مشعل محمد
10-02-2006, 01:18 AM
الآخر وثقافة الموت
اللهم عليك بـهم فإنـهم لا يعجزونك اللهم عليك باليهود والنصارى اللهم أحصرهم عددا وأقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا هذا جزء الدعاء الذي بقي في ذاكرتي من أدعية كثيرة سمعناها ولا زلنا نسمعها من مجموعة ليست بالقليل من أئمة المساجد في السعودية إن هذا الدعاء المسجوع المتفنن به والدال على لفظ العموم لا شك أن يخرج من بيئة كرة وثقافة عدائية للآخر الغير مسلم لمجرد كونه آخر سوف يفهم الكثير عندما يسمعون هذا الدعاء أن الدين الذي تخرج منه هذه الأدعية يحث على نصب العداء والكرة ، لكن لابد أن نستعرض موقف الدين الإسلامي من هذه الأدعية وكيف وضح لنا طريقة التعامل مع غير المسلمين وسوف نبدأ بهذه الآية من القرآن الكريم قال تعالى (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8) إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )) . الممتحنة 8-9.يتبين لنا من هذه الآيات موقفان متضادان حيث في الآية الأولى كما ورد في بعض التفاسير أن الله لا ينهاكم عن الإحسان إلى الكفرة الذين لم يقاتلوكم في الدين أن تحسنوا إليهم وتعدلوا ويقصد به المعاملة الحسنة مع غير المسلم المسالم سواء كان من أهل الكتاب أو غيرهم بل وأعلى درجات التعامل وهي البر والإحسان والعدل وعندما ننظر في الآية الثانية نرى سبحانه وتعالى ينهانا عن موالاة هؤلاء الذين ناصبوا العداء فقاتلوا المسلمين وأخرجوهم وعاونوا على إخراجهم إذ ينهانا عن مولاتهم ويأمرنا بمعاداتهم ثم أكد الوعيد على مولاتهم . وفي صحيح البخاري هناك بابان :- باب الدعاء على المشركين المعتدين على المسلمين والظلمة لأن الدعاء عليهم سبب من أسباب رفع الظلم وعلى النقيض نرى باب آخر يحث للدعاء للمشركين الكافرين المسالمين المعتدلين مع المسلمين وعندما نسلط الضوء على ما ثبت تاريخيا للمواقف النموذجية لأسلوب التعامل اليومي للرسول صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين نذكر عندما شُج وجهه الشريف وكُسرت رباعيته من قبل المشركين وفي هذه اللحظة التي يسيل دمه الزكي قال عبارة المشهورة ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) وأيضا عندما طلب منه الدعاء عليهم حيث ردد مقولته التي تعتبر من أكبر ما يدل على التسامح و المعاملة الحسنة حيث قال ( إنما بعثت رحمة ولم ابعث لعانا ) وبعد هذا السرد للاستشهادات الدينية يتبين لنا أن الدين الإسلامي دين يحث على الرحمة وليس على طلب تسليط العذاب وأنه يفرق بين غير المسلمين منهم المسالم والذين يجب الإحسان لهم والدعاء لهم ومنهم غير المسالم وهذا لا بد من عدم مولاتهم وفي الختام يتضح لنا أن الدعاء على غير المسلمين بالهلاك التام دعاء بدعي مخالف لسنة الله الكونية وشرعة الديني .
عبد السلام غميض – جدة
اللهم عليك بـهم فإنـهم لا يعجزونك اللهم عليك باليهود والنصارى اللهم أحصرهم عددا وأقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا هذا جزء الدعاء الذي بقي في ذاكرتي من أدعية كثيرة سمعناها ولا زلنا نسمعها من مجموعة ليست بالقليل من أئمة المساجد في السعودية إن هذا الدعاء المسجوع المتفنن به والدال على لفظ العموم لا شك أن يخرج من بيئة كرة وثقافة عدائية للآخر الغير مسلم لمجرد كونه آخر سوف يفهم الكثير عندما يسمعون هذا الدعاء أن الدين الذي تخرج منه هذه الأدعية يحث على نصب العداء والكرة ، لكن لابد أن نستعرض موقف الدين الإسلامي من هذه الأدعية وكيف وضح لنا طريقة التعامل مع غير المسلمين وسوف نبدأ بهذه الآية من القرآن الكريم قال تعالى (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين (8) إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون )) . الممتحنة 8-9.يتبين لنا من هذه الآيات موقفان متضادان حيث في الآية الأولى كما ورد في بعض التفاسير أن الله لا ينهاكم عن الإحسان إلى الكفرة الذين لم يقاتلوكم في الدين أن تحسنوا إليهم وتعدلوا ويقصد به المعاملة الحسنة مع غير المسلم المسالم سواء كان من أهل الكتاب أو غيرهم بل وأعلى درجات التعامل وهي البر والإحسان والعدل وعندما ننظر في الآية الثانية نرى سبحانه وتعالى ينهانا عن موالاة هؤلاء الذين ناصبوا العداء فقاتلوا المسلمين وأخرجوهم وعاونوا على إخراجهم إذ ينهانا عن مولاتهم ويأمرنا بمعاداتهم ثم أكد الوعيد على مولاتهم . وفي صحيح البخاري هناك بابان :- باب الدعاء على المشركين المعتدين على المسلمين والظلمة لأن الدعاء عليهم سبب من أسباب رفع الظلم وعلى النقيض نرى باب آخر يحث للدعاء للمشركين الكافرين المسالمين المعتدلين مع المسلمين وعندما نسلط الضوء على ما ثبت تاريخيا للمواقف النموذجية لأسلوب التعامل اليومي للرسول صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين نذكر عندما شُج وجهه الشريف وكُسرت رباعيته من قبل المشركين وفي هذه اللحظة التي يسيل دمه الزكي قال عبارة المشهورة ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) وأيضا عندما طلب منه الدعاء عليهم حيث ردد مقولته التي تعتبر من أكبر ما يدل على التسامح و المعاملة الحسنة حيث قال ( إنما بعثت رحمة ولم ابعث لعانا ) وبعد هذا السرد للاستشهادات الدينية يتبين لنا أن الدين الإسلامي دين يحث على الرحمة وليس على طلب تسليط العذاب وأنه يفرق بين غير المسلمين منهم المسالم والذين يجب الإحسان لهم والدعاء لهم ومنهم غير المسالم وهذا لا بد من عدم مولاتهم وفي الختام يتضح لنا أن الدعاء على غير المسلمين بالهلاك التام دعاء بدعي مخالف لسنة الله الكونية وشرعة الديني .
عبد السلام غميض – جدة