تسجيل الدخول

View Full Version : ماذا عن أهداف خاطفي الطائره السعوديه البلوي والفريدي


درب العرب
05-12-2000, 11:13 PM
ربما استشرف كثيرون حوادث معينة تقع في المملكة من خلال استقراء الأحداث والأوضاع لكن لم يتوقع أحد أن تصل الحال إلى خطف الطائرات. ولربما كان أداء الخاطفين ساذجا وبسيطا أمام الكاميرات والميكروفونات لكن الحدث بجملته وفحوى كلام الخاطفين ليس ساذجا ولا بسيطا. في نظرنا يحتوي الحدث على عناصر كثيرة تجعله مِفصليا في تطور أوضاع المملكة.

العنصر الأول كون العمل خطف طائرة وهو عمل لا يقدم عليه إلا شخص شديد الأيمان بفكرته التي دبر الخطف من أجلها، فالخطف ليس حدثا رخيصا أو بلا ثمن بل هو حدث ذا مستوى عال من المخاطرة ويحتاج إلى استعداد نفسي وعقلي وفكري كبير. معنى هذا الكلام أن دوافع الخاطفين كانت قوية جدا لأن تدفعهما لهذا التصرف، ومعناه كذلك أن الخاطفين ربما ظنا أن ليس هناك وسيلة أخرى لتحقيق هدفهما إلا الخطف.

العنصر الثاني كون الخاطفين من أهل البلد، فلو كانا من جنسية أخرى لكان التفسير الأمني المؤقت للمسألة أكثر من كاف لها، لكن كونهما من اهل البلد جعل المسألة الأمنية مسألة ثانوية جدا. ثم إن هناك بعد آخر لهذه القضية وهو عدم حصول خطف طائرات سابقا من أفراد من أهل البلد مما يعني أن حاجزا نفسيا صلبا كسر بسبب بواعث قوية جدا أدت لكسره. كسر هذا الحاجز لا يعني بالضرورة أن تكون الخطوة القادمة خطف طائرة لأن الذي كسر ليس حاجزا أمنيا في المطار بل حاجز نفسي كبير في قلوب الناس وأذهانهم.

العنصر الثالث أن الخاطفين ينتميان إلى قبائل معروفة من القبائل التي يفترض أن النظام يعتمد عليها في رجال الأمن والجيش والحرس الوطني ومع ذلك بادرا بالخطف ومواجهة النظام. ولا تأتي أهمية هذه القضية من مجرد كونهما مثالا استثنائيا لأفراد قبائل موالية، بل تأتي من كون تداعيات الحدث الأخرى ستجعل الحادث ذات إطلالات على بقية أفراد القبيلة التي سيفكر أبناؤها لماذا أقدم فلان على عميلة خطف كهذه. إذا كان هناك استنتاج بين أفراد القبيلة أن العمل حتى لو كان خاطئا فإن المطالب مشروعه فلربما تحدث هذه القضية نقلة في طريقة تفكير هذه القبائل الموالية والتي يعاني أفرادها الآخرون مثل ما تعاني كل القبائل وهو مصيبة التحول إلى حرس وخدم لآل سعود مقابل فتات موائدهم. هذه القبائل سئمت التفرج على آل سعود وهم يستحوذون على مال الأمة وموارد الدولة بينما يستمرون هم في تقديم خدمة الحراسة والجباية لآل سعود.

