درب العرب
05-12-2000, 06:04 PM
نشرة الإصلاح. العدد 241 بتاريخ 27 نوفمبر 2000
الانفجارات.. تحليل واستنتاج
ـــــــــــــــــــــــــــ
عندما صدرت النشرة الماضية كان هناك خبر عن انفجار واحد فقط ولم تكن القصة عميقة وهامة لتلك الدرجة. لكن بعد حدوث الانفجار الثاني الذي أعلنته الدولة وحديث الناس عن انفجار ثالث شبيه بالطريقة والهدف لم تعلنه الدولة، بعد هذه التطورات لا بد من استعراض أوسع للقضية وجذورها. عند التدقيق في الحادث يلاحظ فيه عدة حقائق:
أولا: العمل بدائي جدا وسهل التنفيذ فقد تبين أن المتفجرات التي قيل إنها بدائية زرعت خلف إطار السيارة من الداخل وهي حركة لا يصعب تنفيذها خاصة وأن السيارات موقفة في مواقف عادية.
ثانيا: الهدف البريطاني المدني هدف سهل المنال كونه موجود في الأسواق بلا محاذير ولا احتياطات أمنية بخلاف حال الأمريكان أو العسكريين من الغربيين.
ثالثا: حصل الانفجار في أماكن يسهل الوصول إليها بلا إشكال خلافا للأماكن العسكرية التي يوجد بها العسكريون الغربيون أو حتى بعض المباني الحكومية لوزارة الدفاع وغيرها التي يرتادونها وجميعها أماكن محصنة تحصينا جيدا.
رابعا: من المعلوم من داخل دوائر الحركات والمجموعات الجهادية أن هذه المجموعات لم يتسأصل أو يقضى عليها في حملة الدولة للاعتقالات بعد انفجاري الرياض والخبر حيث تدل معلومات الحركة أن هذه المجموعات يستحيل استئصالها بسبب تعقيد تركيبتها وعلاقاتها وتعدد قياداتها.
خامسا: تنامى الشعور المعادي للغرب وخاصة أمريكا بعد الانتفاضة بطريقة تدفع الناس بالقوة لعمل شيئ للتنفيس عن هذه الغضبة الكبيرة.
سادسا: بالنسبة لكثير من الجهاديين ليس هناك فرق بين أمريكا وبريطانيا ما دامت قوات كلا البلدين موجودة في المملكة وما دام كلاهما يساهم في ضرب العراق وما دام كلاهما يؤيد إسرائيل.
سابعا: في حين توجد لدى بعض الحركات الجهادية استراتيجية واضحة وخطة عسكرية تناسبها نوعا ما واختيار محدد للهدف، تخلط كثير من الحركات الجهادية الأخرى بين المشروع العسكري والاسترتيجي والسياسي بسبب تصرفها على طريقة رد الفعل فلا تهتم كثيرا باختيار الأهداف والوسائل.
هذه المعطيات تجعل الاستنتاج أن وراء هذه الانفجارات مجموعة جهادية ليست ذات استراتيجية ولا مقدرة استنتاجا طبيعيا مباشرا لا يحتاج كثير تفكير ولا يُقفز إلى غيره إلا أن يثبت العكس.
الانفجارات...إشارات ومعلومات
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إضافة لتلك التحليلات والمعطيات التي جاءت في خلفية الحدث هناك معلومات مباشرة عن الحدث نفسه أهمها أن وزارة الداخلية رغم ترويجها لمزاعم الدوافع الفردية فقد اعتقلت عددا من الشباب الجهاديين في الرياض والمنطقة الشرقية فور وقوع الحادث مما يدل على قناعة الأمير نايف أن الجهاديين خلف العملية. وطلب الأمير نايف من الضباط الذين لديهم ملفات الجماعات الجهادية اعتقال من يمكن أن يكون أكثر احتمال لارتباطه بالقضية وعدم توسيع الدائرة مثلما حصل في انفجاري الرياض والخبر. وكانت وزارة الداخلية ربما تعلمت -نوعا ما- بأن الاعتقالات العشوائية تربك أكثر مما تنفع، والحصول على الاعترافات بالتعذيب ليس دائما مفيد. فمن الطرائف أن عددا ممن اعترف بمسؤولية عن انفجار الرياض من أجل أن يتخلص من التعذيب وسجل على الفيديو يزيد عن خمسين شخصا. وبعد ذلك وبعملية ليس لها علاقة بالخيوط المستخلصة من التعذيب قبض على عدد من المتسببين بانفجار الرياض ولم يمكن القبض على الباقين. تكملة الطرفة تقول أن الخمسين هؤلاء أعيد تعذيبهم ومسائلتهم لماذا كذبوا وزعموا أنهم مسؤولون عن انفجار الرياض. ومن جهة أخرى وفي دلالة منفصلة عن مسؤولية هذه الجماعات تتحدث بعض الدوائر القريبة من تلك الحركات عما يدل على علاقة لها بالانفجارات وبالطبع لا يمكن التعرف على درجة الجزم في مثل هذه الأمور الحساسة من خلال حديث مجالس بسبب الحذر الطبيعي في مثل هذه الأمور.
