د . إسلام المازني
14-08-2005, 12:50 AM
روائع زوجة الأحلام في عصر غربة الإسلام
د.إسلام المازني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الأعز الأكرم
والصلاة والسلام على النبي الخاتم
خاتمة مبكرة :
تعليقات الأصحاب على مواصفات الزوجة المثالية للداعية !
1- ابحث عنها في القبور... ( يعني قبور نساء السلف ) .
2- أين هذا !!!
أحبابي الكرام
هذه رسالة هامة عاجلة للمؤمنين والمؤمنات جميعا ، تتحدث عن حال المرأة التي يحلم بها رجل الدعوة المتزوج قبل الأعزب !
كي لا يصير الحال كمن قال :
لله سلمى حبها ناصب *** وأنا لا زوج ولا خاطب !
ليست من الإنس وإن قلتها *** جنية قيل الفتى كاذب !
هذه هي علامات صدق المرأة في أحوالها وأفكارها ... وهذه المرأة مطلوبة فورا لكل داعية مجاهد !
* أختي ..
أصلحي قلبك واستعيدي عقلك وانهضي من نومك .. وأفيقي من غفلتك كي تصلح الدنيا كلها ، فلا صلاح بدونك ... صدقيني
أخي ..
هل تبحث عن حفيدة صادقة للسيدة خديجة رضي الله عنها ، بلباس العصر الحديث حيث أصالة الفكر وعمق الماضي وعبق التاريخ مع عبقرية إستيعاب الواقع ..
لست وحدك من يبحث ...
* هذه هي المرأة التي يبحث عنها عقلاء العالم ، أليسوا أهل :
( فاظفر بذات الدين ) !
وإن أحسن ما يبغيه ذو وطر *** حليلة ذات أخلاق تناسبه
بها يعيش على صفو بلا كدر *** والسعد من وجهها تجلى كواكبه
أختى المسلمة .. كفانا فشلا
كفانا ضعفا ...
كفانا عجزا ..
كفانا بعدا واستهتارا ...
.. تحملى مسئوليتك قبل أن يغضب الله عليك .. كفانا لامبالاة ..
وأنت أيها الرجل :
إياك والحمقى لا تسلك لها طرقا *** فالشر كل الشر في الحمقاء !
لا تلبثن يوما بغير حليلة *** إن العزوبة حرفة الغوغاء
أحبابي :
نحن أمة في متاهة .
متاهة صنعناها ....
باسمها ومعناها ....
ثم بكينا عقباها ....
فمثلا ...
بكينا بغداد مرتين
فقد سقطت من جديد
إنهار بها القاع
إلى قاع أسفل
وبكينا قدسا
وبكينا أندلسا
وبكينا
وبكينا
ونبكي
وسنبكي
حتى يتغمدنا الله برحمته
ويعيننا على شح أنفسنا
وحين نتقدم لنكون مستحقين لنصره سبحانه
{ ولينصرن الله من ينصره }
وها نحن نريد القلة التي تنصح لوجهه سبحانه
قبل أن يموت الحس والضمير تماما
فلننصح ونصرخ
لبث الروح من جديد
فلا زال هناك نبض خفيض
يروى بدفقاته الحبوب
لعلها تثمر يوما
ويكون لنا نصيب
بورك فيكن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الخالق البارئ المصور .. والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله حبيبنا وقدوتنا ورحمة الله لنا
قال ربنا سبحانه وتعالى :
{ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى } النجم 45
فقدرنا في هذه الحياة أن نكون شركاء مترابطين ، ومن ثم كان من واجبات العبد أن يختار شريكا صالحا وإلا أتعبه الشريك وخسرت الشركة !
{ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } الزخرف 39
أخي الحبيب
هل تعبت كمن قال
لك أشكو من زوجة صيرتني*** غائبا بين سائر الحضار !
وكثير منيّ على شيب رأسي ***حفظ هذه الأشياء مثل الصغار !
