الى الأمام ايها السعودييون

[الغربال]

سميت فترة السبعينات من القرن العشرين بعصر السعودية حيث استطاعت المملكة العربية السعودية ان ترسخ اقدامها في كل بقاع العالم وتفرض مكانتها الدينية والسياسية والإقتصادية من خلال الثلاث محاور السابقة . اما بالنسبة للمحور الديني والسياسي فعلى الرغم من قدمه الا انه تعزز بعد حادثة احراق المسجد الأقصى والجولات الكثيرة التي قام بها الملك فيصل بن عبدالعزيز بغرض ايجاد التضامن الإسلامي لمواجة الجبروت الصهيوني المدعوم من الغرب . ونتج عن رحلات الملك فيصل وتمسكه بضرورة ربط الدول الإسلامية عبر منظومة سياسية , ان عقد اول مؤتمر قمة اسلامي شارك فيه العديد من الدول الإسلامية كما نتج عن ذلك ان قامت الكثير من الدول الأفريقية ولآسيوية بقطع علاقاتها مع اسرائيل . واثبتت سياسية الملك فيصل قوتها خاصة انها وقفت بالمرصاد سابقا لمحاولات المد الشيوعي في بعض المناطق الإسلامية . وعلى المستوى الإقتصادي كانت فترة السبيعنات خاصة نصفها الثاني هي فترة القفزات الهائلة للإقتصاد السعودي وبدء خطط التنمية الفعلية بعد ارتفاع اسعار النفط واستطاعت السعودية لمالها من تأثير كبير على منظمة الأوبيك ان تطوع الإقتصاد العالمي وتربطة بالنفط كسلعة استراتيجية خاصة وانها الأكثر انتاجا له والأكثر احتياطيا . كل ذلك جعل من السعودية كيان اخاف الغرب . فكيف بدولة عربية تؤثر على الإقتصاد العالمي وتستخدم النفط كسلاح وكوسيلة ضغط على الدول الكبرى . وتوالت على منطقة الشرق الأوسط العديد من الأحداث المهمة جدا منها سقوط نظام الشاه ومجيء الثورة الإيرانية التى اعلنت بصراحة انها تقف في وجه المد السعودي في منطقة الخليج والعديد من الدول الإسلامية علاوة على نشوب الحرب العراقيه الإيرانيه والتى كان للسعودية الدور المهم في حسمها خاصة وانها مدت العراق بالمال والسلاح علاوة على تأمين امدادت النفط العراقية عبر خط انابيب اقيم داخل الأراضي السعودية . كما كان لقطع العلاقات السعودية المصريه نتيجه لزيارة السادات الي القدس الأثر الكبير في التأثير على متانة العلاقة بين اكبر قطبين عربيين , وفي عام 86 م انهارت اسعار النفط وبعدها حدثت الطامة الكبرى بإحتلال دولة الكويت من قبل الجيش العراقي , كل هذه الأحداث التى عصفت بالمنطقه لم تؤثر على مكانة السعودية بين دول العالم وهذا مما يحير الكثير من الباحثين في شؤون المنطقه . بل ان السعودية خرجت من هذه الآحداث وهي اقوى مكانة بين دول العالم العربي واصبح الكل ينظر اليها على انها قطب العالم العربي السياسي والإقتصادي , وبالرغم من انخفاض اسعار النفط الي ادنى مستويات لها الا ان السعودية حافظت على مكانتها الإقتصادية بين الدول العربية ويشهد على ذلك الميزان التجاري بينها وبين الدول . يتبع ......