الانفجارات.... صواريخ موجهة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الدولة تعلم أن الحركات الجهادية يصعب استئصالها وأن تركيبتها معقدة وأهدافها مختلفة ولهذا السبب ترفض الدولة السماح للأمريكان أو الانجليز بمقابلة المعتقلين أو التحدث معهم حتى لا يفقد الأمريكان والانجليز الثقة بال سعود بعد أن يتعرفوا على عمق وتجذر العمل الجهادي في المملكة وخطره على آل سعود. هناك من الحركات مثلا من يستهدف الأمريكان فقط والعسكريين منهم مثل الذين نفذوا انفجار الخبر والرياض وعملية المدمرة في عدن. وهناك من يستهدف ال سعود أنفسهم أو بالأحرى أركان النظام بصفتهم -كما يعتقدون- المسؤولون الأولون عما يلام به الأمريكان. وقد اكتشف قبل سنتين مجموعة كبيرة من هذا التيار كان لديها عدة خطط لضرب أهداف مختارة من آل سعود. وكان أخطر هذه المجموعات مشروع إطلاق صواريخ على منصة الاستاد الرياضي في طريق جدة مكة خلال مبارة الكأس على أساس أن الصواريخ تسحق كل المقيمين في المنصة وتخلص البلد من كبار آل سعود كما أراد من خططها. وتفيد معلومات الداخلية أن هذه المجموعة قد رتبت لتكون منصة الصواريخ تحت أحد الكباري في موقع يشرف تماما على المنصة المذكورة. العجيب في كل الأمر أن هذه المجموعة اكتشفت قدرا ودون جهد من الدولة رغم حملتها العنيفة ضد الشباب الجهادي بعد انفجار الخبر. هُربت الصواريخ من اليمن وحملت من الطوال إلى جيزان ومن ثم من جيزان إلى جدة ومكة. واستخدمت المجموعة من باب التمويه حافلات النقل الجماعي وكأن البضاعة بضاعة شخصية عادية حيث إن النقل الجماعي يوفر خدمة الشحن. وعبرت عدة شحنات بهذه الطريقة لكن أحد هذه الشحنات كتب لمستلمها أن يتأخر فبحث مسؤولو النقل الجماعي عن صاحب الشحنة ولم يجدوه فسلموها للشرطة على أساس أنها متاع متروك. اكتشفت الشرطة أن هذا المتاع صواريخ كل واحد بطول متر ونصف تقريبا، وبدأ التحقيق واستغرق عدة أشهر ليجد عدداً محدوداً فقط من أطراف القضية لأن الأطراف الأخرى تمكنت من التسلل للخارج. وتبين من التحقيق أن قصر السلام في جدة وقصر الصفا في مكة ومنصة الاستاد الرياضي في طريق مكة كانت من بين خيارات الأهداف التي ستطلق عليها الصواريخ. الأمر الذي حير الأمير نايف أن هذه المجموعة ليست مرتبطة تنظيميا بابن لادن وأنها رغم تقديرها له واعتباره أبا روحيا فإنها تنظيم خاص بمشروع وخطة خاصة وقيادة مستقلة تماما. هذه القصة تنشر لأول مرة وهي معلومات دقيقة من داخل وزارة الداخلية، ورغم أن القصة قديمة كونها مر عليها سنتين لحد الآن ألا أنها تورد في سياق التعليق على تركيبة الجماعات الجهادية التي لا تزال في الجملة مربكة ويستحيل استئصالها.
الانفجارات... التفسيرات الأخرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وبالطبع فإن احتمال الدوافع الشخصية التي تكلم عنها مصدر أمني أولا ثم أصر الأمير أحمد عليها حتى بعد الانفجار الثاني لا تستحق الالتفات ولا الاعتبار ولا النقاش. لكن ما قفز إليه البعض من اعتبار احتمالات أخرى مثل المخابرات الأمريكية أو النظام السعودي نفسه فلربما يدل على مدى أثر سياسية التعتيم والتجهيل وعيش الناس مدة طويلة في ظلام المعلومات والعجز عن معرفة الحقائق مدى وأثر ذلك في رواج فكرة المؤامرة حتى بين صفوف المثقفين. وفي نظرنا لو كان البلد قد عاش مدة طويلة من الانفتاح والشفافية والمحاسبة لتكيفت العقول بما يمنع القفز إلى الفكر المؤامراتي السائد في المجتمعات المقموعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الله والأدباء
......................