أو يئست كمن قال
إني أردت زوجة بمثلها لا أظفر *** لأجل هذا لا أزال عازبا أنتظر
لا أبتغي مغرورة بنفسها تفتخر *** لا أبتغي سلابة تنهب ما أدخر
لا أبتغي ثرثارة بكل شيء تجهر *** إني أرجو امرأة ذات صفات تشكر
وعن صفاء قلبها عيونها تعبر *** أظنني على التي طلبتها لا أعثر
لا لليأس ....
ولن ننشد الكمال ، لكنا سنصفه ، علنا نجد أقرب مثال !
{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَ
لاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ
إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } سورة يوسف ..عليه الصلاة والسلام
هذه هي المواصفات ...
* أين الزوجة الأخت الحبيبة الصديقة الحليلة في آن واحد ؟
فهي التي لم يطغها غناها !
ولم تنشأ على اللامبالاة أو على عدم تحمل المسؤولية ، أو على الحياة السهلة المريحة المفسدة للعزم والهمة والجدية .. أو على العيشة المترفة المؤثرة في نظرة الإنسان للحياة وللنعم حوله ورضاه بما قل أو كثر ...؟
{ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } الواقعة 45
فليست ممن قيل فيهم :
لا يشعرون بما في دينهم نقصوا *** جهلا وإن نقصت دنياهم شــعروا !
* أين التي تتحلى بالصبر الجميل والذكاء المتوقد والشفافية العاطفية ، فهي رومانسية في الحلال
حبيبة لم تخضع لقول ولا ترى ***محاسنها يوما فيطمع طامع
وجال عليها درعها فتسترت به *** واحتوى ما تحتويه المدارع
* أين التي لم تلوثها السموم العلمانية من أمثال قولهم ( أين قوة الشخصية.... وأين المرأة المتساوية مع الرجل )
{ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا
حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ }
البقرة17
فهي تعلم أن لكل خلقة مميزة وقسما مقسوما من الرسالة في الحياة ، وأنهما شركاء وليسا أعداء ، وأن دعوة التساوي بينهما خلط للأوراق
إذا كان ترك الدين يعني تقدماً *** فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي
* أين التي لم يجعلها التعليم والإحتكاك متكبرة أو مغرورة أو عالية الصوت أو صعبة الإنقياد ..
فهي هينة لينة سهلة قريبة دينة ، تطيع بعلها بلا جدال ، ما لم يكن في غير حلال .
وإن رأت رأيا واتسع المقام للتوضيح فلا حرج إن طلبت التوضيح ، لكنها - أبدا - لا تشغب ولا تقول في كلامها ما يحكى مما يستحى ذكره ..
{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ } الحج 24
* أين التي ترضى بالدين من بعلها ، وتعلم أن حبه لها بعد ذلك والمودة بينهما والتفاهم والتلاقي العقلي والروحي هي أثمن ما في الوجود بعد الدين ...
سُئل سعيد بن المسيب رحمه الله عن قوله صلى الله عليه وسلم :
((خير النساء أيسرهن مهورا))
فقيل له : كيف تكون حسناء ورخيصة المهر ؟ فقال : يا هذا ، أنظر كيف قلت أهم يساومون في بهيمة لا تعقل أم هي بضاعة طمع صاحبها يغلب على مطامع الناس !
ثم قرأ :
{ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها }
... إنها صلة إنسانية ، وليس متاعا يطلب مبتاعا ....
ويبقى الود هو العنوان ....
وضمير الزوج يترنم عن الحبيبة القريبة
رأيتُ بها بدراً على الأرضِ ماشيا *** ولم أر بدراً قط يمشي على الأرضِ
* أين التي تعلم أن الإسلام ليس بالوراثة بل يكتسب بالاستقامة على أمر الله تعالى ...... وتطبق ذلك على نفسها قبل الآخرين.
فهي تعرض عن الباطل لأنها تعلم أن الجنة غالية !
