PDA

View Full Version : ( دخــول الجنــة .. قبـل المـوت ..! )


بو عبدالرحمن
04-09-2000, 06:35 PM
_

تنويه :
هذا موضوع في غاية الأهمية .. فثمراته كثيرة ومتعددة .. فأرجو قراءته بتمهل ..
- - -
الإحسان كما عبّر عنه رسولنا الكريم ، ومربينا العظيم صلى الله عليه وسلم هو :
( أن تعبد الله كأن تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )..
وهذا هو ذروة المقامات في دين الله عز وجل ..
قال علماؤنا : هاهنا منزلتان إحداهما أعلى من الأخرى ..
إما أن تكون في مقام المشاهدة ( كأنك تراه ) ..
أو _ على الأقل _ كن في مقام المراقبة ( فإنه يراك ) ..
حين يصل الإنسان إلى درجة يستشعر بقلبه _ استشعاراً واضحاً _ هذا المقام أو ذاك ..
فإنه يكون قد استوى عوده ، وثبتت قدمه ، وتلألأ قلبه ..
وأخذ يذوق بقلبه معانٍ سماوية راقية ، لا أحلى ولا أرقى ولا أغلى منها ..
غير أن هذا المطلب يحتاج إلى بذل جهد كبير للوصول إليه ..
وعل كل حال : القاعدة الربانية واضحة ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
مجاهدة للنفس الأمارة ، على ضوء العلم الصحيح ، توصل إلى تيسير السبل ..
- - -
ترى لماذا يغفل الإنسان عن هذا المقام ، مع أن الوصول إليه مطلب عزيز ،
له ثمراته الكثيرة ، وبركاته المتنوعة في حياة الإنسان وأسرته ومجتمعه ..؟!
السبب والله أعلم :
أن هذا القلب يكون بين حالتين لا ثالث لهما .. _ انتبه يا رعاك الله _
الأولى : أن يكون القلب مراقباً لله عز وجل ..
( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )
(
الحالة الثانية : أن يكون في هذا القلب أغيار ..
_ كل ما سوى الله عز وجل فهو : غير ..والجمع أغيار _
فإما أن تسيطر على قلبك مراقبة الله عز وجل فتعيش معه ، قريباً منه ، حاضراً بين يديه …
وإما أن تستولي على قلبك أغيار كثيرة من أمور الدنيا فتشغل قلبك عن الله عز وجل ..
طبعاً الشيطان هاهنا ميدانه وصولاته وجولاته : يفعل العجائب وأخواتها ليشغلك عن الله بأشياء كثيرة !!
الأصل الأصيل :
أن تبذل جهداً ملحوظاً من أجل أن تسيطر على قلبك مراقبة الله جل جلاله حيثما كنت ، وأينما حللت ..
هذه المراقبة الدائمة توصلك إلى مقام الإحسان في ذروته ( كأنك تراه )
بحيث تعيش مستشعراً بوضوح أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ، تراها ببصيرتك بمنتهى الوضوح ..
وهذه حالة متقدمة في الطريق ..
وفي هذه الحالة تشعر بجلاء أن الله لا يغيب عنك بحال ،
حتى في حال مأكلك ، ومشربك وملبسك ، وضحكك وكلامك ..
الله تبارك اسمه على بالك دائماً ، يملأ عليك اسمه بؤرة شعورك ، حاضراً معك بقوة ..
غير أن هذه الحالة لا يصل إليها الإنسان إلا بعد بذل جهد من أجل الوصول إليها ..
في البدايات .. تمر هذه الحالة على القلب وتختفي ..
في لحظة وجودها يهتز القلب بالفرح والنشوة ،
ويحس إحساسات عجيبة قد لا يستطيع التعبير عنها بلسانه..
ويذوق في هذه الحالة :
معنى صلاته ، وحلاوة مناجاته ، ولذيذ تلاوته ، والأنس بذكره ، وتحلو له الدموع ..!…الخ
فإذا غابت عنه هذه الحالة استوحش القلب وانقبض ، وقد يفزع ويجزع _ خوف عدم عودتها _
لكن لا تيأس ..
استمر في بذل الجهد ، وتابع الخطوات في ثقة ، والهج بالدعاء مع الإلحاح فيه ،
أن يعينك اله ، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين ،
مع تقديم مزيد من الطاعات المتنوعة ، وعلى رأسها وفي مقدمتها : الذكر الكثير ..
قال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ..
لاحظوا أن الجار والمجرور تقدم على الفعل ،
وهذا الأسلوب في اللغة العربية يفيد الحصر والقصر ..يفيد الاختصاص ..
فليس هناك وسيلة أخرى للوصول إلى طمأنينة القلب ..
ولكن الذكر بمعناه الشامل :
طلب العلم : ذكر .. الدعاء : ذكر .. قراءة القرآن : ذكر ..
أذكار الصباح والمساء والمناسبات : ذكر .. والذكر المطلق : ذكر ..
والمطلوب ذلك كله ، ولاسيما الذكر المطلق ، بحيث يدور لسانك بذكر الله حيثما كنت ، لا تفتر .
تبقى قضية أخيرة مهمة :
شوق الإنسان ليصل إلى هذا الكمال ، يجعله يراقب قلبه نوع مراقبة ..
فينتظر كيف ستذهب الأغيار من قلبه ..!؟ كيف سيصفو قلبه ..؟!
ولكن انتبه هاهنا .. بدلاً من أن تبقى متفكراً متى ستذهب الأغيار ، وكيف ..
اخطُ الخطوة اللاحقة الأهم :
وجّـه قلبك كله إلى الله عز وجل ، بحيث تستشعر قربه منك ، وإحاطته بك ، وإحصاءه عليك ..
فكلما استشعرت بقلبك قربه سبحانه منك ، فأنت إلى قرب ..
اجعل هذا ميدان مجاهدتك مع نفسك ومع الشيطان ، فإنهما لن يدعانك ..!
اجعل همك في : استشعار صفات الحق سبحانه وتعالى ، والعيش معه جل شأنه ،
وتوجيه قلبك بشكل دائم إلى ملاحظة نعمه عليك ، وآلائه عندك ، وإلى هذه المعاني الراقية ..
ولا تجعل الفشل مرة ومرتين وثلاث وعشراً سبباً في الإحباط ..
إياك .. فهذه فرحة الشيطان ، فلا تمكنه أن يشمت بك ..!!
ابق في المحاولة ، واستمر في المجاهدة ، وحاسب نفسك خلال ذلك :
فلعلك تكتشف أن لك ذنوب ومعاصي هي التي أعاقتك ..
ومن ثم فلابد أن تتخلص منها ابتداءً .. لأن التخلية قبل التحلية ..
واستمر في المجاهدة .. وافزع إلى الله عز وجل بالإلحاح في الدعاء والضراعة أن لا يكلك إلى نفسك ..
نسأل الله عز وجل أن يكرمنا بالوصول إلى التحقق بمقام الإحسان فنعبده سبحانه وكأننا نراه جل في علاه .
فإن الوصول إلى هذا المقام .. وصول إلى جنة ونعيم وفردوس قبل الموت ..!
( وفي ذلك فيتنافس المتنافسون )