لا ندري من الذي نصح أو اقترح على الأمير عبد الله أن يتحدث مع الأدباء والمفكرين والمثقفين في كلمة مرتجلة بدلا من كلمة مكتوبة. لم تكن المشكلة قدرة الأمير عبد الله على الحديث فكثير من آل سعود لا يحسنون الكلام المرتجل ويقعون في مطبات خطيرة. نعم عكست الكلمة صدق الرجل بمعنى أنه يتكلم كما يفكر لكنها عكست كذلك مدى أفق الأمير ومستوى التفكير لديه وليس مجرد مستوى المقدرة الكلامية. وبعد تأمل الكلمة بعناية لربما يخرج المراقب باستنتاج يفسر كيف تمكن إخوانه من التلاعب به رغم كونه على غير وفاق معهم.
مصير أموال النفط
.......................
لم تعترف الدولة إلا بتسعة مليارات دولار زيادة في إيرادات هذا العام مع أن الإيرادات حسب تقديرات الحركة ربما تجاوزت مئة مليار دولار أي حوالي أربعمائة مليار ريال إذا أضيف إليهاالإيرادات الأخرى بما فيها الاتصالات والبلديات والرسوم المختلفة. هذه الكمية الضخمة من الأيرادات لم تترجم على شكل تحسن في الصحة ولا التعليم ولا زيادة في الوظائف ولا تحسن في الرواتب ولا مشاريع جديدة في النقل والمواصلات ولا في غيرها فأين ذهبت. خبر طازج من داخل العائلة عن أحد أهم مصارف الدولة لهذه الزيادة هو توزيع ما قيمته 35 مليون ريال لكل أمير من أبناء عبد العزيز وتوزيع كمية كبيرة من المال على بقية آل سعود مع اختلاف في الكمية حسب قرب وبعد الأمير عن ظهر عبد العزيز. ولم تتمكن الحركة من تحديد ما صرف على الآخرين ولا كمية الصرف الكلي والذي لا يشك أنه سيأكل عددا كبيرا من المليارات. لعل في هذه الحادثة رسالة بأن مشكلة البلد ليست في كمية المليارات ولا أسعار النفط ولا كمية انتاجه بل هي في إدارته وأمانة القائمين عليه.
السعوديون ما يعملوها!!
.........................
سارع "المصدر السعودي" لأجل أن ينفي أن الذين نفذوا الهجوم على المدمرة الأمريكة في عدن غير سعوديين خلافا لما "زعم" رئيس الوزراء اليمني. من سوء تدبير المصدر السعودي أن التصريح جاء على شكل مطالبة بالمعلومات من اليمن حتى "تتظافر الجهود". حسنا، ما دامت المعلومات غير متوفرة كيف استطاع المصدر السعودي نفي أنهم غير سعوديين؟ يعني لو قال الأمير نايف أو المصدر المسؤول أننا نطالب الحكومة اليمنية بأن لا تستعجل قبل أن تتبادل معنا المعلومات، أو لو قال المصدر أن المعلومات التي لدى السعودية عن شخصياتهم تدل على معلومات مغايرة لكانت مخرجا جيدا للأمير نايف، لكن أن يجزم المصدر بأنهم غير سعوديين ويطالب في نفس التعليق بالتعاون لمعرفة شخصياتهم فهذا يدل على الحالة النفسية التي يعاني منها آل سعود والتي جعلتهم من قبل ينفون "سعودية" بن لادن.
روبرت فسلك معجب بنايف
..........................
في مقال كتبه روبرت فسك الكاتب المرموق في جريدة الاندبندنت يوم 24 نوفمبر سخر الكاتب من المخابرات السعودية سخرية لاذعة حتى في عنوان المقال. يقول المقال الذي جاء بعنوان Intelligence that barely deserves the name مخابرات لا تكاد تستحق التسمية. والطرفة هنا مرتبطة بلفظة مخابرات "Intelligence" بالانجليزية التي تعني حرفيا كلمة ذكاء. يقول الكاتب أنه سيكون رهانا غير خاسر إن راهنّا أن السعوديين لا يعرفون شيئا عمن خلف الانفجار لان جهاز المخابرات "الذكاء" السعودي هو أقل الأجهزة ذكاء في المنطقة العربية. ويقول كذلك ان هذا الجهاز مشغول بصناعة اعترافات من خلال التعذيب ومسكون إلى مستوى الوسواس بقضية المعارضة والصراع المحتدم بين كبار الأمراء إلى درجة تجعله بعيدا تماما عن أحوال العالم الخارجي التي لا تصدق مثل هذه القصص.
تعاميم بلد التوحيد
......................