تركت نحوهم والله يعصـمـنـي*** من التّقحّم في تلك الـجـراثـيم
* أين التي تعرف الفكر الإسلامي الصحيح وتعرف المعوج وتعرف المضاد للإسلام ، وتستوعب ثقافة الآخر لترد عليه ( بمنطق الحق لا بمنطقه ، لكن عن وعي بما يفهمه وما يهدمه ).
فهي تدرك مقولة شيخ الإسلام في تفسيره لسورة النور
العلم ما قام عليه الدليل ، والنافع ما جاء به الرسول !
صلى الله عليه وسلم
* أين التي تطمح لدور مع كل من تطالها عيناها أو قلمها ، ولا يسكتها إن سكتت إلا أمر الله تعالى بحسب الحال والمقام .. فهي نشطة .. لكنها تكف يديها إن كان الأمر يرجى له ذلك ..
فتبحث عن أقارب زوجها ومعارفه لتكون لهم كما كانت الصالحات من نساء سلفنا لأهليهن علما وبرا ورحمة ومعونة وإفادة وجلب منفعة أو دفع مضرة ..
فكل الوقت والجهد والحب والألم للإسلام بحسب الحال ..
فهي تقبل أن تهدى ما عليها وما لها لغيرها ، وإن جلست حتى بلا أقراص الشعير ولا أثاث ، كما فعلت الزهراء صلوات الله عليها ..
فاطم الزهراء أمي ، وأبي *** قاصم الكفر ببدر وحنين
* أين التي في كل يوم ترقى بنفسها درجة ، فتطلب المزيد من العلم والخير .. من الحفظ والفهم والبذل ..
* أين التي تبكي مع القرءان ودرر السنة ، وتلين مع ذكر الله تعالى وتحلق مع سير السلف ، فالتبتل والإخبات والتضرع أركان شغلها .....
{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ
وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ
وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ
وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ
اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }
الأحزاب 35
فحالها :
ما لي سوى قَرعي لبابك حيلة *** فَلئن رددت فأي باب أقرع ؟
فهي لا تعاني كما يعاني البعض من جهل شديد بعد سنوات في الإسلام ....
ليس فقط جهلا بالشريعة بل بالغاية والطريق العملي !
فالجهل بالمطلوب وجدولته خلل ...
وتوفر البيئة المناسبة للعلم مع عدم استغلاها خيبة عظيمة
ويجب على العاقل تقدير النعمة قبل أن تزول !
فلربما فقد الصحة التي تعينه على القراءة ولربما فقد الفراغ أو فقد المكتبة القيمة أو المعلم الناصح الشفوق !
وهي لا تركن لدمعة الليل فقط أو تغتر بحالها ، بل تعلم أنه يجب تفقد القلب واختباره ومعالجته والبحث عن سبل تصفيته .
* أين التي تقدر حياة المسلم العامل لدينه وما تمر به زوجته كثيرة الأضياف .. المضحية بنصيبها منه في أوقات كثيرة .. فلا تطالبه عنتا بالعدل في مقام يقتضي الفضل ( وأحضرت الأنفس الشح )
وتعلم أنه إن تحرك أو سكن أو غاب أو حضر فلله ورسوله.. فلتكن القائلة ( إذن لا يضيعنا )
وهي تعينه على الوفاء بالتزاماته وتقلل الضغوط من حوله قدر الإمكان ، بل وتمتص المشكلات البسيطة ( مع الجيران أو في الحياة اليومية ) وتبعدها عنه ولا تستهلك وقته وجهده قدر الإمكان ، بل هي جزء من عمله ، تراها شريكة ومديرة أعمال وموظفة ومساعدة له في الكبير والصغير ...من حمل الأعباء الثقال إلى نسخ الأوراق وتنظيم الأبحاث والمؤشرات ..
