ثابت الجنان
01-03-2008, 05:31 PM
في تسعينيات القرن العشرين كانت قضية حماية الخصوصيات الحضارية والثقافية للشعوب من جهة وقضية العولمة المعتدية من جهة أخرى أكثر القضايا تداولاً في المناقشات الاجتماعية في روسيا والعالم الإسلامي, وكان موضوع الدفاع الناجح والفعٌال عن القيم من العدوان الغربي في المجال العقائدي والثقافي والاقتصاد السياسي الأكثر رواجاً بين الجميع . أمٌا في روسيا وفى سياق هذه الأحداث كانت قضية بناء عالم متعدٌد الأقطاب مقابل أحادية القطب الأمريكية أكثر القضايا مناقشة . وظهرت في العالم الإسلامي نفس القضية تحت اسم "حوار الحضارات" . وكان طرح هذه القضية وبهذه الصورة طرحا مميزا و مرشحا إلى التقدٌم وتحقيق نتائج ملموسة في المستقبل الإستراتيجي وفى سياق أوسع في التخفيف عن حدٌة الصراع والمواجهة ويؤسس قاعدة لحلول سلمية للحروب و الصراعات في مناطق مختلفة من العالم وتطور سلمي في العالم بأسره .
إلاٌ أنٌ الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن مستعدٌا لسماع صوت العقل والمنطق لا من الشرق ولا من الجنوب وكانت السياسة الأمريكية منذ تسعينات القرن الماضي بعد انهيار الإتحاد السوفياتى تكتسب صفة العولمة المعتدية والخطاب الإملائي من الفوق إلى التحت . ومن الملاحظ أن العدوان الإعلامي والثقافي والاقتصادي والمالي الممارس من قبل الهولويود والقنوات التلفزيونية المختلفة مثل سي ـ إن ـ إن و أي ـ بي ـ سي وغيرها و من قبل المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي و بنك التنمية و البنك العالمي و غيرها من ممثلي الطغمة المالية العالمية أصبح يميل إلى الحملات العسكرية والغطرسة على الساحة العالمية أكثر فأكثر . وباتت نوايا هذه الطغمة الدولية أو مافيا الدولية الخفية للسيطرة على العالم نهائيا جلية واضحة و كانت في مقدٌمة مخطٌطاتها روسيا والعالم الإسلامي, و ذلك تحت شعار: إنٌ المنتصر في الحرب العالمية الثالثة (الباردة) ينفرد و يتحكم في كلٌ شيء . وفى إطار هذه السياسة المتٌبعة فإنٌ الطغمة الدولية و طابورها الخامس تحاول بانتظام تحميل روسيا دور الشرطي في منطقة أورو-آسيوية على غرار إسرائيل في الشرق الأوسط .
وبوضوح أكثر نجد أن قضية الردٌ المناسب المماثل على التحدٌيات والاعتداءات من قبل الغرب ضدٌ روسيا والعالم الإسلامي و بحث المجال المشترك للتعاون ومقاومة الأخطار تكتسب أهمٌيٌة قصوى .
ولتبرير سياسته هذه ـ سياسة العولمة العدوانية يحاول الغرب بالكاد إقامة أدلٌة "علمية" مزعومة و الاعتماد على خلفية دينية . إذ لا يُعقل أن لا يتخذ الغرب لنفسه مبررات أمام الرأي العامٌ العالمي بدلا من أن يعترف أنٌ كل هذه الغطرسة ليست إلاٌ حملة للاستيلاء على مزيد من الأراضي و الثروات الطبيعية .
والسؤال يطرح نفسه: من الذي يقف وراء هذه السياسة؟
والجواب هو: إتحاد عدٌة قوى ومجموعات مرتبطة بعضها البعض :
■ مجموعة يهود التلموديين المنافقين, وصقور الصهاينة الذين لهم وجود ملحوظ في وسائل الإعلام الليبرالية وفي البيت الأبيض والبنتاغون.
■ الأصوليون البروتستنتيون (وهم أصحاب المراكز القوية في الجيش والمجمع الصناعي الحربي الأمريكي)
■ و أخيراً بضعة عشرات من المجموعات المالية العملاقة التي تتصرف بنصيب الأسد من رأس المال العالمي الذي يعتبر تسعين في المائة من رصيده هو عبارة عن "هواء" موجود في الحسابات الإلكترونية في بنوك متعدٌدة في المناطق التجارية الحرة حول العالم .