ترى ما هو رأي هيئة كبار العلماء إن كان شخص مسؤول في إدارة حكومية لا يريد أن يعلق صور الملك وإخوانه وتلزمه الدولة؟ أمير القصيم أرسل تعميما شديد اللهجة لأحد القطاعات الحكومية في مدينة بريدة مضمونه أنه ورد إلى سموه أن مكتب مدير الجهة أو الإدارة لا يوجد فيه صور لولاة الأمر، وبناء عليه يجب على المسؤول المذكور تعليق الصور خلال مدة لا تزيد عن أربع وعشرين ساعة، هكذا بالضبط.
شكر لسلطان
.................
من ضمن المظاهر التي أصبحت عادية وتتكرر بشكل طبيعي تزيين المباني والمؤسسات واستكمال تجهيزها شكليا استعدادا للحظة الافتتاح أو مجرد مرور سموه، إلى درجة أن أصبح الناس يتمنون أن يفتتح صاحب السمو أي شيئ قريب من منطقتهم حتى يتم سفلتة الشوارع وتحسين وضع المنطقة. ولهذا السبب يتقدم سكان الشارع الذي شيدت فيه كلية الأمير سلطان الأهلية في الرياض بالشكر للأمير سلطان على مروره على شارعهم لحضور افتتاح الكلية مما حدا بالبلدية أن تسفلت وتنظف وتزين الشارع بعد أن كان في حالة يرثى لها. لكن يبدو أن المشكلة لا تخص آل سعود فقد تعلم المسؤولون الصغار هذا العرف بالطبع على مستوى أقل، حيث يزين المبنى أو المؤسسة التي ستفتتح وبعد ذلك يتم "تشليح" التجهيزات لأحد الجهات المعنية لانتهاء مهمة التزيين. قصة طريفة حصلت في مدرسة ابتدائية في حي النخيل في الرياض جهزت بالكامل لأجل أن يفتتحها وكيل تعليم البنات، وبعد انتهاء الحفل نزعت كل التجهيزات وسلمت لمجموعة من الذين كانوا قد أقرضوا القائمين على الحفل. قامت مديرة المدرسة بعدها بتوزيع أوراق استجداء تبرعات لإنقاذ المدرسة بتجهيزات إسعافية كون اسمها افتتحت وليس فيها شيء أبدا.
مشعل الكبير
....................
لوحظ في الفترة الأخيرة كثرة ظهور الأمير مشعل مقدما على الأمير سلطان ومشاركته في أنشطة لم يكن يشارك فيها من قبل فضلا عن مشاركة مع الأمير سلطان في سباق الهجن، فهل يعتبر هذا فرضا للأمير مشعل من قبل الأمير عبد الله أو هو احتواء من الأمير سلطان للأمير مشعل وتحويله لمعسكره؟ معلومات الحركة تقول لا هذا ولا ذاك فلو كان الأمير عبد الله يريد أن يبرز شخصا لأبرز الأمير بندر ولو كان الأمير سلطان يريد أن يحتوي مشعل لاحتواه باسلوب لا يبرزه ويقدمه عليه. كل ما في الأمر -والله أعلم- أن الأمير مشعل أحس أن السباق للعرش يحتاج ظهور في كثير من الأحيان مفتعل ولهذا دس أنفه في أمور لم يكن يدسه فيها من قبل.
وجرأة الصحافة الغريبة
.........................
لا يزال مستوى النقد في الصحف يتزايد بطريقة تؤكد أنها سياسة مقصودة وليست فلتات تجاوزت الرقيب. وكما ذكرنا في النشرة الماضية فقد وصل النقد لسياسية الدولة ككل وليس مجرد نقد وزارة أو وزير. عبارة هامة وخطيرة كتبها الكاتب عابد خزندار في عموده اليومي في عكاظ أن إحصائيات وزارة الصحة عن عدد المستشفيات والأسرة والمراكز الصحية والأطباء المحليين ليست إنجازا لان الزيادة السكانية في المملكة أكبر من حجم الزيادات التي ترددها الوزارة. وفي تعليق للكاتب د/ حمود أبو طالب عن وزارة المواصلات وكيف أن الوزارة رصدت 20 مليار ريال لإنشاء خمسة طرق في المملكة وكيف أن من الواجب أن يتم ذكر مده من الزمن لإنجاز هذه الطرق قال الكاتب إن أسطوانة الشبكة العملاقة في المملكة والأفضل في الشرق الأوسط هي من صيغ المبالغة التي أرهقت الوزارة ولم تفدها. ودعى الله أن يعين المواطنين على الانتظار حتى تنفذ الوزارة الطرق التي ذكرت. وفي خبر في عكاظ كذلك جاء في مقال بعنوان " أهالي حائل يصلحون الطرقات بخشم الريال" ان اهالي بعض قرى محافظة حائل فقدوا الامل في أي مساعدة من وزارة المواصلات من اجل ايصال خدمة الطرق لقراهم مما جعلهم يتبرعون لأنفسهم من اجل إنشاء الطرق.
