درب العرب
02-12-2000, 12:32 AM
ظاهرة بن لادن في السياسة الدولية
غريب وعجيب هذا الذعر الذي ظهر في الصحافة الأمريكية جراء ما قيل عن (اختفاء) أسامة بن لادن وعن احتمال وجوده هنا أو هناك على خريطة هذا العالم. الأغرب أن ترصد الولايات المتحدة مبلغ خمسة ملايين من الدولارات لأي شخص يرشد إلى مكانه. كأن الولايات المتحدة بهذا (الضجيج) حول بن لادن ترصد (ما يرمز إليه) أكثر من رصده هو شخصيا. لنسترجع الذاكرة ونقرأ ما كتبته الصحافة الأمريكية حول تشي جيفارا في الستينيات ووديع حداد في السبعينيات وكارلوس كذلك في السبعينيات وأبو نضال وأبو إبراهيم (مؤسس منظمة 15 أيار - مايو) وقادة الفيتكونغ وقادة منظمة بادر - ماينهوف الألمانية والجيش الأحمر الياباني والكتائب الحمر الإيطالية ومنظمة العمل المباشر الفرنسية وغيرها من المنظمات. لو قرأنا ما كتبته الصحافة الأمريكية حول هؤلاء منذ الستينات حتى الآن لخرجنا بقناعات مختلفة تماما عما تريد أجهزة الإعلام الأمريكية أن تزرعه في الرأي العام العالمي من إثارة وتبسيط مخل للأمور والقضايا وإيحاءات وإيماءات وتحكم سيكولوجي بهذا العالم الذي يضج بالتمرد على هيمنة الأمريكان وهو تمرد يأخذ أشكالا عدة عبر الأجيال وينتقل من مكان إلى مكان ومن لغة إلى لغة ومن قوم إلى قوم ومن دين إلى دين ومن طائفة إلى طائفة ضمن الدين الواحد.
لماذا لا تتعقب الولايات المتحدة (أسباب) الظاهرة لا (نتائج) الظاهرة؟ لماذا لا يسأل الأمريكان أنفسهم : كيف ظهر تشي جيفارا ولماذا؟ وكيف ظهر وديع حداد ولماذا؟ وكيف ظهر أبو نضال وأبو إبراهيم ولماذا؟ وكيف ظهر - وعلى نفس المنوال - أسامة بن لادن ولماذا؟ مع - بالطبع - الفروق الفردية الكبيرة بين هذا وذاك. وهل القضاء على تشي جيفارا في جبال بوليفيا قضى على تمرد أمريكا اللاتينية ضد الولايات المتحدة؟ وهل وضع د. عمر عبد الرحمن في زنزانة مدى الحياة سيضع (مفهوم الجهاد) في زنزانة مدى الحياة؟ وهل مقتل أو وفاة وديع حداد (المناضل الفلسطيني المسيحي) الذي أقض مضاجع الصهاينة في السبعينات قضى على فكرة (الكفاح المسلح)؟ ألم تنتقل نفس مفاهيم وديع حداد ومنظومة أفكاره النضالية إلى تنظيمات إسلامية نضالية مثل (حماس) في فلسطين و(حزب الله) في لبنان؟ فالعدل لا دين له.
الحقيقة التي يجب أن يدركها الأمريكان ومن دار في فلكهم أن للأمم المستضعفة التماعات وبوارق لا يمكن أن تتوقف عند حدود الأشخاص والأفراد وان هذه الالتماعات التاريخية تظهر وفق سنن غالبة على الدول والمنظمات والجماعات ومعالجة هكذا أمر لا تكون بالبحث عن أسامة بن لادن بل معالجة منظومة الظروف الزمانية والمكانية التي ترمز إليه والبحث عن (أسباب) الظاهرة أجدى من مناطحة نتائجها المتوالدة.
