PDA

View Full Version : روسيا اليوم تواجه بقوة الإمبراطورية الأمريكية وتتقرب من العرب والمسلمين


ثابت الجنان
08-12-2007, 02:10 AM
إن التقليد الأمريكي في ما يسمى حماية المصالح الحيوية الأمريكية في العالم يظهر بجلاء و على مر العصور و الأزمان بصور مختلفة و لكن بمضمون واحد ففي الفترة ما بين القرنين السابع عشر و التاسع عشر تم إتباع سياسة استعباد السكان المحليين الأصليين بقسوة ( الحرب ضد قبائل الهنود الحمر) و في الفترة التالية إتباع سياسة استغلال الرقيق لدى استيطان الاراضي – وهنا تبدو جلية للعيان تماما التقاليد السياسية والاجتماعية لإمبراطورية أميركا الغير معلنة.

و في التاريخ الحديث نجد أن عقلية المصالح الأمريكية الضيقة هذه تظهر جلية في معالجة قضايا السياسة الخارجية لدى الإدارة الأمريكية وحليفاتها في اوربا الغربية حيال بلدان ما يسمى مناطق المصالح الحيوية الاستراتيجية ومنها العراق وايران وباكستان وافغانستان وكوريا الشمالية والصين وغيرها من بلدان الشرق الاوسط وجنوب شرقي آسيا و يتجلى ذلك:

أولا : يجري إتباع سياسة متشددة في إملاء الإرادة الأمريكية في المجالين الاقتصادي والسياسي ، والمتجسدة في فرض العقوبات الاقتصادية الدولية وطرح الدعاوى القضائية السياسية لتنفيذ المطالب التي تنفع الولايات المتحدة وحليفاتها فقط.

ثانيا: اعتبار العالم كله مجالا لمصالحها الحيوية ومطالبتها اي بلد في المجتمع الدولي بالالتزام فقط بالمطالب التي تروق لها.

ثالثا: عدم الاعتراف بسيادة القرار الوطنية في تحديد قضايا شعوب البلاد، ومطالبتها بالانصياع الى مطالب استراتيجيا التطور الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد أدت هذه السياسة بالذات الى ان دفع المسلمون ،وكذلك دول وشعوب كثيرة، إلى الإعراب عن احتجاجهم على تطاولات الدكتاتوريين من الخارج على حقهم في تقرير مصيرهم الوطني.

رابعا: تطرح على الساحة الاسلامية اسئلة خطيرة كثيرة مثل كيفية التحكم بشرائع الاسلام لكى تتفق لحد كبير مع المواقع والركائز الحيوية اليوم . ان الولايات المتحدة تطالب بألحاح، ان تغير البلدان الاسلامية شرائع الاسلام وان تقصرها على اطر ضيقة تتمثل بالصلاة والدعاء والقناعات الشخصية وابعاد الاسلام عن المجال الاجتماعي بزعم كاذب هو ان الاسلام كان يجسد في الماضي التطرف والإرهاب ، كما تدعو الولايات المتحدة الى تنويع طرائق التعليم الاسلامي في المؤسسات التعليمية لحد اغلاق بعض المدارس الدينية الاسلامية. ان مثل هذه الحجج الغير مبدئية التي تطرحها الولايات المتحدة لا تمثل سوى تجسيدا لمصالحها الخاصة وتقويض اهداف وتطلعات العالم الاسلامي عموما.

بالمقابل نجد أن لدى جمهورية روسية الاتحادية ورئيسها فلاديمير بوتين مواقف مغايرة تماما في مجال توحيد الامم والشعوب. انها تتمثل قبل كل شئ في الموقف الشامل من التعايش المشترك الطويل الامد اي مبدأ حسن الجوار والاحترام والتفاهم والمساعدة والدعم المتبادل ، بالاخص مع منطقة الشرق الاوسط ، الذي تربطه مع جمهورية روسية الاتحادية علاقات حسن جوار نشأت تاريخيا، وبالرغم من قيام الولايات المتحدة وحليفاتها بشتى الافعال الرامية الى تدمير جمهورية روسية الاتحادية وإشاعة الخصام بين الشعوب القاطنة فيها ، فقد استطاع فلاديمير بوتين ايقاف عملية الهدم ، حيث حال دون دفع سكان البلاد الى المذبحة السياسية ، ووحد الشعوب القاطنة في روسيا الاتحادية في شعب روسيا الموحد دون احداث التفرقة بين الناس على أساس التبعية القومية والاجتماعية والدينية ، ولهذا فهو يحظى بمكانة رفيعة لدى الشعب الروسي.

إن القيادة الروسية تدعو رؤساء الدول وشعوب العالم الى معالجة كافة النزاعات والخلافات بالطرق السلمية من خلال طاولة المفاوضات وبالاعتماد على مبادئ العدالة والاحترام المتبادل وبدون عنف وضغوط، مع الالتزام بالمساواة واحترام كرامة كل طرف. انها تعلن بجرأة وبصراحة ان من الواجب نسيان السعي الى اقامة عالم وحيد القطب ، وأوضح مثال على نتائج سياسة أحادية القطب العراق وأفغانستان وغير ذلك من الشعوب.

يتبع

ثابت الجنان

الأسد الخجول
16-12-2007, 10:00 AM
أخي الفاظل ثابث الجنان,

كما سبق أن أبرزته في الموضوع ,تدخل الأدارة الأمريكية في الشئون الداخلية لدول العالم أصبح على العلانية ولم يعد يتسم بالدبلوماسية أو أساليب الضغط الغير مباشر بتاتآ. فلأديمقراطية ولأسيادة وطنية باتت اليوم يسلم بها وكحق أولي للدول الغير حليفة وشعوبها ممارستها مادامت تقف مستعصية أمام مصالح القوى العظمى ..

ولي عودة للموضوع بأذن الله ..

ثابت الجنان
17-12-2007, 04:29 AM
الأخ الكريم الأسد الخجول

أشكر مرورك وتعقيبك وبانتظار عودتك ومشاركاتك القيمة

مع أطيب التمنيات

الأسد الخجول
24-12-2007, 10:33 AM
الأخ الكريم الأسد الخجول

أشكر مرورك وتعقيبك وبانتظار عودتك ومشاركاتك القيمة

مع أطيب التمنيات
أخي الفاضل ثابث الجنان ,

ردي سيكون قريبآ بعون الله بعد البحث الذي سأقوم به فيما يخص الأحداث التي أنوي إدراجها في تعقيبي.

لك مني أجمل تحية ..

الشقراوي
04-01-2008, 06:49 PM
شكرا لك اخي ثابت الجنان ونحن في الانتظار