الانفجارات.. تحليل واستنتاج
ـــــــــــــــــــــــــــ
عندما صدرت النشرة الماضية كان هناك خبر عن انفجار واحد فقط ولم تكن القصة عميقة وهامة لتلك الدرجة. لكن بعد حدوث الانفجار الثاني الذي أعلنته الدولة وحديث الناس عن انفجار ثالث شبيه بالطريقة والهدف لم تعلنه الدولة، بعد هذه التطورات لا بد من استعراض أوسع للقضية وجذورها. عند التدقيق في الحادث يلاحظ فيه عدة حقائق:
أولا: العمل بدائي جدا وسهل التنفيذ فقد تبين أن المتفجرات التي قيل إنها بدائية زرعت خلف إطار السيارة من الداخل وهي حركة لا يصعب تنفيذها خاصة وأن السيارات موقفة في مواقف عادية.
ثانيا: الهدف البريطاني المدني هدف سهل المنال كونه موجود في الأسواق بلا محاذير ولا احتياطات أمنية بخلاف حال الأمريكان أو العسكريين من الغربيين.
ثالثا: حصل الانفجار في أماكن يسهل الوصول إليها بلا إشكال خلافا للأماكن العسكرية التي يوجد بها العسكريون الغربيون أو حتى بعض المباني الحكومية لوزارة الدفاع وغيرها التي يرتادونها وجميعها أماكن محصنة تحصينا جيدا.
رابعا: من المعلوم من داخل دوائر الحركات والمجموعات الجهادية أن هذه المجموعات لم يتسأصل أو يقضى عليها في حملة الدولة للاعتقالات بعد انفجاري الرياض والخبر حيث تدل معلومات الحركة أن هذه المجموعات يستحيل استئصالها بسبب تعقيد تركيبتها وعلاقاتها وتعدد قياداتها.
خامسا: تنامى الشعور المعادي للغرب وخاصة أمريكا بعد الانتفاضة بطريقة تدفع الناس بالقوة لعمل شيئ للتنفيس عن هذه الغضبة الكبيرة.
سادسا: بالنسبة لكثير من الجهاديين ليس هناك فرق بين أمريكا وبريطانيا ما دامت قوات كلا البلدين موجودة في المملكة وما دام كلاهما يساهم في ضرب العراق وما دام كلاهما يؤيد إسرائيل.
سابعا: في حين توجد لدى بعض الحركات الجهادية استراتيجية واضحة وخطة عسكرية تناسبها نوعا ما واختيار محدد للهدف، تخلط كثير من الحركات الجهادية الأخرى بين المشروع العسكري والاسترتيجي والسياسي بسبب تصرفها على طريقة رد الفعل فلا تهتم كثيرا باختيار الأهداف والوسائل.
هذه المعطيات تجعل الاستنتاج أن وراء هذه الانفجارات مجموعة جهادية ليست ذات استراتيجية ولا مقدرة استنتاجا طبيعيا مباشرا لا يحتاج كثير تفكير ولا يُقفز إلى غيره إلا أن يثبت العكس.
الانفجارات...إشارات ومعلومات
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إضافة لتلك التحليلات والمعطيات التي جاءت في خلفية الحدث هناك معلومات مباشرة عن الحدث نفسه أهمها أن وزارة الداخلية رغم ترويجها لمزاعم الدوافع الفردية فقد اعتقلت عددا من الشباب الجهاديين في الرياض والمنطقة الشرقية فور وقوع الحادث مما يدل على قناعة الأمير نايف أن الجهاديين خلف العملية. وطلب الأمير نايف من الضباط الذين لديهم ملفات الجماعات الجهادية اعتقال من يمكن أن يكون أكثر احتمال لارتباطه بالقضية وعدم توسيع الدائرة مثلما حصل في انفجاري الرياض والخبر. وكانت وزارة الداخلية ربما تعلمت -نوعا ما- بأن الاعتقالات العشوائية تربك أكثر مما تنفع، والحصول على الاعترافات بالتعذيب ليس دائما مفيد. فمن الطرائف أن عددا ممن اعترف بمسؤولية عن انفجار الرياض من أجل أن يتخلص من التعذيب وسجل على الفيديو يزيد عن خمسين شخصا. وبعد ذلك وبعملية ليس لها علاقة بالخيوط المستخلصة من التعذيب قبض على عدد من المتسببين بانفجار الرياض ولم يمكن القبض على الباقين. تكملة الطرفة تقول أن الخمسين هؤلاء أعيد تعذيبهم ومسائلتهم لماذا كذبوا وزعموا أنهم مسؤولون عن انفجار الرياض. ومن جهة أخرى وفي دلالة منفصلة عن مسؤولية هذه الجماعات تتحدث بعض الدوائر القريبة من تلك الحركات عما يدل على علاقة لها بالانفجارات وبالطبع لا يمكن التعرف على درجة الجزم في مثل هذه الأمور الحساسة من خلال حديث مجالس بسبب الحذر الطبيعي في مثل هذه الأمور.
