمان
ففجر يوم الاثنين 13/5/1386هـ كان موعدا لحدث سيأخذ الصدراة في ذاكرة الأجيال المتتالية و منبرا لكلمة فريدة -قل الكفء الذي يصدع بها - حين ساوم فرعون مصر المعاصر الإمام سيد قطب على أن يكتب ورقة يقر بها حكمه الجائر مقابل الخلاص من حبل المشنقة فقال : ( إن إصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ليرفض أن يكتب حرفا يقر به حكم طاغية ) . الله أكبر
واليوم هو الاثنين 13/5/1426هـ وبه تمت أربعون سنة على استشهاد ذلك العلم الهمام.
وأقول رغما عنا سنذكر ذلك البطل ونحن نشاهد على الواقع برنامج( فتاوى ما يطلبه الحاكمون)
أقول رغما عنا سنذكر ذلك البطل ونحن نشاهد الجندي الأمريكي على العراق والصهيوني على فلسطين يوزعان فتاوى شيخ تبادل الدور مع البابا فأراحه من كتابة الصكوك غفرانا وحرمانا
أقول رغما عنا سنذكر ذلك البطل ونحن إزاء أناس يسمون علماء لا يخرجون عن ناصر للباطل أوكاتم للحق أوقائل ببعض الحق الذي لا يضر الظالم ولا ينفع المظلوم !
فلسنا إذن على منهج من شرع أياما في السنة فرغ فيها تعبيراته من حزن أو فرح ، سواء صدر ممن أباح ذلك إجمالا أو ممن فصّل فحرّم المولد النبوي وأقر اليوم الوطني ؟!
وإنما الغرض هو رصد لمسيرة شخصية مؤثرة وكشف عن جوانب لم تطرق من قبلُ والإجابة عن أسئلة ناشئة الحقبة الأربعينية ومن ذلك ما يلي :
سيد والوهابية
لسنا كمن يوزع صكوك الغفران والحرمان على الناس حسب الرأي في الشيخ محمد بن عبد الوهاب ويمتحن الخلق في عقيدتهم بسؤالهم : ما موقفكم من الدعوة الإصلاحية؟ .
فالدعوة أتت لإعادة الناس إلى الكتاب والسنة عقيدة وسلوكا ، فمن أتى بهذا فأهلا به أخا لنا ولسنا معنيين بأن يسطر المدائح في الإمام أو الإعجاب بالدولة السعودية الأولى
وقد كان سيد من أعلام الدعوة إلى التمسك بالكتاب والسنة والأخذ بمنهج السلف قبل أن تتسرب إلى المسلمين إسرائليات اليهود وفلسفات اليونان .
وقد تبنى في تفسيره العودة إلى النبع الصافي من كتاب وسنة . أليس هذا بكاف كل منصف
ومع ذلك هذا النقل المهم الذي كتمه نقدة سيد قطب من أدعياء السلفية
إذ وجدنا لدى سيد تأييدا للوهابية وإنصافا وهو يتكلم وسط مجتمع مشحون ضدها ، بل يقول مديحا فيها لا نتوقعه حتى من أفرادها : حين يعرض للبحث موقف الوهابيين في هذه الفترة وموقف من يحاربهم فإني أحسب الحق يكون في جانب الوهابيين في هذه الفترة وموقف من يحاربهم ، لقد كانوا يقاومون نكسة وثنية كاملة في الإسلام والذي يقرأ ما كتبه ابن غنام في كتابه روضة الأفكار والأفهام وما كتبه الشيخ عثمان بن بشر في كتابه تاريخ نجد عن هذه النكسة التي حطمت قواعد الإسلام في بلاد العرب لا بد أن يجد نفسه في صف الوهابية مهما قست وسائلها في ذلك الحين وأيسر نتائج هزيمة الوهابيين إذ ذاك أنها أخرت نهضة دينية إصلاحية ربما شملت العالم العربي )[1] كتب وشخصيات دار الشروق ص320
سيد والنظام السعودي
يعيش النظام السعودي أزمة كبرى حول شرعيته التي تعرضت للجدل منذ حرب الخليج الثانية عام 90م ، فالنظام الذي كفّر الرئيس الأفغاني نجيب الله وحرض الأمة على "الخروج" عليه باسم جهاد الكفار والمنافقين لأنه والى السوفيت الملاحدة واستقدم قواتهم إلى أرض الأفغان الإسلامية ـ هاهو يعيد المشهد في بلاده ...
ولا نطيل في سرد بواعث مناقشة شرعية النظام ،
لكن غاية الأمر أن صدرت كتب تتبنى تكفير الحكومة السعودية ، وتبعها نشاط مسلح
والغرابة أنها ألصقت بسيد ! فسيد منظّر غلاة التكفير ؟!
والناظر في تلك الكتب لا يجد لسيد ذكرا فيها ، بل يقول بكل اطمئنان أنها إذا لم تكن تمثل أصحابها فإنها خرجت من رحم الفكر الديني في نجد ؛ ففيها إحالات على أسماء مفضلة في هذه البيئة كابن تيمية وابن القيم وابن كثير ومحمد بن عبد الوهاب وسليمان بن سحمان وحمد بن عتيق ومحمد بن إبراهيم ، فلسان سيد حينئذ :
غيري جنى وأنا المعاقب فيكمُ فكأنني سبابة المتندم ِ !
ومع ذلك لدينا إفادة عن سيد ـ وهو بغنى عنها وعن أن نمتحنه فيها ـ تبين عدم تكفيره للنظام السعودي ،
بل يراه الوحيد المحتفظ بالشرعية من بين الأنظمة العربية على حياته رحمه الله ،
وقد نقل تلك الإفادة السيدة زينب الغزالي إحدى الأضلاع البارزة في التيار الحركي الإسلامي الذي تعرض للعدوان الاشتراكي الناصري
ففي مذكراتها : (أيام من حياتي) وفي أحد فصول هذا الكتاب ( الاتصال بسيد قطب ) فيه ما يلي :
في عام 1962 التقيت بشقيقات الإمام الفقيه والمجاهد الكبير سيد قطب ... طلبت من حميدة قطب أن تبلغ الأخ سيد قطب تحياتنا ورغبة الجماعة المجتمعة لدراسة منهج إسلامي في الاسترشاد بآرائه وأعطيتها قائمة بالمراجع التي ندرسها وكان فيها تفسير ابن كثير والمحلى لابن حزم والأم للشافعي وكتب التوحيد لابن عبد الوهاب ... [2]ص 43 قررنا فيما قررنا ـ بتعليمات من سيد وبإذن من الهضيبي ـ أن تستمر مدة التربية والتكوين ... ودرسنا كذلك وضع العالم الإسلامي بحثا عن أمثلة لما كان قائما من قبل بخلافة الراشدين والتي نريدها نحن في جماعة الله الآن... فقررنا بعد دراسة شاملة للواقع القائم المؤلم أن ليس هناك دولة واحدة ينطبق عليها ذلك واستثنينا المملكة العربية السعودية مع تحفظات وملاحظات [3]ص44-45
سيد والجامية
من فضل الله على سيد أن خلق كائنات تزيد حسناته وتأخذ سيئاته ، حيث ظهر أناس كفروه وبدعوه وسودوا مئات الأوارق وأوقفوا على ذلك حياتهم ، لكن لم يغيروا قناعة كل ذي بصيرة ، إذ لا تنطلي على العاقل أقوال موهمة حوّرت وطبعات قديمة تغيرت .
ولو طبقوا منهجهم السقيم على جميع ما ألف في الإسلام لم يبق عالم معتبر ولاستحق الحرق كل مؤلَف والجرح كل مؤلِف ،
انظروا إلى أشهر كتاب في العلوم الشرعية وهو فتح الباري لابن حجر هل سلم من الأخطاء العقدية ؟
ألم يرد فيه ما يوهم نفي ركن من أركان الإيمان حين قال رحمه الله : (والمذهب الحق أن لا جبر ولا قدر ) [4] ، ومع ذلك لم يدفع هذا الكلام إمام العصر وأغير أهل الوقت على العقيدة الشيخ ابن باز إلى تبديع قائله واستحلال عرضه بل قال : (والمذهب الحق أن لا جبر ولا نفي للقدر ) [5] كأنه يستدرك وهو موقن أنها زلة قلم ،
هذا هو منهج العلماء الذين ندين الله بجمعهم بين سعة العلم وسماحة النفس : سعة العلم التي لا تغفل عن زلات السابقين ، وسماحة النفس التي تحسن الظن بكل مسلم اجتهد لخدمة دينه .
ولننظر نظرة المعتبر للصوت النشاز الفاقد لأدب العلم المتعثر في وحل السوقية حين يقول عن سيد كلاما لم تنطق به مخابرات عبد الناصر: (وبعدين سيد قطب حطوه في قفص مثل الدجاجة لما أرادوا أن يذبحوه ذبحوه )[6] ومثله لا يستغرب منه ذلك وقد قال في نبينا صلى الله عليه وسلم ما هو أجرأ : (فاجتهدوا فين يدفنوه إذا دفنوه بالبقيع يتخذ قبره مسجد أين يذهبوا به إذن قالوا ندسه في بيته )[7] أرسول الله يدس ؟!
ولكن ربك بالمرصاد فمؤسس طقوس شتم سيد قطب تكون غائلة روحه في لسانه السليط حيث غادر الدنيا بسرطان الفم وصاحب الكلام السابق يتسلط عليه أخص تلاميذيه فيسقيه من ذات الكأس التي عصرها على قبر سيد قطب ، وينشئ موقعا يحوي 186 ردا ؟! في تبديع أستاذه وتضليله
الهوامش :
[1] كتب وشخصيات دار الشروق ص320 [2]أيام من حياتي ص 43 [3]ص44-45 [4]فتح الباري المكتبة السلفية ط 1 عام 1407هـ، 13/500 [5]نقلا عن التنبيه على الأخطاء العقدية في فتح الباري لعلي الشبل [6] شريط مرحبا لربيع مدخلي [7] شريط وجوب الاتباع لربيع مدخلي
الغرضون
08-08-2005, 11:46 AM
43301 السنة 129-العدد 2005 يونيو 26 19 من جمادى الأولى 1426 هـ
بطرس غالي لـ الأهرام:
لم أقصد الإساءة إلي أحد في بدر البدور
أبدي الدكتور بطرس غالي, الأمين العام السابق للأمم المتحدة, دهشته من ربط البعض بين توقيت صدور كتابه الجديد في انتظار بدر البدور, والحديث الجاري عن الإصلاح في مصر والمنطقة, وقال: إن الكتاب صدر منذ أربع سنوات, ولا علاقة له بأي حدث داخلي. وأكد ـ في تصريحات خاصة لمندوب الأهرام ماهر مقلد ـ أنه لم يعد يتابع كل ما يكتب في الصحف المصرية, بعد أن قفز عددها لأكثر من20 صحيفة, فضلا عن أن بعضها يكتب استنتاجات لم يقصدها, وأن هذا أمر يزعجه. وحول سر لجوئه إلي العراف الهندي, كشف عن أنه يرتاح نفسيا لسماع ما يقوله العرافون, وأنه في الوقت نفسه لا يؤمن بهم, وإنما هي عادة يعرفها منذ أن كان طفلا صغيرا, حينما استدعي والده شيخا لكشف حادث سرقة تعرضت له العزبة التي يمتلكونها. أما عن سنوات عمله في الأمم المتحدة, فقال: لقد كانت تجربة مهمة, ولكن نهايتها جاءت حسب الهوي الأمريكي. وقال: إن الرئيس الراحل أنور السادات سياسي نادر, وإنه أكثر شخصية أثرت فيه, وهو أول من توقع نهاية الاتحاد السوفيتي.
الغرضون
08-08-2005, 11:50 AM
أحدى مطبوعات أخبار اليوم
13 السنة - 694 ه - العدد 1424 جمادي الآخرة من 15 - م 2005 يوليو من 21 الخميس
انقذني يا وزير الداخلية
علاء عبد الكريم
هذا الرجل رضي بالأمر الواقع.. لكنه لم يرض به!
هذا الرجل محروم من دخول شقته* التي تشبه القبر* أن يعيش هو وأسرته المكونة من زوجة وتسعة أولاد في الشارع!
.. عم سيد لايزال يبحث حتي الآن من 25 سنة عمن يحميه من بطش مالك البيت القديم بالبساتين* الذي يريد منه هو وأسرته أن يرحلوا!
ماذا يفعل عم سيد؟!
هل لأن الرجل ضعيف لا يملك إلا صوته وأوراق محاضره ومستنداته يلف ويدور بها طول النهار والليل لعل أحد المسئولين يصغي إليه وينصفه؟!
أتي إلينا محطما.. يائسا.. بائسا.. يطلب منا أن نصغي إليه.. لعل صوته يصل هذه المرة إلي السيد حبيب العادلي وزير الداخلية وينصفه!
حكي لنا عم سيد مأساته من البداية بدموع عينيه!
صورة لأسرة نرسم ملامحها في البداية!
رجل فقير اسمه سيد أحمد بخيت.. سنوات عمره في الأوراق الرسمية تقول (55 سنة) لكن لو نظرت إلي عينيه وحاله فلن تعطيه أقل من (80 سنة)!
أسرته مكونة من زوجة 'شقيانة' لم تعرف يوما طعما للسعادة والفرحة.. لكن عندما تسألها فلن ترد عليك إلا بكلمتين فقط: 'أهي مستورة'!.. وتسعة أولاد ما بين ذكور وإناث.. لا تسأله أو تلومه الآن كيف تعيش وتنفق علي هذه الأسرة الكبيرة؟!.. فهو لم يشتك يوما لأحد أو طلب مساعدة حتي من قريب أو غريب.. قانع دائمآ بحياته.. راضيا بما قسمه الله له.
الصورة ينقصها شيء واحد حتي تكتمل ملامحها ولا تبدو مهزوزة!
هذه الأسرة الكبيرة تعيش في شقة هي أشبه بالقبر.. مساحتها بالأرقام 36 مترا مربعا.. مكونة من صالة ضيقة وغرفة أضيق منها وعفشة مية بلا مطبخ.. ومع ذلك عاش الجميع.. عم سيد وأسرته وكأنهم يعيشون في قصر واسع.. فكلما ظلت القناعة بالنسبة إليهم كنزا لا يفني فهم قانعون.. راضون.. لكن الأمر الواقع الذي رضوا به.. لم يرض هو بهم!
وهنا تبدأ الحكاية!
***
من 25 سنة بالتمام والكمال بدأت الأحداث!
سنة 1980 كان المالك يخطط لقلب نظام الأسرة الفقيرة* التي كفيت خيرها شرها* قاصدا طردهم من المقبرة التي يعيشون فيها بجنيهات قليلة.. بدأ معه الرجل بلغة التهديد أن يرحل هو وأسرته بلا مناقشة أو حتي رجاء.. أن يترك الجميع هذا القبر الذي يعيشون فيه.. لأنه ببساطة يلزمه!.. عم سيد أحس في هذه اللحظة وكأن زلزالا ضرب كيانه.. هز جسده بعنف.. فلماذا يطرده هو وأسرته؟!.. وأين يذهبون؟! طبعا إلي الشارع وإلا سيجد الهوان علي كل شكل ولون!
'ماذا أفعل'؟!.. هكذا سأل عم سيد نفسه.. لم يكن أمامه إلا أن يخضع له بالقول.. يرجوه أن يتركه هو وأسرته يعيشون في هذا القبر.. لكن هيهات.. وتحولت نغمة التهديد إلي السب ثم إلي الضرب من خلال أشخاص لا يعرفهم.. لكنهم بالطبع يعرفونه جيدا
***
وبدأت الحرب!
عندما ذهب عم سيد إلي قسم شرطة المعادي وقتها وحرر لهم المحضر رقم (311) لسنة 1980 وأرسل العديد من الاستغاثات وقتها إلي المستشار النائب العام ووزير الداخلية.. وهدأت الأمور بعض الوقت.. لكن لم تهدأ نبرة التهديد.. بل ظل الجميع يحاصره بالتهديد تارة والشجار معه تارة أخري لأي سبب.. وضاقت الدنيا بالرجل وحاصرته الديون فلم يجد أمامه إلا أن يبيع السيارة الأجرة التي اشتراها بالتقسيط.. لكي ينفق علي أسرته.. كان يتمني أن ينسوه ويرحموا ظروفه.. لكنهم كانوا يريدون تدميره وتشريد أسرة!
تهمة لا علي البال ولا علي الخاطر كانت في انتظار الرجل!
سنة 1994!
كان يجلس مع أسرته.. يحتالون علي ابتسامة ولو بالكذب ترتسم فوق وجوههم.. طرق شديد علي الباب الضعيف.. الذي غالبا ما ينهار أمام رياح الشتاء.. يهب عم سيد يفتح الباب فإذا بهم يقتحمون المكان ضباط الشرطة ويلقون القبض عليه بتهمة تعاطي المخدرات!
وتمر الأيام ويصدر القضاء حكمه ببراءة الرجل و500 جنيه تعويض لم يحصل منها علي مليم واحد!
ويتكرر السنياريو الكئيب!
في نفس العام.. يجد عم سيد نفسه متهما مرة أخري في قضية مخدرات ويحكم القضاء ببراءته وتعويض مؤقت 501 جنيه لم يحصل منها علي مليم واحد.. وهو لم يكن يريد إلا أن يتركه مالك العقار وأسرته في حالهم!
لكن هذا لم يحدث!
الرجل الطيب.. الذي حصل علي لقب السائق المثالي يوم 27 مايو سنة ..1980 لأنه لم يحصل علي مخالفة واحدة ويحترم القانون ولا يخالفه.. كاد أن يفقد حياته!
ذات يوم وهو يسير محطما.. يائسا في الشارع يفكر في حاله وحال أسرته فوجئ ببعض الأشخاص يعتدون عليه أمام المارة ويصيبونه ب28 غرزة في أنحاء جسده ثم يتركونه غارقا في دمائه.. يصارع الموت وآلامه!
كانت رسالة الهدف منها أن يملأه الرعب ويرحل هو وأسرته من غير مطرودون!
***
ومرت السنوات لم تنقطع فيها المحاضر ضد عم سيد وهو صابر.. يتحمل الصدمات في صمت!.. آخرها كان المحضر رقم (17763) لسنة 96 جنح البساتين اتهمه فيه المالك بالإتلاف!
وهل يعقل هذا؟!
أن أتلف الشقة التي أعيش فيها أنا وأسرتي!.. المهم صدر حكم أول درجة بالإدانة ضد عم سيد.. فأسرع الرجل يستأنفه في الاستئناف رقم (14720) لسنة 2005 حتي صدر حكم محكمة مستأنف البساتين بباب الخلق بالغاء حكم أول درجة وبراءة عم سيد من التهمة المنسوبة إليه وهي الإتلاف.. ولكن ما إذا يفيد الحكم طالما لم يشعر الرجل بتنفيذه وأن كرامته ردت إليه؟!
***
وأخيرا ماذا يقول لنا عم سيد؟!
بدموعه التي عجز عن صدها.. قال لنا: '.. أنا لا أريد شيئا إلا أن أشعر بالأمان.. فخوفا علي أسرتي طلبت منهم الرحيل للإقامة مع شقيق زوجتي بالإسكندرية.. أما أنا فألف وأدور في الشوارع طول النهار والليل أحمل معي أوراقي وحكم البراءة والمحاضر التي حررتها وشربت ميتها في الآخر.. أنا لا أريد إلا أن يبتعد عني مالك العقار ويتركني أعيش في حالي أنا وأسرتي الكبيرة.. فهل هذا كثيرعلي رجل ضعيف فقير؟!'.
***
لا يبقي إلا أن نضع تفاصيل هذه المأساة أمام السيد حبيب العادلي وزير الداخلية.. عم سيد أحمد بخيت يقيم في عنوان: البساتين.. منشية السادات.. العقار رقم (53) شارع الجلاء متفرع من شارع أبوالوفا شقة رقم (1).
فهل يجد من ينصفه؟!
الغرضون
08-08-2005, 11:52 AM
المصدر:صخرة الخلاص-الساحات
حقيقة حرية التعبير والنشر في الغرب: استعراض موجز لبعض الوقائع … !!
يقول الكاتب الساخر "إدواردو غاليانو" :
(الأسواق الحرة تسمح لنا أن نقبل الأسعار المفروضة علينا، وحرية التعبير تسمح لنا أن نصغي لأولئك الذين يتحدثون باسمنا، والانتخابات الحرة تسمح لنا أن نختار المرق الذي نُـؤكل به).
لا شك أن هناك حرية للتعبير عن الرأي والنشر في العالم الغربي، تفوق بكثير ما يتمتع به العالم الشرقي، وهذه حقيقة ملموسة لا مزايدة فيها، لكن .. وجدت هناك نظرة خاطئة تعظم موقف الغرب من الحرية والتعبير عن الرأي وتجعله بمثابة الموقف المثالي، والحقيقة أن الغرب يقف في كثير من الأحيان موقف مزدوج من حرية التعبير، وله خطوط حمراء يجب أن يتوقف التعبير والرأي عندها، وقد تكون خطوط دينية عقائدية، وقد تكون سياسية أو مصلحية!
يثور بعض من يقدسون الحرية عندنا عند منع كتاب أو كاتب أو نحو ذلك باسم حرية الرأي والرأي الآخر، ويشجبون ويستنكرون، وينعون موت أو شلل الحرية عندنا، ولم يعلموا أن تلك الحرية التي ينادون بها ليست إلا حلماً أو هماً لا وجود له في أي واقع حتى في الغرب، بل حتى في بلاد تمثال الحرية!
ومن باب الفائدة أحببت أنا أشارك بتقديم بعض الأمثلة عن حدود الحرية في الغرب، وكيف أنه لا وجود لتلك الحرية التي يتغنى بها بعض الأصحاب.
* ألمانيا:
كتاب "كفاحي" لهتلر يحظر بيعه أو شراؤه أوطباعته داخل الحدود الألمانية، كما تحظر طباعتة أو توزيع أى مقالات أو كتب مؤيدة للنازى بأي شكل من الأشكال، بل وتحظر حتى الهتافات النازية ولو على سبيل المزاح وهذا الحظر هو سبب المشكلة التى تعرض لها لاعب الكرة المصري هانى رمزى في ألمانيا حين قام بإلقاء التحية النازية المشهورة على سبيل المزاح في إحدى الحفلات.
في عام 1991م قام "جنترديكيرت" زعيم الحزب الوطني الديمقراطي الألماني
(يمين متطرف) بعقد محاضرة استضاف فيها محاضرا أمريكيا ادعى خلال كلمته أن قتل اليهود بالغاز لم يحدث مطلقا، وترتب على ذلك أن قدم ديكيرت للمحاكمة وعوقب طبقا للقانون الذي يحظر أي إثارة للأحقاد بين المجموعات العرقية.
وفي شهر مارس 1994م حوكم "ديكيرت" مرة أخرى وحكم عليه بالسجن لمدة عام واحد مع وقف التنفيذ ، بالإضافة إلى غرامة خفيفة ، مما أدى إلى تعرض القضاة الذين حاكموا ديكيرت لموجة من الغضب والنقد من القضاة الآخرين بسبب ضآلة العقوبة التي حكموا بها، وقد أدت هذه الانتقادات التي تعرض لها القضاة إلى تدخل المحكمة الفيدرالية التي أبطلت الحكم وأمرت بإعادة المحاكمة مرة أخرى.
وفي شهر أبريل عام 1994م أعلنت المحكمة الدستورية الألمانية أن أي محاولة
لإنكار حدوث الهولوكوست لا تتمتع بحماية حق حرية التعبير التي يمنحها الدستور الألماني، مما دفع البرلمان الألماني أن يضع قانوناً يجرم أى محاولة لإنكار وقوع الهولوكوست ويوقع بمرتكب هذه الجريمة عقوبة قدرها السجن خمس سنوات بصرف النظر عما إذا كان المتحدث يؤمن بما ينكره أم لا.
الناشر الألماني الذي نشر الترجمة الألمانية للكتاب الأمريكي "العين بالعين " المنشورة عام 1993قام بسحب وتدمير كل نسخ الطبعة الألمانية من الأسواق تجنباً للوقوع تحت طائلة القانون أو إثارة غضب الرأي العام وذلك لأن الكتاب يزعم أن ستالين كان يتعمد اختيار اليهود للقيام بالأعمال البوليسية السرية في بولندا بعد الحرب العالمية الثانية.
* النمسا:
قد يعاقب الإنسان بالسجن إذا أنكر وجود غرف الغاز التي أقامها النازيون أثناء الحرب العالمية الثانية ، وفي عام 1992قامت الحكومة النمساوية بتعديل القانون بصورة تجرم أى محاولة ل "إنكار أو التخفيف من شأن أو مدح أو تبرير أي من جرائم النازية سواء بالكلمة المكتوبة أو المذاعة " .
* الدانمرك :
يحظر القانوني الدانمركي أي تهديد أو إهانة أوحط من شأن أي إنسان بصورة علنية بسبب الدين أو العرق أو الخلفية الإثنية أو التوجة الجنسي، وبسبب ذلك القانون تعرضت امرأة ومحرر صحيفة لمحاولات تقديمها للمحاكمة لأن المرأة كتبت خطابا للجريدة تصف فيه الشذوذ الجنسي بأنة " أسوأ أنواع الزنى ".
* اليابان :
نشرت مجلة " ماركوبولو " في عددها الصادر في شهر فبراير 1995م مقالاً يدعي عرض الحقيقة التاريخية الجديدة ، ويوضح أن غرف الغاز التي أقيمت في الحرب العالمية الثانية ليس لها أساس تاريخي موثق .. وقد أدى المقال إلى ردود فعل عنيفة وسريعة ، حيث قامت المؤسسات الصناعية الكبرى مثل "فولكس واجن" و"ميتسوبيشي" بإلغاء عقود الدعاية مع المجلة احتجاجاً على المقال، مما أدى بناشر المجلة إلى سحب كل أعداد المجلة من الأسواق وفصل كل أعضاء تحرير المجلة، بل وأغلق المجلة نفسها نهائيا.
* أستراليا :
تعتبر أى مادة مكتوبة من شأنها الحط من قدر أي مجموعة عرقية محظورة طبقا للقانون المانع للتفرقة العنصرية الصادر عام 1989، وقد يعاقب الكاتب والناشر بغرامات تصل إلى 40 ألف دولار أمريكي.
* بريطانيا :
لايزال يعمل بالقانون الذي يمنع سب المقدسات BIASPHEMY LAW في كل من إنجلترا وويلز ( في سكوتلندا وأيرلندا الشمالية لا يتم العمل بهذا القانون ) . من أجل ذلك حينما أعلن المخرج الدنمركي جينز ثور سن اعتزامة إخراج فيلم في إنجلترا عن " الحياة الجنسية " للمسيح (مماأدى إلى موجة غضب عارمة في المؤسسات الدينية الأوربية وعلى رأسها الفاتيكان وأسقفية كانتربرى) قام رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت جيمس كالاهان بالتحذير من أن أى محاولة لإخراج مثل ذلك الفيلم في إنجلترا سوف تكون عرضة للمحاكمة تحت طائلة قانون سب المقدسات مما أثنى المخرج عن فلم يتم إنتاج الفيلم.
في يونيو 1976 قامت جريدة GAY NEWS الخاصة بأخبار الشواذ جنسيا من الرجال بنشر قصيدة للشاعر البريطاني جيمس كيركوب يصف فيها المسيح عليه السلام في أوضاع غير لائقة ، مما أثار غضب اتحاد المشاهدين والمستمعين الإنجليز والذي يتولى الرقابة الشعبية على كل ماينشر في الصحف أو يعرض في وسائل الإعلام والأفلام السينمائية وقامت رئيسة الاتحاد بمقاضاة رئيس تحرير الجريدة والشركة التي تملكها وتتولى نشرها بتهمة سب المقدسات ، وبالفعل تمت المحاكمة في شهر يوليو عام 1977 ، وبالرغم من محاولات الدفاع المستميتة في إقناع المحلفين أن القصيدة لم تعن أو تقصد أي إساءة للدين المسيحي ، بل بالعكس كانت تصور العلاقة العاطفية التي تربط الشاعر بشخص المسيح عليه السلام إلا أن هيئة المحلفين لم تقبل هذا الدفاع وأدانت الصحيفة بأغلبية عشرة أصوات مقابل صوتين بتهمة امتهان مشاعر المسيحيين في إنجلترا والإساءة إلى مقدساتهم ، بعد قرار هيئة المحلفين حكم القاضي على رئيس التحرير بالسجن لمدة تسعة أشهر مع وقف التنفيذ ود فع غرامة مقدارها خمسمائة جنيه إسترليني وعلى الناشر بغرامة مقدارها ألف جنيه إسترليني بالإضافة إلى تحمل تكاليف القضية . وقد استأنفت الصحيفة الحكم عام 1978 أمام محكمة الاستئناف الإنجليزية التي أقرت حكم المحكمة الابتدائية ثم عام 1979 أمام القسم القضائي بمجلس اللوردات البريطاني والذي يمثل أعلى سلطة قضائية في بريطانيا فخسروا للمرة الثالثة ، حيث أقرت المحكمة البريطانية العليا الأحكام السابقة الصادرة ضد رئيس تحرير الصحيفة وناشرها . بعد حكم المحكمة العليا وقعت عدة محاولات لإنهاء العمل بقانون سب المقدسات من خلال مجلس العموم البريطاني إلا أن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل ، حيث لم يقبل مجلس العموم ولا مجلس اللوردات أي مساس بذلك القانون بالرغم من الانتقادات الكثيرة التي وجهت له من قبل بعض النواب من أنة يحمي الديانة المسيحية فقط من السب ويهمل باقي الديانات الموجودة داخل بريطانيا وأنه يعاقب على المساس بالمقدسات المسيحية دونما نظر أو مراعاة لقصد أو نية الشخص المتهم بسب المقدسات ، بعد ذلك تمت محاولات أخرى لتوسيع دائرة العمل بالقانون كي يعاقب على سب مقدسات الديانات الأخرى في إنجلترا ولكن كل تلك المحاولات باءت أيضا بالفشل .