العنصر الرابع أن الخاطفين من رجال الأمن فالأول فيصل البلوي ملازم أول في المباحث ويعمل في أمن مطار جدة والثاني هو الملازم أول شايع الفريدي ويعمل في حرس الحدود. وكلا الشخصين لهما ملفات نظيفة في الخدمة وكانا على وشك ان يرقيا لرتبة نقيب ولهذا دلالة كبيرة جدا. وهذا دليل صارخ على أن رجال الأمن ليسوا في حصانة مما يعاني منه الشعب، بل يعانون مثل ما يعاني، وربما هناك من يعاني منهم أكثر من آحاد الشعب، أولا بسبب الإهانات في النظام العسكري المسخر لخدمة آل سعود، وثانيا كونهم يشعرون بعقدة الذنب أنهم يعملون حماة للظالم وأعوانا على الظلم مما يجعل التململ عندهم أكثر من غيرهم. نعم لربما لا يصرحون بذلك بسهولة لكن الكثير ممن يعرف رجال الأمن يستطيع سماع ذلك منهم خاصة وأن المملكة لا تعاني من وجود حاجز بين رجال الأمن والناس مما جعل رجال الأمن مثالا عاديا للشخص العادي. وكون ملف الشخصين نظيف فيما يخص الدولة هو من الدلالات الأخرى على أن مشكلتهما التي أدت بهما لأن يقدما على هذا العمل ليست منبثقة من مشكلة عداء شخصي لمسؤول أو أحد أفراد الأسرة ولكنها على الأرجح المعاناة العامة للناس التي ساقتهما لذلك سوقا.

العنصر الخامس أن الخاطفين لم يطالبا بفدية أو بإطلاق سراح قريب لهم أو شخص منتم لتنظيم يتبعون له بطريقة ابتزازية كما هي الحال في كثير من حوادث الخطف، بل كانت مطالبهما سياسية واجتماعية تدور حول المساواة والشفافية والمشاركة السياسية وإبعاد الجيوش الغربية عن البلد. وهذه كذلك سابقة عجيبة أن يقوم شخص سعودي -إن صحت التسمية- بايصال رسالة من هذا القبيل عن طريق خطف طائرة. وكأن لسان حال الخاطفين يقول إن حرية التعبير في داخل البلد أمر من أحلام اليقظة بل حتى إيصال الرسالة بالطرق السلمية العادية وغيرها كما يفعل الذين يعملون من لندن لم تجد نفعا فلم يبق إلا هذه الطريقة التي قد تكون غير مقبولة لكنها قطعا أقوى بكثير من الناحية الإعلامية والسياسية من أي وسيلة أخرى، ولعل ازدحام الميكروفونات أمام الخاطفين مصداق لهذا النوع من التفكير. ولهذا العنصر دلالة أخرى أن معاناة الناس ليست فقط بسبب الظلم وانتهاك حقوق الإنسان بل هناك قضية هامة تخص المملكة بالذات وهي سوء التصرف بالمال العام وكمية النهب الهائل الذي تقوم به الأسرة الحاكمة. ثم هناك مطلب آخر استغرب منه كثير ممن سمعه من غير سكان المملكة وهو طلب تحسين الخدمات!! ولعل هذا دليل على أن التذمر من تدهور الخدمات ونهب المال العام أصبح بتلك الدرجة من السوء إلى أن صار قضية سياسية يطالب بها مختطفوا طائرة.

العنصر السادس أن الخاطفين عجلا بحسم المسألة حتى قبل أن يعلم الركاب أن الطائرة مخطوفة ربما حتى يثبتا أنهما لا يريدان شرا بالركاب ولا يرغبان في ايذائهم وكل ما يريدانه هو ايصال رسالتهما للعالم بأسلوب فعال. وهذه الملاحظة إذا ما أضيفت لملاحظة نظافة ملفهما الشخصي تدل فعلا على إن الدوافع عامة وليست خاصة.

العنصر السابع أن العملية تبدو من خلال قراءة تفاصيلها عملية فردية غير منطلقة من تنظيم أو جهة منظمة. ولا حاجة بنا للخوض في شرح هذه التفاصيل التي تؤدي إلى هذا الاستنتاج، إنما المهم أن كون الحادث فردي يدل أكثر على قوة تأثير المعاناة في اتخاذ مثل هذا القرار، ذلك لأن المجموعة أو الجهة المنظمة تكون لها اجندة أو أهداف تعمل لأجلها حتى لو لم تكن الدوافع كافية بسبب قدرتها على رسم الأهداف والتخطيط من أجل تنفيذها. وإذا فهم هذا العنصر جيدا لربما نستنتج أنه مثلما أدت المعاناة بهذين الشخصين أن يخطفا طائرة لإظهار رسالتهما فلا يستبعد أن يقوم آخرون بعمل آخر أشد مفاجأة من هذا العمل بسبب نفس الدوافع، فالدوافع الفردية لا تؤدي إلى اختيار الوسائل بعناية ولا تنفيذها بطريقة متقنة.