الانفجارات.... صواريخ موجهة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الدولة تعلم أن الحركات الجهادية يصعب استئصالها وأن تركيبتها معقدة وأهدافها مختلفة ولهذا السبب ترفض الدولة السماح للأمريكان أو الانجليز بمقابلة المعتقلين أو التحدث معهم حتى لا يفقد الأمريكان والانجليز الثقة بال سعود بعد أن يتعرفوا على عمق وتجذر العمل الجهادي في المملكة وخطره على آل سعود. هناك من الحركات مثلا من يستهدف الأمريكان فقط والعسكريين منهم مثل الذين نفذوا انفجار الخبر والرياض وعملية المدمرة في عدن. وهناك من يستهدف ال سعود أنفسهم أو بالأحرى أركان النظام بصفتهم -كما يعتقدون- المسؤولون الأولون عما يلام به الأمريكان. وقد اكتشف قبل سنتين مجموعة كبيرة من هذا التيار كان لديها عدة خطط لضرب أهداف مختارة من آل سعود. وكان أخطر هذه المجموعات مشروع إطلاق صواريخ على منصة الاستاد الرياضي في طريق جدة مكة خلال مبارة الكأس على أساس أن الصواريخ تسحق كل المقيمين في المنصة وتخلص البلد من كبار آل سعود كما أراد من خططها. وتفيد معلومات الداخلية أن هذه المجموعة قد رتبت لتكون منصة الصواريخ تحت أحد الكباري في موقع يشرف تماما على المنصة المذكورة. العجيب في كل الأمر أن هذه المجموعة اكتشفت قدرا ودون جهد من الدولة رغم حملتها العنيفة ضد الشباب الجهادي بعد انفجار الخبر. هُربت الصواريخ من اليمن وحملت من الطوال إلى جيزان ومن ثم من جيزان إلى جدة ومكة. واستخدمت المجموعة من باب التمويه حافلات النقل الجماعي وكأن البضاعة بضاعة شخصية عادية حيث إن النقل الجماعي يوفر خدمة الشحن. وعبرت عدة شحنات بهذه الطريقة لكن أحد هذه الشحنات كتب لمستلمها أن يتأخر فبحث مسؤولو النقل الجماعي عن صاحب الشحنة ولم يجدوه فسلموها للشرطة على أساس أنها متاع متروك. اكتشفت الشرطة أن هذا المتاع صواريخ كل واحد بطول متر ونصف تقريبا، وبدأ التحقيق واستغرق عدة أشهر ليجد عدداً محدوداً فقط من أطراف القضية لأن الأطراف الأخرى تمكنت من التسلل للخارج. وتبين من التحقيق أن قصر السلام في جدة وقصر الصفا في مكة ومنصة الاستاد الرياضي في طريق مكة كانت من بين خيارات الأهداف التي ستطلق عليها الصواريخ. الأمر الذي حير الأمير نايف أن هذه المجموعة ليست مرتبطة تنظيميا بابن لادن وأنها رغم تقديرها له واعتباره أبا روحيا فإنها تنظيم خاص بمشروع وخطة خاصة وقيادة مستقلة تماما. هذه القصة تنشر لأول مرة وهي معلومات دقيقة من داخل وزارة الداخلية، ورغم أن القصة قديمة كونها مر عليها سنتين لحد الآن ألا أنها تورد في سياق التعليق على تركيبة الجماعات الجهادية التي لا تزال في الجملة مربكة ويستحيل استئصالها.
الانفجارات... التفسيرات الأخرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وبالطبع فإن احتمال الدوافع الشخصية التي تكلم عنها مصدر أمني أولا ثم أصر الأمير أحمد عليها حتى بعد الانفجار الثاني لا تستحق الالتفات ولا الاعتبار ولا النقاش. لكن ما قفز إليه البعض من اعتبار احتمالات أخرى مثل المخابرات الأمريكية أو النظام السعودي نفسه فلربما يدل على مدى أثر سياسية التعتيم والتجهيل وعيش الناس مدة طويلة في ظلام المعلومات والعجز عن معرفة الحقائق مدى وأثر ذلك في رواج فكرة المؤامرة حتى بين صفوف المثقفين. وفي نظرنا لو كان البلد قد عاش مدة طويلة من الانفتاح والشفافية والمحاسبة لتكيفت العقول بما يمنع القفز إلى الفكر المؤامراتي السائد في المجتمعات المقموعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الله والأدباء
......................