عام 1988 بعد نشر كتاب آيات شيطانية حاول المسلمون في بريطانيا استخدام قانون حظر سب المقدسات ضد المؤلف سلمان رشدي ولكنهم فشلوا في ذلك ؛ لأن القانون يعاقب على سب المقدسات المسيحية فقط ، وبالتالي فإن سلمان رشدي لم يكن خارجا عن أية قوانين بريطانية حين أهان المقدسات الإسلامية . الطريف في الأمر أن بريطانيا التي سمحت بنشر وتداول الكتاب بدعوى حرية التعبير قامت بعد ذلك بمنع دخول فيلم باكستاني يسخر من سلمان رشدي وكتابه .
عام 1989 قامت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية البريطانية برفض عرض فيلم وثائقي عن الراهبة تيريزا التي عاشت في بريطانيا في القرن السادس عشر على شاشات التلفزيون البريطاني بسبب محتوى الفيلم الذي يمكن تأويله على أنه إهانة للدين المسيحي.
--أيضا –وكما نقلت BBC- فقد تم إيقاف عرض مسرحي بعد أن احتجّ أتباع الديانة السيخية (ديانة نشأت في الهند ويؤمن بها نحو 20مليون نسمة) وقاموا بتنظيم مظاهرات مطالبة بوقف العمل المسرحي الذي أخرجه مخرج يدين بالديانة السيخيّة، وقد انتهت مفاوضات الشرطة البريطانية وقادة السيخ وملاك المسرح إلى وقف عرض المسرحية، وطبعا لا حاجة بنا إلى أن نشير إلى أنّ هؤلاء السيخ المحتجين لم يصفهم أحد في BBC بأنهم "متشددون" أو "أصوليون" أو "مناهضون لحرية التعبير" كما هي العادة في الحالات المماثلة في الوطن العربي حين تعرض أعمال تمس ثوابت العقيدة الإسلامية بالتـنقـص.
* فرنسا :
عام 1990 أقر مجلس الشعب الفرنسي قانون فابيوس ـ جيسو الذي يحظر مجرد مناقشة حقيقة وقوع الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية .
وفي يونيو 1995 تم تغريم " برنارد لويس " الأستاذ بجامعة برنستون الأمريكية مبلغا قدرة 10 آاف فرنك فرنسي ( أي ما يقارب 2062 دولارأمريكيا ) لأنة أنكر أن ألأرمن تعرضوا لإبادة جماعية على يد الدولة العثمانية في بداية هذا القرن ، فهو يؤكد أن كثيرا من الأرمن قد لقوا حتفهم بسبب " المرض أو الجوع أو الإرهاق أو البرد " ، ولهذا السبب حين سألته صحيفة " لوموند " في نوفمبر عام 1993 " لماذا ترفض تركيا الاعتراف بأنها أبادت الأرمن ؟ " قال : " أنت تقصد لماذا ترفض تركيا الأعتراف بوجهة النظر الأرمنية لما حدث " .. وقد أدت تصريحات لويس هذه إلى عاصفة احتجاج من قبل الجالية الأرمنية في باريس ، فقد قام 30 أستاذ جامعيا بكتابة خطاب مفتوح يتهمون فية لويس " بخيانة الحقيقة وإهانة ضحايا الوحشية التركية " ، وقد حاولت الجالية الأرمينية في البداية تقديم لويس لمحكمة الجنايات طبقا لقانون جيسو الصادر 1990 ، ولكن الجالية الأرمنية علمت فيما بعد أن هذا القانون بعد أن هذا القانون خاص فقط بإنكار الهولوكوست الذي حدث لليهود ولايمكن تطبيقة بصوص أي جماعية أخرى . الجدير بالذكر أن برنارد لويس مؤرخ بارز ، وتخصصه الدقيق هو تاريخ الدولة العثمانية ، ويعد واحدا من أعلم المؤرخين بهذا التخصص.
وفي أغسطس 1995 قامت السلطات الفرنسية بمنع دخول كتاب أصدرتة " لجنة الجزائريين الأحرار " بسويسرا إلى الأرضي الفرنسية بحجة أن توزيعه سوف يسبب مشاكل للنظام العام في فرنسا ، ولأن " لهجة الكتاب معادية لفرنسا " كما قال المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية الفرنسية .
يناير 1998 ، تمت محاكمة روجية جارودي بسبب كتاب " الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية " وتغريمه 20 ألف دولار ، ولكن الأمر لم يقتصر على هذا فقد تلقى جارودى عدة مكالمات هاتفية تهدده بالقتل وتم الاعتداء على المكتبات التي تبيع كتبه حتىامتنعت عن ذلك ، كما اعتدي على ناشر الكتاب بدنيا ونهبت مكتبته وألقيت قنابل مولوتوف على الكتبه التي يمتلكها بأثينا ، وتم الاعتداء على مجموعة من الصحفيين العرب والإيرانيين على عتبة المكتبة ثم طوردوا حتى مترو الأنفاق حيث أصيبوا إيصابات استلزمت نقلهم إلى المستشفى . الأسوأ من ذلك كله أن الصحافة الفرنسية التي هاجمت جارودى وكتابه ومحاميه بكل قسوة لم تنشر أي مقال أو خطاب فية تأييد لجاروي , حتى الخطاب الذي أرسله الأب بيير ( الذي يحظى بشعبية هائلة في الشارع الفرنسي لدرجة اعتباره أكثر الأشخاص شعبية في فرنسا كلها ) لجريدة لوموند تأييدا لجارودي لم ينشر , وهكذا أعطت الصحافة الفرنسية انطباعا لدى الرأي العام أن جارودي لايؤيده أحد في العالم.
* سويسرا :
مقاطعة دي تور السويسرية منعت كتاب " الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" من التداول, وحكمت محكمة على ناشر عرض الكتاب بالسجن أربعة أشهر.
* إيطاليا :
الفيلم الأمريكي " الإغراء الأخير للمسيح " والذي صور المسيح عليه السلام بطريقة أثارت استياء الكثيرين من المسيحيين منع عرضه في عدة بلاد أوربية وقدم مخرج الفيلم في المهرجان للمحاكمة في روما بسبب الفيلم.
* كندا :
القانون الكندي يحظر أي نوع من التعبير من شأنه أن يؤدي إلى إثارة الكراهية ضد أي مجموعة عرقية أو إثنية أو دينية بالرغم من أن الدستور الكندي ينص على حق كل مواطن في التعبير الحر , ولكن الدستور يسمح للمجالس التشريعية في كندا بتقييد حرية التعبير أو غيرها من الحريات الدستورية إذا استدعت الضرورة ذلك , وبناء على هذا أقرت المحكمة الدستورية إذا استدعت الضرورة ذلك , وبناء على هذا أقرت المحكمة الكندية العليا العقوبة التي حكمت بها إحدى محاكم مقاطعة ألبرتا ضد ناظر المدرسة الذي اتهم بمعاداة السامية والترويج لكراهية اليهود .
قامت شبكة تليفزيون ctv باستضافة " جوزيف ليبد " ( المعلق السياسي الإسرائيلي ) صباح يوم 15/ 10/ 1994 , وقد دعا ليبد على الهواء مباشر يهود كندا ؛ لأن يقوم أحدهم باغتيال فيكتور أوستروفوسكي ( ضابط الموساد الذي ألف كتابين كشف فيهما عن العمليات السرية للموساد ) .المذهل في الأمر أن حادثا مثيرا مثل هذا قد شهد صمتا مطبقا من قبيل الإعلام الكندي, لدرجة أن نفس الكتاب والمعلقين الذي دافعوا بحماس بالغ حق سلمان رشدي في التعبير الحر لم ينطقوا بكلمة واحد لتأييد حق أوستروفوسكي في التعبير .
عام 1996 قام قاضي كندي بمقاطعة كوبيك بالحكم بالسجن مدى الحياة إلى امرأة قامت بذبح زوجها بسكين وقال تعقيبا على الحكم الذي أصدره " لقد أثبت أن المرأة تستطيع أن تكون أكثر عنفا من الرجل , حتى النازي لم يعذب ضحاياه اليهود قبل قتلهم " . هذا التعقيب أثار زوبعة من الاحتجاج ضد القاضي من قبل الجمعيات النسائية واليهودية في كندا فاضطر القاضي للاعتذار, ولكنه أعلن أنه مؤمن بكل كلمة قالها في ذلك التعقيب على الحكم مما ضاعف موجة الاحتجاج ضده وتعالت الأصوات مطالبة باستقالته, ولكنه رفض الاستقالة ، عندئذ تدخل المجلس القضائي الكندي وقام بالتحقيق مع القاضي(!!) ثم أوصى المجلس البرلماني الكندي أن يقيل القاضي بسبب التعليق الذي صدر منه، عندما وصلت الأمور إلى هذا الحد اضطر القاضي أن يقدم استقالته بدلا من أن تأتي الإقالة من البرلمان الذي كان واضحا أنه سيقبل توصية مجلس القضاة الكندي بالإقالة.
* الولايات المتحدة :
تم منع عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي قام بإعدادها الصحفي البريطاني البارز د . روبرت فيسك لأنها أثارت غضب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة , والذي هدد شبكة التلفزيون بسحب الإعلانات منها . والسبب وراء هذا الغضب الصهيوني هو أن مجموعة الأفلام التي أعدها روبرت فيسك والتي كان عنوانها " جذور غضب المسلمين " ؛ اتهمت " إسرائيل " بأنها السبب الرئيسي وراء نقمة المسلمين على الغرب . والجدير بالذكر هنا أن ننوه إلى أن روبرت فيسك قد حصل على جائزة الصحافة البريطانية لعام1995 كأحسن صحفي بريطاني قادر على عرض وتحليل الأخبار السياسية الدولية .
عام 1972 بعد طبع أحد كتب العالم الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي علمت الشركة المالكة لدار النشر التي قامت بنشر الكتاب بمحتواه والذي لم يرق لأعضاء مجلس إدارة الشركة فقاموا بإيقاف توزيع الكتاب وسحبه من الأسواق وتدميره , ومن المعلوم أن شبكات التلفزيون الأمريكية قلما تتجرأ على استضافة نوم تشومسكي - الذي تصفه بعض الصحف كصحيفة النيويورك تايمز بأنه من الممكن اعتباره أهم مفكر في العالم حاليا - وذلك بسبب آرائه التي دائما ما تزعج القادة والساسة الأمريكيين والإسرائيليين .
رئيس مجلس النواب الأمريكي نيوت جنجرييتش قد قام بفصل مؤرخة تعمل بالمجلس حين علم أنها سبق أن قالت: " وجهة نظر النازيين بصرف النظر عن عدم شعبيتها لاتزال وجهة نظر , ولاتأخذ حقها في التعبير.
في عام1986 لم يستطيع المؤلف جورج جيلبرت أن يجد ناشرا ليعيد طباعة كتابه " الانتحار الجنسي " على الرغم من أن كتب جيلبرت المنشورة في أوائل الثمانينيات قد تصدرت قوائم المبيعات العالية , والسبب في إعراض الناشرين هو الاحتجاج الصاخب الذي قامت بة رائدات حركة تحرير المرأة ضده ؛ لأن " اختلافات الرجل عن المرأة لاينبغي حتى أن تدرس " كما قالت إحداهن في مقابلة عرضت مؤخرا على شبكة ABC الأمريكية .
الممثلة البريطانية الشهيرة فانيسا ريد جريف لم يسمح لها بأداء دورها في مسرحية كوميدية بريطانية أثناء عرضها في الولايات المتحدة بسبب تصريحاتها المعادية للتدخل الأمريكي ضد العراق في حرب الخليج ، ومن الجدير بالذكر أن أعمالها الفنية كثيرا ما تتعرض للمقاطعة أو الإلغاء من العرض في الولايات المتحدة بسبب آرائها المعادية للصهيونية وسياسات إسرائيل.
الغرضون
10-08-2005, 12:05 PM
من جابر بن حيان إلى لاظوغلى
ضحايا أزهى عصور التعذيب فى مصر
صحيفة الأهالي الناصرية المصرية، 22-8-2004م العدد923
رغم الإدانة الواسعة لانتهاكات حقوق الإنسان وأعمال التعذيب الوحشية داخل السجون وأقسام الشرطة، ورغم إحالة بعض الضباط إلى المحاكمة بتهمة التعذيب، مازال الوضع داخل أماكن الاحتجاز مأساويا ولم تتوقف الانتهاكات والممارسات المنافية لأبسط قواعد حقوق الإنسان، والدليل الحالات الكثيرة التى تتعرض للتعذيب وترصدها تقارير حقوقية ومن بينها تقرير جمعية حقوق الإنسان لمساعدة السجناء الذى يتناول عددا كبيرا من الحالات النموذجية لوقائع تعذيب داخل أماكن الاحتجاز المؤقتة.
* سيد خليفة عيسى محافظة القاهرة قسم شرطة مدينة نصر
بتاريخ 26/1/2002 أثناء سيره فى الطريق العام برفقة آخر تم استيقافهما، واقتيدا إلى ديوان القسم حيث جرى تعذيبه بالضرب والصعق بالكهرباء وتعليقه من أسفل قدميه لمدد طويلة بكافة طرق التعذيب لإكراهه على الاعتراف بوقائع سرقة سيارات وقد أدى ذلك إلى وفاته، ثم قام ضابط مباحث القسم وأمناء الشرطة وطبيب بنقل الجثة إلى منطقة البساتين حيث جرى إلقاؤها مكشوفة فى العراء. ووفقا لشهادة الوفاة المستخرجة من مديرية الشئون الصحية فإن الوفاة قد حدثت نتيجة تسمم توكسيمى عفن ناشئ عن جروح متعددة شملت الساقين وأسفل الساعدين وخلفية الرأس مما أدى إلى هبوط حاد بالدورة الدموية ومن ثم إلى الوفاة، وقد باشرت النيابة العامة التحقيق فى هذه الواقعة وقامت باستدعاء المتهمين والتحقيق معهم فيما أسند إليهم من اتهامات وتوالت التحقيقات إلى أن تمت إحالة كل من رئيس مباحث قسم ثان مدينة نصر ومعاون المباحث وأحد أمناء الشرطة فضلا عن رئيس مكتب مكافحة سرقة السيارات، وقيدت القضية برقم 1172 لسنة 2002 جنايات مدينة نصر 165 لسنة 2002 كلى شرق القاهرة ووجه الاتهام إلى كل من العقيد جمال فؤاد رئيس مكافحة سرقة السيارات بالقاهرة والمجند محمود أبوخليفة والرائد حازم الدربى رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر ثان والنقيب أشرف جوهر معاون المباحث.
وتداولت الجلسات إلى أن أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها بتاريخ 8/8/2002 وعاقبت كلا من المتهمين الرائد حازم الدربى والنقيب أشرف جوهر بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع تغريمهما 2001 جنيه تعويضا مؤقتا، فيما قضت ببراءة العقيد جمال فؤاد والمجند محمود أبو خليفة.
وقد طعن بالنقض المدانون فى الحكم السالف الذكر وقُبل الطعن وتمت احالتهما إلى دائرة جنايات أخرى وتداولت الدعوى بالجلسات بتاريخ16/6/2003 قضت محكمة الجنايات بتعديل الحكم المطعون عليه بالنقض ببراءة الرائد حازم الدربى وبالسجن لمدة سنة للنقيب أشرف جوهر وقد قام الأخير بالطعن مرة أخرى بالنقض إلا أنه وبتاريخ 4/4/2004 أيدت محكمة النقض الحكم الصادر من محكمة الجنايات ضد معاون مباحث قسم ثان مدينة نصر أشرف جوهر بالحبس سنة مع الشغل وذلك بعد أن رفضت الطعن المقدم منه للمرة الثانية.
* محمد حسين نجم ليسانس شريعة
قامت مباحث أمن الدولة بالقبض عليه 31/12/2003 فى تمام الساعة الثانية صباحا مصاب بشلل رباعى وقعيد وقامت مباحث أمن الدولة بتفتيش المنزل ولم يجدوا عنده أى شيء فقام أحدهم بالاتصال بأحد الضباط وأخبره بأنهم لم يجدوا شيئا غير الكتب الدينية وبعض الأشرطة فأمرهم بالقبض عليه وإحضاره إلى مقر مباحث أمن الدولة فقاموا بحمله على الأيدى ووضعوه فى السيارة فذهبت إليهم والدته وأعطتهم الدواء الخاص. ولم تستطع أسرته زيارته فى ذلك الوقت وبتاريخ 6/1/2004 ذهب أحد أمناء الشرطة التابع لأمن الدولة إلى منزله وتقابل مع شقيقته سمية وأخبرها بأن عليها أن تذهب معه لاستلام شقيقها وبالفعل ذهبت إلى أمن الدولة وأخذته فى سيارة إلى المنزل وكان فى حالة إعياء شديدة وعلمت منه أنه لم يتمكن من أخذ جرعات الدواء المخصص له، وبتاريخ 7/1/2004 فارق الحياة وتم دفن الجثة.
* المجنى عليهم: خالد جلال الحصاوى جلال الحصاوى نجلاء فتحى العنانى فاطمة عبدالجواد أبوسعيدة
قسم شرطة كفر الزيات محافظة الغربية
فى أعقاب جريمة قتل سيدة داخل شقتها بدائرة قسم كفر الزيات قام ضباط مباحث القسم بإلقاء القبض على المواطن خالد جلال الحصاوى ابن عم زوجة القتيلة والذى يقطن بذات العقار وبعد مرور نصف الساعة تم القبض على زوجته نجلاء فتحى العنانى ووالدته فاطمة عبدالجواد أبوسعيدة، وتم احتجازهم جميعا بحجز قسم شرطة كفر الزيات وتم توجيه الاتهام إلى خالد جلال الحصاوى بجريمة القتل بقصد السرقة، وعندما أنكر المتهم صلته بهذه الجريمة تم تعذيبه بالصعق بالكهرباء فى أماكن حساسة من جسده ولسانه وتعليقه من يديه فى سقف الحجرة ووضع أنابيب البوتاجاز فى قدميه.. يقول والده إنه كان يسمع صوت صراخه فى حجرة مجاورة، وتضيف والدة خالد السيدة فاطمة عبدالجواد أنه تم حجزها 8 أيام وأصيبت فيها بالرعب والهلع وتم تعليقها من شعرها بالسقف مع استمرار صعقها بالكهرباء بأماكن متفرقة من جسدها كما تم تجريدها من ملابسها هى وزوجة ابنها نجلاء فتحى العنانى، الأمر الذى أدى إلى إصابة الأخيرة بانهيار عصبى شديد، وظل الأمر على هذا الحال طيلة ثمانية أيام متصلة لإجبار المتهم على الاعتراف بجريمة القتل، وهو ما أدى فى النهاية إلى اعترافه تحت تأثير هذا الإكراه المادى والمعنوى.
* مسعد سيد محمد قطب محاسب محافظة الجيزة
توفى المذكور عقب القبض عليه بمقر مباحث أمن الدولة بالجيزة. وترجع الواقعة إلى تاريخ 1/11/2003 حيث قامت قوة من مباحث أمن الدولة بالجيزة باقتحام منزل المجنى عليه بمنطقة مطار إمبابة وقامت بإلقاء القبض عليه وتفتيش منزله بتهمة الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين وتم اصطحابه إلى مقر أمن الدولة بجابر بن حيان حيث تم تعذيبه أثناء استجوابه ومورست ضده أشكال متنوعة من التعذيب طيلة ثلاثة أيام، الأمر الذى نتجت عنه إصابة المجنى عليه بإصابات أودت بحياته وهو ما أثبته الطبيب الشرعى بناء على قرار النيابة بعد أن تم تحرير محضر تحت رقم 9214/2003 إدارى الدقى.
* نجدى محمد جاد الرب المقيم بالأقصر وحدة مرور الأقصر محافظة قنا
بتاريخ 14/5/2003 وفى الساعة العاشرة صباحا قام الرائد مجدى عوض بوحدة مرور الأقصر باستيقافه واتهامه بأنه قام بسرقة ألف جنيه من أحد المتعاملين بالمرور فأنكر المواطن هذه التهمة فقام الضابط بمعاونة أربعة أمناء شرطة بضربه بالعصى بعد تعليقه وإلقاء الماء الساخن على جسده ثم قام الضابط باستدعاء شقيقته وتدعى سماح محمد جاد وشقيقه سيدى محمد جاد الرب وقام أحد أمناء الشرطة بإمساك شعر شقيقته ومحاولة وضع يده فى منطقة حساسة من جسدها لإجباره على الاعتراف ثم قام الضابط بإحضار ممرض لعلاجه من الجروح التى لحقت به من آثار التعذيب والتى تمثلت فى حروق شديدة بالعانة والخصية وفروة الرأس ومناطق متفرقة من جسده ثم تم ترحيله إلى قسم شرطة الأقصر بتاريخ 17/5/2003 وحرر له المحضر رقم 14445 لسنة 2003 جنح قسم شرطة الأقصر بتهمة السرقة وتم تهديده بالتعذيب مرة أخرى إذا أبلغ النيابة عن تعرضه للتعذيب وفى النيابة أنكر التهمة فقررت النيابة حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.
* محمد عبدالستار مهندس محافظة الفيوم
تم القبض عليه واحتجازه داخل مقر أمن الدولة بإبشواى بتاريخ 19/9/2003 ولم يمض يوم إلا وتوفى المذكور من جراء التعذيب الذى تعرض له داخل مقر مباحث أمن الدولة لحمله على الإدلاء بمعلومات حول انتماءاته السياسية، وبعد وفاة المذكور طلبت مباحث أمن الدولة أسرة المتوفى لاستلام جثته والتى تم تسليمها إليهم ودفنه تحت حراسة مشددة، كما مارست مباحث أمن الدولة ضغوطا شديدة على أسرة المتوفى للحيلولة دون إقدامهم على اتخاذ أية إجراءات قانونية للتحقيق فى واقعة التعذيب، وعلى ضوء هذه المعلومات أوفدت الجمعية عددا من محاميها للتحقق من صحة هذه المعلومات كما قامت الجمعية بتقديم بلاغات بهذه المعلومات إلى كل من السيد اللواء حبيب العادلى وزير الداخليةو إلا أنه لم يتم تحريك أية تحقيقات بهذا الشأن حتى تاريخ إصدار هذا التقرير. * فريد شوقى أحمد عبدالعال محافظة الإسكندرية قسم شرطة المنتزه فى 23/9/1999 قامت قوة من قسم شرطة المنتزه برئاسة المقدم خالد محمد شلبى رئيس وحدة مباحث قسم المنتزه، والرائد أحمد فؤاد معاون مباحث قسم شرطة الرمل، والنقيب عبدالغفار عبدالرحمن الديب معاون مباحث قسم المنتزه، والنقيب هيثم كيلانى معاون مباحث قسم المنتزه، بالقبض على المجنى عليه فريد شوقى أحمد عبدالعال من منزله للاشتباه فى ارتكابه عدة جرائم سرقة وتم اقتياده إلى قسم شرطة المنتزه، ووفقا لرواية شهود عيان فإنه قد تم الاعتداء عليه بالضرب بالفلكة واللكم وتقييده من يديه ورجليه ثم قام عدد من معاونى الضبط بالضغط على عنقه حتى توفى. وقد أجبرت الشرطة والد القتيل على دفن الجثة الساعة 2.5 فجرا فى حراسة 6 عربات من الأمن المركزى. وقد أبلغ والده النيابة العامة التى حققت مع الضباط الذين زعموا فى التحقيقات أنهم أثناء مطاردتهم للمتهم بمنطقة دربالة تسلق عمودا من الحديد وأخذ يضرب نفسه بالعمود مهددا بالانتحار إذا اقتربوا منه أو قبضوا عليه. وقد أمرت النيابة باستخراج الجثة وفحصها، وجاء بتقرير الطب الشرعى أنه باستخراج الجثة من المقابر وأخذت منها عينات وتحليلها تبين أن الإصابات المشاهدة بجثة المجنى عليه حيوية وحديثة وأن المشاهد بالعنق نشأت عن الإمساك اليدوى كما يشاهد فى أحوال الخنق وأن الإصابات بالوجه رضية وخدشية ظفرية على غرار ما ينشأ عن الصفع واللكم المتكرر وكذا المصادمة بجسم أو أجسام صلبة راضة بعضها خشن السطح وهى فى مجموعها وشكلها وتوزيعها على غرار ما ينشأ عن الوقوع والاصطدام بالأرض ومواضعها تتفق وتلك التى تشاهد فى أحوال الوضع فى فلكة والانسكابات الدموية التكدمية المشاهدة بباطن فروة الرأس وبالعضلة الصدغية اليمنى ذات طبيعة رضية مما تنشأ عن المصادمة بجسم صلب، والنيابة العامة حركت الدعوى العمومية ضد الضباط جميعا بتهمة القبض دون وجه حق على الضحية، وتعذيبه التعذيبات البدنية بأن أحدثوا به إصابات عديدة بعموم جسده وخنقه يدويا فحدثت وفاته على النحو الوارد بتقرير الصفة التشريحية، وتداولت بالجلسات حتى حكمت المحكمة بجلسة 7/2/2001 بببراءة المتهمين جميعا!!. وهو الحكم الذى لم تقبله النيابة العامة ومن ثم قامت بالطعن عليه بطريق النقض بتاريخ 21/4/2001 وأرسلت القضية إلى المحكمة برقم 1070 بتاريخ 10/6/2001 وحكمت محكمة النقض بدائرتها الثانية بالإسكندرية بإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى.
بدأت أولى جلساتها يوم الخميس الموافق 29/5/2003 وتأجلت بعد سماع المرافعة وسماع التقرير الذى أثبت أن الوفاة إصابة نتيجة اسفكسيا الخنق اليدوى ومن المستبعد حدوثها وفقا لتصوير الضباط المطعون ضدهم وساند طعن النيابة تقرير الطب الشرعى كما أن المحكمة التى قضت ببراءة المطعون ضدهم لم تناقش الدليل الذى جاء فى تقرير الطب الشرعى وهو الخنق يدويا بوجود إصابات بالمجنى عليه وأن سبب وفاته نتيجة الخنق كما أن المحكمة التى قضت ببراءة ضباط الشرطة فى 2/4/2001 لم تحكم فى تهمة التزوير فى محرر رسمى واستعماله كدليل اتهام ضد المجنى عليه كان يكفى أن يتشكك القاضى فى ثبوت التهمة وإن كان للمحكمة أن تزن أقوال الشاهد الذى يطمئن إليه حكم العقل والمنطق وقررت كبيرة الأطباء الشرعيين أن الأمعاء تخلو من آثار مواد مخدرة ومشتقاتها وأن الوفاة ليست انتحارا كما صورها ضباط قسم المنتزه كما أن المحكمة عندما قضت ببراءتهم عام 2001 قالت عبارة مرسلة مؤداها أن عدم اطمئنان المحكمة إلى شهادة الشاهد الأول والد المجنى عليه يرجع إلى تأخره فى الإبلاغ عن واقعة القبض على ابنه بمعرفة ضباط الشرطة وذلك على خلاف ما هو ثابت بالتحقيقات فى النيابة من مبادرة والد المجنى عليه بالإدلاء بأقواله والسؤال عن نجله الذى تم اصطحابه إلى قسم الشرطة. كما تلقت الجمعية ما يقرب من 322 شكوى تتعلق بسوء الحالة الصحية للمعتقلين وانتشار الأمراض المعدية داخل السجون وخاصة سجن الوادى الجديد. ورصد التقرير العديد من الحالات من بينها حالات المعتقل عباس ناصر المعتقل فى سجن الوادى الجديد والذى اعتقل منذ عام 1994 ودخل فى دوامة المرض منذ عام 1996 حيث أصيب بالدرن الرئوى بسبب سوء التغذية، كما أصيب ايضا بانزلاق غضروفى وتليف وتضخم فى الكبد والطحال وقرحة فى المعدة، بينما لا تقل الحالة الصحية للمعتقل عبد البارى كيلانى خطورة والمعتقل ايضا فى سجن الوادى الجديد حيث أصيب بقائمة طويلة من الأمراض منها انزلاقان غضروفيان فى الفقرات القطنية وتآكل وضمور وتيبس بالغضاريف القطنية وتآكل فى الفقرات القطنية الثالثة والأولى وتأكل فى النخاع العظمى وبروزات عظمية فى نفس الفقرات الثلاث، كما أصيب بعرق النسا وضعف الإحساس بالساق اليمنى وضعف فى العضلة الرافعة بالساق اليمنى وتليف كبدى حول الوريد البابى ولازمته الحمى التيفودية، بينما أصيب المعتقل عبداللطيف عبد الله بالعديد من الأمراض منها شلل نصف هستيرى وصمم بالاذن اليسرى وتآكل بعظمة الأذن اليمنى وارتفاع فى ضغط الدم وذكر التقرير بأن ادارة السجن قد نقلت المعتقل الى مستشفى ليمان طرة حيث قضى 15 يوما وقبل اتمام العلاج والجراحات اللازمة تم ترحيله مرة أخرى الى السجن وفيما يبدو أن حالة المعتقل أحمد سيد المعتقل فى سجن أبى زعبل شديد الحراسة قد انتقلت من سيئ الى أسوأ بعد أن أصيب بالتهابات صديدية وتسوس بالعظام الخلفية للأذن مما أفقده السمع والابصار . الغريب فى الأمر وفق ما رصده التقرير أن انتهاكات الحقوق الصحية للمعتقلين لم تقتصر عند حد السجانين بل امتدت الى هيئة التمريض داخل السجون والمستشفيات التى يتلقى فيها المرضى العلاج. حيث أكد التقرير على لسان أحد المسجونين حسين الجوينى المسجون بسجن الغربنيات أن الممرضين يحجمون عن اعطاء المرضى المساجين الجرعات الدوائية المقررة إلا بعد حصول الممرضين على سجائر على سبيل الرشوة.. كما كشف التقرير أن السجينات فى سجن القناطر يستخدمن دورات المياه للنوم لعدم كفاية الأسرة وازدحام العنابر بالسجينات وفى سجن الفيوم الذى يضم 4 الاف معتقل موزعين على 12 عنبرا بينما سجل التقرير أن نصيب الفرد من سجن استقبال طرة لا يتجاوز الخمسين سنتيميراً. كما أوضح التقرير أن حالات التأديب التى خصص لها أماكن داخل السجون شهدت حالات وفاة إثر التعذيب الوحشى الذى يرتكبه السجانون منها حالة السجين عادل على اللبودى الذى توفى داخل سجن أبى زعبل بعد أن احتجز داخل عنبر التأديب ايضا المعتقل محمد محمود سامى حسن بسجن أبى زعبل الذى تعرض للضرب والتعذيب إثر اعتراضه على أسلوب المعاملة داخل السجن وتم ايداعه بالحبس الانفرادى ودخل فى اضراب عن الطعام احتجاجا عما أصابه من انتهاكات.