وهذا الإتحاد مكون على مبدأ شبكة النوادي و ليس نظاما هرميا متداخلا ورغم ذلك إنه إتحاد فعلى وعامل قوى وعنصر فعال في التاريخ البشرى العالمي . إنه يشبه " جماعة النحل" – هكذا وصفها المفكر الإسرائيلي المعروف إسرائيل شامير. ومن هنا فإن الأخطار والتحديات الحقيقية أمام العالم الإسلامي و روسيا متشابهة في معظمها .
في ضوء هذه الرؤية نجد أن الهجمات المتتالية من الغرب على الإسلام والمسيحية الأرثوذكسية مستمرة في جميع المجالات الثقافية والروحية والأخلاقية والاجتماعية، ومحاولات القضاء على الخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب و تحويل معالمها القيمة حسب رؤيته هي محاولات متلاحقة .
ففي المجال الثقافي والروحي والأخلاقي والاجتماعي نجد أن الهجمات متتالية ومستمرة على الإسلام والمسيحية الأرثوذكسية ونجد كذلك المحاولات المتلاحقة للقضاء على الخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب و تغيير معالمها القيمة . و هذه المحاولات تسعى إلى تربية إنسان جديد ـ عبد للمادٌة والقيم والرموز الوثنية بحيث يصبح نمط وأسلوب حياته طبقا لمتطلباتهم . وتعتبر الهولويود والتلفاز من أهمٌ أدوات العدوان الإعلامي الغربي تقدماً في عمليات البنتاغون العسكرية في العالم الإسلامي وفي مناطق الإتحاد السوفياتى السابق .
وغني عن القول أن الضغط الأمريكي على قيادات أهم و أكبر الدول الإسلامية و روسيا الاتحادية و جمهوريات رابطة الدول المستقلٌة ـ عامل خطر آخر قد لا يعرفه الكثير, فإنٌ الولايات المتٌحدة لم تتخلى أبدًا عن محاولاتها الدائمة في التأثير على الأنظمة السياسية، وفي إنشاء و تكوين صنائعها في البلدان المختلفة عبر العالم .
إن ربط العملات القومية للدول بالدولار الأمريكي واستخراج وضخٌ الثروات الطبيعية من روسيا والبلاد الإسلامية ليس إلاٌ وجهً آخر منعكس لهذه السياسة .
وهناك خطر إضافي خفي من طرف الغرب على روسيا والعالم الإسلامي : وهو محاولات عرقلة إقامة علاقات ثنائية ذات مصالح وفوائد مشتركة بين الطرفين, وكذلك عرقلة تأسيس أي كيانات سياسية واقتصادية إقليمية متكاملة على الساحة الأورو-آسيوية على أن يكون لروسيا والعالم الإسلامي دور متميز فيها .
و "سادة العالم" هؤلاء يعارضون كذلك إنشاء عملات إقليمية مستقلٌة كالدينار الذهبي على سبيل المثال في منطقة الخليج العربي و روبل الأورو-آسيوية العملة المشتركة بين الدول المتحدة مع روسيا في كيان اقتصادي وسياسي واحد, كما أنهم يحاصرون أي علاقات اقتصادية ثنائية بينهما . ويقدٌر الخبراء الخسائر التي تنجم عن عدم إبرام العقود والاستغناء عن الاستثمارات العربية بمبلغ 3 – 5 مليار دولار أمريكي سنويا تقريبا .
وليس هذا كل ما في الأمر ففي خلال السنوات العشر الأخيرة استغل الغرب بانتظام وفى المقام الأول إسرائيل والولايات المتٌحدة وبريطانيا شبح الإرهاب العالمي لإحياء واستخدام القاعدة القديمة قدم الحياة - "فرٌق – تسد" وتقسيم العالم الإسلامي .
وأصبح الأسلوب المفضل للغرب للتأثير على مجريات الأمور وتطبيق سيناريوهاته الاستراتيجية هو إشعال الفتن والحروب العرقية والدينية من خلال استخدام عناصر التأثير وعملائه الذين تحرٌكهم الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية وفى الفترة الأخيرة الاستخبارات الروسية .