لا ندري من الذي نصح أو اقترح على الأمير عبد الله أن يتحدث مع الأدباء والمفكرين والمثقفين في كلمة مرتجلة بدلا من كلمة مكتوبة. لم تكن المشكلة قدرة الأمير عبد الله على الحديث فكثير من آل سعود لا يحسنون الكلام المرتجل ويقعون في مطبات خطيرة. نعم عكست الكلمة صدق الرجل بمعنى أنه يتكلم كما يفكر لكنها عكست كذلك مدى أفق الأمير ومستوى التفكير لديه وليس مجرد مستوى المقدرة الكلامية. وبعد تأمل الكلمة بعناية لربما يخرج المراقب باستنتاج يفسر كيف تمكن إخوانه من التلاعب به رغم كونه على غير وفاق معهم.
مصير أموال النفط
.......................
لم تعترف الدولة إلا بتسعة مليارات دولار زيادة في إيرادات هذا العام مع أن الإيرادات حسب تقديرات الحركة ربما تجاوزت مئة مليار دولار أي حوالي أربعمائة مليار ريال إذا أضيف إليهاالإيرادات الأخرى بما فيها الاتصالات والبلديات والرسوم المختلفة. هذه الكمية الضخمة من الأيرادات لم تترجم على شكل تحسن في الصحة ولا التعليم ولا زيادة في الوظائف ولا تحسن في الرواتب ولا مشاريع جديدة في النقل والمواصلات ولا في غيرها فأين ذهبت. خبر طازج من داخل العائلة عن أحد أهم مصارف الدولة لهذه الزيادة هو توزيع ما قيمته 35 مليون ريال لكل أمير من أبناء عبد العزيز وتوزيع كمية كبيرة من المال على بقية آل سعود مع اختلاف في الكمية حسب قرب وبعد الأمير عن ظهر عبد العزيز. ولم تتمكن الحركة من تحديد ما صرف على الآخرين ولا كمية الصرف الكلي والذي لا يشك أنه سيأكل عددا كبيرا من المليارات. لعل في هذه الحادثة رسالة بأن مشكلة البلد ليست في كمية المليارات ولا أسعار النفط ولا كمية انتاجه بل هي في إدارته وأمانة القائمين عليه.
السعوديون ما يعملوها!!
.........................
سارع "المصدر السعودي" لأجل أن ينفي أن الذين نفذوا الهجوم على المدمرة الأمريكة في عدن غير سعوديين خلافا لما "زعم" رئيس الوزراء اليمني. من سوء تدبير المصدر السعودي أن التصريح جاء على شكل مطالبة بالمعلومات من اليمن حتى "تتظافر الجهود". حسنا، ما دامت المعلومات غير متوفرة كيف استطاع المصدر السعودي نفي أنهم غير سعوديين؟ يعني لو قال الأمير نايف أو المصدر المسؤول أننا نطالب الحكومة اليمنية بأن لا تستعجل قبل أن تتبادل معنا المعلومات، أو لو قال المصدر أن المعلومات التي لدى السعودية عن شخصياتهم تدل على معلومات مغايرة لكانت مخرجا جيدا للأمير نايف، لكن أن يجزم المصدر بأنهم غير سعوديين ويطالب في نفس التعليق بالتعاون لمعرفة شخصياتهم فهذا يدل على الحالة النفسية التي يعاني منها آل سعود والتي جعلتهم من قبل ينفون "سعودية" بن لادن.
روبرت فسلك معجب بنايف
..........................
في مقال كتبه روبرت فسك الكاتب المرموق في جريدة الاندبندنت يوم 24 نوفمبر سخر الكاتب من المخابرات السعودية سخرية لاذعة حتى في عنوان المقال. يقول المقال الذي جاء بعنوان Intelligence that barely deserves the name مخابرات لا تكاد تستحق التسمية. والطرفة هنا مرتبطة بلفظة مخابرات "Intelligence" بالانجليزية التي تعني حرفيا كلمة ذكاء. يقول الكاتب أنه سيكون رهانا غير خاسر إن راهنّا أن السعوديين لا يعرفون شيئا عمن خلف الانفجار لان جهاز المخابرات "الذكاء" السعودي هو أقل الأجهزة ذكاء في المنطقة العربية. ويقول كذلك ان هذا الجهاز مشغول بصناعة اعترافات من خلال التعذيب ومسكون إلى مستوى الوسواس بقضية المعارضة والصراع المحتدم بين كبار الأمراء إلى درجة تجعله بعيدا تماما عن أحوال العالم الخارجي التي لا تصدق مثل هذه القصص.
تعاميم بلد التوحيد
......................
