نور
11-06-2000, 08:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . . .
** إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ **
أي يشق علّي مفارقته مدة
ذهابكم به إلى أن يرجع وذلك لفرط محبته له لما يتسوم فيه
من الخير العظيم وشمائل النبوة والكمال في الخلق والخلق
صلوات الله وسلامه عليه.
وقوله " وإخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون " يقول
وأخشى أن تشتغلوا عنه برميكم ورعيكـم فيأتيه ذئب فيأكله
وأنتم لا تشعرون فأخذوا من فمه هذه الكلمة وجعلوها
عذرهم فيما فعلوه وقالوا مجيبين له عنها في الساعة
الراهنة.
**قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ**
يقولون لئن عدا عليه الذئب فأكله بيننا ونحن جماعة وأنا إذا لهالكون عاجزون.
فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
يقول تعالى فلما ذهب به إخوته من عند أبيه بعد مراجعتهم
له في ذلك " وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب " هذا فيه
تعظيم لما فعلوه أنهم اتفقوا كلهم على إلقائه في أسفل ذلك
الجب وقد أخذوه من عند أبيه فيه يظهرونه له إكراما له
وبسطا وشرحا لصدره وإدخالا للسرور عليه فيقال إن
يعقوب عليه السلام لما بعثه معهم ضمه إليه وقبله ودعا له.
**وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون**
يقول تعالى ذاكرا لطفه ورحمته وعائدته لم انزاله اليسر في حال
العسر أنه أوحى إلى يوسف في ذلك الحال الضيق تطيبا لقلبه وتثبيتا له إنك لا تحزن مما أنت فيه فإن لك من ذلك فرجا
ومخرجا حسنا وسينصرك الله عليهم ويعليك ويرفع درجتك وستخبرهم بما فعلوا معك من هذا الصنيع.
وقوله " وهم لا يشعرون " قال مجاهد وقتادة "وهم لا يشعرون " بإيحاء الله إليه ; وقال ابن عباس ستنبئهم بصنيعهم هذا
في حقك وهم لا يعرفونك ولا يستشعرون بك
**وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُون**
يقول تعالى مخبرا عن الذي اعتمده إخوة يوسف بعد ما
ألقوه في غيابة الجب ثم رجعوا إلى أبيهم في ظلمة الليل
يبكون ومظهرون الأسف والجزع على يوسف ويتغممون
لأبيهم وقالوا معتذرين عما وقع فيما زعموا.
**قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ**
" إنا ذهبنا نستبق " أي نترامى " وتركنا يوسف عند
متاعنا " أي ثيابنا وأمتعنا " فأكله الذئب " وهو الذي كان قد
جزع منه وحذر عليه وقوله " وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا
صادقين " تلطف عظيم في تقرير ما يحاولونه يقولون
ونحن نعلم أنك لا تصدقنا والحالة هذه لو كنا عندك
صادقين فكيف وأنت تتهمنا في ذلك لأنك خشيت أن يأكله
الذئب فأكله الذئب فأنت معذور في تكذيبك لنا لغرابة ما وقع
وعجيب ما اتفق لنا في أمرنا هذا.
<B><small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة نور يوم 11-06-2000]
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة نور يوم 11-06-2000]
** إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ **
أي يشق علّي مفارقته مدة
ذهابكم به إلى أن يرجع وذلك لفرط محبته له لما يتسوم فيه
من الخير العظيم وشمائل النبوة والكمال في الخلق والخلق
صلوات الله وسلامه عليه.
وقوله " وإخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون " يقول
وأخشى أن تشتغلوا عنه برميكم ورعيكـم فيأتيه ذئب فيأكله
وأنتم لا تشعرون فأخذوا من فمه هذه الكلمة وجعلوها
عذرهم فيما فعلوه وقالوا مجيبين له عنها في الساعة
الراهنة.
**قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ**
يقولون لئن عدا عليه الذئب فأكله بيننا ونحن جماعة وأنا إذا لهالكون عاجزون.
فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
يقول تعالى فلما ذهب به إخوته من عند أبيه بعد مراجعتهم
له في ذلك " وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب " هذا فيه
تعظيم لما فعلوه أنهم اتفقوا كلهم على إلقائه في أسفل ذلك
الجب وقد أخذوه من عند أبيه فيه يظهرونه له إكراما له
وبسطا وشرحا لصدره وإدخالا للسرور عليه فيقال إن
يعقوب عليه السلام لما بعثه معهم ضمه إليه وقبله ودعا له.
**وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون**
يقول تعالى ذاكرا لطفه ورحمته وعائدته لم انزاله اليسر في حال
العسر أنه أوحى إلى يوسف في ذلك الحال الضيق تطيبا لقلبه وتثبيتا له إنك لا تحزن مما أنت فيه فإن لك من ذلك فرجا
ومخرجا حسنا وسينصرك الله عليهم ويعليك ويرفع درجتك وستخبرهم بما فعلوا معك من هذا الصنيع.
وقوله " وهم لا يشعرون " قال مجاهد وقتادة "وهم لا يشعرون " بإيحاء الله إليه ; وقال ابن عباس ستنبئهم بصنيعهم هذا
في حقك وهم لا يعرفونك ولا يستشعرون بك
**وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُون**
يقول تعالى مخبرا عن الذي اعتمده إخوة يوسف بعد ما
ألقوه في غيابة الجب ثم رجعوا إلى أبيهم في ظلمة الليل
يبكون ومظهرون الأسف والجزع على يوسف ويتغممون
لأبيهم وقالوا معتذرين عما وقع فيما زعموا.
**قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ**
" إنا ذهبنا نستبق " أي نترامى " وتركنا يوسف عند
متاعنا " أي ثيابنا وأمتعنا " فأكله الذئب " وهو الذي كان قد
جزع منه وحذر عليه وقوله " وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا
صادقين " تلطف عظيم في تقرير ما يحاولونه يقولون
ونحن نعلم أنك لا تصدقنا والحالة هذه لو كنا عندك
صادقين فكيف وأنت تتهمنا في ذلك لأنك خشيت أن يأكله
الذئب فأكله الذئب فأنت معذور في تكذيبك لنا لغرابة ما وقع
وعجيب ما اتفق لنا في أمرنا هذا.
<B><small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة نور يوم 11-06-2000]
[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة نور يوم 11-06-2000]