غريب الدماطي
الغرضون
28-08-2005, 02:05 PM
حتى يكون الانسحاب من غزة اقترابا من السلام..!
أحمد ماهر*
الشرق الأوسط اللندنية، الجمعـة 15 رجـب 1426 هـ 19 اغسطس 2005
لا أتصور أن عربيا يمكن ألا يرحب بانسحاب إسرائيل بجيوشها ومستعمريها من ارض عربية، كانت تتصور أنها استولت عليها إلى الأبد، تنفيذا لأهدافها التوسعية الدائمة، التي تستند إلى أطماع وأوهام وخرافات حملت بها الكتب المقدسة بأكثر بل بغير ما تحتمل، فحولتها من تعاليم دينية ترشد الإنسان إلى طريق ترفعه إلى الصلاح في الأرض وإلى الجنة بعد الحياة، إلى مخططات لجعل الآخرين على الأرض يعيشون في جهنم وهم على الأرض.
وفي نفس الوقت فلا أتصور أن أحدا يمكن أن ينخدع بما تحمله الفصول التالية للمسرحية، كما كتبها شارون بعد الفصل الأول الذي يستهدف تحذير الجمهور، لتتغلب فرحته بالتحرير على قدرته على التمييز بين أنواع ما يلمع، فيقع في الفخ الذي تقع فيه السمكة التي تنجذب إلى قطعة معدن تلمع في الماء تحت ضوء الشمس، فتظنها طعاما وغذاء فإذا بها دعوة إلى أسرها وقتلها لتصبح غذاء على مائدة اللئام.
وفي خضم الصخب الذي أثاره النزاع بين شارون ونتنياهو، وفي الضجيج الذي تثيره احتجاجات المستعمرين في غزة وحشود الجند يكشرون عن أنيابهم لاجلائهم، فإنه من السهل ـ باستدعاء تجارب الماضي وأصدائه، أن ندرك ان الخلاف الحقيقي بين الفريقين ليس خلافا بين صقور وحمائم، ولا بين صقور أصبحت حمائم (فالصقور لا تتبدل حمائم) وأخرى ما زالت على حالها، ولكنه خلاف بين تيارين كلاهما يطمع في أرض الغير، لا يختلفان حول الجوهر ولكن حول المضمون الكمي للجشع، فشارون يوافق على إخلاء غزة في تصور أن ذلك يلهي عن بقية الأرض فتتاح له الفرصة لكي يحكم اسارها ويدعم قبضته عليها، فتصبح غزة سجنا كبيرا ومستودعا لمن يريد طردهم من بقية الأراضي الفلسطينية ليطهرها من أي وجود ليس يهوديا. ومنذ سنوات قرأت تعليقا في مجلة أميركية محترمة ـ أعتقد أنه كان على لسان شخص تولى بعد ذلك مسؤولية ما في الحكومة الأميركية (ولكن ذلك «أيام زمان») جاء فيه أن الفرق بين العمل والليكود (أي بين المعتدلين والمتطرفين في ذلك الوقت الذين كانت الحدود بينهم واضحة)، هو أن الأول يريد أن يأكل الفلسطينيين بالشوكة والسكينة ـ أي بطريقة تبدو حضارية كما يقولون ـ والثاني يريد أن يأكلهم بيديه يمزق أشلاءهم ويلتهمهم بهمجية ووحشية، لا تناسبان التظاهر بالتحضر، واليوم نرى هذا الانقسام داخل الليكود نفسه يغذيه الأمل في العودة إلى بريق كرسي الحكم، بينما السيد بيريس ـ الذي كان يدعو إلى «السلام» بعد أن كان أبا للقنبلة النووية الإسرائيلية ـ فإنه يتفرج طالما أنه عاد إلى كرسي ـ حتى ولو كان صغيرا وبثلاثة أرجل ـ في مجالس الحكم.\وإذا كان هناك من يشك في الصورة التي رسمناها لحقيقة الأهداف، فإن شارون تكفل بتبديد أية شكوك حين أكد اكثر من مرة ـ بينما هو يتظاهر بحشد الحشود للجلاء عن غزة ـ أنه لن يترك الضفة، ولن يتخلى عن القدس، وأنه لا عودة للاجئين تحت أي شكل من الاشكال وبأي عدد من الأعداد إلى وطنهم، وإذا كان هناك من لا يريد أن يقتنع بحقيقة النوايا الإسرائيلية فعليه أن يتدبر، علاوة على صمت بيريس الذي يبدو أنه خلع رداء حمامة السلام ليرتدي مسوح من لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.
حقيقة أن «نتنياهو» يتمتع داخل حزب الليكود بشعبية اكبر من شعبية شارون مما يدل على حقيقة النوايا والأهداف والروح التي تسود حتى بين الأغلبية التي أيدت الخطوات الشارونية التكتيكية الخبيثة. ولكن يبدو أن شارون هو الأقدر على الموازنة بين المرغوب والممكن مع مراعاة الظروف الموجودة في مرحلة ما، وأعني بهذا أن شارون عندما يترك غزة اليوم لأنه رأى أن المقاومة والوضع الديموغرافي يجعلان من بقائه بها مكلفا في الحاضر والمستقبل، انه يستطيع أن يستغل انسحابه شبه الإجباري موضوعيا للحصول على مكاسب منها تعاطف دولي باعتباره تنازلا عما كان يمثل بالنسبة له أمرا بالغ الأهمية أيديولوجيا وسياسيا ويستغل ذلك للاحتفاظ بالضفة الغربية، على أن تبقى غزة على أية حال اسمية ومحاصرة ومهددة بإمكانية لاجتياحها كما صرح هو نفسه، ولذلك كلما كان سحب الآلاف الثمانية من المستعمرين الإسرائيليين ـ وهم كل من استقروا في القطاع دراماتيكيا ـ استطاع شارون أن يحصل على مزيد من التعاطف في العالم الغربي يشتري به تأييدا أو سكوتا على ما ينتويه في الضفة. وإذا كان ذلك كله لا ينفي ان المقاومة الفلسطينية هي التي استطاعت أن تفرض على الإسرائيليين هذا التراجع التكتيكي على جبهة للتركيز على جبهة أخرى، فان علينا مواصلة العمل سياسيا لكي لا يضيع الانتصار الفلسطيني النسبي في متاهات المخططات الإسرائيلية الخبيثة، وحتى لا يصبح قول أبو مازن: «غزة اليوم والقدس غدا» مجرد أمل يضيع في صحراء التيه.
ويقتضي ذلك التحرك في اتجاهات متعددة متوازنة منها:
1 ـ ان يتلو الانسحاب الإسرائيلي من غزة اجتماع عاجل للمجموعة الرباعية لكي تؤكد ترحيبها بالانسحاب باعتباره خطوة أولى يجب أن تتلوها بسرعة مفاوضات لاستكمال تنفيذ خريطة الطريق.
2 ـ ان يعقب ذلك اجتماع لمجلس الأمن يصدر قرارا بنفس المعنى لتجنب الوضع القانوني الذي قد يستقر بأن إسرائيل انسحبت بناء على قرار من جانب أحد لا يلزمها إلا بما تريده هي، حتى إذا كان استمرار حصار القطاع وإبقائه أسيرا «لإحسانها» كأنه «حارة يهود جديدة» يوضع فيها الفلسطينيون.
3 ـ أن تحرص كل القوى الفلسطينية على تجنب الفخ الذي نصبه لها كل من لا يريدون الخير للشعب الفلسطيني، بالدفع نحو انقسامات داخل فتح في الداخل والخارج، ونحو صدامات بين السلطة الفلسطينية والمنظمات لا يستفيد منها إلا طراف واحد هو إسرائيل تدعم بها حججها حول عجز الفلسطينيين عن تنظيم أمورهم وبناء مؤسسات دولتهم الديمقراطية التي تقوم على تعدد الآراء ووحدة السلاح والتزام الأقلية برأي الأغلبية التي يجب من جانبها أن تلتزم باحترام حقوق الأقلية، وفي هذا الصدد فقد يكون من المفيد التفكير في إعادة النظر في التاريخ الذي تحدد لإجراء الانتخابات التشريعية مع التزام جميع الأطراف بميثاق شرف يلتزم به حتى موعد الانتخابات.
4 ـ أن تلتزم الدول العربية جميعها بالتعاون على تحقيق كل ما سبق وربما يكون هذا هو الموضوع الذي يبرر انعقاد القمة العربية التي تأجل اجتماعها لاسباب قيل انها شكلية ولكن ربما كان السبب الحقيقي للتأجيل هو الرغبة في التوصل إلى ما يمكن أن يجمع العرب بدلا من أن يفصلهم وعلى الرغم من أن موضوعات أخرى كان مقترحا أن تبحثها القمة المؤجلة هي موضوعات مهمة، فلعله من الممكن التفكير في اقتصار الاجتماع الذي تقترحه على الموضوع الفلسطيني بمناسبة الانسحاب من غزة.
5 ـ ويقترن هذا كله بجهد عربي لحشد التأييد لموقفنا خاصة إذا أمكن إثبات عمليا أن الانسحاب من غزة قد ساهم في تقليل العنف: عنف الاضطهاد الاستعماري، وعنف المقاومة المشروعة، ما دامت الآمال قد تجددت في إمكان تحقيق التسوية السلمية العادلة.
6 ـ وكذلك جهد عربي موجه على الداخل الإسرائيلي بأسلوب هادئ ومدروس يكون من شأنه إعادة الزخم إلى معسكر السلام الإسرائيلي الذي كان قد ضعف لاسباب ليست كلها كما قيل راجعة إلى الانتفاضة (التي كان يجب بالعكس أن تعطيه مبررا للتحرك الإيجابي) بل لعلها ترجع إلى ضعف هيكلي به وإلى تخاذل بعض أعضائه علاوة على عدم وجود تجاوب بين ذلك المعسكر وبين القوى العربية المؤيدة لسلام ـ ليس لمجرد السلام ـ بل من أجل العدل والحرية والأمن للجميع.
* وزير خارجية مصر السابق
الغرضون
29-08-2005, 04:42 AM
مقال للكاتب فتى الأدغال بالساحة السياسية
آخرُ صيحاتِ المدعو ناب – أجلّكم اللهُ ! – أنّهُ كتبَ مقالةً يظهرُ فيها بثوبِ المبجّلِ المعظّمِ للعلماءِ !! ، يردُّ عليهم بأدبٍ وتؤدةٍ ، ويُناقشُ بعلمٍ وحصافةٍ ، وذكّرني في مقالتهِ هذه – وقد كتبها باسمهِ الصريحِ في جريدةِ الجزيرةِ اليومَ – بتلكَ الراقصةِ التي تتحجّبُ في أزقّةِ حيّها ، بينما تخرجُ أمامَ الملايينِ في الشاشةِ وهي عاريةٌ ترقصُ وتمتهنُ البغاءَ .
ناب – يا سادة – يشتمُ الصحابةَ والتابعينَ بأسمائهم ، ويتسلّى بذلك في مقالاتهِ التي يكتبها في المنتدياتِ ، فقد سبقَ لهُ شتمُ معاويةَ رضي الله عنهُ ، وتعرّض بالطعنِ لأبي هريرةَ رضي اللهُ عنهُ ، وأمّا خصمهُ اللدودُ وقاهرهُ وقاهرُ جميعُ العصرانيينَ والليبراليين فهو ابنُ تيميّةَ – برّدَ اللهُ مضجعهُ - !! ، ولا يكادُ يمرُ اسمُ ابنُ تيميّةَ إلا وينتفضُ ناب مستعداً للشتمِ والسبِّ !! ، إلا أنّهُ في جريدةِ الجزيرةِ ولأنّهُ يكتبُ باسمهِ الصريحِ فقد اضطرَّ للنفاقِ والتجمّلِ وإطلاقِ لقبِ الإمامِ على شيخِ الإسلامِ ! .
وناب أيضاً من دعاةِ العلمانيّةِ الصريحةِ ، يتبجّحُ بذلكَ علانيةً ، ويُعلنُ الحربَ الصريحةَ على الدعوةِ السلفيّةِ ، تلكَ التي يقتاتُ هو على بقايا خيرِها بعد أن مهّدَ اللهُ أمرَ هذه الجزيرةِ على يدِ جدّهِ الإمامِ محمّد بن عبدِ الوهابِ ومعهُ الإمام محمد بن سعود – جادَ اللهُ ثراهم بمزون الرحمةِ - ، روّوا الأرضَ بدماءِ العلماءِ في سبيلِ نصرةِ التوحيدِ وإقامةِ الدعوةِ السلفيّةِ ، فكفرَ بها من جملةِ من كفرَ ناب ، ولولا تلك الدعوةُ لكان ناب الآن حمّالاً في سوقِ الجفرةِ .
كانتْ مقالتهُ بعنوانِ " الهويملُ .. آخرُ الديناصوراتِ المعاصرةِ " ، وإنَّ ممّا زادَ بهِ الدكتورُ حسنُ الهويملُ – أسعدَ اللهُ أيّامهُ – شرفاً وفخراً أنَّ ناباً شبّههُ بالديناصوراتِ ، في الوقتِ الذي أبى فيه ناب إلا أن ينحدرَ إلى مستوى الذبابِ قذراً وعفناً ، فلا تجدهُ إلا في أقذرِ الأمكنةِ الفكريّةِ ، ولا يبحثُ إلا عن النتنِ يدسُّ فيهِ أنفهُ ويجدُ في ذلك متعةً وسلوةً ، فشتّان بينَ الديناصوراتِ العاليةِ القدرِ والهمّةِ وبينَ الذبابِ الدنيءِ النفسِ والقذرِ الطبعِ .
لندخل إلى صلبِ الموضوعِ ، وهو ردٌّ كتبتهُ على عجلٍ لبعضِ أقوالهِ واستدلالاتهِ العجيبة! :
زعمَ في مقالتهِ أنَّ شيخَ الإسلامِ ابنَ تيميّةَ حرّمَ الكيمياءَ – وهو العلمُ المعروفُ في زمانِنا - لما فيها من المضاهاةِ ، وأرادَ ناب إفهامنا – كذباً وتزويراً - أنَّ شيخَ الإسلامِ يرى أنَّ الكيمياءَ تصنعُ أشياء تضاهي بعضَ ما خلقهُ اللهُ ، ولهذا فهي محرّمةٌ ! ، ثمَّ طردَ فهمهُ لكلامِ ابنِ تيميّةَ بقولهِ " وحسب قاعدة المضاهاةِ هذه يمكنُ القولُ إنَّ السيّارةَ مُحرّمةٌ أيضاً ! ، والعلّةُ تكمنُ – حسبَ القاعدةِ – في مضاهاتِها للإبلِ والخيلِ والحميرِ والبغالِ " انتهى كلامهُ .
وهذا يدلُّ على جهلهِ الفاضحِ بكلامِ شيخِ الإسلامِ – رحمهُ اللهُ - ، وجهلهِ كذلكَ بعلمِ البحثِ والأدلّةِ ، وغبائهِ أيضاً في القياسِ والتسويةِ !! ، وهو الذي نعى علينا جهلنا بهِ ، ليقعَ ضحيّةً فيما نهانا عنهُ من قبلُ ! ، ذلك أنَّ كلامَ شيخِ الإسلامِ – رحمهُ اللهُ – في تحريمِ الكيمياءِ إنّما كانَ في صورٍ مُحدّدةٍ للكيمياءِ ، وهذه الصورُ غيرُ ما يعهدهُ النّاسُ في زمانِنا من علمِ الكيمياءِ ، وفي القاعدةِ الأصوليّةِ " العرفُ المقارنُ للخطابِ يُخصّصُ عمومَ اللفظِ " .
توضيحُ ذلكَ : أنَّ كلامَ شيخِ الإسلامِ في صورةٍ مُخصّصةٍ وهي الكيمياءُ التي يستخدمها النّاسُ ليزيّفوا بها بعضَ المعادنِ ، ويغشّوا الناسَ فيها ، وهذه يقعُ فيها المضاهاةُ في الشكلِ دون الحقيقةِ ، فتُباعُ على أنّها ذهبٌ أو جوهرٌ نفيسٌ ، وإنّما هي في حقيقةِ الأمرِ معدنٌ زائفٌ تمَّ تعديلهُ بحيلِ الكيمياءِ ، فهي من هذا الوجهِ يحرمُ تعلّمها واستخدامها ، وهذا واضحٌ تماماً في كلامِ شيخِ الإسلامِ ، يقولُ مثلاً في معرضِ جوابهِ عن عملِ الكيمياءِ : " وأمّا الكيمياءُ فإنّهُ يُشبهُ فيها المصنوعُ بالمخلوقِ ، وقصدُ أهلها إمّا أن تجعلَ هذا كهذا ، فينفقونهُ ويعاملونَ بهِ النّاسَ ، وهذا من أعظمِ الغشِّ " – الفتاوى ج 29 - .
وقال بعد ذلكَ : " وأهلُ الكيمياءِ من أعظمِ النّاسِ غشّاً ، ولهذا لا يظهرونَ للنّاسِ إذا عاملوهم أنَّ هذا من الكيمياءِ ، ولو أظهروا للنّاسِ ذلكَ لم يشتروهُ منهم إلا من يريدُ غشّهم " .
وقالَ أيضاً : " وكذلك طلاب الكيمياءِ الذين يُقالُ لهم الحدبانُ لكثرةِ انحنائهم على النّفخِ في الكيرِ ، أكثرهم لا يصلون إلى الحرامِ ، ولا ينالونَ المغشوشَ ، وأمّا خواصهم فيصلونَ إلى الكيمياءِ ، وهي محرّمةٌ باطلةٌ ، لكنّها على مراتبَ : منها ما يستحيلُ بعدَ بضع سنين ، ومنها ما يستحيلُ بعدَ ذلكَ ، لكن المصنوعَ يستحيلُ ويفسدُ ولو بعدَ حينٍ ، بخلافِ الذهبِ المعدنيِّ المخلوقِ فإنّهُ لا يفسدُ ولا يستحيلُ ، ولهذا ذكروا أنَّ محمد بن زكريا الرازيَّ المتطبّبَ – وكان من المُصحّحينَ للكيمياءِ – عمل ذهباً وباعهُ للنّصارى ، فلمّا وصلَ إلى بلادِهم استحالَ ، فردّوهُ عليهِ ، ولا أعلمُ في الأطباءِ من كانَ أبلغَ في صناعةِ الكيمياءِ منهُ " .
وذكرَ ابنُ مُفلحٍ – وهو من أعلمِ النّاسِ بكلامِ شيخهِ ابنِ تيميّةَ في الفقهِ وأفقهِ أصحابهِ – أنَّ شيخهُ حرّمَ الكيمياءَ لأنّها غشٌّ فقالَ : " قالَ شيخُنا : الكيمياءُ غِشٌّ ، وهي تشبيهُ المصنوعِ من ذهبٍ أو فضّةٍ بالمخلوقِ " – الفروع 6/ 168 - .
وفي قولهِ – نقلاً عن شيخهِ - : الكيمياءُ غِشٌّ ، ما يُفيدُ القارئَ أنَّ علّةَ تحريمِ الكيمياءِ عندَ شيخِ الإسلامِ إّنما هو الغِشُّ الواقعُ فيها ، وذلك لأنَّ من مسالكِ العلّةِ المعروفةِ عندَ علماءِ البحثِ والنّظرِ : الإيماءُ ، وهو أن يقترنَ الحكمُ بالوصفِ على وجهٍ لو لم يكنْ فيه الوصفُ علّةً للحكمِ ، لكانَ ذلكَ مُخلاً بالفصاحةِ ، وبسطُ ذلكَ في كتبِ الأصولِ .
يخلُصُ لنا ممّا سبقَ : أنَّ تحريمَ ابنِ تيميّةَ للكيمياءِ إنّما هي في ضربٍ مخصوصٍ منهُ ، وهو ما كانَ يُعملُ للمعادنِ من أجلِ صناعةِ معدنٍ مُشابهٍ للأصيلِ ، وأنَّ غالبَ ذلكَ هو من الغِشِّ والتدليسِ في المعاملةِ ، وليسَ مقصودهُ علمُ الكيمياءِ المعروفِ في زمانِنا والقائمِ على معرفةِ خواصِّ الموادِّ ونحوِها .
على أنَّ هناكَ صوراً وأصنافاً أخرى للكيمياءِ ، وقعتْ في عصرهِ وبعدَ عصرهِ ، وقد اعتبرها العلماءُ – بخصوصِها - من السحرِ ، كما قالَ ابنُ خلدون – في المقدمةِ - : " و أنت ترى كيف صرفَ ألفاظهم كلها في الصناعة إلى الرمزِ و الألغازِ التي لا تكادُ تبين و لا تعرفُ ، و ذلك دليلٌ على أنها ليست بصناعةٍ طبيعيةٍ ، و الذي يجبُ أن يُعتقد في أمر الكيمياء و هو الحقّ الذي يعضده الواقعُ أنها من جنسِ آثار النفوسِ الروحانيةِ ، و تصرفها في عالمِ الطبيعةِ إما من نوع الكرامةِ إن كانت النفوس خيّرة ، أو نوع السحر إن كانت النفوس شريرة فاجرةٍ " .
وإذا كانَ للغباءِ ميثاقٌ شرفيٌّ فإنَّي لا أجدُ أحطَّ ولا أغبى من هذه العبارةِ في كلامهِ : " وحسب قاعدة المضاهاةِ هذه يمكنُ القولُ إنَّ السيّارةَ مُحرّمةٌ أيضاً ! ، والعلّةُ تكمنُ – حسبَ القاعدةِ – في مضاهاتِها للإبلِ والخيلِ والحميرِ والبغالِ " !! ، اقرأوها واحمدوا الله على نعمةِ العقلِ والعافيةِ من بلادةِ الليبراليينَ من أمثالِ ناب .
وهذه النقولُ تبيّنُ كذبَ الكاتبِ وتلبيسهُ على القرّاءِ ، ليزعمَ بذلكَ أنَّ علماءَ الإسلامِ وأئمّةَ السلفِ كانوا يُحاربونَ العلومَ التجريبيّةَ والتطبيقيّةَ ، وأنَّ حضارتهم كانتْ مبنيّةً على ثقافةِ الزهدِ ومجافاةِ أسبابِ الرّخاءِ ، فضلاً عن نبذِ الحضاراتِ الأخرى ورفضِ التواصلِ معها !! .
إنَّ من يطلع على كتاباتِ علماءِ الإسلامِ يجدُ أنّهم كانوا يتواصلون مع الحضاراتِ الأخرى ، ويأخذونَ من علومِ المخالفينَ المادّيّةِ ما لا يتعارضُ منها مع الشريعةِ وأصولِها ، بل إنَّ الحضاراتِ لا يمكنُ أن تنشأ معزولةً عن العالمِ أو محاطةً بسياجٍ من الفوقيّةِ المانعةِ من التعاطي مع المخالفينَ ، وهذا ما حصلَ مع الحضارةِ الإسلاميّةِ العظيمةِ ، التي بنتْ أسسها على كتابِ اللهِ تعالى وسنّةِ النبيِّ – صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ – وانفتحتْ على الحضاراتِ والأممِ والشعوبِ الأخرى ، وأخذتْ منها ما أفادها في معاشِها وحياتِها ، ولم تعشْ متقوقعةً على نفسِها في جوٍّ من القطيعةِ مع الآخرين .
يقولُ شيخُ الإسلامِ عن بعضِ الفلاسفةِ : " لهم في الطبيعيّاتِ كلامٌ غالبهُ جيّدٌ ، وهو كلامٌ كثيرٌ واسعٌ ، ولهم عقولٌ عرفوا بها ذلكَ ، وهم يقصدونَ الحقَّ ولا يظهرُ عليهم العنادُ ، لكنّهم جهّالٌ بالعلمِ الإلهي إلى الغايةِ " – الردِّ على المنطقيينَ 143- ، وهذا يبيّنُ ما قرّرتهُ سابقاً من تفاعلِ الحضارةِ الإسلاميّةِ وتواصلِها مع الحضاراتِ الأخرى وإقرارِها لما في يديها من الحقِّ وإفادتِها منهُ ، مع رفضِ ما فيها من جوانبِ الانحرافِ والزيغِ ، وكشفِ ذلك للنّاسِ وبيانِهِ لهم حتى لا يتلبسَ عليهم الحقُّ بالباطلِ .
ويقولُ شيخُ الإسلامُ في معرضِ كلامهِ عن الأطباءِ وأهلِ الهندسةِ " هم من أذكى النّاسِ ، ولهم علومٌ صحيحةٌ طبّيّةٌ وحسابيّةٌ ، وإن كانَ ضلَّ منهم طوائفُ في الأمورِ الإلهيةِ فذلك لا يستلزمُ أن يضلّوا في الأمورِ المتعلّقةِ بالعلومِ الطبيعيّةِ كالطبِّ والحسابِ .... حتّى إنَّ محمّد بن زكريّا الرازيِّ مع إلحادهِ في الإلهياتِ والنبواتِ هو من أعلمِ النّاسِ بالطبِّ ، حتّى قيلَ عنهُ جالينوس الإسلامِ " – المنهاج 2/572 - .
وقد خبطَ ناب في مقالهِ خبطَ عشواءَ ، فلم يُشرْ إلى الفرقِ بين الحضارةِ وبين المدنيّةِ ، وأدخلَ فروعِ هذه في تلك ، وهذا من الأخطاءِ المنهجيّةِ ، التي تدلُّ على انعدامِ أساسٍ صحيحٍ للمعرفةِ لديهِ ، فهو إنّما يتحرّكُ من حنقهِ على المدرسةِ السلفيّةِ وينطلقُ منها هادماً تراثها بكل ما يقعُ تحتَ يدهِ من الكتبِ والأبحاثِ ، دون أن يجمعَ بينها نسقٌ واحدٌ ، أو يبنيها على أسسٍ معرفيّةٍ وبحثيّةٍ سليمةٍ .
ولعلَّ البعضَ يعترضُ قائلاً بأنَّ هناكَ من جعلَ الحضارةَ والمدنيّةَ مترادفتينِ ، والجوابُ عن هذا أنَّ هذا نوعٌ من التّواضعِ في إطلاقِ المُصطلحِ على أفرادِ الصورِ ، ولا أريدُ أن أدخلَ هنا في إشكاليةِ المُصطلحِ والحدِّ ، إلا أنَّ الحضارةَ لدى الكثيرين لا تعني المدنيّةَ وإنّما تعنى جانباً آخرَ وهو الاستعدادُ الروحيُّ والعقليُّ لقبولِ المعارفِ والتفاعلِ معها – كما هو تعبيرُ ألبرت اشفيستر في كتابهِ فلسفة الحضارةِ 34 - ، وفي تاريخِ الحضاراتِ العامِّ : الحضارةُ مجموعةٌ من الخططِ والنّظمِ القمينةِ بإشاعةِ النّظامِ والسلامِ والسعادةِ وبتطويرِ البشريّةِ الفكريِّ والأدبيِّ – ص 17 - ، ويميلُ بعضُ الباحثينَ إلى أنَّ الحضارةَ هي صورةُ التعبيرِ عن الرّوحِ العميقةِ للمجتمعِ ، فأمّا مظاهرُ التقدّمِ الآلي والتكنولوجي فإنّهُ مما يتصلُ بمعنى المدنيّةِ ، ولبعضِ علماءِ الاجتماعِ تفريقٌ لطيفٌ بينَ الحضارةِ والمدنيّةِ وهو أنَّ الحضارةَ هي ما نحنُ ، والمدنيّةُ هي ما نستعملُ ، وبعبارةٍ أخرى فإنَّ الحضارةَ في رأيهم تتمثّلُ في الفنونِ والآدابِ والدياناتِ والأخلاقياتِ ، بينما تتمثّلُ المدنيّةُ في السياسةِ والاقتصادِ والتكنولوجيا – التغير الحضاري وتنمية المجتمع 41 - .
