PDA

View Full Version : بلغوا عني ولو آية00سورة يوسف00الآيات(34-40)


reg
18-06-2000, 05:11 PM

علو الهمة
18-06-2000, 05:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0000
نكمل ان شاء الله تفسير آيات عطرة من سورة يوسف000
فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ
عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ ‏ ‏

تأويل قوله تعالى
{فاستجاب له ربه فصرف
عنه كيدهن إنه هو السميع
العليم} إن قال قائل: وما
وجه قوله: {فاستجاب له
ربه} ولا مسألة تقدمت من
يوسف لربه , ولا دعا
بصرف كيدهن عنه , وإنما
أخبر ربه أن السجن أحب
إليه من معصيته؟ قيل: إن
في إخباره بذلك شكاية منه
إلى ربه مما لقي منهن ,
وفي قوله: {وإلا تصرف
عني كيدهن أصب إليهن}
دعاء منه ربه صرف كيدهن ولذلك قال الله تعالى ذكره: {فاستجاب له
ربه}

وتأويل الكلام: فاستجاب الله ليوسف دعاءه , فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز
وصواحباتها من معصية الله .
{فاستجاب له ربه
فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم} : أي نجاه من أن يركب المعصية فيهن , وقد
نزل به بعض ما حذر منهن وقوله: {إنه هو السميع} دعاء يوسف حين دعاه بصرف كيد
النسوة عنه ودعاء كل داع من خلقه .

{العليم} بمطلبه وحاجته , وما يصلحه , وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم .


‏ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُ

الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ

يقول تعالى ذكره: ثم بدا
للعزيز زوج المرأة التي
راودت يوسف عن نفسه .



وقيل: معنى قوله: {ثم بدا لهم} في الرأي الذي كانوا رأوه من ترك يوسف مطلقا , ورأوا
أن يسجنوه {من بعد ما رأوا الآيات} ببراءته مما قذفته به امرأة العزيز .

وتلك الآيات كانت: قد القميص من دبر , وخمشا في الوجه , وقطع أيديهن



.وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ
أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ
خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي
أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ
الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا
نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ‏ ‏


يقول تعالى ذكره: ودخل مع
يوسف السجن فتيان , فدل
بذلك على متروك قد ترك من الكلام وهو: {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى
حين} فسجنوه وأدخلوه السجن ودخل معه فتيان .

وكان الفتيان غلامين من غلمان ملك مصر الأكبر: أحدهما صاحب شرابه ,
والآخر صاحب طعامه .

فقال الخباز: إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه , وقال الآخر: إني أراني
أعصر خمرا
رأى "مجلث" أنه يحمل فوق رأسه , خبزا تأكل الطير منه
, ورأى "نبو" أنه يعصر خمرا فقال: تمكث في السجن ثلاثة أيام , ثم تخرج فتسقيه خمرا{وقال
الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله} يقول تعالى ذكره:
وقال الآخر من الفتيين: إني أراني في منامي أحمل فوق رأسي خبزا ; يقول: أحمل على
رأسي , فوضعت "فوق" مكان "على" {تأكل الطير منه} يعني من الخبز .
.

.
قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ
إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ
يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي
رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ
هُمْ كَافِرُونَ ‏ ‏

يقول تعالى ذكره: {قال}
يوسف للفتيين اللذين
استعبراه الرؤيا: {لا
يأتيكما} أيها الفتيان في منامكما {طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله} في يقظتكما {قبل أن
يأتيكما} .


وقوله: {ذلكما مما علمني ربي} يقول هذا الذي أذكر أني أعلمه من تعبير الرؤيا مما
علمني ربى فعلمته .

{إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله} وجاء الخبر مبتدأ: أي تركت ملة قوم , والمعنى: ما
ملت وإنما ابتدأ بذلك لأن في الابتداء الدليل على معناه وقوله: {إني تركت ملة قوم لا
يؤمنون بالله} يقول: إني برئت من ملة من لا يصدق بالله , ويقر بوحدانيته .

{وهم بالآخرة هم كافرون} يقول: وهم مع تركهم الإيمان بوحدانية الله لا يقرون بالمعاد
والبعث ولا بثواب ولا عقاب .

.
{يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي
ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه} .

قالا: ما رأينا شيئا , إنما كنا نلعب ! قال: {قضي الأمر الذي فيه تستفتيان}
.
وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا
أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ
ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا
وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ
النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ‏ ‏


يعني بقوله: {واتبعت ملة آبائي
إبراهيم وإسحاق ويعقوب}
واتبعت دينهم لا دين أهل
الشرك .

{ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء} يقول: ما جاز لنا أن نجعل لله شريكا في عبادته
وطاعته , بل الذي علينا إفراده بالألوهة والعبادة .

{ذلك من فضل الله علينا} يقول: اتباعي ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب على الإسلام
, وتركي {ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون} , من فضل الله الذي تفضل
به علينا , فأنعم إذ أكرمنا به .

{وعلى الناس} يقول: وذلك أيضا من فضل الله على الناس , إذ أرسلنا إليهم دعاة إلى
توحيده وطاعته .

{ولكن أكثر الناس لا يشكرون} يقول: ولكن من يكفر بالله لا يشكر ذلك من فضله عليه ,
لأنه لا يعلم من أنعم به عليه ولا يعرف المتفضل به .
‏ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ
مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ
الْقَهَّارُ ‏ ‏
ذكر أن يوسف
صلوات الله وسلامه عليه
قال هذا القول للفتيين اللذين
دخلا معه السجن , لأن
أحدهما كان مشركا , فدعاه
بهذا القول إلى الإسلام
وترك عبادة الآلهة والأوثان
, فقال: {يا صاحبي السجن}
يعني: يا من هو في السجن .

وجعلهما صاحبيه لكونهما
فيه ,

وقوله: {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار} يقول: أعبادة أرباب شتى متفرقين
وآلهة لا تنفع ولا تضر خير , أم عبادة المعبود الواحد الذي لا ثاني له في قدرته وسلطانه
, الذي قهر كل شي فذلله وسخره فأطاعه طوعا وكرها .


‏ ‏مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا
أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ
وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ
سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا
يَعْلَمُونَ ‏ ‏
{ما تعبدون من دونه} : ما
تعبدون من دون الله .



{ما أنزل الله بها من سلطان} يقول: سموها بأسماء لم يأذن لهم بتسميتها , ولا وضع لهم

جيون
18-06-2000, 11:49 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أحسنت وأحسن الله إليك أختنا علو الهمة .. :)

سأعود مرة آخر لنبحث عن التأملات بين الايات ان شاء الله :)

ولكن الآن إصعد فوق .. :)

[b]<small><small>[ تم تعديل الموضوع بواسطة &nbsp; جيون &nbsp; يوم &nbsp; 18-06-2000]

جيون
19-06-2000, 08:28 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

... تأملات

* إنتهت المحنة الثانية بلطف الله ورعايته وإستجابة دعاء يوسف عليه السلام ودخول اليأس في قلوبهن و يوسف عليه السلام فضل سجن الجسد على سجن المعصية

* وتبدأ المحنة الثالثة محنة الشدة ومحنة السجن ظلما ولكن الله خفف على عبده وعلمه من لدنه علما الرؤيا وبعض علم الغيب ..

* الداعية يوسف عليه السلام في السجن وبرغم شدة المحنة والشعور بالظلم الا إنه كان داعية الخير والتوحيد.. إن الطريقة التي استخدمها يوسف عليه السلام وهو يحاور أصحابه في السجن لقضاء حاجتهم من تعبير الرؤيا لهي نموذج للدعاة الخير فعن طريق قضاء حوائج الناس تبلغ الدعوات هكذا فعل يوسف قبل ان يعبر الرؤيا وفي وسط حديثه لتعبير الرؤيا ( إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهو بالاخرة هم كافرون واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ماكان لنا أن نشرك بالله من شيء ..) وهذا المنهج في الدعوة إستغله النصارى والتنصير لدينهم في أفريقيا وغيرها من البلاد الفقيرة الضعيفة يقضون حوائج الناس ومقابلها ان يخرج الناس من عبادة التوحيد ورب الناس ..

نور
19-06-2000, 10:56 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . . .

بداية طيبة أختي الغالية علو الهمة . . . :)

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك . . .

سبحان الله رغم أن الملك قد راى الآيات الدالة على صدق يوسف إلا أن ذلك لم يمنعه من سجن يوسف لعدة سنوات بسبب جرم لم يقترفه . . .

وذلك لكي يسكت ما انتشر بين الناس من قصة امرأة العزيزمع فتاها يوسف ، متكتما على الأمر حتى ينسى الناس وتنتهي الفضيحة على خير . . .

ولكن ينساه العزيز لأمر أراده الله في سجنه ، فسبحان الله كم هو صبر الأنبياء فقد ابتلي أولا بالألقاء في البئر ومن ثم البيع ومن ثم الفتنة
والآن السجن ، ولم يزيده ذلك إلا إيمانا ويقينا بالفرج وهاهو داعية لله ولدينه حتى وهو في السجن . . .