ملاحظة : لمتابعة مقالاتنا يمكنكم زيارة موقع ( زاوية كويتية ) وهي على العنوان التالي: http://www.kuwaiticorner.com/
غريب وعجيب هذا الذعر الذي ظهر في الصحافة الأمريكية جراء ما قيل عن (اختفاء) أسامة بن لادن وعن احتمال وجوده هنا أو هناك على خريطة هذا العالم. الأغرب أن ترصد الولايات المتحدة مبلغ خمسة ملايين من الدولارات لأي شخص يرشد إلى مكانه. كأن الولايات المتحدة بهذا (الضجيج) حول بن لادن ترصد (ما يرمز إليه) أكثر من رصده هو شخصيا. لنسترجع الذاكرة ونقرأ ما كتبته الصحافة الأمريكية حول تشي جيفارا في الستينيات ووديع حداد في السبعينيات وكارلوس كذلك في السبعينيات وأبو نضال وأبو إبراهيم (مؤسس منظمة 15 أيار - مايو) وقادة الفيتكونغ وقادة منظمة بادر - ماينهوف الألمانية والجيش الأحمر الياباني والكتائب الحمر الإيطالية ومنظمة العمل المباشر الفرنسية وغيرها من المنظمات. لو قرأنا ما كتبته الصحافة الأمريكية حول هؤلاء منذ الستينات حتى الآن لخرجنا بقناعات مختلفة تماما عما تريد أجهزة الإعلام الأمريكية أن تزرعه في الرأي العام العالمي من إثارة وتبسيط مخل للأمور والقضايا وإيحاءات وإيماءات وتحكم سيكولوجي بهذا العالم الذي يضج بالتمرد على هيمنة الأمريكان وهو تمرد يأخذ أشكالا عدة عبر الأجيال وينتقل من مكان إلى مكان ومن لغة إلى لغة ومن قوم إلى قوم ومن دين إلى دين ومن طائفة إلى طائفة ضمن الدين الواحد.
لماذا لا تتعقب الولايات المتحدة (أسباب) الظاهرة لا (نتائج) الظاهرة؟ لماذا لا يسأل الأمريكان أنفسهم : كيف ظهر تشي جيفارا ولماذا؟ وكيف ظهر وديع حداد ولماذا؟ وكيف ظهر أبو نضال وأبو إبراهيم ولماذا؟ وكيف ظهر - وعلى نفس المنوال - أسامة بن لادن ولماذا؟ مع - بالطبع - الفروق الفردية الكبيرة بين هذا وذاك. وهل القضاء على تشي جيفارا في جبال بوليفيا قضى على تمرد أمريكا اللاتينية ضد الولايات المتحدة؟ وهل وضع د. عمر عبد الرحمن في زنزانة مدى الحياة سيضع (مفهوم الجهاد) في زنزانة مدى الحياة؟ وهل مقتل أو وفاة وديع حداد (المناضل الفلسطيني المسيحي) الذي أقض مضاجع الصهاينة في السبعينات قضى على فكرة (الكفاح المسلح)؟ ألم تنتقل نفس مفاهيم وديع حداد ومنظومة أفكاره النضالية إلى تنظيمات إسلامية نضالية مثل (حماس) في فلسطين و(حزب الله) في لبنان؟ فالعدل لا دين له.
الحقيقة التي يجب أن يدركها الأمريكان ومن دار في فلكهم أن للأمم المستضعفة التماعات وبوارق لا يمكن أن تتوقف عند حدود الأشخاص والأفراد وان هذه الالتماعات التاريخية تظهر وفق سنن غالبة على الدول والمنظمات والجماعات ومعالجة هكذا أمر لا تكون بالبحث عن أسامة بن لادن بل معالجة منظومة الظروف الزمانية والمكانية التي ترمز إليه والبحث عن (أسباب) الظاهرة أجدى من مناطحة نتائجها المتوالدة.
ملاحظة : لمتابعة مقالاتنا يمكنكم زيارة موقع ( زاوية كويتية ) وهي على العنوان التالي: http://www.kuwaiticorner.com/