فالحضارةُ إذن عبارةٌ عن منظومةٍ من المبادئ والأفكارِ والتصوّراتِ والمعاييرِ ، والإسلامُ أرسى دعائمِ هذه الأمورِ ، فالقولُ – كما يقولُ ناب – بأنَّ الإسلامِ حضارتهُ حضارةٌ قاصرةٌ غيرُ شاملةٍ هو تجنٍّ في حقيقتهِ على الشريعةِ الإسلاميّةِ أو جهلٌ من صاحبهِ بها ، فالإسلامُ أرسى دعائمَ الحضارةِ ، والمسلمونَ عملوا بمقتضى هذه الدعائمِ وظهرَ من صورِها في حياتهم العديدُ من المناشطِ المدنيّةِ ، بل إنَّ تخلفَ بعضِ صورِ المدنيّةِ لا يعني قصوراً في الحضارةِ أو طعناً فيها .
ولقد أجمعَ الباحثونَ – مسلمهم ومستشرقهم – على أنَّ الغربَ وأوروبا تحديداً لم يتحرّك فيها العلمُ إلا بعدَ تواصلِهم مع العربِ والمسلمينَ ، سواءً كانَ ذلكَ عن طريقِ التواصلِ المباشرِ في بلادِ الأندلسِ وصقليّة ونحوِها ، أو عن طريقِ التواصلِ المعرفيِّ بقراءةِ مؤلّفاتِهم والنهجِ على طريقِهم ، وقد كان الأوربيّون عاكفونَ على منطقِ أرسطو فلم يتقدّموا شيئاً للأمامِ ، ولكنّهم عندما فُتحَ لهم بابُ العلمِ التجريبيِّ – وأساسهُ كان عند ابنِ تيميّةَ كما سوف يأتي – تحوّلوا إلى أمّةٍ أخرى ، ولو جئتُ أنقلُ النصوصَ المؤكّدةَ لهذا لضاقَ المقامُ لطولِها وكثرِتِها ، ولكن ما عسانا أن نفعلَ مع أمثالِ ناب ممن إذا أتيناهُ بكل آيةٍ ما غيّرَ رأيهُ !! ، ذلك لأنَّ قلبهُ وعقلهُ مع الغربِ قد أُشربَ من هواهم .
إنَّ من يزعمُ اليومَ بأنَّ الغربَ بعدوانهِ وانحطاطهِ وتخلّفهِ القيَمي وانحدارهِ الخُلقيِّ يُشكّلُ حضارةً راسخةً فإنّما يُغالطُ نفسهُ ، نعم لدى الغربِ مدنيّةٌ وعمرانٌ وصناعةٌ وتقنيةٌ ، لكنّهُ عارٍ من قيمِ الحضارةِ الحقّةِ ، فهو لا يعرفُ للأخلاقِ معنى إلا ما شهدتْ بهِ المنفعةُ ، وحداثتهم قائمةٌ على أُسسٍ ماديّةٍ أغفلوا فيها جانبَ الرّوحِ تماماً ، وهذا ما جعلهم يعيشون حياةً شبيهةً بحياةِ البهائمِ في كثيرٍ من شئونِ حياتِهم .
ومن تهافتهِ في مقالتهِ أنّهُ زعمَ أنَّ شيخَ الإسلامَ وقفَ ضدَّ الفلسفةِ والمنطقِ ، وأخذَ يتباكى عليهما زاعماً أنَّ إيقافَ تدريسِها أخملَ جذوةَ العقلِ وأطفأ سراجها ، وهذا خبثٌ منهُ لأنّهُ يُريدُ أن يوهمَ القارئَ أنَّ منهجيّةَ المعرفةِ والاستدلالِ في الإسلامِ – كما قرّرها شيخُ الإسلامِ وغيرهُ - تتعارضُ مع العقلِ ، بينما منهجيّةُ المنطقِ اليونانيِّ تتفقُ مع العقلِ ، كما أنّهُ يُريدُ أن يُشيرَ إلى عدمِ المنهجيّةِ في نقدِ شيخِ الإسلامِ للمنطقِ وتحريمهِ للكثيرِ من علومِ الفلسفةِ ، ويعتبرُ ذلكَ عداءً مُجرّداً لمخالفيهِ ، وليسَ لهُ أي اعتبارات منهجيّةٍ أخرى .
إنَّ شيخَ الإسلامِ في نقدهِ وردّهِ على المناطقةِ والفلاسفةِ إنّما ينطلقُ من رؤيةٍ معرفيّةٍ ونظرةٍ استدلاليّةٍ إسلاميّةٍ واضحةٍ ، فالشريعةُ الإسلاميّةُ جاءتْ برؤيةٍ واضحةٍ لقضايا المعرفةِ والبحثِ والاستدلالِ ، وهذه الرؤيةُ الإسلاميّةُ رؤيةٌ أصيلةٌ لا يحتاجُ معها المسلمُ إلى موازينِ المنطقِ وقواعدهِ ، لأنّها منسجمةٌ مع العقلِ غيرُ متعارضةٍ معهُ ، فكانَ رفضُ شيخِ الإسلامِ للمنطقِ والفلسفةِ لسقوطِ كثيرٍ من قضاياه في نفسِها ، وأما ما كانَ منها صحيحاً سالماً من المعارضِ والقادحِ فإنَّ في قواعدِ المعرفةِ والاستدلالِ في الإسلامِ ما يغني عنهُ .
وممّا يؤكّدُ أنَّ شيخَ الإسلامِ كان يؤسّسُ في كلامهِ لمنهجٍ إسلاميٍّ في المعرفةِ ما قالهُ الدكتورُ علي سامي النشارِ – وهو من فلاسفةِ الأشاعرةِ المعاصرينَ - : " وبهذا حقّقَ ابنُ تيميّةَ فكرتهُ القائلةَ بأنَّ للمسلمينَ طرقاً خاصّةً في البحثِ مُستمدّةً من القرءانِ وقائمةً عليهِ " – مناهجُ البحثِ 281 – ويقولُ مصطفى عبدِ الرازق أحدُ أكبرُ الفلاسفةِ المعاصرينَ وأستاذُ الفلسفةِ في الأزهرِ : " إنَّ الدراساتِ المنطقيّةِ لو سارتْ منذ عهد ابنِ تيميّةَ على نهجهِ في النقدِ بدلَ الشرحِ والتعمّقِ ، لكنّا بلغنا بها من الرّقيِّ مبلغاً عظيماً " – مناهجُ البحثِ 282 - .
وأيضاً فإنَّ شيخَ الإسلامِ كانَ يحمل رؤيةً خاصّةً في علمِ المنطقِ مؤدّاها أنَّ العلومَ النظريّةَ كلّها غيرُ مفيدةٍ ، وهذا ما جعلهُ يؤسّسُ لفلسفةٍ تجريبية على أنقاضِ الفلسفةِ النظريّةِ الجامدةِ ، يقولُ محمد عبد الستار نصّار – وهو من مخالفي ابن تيميّةَ - : " وأخيراً لا يسعنا أمامَ هذه الرّوحِ العلميّةِ التجريبيّةِ التي اتسمتْ بها فلسفةُ ابنُ تيميّةَ إلا أن نُقرّرَ أنّهُ لو قُدّرَ لهذه الفلسفةِ أن توضعَ في قالبٍ منهجيٍّ ، لعُدَّ ابنُ تيميّةَ – بحقٍّ – على رأسِ الفلاسفةِ التجريبيينَ ، وحسبهُ أنّهُ وضعَ الأفكارَ في وقتٍ كانتْ أوربا ترسفُ في أغلالِ الجهلِ وتعاني من جمودِ الفكرِ النظريِّ طوالَ العصورِ الوسطى " – المدرسةُ السلفيّةُ 449 - .
والمعرفةُ في الإسلامِ تقومُ على منهجٍ واضحٍ في الاستدلالِ ، لهُ مصادرُهُ ومجالاتُهُ ، وثمّةَ توافقاً وتكاملاً بينَ المعرفةِ وبينَ مصادرِها ومجالاتِها ، والمقصودُ بالتوافقِ عدم التعارضِ بينَ المصادرِ التي قد تشتركُ في الدلالةِ على بعضِ المجالاتِ ، والمقصودُ بالتكاملِ إثباتُ أنَّ لكلِّ مصدرٍ حدودهُ ومجالاتهُ التي يختصُّ بها ، بحيثُ تكونُ دلالاتُ المصادرِ المختلفةِ متكاملةً لا متعارضةً ، وهذا يُبينُ لنا اختصاصَ المعرفةِ في الإسلامِ بالدلالةِ على الحقِّ في جميعِ جوانبِ المعرفةِ – يُراجعُ للتوسّعِ كتابُ " المعرفةُ في الإسلامِ " - ، وهو ما يجعلُ المسلمَ في غنى عن جميعِ مصادرِ المعرفةِ والاستدلالِ الأخرى كعلمِ المنطقِ وغيرهِ .
وممّا يؤكّدُ أنَّ الحضارةَ الإسلاميّةَ حضارةٌ شاملةٌ كاملةٌ هو وجودُ مصادرَ مستقلّةٍ للمعرفةِ والبحثِ والاستدلالِ في الإسلامِ ، تتوافقُ مع الحسِّ والعقلِ وتتكاملُ معها ، ولا يوجدُ – بحمدِ اللهِ تعالى – تعارضٌ بين أصولِ الشريعةِ وبين العقلِ .
وبهذا يظهرُ لنا أنَّ ما فعلهُ شيخُ الإسلامِ في نقدهِ للمنطقِ وأفكارِ الفلاسفةِ لم يكنْ جانباً هدميّاً فحسب ، أو كانَ حرباً للعلومِ الأخرى الخارجةِ عن علومِ الشريعةِ ، كما يصوّرها لنا ناب !! ، وإنّما كان نقداً لها وتزييفاً ، وإنشاءً وتأسيساً لأصولِ المعرفةِ والاستدلالِ في الإسلامِ وتأصيلِ ذلكَ ، بل وإمدادِ البشريّةِ بأُسسِ العلمِ والمنطقِ التجريبيِّ وهو ما تعيشُ عليهِ أوربا الآن في فورةِ قوّتها ومجدِها ، بعد أن غرقتْ قديماً في سفسطاتِ المنطقِ النظريِّ ، ويعودُ فضلُ ذلكَ بتوفيقِ اللهِ تعالى لابنِ تيميّةَ إليهِ وهدايتهِ إلى إرساءِ دعائمهِ .
ويزدادُ صلفُ ناب وكذبه حينَ يقولُ : " كما أنَّ الحضارةَ كمصطلح هي مفهومٌ قادمٌ إلينا من خارجِ منظومتنا اللغويّةِ والثقافيّةِ !! " ، ولا أدري كيف يجرؤُ على مثلِ هذا التلفيقِ والافتراءِ الواضحِ ! ، ذلك أنَّ الحضارةَ قد تحدّثَ عنها وعن تعريفِها وعن مقوّماتِها العلاّمةُ ابن خلدون في كتابهِ المقدّمةِ ، وذلك في القرنِ الثامنِ الهجريِّ ، في الفترةِ التي تمثّلُ عصورَ الانحطاطِ والظلامِ في أوربا .
وهذا يوضحُ لنا تقدّمَ المسلمينَ في علومِ العمرانِ والاجتماعِ والسياسةِ على الغربِ ، خلافاً لما افتراهُ ناب في مقطعٍ آخرٍ بقولهِ : " قصورُ الثقافةِ الإسلاميّةِ في مجالِ السياسةِ " ، والثقافةُ التي يريدُها ناب هي الثقافةُ القائمةُ على الفصلِ بينَ التشريعاتِ الإسلاميّةِ وبينَ إدارةِ شئونِ الحياةِ ، وأن تبقى الشريعةُ محصورةً في العباداتِ الظاهرةِ والروحانياتِ ولا تتعدّاها إلى صبغِ الحياةِ كلّها بالشريعةِ الإسلاميّةِ ، وإنَّ أي دراسةٍ أو مؤلَّفٍ يؤصّلُ للحكمِ بشرعِ اللهِ ، أو يُقرّرُ مسائلَ السياسةِ الشرعيّةِ ، فهي ناقصةٌ غيرُ كاملةٍ ، ما لم تحملْ في ثناياها المنهجَ الغربيَّ ورؤيتهُ الليبراليّةَ للحياةِ ! .
" ومن هنا يُمكنُنا القولُ إن الحضارةَ مُنتجٌ إنسانيٌّ " ، هذه العبارةُ من كلامهِ تكشفُ لنا حقيقةَ مقالهِ ، لأنّهُ يُريدُ من جميعَ ما سبقَ إيرادهُ أن يُسقطَ البعدَ الدينيَّ عن الحضارةِ ، ويجعلها نصيباً مُشتركاً بينَ الإنسانيّةِ ، لا يؤثّرُ فيها دينٌ أو يحدّها شرعٌ ، وكلامهُ هذا يردُّ عليهِ الواقعُ الذي يشيرُ إلى أنَّ الإسلامَ وحّدَ ملايينَ البشرِ ، كانوا ينتمونَ إلى حضاراتٍ شتّى ، فجمعهم على حضارةٍ واحدةٍ شاملةٍ تامّةٍ ، ولم يحملهم على إلغاءِ مكتسباتِهم من حضاراتِهم السابقةِ ممّا لا يتعارضُ مع أحكامِ الشريعةِ ، وإنّما دعاهم إلى التفاعلِ مع الحضارةِ الجديدةِ ، ولم يعرفْ أحدٌ من الناسِ لهذه الرابطةِ الاجتماعيّةِ إطاراً توصيفيّاً دقيقاً إلا الحضارةَ الإسلاميّةَ .
يقولُ مالكُ بنُ نبيٍّ : " إنَّ الحضارةَ لا تنبعثُ إلا بالعقيدةِ الدينيّةِ ، والحضارةُ لا تظهرُ في أمّةٍ من الأممِ إلا في صورةٍ وحي يهبطُ من السماءِ ، يكونُ للنّاسِ شرعةً ومنهاجاً " – شروطُ النهضةِ 76 - .
للحديثِ بقيّةٌ ولكنّي أطلتُ ، واعذروني على تداخلِ الكلامِ لعدمِ التحريرِ والمراجعةِ .
الغرضون
29-08-2005, 04:45 AM
صرخة ألم للسيد رئيس الجمهورية (مبارك)
السيد الرئيس
لقد حكمتنا أكثر من 24 عاما بقوانين الطوارئ والآن تعدنا برفع قانون الطوارئ؟ أليس هذا أمرا عجيبا؟ وغريبا أليس في مقدورك إصدار قرارا فوريا الآن برفع الطوارئ ولماذا الوعد إن كنت صادقا؟ ألست في موقع اتخاذ القرار؟ إذن نفذ؟ لقد دخلنا موسوعة جنس بهذا العمل الغريب كأسوأ بلد في العالم.
السيد الرئيس: في عهدك أضحى المصريون يباعون ويشترون بثمن بخس في دول الخليج. إن كنت لا تثق في قولي يكفي أن يقوم طفل خليجي بإعلان في جريدة رسمية مصرية أنه يريد خادمة براتب مغري. ستجد شوارع القاهرة أغلقت من كثرة طالبي هذه الوظيفة ومن حملة المؤهلات العليا.
السيد الرئيس: في عهدك أضحى راتب أستاذ الجامعة لا يكفيه لشراء ملابسه أو حذائه. لقد رأيتني عند دراستي الدكتوراة وأنا أنظر لحذاء أستاذي الجامعي من تحت مكتبه - مقطوعا نصفين من نعله. وأنظر لبلاط أرض مكتبه المخلوع. فأحزنني ما آل إليه حال أساتذة الجامعة في عهدك الميمون.
السيد الرئيس: في عهدك الميمون أضحى راتب مدير إدارة بالتربية والتعليم أقل من راتب عامل في البنوك الربوية. فكيف بحال مرتب المدرس.
السيد الرئيس: في عهدك الميمون أصبح ضحايا حوادث الطرق أكثر من ضحايا الحرب الأمريكية الغاشمة على العراق. وذلك بسبب ضيق الطرق ورداءة إنارتها وإهمال تسفيلها. ولما أراد المفكرون العظماء الذين يحيطون بك - لما أرادو حل هذه المشكلة زرعوا أعمدة الإنارة في منتصف الطرق فأصبحت مصيدة لكل سيارة تنحرف وزادت الحوادث أضعاف أضعاف. طبعا سيادتك لا تعلم شيئا عن ذلك لأنك تتنقل بالطائرة.
السيد الرئيس: وليت علينا في مجالس القرى والمدن شرازم الخلق ففرضوا على الشعب الإتاوات وياويل من خالفهم سيعرض نفسه للغرامات والمخالفتات.
السيد الرئيس: ميزانية الدولة تصرف على كورنيش النيل وأحياء البهوات أما باقي الأحياء فهم عندكم أموات إذهب بنفسك لحي السيدة أو غيرها وفي المدن الأخرى نفس المشكلة أحياء بلا ماء أو صرف صحي أو طرق ولا خدمات.
السيد الرئيس: في عهدك الميمون أصبح نصف الشعب حرامي والنصف الآخر نصاب -إلا من رحم ربي - ليستطيع تغطية تكاليف الحياة. ويمكنك ركوب سيارة أجرة والانتقال من القاهرة إلى أي مدينة لترى رجل المرور ينهب ورجل الكارته ينهب ورجل الأمن ينهب وهم في كل شارع وكل تقاطع ولا يمكنك إستخراج ورقة رسمية قبل أن تدفع لكل موظف إذا أردت أن تنجز.
السيد الرئيس: في عهدك الميمون أصبحت المستشفيات مجرد أسماء أو مواقع لتحويل المرضى للعيادات الخاصة واستشرت الأمراض المستعصية بين الشعب وعلى رأسها الفشل الكلوي وأمراض الكبد.
السيد الرئيس: في عهدك الميمون بعتم القطاع العام وبعتم المواطنين لشركات الإقطاع تنهبهم وتمص دماءهم ليلا نهارا. ولم يبق إلا بيع النيل لليهود والجيش لأمريكا.
السيد الرئيس: في عهدك الميمون أصبح دخل الفلاح تحت خط الفقر بعد أن بعتموه بثمن بخس لبنك التنمية الزراعي يورد له مستلزمات الزراعة بأبهظ الأثمان ويستولي على إنتاجه الزراعي بأبخث الأسعار. وقد وعدت آلاف المرات برعاية محدودي الدخل ونسيتم أن 90% من الشعب المصري أصبح معدوم الدخل.
السيد الرئيس: لا أمل في الحل ما دمت تحيط نفسك بمجموعة من الحرامية والنصابين وأودعت الشرفاء في غياهب السجون.
السيد الرئيس: اسمح لي أن أقاطع الانتخابات لعدم ثقتي في أي من المرشحين فقد سمحت سيادتك أن لا ينافسك إلا أسوأ الناس. فأنتم الذين سمحتم بتكوين هذه الأحزاب السيئة ومنعتم أحزاب الشرفاء. وأصبح مفروض على المواطن أن يختار بين السيء والأسوأ. كما أن تجربة التزوير في لجان الانتخابات نعلمها جميعا.
السيد الرئيس:إعلامك لا يكف عن الحديث عن الراقصين والراقصات والعاهرين والعاهرات حتى صورت مصر كلها أمام العالم أنها بيت دعارة وليس بها شرفاء.
السيد الرئيس:أنفقتم أموال الدولة على الفنانين واللاعبين والمعتوهين من الكتاب العلمانيين وتركتم العلماء ورجال الدين والشرفاء.
لن أحدثك عن السياسة الخارجية وما آل إليه مصير المسلمين بسبب سياسة الاستسلام.
ولن أحدثك عن ظلم القوانين الوضعية وجور القضاة
مع علمي أنك ستظل رئيسي حتى ينتهي أجل أحدنا، شئت أو أبيت، ولكني أردت أن أبوح لك ببعض مشاعر الظلم التي تعتصر نفسي. عسى أن أخفف الألم عن نفسي لحظات. فمن حقك أن تحكم ومن حقي أن أتألم وأصرخ. وتأكد أني لست وحدي ولكن كل الشعب المصري مثلي.
هذه صرخاتي وأعلم أنها لن تصلك
د. محمد حافظ
http://alsaha2.fares.net/sahat?14@219.YKlss2sZniy.5@.1dd7f4f0/0
الغرضون
29-08-2005, 04:49 AM
sp-onpalestinesituation.doc
كلمة سعادة السفير فوزي شبكشي
مندوب المملكة العربية السعودية لدى الامم المتحدة
أمام مجلس الامن بشأن" العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة "
التاريخ: 20/ 1 /1423هـ
الموافق: 3 /4 /2002م
______________________________________________________
السيد الرئيس
أهنئكم برئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر متمنياً لسعادتكم التوفيق والسداد في قيادة مداولاتنا الى ما نصبو اليه . واشكركم لاستجابتكم لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لمناقشة الاوضاع الخطيرة في الاراضي الفلسطينية .
ان الاحداث الدامية في فلسطين المحتلة تؤكد ما سبق أن كررناه من أن اسرائيل لا ترغب في السلام ولا تسعى اليه . لقد وعد الرئيس الحالي لحكومة اسرائيل تحقيق أمن بلاده واعتبر ان السلام لا يحقق أمن اسرائيل ومارس القمع اللاانساني والعدوان الغاشم على الانسان وعلى الارض ولم يستثن وسيلة خسيسة الا وارتكبها بحجة توفير الأمن وبإدعاء محاربة الارهاب . ان الخلط بين الارهاب الذي ترتكبه اسرائيل وبين المقاومة الوطنية الفلسطينية يجسد الظلم الفادح على حق الشعوب في تحرير اراضيها والحصول على حقوقها والمحافظة على كرامتها وحريتها . ان ارهاب الدولة الذي ترتكبه اسرائيل ليس دفاعاً عن نفسها أو حماية لمواطنيها بل هو حماية لاحتلالها وتكريس لاغتصابها .
فاسرائيل لا تملك حقاً مشروعاً في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية وقطاع غزة اللتان دخلتهما في حرب 1967م ولم تخرج منهما منذ ذلك الوقت. والفلسطينيون شأن من عاشوا في ظل أي احتلال من حقهم بل من واجبهم تحرير اراضيهم واستعادة حريتهم .
ومع بشاعة الاحتلال الاسرائيلي والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال تضع اسرائيل اللوم على الفلسطينيين اللذين كان عليهم ان لا يلتفتوا الى الاحتلال وان يتغافلوا عن استخدام الاسلحة الثقيلة ضدهم وان ينسوا مئات القتلى وآلاف الجرحى وان لا يتذكروا ممتلكاتهم المنهوبة وحقوقهم المسلوبة وديارهم المدمرة . كان يجب على الفلسطينيين ان لا يصرخوا وان لا يقاوموا وان يرضو بنعيم الاحتلال الاسرائيلي وبسلام القتل العشوائي وأمن التصفيات الجسدية . سلام البطش والتدمير وأمن الحصار والتجويع . سلام الترسانة المكدسة بالسلاح النووي واسلحة الدمار الشامل وامن الضغط والتهديد والوعيد والابتزاز . سلام الوعود الكاذبة والاتفاقات غير المطبقة وأمن التنكر للشرعية الدولية والحقوق الانسانية . سلام المستوطنات المتزايدة والمتوسعة وأمن الجزر المتناثرة والمحاصرة من قبل الاسرائيليين .
السيد الرئيس
لقد لجأ الشعب الفلسطيني الى المقاومة بعد سنين طويلة من الاحباط المرير وخيبة الامل في تحقيق العدل والانصاف من خلال مساعي التسوية السلمية والتي لم تحقق هدفها بسبب تعنت اسرائيل ومماطلتها وتراجعها عن تنفيذ التزاماتها . لم يجد الفلسطينيون امامهم سوى الانتفاضة والمقاومة بعد ان تقاعس مجلس الامن في الاصرار على تنفيذ القرارات التي اصدرها وبعد أن رفض مجلس الامن ارسـال مراقبين دوليين الى الاراضي الفلسطينية المحتلة والذين كان يمكن ان يمنعوا أو على الاقل يحدوا من تدهور الاوضاع وتفاقمها . ماذا يعمل الفلسطينيون الذين يلقون الذل والهوان صباح ومساء كل يوم ؟ كيف يتصرفون مع تجاهل المجتمع الدولي لحقوقهم وعدم اصراره على احترام الشرعية الدولية ؟ كيف يكون موقف هذا الشعب المقهور الذي حرم من الأمن والاستقرار بل ومن أبسط مقومات العيش بكرامة مثل باقي الشعوب ؟ كيف يواجهون سياسية الاغلاق والحصار والتجويع والعقاب الجماعي ؟
أتتفق الاعمال اللاانسانية التي ترتكبها قوات الاحتلال مع نصوص اتفاقية جنيف الرابعة المعنية بالتعامل مع المناطق المحتلة ؟ أبعد كل ما يراه العالم يومياً في التلفاز ويقرأه في الصحف ويسمعه من الاذاعات ان نستغرب يأس الفلسطينيين واحباطهم ؟ !
السيد الرئيس
ان المسلك العدواني للحكومة الاسرائيلية يؤكد المدى الذي بلغته في ابتعادها عن منطق الحوار ولغة السلام واعتمادها اساليب الحرب والدمار كوسيلة لتحقيق غاياتها وأهدافها التوسعية . ان نظرية ان القوة الاسرائيلية كفيلة بإسكات المطالب الفلسطينية لن تجدي ولن تفلح وإذا كانت اسرائيل قد خططت لتحول عدوانها الى حرب بين غالب ومغلوب والى معارك تنتهي برفع الفلسطينيين راية الاستسلام عليها ان تتذكر ان التاريخ لم يسجل قط لشعب مغلوب على أمره أن يستسلم لقوة مادية مهما كان عتوها ذلك أن كفاح الشعوب تكون فيه الغلبة بمقدار القدرة على الصمود وتحمله للضربات الموجهة من المحتل . وقدرة الصمود تستمد قوتها من الحق والمطالب العادلة . وكما استقلت الدول التي كانت مستعمرة ستستقل دولة فلسطين بإذن الله .
السيد الرئيس
ان ما يجري من عدوان غاشم في فلسطين المحتلة يؤكد بطش الاحتلال وأن القيادة الاسرائيلية التي وصلت الى موقعها في ظل ظروف بالغة التعقيد وشديدة الخطورة تسعى الى تفجير الاوضاع في المنطقة وقلب الموازين وخلق حقائق جديدة على الارض قبل أن تجلس الى مائدة مفاوضات الحل النهائي بعد أن أدركت أن مسيرة السلام والتسوية العادلة لا تحقق لها اطماعها وقد تصورت ان عامل الوقت يخدمها وأن تردد مجلس الأمن في تنفيذ قراراته ورفضه ارسال مراقبين دوليين الى الاراضي الفلسطينية المحتلة مثل ما فعل في مناطق أخرى واكتفاء المجتمع الدولي بترديد عبارات الشجب والاستنكار دون أن يقترن ذلك بإجراءات تجبر اسرائيل على احترام الشرعية الدولية سيجبر الفلسطينيين على قبول الواقع الجديد وهذا تصور خاطئ واستنتاج مغلوط فإن اسرائيل إذا كانت قد نجحت في دفع الفلسطينيين الى اليأس والاحباط فإنها قد جلبت في نفس الوقت القلق والخوف من الشعب الفلسطيني الذي فقد كل شيء حتى الامل في أن ينعم بما تنعم به الشعوب من حرية وكرامة وأمن واستقرار .
السيد الرئيس
لقد تقدم صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بمبادرة سلام تحقق الامن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة . ولقد تبنت القمة العربية هذه المبادرة مما يؤكد رغبة كل العرب في السلام وفي الامان للجميع وأننا نتطلع أن لا يدع الشعب الاسرائيلي فرص السلام تضيع وأن يراهن على العدل والانصاف للجميع فإن الأمن لا يتحقق ولن يسود بالعدوان وأنما يتجسد من خلال تفهم العقول وتفاعل المصالح وتعاون الشعوب .
السيد الرئيس ،
اننا نطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لدفع إسرائيل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي ورفع الحصار فوراً وبدون شروط عن الشعب الفلسطيني وعن زعيمه الرئيس ياسر عرفات وتحقيق انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الإراضي الفلسطينية وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة .
كما ندعو مجلس الأمن الى نشر قوات حفظ السلام الدولية ومراقبين دوليين للإشراف على عملية الانسحاب والفصل بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وإلزام إسرائيل وهي القوة المحتلة بإحترام نصوص إتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م ، وإتفاقية لاهاي والإعلان العالمي لحقوق الانسان .