فتحيى بذلك ذكرى العبير
ألا أنبيك عن زمن تولى *** فتذكره ودمعك في انسجام
ولها عند الله ما يطيب الخاطر ويبهج الناظر
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم
مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ
مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ
لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ
عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } آل عمران 195
د.إسلام المازني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الأعز الأكرم
والصلاة والسلام على النبي الخاتم
خاتمة مبكرة :
تعليقات الأصحاب على مواصفات الزوجة المثالية للداعية !
1- ابحث عنها في القبور... ( يعني قبور نساء السلف ) .
2- أين هذا !!!
أحبابي الكرام
هذه رسالة هامة عاجلة للمؤمنين والمؤمنات جميعا ، تتحدث عن حال المرأة التي يحلم بها رجل الدعوة المتزوج قبل الأعزب !
كي لا يصير الحال كمن قال :
لله سلمى حبها ناصب *** وأنا لا زوج ولا خاطب !
ليست من الإنس وإن قلتها *** جنية قيل الفتى كاذب !
هذه هي علامات صدق المرأة في أحوالها وأفكارها ... وهذه المرأة مطلوبة فورا لكل داعية مجاهد !
* أختي ..
أصلحي قلبك واستعيدي عقلك وانهضي من نومك .. وأفيقي من غفلتك كي تصلح الدنيا كلها ، فلا صلاح بدونك ... صدقيني
أخي ..
هل تبحث عن حفيدة صادقة للسيدة خديجة رضي الله عنها ، بلباس العصر الحديث حيث أصالة الفكر وعمق الماضي وعبق التاريخ مع عبقرية إستيعاب الواقع ..
لست وحدك من يبحث ...
* هذه هي المرأة التي يبحث عنها عقلاء العالم ، أليسوا أهل :
( فاظفر بذات الدين ) !
وإن أحسن ما يبغيه ذو وطر *** حليلة ذات أخلاق تناسبه
بها يعيش على صفو بلا كدر *** والسعد من وجهها تجلى كواكبه
أختى المسلمة .. كفانا فشلا
كفانا ضعفا ...
كفانا عجزا ..
كفانا بعدا واستهتارا ...
.. تحملى مسئوليتك قبل أن يغضب الله عليك .. كفانا لامبالاة ..
وأنت أيها الرجل :
إياك والحمقى لا تسلك لها طرقا *** فالشر كل الشر في الحمقاء !
لا تلبثن يوما بغير حليلة *** إن العزوبة حرفة الغوغاء
أحبابي :
نحن أمة في متاهة .
متاهة صنعناها ....
باسمها ومعناها ....
ثم بكينا عقباها ....
فمثلا ...
بكينا بغداد مرتين
فقد سقطت من جديد
إنهار بها القاع
إلى قاع أسفل
وبكينا قدسا
وبكينا أندلسا
وبكينا
وبكينا
ونبكي
وسنبكي
حتى يتغمدنا الله برحمته
ويعيننا على شح أنفسنا
وحين نتقدم لنكون مستحقين لنصره سبحانه
{ ولينصرن الله من ينصره }
وها نحن نريد القلة التي تنصح لوجهه سبحانه
قبل أن يموت الحس والضمير تماما
فلننصح ونصرخ
لبث الروح من جديد
فلا زال هناك نبض خفيض
يروى بدفقاته الحبوب
لعلها تثمر يوما
ويكون لنا نصيب
بورك فيكن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الخالق البارئ المصور .. والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله حبيبنا وقدوتنا ورحمة الله لنا
قال ربنا سبحانه وتعالى :
{ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى } النجم 45
فقدرنا في هذه الحياة أن نكون شركاء مترابطين ، ومن ثم كان من واجبات العبد أن يختار شريكا صالحا وإلا أتعبه الشريك وخسرت الشركة !
{ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } الزخرف 39
أخي الحبيب
هل تعبت كمن قال
لك أشكو من زوجة صيرتني*** غائبا بين سائر الحضار !
وكثير منيّ على شيب رأسي ***حفظ هذه الأشياء مثل الصغار !