ترى ما هو رأي هيئة كبار العلماء إن كان شخص مسؤول في إدارة حكومية لا يريد أن يعلق صور الملك وإخوانه وتلزمه الدولة؟ أمير القصيم أرسل تعميما شديد اللهجة لأحد القطاعات الحكومية في مدينة بريدة مضمونه أنه ورد إلى سموه أن مكتب مدير الجهة أو الإدارة لا يوجد فيه صور لولاة الأمر، وبناء عليه يجب على المسؤول المذكور تعليق الصور خلال مدة لا تزيد عن أربع وعشرين ساعة، هكذا بالضبط.
شكر لسلطان
.................
من ضمن المظاهر التي أصبحت عادية وتتكرر بشكل طبيعي تزيين المباني والمؤسسات واستكمال تجهيزها شكليا استعدادا للحظة الافتتاح أو مجرد مرور سموه، إلى درجة أن أصبح الناس يتمنون أن يفتتح صاحب السمو أي شيئ قريب من منطقتهم حتى يتم سفلتة الشوارع وتحسين وضع المنطقة. ولهذا السبب يتقدم سكان الشارع الذي شيدت فيه كلية الأمير سلطان الأهلية في الرياض بالشكر للأمير سلطان على مروره على شارعهم لحضور افتتاح الكلية مما حدا بالبلدية أن تسفلت وتنظف وتزين الشارع بعد أن كان في حالة يرثى لها. لكن يبدو أن المشكلة لا تخص آل سعود فقد تعلم المسؤولون الصغار هذا العرف بالطبع على مستوى أقل، حيث يزين المبنى أو المؤسسة التي ستفتتح وبعد ذلك يتم "تشليح" التجهيزات لأحد الجهات المعنية لانتهاء مهمة التزيين. قصة طريفة حصلت في مدرسة ابتدائية في حي النخيل في الرياض جهزت بالكامل لأجل أن يفتتحها وكيل تعليم البنات، وبعد انتهاء الحفل نزعت كل التجهيزات وسلمت لمجموعة من الذين كانوا قد أقرضوا القائمين على الحفل. قامت مديرة المدرسة بعدها بتوزيع أوراق استجداء تبرعات لإنقاذ المدرسة بتجهيزات إسعافية كون اسمها افتتحت وليس فيها شيء أبدا.
مشعل الكبير
....................
لوحظ في الفترة الأخيرة كثرة ظهور الأمير مشعل مقدما على الأمير سلطان ومشاركته في أنشطة لم يكن يشارك فيها من قبل فضلا عن مشاركة مع الأمير سلطان في سباق الهجن، فهل يعتبر هذا فرضا للأمير مشعل من قبل الأمير عبد الله أو هو احتواء من الأمير سلطان للأمير مشعل وتحويله لمعسكره؟ معلومات الحركة تقول لا هذا ولا ذاك فلو كان الأمير عبد الله يريد أن يبرز شخصا لأبرز الأمير بندر ولو كان الأمير سلطان يريد أن يحتوي مشعل لاحتواه باسلوب لا يبرزه ويقدمه عليه. كل ما في الأمر -والله أعلم- أن الأمير مشعل أحس أن السباق للعرش يحتاج ظهور في كثير من الأحيان مفتعل ولهذا دس أنفه في أمور لم يكن يدسه فيها من قبل.
وجرأة الصحافة الغريبة
.........................
لا يزال مستوى النقد في الصحف يتزايد بطريقة تؤكد أنها سياسة مقصودة وليست فلتات تجاوزت الرقيب. وكما ذكرنا في النشرة الماضية فقد وصل النقد لسياسية الدولة ككل وليس مجرد نقد وزارة أو وزير. عبارة هامة وخطيرة كتبها الكاتب عابد خزندار في عموده اليومي في عكاظ أن إحصائيات وزارة الصحة عن عدد المستشفيات والأسرة والمراكز الصحية والأطباء المحليين ليست إنجازا لان الزيادة السكانية في المملكة أكبر من حجم الزيادات التي ترددها الوزارة. وفي تعليق للكاتب د/ حمود أبو طالب عن وزارة المواصلات وكيف أن الوزارة رصدت 20 مليار ريال لإنشاء خمسة طرق في المملكة وكيف أن من الواجب أن يتم ذكر مده من الزمن لإنجاز هذه الطرق قال الكاتب إن أسطوانة الشبكة العملاقة في المملكة والأفضل في الشرق الأوسط هي من صيغ المبالغة التي أرهقت الوزارة ولم تفدها. ودعى الله أن يعين المواطنين على الانتظار حتى تنفذ الوزارة الطرق التي ذكرت. وفي خبر في عكاظ كذلك جاء في مقال بعنوان " أهالي حائل يصلحون الطرقات بخشم الريال" ان اهالي بعض قرى محافظة حائل فقدوا الامل في أي مساعدة من وزارة المواصلات من اجل ايصال خدمة الطرق لقراهم مما جعلهم يتبرعون لأنفسهم من اجل إنشاء الطرق.