ونؤكد مرة أُخرى ما جاء في بيان معالي الأمين العام للأمم المتحدة بأن مشكلة الشرق الاوسط كانت وما زالت الإحتلال الإسرائيلي الذي أدى الى الإخلال بالأمن وتزايد العنف والإرهاب في المنطقة والحرمان الاقتصادي والمعاناة. وأن هذه المشكلة مترابطة فيما بينها وأن أي محاولة لحصر المشكلة في نطاق الأمن وحده لن يحل المشكلة ولا بد من معالجة مشكلة الأمن ومعالجة المسائل السياسية في نفس الوقت لإحياء الأمل لدى الشعب الفلسطيني في غد مشرق ومستقبل أمن .
الغرضون
29-08-2005, 04:51 AM
جلسة خاصة للكنيست بمناسبة مرور 25 سنة على ابرام اتفاقية اسرائيل-2004-3-24
فخامة رئيس الدولة "كتساف"وعقيلته
فخامة رئيس الدولة الاسبق السيد "كتسير"
حضرة رئيس الكنيست
حضرة رئيس المحكمة العليا
حضرة اعضاء الكنيست الحاليين والسابقين
حضرة السفراء الاجانب
حضرة المحترمين
يصادف اليوم مرور 25 عاما على توقيع معاهدة السلام بين اسرائيل ومصر الدولة الاكثر اهمية من بين الدول العربية.
مرور 25 عاما على توقيع المعاهدة التاريخية هو في المرتبة الاولى تحية اجلال واكبار لرجلين عظيمين. رئيس حكومة اسرائيل "مناحم بيجين" والرئيس "انور السادات".
بفضل قيادتيهما وبتمسكهما برؤيا السلام، افلح هذان الرجلان المثاليان على جسر الهوة رغم البغضاء والشكوك بين هاتين الدولتين.
اثبتت اسرائيل حينها نيتها للعيش بسلام مع جميع جيرانها وذلك وفقا لما صرح به السيد "مناحم بيجين" من على منصة الكنيست عند استضافته للرئيس السادات في تشرين ثان- نوفمبر عام 1977: " توجد لنا رغبة واحدة بقلبنا وارادة واحدة بنفسنا . وكلنا موحدون ومتفقون بالرغبة والارادة معا لكي نجلب السلام ، السلام لشعبنا الذي لم يعرف السلام حتى ولا ليوم واحد منذ عودتنا الى ارض صهيون . وايضا السلام لجيراننا الذين نتمنى لهم كل الخير . ونحن نؤمن باننا نصنع السلام ، السلام الحقيقي حتى نساعد الواحد الاخر في كل مجالات الحياة ونفتح فترة جديدة في الشرق الاوسط ، فترة ازدهار ونمو ، تطور وتقدم وانتعاش كما كان منذ القدم " .
ان معاهدة السلام بين اسرائيل ومصر صمدت رغم الاغتيال الاجرامي للرئيس السادات على يد متعصبين مسلمين، عدا عن التطورات والثورات السياسية التي شهدتها المنطقة خلال ال 25 سنة الاخيرة. اثبتت هذه المعاهدة من خلال صمودها انها ليست اتفاقية شخصية ابرمت بين رجلين عظيمين وانما معاهدة تلائم وتعبر عن المصالح الاستراتيجية الحقيقية للدولتين.
خلال السنوات العشر الاخيرة قاطع العالم العربي مصر بسبب صنع السلام مع اسرائيل ولكن الشيء لم يردع مصر التي تمسكت بنهجها- نهج السلام. في نهاية السنوات العشر عاد العالم العربي ليتقبل قيادة مصر معترفا بذلك بمصداقية نهجها فبعد ان كسرت مصر دائرة الكراهية حولنا وقعت ايضا المملكة الاردنية, بقيادة جلالة الملك حسين رحمه الله, على معاهدة سلام مع اسرائيل، بقيادة سيادة رئيس الحكومة اتسحاق رابين, لذا نأمل ان تحذو دول عربية اخرى حذوهما.
بعد مرور 25 عاما على توقيع معاهدة السلام بين اسرائيل ومصر، نحن ملزمون ببذل الجهود لتحسين ثقافة السلام في الشرق الاوسط. لذا فاننا نرى ان هنالك اهمية كبرى لتعميق الحوار بين الدولتين ليس فقط بهدف التقدم في العملية السياسية في المنطقة وانما من اجل انعاش العلاقات وتحسين الجو بين اسرائيل ومصر. اننا شهود في الاونة الاخيرة على انفراج مبارك وان كان بطيئا وكانت الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية(سلفن شلوم) قبل اسبوعين للقاهرة دلالة على ذلك وكذلك لقاءاته الناجحة مع الرئيس مبارك ورجال اخرين من القيادة المصرية, وكذلك الاتصالات بيني وبين الرئيس مبارك ومبعوثيها.
الاقتصاد الاسرائيلي والاقتصاد المصري يكملان بعضهما البعض من نواح مختلفة ومن الطبيعي ان على اثر التقارب الجغرافي يزداد التعاون الاقتصادي بيننا. نعمل سويا على تطوير بعض المشاريع اللتي من شانها تعزيز السلام وجعله واقع حقيقيظ.
ان التعاون في مجال الزراعة كان دائما مثمر وواسع النطاق. اامل ان يتجدد في المستقبل القريب بشكل كامل. اؤمن بمشاريع التعاون بين الدولتين – وهنالك الكثير من المجالات المتعددة التي من الممكن ان نقوم بها سويا.
اعضاء الكنيست الكرام ،
خلال الفترة التي سبقت معاهدة السلام لم نكره الشعب المصري ابدا.في التوراة فريضة واضحة رغم ما فعل المصريون لابناء اسرائيل اقتبس ما يلي:" لا تكره مصريا لانك كنت نزيلا في ارضه". وحسب اقوال الحاخام "شلومو يتسحاكي" اقتبس ما يلي : "يجب الا ننسى انهم كانوا لكم مأوى في وقت الضيق".
في باحة البيت الابيض قبل 25 عاما وقعت كل من مصر واسرائيل على معاهدة سلام (واقتبس منها ما يلي):" من منطلق قناعتهما بالحاجة الماسة لاحلال سلام عادل، شامل ودائم في الشرق الاوسط، وفقا لقراري مجلس الامن 242 و 338، بود كل منهما انهاء الحرب وارساء قواعد السلام حيث تستطيع كل دولة في المنطقة العيش بامان ".
ما زالت هذه المقولة نافذة المفعول حتى يومنا هذا ايضا، لاننا اليوم بحاجة ماسة لاحلال السلام في الشرق الاوسط ، سلام ينهض بجميع الدول العربية قدما صوب التقدم والازدهار الاقتصادي.
سيدي الرئيس، اعضاء الكنيست ،
ما كنا لنحقق معاهدة السلام مع مصر لولا اقدام مقاتلي جيش الدفاع الاسرائيلي خلال سنوات المواجهة . ان نجاحهم في صد الغزو المفاجئ خلال حرب الغفران وتحويله الى انتصار، بالاضافة الى عبور القناة، اثبت للعالم العربي بأسره ان نهضة الشعب اليهودي السياسي في دولته هو واقع لا بد منه لأبد الآبدين.مما دفع السادات الى القدوم الى البلاد والتوقيع على المعاهدة.
خضت ثلاث معارك ضد المصريين وعمليات ردود فعل عديدة وفقدت اعز اصدقائي واصبت اصابة خطيرة . وفي سنة 1981 عندما شغلت منصب وزير الزراعة في دولة اسرائيل التقيت بفخامة الرئيس السادات في القاهرة كلانا كنا نستند الى الخارطة، حينها طلب مني السادات ان اقوم بجولة بهدف المساهمة بايجاد مساهمات زراعية.
فهكذا وجدت نفسي احلق في سماء مصر،في انحاء الصحراء الغربية وبمحاذاة حدود السودان في طائرة الرئيس السادات . المهمة ، البحث عن اراض زراعية حيث يقوم اخصائيو الزراعة الاسرائيليون بتحويلها لحقول مزهرة. الطيارون الذين حلقوا بي عرفوا انفسهم على انهم ملاحو حربية كانوا قد اشتركوا في الهجوم الجوي الكبير ضد قواتي العسكرية في تاريخ 1973-10-18 فعندما جلست بين الطيارين على كرسي ملاح الجو والخارطة على ركبتي ونحن نحلق على ارتفاع منخفض قلت في سريرتي هذا هو السلام.
ضابط اسرائيلي قامت قواته بعبور قناة السويس يحلق اليهم برفقة طياري الحربية المصرية الذين كانوا قد هاجموه واصدقاءه ، ها هم يبحثون عن مساحات لاستصلاحها من اجل انتاج الغذاء لسكان مصر- هذا هو السلام وهكذا رأيت السلام.
هذا هو السلام الذي تتطلع اليه اسرائيل ليس مع مصر والاردن فقط وانما مع جميع الدول العربية الاخرى وعلى رأسها سوريا ، لبنان والسلطة الفلسطينية.
اسرائيل مستعدة للتقدم مع جيرانها نحو السلام المنشود بعزم واصرار مثلما فعلت ذلك قبل 25 عاما عند ابرام اتفاقية السلام مع مصر.
الغرضون
29-08-2005, 04:53 AM
Reference
www.termpapergenie.com
Introduction
With more than 1.3 billion followers across the world, and 3 million in United States alone, the religion of Islam is the second largest religion after Christianity, as well as the fastest growing in the world. Though the Gulf region is presumably believed to hold the largest segment of Muslims, yet countries such as Indonesia and India today have the largest populations in the world respectively. Indonesia has a Muslim population of more than 172, the largest in the world followed by India with some 104 million adherents. The word "Islam" has a dualistic meaning of peace and submission to the will of God. Islam being a monotheistic religion implies that there is only one God. The religion can be traced back to Prophets of Abraham and Adam and is prophesized as a continuation of religions of Judaism and Christianity with both Jesus and Moses enjoying an exalted position in Islam. The Holy text of Islam follows the teachings of Quran and the biography of Prophet Muhammad.
The Five Pillars of Islam
Prophet Muhammad is also called as the "seal of the prophets", the Only Being to Whom Allah, the name given to God of the Muslims, revealed his revelations in the form of Quran, the Holy book of the Muslims. Though the basic teachings of Muhammad constitute of three points: the uniqueness of Allah, the need to care for the poor, orphaned and widowed, and the inevitability of the final judgement. Yet the entire teachings of the Muslim religion focus on the five basic elements, as also termed as the five pillars of Islam.
The first pillar is that of 'Creed (Shahada)', which clearly states that the basic requirement for calling oneself Muslim is to be able to say the creed with conviction of its truth: "There is no god but Allah, and Muhammad is his messenger."
Second pillar is the Prayer (Salat), one of the basic requirements of the Muslim religion, where in each Muslim has to observe a set of prayers five times during the duration of the day. The timings of these prayers are at dawn, noon, mid-afternoon, dusk, and the last prayer at evening. In addition, the noon prayers of Friday have a particular importance and are observed with solemnity in the Muslim world. The contents of the entire Prayer constitute of various chapters taken from the Holy Book, the Quran.
The third pillar of Islam is the Alms-giving (Zakat), where every individual with the ability to offer a specified amount calculated on the total net worth of the same individual is ordered to give to the deserving and the needy. In addition, Muslims in general are also encouraged to donate and give whatever amounts each can afford not only to the mosque, the place of worship, but also for the support of the poor of their community.
The fourth pillar is fasting (Sawm), which is a 30-day period observed every year by the Muslims across the world. The salient aspect of this month of fasting is that Muslims cannot drink, nor have any kind of edible food, nor smoke during the entire period. It is thus a form of a abstinence from the worldly bounties, from which the Muslims refrain during this month.
The fifth pillar is that of pilgrimage (Haj), which is applicable to every Muslim individual who can afford to make the Holy trip to the cities of Macca and Medina. Hence, the only obligation is on those Muslim adults who are not only physically fit, as well as financial capable to perform this Muslim rite. The rite of Haj or the pilgrimage is performed during the official three days during which Muslims from all over the world coverage in the twin cities of Mecca and Median located in Saudi Arabia, and openly acknowledge the oneness of Allah and offer gratitude thereof of His bounties of life upon mankind.
From the above, one may thus observe that the five basic pillars of Islam not only serve as the primary tenets of Islam, but also confirm the Oneness of Allah, the Praiseworthiness of Allah, the Importance of the Prophet Muhammad as well as fulfilling the requirements of the larger Islamic community (Muck, 2001).
Compassion and Social Justice In Islam
An overview of the above five basic pillars of Islam shows that the religion of Islam offers a universal concept of compassion through the system of Zakat, the third pillar of Islam. As also reiterated in the above lines, it is this particular belief that no body should sleep empty stomach, and nobody should go undressed that gives rise to the concept of Zakat that is somewhat of compulsory donation on the part of those wealthy Muslims, the status of wealth is calculated through a system of Laws governed by the "Shariah", or the "Islamic Law".
It is also the same Shariah that offers equal and social justice to every Muslim irrespective of his status in the community of Muslims. Thus, the Shariah is applicable equally on the King of the state, as it is on an average labor.
One of the most misunderstood of Islamic terms, by both the believers as well as the non-believers of the Muslims religion is that of 'Jihad'. Yet, it is this very term and concept, which rightly implies a righteous struggle against all varieties of injustice. The teachings of Prophet Muhammad provide special emphasis on this particular aspect, according to which the greatest 'jihad' is one which is a struggle against one's own limitation, inadequacies and wrongdoing. Furthermore, the most excellent individual in he eyes of the Prophet Mohammed is one "who strives hard in the way of God with his person and his property". In similar context, social, economic, intellectual and cultural struggle against injustice is all considered as important as "speaking the truth in the face of a unjust tyrant". Hence, the elements of compassion and justice that is not only propagated, but forms a crucial part of the original teachings of Islam (New Internationalist, 2002).
الغرضون
29-08-2005, 04:58 AM
Pat Robertson's Gift
Thursday, August 25, 2005; A18
WE WON'T even pretend to have given television evangelist Pat Robertson's latest obnoxious utterance much thought, considering his long history of pious bloviations that have made him come across to most Americans as, well, witless. Were it not for the widespread attention being given in Latin America to Mr. Robertson's call on Monday for the assassination of Venezuelan President Hugo Chavez, we would have preferred to allow the Christian Coalition's founder to continue his slide from America's mainstream into the obscurity he has so richly earned. But his latest bit of foolery is worth a comment or two -- if for no other reason than Mr. Robertson, in an act of stupidity only he could outdo, has handed Fidel Castro's acolyte a propaganda gift of immeasurable value.
Mr. Chavez, who, like Mr. Robertson, is infatuated with the absurd, fancies that the United States is out to kill him. It so happens that Mr. Chavez, when not meddling in the affairs of his neighbors and spawning anti-democratic movements, seems to enjoy portraying himself as a target of U.S. assassins -- a charge that he makes without evidence and that has been strongly denied by the Bush administration.
Enter Mr. Robertson. It's a pity Venezuelans don't know that "The 700 Club" broadcaster is a fading shadow of the Republican Party figure he once was. That Mr. Robertson once ran for his party's nomination, built a conservative religious advocacy group that had aspiring office-seekers quaking in their boots and -- entrepreneur that he is -- befriended every sub-Saharan kleptomaniac he managed to meet.
But Mr. Robertson's slide from the mountain peak of evangelical pontification was not because of his politics but because of his mouth. When his words were not ill-advised, they were moronic; when not callow, downright loopy, as in: predicting God would curse Orlando with a hurricane if gay-pride events were celebrated at Disney World; wishing a nuclear bomb would be dropped on the State Department; and suggesting that America had it coming on Sept. 11 because God had been insulted "at the highest level of our government." Venezuelans just may not know the Pat Robertson that America knows. Yesterday, Mr. Robertson apologized. We are used to that, too.
Still, it is curious how some of Mr. Robertson's fellow travelers have not been able to locate their tongues over this latest Robertson-inspired international disturbance. The Family Research Council and Traditional Values Coalition spare no moments in rushing forth to denounce irresponsibility on the part of those they dislike. Not so with Mr. Robertson, who only called for the United States to murder a foreign head of state. Even the Bush administration can't bring itself to censure a fellow conservative who publicly calls for his country to break the law. "Inappropriate," the State Department managed to say. The White House, embarrassed by Mr. Robertson yet again but too afraid to mix it up with his narrow but loyal base of support, simply averts its gaze. For all that, Mr. Chavez owes Mr. Robertson a thank-you note.
© 2005 The Washington Post Company
الغرضون
29-08-2005, 05:01 AM
Robertson: U.S. should assassinate Venezuela's Chavez
State Department says comment 'inappropriate'
(CNN) -- Christian broadcaster Pat Robertson has called for the United States to assassinate Venezuelan President Hugo Chavez, calling him "a terrific danger" bent on exporting Communism and Islamic extremism across the Americas.
"If he thinks we're trying to assassinate him, I think that we really ought to go ahead and do it," Robertson told viewers on his "The 700 Club" show Monday. "It's a whole lot cheaper than starting a war." Watch video of Robertson's comments
Venezuelan Vice President Jose Vicente Rangel accused Robertson of making terrorist statements and demanded that the United States take action, according to The Associated Press.
"The ball is in the U.S. court after this criminal statement by a citizen of that country," AP quoted Rangel as saying. "It's huge hypocrisy to maintain this discourse against terrorism and at the same time, in the heart of that country, there are entirely terrorist statements like those."
Another Chavez supporter in the Venezuelan parliament, Desire Santos Amaral said "This man cannot be a true Christian. He's a fascist." (Full story)
State Department spokesman Sean McCormack said that Robertson is a private citizen and that his views do not reflect U.S. policy.
"We do not share his view and his comments are inappropriate," he said. "And as we've said before, any allegations that we are planning to take hostile action against the Venezuelan government are completely baseless and without fact."
Robertson, a contender for the Republican presidential nomination in 1988, called Chavez "a dangerous enemy to our south, controlling a huge pool of oil, that could hurt us badly."
"We have the ability to take him out, and I think the time has come that we exercise that ability," Robertson said. "We don't need another $200 billion war to get rid of one strong-arm dictator. It's a whole lot easier to have some of the covert operatives do the job and then get it over with."
Robertson accused Chavez, a left-wing populist with close ties to Cuban President Fidel Castro, of trying to make Venezuela "a launching pad for Communist infiltration and Muslim extremism all over the continent."
"This is in our sphere of influence, so we can't let this happen," he said.
While Chavez has sought closer links with Cuba -- and was in Cuba when Robertson made his statement Monday -- Chavez was elected democratically.
Robertson did not explain how Venezuela was to be used by Muslim extremists. The U.S. State Department Web site says 98 percent of the population are Roman Catholic or protestant.
Chavez has said he believes the United States is trying to assassinate him, vowing that Venezuela, which accounts for more than 10 percent of U.S. oil imports, would shut off the flow of oil if that happens.
The Unites States has denied such allegations in the past.
Executive orders issued by presidents Gerald Ford and Ronald Reagan banned political assassinations.
Robertson's controversial history
Robertson's comments Monday were the latest in a string of controversial remarks in recent years by the religious broadcaster and founder of the Christian Coalition.
Last October, during the heat of the presidential race, Robertson told CNN that during a meeting with President Bush before the invasion of Iraq, the president told him he did not believe there would be casualties. The White House strongly denied the claim.
In May, during an ABC interview, Robertson ignited a firestorm with his response to a question about whether activist judges were more of a threat to America than terrorists.
"If they look over the course of 100 years, I think the gradual erosion of the consensus that's held our country together is probably more serious than a few bearded terrorists who fly into buildings," he said.
Defending his remarks in a letter to Sen. Frank Lautenberg, Robertson insisted he was not being cavalier about the 9/11 attacks. But he also refused to apologize, saying Supreme Court rulings on abortion, religious expression in the public square, pornography and same-sex marriage "are all of themselves graver dangers in the decades to come than the terrorists which our great nation has defeated in Afghanistan and Iraq."
In October 2003, Robertson, criticizing the State Department during an interview on "The 700 Club," said "maybe we need a very small nuke thrown off on Foggy Bottom to shake things up," referring to the nickname for the department's headquarters in Washington.
State Department spokesman Richard Boucher called the remark "despicable."
In July 2003, Robertson asked his audience to pray for three justices to retire from the Supreme Court so they could be replaced with more conservative jurists. "One justice is 83 years old, another has cancer and another has a heart condition," he said.
Robertson insisted he was only calling for prayers for the justices to retire and was not asking his followers to pray for their demise.
In November 2002, Robertson charged that the Muslim holy book, the Quran, incites followers to kill people of other faiths and disputed Bush's characterization of Islam as a religion of peace.
"It's clear from the teachings of the Quran and also from the history of Islam that it's anything but peaceful," Robertson said in a subsequent interview with CNN. "Of course there are peace-loving Muslims. But at the same time, at the core of this religion ... is jihad, and it is to subject the unbelievers either to forced conversion or death. That's what it teaches."
Copyright 2005 CNN. All rights reserved.This material may not be published, broadcast, rewritten, or redistributed. Associated Press contributed to this report.
see also, Pat Robertson - Wikipedia, the free encyclopedia
الغرضون
29-08-2005, 05:05 AM
فوضى الخلط بين الدين والسياسة.. القس روبرتسون مثالا
منى الطحاوي، الاثنيـن 25 رجـب 1426 هـ 29 اغسطس 2005 العدد 9771
الشرق الأوسط
الاصوليون سيان في كل مكان. تناولت هذه القضية في مقال الاسبوع الماضي من خلال المقارنة بين الاصوليين اليهود والأصوليين المسلمين وسط الاسرائيليين والفلسطينيين، فيما أضاف المبشر الاميركي بات روبرتسون الاصولية المسيحية الى القائمة. فقد دعا روبرتسون خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني الاسبوع الماضي الى اغتيال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز.
قال روبرتسون ان شافيز «خطر داهم» يتهدد الولايات المتحدة، وانه يهدف الى تحويل فنزويلا «قاعدة انطلاق للاختراق الشيوعي والتطرف الاسلامي». ولعلنا ندرك ان عددا من المحللين يعتقدون ان التطرف الاسلامي حل محل الشيوعية كعدو للغرب، إلا انه لم يسبق لأحد ان ربط بين الشيوعية والتطرف الاسلامي مثلما فعل روبرتسون.
قال روبرتسون في معرض حديثه ان الولايات المتحدة قادرة على إطاحة شافيز، وإن الوقت قد حان لوضع ذلك موضع التنفيذ. وقال شافيز وهو يتحدث يوم الاثنين في برنامجThe 700 Club الذي تبثه «شبكة الاذاعة المسيحية»، ان الولايات المتحدة «ليست في حاجة الى حرب تكلف 200 مليار دولار اخرى لإطاحة دكتاتور آخر»، في إشارة الى شافيز. وأضاف في ذات السياق انه «اسهل كثيرا تكليف عملاء سريين لإنجاز هذه المهمة».
قال روبرتسون: «لا اعرف نهج الاغتيالات، لكنه اذا اعتقد اننا نحاول اغتياله يجب، في اعتقادي، ان نمضي قدما في ذلك». إلا ان روبرتسون اعتذر عن دعوته الى اغتيال شافيز وحاول التذرع بأن وسائل الإعلام كانت خاطئة في فهم ما قاله بهذا الصدد، إذ لجأ الى تبرير عفا عليه الزمن، أي محاولة التنصل من الحديث بتوجيه اللائمة الى الصحافيين في النقل الخاطئ للتعليقات.
بصرف النظر عما نعتقده حول شافيز ـ بطل الفقراء وخليفة فيديل كاسترو الذي برز كزعيم يستخف بالولايات المتحدة ـ فإن تعليقات روبرتسون تعتبر نموذجا لتعليقاته الخرقاء التي تنطوي على قدر كبير من الخطورة وعدم المسؤولية. وتعتبر ايضا آخر نموذج لمأزق وكارثة الخلط بين الدين والسياسة.
وترى رابطة الكنائس الافريقية، التي تتخذ من نيروبي بكينيا مقرا لها وتمثل ملايين المسيحيين في القارة الافريقية، ان تعليقات المبشر روبرتسون تمثل «خيانة مأسوية للكتاب المقدس»، فيما شدد المتحدث باسم الرابطة على ان روبرتسون ارتكب خطأ الاعتقاد في المساواة بين هذا النوع من التطرف اليميني والكتاب المقدس.
كم تمنيت ان تكون لدينا مجموعة تمثل ملايين المسلمين تصدر مثل هذا البيان، كلما اصدر واحد من رجال الدين تصريحات غير مسؤولة تحرض على العنف.
لا شك في ان روبرتسون مقرب من الإدارة الاميركية، وهو مؤسس الائتلاف المسيحي الذي نجح في اجتذاب ملايين الناخبين للتصويت للرئيس جورج بوش في انتخابات الرئاسة، كما انه اعتزم المشاركة في السباق الرئاسي داخل الحزب الجمهوري عام 1988، لكنه انسحب قبل مؤتمر الترشيح، وهي انتخابات الرئاسة التي فاز بها جورج بوش الأب.
وقد تبرأت ادارة بوش من تعليقات روبرتسون ولكن العديد من المعلقين طالبوا من الرئيس ادانتها. الا ان بوش يتصرف، احيانا، وكأنه مبعوث إلهي، ولذا فهو ليس بالضرورة بريء من المزج بين السياسة والدين.
والأكثر من ذلك فإن الولايات المتحدة قد اغتالت او ساعدت على اغتيال زعماء اجانب في الماضي. ولذا يصعب على المسؤولين الاميركيين اتخاذ موقف اخلاقي من هذا التاريخ.
ولكن الازدراء العالمي تقريبا على تعليقات روبرتسون هو الذي منحني الامل وجعلني اتمنى ان يكون العالم الاسلامي بمثل هذا التشدد بخصوص التعليقات الغبية من قياداته الدينية.
وشككت معظم البرامج الاخبارية التي نشرت تعليقات روبرتسون في سلامة عقله، كما انتقدته صفحات الافتتاحيات.
فقد وصفت افتتاحية في صحيفة لانسينع ستيت جورنال التي تصدر في ميشيغان تعليقات روبرتسون بأنها «تتناقض مع معنى المسيحي، بل يمكن القول انها تشير الى عقل اناني غير مستقر».
واشار ايوجين روبنسون الكاتب الصحافي في واشنطن بوست الى نفاق روبرتسون في وصفه شافيز بـ«الديكتاتور» بينما كان في الماضي «يؤيد هؤلاء البلطجية القتلة من امثال موبوتو سيسيكو رئيس زائير وتشالرز تايلور رئيس ليبيريا.» مذكرا القراء ان شركات روبرتسون «حصلت على امتيازات قيمة للبحث عن الذهب والماس في البلدين».
وكان روبرتسون قد ادلى بتصريحات مثيرة للجدل من قبل. فبعد احداث 11سبتمبر وافق مع تعليقات جيري فالويل المسيحي المحافظ بأن الهجمات كانت عقابا لهيمنة «الوثنيين وانصار الاجهاض وانصار حركة حقوق المرأة والمثليين والسحاقيات» والمنظمات الليبرالية.
وقد ذكر روبرتسون فيما بعد انه لم يفهم ما كان يقوله فالويل، (لعلما أن لديه حججا جاهزة دائما يستخدمها عندما يريد التخلص من مأزق.) غير ان الضرر قد وقع. وكل اشارة له تسبقها تعليقاته حول11سبتمبر..
وإني لأتساءل: كم عدد المشايخ الذين سيستمرون في تحميل مسؤولية الكوارث على «ذنوبنا» اذ ما واجهت تعليقاتهم بهذا الازدراء بدلا من الصمت؟
ومع تزايد دور الدين في السياسة في العالم الاسلامي، سواء كان ذلك في العراق او مصر، فإننا سنكون في وضع افضل اذا ما نظرنا نظرة تتميز بالشك تجاه بعض هؤلاء الذين يدعون قيادتنا في أمور الدين. فعندما قال روبرتسون في عام 2002 إن «الاسلام دين عنيف وادان سياسة الهجرة التي جاءت بهؤلاء الناس (المسلمين) الى اوسطنا،» ادانتها افتتاحيات الصحف الاميركية الاساسية.
وأتساءل ثانية وأخيرا: هل افتتاحيات الصحف العربية على استعداد لمهاجمة شخصية دينية اسلامية لتعليقات معادية لليهودية او المسيحية؟.
عندما يتم ذلك سنصبح على استعداد لمواجهة الاصوليين من كل الانواع.
ايميل الكاتبةmonaeltahawy@yahoo.com
الغرضون
29-08-2005, 05:31 AM
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
______________________________
مكتب الإعلام
نشرة صحفيـــة
القادة الدينيون العرب يوافقون بإلإجماع على مواجهة الإيدز بتوقيع إعلان القاهرة – خطوة عملاقة للأمام
القاهرة 13 (ديسمبر) 2004--- " نحن مجموعة من القادة الدينيين في العالم العربي من المسلمين والمسيحيين من العاملين في مجال مواجهة الإيدز/ السيدا في العالم العرب.... فإن أمامنا مسئولية كبيرة وواجباً يتطلب تحركاً عاجلاً أمام خطر وباء فيروس نقص المناعة المكتسب الإيدز/السيدا".
إختُتِمت المناقشات الساخنة البنائة حول فيروس نقص المناعة المكتسب/ الإيدز اليوم بإتفاق جماعي وقعه ما يقرب من ثمانين قائد ديني من كبار القادة الدينيين العرب، وكان في مقدمتهم فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الشريف وفضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي وفضيلة الشيخ علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية ونيافة الأنبا يوأنس بالنيابة عن قداسة البابا شنودة الثالث- بابا الأسكندرية. وقد ساهم هؤلاء القادة الأجلاء بإرساء رسائل إنسانية موحدة لبث التسامح والترابط بين أفراد المجتمع.
