أبوعبيدة
27-12-2005, 11:10 AM
(من المولد إلى وحدة الوجود)
أول من احتفل سنوياً بالمولد النبوي البدعي أحد خلفاء الدولة الإسماعيلية - أصل المذهب الدرزي والبهرة - والتي تسمى بالدولة الفاطمية ثم أخذها عنهم أحد الأمراء وهو أبوالمظفر في القرن السادس ثم تناقل الناس هذا الإحتفال الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الأربعة ولا الصحابة ولا الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، ولا التابعون لهم بإحسان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ".
(لايحاسب)
ثم تطور الأمر إلى استحسان الأحاديث الضعيفة في محبته ، منها : "من زار قبري وجبت له شفاعتي" . ثم تطور الحديث الضعيف إلى " من حج حجة الإسلام وزار قبري وغزا غزوة وصلى علي في بيت المقدس لم يسأله الله عز وجل فيما افترض عليه ". فأسقط كل الواجبات وأنه لن يحاسب عليها إذا فعل هذه الأمور الأربعة.
(يعلم كل الغيب)
ثم تطورت المحبة المزعومة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بعض الغيب وهذا في عهده ، فنهى عن ذلك وقال صلى الله عليه وسلم " لا يعلم ما في غد إلا الله ". فتطور الأمر بعد وفاته بقرون فجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم يعلم كل علوم العالم الماضية والمستقبلة. فقال البوصيري في بردته:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
أي الدنيا والآخرة من جود النبي صلى الله عليه وسلم على العالم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(المتصرف بالكون)
وكما قال شوقي أن الله تعالى سلم حكم الكون للنبي صلى الله عليه وسلم:
وكل نبي قيل عند رتبته ويا محمد هذا العرش فاستلم
ثم تطور الأمر إلى استحسان بعض الأحاديث الضعيفة منها :" أن آدم عليه السلام لما اقترف الخطيئة قرأ اسم النبي صلى الله عليه وسلم مكتوباً على العرش فسأل الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي، فأجابه الله تعالى: لولا محمد ما خلقتك ". فجعلوا خلق الله تعالى للإنس لا لأجل عبادته وحده، ولكن لأجل النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كل الكون ما خلق إلا من أجله صلى الله عليه وسلم لولاك ما خلقت الأفلاك. بينما قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
(أول مخلوق)
ثم تطورت البدعة إلى القول أن النبي صلى الله عليه وسلم خلق قبل آدم، وأنه نبىء وأرسل منذ ذلك الوقت ، ونبوته ورسالته عامة لجميع الخلق منذ زمن آدم إلى يوم القيامة، فكل الأنبياء وأممهم من أمته. كما قال السبكي.
ثم تطورت الفكرة إلى القول أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول مخلوق على الإطلاق، فلم يخلق الله تعالى قبله شيء.
(هل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد الله)
ثم تطورت إلى أن كل المخلوقات خلقت جزءاً من النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله تعالى" وجعلوا له من عباده جزءاً إن الإنسان لكفور مبين ".
إذ رووا الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا جابر ، إن الله خلق نور نبيك من نوره قبل خلق الأشياء. فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار، ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر لا جن ولا إنس، فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء:
فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش. ثم قسم الرابع إلى أربعة أقسام:
فخلق من الجزء الأول حملة العرش، ومن الثاني الكرسي، ومن الثالث باقي الملائكة. ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء:
فخلق من الجزء الأول السموات، ومن الجزء الثاني الأرضين، ومن الجزء الثالث الجنة والنار. ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء:
فخلق من الجزء الأول أبصار المؤمنين، ومن الثاني قلوبهم وهي المعرفة بالله تعالى، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله. ثم نظر إليه فترشح النور عرقاً، فتقطرت منه مائة ألف قطرة وعشرون ألفاً . . . إلخ هذا الكذب المفتعل، الذي نقله ابن عربي المكي.
(وحدة الوجود)
فجعلوا كل المخلوقات الموجودة أصلها من النبي صلى الله عليه وسلم فسموه سيد الكون، سيد الخلق، سيد العالم بينما النبي صلى الله عليه وسلم:" سيد بني آدم ، سيد البشر". وأصبح العالم كله أصله واحد وهو النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أصله تولد من نور الله تعالى فهو مولود من نور الله تعالى:" وقالوا اتخذ الله ولداً ". فكل الوجود مخلوق جزء من الله تعالى، تعالى الله عن ذلك " لم يلد ولم يولد "، وهو الذي يسمى بوحدة الوجود. إذا أنا وأنت وكل شيء هو الله تعالى، كما قال أحدهم:
ما الكلب والخنزير إلا إلهنا ومالله إلا راهب في كنيسة
وقال آخر:
العبد رب والرب عبــــد ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب وإن قلت رب أنىّ يكلــف
وهذه العقيدة الهرمسية عند المصريين في القرن الثاني الميلادي ثم أخذها أفلاطون في القرن الثالث وجددها، وهي العقيدة الفلسفية الهندية، نقلها إلينا المبتدعة.
(النصارى أهون)
فقول النصارى أهون من هذا القول إذ النصارى جعلوا عيسى فقط وحده هو ولد الله تعالى، بينما هؤلاء جعلوا كل المخلوقات تولدوا عن الله تعالى " كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا ". وهكذا تطور الأمر من بدعة المولد إلى هذه العقيدة التي يتداولها أصحاب الموالد في أشعارهم ليلة المولد، كقصيدة البوصيري، أو البرعي، وغيرهما، وأقوال ابن عربي المكي الملحد وكذا الحلاج.
قال الذهبي في سيره ( لو لم يكن كلام ابن عربي في فصوصه كفر، فإذا لايوجد كفر في العالم).