وتعتبر أهمٌ مكوٌنات هذه السنياريوهات هي إيقاع الصدام بين روسيا والجنوب وبين الإسلام والأرثوذكسية وبين الصوفية والسلفية وبين السلفية وقوى الأمن داخل روسيا . هذا السيناريو الأنجلو-سكسونى القديم في السيطرة على بلدان العالم الثالث وإدارتها بشكل كامل عاد إلى الساحة من جديد مرة أخرى . وعلينا في هذا السياق تمييز الفرق بين المكوٌن الداخلي للإرهاب في روسيا عندما تُنفٌذ العمليات الإرهابية كفعل انتقام وإرعاب ضدٌ مؤسٌسات الأمن والشرطة بصفة خاصٌة وبين الأفعال التي تمتد خيوطها إلى الخارج و ترتبط بجهات لها باع طويل في العداء للإسلام ولروسيا على السواء, على الرغم من أنٌ المنفذ لهذه العمليات المأجورة قد يكون مسلمًا .
ثـابـت الـجنـان
إلاٌ أنٌ الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن مستعدٌا لسماع صوت العقل والمنطق لا من الشرق ولا من الجنوب وكانت السياسة الأمريكية منذ تسعينات القرن الماضي بعد انهيار الإتحاد السوفياتى تكتسب صفة العولمة المعتدية والخطاب الإملائي من الفوق إلى التحت . ومن الملاحظ أن العدوان الإعلامي والثقافي والاقتصادي والمالي الممارس من قبل الهولويود والقنوات التلفزيونية المختلفة مثل سي ـ إن ـ إن و أي ـ بي ـ سي وغيرها و من قبل المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي و بنك التنمية و البنك العالمي و غيرها من ممثلي الطغمة المالية العالمية أصبح يميل إلى الحملات العسكرية والغطرسة على الساحة العالمية أكثر فأكثر . وباتت نوايا هذه الطغمة الدولية أو مافيا الدولية الخفية للسيطرة على العالم نهائيا جلية واضحة و كانت في مقدٌمة مخطٌطاتها روسيا والعالم الإسلامي, و ذلك تحت شعار: إنٌ المنتصر في الحرب العالمية الثالثة (الباردة) ينفرد و يتحكم في كلٌ شيء . وفى إطار هذه السياسة المتٌبعة فإنٌ الطغمة الدولية و طابورها الخامس تحاول بانتظام تحميل روسيا دور الشرطي في منطقة أورو-آسيوية على غرار إسرائيل في الشرق الأوسط .
وبوضوح أكثر نجد أن قضية الردٌ المناسب المماثل على التحدٌيات والاعتداءات من قبل الغرب ضدٌ روسيا والعالم الإسلامي و بحث المجال المشترك للتعاون ومقاومة الأخطار تكتسب أهمٌيٌة قصوى .
ولتبرير سياسته هذه ـ سياسة العولمة العدوانية يحاول الغرب بالكاد إقامة أدلٌة "علمية" مزعومة و الاعتماد على خلفية دينية . إذ لا يُعقل أن لا يتخذ الغرب لنفسه مبررات أمام الرأي العامٌ العالمي بدلا من أن يعترف أنٌ كل هذه الغطرسة ليست إلاٌ حملة للاستيلاء على مزيد من الأراضي و الثروات الطبيعية .
والسؤال يطرح نفسه: من الذي يقف وراء هذه السياسة؟
والجواب هو: إتحاد عدٌة قوى ومجموعات مرتبطة بعضها البعض :
■ مجموعة يهود التلموديين المنافقين, وصقور الصهاينة الذين لهم وجود ملحوظ في وسائل الإعلام الليبرالية وفي البيت الأبيض والبنتاغون.
■ الأصوليون البروتستنتيون (وهم أصحاب المراكز القوية في الجيش والمجمع الصناعي الحربي الأمريكي)
■ و أخيراً بضعة عشرات من المجموعات المالية العملاقة التي تتصرف بنصيب الأسد من رأس المال العالمي الذي يعتبر تسعين في المائة من رصيده هو عبارة عن "هواء" موجود في الحسابات الإلكترونية في بنوك متعدٌدة في المناطق التجارية الحرة حول العالم .
وهذا الإتحاد مكون على مبدأ شبكة النوادي و ليس نظاما هرميا متداخلا ورغم ذلك إنه إتحاد فعلى وعامل قوى وعنصر فعال في التاريخ البشرى العالمي . إنه يشبه " جماعة النحل" – هكذا وصفها المفكر الإسرائيلي المعروف إسرائيل شامير. ومن هنا فإن الأخطار والتحديات الحقيقية أمام العالم الإسلامي و روسيا متشابهة في معظمها .