صرح السيد وليد بدوي مستشار البرنامج الإقليمي للإيدز في الدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي،
" أن القادة الدينيين في المنطقة العربية قد أظهروا للعالم أجمع مدى حكمتهم وتراحمهم وتفتحهم واستعدادهم لتجاوز كل الإختلافات العقائدية ليحققوا لمنطقتنا جيلاً قادماً خالياً من مرض الإيدز" وأضاف أيضاً "إنهم قاموا بذلك بدون أدنى تنازل عن إلتزاماتهم بإيمانهم الديني".
تشير آخر الإحصائيات المتوفرة حول إنتشار الوباء في المنطقة العربية - ديسمبر الحالي - الصادرة من برنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز إلى:
• 92,000 حالة عدوى جديدة بفيروس نقص المناعة المكتسب من البالغين والأطفال.
• من 230.000 إلى 1.5 مليون من البالغين والأطفال يتعايشون مع مرض نقص المناعة المكتسب
• 28,000 حالة وفاة بين البالغين والأطفال بسبب الإيدز
• 48% من مجموع المصابين نساء.
إن إعلان القاهرة للقادة الدينيين في البلاد العربية لمواجهة وباء الإيدز/السيدا يشكل الركيزة الأساسية لمواجهة تحديات هذا المرض المخيف في المجتمعات العربية للوصول إلى جميع أعضاءه. لذلك أكد الإعلان على "ضرورة إزالة ورفض كل أشكال التمييز والإقصاء والتهمش والوصم عن الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة المكتسب/الإيدز والتأكيد على ضرورة تمتعهم بكافة حقوق الإنسان والحريات الأساسية".
تحت رعاية جامعة الدول العربية، ينظم المؤتمر بواسطة البرنامج الإقليمي للإيدز في الدول العربية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بالتعاون مع الهيئة الدولية لصحة الأسرة إمباكت وبرنامج الأمم المتحدة المشترك للإيدز.
الغرضون
29-08-2005, 05:38 AM
محضر المؤتمر الصحفي للأمم المتحدة،
عمان 22-03-03
نجيب فريجي، ناطق باسم الأمم المتحدة : "مساء الخير، حيث نجتمع اليوم هنا يجتمع أيضاً فريق من الخبراء برئاسة ألمانيا رئيسة لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم لجنة 661 لتحضير مسودة قرار يسمح لمجلس الأمن بتعديل برنامج النفط مقابل الغذاء حتى يتسنى تزويد المساعدات الانسانية الطارئة للشعب العراقي أثناء وبعد الحرب. كما هو مقترح من قبل الأمين العام كوفي أنان.
الأمين العام كوفي أنان سوف يجتمع بكبار مسؤولي المساعدات الانسانية في الأمم المتحدة يوم الأربعاء في نيويورك لمناقشة تنسيق كل المساعدات للشعب العراقي أثناء وبعد الحرب.
يشارك في هذه الاجتماعات مدير برنامج الأمم المتحدة الانمائي (مالوخ براون)، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي جيمس موريس، المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للطفولة كارول بيلامي، والمفوض السامي للاجئين، رود لوبرز، وينضم اليهم رئيس مكتب تنسيق الشؤون الانسانية كنزو أوشيما وبنون سيفان المدير التنفيذي لصندوق الغذاء المعلق الآن سينضم اليهم أيضاً.
لدي بلاغ آخر من الممثل الخاص للأمين العام بشأن الطفولة في الصراع المسلح السيد أولارا أوتونو، والذي ناشد اليوم جميع الأطراف المعنية بالصراع العراقي بأن تضمن الحقوق والحماية والرفاه للأطفال طوال كل الوقت بالنسبة للصراع، وأقبتس: مسؤولية الأطراف أن تضمن أن الأطفال سيعطون حماية خاصة وكذلك المنشآت الخاصة بالطفولة لرفاه الأطفال مثل المستشفيات والمدارس وألا تهاجم تلك وألا يستخدم الأطفال كالمقاتلين. (انتهى الاقتباس)
سأعطي الكلمة الآن الى زميلي ديفيد ويمهارست المتحدث باسم الأمم المتحدة لمنسق الشؤون الانسانية بشأن العراق:
استحدث في الموقع للحالة في الشمال الأنباء الطيبة هي أن عدد الأشخاص العائدين الى أربيل والسليمانية في ازدياد والمتاجر عادت لفتح أبوابها، وبدأت الحياة تعود الى شكل يقترب من طبيعتها ولكن الأبناء غير الجيدة هي أن الأشخاص ما زالوا يغادرون داهوك، وفي شمال العراق فإن توزيع مخزونات الغذاء التي ما زالت في مخازن برنامج الغذاء العالمي ما زال مستمراً وحتى الأمس فإن اجمالي عدد الأشخاص المسجلين على أنهم من المشردين داخلياً في المحافظات الشمالية الثلاث بعد أن تركوا الأراضي الخاضعة للسيطرة من قبل السلطات العراقية بلغ حوالي 5000 تقريباً الآن. آخر نقطة هي أن عدد الأسر التي هربت من أربيل وتوطنت بالقرب من الحدود الايرانية قد انخفض البعض عاد الى دياره والآخرون وجدوا ملاجئ لهم مع الأقارب وهناك نحو 100 أسرة في هذه المنطقة ولكنها لا تحتاج الى مساعدة اغاثة فورية.
أنباء أخرى طيبة اللجنة الأوروبية أعلنت أنها ستطلق 22 مليون يورو للمعونات الانسانية، ثلاثة ملايين منها ستصرف فوراً لتوفير الاغاثة الطارئة لحوالي 75 ألف من المشردين داخلياً من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأنباء غير الطيبة هناك تقارير من جنوب العراق أن هناك بعض آبار النفط المشتعلة ذلك أمر يضر بالبيئة بشكل خطير وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة يعد موضوعاً حول المعلومات البيئية الأساسية التي سيتعين التعامل معها في اطار المعونة الانسانية واعادة الاعمار بعد انتهاء الصراع والضرر من هذه الحرائق هو أحد النواحي التي سنوافيها. هذا هو ما لدي اليوم. شكراً .
شكراً يا ديفيد، والكلمة لجفري كيلي المتحدث باسم اليونيسيف:
شكراً، عمتم مساءً، اليونيسيف مشترك في عملية لمساعدة ضمان رفاه الأطفال الذين يتعرضون لأكبر قدر من المخاطر في مؤسسات العاصمة العراقية، بغداد، بالأمس (عيد النيروز) وهو عيد الربيع وهي عطلة في العراق ترتبط بالطفولة واعياد الميلاد، موظفو اليونيسيف قد استطاعوا الحصول على امدادات من الأرز والبطاطين والدقيق والبسكوت عالي البروتين واللحم المعلب الى أربع مؤسسات في بغداد يقومون برعاية الطفل هذه المؤسسات ليست لها مواردها وتعتمد اعتماداً كاملاً على الغذاء الذي يقدم لهم من حصص الحكومة فريق اليونيسيف حمل شحنتين وزار المؤسسات الأربعى كلها وبلغونا بأن الأطفال في حالة نظيفة وجيدة ولكنهم انزعجوا مما يحدث بشكل كبير وعندما سألوا الأطفال ما الذي يريدونه ليس من المفاجئ أنهم طلبوا أن يتوقف القصف، ذلك كان أمس وبسبب أحداث المساء فإن هناك موظفين من اليونيسيف يحاولان زيارة هذه المؤسسات، اليونيسيف في بغداد تلقت طلبات من أجل المساعدة من مؤسستين أخرتين في كربلاء جنوب غربي بغداد، ويعمل الفريق لايجاد أفضل وأسلم الطرق لتقديم هذه المساعدات الحيوية. تجديد المولدات الاحتياطية لأنظمة المياه والمجاري في بغداد قد استكمل من قبل المتهدين الذين يعملون ضمن اطار برنامج المياه التابع لليونيسيف وقدمنا النفط أيضاً لهذه المولدات، هذا تطور مهم يحاول حماية صحة الأطفال ورفاههم والذي يمكن أن تدهور بشكل سهل للغاية في هذه الظروف خاصة من خلال الجفاف والاسهال الشديدين والأمراض الأخرى التي تتسبب فيها الماء الملوث، واذا انقطعت الطاقة الكهربائية بسبب القصف فإن هذه المولدات ستكون حاسمة في حماية صحة وحياة الأطفال. فريق الطوارئ الذي يعمل مع اليونيسيف في العراق قد اشترى ووضع 9 ملايين دولار من الامدادات الخاصة بالصحة والمياه والاغذية في ايران وتركيا والكويت والأردن، وفي الآونة الأخيرة فإن شاحنتين من الامدادات الطبية الأساسية وأقراص تنقيط المياه قد وصلت الى بغداد من الأردن معظم هذه الامدادات الطبية قد وزعتها اليونيسيف على المستشفيات أقراص الكلورين ستوزع على المراكز الصحية من قبل وزارة الصحة في اي اندلاع للتيفوئيد أو الكوليرا. تلك بعض جهود اليونيسيف وريثمال تمضي هذه الأزمة فإننا نعد للقيام بأكبر عمليات الاغاثة الانسانية في تاريخنا ونأمل ألا نحتاج الى ذلك. شكراً
الكلمة لبيتر كاسلر المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الـ UNHCR:
شكراً جزيلاً عبر المنطقة أرسلت المفوضية متخصصين لمراقبة الحدود وتعزيز عملياتنا الحالية، وفي الأردن لدينا الآن ثمانية موظفين في الرويشد والكرامة، والمنظمة الخيرية الأردنية الهاشمية ومخيمها في الرويشد يستطيع استقبال 2000 لاجئ. حتى الآن 200 خيمة قد وضعت ونظام المياه في المخيم سيكون جاهزاًَ خلال الغد بما في ذلك استخدام المياه للتنظيف وكذلك 5 أطنان مترية من البسكوت عالي الطاقة قد قدمتها منظمة Agro Action الألمانية ومخزونها برنامج منظمة الأغذية العالمية متاحة لدى طلبها. فريق الحدود التابع لنا قد ذهب الى عدة مئات من الأمتار في منطقة طربيل وليس هناك أية لاجئين في منطقة الحدود، 13 شخصاً من الذين يحملون جنسيتين موجودين على الحدود حتى ينتهي البحث في حالاتهم. وفي ايران أرسلنا موظفين دوليين الى طهران لتعزيز مكتبنا في (أرميه) في شمال غربي ايران وأرسالنا 9 موظفين اضافيين الى مكاتبنا في غرب ايران لمراقبة الحدود وبناء المخيمات العشرة التي اقترحت على الحكومة الايرانية 4 مليون منها على الأقل، وهناك فريق ميداني للمفوضة على الحدود مع تركيا يعمل في المنطقة وزار القطاع الغربي من الجبهة وتحدث الى المقيمين في قرى الحدود وذهب الى باب أليبير حيث معظم اللاجئين العراقيين قد وصلوا هناك في عام 1999 عندما هرب نحو 500 ألف عراقي الى تركيا أو مخيمات مؤقتة على الحدود. فريق ميداني آخر سافر الى هاكاري، وحتى الآن ليس هناك عراقيون قد اقتربوا من الحدود. وفي سوريا يجتمع ممثلوا المفوضية مع محالفظ الحسكة اليوم لمناقشة الترتيبات لتلقي اللاجئين العراقيين ووافقت الحكومة على أن مخيم الحول يمكن استخدامه من قبل العراقيين، وأن هناك مواقع أخرى يمكن اقامتها بالقرب من نقطتي دخول من العراق، وليس لدينا أن تقارير عن وصول عراقيين لاجئين الى هذه المناطق بعد. وفي الخارج ستجدون معلومات عن اللاجئون العراقيون وممن طلبوا اللجوء أكثر من 400 ألف من اللاجئين العراقيين منتشرون في 90 دولة وايران تستضيف أكثر من نصفهم. في عام 2002 الاحصاءات من 37 دولة صناعية تبين أن العراقيين هم أكبر مجموعة ممن يطلبون اللجوء السياسي بأكثر من 51 ألف طلب، وذلك أكثر بالثلث من المجموعة التالية وهم يوغسلافيين. وأود أيضاً أن أوجه انتباهكم الى الموقع الشبكي التابع لشؤون العراق وعملياتنا في البلدان المجاورة ويحدد ما حدث ف يعام 1990 وأزمة اللاجئين والموقع هو: www.uncr.ch شكراً.
شكراً يا بيتر، الكلمة الآن لكريس لوم المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة IOM:
مساء الخير، أود أن أوجه انتباهكم الى البيان الصحفي الذي ستجدونه على المائدة خارج هذه القاعة. الأبناء الرئيسية هي أن أول مجموعة من 22 لاجئاً مصرياً هربوا من العراق تركوا مخيم الرويشد الانتقالي على حافلة تابعة لنا الى العقبة على البحر الأحمر، هذه الرحلة استغرقت 12 ساعة واستقبلهم مسؤولين من المنظمة وأعطيوا بطاقات للسفر على السفينة التي ستودعهم الى مصر وسيرسلون في الـ 1:30 من مساء اليوم.
بالنسبة لرعايا البلدان الثالثة نحن ننظم رحلات من عمان وبالأمس وفي منتصف الليل فان المجموعة الأولى 147 سودانياً قد تركت عمان الى الخرطوم على طائرة استئجرناها من الملكية الأردنية Airbus A320 وهناك 16 سودانياً آخر سيغادرون الخرطوم على رحلات تجارية عادية والملكية الأردنية تعطينا نفس السعر على هذه الرحلات التجارية والمستأجرة بشكل خاص. راحلي المصريين والسودانيين من المخيم يترك 300 شخص أولئك يتضمنون 229 سودانياً كثير منهم رفض السفر الى السودان أمس لأنهم قد يواجهون الاضطهاد اذا عادوا الى بلادهم واجتمعوا بالسفير السوداني اليوم وبعد تأكيدات منه وافقوا على العودة الى السودان غداً، ستقلهم حافلات الى عمان غداً ويسافرون على متن رحلات أخرى على متن الملكية الأردنية الى الخرطوم مساء الغد. هناك مشكلة مشابهة لمخيم يقطنه حوالي 40 صومالياً ويرفضون العودة الى بلدهم ولم نحلها بعد. الجنسيات الأخرى في المخيم تتضمن اليمنيين والاريتريين والماليين والتشاديين وواحد من جيبوتي. كما تعلمون ظروف المخيم أساسية للغاية فهو بارد للغاية في المساء والرياح شديدة وتقدم بعض الخدمات الطبية والغذاء والماء ولكن ليست هناك كهرباء. أخيراً أشير الى أن المنظمة مثل الوكالات الأخرى تناشد الحكومات المانحة لتقديم أموال لدعم عملها في المنطقة وأعطيكم فكرة عن تكلفة هذه العملية استئجار الرحلة الأولى من هنا الى الخرطوم طائرة لـ 140 شخص تكلف 40.000 دولار. كما تعلمون ولاية المنظمة أوسع بكثير عن اعادة بلدان الرعاية الثالثة نحن نعد لتنسيق جهود الاغاثة للمشردين داخل العراق حالما نتمكن من ذلك. شكراً.
شكراً يا كريس، الكلمة لفضيلة الشايب، المتحدة باسم منظمة الصحة العالمية WHO:
عمتم مساءً، وضعنا وثيقة حول الحالات الصحية للسكان العراقيين تستطيعون الاطلاع عليها على الموقع الشبكي www.who.int وهي تجمع عدة موضوعات من صحة الطفولة الى المنشآت الصحية. سيسبب الصراع بالطبع فقدان الحياة واصابات جسدية واصابات نفسية وتدهور سوء التغذية الحالي خاصة بين الأطفال وكذلك الأمراض المعدية. السكان من الأطفال والأطفال المشردين داخلياً يتعرضون الى الخطر أما الأمراض المعروفة مثل الاسهال تهدد الحياة والأمراض المزمنة التي يمكن أن تعالج تؤدي الى معاناة كبيرة وخطر الولادة أيضاً يصبح أكثر في هذه الحالة، حتى أعطيكم فكرة عن ذلك اذا لم يستطع 10.000 شخص الوصول الى الرعاية الصحية خلال مدة شهر فإن 30 طفلاً يعانون من الاسهال لن يعالجون 55 طفلاً مصابون بأمراض الجهاز التنفسي الذين لن يعالجون، 5 أطفال مصابون بالالتهاب الرئوي لن يتلقوا مضادات حيوية تنقذ حياتهم ومن يصابون بمرض السكري لن يحصل 30 منهم على العلاج من الأنسولين و150حامل لن تتلقى رعاية قبل الولادة و20 حامل ستلد دون أي مساعدة مجربة. ذلك يعطيكم فكرة عن حجم الموقف. المنظمة تواصل الاستعداد من أجل أزمة صحية محتملة على 3 جبهات، السكان العراقيين، أي تدفق لللاجئين، والمشردين داخلياً. صحة الشعب العراقي ضعيف بوجه عام كما تعلمون وسوء التغذية منتشر خاصة بين الأطفال المصابين بأمراض الجهاز التنفسي الاسهال الأطفال المرأة والمراهقين والكبار والفقراء والمعاقين والمصابين بالأمراض المزمنة يصبحون أكثر اصابة باندلاعات الأوبئة ونحن نقود مجموعة الأمم المتحدة للتنسيق الصحي التي تعد لدعم صحة الشعب العراقي داخل وخارج البلاد في أي أزمة انسانية. هذه المجموعة تركز أساساً على مهمتين: وضع الامدادت الطبية، ووضع الأفرقة من الخبراء المهرة للاستجابة الى طارئ صحي. أفرقة من المنظمة ومن شبكة الاستجابة والتنبيه العالمية مستعدة للرد على اندلاعات المرض بين الأشخاص الذين يغادرون العراق والحاجة المستمرة لدعم النظام الصحي داخل البلاد. ويقدر أن هناك امدادات طبية كافية في مخزونات الحكومة العراقية لتغطة 3 أشهر من الاستهلاك العادي. سأتوقف هنا لأنني أطلت، المنظمة تطالب كل الأطراف في الصراع العراقي بأن تحترم تماماً حياد المنشآت والخدمات الطبية وموظفيها، وتحث كل المتقاتلين على عدم مهاجمة هذه المنشآت أو تعريض الحالة الصحية للخطر. القانون الدولي يحمي هذه المنشآت وموظفيها وكذلك المدنيين والاستخدمات الانسانية، وهذه من المهمات الحيوية التي يجب ألا تعرض للخطر. شكراً.
الكلمة لخالد منصور، المتحدث باسم منظمة الغذاء العالمي:
لن أقرأ عليكم وثيقة من 10 صفحات كنت سأتحدث عن آليات برنامج الغذاء العالمي وتوزيعه لأنني تلقيت أجهزة عديدة عن ذلك لدي تفاصيل وسأضعها على موقعنا الشبكي www.wfp.org وتحت الأزمة العراقية ستجدون كل النقاط التي تحدثت عنها في الأيام الماضية وأيضاً آليات ما تستخدمه منظمة الغذاء العالمي وطريقة توزيعهخ. شكراً.
شكراًُ يا خالد أوجه انتباهكم الى موقعين شبكيين:
موقع الامم المتحدة un.org لديكم معلومات كثيرة عن العراق. وموقع شبكي آخر وهو Relief.web.int وأحثكم الى الذهاب الى العراق في هذا الموقع الشبكي وستحصلون على معلومات كثيرة للغاية عن تعامل الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية العالمية مع العراق.
الكلمة لمن يطلبها..:
س: هل هناك ارتباط بين نقص عدد اللاجئين ونظام توزيع الغذاء. في العراق البعض متردد في ترك منطقة تقدم لهم الغذاء أو أن ذلك ربما يوضح نقص عدد اللاجئين. وهذه المؤسسات الأربعة التي تحدثت عنها ان لم تكن جزءاً من توزيع برنامج الحصص الغذائية، ولم ركزت عليها بالذات هل هي الأربعة الوحيدة في البلاد؟
ج: فيما يخص اللاجئين كما سمعت من قبل، في الأشهر الأخيرة تلقى العراقيون حصص اضافية بكل شخص وأربعة أشهر وزعت في آخر دورة من قبل السلطات والبعض ربما باع الحصص التي لديه للحصول على مواد أخرى يحتاجها، ولكن كونه حصل على بعض المعونة يعني أنهم يستطيعون البقاء في المنزل وهو أمر مفيد. ولكن هل لدى البعض أي فكرة انهم اذا تركوا المنطقة التي يحصلون فيها على الغذاء واتجهوا الى مخيمات فإن هناك مخيمات على حدود الدول الأخرى أعتقد أن أولئك العراقيون الذين لديهم محطات اذاعية والبعض ينصت الى الشبكات المختلفة انهم سيعلمون بما يحدث ولديهم تجربة من عام 1990، ولكن مرة أخرى كي أكرر في عام 1990 كان عدد اللاجئين قليل للغاية أثناء الحملة الجوية وحتى أثناء تحرير الكويت، كانت الأحداث التي سبقت ذلك هي التي دفعت الى الخروج الجماعي وتوقعاتنا حتى الآن لم تتغير.
أولاً الأطفال يستطيعون الحصول على حصص غذائية من الحكومة وامدادات الغذاء والتموين التي يقدمها برنامج النفط مقابل الغذاء، لكن كما ذكرنا فإن الامدادات الموجودة ليست كافية معظمة الوقت ولهذا فعندما يطلب منا فإن اليونيسيف يحاول زيادة هذه الحصص المقدمة له.
المؤسسات الأربعة في بغداد قدمت هذا الطلب ولهذا نحن نستجيب الى طلبها الان، فلدينا أغ ذية وبطاطين وملابس كافية تكفي لحوالي 4 ملاينين طفل لمدة شهرين في المؤسسات الأربع. هذا ما كنا نوزعه عبر الأيام الأخيرة. وهناك مؤسسات أخرى في البلاد الأطفال المعاقين الأيتام الاطفال الذين ليس لديهم أهل أو أولئك الذين يرتكبوا جرائم لا أعرف اذا أرسلوا هؤلاء الأطفال للعيش مع باقي أفراد الأسرة أو أولئك الذين ليس لديهم أي نظام يدعمهم ربما وضعوا في هذه المؤسسات وهم الذين نحاول أن نساعدهم لا أعرف التاريخ ولكن هناك امكانية للتعرف على ذلك.
س: جاكي، National Public Radio، هل هناك أي لاجئين عراقيين وصلوا الى الحدود الأردنية؟ وهل لديكم آلية تبين لكم تحرك الأشخاص في أي اتجاه؟ وهل هناك فكرة عن تدفقات ضخمة في أي اتجاه؟ وأين تروا أكبر هذه الاتجاهات؟
ج: شكراً يا جاكي، كما ذكرت ليس هناك أي وصول للاجئين في أي منطقة على الحدود لا الكرامة وهناك مجموعة كبيرة من الأشخاص ثنائيي الجنسية ولديهم بعض جوازات السفر العراقية والليبية والأردنية أو غير ذلك وحتى يحل أمرهم فهم هناك وقد انخفض الرقم من 17 الى 13 ولكن حالاتهم يتم حلها ليس لدينا طريق نتابع به تحركات اللاجئين داخل أو خارج البلاد ولكن كما ذكر فان كثيراً من العراقيين قد تكون لديهم معونة كافية وقد يكونون لا يحتاجون للتحرك بعد ولم يتحركوا بعدد كبير في حدود الـ 1990 في بداية هذا الصراع ولهذا لم نتوقع أن يتحركو الآن ولكن من المهم أن نكون على استعداد لأنه في 1991 كانت التحركات الضخمة في وقت لم يكن متوقعاً.
س: اذن ليس لديك أي فكرة متى يصلوا الى الحدود؟
ج: نحن نتحدث الى آخرين يصلون مثل رعايا بلدان الطرف الثالث وأشاروا الى رؤية عدد كبير من الأشخاص في طريقهم والموظفين الذين في طريقهم يوم الثلاثاء أبلغونا ببعض التحركات ولكنهم لم يبلغونا بأي ارقام كبيرة بعد متجهة الى الحدود الأردنية.
س: بيتر، London Telegraph، كانت هناك تقارير عن اصابة حافلة تحمل لاجئين متجهة من بغداد الى الأردن هل استمعت الى شيء من هذا القبيل، وهل لديك أي تعليق على ذلك؟
ج: لم نسمع أي تقارير بهذا الشأن بعد، وصول اعداد منخفضة للغاية الى الكرامة ولا نعرف ماذا يحدث داخل البلاد في وقت الصراع من المهم أن يتجنب المقاتلون قدر الامكان ضرب أهداف مدنية.
س: UPI، ما هي التأكيدات التي قدمها السفير السوداني الى الرعايا السودانيين الذين وافقوا الى العودة غداً؟
ج: لا أعرف تفاصيل هذه التأكيدات ولكنها بدا أنها كافية ومقنعة وأغرتهم لاتخاذ قرار بالعودة.
س: هل حضرت هذه المفاوضات؟
ج: لا، كان ذلك بين المجموعة ومسؤولي السفارة السودانية .
س: International Action Committee، من التحالف الدولي التي تحارب الحظر غير المنصف تحدثت عن التلوث الذي تسببت به حرائق النفط عليك أن تذكر لنا تقريراً كي تستخدمه قوى التحالف الآن؟ قدر النفط الذي كان يستخدم مليون برميل يومياً، وهل تتوقع عودة ضخكمة للعراقيين بعد دخول القوات العراقية المستنقعات.
ج: لا أستطيع أن أعطيك معلومات عن قوات التحالف على الاطلاق ولسوء الطالع لا أستطيع أن أساعدك، أنت تشير الى المستنقعات لا أعرف ربما بعض زملائي يجيب عن ذلك.
س: ربما لم تفهم سؤالي!، أككر سؤالي الثاني هل تعود عودة ضخمة من المهاجرين العراقيين الى العراق بعد الهزيمة المتوقعة للقوات العراقية في المستنقعات؟
ج: لا نتوقع نتيجة للعمليات الحربية حتى الآن ولا نستطيع الاجابة على هذا السؤال.
س: بيتر كاسلر، هل لك أن تفصل ما الذي سيدفع الى الخروج الضخم للاجئين العراقيين الى الأردن واذا كانت هناك أي اختلافات أساسية بين اليوم وبين أحداث 1991 مثل الافتقار الى طريق ذلك؟ شكراً.
ج: في عام 1991 اللاجئون هربوا من الصراع وعدم وجود المعونة الطبية والاضطهاد أو الخوف منه أو أي أحداث أخرى تشعرهم بعدم الأمن وهي أحداث أساسية قد تدفع الى تحرك اللاجئين كما ذكرنا فقد تكون هناك بعض المعونة الغذائية المتاحة والمساعدة الطبية الضرورية والوفاء بحاجتهم ويأمل البعض أن المقاتلين يحترمون التزاماتهم بمقتضى اتفاقية جنيف لحماية السكان المدنيين.
س: تشارلز هانّي من Associated Press، ما هي معلوماتك عن العمليات العسكرية غرب العراق؟
ج: ليس من حقنا أن نتحدث عن أي معلومات عن هذه العمليات، عن المسائل الانسانية لقد تحدثنا باسهاب.
س: توم باوم من تريزيوم الكندي، لديكم أي خطط للانتقال الى هذه المناطق التي تخضع لقوات التحالف لتوفير معونة طارئة الى تلك المناطق خلف الخطوط؟
ج: حالما تستطيع وكالات الأمم المتحدة أن تقدم مساعدة انسانية طارئة فسنتحرك الى هناك حسبما كان ذلك ممكناً.
ليس هناك أية أسئلة أخرى، أشكركم ونراكم غداً في نفس الوقت..
الغرضون
06-09-2005, 08:01 AM
50 سؤالا إلي إبراهيم نافع
صحيفة الأسبوع، 5-9-2005م
تساؤلات يطرحها: مصطفي بكري
ہ هل صحيح أنك كنت تتقاضي نصف مليون جنيه سنويا بدل إشراف علي صندوق العاملين بالأهرام؟ هل حقا أن أيام الاعتكاف في مكة تجري علي حساب الأهرام وهل هذا يجوز دينيا؟ هل صحيح أنك تقاضيت أكثر من 5،1 مليون بدلات سفر وتمثيل العام الماضي فقط؟ ہ هل صحيح أنك رفضت تنفيذ توصية الرئيس بزيادة راتب أنيس منصور الذي يتقاضي فقط 1700 جنيه؟ هل تعرف أن صلاح الدين حافظ وبعد 43 عاما بالأهرام يتقاضي 5،0 % من راتب وعمولات مديرة الحسابات بالإعلانات؟ هل صحيح أن قصر أبو ثلاث ثمنه 20 مليون جنيه وقصرك الأسطوري في سيتي ÷يو يقدر بحوالي 25 مليون جنيه؟
شهد الأسبوع الماضي تحركات واتصالات عديدة قام بها الاستاذ إبراهيم نافع وآخرون بهدف اغلاق الملف، ووقف نشر المعلومات والوثائق التي تتدفق إلينا من الشرفاء من داخل مؤسسة الأهرام، حول ماهو منسوب من تجاوزات وانحرافات في الأداء واستخدام السلطة.