العنصر الثامن أن الشخصين بدا أنهما من آحاد الناس العاديين دون توجه فكري معين وعلى الخصوص لم يبد عليهما مظهر الاسلاميين. وهذا دليل آخر على أن الذي يشتكي من سوء الأحوال ليس المصنفين أصوليين كما يدعون إنما هم كافة شرائح الناس بل أوساط الناس ممن يعتبر هؤلاء أفضل مثال لهم.

إذا وضعنا كل هذه العناصر في الحسبان يتبين أن القضية أكبر بكثير من كونها مجرد ثغرة أمنية في المطار كما يزعم الأمير نايف في مقابلته لجريدة الرياض، بل هي انعكاس بصوت مرتفع جدا لواقع خطير في المملكة تمظهر هذه المرة على شكل خطف طائرة بطريقة شبه تلقائية وربما يتمظهر في المرة الآتية بأشكال أكثر خطورة وتأثير. لكن المشكلة الحقيقية أكبر من ذلك، المشكلة هي عجز آل سعود عن تجاوز التفسير الأمني للقضية وقناعتهم أن كل ما يجب أن يهتموا به هو كيف تمكن شخصان من الدخول للطائرة باسلحتهم؟ ومعنى هذا أن كلام الأمير نايف ليس للاستهلاك المحلي والإعلامي بل هي الحد النهائي لقدرته على تصور المسألة. بل إن ما لم يعلن من قرارات الأمير نايف بخصوص المسألة -سوى ما قاله في جريدة الرياض- يدل بشكل أكيد على إنه لم يتجاوز التفسير الأمني للقضية، حيث تضمنت قرارات الأمير نايف منع كل الضباط من السفر إلى أجل غير مسمى كما تضمنت تعميمات سرية بإقصاء تدريجي للضباط القبليين أيا كانت قبيلتهم من المطارات. هذا يعني أن المسكين فهم أن المشكلة هي في الضباط وخصوصا في الضباط القبليين!!! نصيحة مخلصة لآل سعود أن يدرسوا حادث الطائرة بعمق وتجرد ويتأملوا في هذه العناصر بدقة. كلمة أخيرة نقولها من باب الاحتياط أننا لا نقبل أن يفهم من هذا التحليل قبولنا بمبدأ خطف الطائرات أو أي عمل يؤخذ فيه البريئ بجريرة المجرم.

بندرالشوق
06-12-2000, 02:16 AM
صح لسانك وبارك الله فيك...

درب العرب
06-12-2000, 02:30 AM
أشكرك على لطفك والله يقدرنا على فعل الخير
ويعوضنا في أعلامنا خير منه
وخليك ومثالك لنا دوم
ونتمنى تفاعل أكثر على ما يطرح بأراء عاقله
ذات منظور سياسي ذو فائده
وشكرا

المجهول331
06-12-2000, 04:31 AM
متشكرين لك

[جامبوجت
07-12-2000, 01:38 PM
لماذا دائماً نرمي باللوم على من أعلى منا ألا تعتقد بأن هذه مسرحية فصولها قصيرة جداً وذلك بسبب وقوف ولي العهد وقفته الشديدة تجاه الإنتفاضه ومُساندته لها . وتذكر يا اخي عندما وقف الأمير عبدالعزيز رحمه الله **إسمح لي إذا أخطأت بالإسم ** عندما طلب بإيقاف تصدير النفط عن الصليبين ماذا حدث له وتلك الإنفجارات التي تحدث وأُجزم بأنها من تدابيرهم أبناء القردة والخنازير للزعزعة فقط يعني بالعامية ** أما أن تسكت يا ولي العهد وإلا شوف شو حيصير لكم من مشاكل داخلية ** والبيب بالإشارةِ يفهمو . وهذا ليس بدفاع عن احد .
مُسلم عربي فلسطيني
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
وكُل عام وانتم بخير بمناسبة شهر رمضان المبارك .