في ضوء هذه الرؤية نجد أن الهجمات المتتالية من الغرب على الإسلام والمسيحية الأرثوذكسية مستمرة في جميع المجالات الثقافية والروحية والأخلاقية والاجتماعية، ومحاولات القضاء على الخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب و تحويل معالمها القيمة حسب رؤيته هي محاولات متلاحقة .
ففي المجال الثقافي والروحي والأخلاقي والاجتماعي نجد أن الهجمات متتالية ومستمرة على الإسلام والمسيحية الأرثوذكسية ونجد كذلك المحاولات المتلاحقة للقضاء على الخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب و تغيير معالمها القيمة . و هذه المحاولات تسعى إلى تربية إنسان جديد ـ عبد للمادٌة والقيم والرموز الوثنية بحيث يصبح نمط وأسلوب حياته طبقا لمتطلباتهم . وتعتبر الهولويود والتلفاز من أهمٌ أدوات العدوان الإعلامي الغربي تقدماً في عمليات البنتاغون العسكرية في العالم الإسلامي وفي مناطق الإتحاد السوفياتى السابق .
وغني عن القول أن الضغط الأمريكي على قيادات أهم و أكبر الدول الإسلامية و روسيا الاتحادية و جمهوريات رابطة الدول المستقلٌة ـ عامل خطر آخر قد لا يعرفه الكثير, فإنٌ الولايات المتٌحدة لم تتخلى أبدًا عن محاولاتها الدائمة في التأثير على الأنظمة السياسية، وفي إنشاء و تكوين صنائعها في البلدان المختلفة عبر العالم .
إن ربط العملات القومية للدول بالدولار الأمريكي واستخراج وضخٌ الثروات الطبيعية من روسيا والبلاد الإسلامية ليس إلاٌ وجهً آخر منعكس لهذه السياسة .
وهناك خطر إضافي خفي من طرف الغرب على روسيا والعالم الإسلامي : وهو محاولات عرقلة إقامة علاقات ثنائية ذات مصالح وفوائد مشتركة بين الطرفين, وكذلك عرقلة تأسيس أي كيانات سياسية واقتصادية إقليمية متكاملة على الساحة الأورو-آسيوية على أن يكون لروسيا والعالم الإسلامي دور متميز فيها .
و "سادة العالم" هؤلاء يعارضون كذلك إنشاء عملات إقليمية مستقلٌة كالدينار الذهبي على سبيل المثال في منطقة الخليج العربي و روبل الأورو-آسيوية العملة المشتركة بين الدول المتحدة مع روسيا في كيان اقتصادي وسياسي واحد, كما أنهم يحاصرون أي علاقات اقتصادية ثنائية بينهما . ويقدٌر الخبراء الخسائر التي تنجم عن عدم إبرام العقود والاستغناء عن الاستثمارات العربية بمبلغ 3 – 5 مليار دولار أمريكي سنويا تقريبا .
وليس هذا كل ما في الأمر ففي خلال السنوات العشر الأخيرة استغل الغرب بانتظام وفى المقام الأول إسرائيل والولايات المتٌحدة وبريطانيا شبح الإرهاب العالمي لإحياء واستخدام القاعدة القديمة قدم الحياة - "فرٌق – تسد" وتقسيم العالم الإسلامي .
وأصبح الأسلوب المفضل للغرب للتأثير على مجريات الأمور وتطبيق سيناريوهاته الاستراتيجية هو إشعال الفتن والحروب العرقية والدينية من خلال استخدام عناصر التأثير وعملائه الذين تحرٌكهم الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية وفى الفترة الأخيرة الاستخبارات الروسية .
وتعتبر أهمٌ مكوٌنات هذه السنياريوهات هي إيقاع الصدام بين روسيا والجنوب وبين الإسلام والأرثوذكسية وبين الصوفية والسلفية وبين السلفية وقوى الأمن داخل روسيا . هذا السيناريو الأنجلو-سكسونى القديم في السيطرة على بلدان العالم الثالث وإدارتها بشكل كامل عاد إلى الساحة من جديد مرة أخرى . وعلينا في هذا السياق تمييز الفرق بين المكوٌن الداخلي للإرهاب في روسيا عندما تُنفٌذ العمليات الإرهابية كفعل انتقام وإرعاب ضدٌ مؤسٌسات الأمن والشرطة بصفة خاصٌة وبين الأفعال التي تمتد خيوطها إلى الخارج و ترتبط بجهات لها باع طويل في العداء للإسلام ولروسيا على السواء, على الرغم من أنٌ المنفذ لهذه العمليات المأجورة قد يكون مسلمًا .
ثـابـت الـجنـان