لم يترك الأستاذ ابراهيم نافع أحدا من الأصدقاء المقربين إليٌî إلا وتحدث معه طالبا التوقف وقد قلت للجميع: ليس بيني وبين الأستاذ ابراهيم نافع أية مشكلة شخصية، لم يكن بيننا ثأر وسعيت للقصاص منه بعد أن ترك عرش الأهرام، ولكنني فجأة وجدت المستندات أمامي وعيون الزملاء تسأل: هل ستكون صادقا مع ما ترفع من شعارات أم أنك ستقول لنا كما قال غيرك 'عفا الله عما سلف'؟
لم يكن هناك أمامي من خيار بديل، لم اعط لنفسي فرصة للتفكير، كانت اجابتي حاسمة للوفد المكون من أربعة من الزملاء.. لو كانت هناك معلومات حقيقية ومستندات جازمة فأنا لن أتردد.
وأشهد أنني ما عنيت في حياتي قدر معاناتي وأنا أكتب كل كلمة، بل كل حرف، فقد ربطتني بالرجل علاقة طيبة، لم تكن علاقة مصالح فليس لي أخ أو صديق تم تعيينه في الأهرام، ولم يقدم لي علي المستوي الشخصي سوي موقف نبيل أثناء حبسي حتي وإن لم يزرني في السجن، إلا أنه وكان مرشحا نقيبا في هذا الوقت التقي الرئيس في شرم الشيخ وقال له إن من سجنوا مصطفي ومحمود بكري في هذا الوقت يريدون إفشالي في انتخابات النقابة التي كانت علي الأبواب في هذا الوقت.
غير ذلك يشهد الله لم يكن سوي الود، فقد وقفت معه في انتخابات النقابة كثيرا، وظللت أطبع الصحف التي ترأست تحريرها خاصة 'مصر اليوم' و'مصر الفتاة' و'الأحرار' و'الأسبوع' بمؤسسة الأهرام.
قلت لمحدثي لم يكن هذا هو الموقف الأول بيني وبين الأستاذ إبراهيم نافع فقد سبق أن واجهت 'الأسبوع' الاستطلاع الذي نشره د. عبد المنعم سعيد علي صفحات الأهرام والذي اعتبرناه خرقا للأمن القومي فرد عليٌ الأهرام بافتتاحية في صدر صفحتيه الأولي والثالثة تتضمن هجوما شديدا ضدي وضد الزميل أحمد عز الدين الذي فند هذا الاستطلاع علي صفحات 'الأسبوع'.
لم أعاتب الأستاذ إبراهيم نافع أبدا علي الهجوم الشديد الذي سمح به ضدي من عبد العظيم رمضان والذي هاجمني بشكل شخصي علي مدي 8 حلقات علي صفحات الأهرام ولم اعاتبه علي مقالات اخري لكتاب آخرين في الأهرام منهم مأمون فندي وغيره، واعتبرت أن كل ذلك يدخل في باب الحوار وأن قيمة الأهرام عندي هي الأكبر، لم ابعث برد، واكتفيت بالعتاب الهاتفي مع الأستاذ إبراهيم نافع، الذي لم يوقف ابدا هذا الهجوم الذي كان يصل في كثير من الأحيان إلي السب العلني.
وقلت لمحدثي أيضا: انني اعترضت علنا علي شاشة قناة الجزيرة علي إعلان نشره الأهرام يتحدث عن قتل النظام العراقي لأطفال العراق في ذات الوقت الذي كانت فيه الطائرات الأمريكية قد بدأت في دك بغداد والمدن العراقية، ويومها شن إبراهيم نافع ضدي هجمات وحرض جهات كثيرة وتوقف الحوار بيننا وأعلن الخصومة ولم يعد الحوار بيننا إلا وأنا وشقيقي في طريقنا إلي السجن حيث ابلغته بوصفه نقيب الصحفيين بواقعة القبض علينا..
قال محدثي: بغض النظر عن كل ذلك، نريد للحملة أن تتوقف، سألت: وما هو السبب؟ قيلت لي في ذلك تبريرات كثيرة رفضتها جميعا..
ومساء الاثنين الماضي كنت أحضر حفل زفاف نجل الأستاذ سامح عاشور نقيب الصحفيين وقد التقيت هناك بالسيدين صفوت الشريف وزكريا عزمي ودار الحوار حول ما ينشر وكان صفوت الشريف يطلب بإلحاح وقف النشر، إلا أنني قلت له: أمامه ساحة القضاء أما أنا فلن اتوقف.
ومساء الخميس الماضي كان الهاتف يدق والمتحدث علي الجانب الآخر هو السيد صفوت الشريف وقال إنه يطلب التوقف وترك الأمر للقضاء، واستمرت المكالمة لأكثر من ساعة بين جدل وحوار وراح صفوت الشريف يبرر بعض المواقف لإبراهيم نافع ويقول: إن معلوماته أن إبراهيم نافع لايحصل سوي علي 1.2 مليون جنيه سنويا أي بواقع 100 ألف جنيه شهريا.. قلت له: ربما ذلك علي الورق ولكن أرجوك أن تطلب دفتر 'مذكورين' المسجلة فيه قيمة العمولات والمكافآت ليس فقط عن الاعلانات والتوزيع ولكن عن أشياء أخري كثيرة، قال صفوت الشريف: إنهم يتهمونني بأنني وراء ما تقوم به .. قلت له: في طلعت حماد اتهموك وفي يوسف والي اتهموك، ولو كنت انت كذلك، فلماذا لم تستطع أن تمنعني عن انتقاد صديقيك سمير رجب وإبراهيم سعدة؟.. قلت له: إن إبراهيم نافع يقول إن هناك ثلاثة وراء حملتي، عضو مجلس إدارة ونائب رئيس تحرير بالأهرام وخبير بمركز الدراسات الاستراتيجية ومدير سابق للشئون القانونية.. لقد احترت في الأمر كله.. قال صفوت الشريف طالما أن القضية أمام القضاء فيجب التوقف فقلت له: إن إبراهيم نافع لم يتقدم بعد والقضية ستكون في طور التحقيق وليس هناك مانع من الاستمرار.. قلت له: إن سيادة الرئيس أعلن اكثر من مرة أنه لن يتستر علي فساد، ولذلك أنا متمسك بمقولته وكل ما اتمناه ألا تتدخل الدولة لتحمي شخصا موجهة إليه اتهامات، القضاء وحده هو الذي سيفصل فيها.
لم يتوقف الأمر عند حد الموقف الذي أبلغني إياه السيد صفوت الشريف والذي في اعقاب الحوار الذي اجراه الأستاذ أسامة سرايا مع الرئيس مبارك، قلت هناك محاولات وتهديدات، وتطاول وكل ذلك لن يدفعني أبدا إلي التخلي عن الرسالة وإلا قصفت قلمي بيدي، وهذا أبدا لن يتم طالما بقيت أنفاسنا تنبض بالحياة.
خبر كاذب
لقد نشرت صحيفة الأهرام في عددها الصادر يوم الثلاثاء 30 أغسطس خبرا في صدر صفحتها الأولي بعنوان 'نافع يطلب من النائب العام التحقيق فيما نشرته الأسبوع' ويتضمن الخبر 'يتقدم الأستاذ إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام السابق ورئيس اتحاد الصحفيين العرب صباح اليوم (الثلاثاء) ببلاغ إلي المستشار ماهر عبد الواحد النائب العام يطالب فيه بالتحقيق وسماع اقواله فيما نسبته إليه جريدة 'الأسبوع' من اتهامات وذلك حفاظا علي سمعة الأهرام ومكانتها المحلية والدولية المرموقة وتأكيدا علي نزاهة تلك المؤسسة العريقة بما حققته من انجازات في مجال المشروعات الصحفية والثقافية والتنويرية' ويضيف الخبر 'هذا وقد حصل الأستاذ إبراهيم نافع علي موافقة السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري بالاذن له بالتقدم بالبلاغ بصفته عضوا في مجلس الشوري'.
والحقيقة أنني عندما قرأت شعرت أن هناك محاولة لخلط الأوراق خاصة أن الأستاذ نافع الذي يبدو أنه صاغ الخبر بنفسه أو بمعاونة أحد الزملاء يعتبر أن كشف أي انحراف أو تجاوز له أو لغيره هو محاولة للنيل من الأهرام مصادرا بذلك علي حق أي انسان في أن يقترب منه، فالأهرام هو وهو الأهرام، لقد اختصرها بتاريخها العريق في شخصه، وراح يعتبر أن المساس بسمعته (والعياذ بالله) هو مساس بسمعة الأهرام، وهذا والله ظلم للأهرام ولأبنائه الشرفاء وهو تهديد غير مبرر وتحريض في غير موضعه .. فالأهرام اكبر من إبراهيم نافع ومن احسان عبد القدوس ومن محمد حسنين هيكل إنه منارة وتاريخ يعتز به الجميع ويتمنون الحفاظ علي قيمته وعدم العبث بسمعته وتاريخه كأهم صحيفة عربية وواحدة من أهم مؤسسات الصحافة الدولية.
انتظرت يوم الثلاثاء وحتي المساء لم يتقدم الأستاذ نافع بالبلاغ كما وعد، قلت ربما كان هناك عذر، لكنني عرفت أنه قد وكل محاميه الذي كان بإمكانه الحضور كما هو متفق عليه، وفي يوم الأربعاء كررت السؤال، فقيل لي إن احدا لم يتقدم ولم يبلغ باعتذار، سألت عن المحامي فوجدته يذهب إلي مكتبه بانتظام وسألت عن الأستاذ ابراهيم نافع فعرفت أنه بخير وصحة جيدة قلت ربما كان الرجل يتشاور وأن الزميل رئيس تحرير الأهرام استعجل، ثم عرفت بعد ذلك ان الأستاذ نافع كان قد وعد الأستاذ اسامة سرايا بأنه فعلا سيذهب يوم الثلاثاء وأن الاستاذ أسامة سرايا صدق مقولة الاستاذ نافع.
وفي مساء الأربعاء راجعت الصحف فلم اعثر علي خبر يشفي الغليل، قلت ربما نقرؤه في الطبعات التالية في الصباح، لكن صحف الصباح لم تأت بجديد، وحتي الواحدة ظهرا لم يكن الاستاذ نافع أو محاميه قد قدم البلاغ .. لذلك ساورني القلق وقلت إذن أنا سأتقدم بدلا منهما فأنا تواق إلي هذا التحقيق، وسأبلغ النائب العام بضرورة التحقيق مع الأستاذ نافع وسماع اقوالي علٌ ذلك يفتح الطريق أمام وضع الحقائق في نصابها الصحيح.
وبالفعل تقدمت بالبلاغ، وانتظرت حتي مساء الخميس إلا أن الأستاذ ابراهيم نافع لم يتقدم، وعندما علم بالخبر من وكالات الأنباء نصحه بعض اصدقائه بالتقدم ببلاغه يوم السبت أي أمس خاصة أنه في موقف لا يحسد عليه..
وسمع نافع عتابا شديدا من بعض اصدقائه الذين قالوا له: لماذا التردد طالما أنت متأكد من سلامة موقفك؟ فقرر بعد اجتماعات مكثفة يومي الخميس والجمعة أن يتقدم ببلاغه السبت كما عرفت ونتمني أن يكون جادا هذه المرة.
ويقول مقربون من الأستاذ إبراهيم نافع إن سبب التأخير يدور حول عدة أسباب أبرزها:
إما أنه تراجع وشعر أن هناك من دفع به وورطه في نشر خبر الأهرام وأن فتح الملف لن يكون لصالحه.
وإما أن جهات نصحته بعدم تقديم البلاغ.
وإما أنه كان يراهن علي الحصول علي قرار بحظر النشر في اعقاب فتح باب التحقيق وأن مستشاريه ربما قالوا له إن هذا ليس مضمونا.
في كل الأحوال واتساقا مع مبدأ الشفافية ووضع النقاط علي الحروف فقد تقدمت بالبلاغ إلي النائب العام لبدء التحقيق وحتي أحرض الاستاذ إبراهيم نافع علي أن يتقدم ببلاغه حفاظا علي مصداقية الأهرام التي ورطها في نشر خبر بالصفحة الأولي.
المهم في الأمر أن الاستاذ نافع وبعد عودته الميمونة من قصره الفخم في أبو ثلاث وجولاته في عدد آخر من قصوره بالساحل الشمالي عاد إلي القاهرة واقسم أنه سيبذل كل ما لديه لتأديب شخصي الضعيف ورصد الملايين لاسقاطي في انتخابات نقيب الصحفيين.
وهكذا راح يحرض الاعوان ويعبث في الأهرام من داخله لاعلان الحرب والبدء في استخدام أقذع الأساليب التي تعبر عن فكر حضاري مرموق ويوم الثلاثاء الماضي اجتمع بخمسة من هؤلاء الاعوان خارج الأهرام وقال لهم: المستهدف ليس أنا بل جميعنا وأنا إذا وجدت نفسي وحدي فسأفتح كل الملفات، وليس امامنا من خيار سوي الرد بكل قوة علي مصطفي بكري، ووعد سيادته بالاتصال بمسئولين كبار كانت له أفضال عليهم كما يقول للتحرك ومواجهة مصطفي بكري الآن وفي انتخابات نقابة الصحفيين.
وهكذا أجبر إبراهيم نافع واحدا من أبرز المقربين إليه علي حسم موقفه وترشيح نفسه في مواجهة مصطفي بكري بعد أن تردد هذا المرشح وابلغ المقربين منه أنه لن يرشح نفسه.. ولكن فجأة عاد ليعلن أنه قرر خوض المعركة مهما كانت النتيجة.
وبينما إبراهيم نافع يمضي في اجراء الاتصالات موجها الاتهامات إلي مسئولين كبار بالأهرام تارة ومسئولين حكوميين تارة أخري ولم يبق أمامه إلا أن يتهم بأن هناك جهات اجنبية تحركني ضده باعتبار أنه ثروة قومية تحاربها قوي العالم بأسره، وبينما الحال كذلك تقدم رئيس وأعضاء اللجنة النقابية بالأهرام بطلب موقع منهم إلي الأستاذ صلاح الغمري رئيس مجلس الإدارة قالوا فيه 'إن ما اثير في جريدة 'الأسبوع' في العددين 439، 440 اثار الكثير من الجدل بين العاملين داخل المؤسسة وبين عامة الناس خارج المؤسسة، الأمر الذي اشاع احساسا لدي العاملين بأن ما كانوا يبذلونه من جهد وعرق اضحي خدعة واكذوبة كبيرة خاصة بعدأن خصم من ارباحهم وسائر حقوقهم المالية بذريعة أن مصروفات الأهرام وتطويرها استغرقت جزءا كبيرا من صافي ارباحها الأمر الذي ينفيه تماما ما قرءوه في جريدة 'الأسبوع' وغيرها.
وقال اعضاء اللجنة النقابية إن العاملين يتساءلون: أين الحقيقة التي اصبحت لا يعلمها إلا الله ثم سيادتكم؟ وأن العاملين أصبحوا في حالة من الغليان وهم يتهمون الإدارة بالفساد وأصبحوا يفقدون الثقة فيما قيل لهم خاصة بعد أن أصبح من كان علي رأس المؤسسة في موضع اتهام بتبديد أموال المؤسسة.
وطالبت اللجنة النقابية رئيس مجلس الإدارة بالتحقيق في كل الوقائع المثارة والمنشورات التي توزع بداخل المؤسسة حفاظا علي استقرار مناخ العمل داخل المؤسسة لإصلاح هيكل الأهرام والحفاظ عليه وعلي العاملين به وابلاغ النائب العام إذا ما ثبت وجود تجاوزات ومخالفات ادارية.
وقد وقع علي الشكوي علاء الصاوي رئيس اللجنة النقابية واعضاء اللجنة النقابية بمؤسسة الأهرام.
تساؤلات مشروعة
تلك هي أهم التطورات التي شهدتها قضية ابراهيم نافع ومجموعته الأسبوع الماضي، ونبدأ اسبوعنا الجديد بطرح عدد من الاسئلة علي الأستاذ نافع، عله يجيب عليها حتي تهدأ النفوس حرصا علي هذه المؤسسة الشامخة والتي ستبقي شامخة بإذن الله.
1 ما ردك علي الذين يقولون إن ماجري في الأهرام كان متعمدا، وأنك كنت تدفع إلي خصخصة الأهرام وانك عرضت شراءها ب2مليار جنيه بعد أن حاصرتها الديون التي كانت الادارة سببا فيها؟
2 إذا كنتم تقولون إن راتبكم الشهري لا يصل إلي 3 ملايين جنيه فأنا أريد منك أن تدلني علي المبلغ الحقيقي وأن تقول لي بالضبط نسبة العمولات التي تحصل عليها من الإعلانات والتوزيع والمكافآت التي تحصل عليها من شركات الأهرام المختلفة، وهل تدفع ضرائب علي هذه المبالغ أم تصرف لك كمصروفات؟
3 ما هو ردك علي ملاحظة الجهاز المركزي للمحاسبات التي أوردها تقرير الجهاز عن الأهرام في 31/12/2003 ص 35 والتي يتبين منها سحب مبلغ 238 مليون جنيه من مخصصات سابقة الذي قال بالنص 'دأبت المؤسسة علي تسوية بعض المخصصات بتعلية قيمتها علي إيرادات سنوات سابقة، بلغ ما أمكن حصره منها عن العام المالي محل الفحص 14 مليونا و924 ألفا و980 جنيها تخص مخصصات كل من الطوارئ وترك الخدمة والتعويضات الاستثنائية وذلك بخلاف ما سبق رده من مخصصات في السنوات السابقة بلغ 238 مليون جنيه؟!
وقال التقرير: يتعين رد المخصصات لمواجهة الالتزامات المكونة من أجلها وقد جاء رد المسئولين بالأهرام غير مقنع فراحوا يبررون الموقف بالقول:
1* إن ذلك جاء مقابل ارتفاع الأسعار.
2* وزيادة الالتزامات الحتمية وتنفيذا لقرارات سيادية.
3* حتي لا تلجأ المؤسسة في مجابهة هذه الأعباء إلي الاقتراض من الغير مرة أخري وتحمل فوائد مدينة.
4* انتفاء الغرض من تكوين هذه المخصصات.
ولم يقل لنا أحد ما هي الالتزامات الحتمية؟ وما هي القرارات السيادية؟ وما هي الأعباء التي تؤدي إلي الاقتراض وتحمل الفوائد؟ وفي نهاية الأمر قررتم انتفاء الغرض من هذه المخصصات وضربتم بتوصية الجهاز المركزي للمحاسبات بضرورة رد هذه المخصصات عرض الحائط.. فلماذا؟
4 هل يعقل يا أستاذ إبراهيم أن تقوم الإدارة بسحب أموال التبرعات الخاصة ببريد القراء لسداد بعض الالتزامات؟.. لقد تضمن تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات ملاحظة رقم 3 في الصفحة رقم 20 تقول: 'تضمن الحساب رصيدا مدينا قدره 40،2179495 جنيه باسم أمانات مستحقة لدي المؤسسة يمثل قيمة 16،352669 دولارا أمريكي تم سحبها من أموال التبرعات الخاصة ببريد القراء بعد فك وديعة دولارية بقيمة 1336649 دولارا للصرف منها خلال أشهر 5، 6، 10/2003 لسداد بعض التزامات المؤسسة؟
وقال التقرير: كان يتعين عدم سحب أي مبالغ من حساب التبرعات لكي يتم الصرف منها في الأغراض المخصصة لها وحفاظا علي مصداقية المؤسسة في هذا الشأن.
5 ما هو ردك علي حصول بعض قيادات الأهرام علي عمولات حتي علي الدمغة الحكومية نسبة ال 36 % من قيمة الإعلانات كما تضمن تقرير الجهاز المركزي بند 6 ص 4 حيث قال: 'قامت المؤسسة بتضخيم قيمة الإعلان ضمن مكونات أرصدة العملاء وذلك علي حساب الدمغة دون تعديل في الرصيد النهائي للعميل مع إضافة بعض أرصدة الدفعة الدائنة لتحصيلات وإثبات الجزء الأكبر من التحصيلات علي قيمة الإعلان بهدف تضخيم وعاء حساب العمولة بالنسبة للتحصيل وبالنسبة لعمولة الإدارة وذلك علي النحو الوارد بالتقرير التفصيلي؟
وطالب التقرير بتصويب الوضع مع إعادة حساب العمولة المستحقة عن هذه المبالغ وخصم ما صرف بالزيادة.. أليست هذه فضيحة؟!
لقد قامت مسئولة الحسابات بالإعلانات مع آخرين بصياغة رد مراوغ وهزيل قالت فيه إن الرد يتطلب إجراء دراسة تفصيلية لمكونات أرصدة العملاء التي أشار إليها التقرير للوصول إلي المكونات الحقيقية الصحيحة لتلك الأرصدة للتأكد من مدي تضخيم الأرصدة بقيمة الدمغة المحصلة عن حساب وعاء العمولة من عدمه.
6 ما رأيك أن حلف الفساد في المؤسسة استطاع بقوته ونفوذه أن يمنع أعضاء الجهاز المركزي للمحاسبات من فحص المستندات المؤيدة لصرف العمولات والحوافز الخاصة بهم حسبما ورد في الملاحظة الرابعة صفحة رقم 3 من تقرير الجهاز المركزي والذي قال: تبين عدم خصم الضريبة المستحقة علي معظم العمولات والحوافز المنصرفة للعاملين بالمخالفة للمادة 49 من القانون 57 لسنة 81 وتعديلاته كما لم يتم تمكين أعضاء الجهاز من فحص المستندات المؤيدة لصرف العمولات والحوافز الخاصة بمعظم كبار العاملين بالمؤسسة رغم طلب ذلك رسميا ضمن كتابنا رقم 319 المؤرخ في 15/6/2004؟
لقد جاء رد السيدة مسئولة الحسابات ليقول: 'يتم خصم الضريبة علي العمولات والحوافز المنصرفة للعاملين طبقا للوائح المطبقة في المؤسسة وقد تم اطلاع أعضاء الجهاز علي النظم المعتمدة وكيفية احتساب الضريبة والعمولات والحوافز المنصرفة لعينات من كبار العاملين وبعض مديري العموم بالقطاع'.
وهنا أليس من حقنا أن نتساءل: عن حكاية عينات من كبار العاملين وبعض مديري العموم، تري هل كانت أسماء إبراهيم نافع، وحسن حمدي ومحمد محمدين وهدي عوض الله وغيرهم من ضمن هذه العينات أم خارجها؟! الإجابة تقول خارجها.
7 لماذا لم تبلغ النيابة العامة بواقعة إقرار سكرتير مكتب الأهرام في جدة سابقا بواقعة اختلاس 40 ألف ريال سعودي من أموال الاشتراكات بالمناصفة مع مدير المكتب سابقا سامي عبد الرءوف طايع (لدينا المستندات وصورة وأصل الإقرار) الموقع في أغسطس 2000؟
8 لماذا لم تبلغ النيابة العامة ضد سامي طايع ومحاسب مكتب جدة السابق معاذ إبراهيم المقدم عندما علمت أنهما يصرفان راتبا شهريا لشخص وهمي يدعي حسن إبراهيم؟ وهل علمت أن المبالغ المنصرفة له بلغت 48 ألف ريال سعودي؟ (لدينا المستندات وأصولها).
9 هل صحيح أن مدير مكتب جدة (سابقا) سامي عبد الرءوف طايع كان يسدد لك من أموال مكتب جدة ثمن الجلابية والعباية التي ترتديها في الحرم المكي خلال العشر الأواخر من رمضان؟ (لدينا صور ضوئية من فواتير سداد ثمن الجلابيب والعبايات)؟
10 هل صحيح أن مكتب جدة كان يسدد تكاليف إقامتك ومعك أسرتك في مكة وجدة والمدينة من أموال المكتب، رغم ما يقال من أنك كنت تتقاضي 1500 دولار يوميا مع أن العمرة أو الحج ليست مهمة عمل؟
11 هل صحيح أن ابن شقيقتكم محمد عبد الكريم كان يتقاضي 8 آلاف دولار شهريا خلال عمله في مكتب الأهرام بالبحرين بدون عمل يذكر وهو الآن يتقاضي أكبر من ذلك بكثير في مكتب الأهرام بدبي؟
12 هل صحيح أن بدل السفر الذي تقاضيته خلال عام 2004 فقط بلغ أكثر من مليون ونصف المليون، بما يعني أنك أمضيت غالبية أيامك خارج البلاد؟! وهل صحيح أنك تمنح نفسك بدل سفر حتي في الرحلات التي تتم علي حساب جهات أخري؟!
13 ماذا عن سر العلاقة بينك وبين محمد محمدين؟ ولماذا يجري استيراد الهدايا من دبي سنويا وعبر شركة محددة هل لنا أن نعرف الأسرار الخفية بعيدا عن علاقات العمل؟
14 هل صحيح أنك وافقت علي صرف 10 آلاف دولار يوم 7 مارس 1994 لمدير مكتب جدة أحمد ياسين الفولي تحت بند مصاريف بدون مستندات ولماذا؟ (مرفق المستند والأصل لدينا).
15 وهل صحيح أنك اعتمدت في نفس اليوم صرف 10 آلاف ريال لشراء هدايا لبعض العاملين بالمراسم الملكية ووزارة الإعلام بدون مستندات؟ وهل هم في حاجة إلي الهدايا أم أنها كانت وسيلة تحايلية؟
16 هل دفع مكتب جدة 18 ألف ريال ثمن اسورتين وحلقين وخاتم ذهب صادرة باسمك من شركة أحمد حسين فتيحي، وإذا لم يكن المبلغ قد سدد من أموال مكتب الأهرام فلماذا كانت الفاتورة موجودة في أوراق المكتب؟ (لدينا أصل الفاتورة).
17 هل يعقل أن تصدر قرارا بإنهاء انتداب الزميل محمد عبد اللاه من منصبه مديرا لمكتب جدة بعد أقل من شهر من قيامه بتحويل أكبر مبلغ لحساب المؤسسة في القاهرة في تاريخ المكتب بلغ 270 ألف دولار أم لأنه أوقف المصروفات النثرية بدون مستندات وتصدي للفساد؟
18 هل صحيح أنك كنت تتقاضي نصف مليون جنيه بدل إشراف علي صندوق العاملين بالأهرام وعندما سئلت عن ذلك قلت إن الأهرام يدفع 5 ملايين جنيه علي دفعتين سنويا وأنك تتقاضي هذا المبلغ نظير إشراف؟
19 هل مجلس الشوري لديه علم بالراتب الذي تتقاضاه وهل الجمعية العمومية لديها علم بنسب العمولات أم لا؟
20 هل صحيح أن قيمة ما تكلفته الأهرام من نقل الصحفيين من الخارج للمشاركة في انتخابات النقابة لاختياركم نقيبا بلغت نحو 20 مليون جنيه؟! ألم يكن صحفيو الأهرام أولي بهذه المبالغ من غيرهم؟
21 هل تعرف أن السيد صلاح الغمري سدد خلال الأشهر الثلاثة الماضية مبلغ 25 مليون جنيه من الديون التي خلفتها علي كاهل الأهرام التي تزيد قيمتها علي مليار و400 مليون للبنوك وجهات أخري و2 مليار جنيه للحكومة؟
22 هل صحيح أنك مازلت تحتفظ بسيارات المرسيدس ملك الأهرام وأنك رفضت تسليمها مما اضطر الأستاذين صلاح الغمري وأسامة سرايا إلي شراء سيارتين؟
23 ما رأيك أن الأستاذ أنيس منصور الذي عمل في الأهرام لأكثر من 40 عاما أبلغني هاتفيا أنه يتقاضي فقط راتب 1700 جنيه شهريا وانه اشتكاك للرئيس مبارك خلال لقاء الرئيس بالمثقفين في معرض الكتاب وأنك لم تنفذ طلب الرئيس لك بزيادة راتبه ولا مليما واحدا تري لو كان المطلب لصديقك الغالي محمد محمدين هل كنت تهمله أم كنت ستغدق عليه بمئات الآلاف؟
24 هل تعرف أن راتب الأستاذ صلاح الدين حافظ الذي امضي 43 عاما صحفيا بالأهرام ورئيسا لتحرير الأهرام الدولي (سابقا) لم يزد علي 1900 جنيه أي حوالي 5،0 % من الراتب والعمولة الشهرية لمديرة الحسابات بالإعلانات التي تتقاضي 300 ألف جنيه والتي يوازي راتبها رواتب أكثر من 250 صحفيا بالأهرام علي الأقل.. تري بماذا تسمي ذلك؟
25 هل صحيح أن الملايين من أموال الأهرام ذهبت لصالح النادي الأهلي وأن خزينة الأهرام قد تشابكت مع خزينة النادي الأهلي؟! ولماذا سكت علي التعيينات التي كان هدفها المجاملة وضمان النفوذ أكثر من الفائدة خاصة أن المبالغ التي تقدم ليست بالقليلة؟!
26 هل تدري ماذا كان يفعل هذا الذي وليته بديلا عنك في التحرير ومنحته مكافآت وعمولات تزيد علي ال 30 ألف جنيه شهريا؟! وهل تدري أنه نكل بالعديد من الصحفيين بلا سبب وأنه مارس القهر عليهم بلا جريرة.. وأنه حول الركن الملاكي الذي منحته إياه إلي مجاملة لرجال الأعمال الذين حولهم إلي نجوم وكأن البرلمان اقتصر علي أدائهم وفروسيتهم فقط؟! وهل تابعت الصور التي كان ينشرها لهم والانجازات الوهمية التي كان يكتبها عنهم؟! ألم تسأل نفسك لماذا تركته حتي أصبح غولا يطيح في الجميع وكأن الأهرام أضحت عزبته التي ورثها عن الأجداد؟!