مجاهدة
04-09-2000, 08:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اثرت موضوعاوالله عظيم نعم مجاهدة النفس
نحن في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر
نحاول ان نقف مااستطعنا امام الشيطان وخيله ورجاله
فهو يجري منا مجرى الدم
ادعواالله ان يجعلني مجاهدة قولا وعملا
وان اكون صابرة محتسبه
ذاكرة مؤمنه ووالدي والمؤمنين والمؤمنات
الاحياء منهم والاموات
آميــــن

جيون
04-09-2000, 09:59 PM
بوركت اخي بو عبد الرحمن ..

مواضيعك ثمينة نسأل الله ان يفرج بها عليك ..

أخي الكريم .. نستأذنك بإضافة بعض مواضيعك في مجلة الشجرة الطيبة .. العمل المشترك بين اعضاء سوالف في قسم الاسلامية ..
http://swalif.com/users/tree/tree32.htm

نتمنى تواجدك بيننا ..

بو عبدالرحمن
05-09-2000, 06:41 AM
-
الأخت الفاضلة الكريمة / مجاهدة ... حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
نعم ..
نحن في زمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ..
ولكن لا تنسي أيتها الأخت المباركة ..
لا تنسي المبشرات التي ذكرها حبيبنا محمد _ صلى الله عليه وسلم _ وما أكثرها
ألم يأتك نبأ بشارته عليه الصلاة والسلام لمن يأتون في آخر الزمان ..؟!
في حديث قال : لقد اشتقت إلى إخواني ؟ قال الصحابة : أولسنا إخوانك ؟
قال : لا أنتم أصحابي ، ولكن إخواني أناس يأتون في آخر الزمان
يؤمنون بما بين دفتي المصحف ولم يروني .. _ أو كما قال صلى اله عليه وسلم _
وفي حديث آخر : ذكر أن أجر الواحد من هؤلاء كأجر خمسين شهيداً
فقال الأصحاب : منا أو منهم .. قال : بل منكم ..