أو يئست كمن قال
إني أردت زوجة بمثلها لا أظفر *** لأجل هذا لا أزال عازبا أنتظر
لا أبتغي مغرورة بنفسها تفتخر *** لا أبتغي سلابة تنهب ما أدخر
لا أبتغي ثرثارة بكل شيء تجهر *** إني أرجو امرأة ذات صفات تشكر
وعن صفاء قلبها عيونها تعبر *** أظنني على التي طلبتها لا أعثر
لا لليأس ....
ولن ننشد الكمال ، لكنا سنصفه ، علنا نجد أقرب مثال !
{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَ
لاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ
إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } سورة يوسف ..عليه الصلاة والسلام
هذه هي المواصفات ...
* أين الزوجة الأخت الحبيبة الصديقة الحليلة في آن واحد ؟
فهي التي لم يطغها غناها !
ولم تنشأ على اللامبالاة أو على عدم تحمل المسؤولية ، أو على الحياة السهلة المريحة المفسدة للعزم والهمة والجدية .. أو على العيشة المترفة المؤثرة في نظرة الإنسان للحياة وللنعم حوله ورضاه بما قل أو كثر ...؟
{ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } الواقعة 45
فليست ممن قيل فيهم :
لا يشعرون بما في دينهم نقصوا *** جهلا وإن نقصت دنياهم شــعروا !
* أين التي تتحلى بالصبر الجميل والذكاء المتوقد والشفافية العاطفية ، فهي رومانسية في الحلال
حبيبة لم تخضع لقول ولا ترى ***محاسنها يوما فيطمع طامع
وجال عليها درعها فتسترت به *** واحتوى ما تحتويه المدارع
* أين التي لم تلوثها السموم العلمانية من أمثال قولهم ( أين قوة الشخصية.... وأين المرأة المتساوية مع الرجل )
{ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا
حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ }
البقرة17
فهي تعلم أن لكل خلقة مميزة وقسما مقسوما من الرسالة في الحياة ، وأنهما شركاء وليسا أعداء ، وأن دعوة التساوي بينهما خلط للأوراق
إذا كان ترك الدين يعني تقدماً *** فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي
* أين التي لم يجعلها التعليم والإحتكاك متكبرة أو مغرورة أو عالية الصوت أو صعبة الإنقياد ..
فهي هينة لينة سهلة قريبة دينة ، تطيع بعلها بلا جدال ، ما لم يكن في غير حلال .
وإن رأت رأيا واتسع المقام للتوضيح فلا حرج إن طلبت التوضيح ، لكنها - أبدا - لا تشغب ولا تقول في كلامها ما يحكى مما يستحى ذكره ..
{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ } الحج 24
* أين التي ترضى بالدين من بعلها ، وتعلم أن حبه لها بعد ذلك والمودة بينهما والتفاهم والتلاقي العقلي والروحي هي أثمن ما في الوجود بعد الدين ...
سُئل سعيد بن المسيب رحمه الله عن قوله صلى الله عليه وسلم :
((خير النساء أيسرهن مهورا))
فقيل له : كيف تكون حسناء ورخيصة المهر ؟ فقال : يا هذا ، أنظر كيف قلت أهم يساومون في بهيمة لا تعقل أم هي بضاعة طمع صاحبها يغلب على مطامع الناس !
ثم قرأ :
{ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها }
... إنها صلة إنسانية ، وليس متاعا يطلب مبتاعا ....
ويبقى الود هو العنوان ....
وضمير الزوج يترنم عن الحبيبة القريبة
رأيتُ بها بدراً على الأرضِ ماشيا *** ولم أر بدراً قط يمشي على الأرضِ
* أين التي تعلم أن الإسلام ليس بالوراثة بل يكتسب بالاستقامة على أمر الله تعالى ...... وتطبق ذلك على نفسها قبل الآخرين.
فهي تعرض عن الباطل لأنها تعلم أن الجنة غالية !