أول من احتفل سنوياً بالمولد النبوي البدعي أحد خلفاء الدولة الإسماعيلية - أصل المذهب الدرزي والبهرة - والتي تسمى بالدولة الفاطمية ثم أخذها عنهم أحد الأمراء وهو أبوالمظفر في القرن السادس ثم تناقل الناس هذا الإحتفال الذي لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الأربعة ولا الصحابة ولا الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، ولا التابعون لهم بإحسان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ".
(لايحاسب)
ثم تطور الأمر إلى استحسان الأحاديث الضعيفة في محبته ، منها : "من زار قبري وجبت له شفاعتي" . ثم تطور الحديث الضعيف إلى " من حج حجة الإسلام وزار قبري وغزا غزوة وصلى علي في بيت المقدس لم يسأله الله عز وجل فيما افترض عليه ". فأسقط كل الواجبات وأنه لن يحاسب عليها إذا فعل هذه الأمور الأربعة.
(يعلم كل الغيب)
ثم تطورت المحبة المزعومة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بعض الغيب وهذا في عهده ، فنهى عن ذلك وقال صلى الله عليه وسلم " لا يعلم ما في غد إلا الله ". فتطور الأمر بعد وفاته بقرون فجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم يعلم كل علوم العالم الماضية والمستقبلة. فقال البوصيري في بردته:
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
أي الدنيا والآخرة من جود النبي صلى الله عليه وسلم على العالم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(المتصرف بالكون)
وكما قال شوقي أن الله تعالى سلم حكم الكون للنبي صلى الله عليه وسلم:
وكل نبي قيل عند رتبته ويا محمد هذا العرش فاستلم
ثم تطور الأمر إلى استحسان بعض الأحاديث الضعيفة منها :" أن آدم عليه السلام لما اقترف الخطيئة قرأ اسم النبي صلى الله عليه وسلم مكتوباً على العرش فسأل الله تعالى بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يارب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي، فأجابه الله تعالى: لولا محمد ما خلقتك ". فجعلوا خلق الله تعالى للإنس لا لأجل عبادته وحده، ولكن لأجل النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كل الكون ما خلق إلا من أجله صلى الله عليه وسلم لولاك ما خلقت الأفلاك. بينما قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
(أول مخلوق)
ثم تطورت البدعة إلى القول أن النبي صلى الله عليه وسلم خلق قبل آدم، وأنه نبىء وأرسل منذ ذلك الوقت ، ونبوته ورسالته عامة لجميع الخلق منذ زمن آدم إلى يوم القيامة، فكل الأنبياء وأممهم من أمته. كما قال السبكي.
ثم تطورت الفكرة إلى القول أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول مخلوق على الإطلاق، فلم يخلق الله تعالى قبله شيء.
(هل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد الله)
ثم تطورت إلى أن كل المخلوقات خلقت جزءاً من النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله تعالى" وجعلوا له من عباده جزءاً إن الإنسان لكفور مبين ".
إذ رووا الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا جابر ، إن الله خلق نور نبيك من نوره قبل خلق الأشياء. فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار، ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر لا جن ولا إنس، فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء:
فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش. ثم قسم الرابع إلى أربعة أقسام:
فخلق من الجزء الأول حملة العرش، ومن الثاني الكرسي، ومن الثالث باقي الملائكة. ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء:
فخلق من الجزء الأول السموات، ومن الجزء الثاني الأرضين، ومن الجزء الثالث الجنة والنار. ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء:
فخلق من الجزء الأول أبصار المؤمنين، ومن الثاني قلوبهم وهي المعرفة بالله تعالى، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله. ثم نظر إليه فترشح النور عرقاً، فتقطرت منه مائة ألف قطرة وعشرون ألفاً . . . إلخ هذا الكذب المفتعل، الذي نقله ابن عربي المكي.
(وحدة الوجود)
فجعلوا كل المخلوقات الموجودة أصلها من النبي صلى الله عليه وسلم فسموه سيد الكون، سيد الخلق، سيد العالم بينما النبي صلى الله عليه وسلم:" سيد بني آدم ، سيد البشر". وأصبح العالم كله أصله واحد وهو النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أصله تولد من نور الله تعالى فهو مولود من نور الله تعالى:" وقالوا اتخذ الله ولداً ". فكل الوجود مخلوق جزء من الله تعالى، تعالى الله عن ذلك " لم يلد ولم يولد "، وهو الذي يسمى بوحدة الوجود. إذا أنا وأنت وكل شيء هو الله تعالى، كما قال أحدهم:
ما الكلب والخنزير إلا إلهنا ومالله إلا راهب في كنيسة
وقال آخر:
العبد رب والرب عبــــد ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب وإن قلت رب أنىّ يكلــف
وهذه العقيدة الهرمسية عند المصريين في القرن الثاني الميلادي ثم أخذها أفلاطون في القرن الثالث وجددها، وهي العقيدة الفلسفية الهندية، نقلها إلينا المبتدعة.
(النصارى أهون)
فقول النصارى أهون من هذا القول إذ النصارى جعلوا عيسى فقط وحده هو ولد الله تعالى، بينما هؤلاء جعلوا كل المخلوقات تولدوا عن الله تعالى " كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا ". وهكذا تطور الأمر من بدعة المولد إلى هذه العقيدة التي يتداولها أصحاب الموالد في أشعارهم ليلة المولد، كقصيدة البوصيري، أو البرعي، وغيرهما، وأقوال ابن عربي المكي الملحد وكذا الحلاج.
قال الذهبي في سيره ( لو لم يكن كلام ابن عربي في فصوصه كفر، فإذا لايوجد كفر في العالم).