نسأل الله بكرمه أن يجعلنا من هؤلاء ..
فاصبري وصابري ورابطي واستعيني بالله يا أختاه
ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ..

بو عبدالرحمن
05-09-2000, 06:45 AM
_
الأخت الفاضلة الكريمة : جيــــون .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : ثناؤك على مواضيعي شهادة أعتز بها .. وأسال الله أن يتقبلها كما تقبلتموها..
ثانياً : لا داعي للاستئذان أيتها الأخت الفاضلة ..
خذي من هذه المواضيع ما شئت ، ودعي منها ما شئت ..
بل أقول : أن هذا شرف لي أن أحظى ببهذه اللفتة الكريمة منكم ..
ثالثاً : بالنسبة للوصلة لا أدري لماذا لم تفتح معي .. ترى أين الخلل ؟
بارك الله فيك ، وبارك لك ، وجعلك مباركة حيثما كنت ..

سائحة
05-09-2000, 01:39 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخي الكريم بوعبد الرحمن .... أنار الله قلبك في الدنيا و الآخرة

كما أنرت قلوبنا بهذه المواضيع القيمة التي أحيت الموات من

قلوبنا فمعالجة القلب و تفقده ليست من الأمور السهلة إلا على من

سهله الله عليه...وكما قال الصالحون:


.... في القلب شعث لا يلمه إلا الاقبال على الله

.... وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله

.... وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ....

وكما قال ناصح حكيم : إن رأيت أن تديم الدعاء وقرع الباب

فإن من قرع الباب ولم يعجز عن القرع : دخل .

فجزاك الله خير الجزاء أخي بو عبد الرحمن .... ولي رجاء أخي

الكريم أرجو أن تتقبله ... ألا وهو الدعاء لي في ظهر الغيب

أن يذيقنا لذة و حلاوة مناجاته و ذكره والأنس به ...

بو عبدالرحمن
05-09-2000, 05:23 PM
-
الأخت الفاضلة الكريمة / سـائحـــــة .. حفظك الله ورعاك وأعانك وسدد خطاك
أولاً : لم أملك وأنا أقرأ تعقيبك إلا أن أهتف :
ما شاء الله تبارك الله .. هذا الكلام وإلا فلا .. وأعيد ما خطته أناملك :
.....في القلب شعث لا يلمه إلا الاقبال على الله

.... وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله

.... وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته ....
ثانياً : أسأل الله أن أكون عند حسن الظن بي ..
وأسأله أن يتقبل مني ويقبلني ..

ثالثاً : طلبت مني الدعاء .. ولا يسعني أن أرفض هذا الطلب العزيز :
فافعي أكف الضراعة معي إلى الله جل جلاله :
اللهم أذق أختي سائحة حلاوة الأنس بك ، ولذة مناجاتك ، ونعيم ذكرك ، واغمر قلبها بمحبتك
اللهم انها ظنت بي خيراً فلا تخيّب رجاءها .. فبحر جودك يروي كل من يرده ..
ورحمتك وسعت كل شيء .. وخزائنك لا تغيض ولا تنفد .. وعطاؤك لا ينقطع .
فيا أكرم الأكرمين .. دعوتك لأختي هذه ، وقلبها الآن متعلق باستجابة هذه الدعوة
فلا تؤخرها عليها ، واجعلها تستشعر هذا النعيم ، واغمرها في هذا النور في أقرب وقت
اللهم إني دعوتك كما أمرتني .. فاستجب لي كما وعدتني ..
اللهم .. اللهم .. اللهم .. آمين .. يا رب .. يا رب .. يا رب .. يا رب

بو عبدالرحمن
07-09-2000, 07:15 AM
_
الأخت الكريمة / جيون .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم فقط استطعت أن اطلع على مجلتكم ( الشجرة الطيبة )
وكان عملاً طيباً ، أسأل الله أن يعينكم على إتمامه ..
جزاك الله خيراً ، وبارك الله فيك .