تركت نحوهم والله يعصـمـنـي*** من التّقحّم في تلك الـجـراثـيم
* أين التي تعرف الفكر الإسلامي الصحيح وتعرف المعوج وتعرف المضاد للإسلام ، وتستوعب ثقافة الآخر لترد عليه ( بمنطق الحق لا بمنطقه ، لكن عن وعي بما يفهمه وما يهدمه ).
فهي تدرك مقولة شيخ الإسلام في تفسيره لسورة النور
العلم ما قام عليه الدليل ، والنافع ما جاء به الرسول !
صلى الله عليه وسلم
* أين التي تطمح لدور مع كل من تطالها عيناها أو قلمها ، ولا يسكتها إن سكتت إلا أمر الله تعالى بحسب الحال والمقام .. فهي نشطة .. لكنها تكف يديها إن كان الأمر يرجى له ذلك ..
فتبحث عن أقارب زوجها ومعارفه لتكون لهم كما كانت الصالحات من نساء سلفنا لأهليهن علما وبرا ورحمة ومعونة وإفادة وجلب منفعة أو دفع مضرة ..
فكل الوقت والجهد والحب والألم للإسلام بحسب الحال ..
فهي تقبل أن تهدى ما عليها وما لها لغيرها ، وإن جلست حتى بلا أقراص الشعير ولا أثاث ، كما فعلت الزهراء صلوات الله عليها ..
فاطم الزهراء أمي ، وأبي *** قاصم الكفر ببدر وحنين
* أين التي في كل يوم ترقى بنفسها درجة ، فتطلب المزيد من العلم والخير .. من الحفظ والفهم والبذل ..
* أين التي تبكي مع القرءان ودرر السنة ، وتلين مع ذكر الله تعالى وتحلق مع سير السلف ، فالتبتل والإخبات والتضرع أركان شغلها .....
{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ
وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ
وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ
وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ
اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }
الأحزاب 35
فحالها :
ما لي سوى قَرعي لبابك حيلة *** فَلئن رددت فأي باب أقرع ؟
فهي لا تعاني كما يعاني البعض من جهل شديد بعد سنوات في الإسلام ....
ليس فقط جهلا بالشريعة بل بالغاية والطريق العملي !
فالجهل بالمطلوب وجدولته خلل ...
وتوفر البيئة المناسبة للعلم مع عدم استغلاها خيبة عظيمة
ويجب على العاقل تقدير النعمة قبل أن تزول !
فلربما فقد الصحة التي تعينه على القراءة ولربما فقد الفراغ أو فقد المكتبة القيمة أو المعلم الناصح الشفوق !
وهي لا تركن لدمعة الليل فقط أو تغتر بحالها ، بل تعلم أنه يجب تفقد القلب واختباره ومعالجته والبحث عن سبل تصفيته .
* أين التي تقدر حياة المسلم العامل لدينه وما تمر به زوجته كثيرة الأضياف .. المضحية بنصيبها منه في أوقات كثيرة .. فلا تطالبه عنتا بالعدل في مقام يقتضي الفضل ( وأحضرت الأنفس الشح )
وتعلم أنه إن تحرك أو سكن أو غاب أو حضر فلله ورسوله.. فلتكن القائلة ( إذن لا يضيعنا )
وهي تعينه على الوفاء بالتزاماته وتقلل الضغوط من حوله قدر الإمكان ، بل وتمتص المشكلات البسيطة ( مع الجيران أو في الحياة اليومية ) وتبعدها عنه ولا تستهلك وقته وجهده قدر الإمكان ، بل هي جزء من عمله ، تراها شريكة ومديرة أعمال وموظفة ومساعدة له في الكبير والصغير ...من حمل الأعباء الثقال إلى نسخ الأوراق وتنظيم الأبحاث والمؤشرات ..
فتحيى بذلك ذكرى العبير
ألا أنبيك عن زمن تولى *** فتذكره ودمعك في انسجام
ولها عند الله ما يطيب الخاطر ويبهج الناظر
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم
مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ
مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ
لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ
عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } آل عمران 195