ذكي مجتهد
07-12-2000, 03:37 PM
لست مع الخاطفان مع أي إتجاه فلسفي
كانا عليه أو يقصدانه ..

ربما كان في الطائرة مريض يحتاج
إسعاف عاجل ..

أو طالب فاته أمر هام ..
أو رجل أعنال تسببوا في حرمانه ..
......... ألخ .

المهم أن أي عمل سياسي لا يليق اتخاذه
بمثل هذه الحركة ..
الحرج عليهما و على أقاربهما و على زملائهما
وعلى أفراد الجهات العسكرية أكبر من أي كسب
قد يعتبر أنه تحقق من عمليتهما ..

النظام الحاكم قد تنبه و سيعمل على
المزيد من التتبع و كتم الأنفاس ..

كان الأجدر أن يتحليا بالصبر ..
و أن يعملا بأناة ..
بلادي لا عوض عنها ..
و مجتمعي لا عوض عنه ..
وهاذان ليسا هما النظام السياسي ..

كان الأجدر بهما أن يكونا خلية سياسية ..
متزنة و ذكية و هادئة ..
يبثان من خلالها توجهاتهما ..
ويجمعان معهما زملائهما ..
ويوسعان الحلقة الى كل ضباط الأمن العام ..
و المباحث و الإستخبارات ..
ورجال وقادة الجيش و ضباطه بمختلف فئاته ..

ثم مع فئات المجتمع الأخرى ..
خاصة ..
خاصة ..
خاصة .. طلبة المدارس و الجامعات ..

المفترض أن يتجنبا رمي أنفسهما خارج
مجال القدرة على ممارسة النشاط المضاد
للنظام السياسي الذي يسعى به الدود ..

و .. أين ذهبا ؟
ذهبا الى الإلتجاء الى نظام أكثر فسادا ..
وأقسى مرضا .. و أعنف فعلا .. أهوج غبي أعمى ..
و .. فوق ذلك كله منحرف عن الدين القويم ..
نظام علماني بحت .. بعثي عفلقي ماركسي ..

يا للتفاهه فيما فعله هاذان الشابان المراهقان ..
لقد كشفا أنهما سطحيان فكرا ..
وسمجان تخطيطيا ..
وغير مثقفان ..

منفعلان بجهل .. قد أساء الى الشعب الأبي الشامخ ..
و الى قبيلتيهما العربيتين المسالمتين ..

إن ألم الذل الذي يعاني منه شيوخ هاذين
القبيلتين الذين يواجهونه هموا و كل شيوخ
القبائل العربيه الكريمة من النظام الأسروي
الحالكم لكبير جدا ،، الذي لكونه لا يتحدر
نسبه من مشيخة قبائليه فعمد الى إهانه رجالات
القبائل و شيوخها ليخلي لنفسة كل عناصر السمو ..

هذا الذل لهو أعظم ..
لهو أعظم من شعور هاذين الضابطين ..

ومن أراد أن يناضل ضد الحاكم المنحرف لا يبتعد ..
بل يحافظ على نفسه .. و على بقائه ..
و يعمل بصمت و تأني ..
و يجمع الأنصار من حوله ..
شيئا فشيئا وقليلا فقليلا ..

لا دائم الا وجه الله تعالى ..
والنظام الفاسد مصيره البوار بإذن الله ..
*[" وتلك الأيام نداولها بين الناس "]*

و .. بتعبير آخر ..
لقد قام الضابطان بحركة غبية فاشله من مجاميعه ..

لقد كان أشرف لهما لو ضحيا بنفسيهما ..
بالقيام بعمل بطولي ..
علنا داخل الوطن ..
خيرا من الهروب الى خارجه ..

تحياتي أخي العزيز .. حلم العرب اليوم ..