27 هل تستطيع أن تقول لنا كم هو رأسمال شركات آرت جرو (17 شركة) بعد أن نشرنا العدد الماضي أن شركتين منهما فقط رأسمالهما المصدر حوالي 281 مليون جنيه؟ وهل تستطيع أن تقول لنا من أين لنجليك بهذه المبالغ؟ وألا تري وجود شبهة في شراكة مع السيد حسن حمدي المشرف علي الإعلانات وعضو مجلس إدارة الأهرام معهما في هذه الشركات؟
28 هل يعرف الناس حكاية قصر أبو ثلاث الذي يقال إنه واحد من عجائب الدنيا وأن تكلفته ومحتوياته تزيد علي ال 20 مليون جنيه، وأن به 'أسانسير داخلي' و3 حمامات سباحة وصالة جمانيزيوم حديثة، تري هل تقص علينا قصته وتقول لنا من أين لك به؟!
29 وهل تستطيع أن تحكي لنا قصة هذا المشروع الضخم الذي شارك نجلاك في تنفيذه وبيعه بمشاركة آخرين وهو مشروع فيلات وقصور 'سيتي ÷يو' حيث قصرك الأسطوري الذي يقدر ثمنه بالتحف التي يحويها بنحو 25 مليون جنيه والمقام علي مساحة 2 فدان أمام فندق الواحة في أول طريق مصر الإسكندرية ، وكذلك قصرا نجليك أحمد وعمر ولن نسألك عن شقة لندن وقصر باريس وقصور أخري في مارينا وغيرها ناهيك عن شقق متعددة بالقاهرة من أين كل هذا يا أستاذ إبراهيم؟ أليس لدينا حق عندما نطالبك بكشف مصدر ثروتك بدلا من ترك الناس تقول إنها وصلت إلي أكثر من 5،3 مليار جنيه؟
30 تري هل لك أن تكشف لنا عن أموالك بالخارج؟ أم أن هذا سر عسكري لا يتوجب الكشف عنه؟ أم أنها ربما تكون شائعة مغرضة أطلقها حاقد موتور خاصة أن الكلام يتضمن أرقاما خيالية؟!
الغرضون
06-09-2005, 09:04 AM
Israel wants Mubarak to stay in office
(Agencies)
5 September 2005
CAIRO — Israel wants Egyptian President Hosni Mubarak to remain in power in the next week’s presidential election, as the Jewish entity fears that a political change in Egypt would threaten the already difficult relations between the two countries.
The Israelis, who see their country as the ‘only real democracy in the Middle East’, may have doubts about Egyptian democracy, but this does not matter much when it comes to facing the interest of maintaining in their western neighbour.
Officially, Israeli officials refuse to comment on the election so that they don’t appear to be interfering in Egypt’s internal affairs as the winning of Mubarak was a foregone conclusion. “I don’t think Mubarak needs the support of Israel. On the contrary, any such support would lead to him being portrayed as a Zionist agent,” said Ephraim Ambar, a political expert. He added that “Egyptians are mainly concerned about internal issues and the economic situation.”
The worst scenario for the Israelis is for the Egypt’s main opposition group — which strongly opposes the existence of the Jewish state — to seize the opportunity of the election to tamper with the stability of the regime. “Of course, we wish that there should be development in Egypt towards democracy, but that would not come quickly. We don’t want anti-democratic activities to increase strongly,” David Kemhi, a researcher and a former director-general of the Israeli foreign ministry said.
As the presidential election campaigning drew to a close yesterday, more funny cases continue to surface. An Egyptian Arabic daily Al Masr Al Yawm caught two billboards erected in front of the provincial headquarters building in Port Saeed. The two boards — one in English and the other in Arabic — were erected by Mohammed Abu Samra, a businessman.
On the Arabic billboard Abu Samra, proprietor of the North African Agency, wrote a famous song of the late Abdul Halim Hafez, a popular Egyptian musician, ‘Yes my love, Yes, I’m the song that you are singing!!’ But he changed the words to read: ‘Yes Mubarak, Yes, our days before you are full of regrets and our days after you would be meaningless.’ But on the English billboard he wrote: ‘Some more Hosny, please!!’ Minister of Irrigation and Water Resources, Dr Mahmoud Abu Zaid, promised to give a transportation allowance of 20 Egyptian Pounds to all workers who will go to vote for President Mubarak.
In another funny incident which happened at the Al Azhar Mosque, Shaikh Eid Abdul Hamid, who was delivering a Friday Prayer sermon, lashed out at those who convert mosques to political arenas, campaigning for a particular presidential candidate against other candidates. Surprisingly, in the next Friday sermon, another Muslim cleric, Sheikh Samar Matar, stood on the same podium to lambast the presidential candidate of the Ummah Party, Ahmed Al Sabahi, for wearing the local ‘Tarboush’ cap, but he praised President Mubarak and his campaign programme. Soon after leading the congregation in prayer, he tried to escape as quickly as he could, but was apprehended and attacked by supporters of the opposition parties.
الغرضون
06-09-2005, 09:08 AM
منقول من أحد المنتديات عن شخص (أو شيخ لا أتذكر) اسمه رضا أحمد صمدي
الملايو ... الجنس البشري العجيب ...
جزر الملايو تمتد من أندونيسيا حتى تايلند ، وتضم معها جزر الفلبين
قديما ، فقد كانت الفلبين كلها عن بكرة أبيها من المسلمين ولكن احتل
بلادهم البرتغال وسموا أرخبيل تلك الجزر التي قامت فيها سلطنات إسلامية
بجزر الفلبين نسبة إلى فيليب ، مع أن ( مانيلا ) هي ( أمان الله ) عاصمة
السلطنة الإسلامية التي قامت هناك ، وكان من الممالك المرموقة .
الفتوحات الإسلامية لم تبلغ تلك الجزر والمناطق ، ولكن بلغتها وامتدت إلى
أقاصيها أيد التجار المسلمين بل ربما التجار العرب منذ العصر السحيق .
وقد دخل الإسلام إلى كل تلك الربوع دعوة ( لا فتحا ولا صلحا ) ، وهناك روايات
كثيرة حول الحقبة التي دخل فيها الإسلام إلى جزر الملايو ، وهناك مؤلفات غالبها
باللغة الأندونيسية تتحدث عن ذلك ، ولكن هناك رواية معتمدة عند كثير من
الباحثين الملاويين أن جزيرة آتشيه ( التي عليه خلاف الآن ) كانت مهد أول
السلطنات الإسلامية التي نشأت في تلك المنطقة ، ومنها انتشر الإسلام إلى كل
ربوع أندونيسيا ثم ماليزيا ثم إلى جنوب تايلند بل توغل إلى تايلند نفسها .
الجنس الملاوي هادئ وديع لا يميل للحروب ، ولكنه إذا حارب يكون عنيفا جدا ،
فطبيعة الشواطي والبحار ومهنة الصيد علمته الصبر والتحمل وأركزت في نفسيته
هدوء البحر ، كما غرست فيه طبع الثورة كهيجان البحر إذا ماج ...
إن الطريقة التي دخل بها الإسلام إلى تلك البقاع لا يكاد يختلف عليها أحد ،
وهو أن الإسلام دخل عن طريق التجار .
ونستطيع أن نؤكد أن قبائل عربية وبالأحرى يمنية ، هي التي استطاعت أن
تصل إلى تلك البقاع ، وما زالت إلى الآن أسر عربية عريقة غالبها من
اليمن تقطن أندونيسيا وماليزيا .
ولكن العجيب الغريب أن الإسلام اكتسح أمامه كل الديانات ، حتى صار دين
الأغلبية في أرخبيل جزر الملايو الذي يضم آلاف الجزر ، وقامت سلطنات إسلامية
كان لها نفوذ وقوة ، حتى إن وجود الملاويين كطلبة في مكة والأزهر كان حاضرا
منذ قرون .. مما يدل على أن الإسلام غرس غرسه منذ وقت مبكر لا يقل عن خمسمائة
سنة وربما يزيد ...
بالنسبة لتايلند ..
فسحنة السكان في الغالب هي سحنة الملايو ، ولكن لقرب تايلند من الصين فقد
اختلطت أنسابهم بالصينيين كثيرا ، وتمسك التايلنديون ( والتسيمة الأصح
السياميون ) بديانتهم البوذية مثلهم مثل البورماويين الذين تمسكوا بالبوذية
وكان القاسم المشترك بين البورماويين والسياميين هو التمسك بالعقيذة
البوذية وبقوة ..
دخل الإسلام إلى تايلند من ثلاث طرق ..
الطريق الأول من الجنوب عبر السلطنات المسلمة التي كانت تقع إلى جنوب
سيام .
الطريق الثاني : التجار المسلمون الذين استوطنوا العاصمة في الوسط ، وقد
تنقلت العاصمة بين (أيوتيا) و(تون بوري) و(رتنأ كوسين) أو( بانكوك ) وهي نفسها (كرونغ تيب مها نخون ) .
والمسلمون الذي دخلوا إلى منطقة الوسط كانت منهم طوائف شيعية قادمة من
إيران وبلاد آسيا الوسطى مثل خراسان وما جاورها .
لكن المسلمين الذين يقطنون في منطقة الوسط الآن خليط من اولئك الذين جاءوا
عبر تجارات ، مع الأسرى الذين استقدمهم الملك الأول من اسرة ( رتنأ كوسين )
والملك الخامس ، حيث قامت حروب بين المسلمين والبوذيين انتهت بانتصار
البوذيين ، واقتيد الإسرى وتم نفيهم في غابات في منطقة الوسط ، شاء العلي
القدير أن تكون تلك الغابات في يوم من الأيام قلب العاصمة بانكوك !!!
الطريق الثالث : الاختلاط مع المسلمين الصينيين ، حيث الشمال التايلندي
قريب من الصين ، وتوجد فيه قبائل صينية عريقة ، هؤلاء الصينين تأثروا
بالإسلام الذي دخل الصين في وقت مبكر ، وانتشر نفوذ المسلمين الصينيين
حتى وصل إلى حدود الصين من كل الجوانب ، وتوجد قبيلة معروفة باسم (
شين هو ) غالبها أو كلها من المسلمين تقطن في شمال تايلند .
هذا عرض مجمل للمسلمين الموجودين في تايلند ... وتأتي التفاصيل تباعا
إن شاء الله ...
أما المسلمون في شمال تايلند وغالبهم من أصول صينية ( خلا بعض المهاجرين
من البشتون والهنود والآسيويين ) فلم تكن لهم في يوم من الأيام دولة ، بل
كانوا يعيشون في كنف الممالك البوذية التي تعاقبت على حكم تلك البقاع
وكانت شمال تايلند محل أطماع كثير من الملوك ، ومنذ مئات السنين يتجاذب
السلطان عليها كثير من الدول القريبة حتى استقرت في ملك أسرة ( رتنأ كوسين ).
أما المسلمون في الوسط فلم تكن لهم دولة أيضا ، وإنما كانوا أصحاب وظائف
في بلاط الملوك البوذيين ، وهم ينقسمون إلى قسمين :
القسم ألأول : المسلمون السنة من التجار ، وهؤلاء كان لهم وجود مبكر لا يقل
عن ثلاثمائة سنة في الوسط ، من أيام أسرة ( أيوتيا ) وكانت منهم مجموعات
جاءوا كأسرى وتجار ومتنقلين من البلاد المحيطة ، مثل قبائل مسلمي كبوديا
من ( الشام ) وما زال لهم وجود حتى هذه اللحظة في محافظة ( أيوتيا ) .
وارتكز هؤلاء السنة في أماكن متفرقة في الوسط التايلندي ، وكان منهم تجار
من الهند وباكستان ومن العرب ومن مسلمي الجنوب أيضا ومن خراسان وإيران .
القسم الثاني : المسلمون الشيعة ، وكان لهم وجود قديم في ظل أسرة
( رتنا كوسين ) واستطاعوا أن يحصلوا على مناصب مهمة مثل منصب وزارة الخارجية
ووزارة الدفاع والبحرية ، والمعلومات المتاحة تشير إلى أن القوم كانت لهم
خبرات كبيرة في صناعة السفن ، ومن المظنون أن هؤلاء هم الذين استعان بهم
الملك الأول من أسرة ( رتنا كوسين ) في ضرب إقليم فطاني المسلم ، لأن إقليم
فطاني كان سنيا ، والشيعة يعملون مع الكفار لقتال المسلمين في كل عصر .
وقد جهد الإيرانيون في هذا العصر في الربط بين إيران وتايلند في كل المجالات
حتى إن بعض الباحثين الشيعة في تايلند يزعم أن كثيرا من العادات البوذية
الجنائزية والعمارة البوذية تأثرت بالمعماريين الإيرانيين الذين قدموا إلى
تايلند في وقت مبكر .
وفي العاصمة بانكوك بضع مساجد عتيقة مشهورة ، تقام فيها الاحتفالات الشيعية
مثل مأتم عاشوراء وغيرها من الاحتفالات .
أما في الجنوب .. فالمسلمون هناك كلهم من السنة الشافعية ، وكانت لهم صولات
وجولات في المنطقة ، وقد بلغ نفوذ السلطنة المسلمة إلى وسط شبه جزيرة الهند
الصينية أي قبل العاصمة بانكوك بقليل ، ولكن الأيام دول ...
وقد بلغ من تطور ( فطاني دار السلام ) أنها كانت السلطنة الوحيدة في المنطقة
التي تملك مصنعا لصنع المدافع الثقيلة ، والتي استعانت فيها السلطنة
بخبرات مهندس بريطاني متخصص في صناعة المدافع .. ويوجد أمام مبنى وزارة
الدفاع التايلندي في وسط العاصمة مجموعة من المدافع التي تم الاستيلاء عليها
من ( فطاني دار السلام ) بعد احتلالها ، ومكتوب عليها محل الصنع ، مما يدل
على تطور تلك الدولة .
وقد كانت فطاني دار السلام تتبع الدولة العثمانية ولاء ، بل كان المسلمون
حتى أوائل القرن العشرين في كل أنحاء تايلند يدينون بالولاء للدولة العثمانية
وكان هناك نشيد للمسلمين في تمجيد السلطان ، ومن أشهر المدارس التي
أقيمت في العاصمة بانكوك مدرسة قديمة ( ما زالت أطلالها موجودة ) سموها
بالمدرسة الملكية ) لإرضاء الملك التايلندي ) لكن اسم المدرسة بالعربية هي
( المدرسة الحميدية ) نسبة للسلطان عبد الحميد الثاني الذي كان متوسعا
في الترويج للجامعة الإسلامية عن طريق جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده
ومحمد رشيد رضا الذي كانت مجلة الأخير ( المنار ) تصل إلى تايلند وأندونيسيا
وقد أحدثت صحوة إسلامية ضخمة في هذا الوسط .
سقوط فطاني دار السلام
كان سقوط فطاني دار السلام تحت احتلال الدولة البوذية من أسرة الملوك
( رتناكوسين ) حدثا مدويا في المحيط الملاوي ... لأن فطاني دار السلام كانت
مثل الأزهر بالنسبة للدول العربية والإسلامية ، فقد كانت فطاني مهد العلم
والعلماء ( وما زالت ) وكانت فيها أشهر المدارس الإسلامية التي تعلم
العلوم الشرعية ، وكانت المدارس الإسلامية فيها تسمى ( الفنادق ) لأن الطالب
كان يحصل فيها على المأوى ليتفرغ لتحصيل العلم عدد سنين ، ثم يعود
إلى بلاده وقد تشبع من العلم . وكانوا مشايخ تلك المدارس ممن درسوا في
الأزهر ومكة في الغالب ، وكان المذهب المتبوع هو المذهب الشافعي ، والعقيدة
الشائعة هي العقيدة الأشعرية .
من أهم أسباب سقوط ( فطاني دار السلام ) :
1- الخلافات التي دبت بين ورثة السلطنة .
2- تسنم الأميرات لمنصب السلطنة .
3-انتشار عقيدة الجبرية وكثرة الطرق الصوفية .
4-حصول خيانات من بعض المسلمين .
5- تدخل القوى العظمى لتقسيم المنطقة .
ما أن سقطت فطاني دار السلام حتى قامت الثورات لإرجاع الإرض وطرد
المحتل ، ولكن كلها باءت بالفشل لأن الملوك البوذيين أحكموا السيطرة
على المنطقة .
ومن باب تسجيل ما هو واقع أن فطاني دار السلام منذ بدأ الاحتلال لم تشهد
أية عمليات إبادة أو تطهير عرقي أو اضطهاد ديني ، بل كان المحتل يطمع
في فرض ضريبة على المسلمين فقط ، لذلك عين عليهم حاكما من أسر الأمراء ،
واستمر هذا الوضع لأكثر من مائتي سنة تقريبا ، ولم يتعرض المسلمون لأي
حوادث غير اعتيادية إلا في القليل النادر ، وهذا مايفسر كيف استطاع المسلمون
أن يحافظوا على تراثهم حتى هذا الوقت .. فالبوذيون في تايلند الغالب ليسوا من
الأجناس الحاقدة ، فقد سمحوا بإقامة المساجد وما زال نظام المدارس التعليمية
المسماة ( بالفنادق ) موجودة حتى الآن ... وليس معنى ذلك أنه لم يكن هناك
اضطهاد البتة ، بل وجد الاضطهاد ، ووجدت بعض المذابح ولكن على نطاق ضيق
وعلى فترات متباعدة .
نعم .. حصلت عمليات تفريغ سكاني ، في بعض العصور ، وخاصة في عصر الملك
الخامس الذي احضر كثيرا من الأسرى المسلمين في بعض المعارك والثورات ،
وأسكنهم في العاصمة بانكوك ، وحشد كثيرا من البوذيين وأسكنهم في الجنوب
التايلندي ، وشجع هجرة التجار الصينيين إ لى الجنوب .
وقد أحكم الاسرة المالكة ، ثم من بعد ذلك الحكومات المدنية البوذية القبضة
على الجنوب التايلندي حتى أحس الناس بالضغط والاختناق ، فكانت تحصل بعض
المناوشات بين الحين والآخر .. ولكن الفرصة في قيام ثورات ومعارك وحروب
صارت شبه مستحيلة ...
هاجر كثير من الفطانيون إلى مكة واستقروا بها بعد أن تحولت فطاني دار
السلام من دار إسلام إلى دار كفر ، وفي السعودية جالية فطانية كبيرة .
كما تفرق أفراد الأسرة الحاكمة في فطاني دار السلام واستقروا في اقاليم
كثيرة ، ومنهم من آثر البقاء ، واتصل بالأسرة المالكة التايلندية ومارس
السياسة وحصلوا على امتيازات ، ومنهم من هاجر إلى أوروبا وقاد بعض الثورات
والعمليات القتالية .
يجب أن نستحضر أيها الأخوة الكرام أن هذه البلاد البعيدة حينما دخلها الإسلام
لم يدخلها كاملا بالهيئة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل وصل إليه
بالهيئة التي كانت في قلوب الدعاة الذين بلغوا هذا الدين ، فكان من أولئك
الدعاة المذهبيون ، والأشعريون ، والصوفية وكان منهم أهل السنة ولا ريب ،
ولكن لأمر ما ، انتشر في تايلند كلها المذهب الأشعري ، حتى غدا المذهب
الرسمي للمسلمين ! كما هو الحال في غالب بلدان الملايو ، وانتشر المذهب
الأشعري انتشارا واسعا حتى غدت العقيدة الأشعرية أيضا هي السائدة في غالب
المدارس ، كما انتشرت الصوفية بل الصوفية الغالية في كثير من المناطق ،
كما يوجد التصوف المعتدل الذي قد يتأثر بطريقة أبي حامد الغزالي وكتابه
الإحياء .
لم تستطع السنة أن تتوغل في تلك البلاد لصلابة المذهبية والأشعرية ، وحسب
ما استطعت من بحث في طول البلاد وعرضها فإن السنة لم تدخل إلى تايلند إلى
عن طريقين :
الأولى : عن طريق الدعاة الأندونيسيين ، وكان أشهرهم الشيخ العلامة الداعية
أحمد وهاب ، وكان قد درس بمكة، ويبدو أنه تأثر ببعض مشايخ دعوة الشيخ المجدد
محمد بن عبد الوهاب ، وفوق ذلك فقد كان الشيخ أحمد وهاب متأثرا بالشيخ
محمد رشيد رضا، وكان مشتركا في مجلة المنار التي كانت تجوب الدنيا في ذلك
الوقت الذي كانت وسائل الاتصال فيه ليس كما هو عليه في أيامنا هذه .
ركز الشيخ أحمد وهاب عصاه في منطقة قريبة من الميناء الذي ترسو فيه السفن
الداخلة إلى بانكوك ، وهو خليج نهري يمتد من البحر إلى مصب نهر ( شاو برايا )
وعلى مقربة من هذا الميناء النهري وجدت جالية أندونيسية مسلمة كانت خليطا
من التجار والمقيمين ومن الهاربين من الملاحقة الهولندية إبان الاستعمار ،
وكان الشيخ أحمد وهاب من أولئك الذين لوحقوا ، وهرب إلى تايلند ، ونزل
في منطقة الأندونيسيين ، وكان بها مسجد لهم ، اسمه الآن مسجد جاوه ،
فأخذ الشيخ أحمد وهاب يدعوهم للسنة ، حتى أسس مسجد ( العتيق ) وهو من أوائل
المساجد التي تأسست على السنة ، ثم شد الشيخ أحمد وهاب رحاله إلى مناطق
أخرى في العاصمة بانكوك ، فوصل إلى منطقة عرفت بوجود من يهتمون باللغة
العربية ودراستها وقراءة المصادر العربية ، فجاء إليهم بكتب السنة ، وأخذ
يدعوهم حتى استجابوا له وفي هذا المسجد بدأت دعوة الشيخ أحمد وهاب في الانتشار ،
حيث ذهب غلى منطقة قريبة من منطقته وأسس مسجد ( السلفية ) وكل هذا كان
في الثلاثينات من القرن المنصرم ،أي قبيل الحرب العالمية الثانية بقليل .
ومن تلك المناطق انتشرت السنة في ربوع منطقة الوسط ، فكان من أصحاب
الشيخ أحمد وهاب شيخا يسمى ( محمد صالحي ) وكان معوقا قدماه قصيرتان ،
فكان يجوب الأنهار في رحلات ( تشبه رحلات جماعة التبليغ والدعوة ) لأن الطرق
لم تكن معبدة حينئذ ، فكن يركب المركب ومعه ابنته في رحلات تدوم شهورا ،
يجوب مناطق المسلمين يدعوهم إلى السنة ، حتى نبتت على يديه كثير من
المناطق التي تحرص على اتباع السنة .
ثم أنشئت جمعية لطبع الكتب والمجلات السلفية وكان ذلك منذ أكثر من ستين
سنة .
لكن مما يجدر التنبيه له أن أهل السنة في تايلند كان تغيرهم للسنة في
العقائد والعبادات في الغالب ، أما في السلوك فلم يحدث تغيرا يذكر ،
فكان الهدي الظاهر مثل الحجاب وإعفاء اللحية ونحو ذلك أمورا بعيدة عن
اهتمام القوم وإن كانوا يطلقون على أنفسهم أنهم من أهل السنة ، وقد سبب
ذلك أزمة في العصر الحاضر حينما قويت السنة وانتشرت بين الشباب ، إلا
أنه ما زالت توجد تلك الطائفة التي تلقت السنة عن المشايخ القدامى
ولا يقتنعون أن ما كان عليه مشايخهم خطأ ، مثل شرب الدخان أو حلق
اللحية أو نحو ذلك .
انتشرت السنة بخطوات وئيدة ... وكانت تواجه الكثير من المشكلات والانحرافات
إلا أن الأصول العامة لأهل السنة كانت بحمد الله جيدة تسير في الطريق السوية ،
مما اسفر صمودا لأهل السنة أمام تيارات التغريب والبدعة التي اجتاحت
المجتمع المسلم التايلندي .
الثانية : انتشار السنة في الجنوب التايلندي .. وكان ذلك على يد كثير
من الدعاة استطعنا أن نحصي منهم في العصر القديم( أوائل القرن الميلادي
المنصرم ) أحد الدعاة الذين ينحدر
من أصول عربية ، وخاصة من ( العطاسيين ) الذين استقروا في جنوب تايلند
وخاصة في محافظة ( ترانج ) حيث وقفنا على دعوة سلفية أثمرت لفترة من
الزمن ، لكننا لم نستطع أن نستقصي بقية أنشطة ذلك الداعية لكمون وخمود
جذوة الدعوة بعد وفاة ذلك الداعية .
ويلي هذا الشيخ إسماعيل بن أحمد .. وكان من تلاميذ ومرافقي الشيخ أحمد وهاب
وقد نشط في الدعوة إلى السنة في الجنوب وفي الوسط حتى آتت دعوته أكلها
وانتشرت السنة في كثير من محافظات الجنوب التايلندي ، والسنة الآن قد ضربت
بأطنابها في كل ربوع القطر التايلندي ..
وقد ساعد الطلبة خريجوا الجامعات الإسلامية على نشر السنة ، خاصة من تخرج
من الجامعة الإسلامية حيث يغلب عليهم التمسك بالسنة .
يجب أن نبين لكل المسلمين في العالم أن المسلمين في ولايات الجنوب( ولنصطلح
على تسميتها ( فطاني ) نسبة إلى السلطنة التي تم احتلالها من قبل القوات
السيامية في حينه ) ومعهم المسلمون في بقية الولايات الأخرى في تايلند يكابدون
حياة تملؤها التحديات للمحافظة على إسلامهم .
ففي كل القطر التايلندي تمتليء المساجد والمدارس الإسلامية والمراكز الإسلامية
والجمعيات والمؤسسات الخيرية الأهلية وكلها بدعم أهلي محض ، لا تحظى من دعم
الحكومة إلا في القليل النادر ، وهذا القليل مبني على شروط مجحفة يأبها
المسلمون في الغالب ، إلا أن غالب الأنشطة الإسلامية تقوم بجهود أهلية محضة ،
ولكم أن تتخيلوا كيف استطاع المسلمون خلال ثلاثمائة سنة أن يحافظوا على
دينهم وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم ، بل وعلى أصل لغتهم الملايو في الجنوب
رغم الاحتواء الحضاري والمواجهة الثقافية والإباحية بكل صورها كما تعلمون !
ولكم أن تتخيلوا كيف استطاع المسلمون أن يدبروا لأنفهسم كيفية تعليم أولادهم
وأهلهم الإسلام والقرآن وأن يوفروا المدرسين وأجورهم ناهيكم عن جملة المتطلبات
التي تقتضيها العملية التعليمية ...
إن هذا الصمود القوي أمام الاحتواء البوذي والإباحي للمسلمين يفسر رغبة البعض
في الانفاصل عن تايلند ، وتاسيس دولة إسلامية في الجنوب حدودها هي حدود
فطاني دار السلام قديما .
إن الذين تشتعل قلوبهم غيرة على دينهم ومستقبل إسلامهم هم الذين يودون لهذا
المشروع أن يتم بأسرع وقت ممكن ، بيد أن المعادلات الموجودة على الساحة ليست
بهذه البساطة التي يظنها الكثير من الناس .
أما مسلموا الشمال والوسط فقد تبخر عندهم أي حلم لتاسيس دولة إسلامية وذلك
لأسباب عديدة :
الأول : انعدام الحق التاريخي الذين سيستندون إليه في المطالبة بحكم إسلامي في
إقليم كان المسلمون يشكلون فيه مجرد رعايا تلك الدولة في غالب العصور .
الثاني : عدم وجود المؤهلات الكافية لقيام تلك الدولة .. مثل الأرض ..
والإمكانيات ...الخ
الثالث : عدم وجود القيادة ( الكاريزما ) التي تؤثر لهذه الدرجة .
الرابع : احتواء الكيان التايلندي لكل القادة والعاملين في الحقل السياسي
من المسلمين .
الخامس : حصول المسلمين على كثير من حقوقهم وممارستهم لشعائر دينهم بحرية
زهدهم في إقامة تلك الدولة !
السادس : مشروعات الانفصال في الجنوب غالبها طابعها قومي ( ملايو ) جعل مسلمي
الشمال يتوجسون من قيام مشروع لا يحتوي المسلمين في كل أنحاء تايلند ، ولهذا
السبب بقية وشرح مطول إن شاء الله .
أما مسلموا الجنوب فقد توزعت مراداتهم ، فمنهم من لا يزال مصرا على الانفصال
ومنهم من نسي هذا الحلم ، ومنهم من يساير التيار ، فأيهما غلب سار معه ومنهم
من صار يعارضه إن لم يكن بلسان الحال فبلسان المقال .
أما الذين ما زالوا يصرون على الانفصال فيمكن تقسيم نوعية مبادئهم وأسس
سياستهم إلى ثلاثة أقسام :
الأول : جماعات انفصالية إسلامية ذات مبادئ واضحة .
الثاني : جماعات انفصالية ذات مبادئ علمانية أو قومية واضحة .
الثالث : جماعات انفصالية ذات مبادئ مبهمة غير واضحة .
وأرجو ان يعذرني الأخوة حول ذكر الجماعات وتعيينها فإنه قد يجر مشكلات
لا قبل لنا بها ، وحسبنا التنبيه من باب المناصحة والتذكير ونشر المعلومة
المفيدة .
وللحديث بقية .